دروس حوزه علمیه جدید پایه 5 صفحه 24

صفحه 24

ولکنّ الصحیح - الواضح لکلّ مفکّر - أنّ الخاصّ لیس من وجوه العامّ ، بل الأمر بالعکس من ذلک ؛ فإنّ العامّ هو وجه من وجوه الخاصّ ، وجهه من جهاته. ولذا قلنا بإمکان القسم الثالث وهو «الوضع العامّ والموضوع له الخاص» ؛ لأنّا إذا تصوّرنا العامّ فقد تصوّرنا فی ضمنه جمیع أفراده بوجه ، فیمکن الوضع لنفس ذلک العامّ من جهه تصوّره بنفسه ، فیکون من القسم الثانی ، ویمکن الوضع لأفراده من جهه تصوّرها بوجهها ، فیکون من الثالث ، بخلاف الأمر فی تصوّر الخاصّ ، فلا یمکن الوضع معه إلاّ لنفس ذلک الخاصّ ، ولا یمکن الوضع للعامّ ؛ لأنّا لم نتصوّره أصلا ، لا بنفسه بحسب الفرض ولا بوجهه ؛ إذ لیس الخاصّ وجها له (1). ویستحیل الحکم علی المجهول المطلق.

6. وقوع الوضع العامّ و الموضوع له الخاصّ و تحقیق المعنی الحرفی

اشاره

أمّا وقوع القسم الثالث : فقد قلنا : إنّ مثاله وضع الحروف ، وما یلحق بها من أسماء الإشاره والضمائر والموصولات والاستفهام ونحوها.

وقبل إثبات ذلک لا بدّ من تحقیق معنی الحرف وما یمتاز به عن الاسم ، فنقول : الأقوال فی وضع الحروف وما یلحق بها من الأسماء ثلاثه :

1. إنّ الموضوع له فی الحروف هو بعینه الموضوع له فی الأسماء المسانخه لها فی المعنی ، فمعنی «من» الابتدائیّه هو عین معنی کلمه «الابتداء» بلا فرق ، وکذا معنی «علی» معنی کلمه «الاستعلاء» ، ومعنی «فی» معنی کلمه «الظرفیّه» ... وهکذا.

وإنما الفرق فی جهه أخری ، وهی أنّ الحرف وضع لأجل أن یستعمل فی معناه إذا لوحظ ذلک المعنی حاله وآله لغیره - أی إذا لوحظ المعنی غیر مستقلّ فی نفسه - ، والاسم وضع لأجل أن یستعمل فی معناه إذا لو حفظ مستقلاّ فی نفسه ؛ مثلا مفهوم «الابتداء» معنی واحد وضع له لفظان : أحدهما لفظ «الابتداء» ، والثانی کلمه «من» ، لکنّ الأوّل وضع له ؛

[شماره صفحه واقعی : 29]


1- لا یخفی أنّ العامّ أیضا بما أنّه عامّ لا یمکن أن یکون مرآه للخاصّ بما أنّه خاصّ ، فإنّا إذا تصوّرنا «الإنسان» بما أنّه إنسان لا یحکی إلاّ عن الإنسانیّه الصرفه ، نعم ، إذا تصوّرناه بما أنّه صادق علی الأفراد یحکی عنها بالإجمال.
کتابخانه بالقرآن کتابخانه بالقرآن
نرم افزار موبایل کتابخانه

دسترسی آسان به کلیه کتاب ها با قابلیت هایی نظیر کتابخانه شخصی و برنامه ریزی مطالعه کتاب

دانلود نرم افزار کتابخانه