رساله توضیح المسائل مطابق با فتاوای حضرت آیه الله العظمی آقای حاج وحید خراسانی (مدظلّه) صفحه 961

صفحه 961

مَأَلُوه، وَخالِقَ کُلِّ مَخْلُوق، وَوارِثَ کُلِّ شَیْء (لَیسَ کَمِثْلِهِ شَیءٌ ) وَ لا یعْزُبُ عَنْهُ عِلْمُ شَیْء وَ هُوَ بِکُلِّ شَیْء مُحیطٌ وَ هُوَ عَلی کُلِّ شَیْء رَقیبٌ. أَنْتَ اللّهُ لا إِلهَ إِلا أَنْتَ الاَْحَدُ الْمُتَوَحِّدُ، الْفَرْدُ الْمُتَفَرِّدُ. وَ أَنْتَ اللّهُ لا إِلهَ إِلا أَنْتَ الْکَریمُ الْمُتَکَرِّمُ، الْعَظیمُ الْمُتَعَظِّمُ، الْکَبیرُ الْمُتَکَبِّرُ. وَ أَنْتَ اللّهُ لا إِلهَ إِلا أَنْتَ الْعَلِیُّ الْمُتَعالِ، الشَّدیدُ الْمِحالِ. وَ أَنْتَ اللّهُ لا إِلهَ إِلا أَنْتَ الرَّحْمنُ الرَّحیمُ، الْعَلیمُ الْحَکیمُ. وَ أَنْتَ اللّهُ لا إِلهَ إِلا أَنْتَ السَّمیعُ الْبَصیرُ، الْقَدیمُ الْخَبیرُ. وَ أَنْتَ اللّهُ لا إِلهَ إِلا أَنْتَ الْکَریمُ الاَْکْرَمُ، الدّائِمُ الاَْدْوَمُ. وَ أَنْتَ اللّهُ لا إِلهَ إِلا أَنْتَ الاَْوَّلُ قَبْلَ کُلِّ أَحَد، وَالآخِرُ بَعْدَ کُلِّ عَدَد. وَ أَنْتَ اللّهُ لا إِلهَ إِلا أَنْتَ الدّانی فی عُلُوِّهِ وَ الْعالی فی دُنُوِّهِ. وَ أَنْتَ اللّهُ لا إِلهَ إِلا أَنْتَ ذُو الْبَهاءِ وَ الْمَجْدِ وَ الْکِبْرِیاءِ وَ الْحَمْدِ. وَ أَنْتَ اللّهُ لا إِلهَ إِلا أَنْتَ الَّذی أَنْشَأْتَ الأَشْیاءَ مِنْ غیرِ سِنْخ، وَصَوَّرْتَ ماصَوَّرْتَ مِنْ غَیرِ مِثال، وَابْتَدَعْتَ الْمُبْتَدَعاتِ بِلا احْتِذاء. أَنْتَ الَّذی قَدَّرْتَ کُلَّ شَیْء تَقْدیراً، وَیسَّرْتَ کُلَّ شَیْء تَیسیراً، وَدَبَّرْتَ ما دُونَکَ تَدْبیراً. أَنْتَ الَّذی لَمْ یعِنْکَ عَلی خَلْقِکَ شَریکٌ وَ لَمْ یوازِرْکَ فی أَمْرِکَ وَزیرٌ وَ لَمْ یکُنْ لَکَ مُشاهِدٌ وَ لا نَظیرٌ. أَنْتَ الَّذی أَرَدْتَ فَکانَ حَتْماً ما أَرْدْتَ، وَقَضَیتَ فَکانَ عَدْلاً ما قَضَیتَ، وَحَکَمْتَ فَکانَ نِصْفاً ما حَکَمْتَ. أَنْتَ الَّذی لا یحْویکَ مَکانٌ وَ لَمْ یقُمْ لِسُلْطانِکَ سُلْطانٌ وَ لَمْ یعْیکَ بُرْهانٌ وَ لا بَیانٌ. أَنْتَ الَّذی أَحْصَیتَ کُلَّ شَیْء عَدَداً، وَجَعَلْتَ لِکُلِّ شَیْء أَمَداً وَ قَدَّرْتَ کُلَّ شَیْء تَقْدیراً. أَنْتَ الَّذی قَصُرَتِ الاَْوْهامُ عَنْ ذاتِیتِکَ، وَعَجَزَتِ الاَْفْهامُ عَنْ کَیفِیتِکَ

وَ لَمْ تُدْرِکِ الاَْبْصارُ مَوْضِعَ أَینِیتِکَ.

أَنْتَ الَّذی لا تُحَّدُّ فَتَکُونَ مَحْدُوداً، ولَمْ تُمَثَّلْ فَتَکُونَ مَوْجُوداً وَ لَمْ تَلِدْ فَتَکُونَ مَوْلُوداً. أَنْتَ الَّذی لا ضِدَّ مَعَکَ فَیعانِدَکَ وَ لا عِدْلَ لَکَ فَیکاثِرَکَ وَ لا نِدَّ لَکَ فَیعارِضَکَ. أَنْتَ الَّذِی ابْتَدَأَ وَاخْتَرَعَ، وَاسْتَحْدَثَ وَابْتَدَعَ، وَأَحْسَنَ صُنْعَ ما صَنَعَ.

سُبْحانَکَ ما أَجَلَّ شَأْنَکَ! وَأسْنی فِی الاَْماکِنِ مَکانَکَ! وَأَصْدَعَ بِالْحَقِّ فُرْقانَکَ! سُبْحانَکَ مِنْ لَطیف ما أَلْطَفَکَ! وَرَؤُوف ما أَرْأَفَکَ! وَحَکیم ما أَعْرَفَکَ! سُبْحانَکَ مِنْ مَلیک ما أَمْنَعَکَ! وَجَواد ما أَوْسَعَکَ! وَرَفیع ما أَرْفَعَکَ! ذُو الْبَهاءِ وَ الْمَجْدِ وَ الْکِبْرِیاءِ وَ الْحَمْدِ. سُبْحانَکَ بَسَطْتَ بِالْخَیراتِ یدَکَ، وَعُرِفَتِ الْهِدایهُ مِنْ عِنْدِکَ، فَمَنِ الْتَمَسَکَ لِدین أَوْ دُنْیا وَجَدَکَ. سُبْحانَکَ خَضَعَ لَکَ مَنْ جَری فی عِلْمِکَ، وَخَشَعَ لِعَظَمَتِکَ ما دُونَ عَرْشِکَ، وَانْقادَ لِلتَّسْلیمِ لَکَ کُلُّ خَلْقِکَ. سُبْحانَکَ لا تُحَسُّ وَ لا تُجَسُّ وَ لا تُمَسُّ وَ لا تُکادُ وَ لا تُماطُ وَ لا تُنازَعُ وَ لا تُجاری وَ لا تُماری وَ لا تُخادَعُ وَ لا تُماکَرُ. سُبْحانَک سَبیلُکَ جَدَدٌ، وَأَمْرُکَ رَشَدٌ وَ أَنْتَ حَیٌّ صَمَدٌ. سُبْحانَکَ قَوْلُکَ حُکْمٌ، وَقَضاؤُکَ حَتْمٌ، وَإِرادَتُک عَزْمٌ. سُبْحانَکَ لا رادَّ لِمَشِیتِکَ وَ لا مُبَدِّلَ لِکَلِماتِکَ. سُبْحانَکَ باهِرَ الاْیاتِ، فاطِرَ السَّماواتِ، بارِئَ النَّسَماتِ. لَکَ الْحَمْدُ حَمْداً یدُومُ بِدَوامِکَ. وَ لَکَ الْحَمْدُ حَمْداً خالِداً بِنِعْمَتِکَ.

وَ لَکَ الْحَمْدُ حَمْداً یوازی صُنْعَکَ. وَلَک الْحَمْدُ حَمْداً یزیدُ عَلی رِضاکَ. وَ لَکَ الْحَمْدُ حَمْداً مَعَ حَمْدِ کُلِّ حامِد، وَشُکْراً یقْصُرُ عنْهُ شُکْرُ کُلِّ شاکِر، حَمْداً لا ینْبَغی إِلا لَکَ وَ لا یتَقَرَّبُ بِهِ إِلا إِلَیکَ، حَمْداً یسْتَدامُ بِهِ الاَْوَّلُ، وَیسْتَدْعی بِهِ دَوامُ الاْخِرِ، حَمْداً یتَضاعَفُ عَلی کُرُورِ الاَْزْمِنَهِ، وَیتَزایدُ أَضْعافاً مُتَرادِفَهً، حَمْداً یعْجِزُ عَنْ إِحْصائِهِ الْحَفَظَهُ، وَیزیدُ عَلی ما أَحْصَتْهُ فی کِتابِکَ الْکَتَبَهُ، حَمْداً یوازِنُ

عَرْشَکَ الْمَجیدَ، وَیعادِلُ کُرْسِیکَ الرَّفیعَ، حَمْداً یکْمُلُ لَدَیکَ ثَوابُهُ، وَیسْتَغْرِقُ کُلَّ جَزاء جَزاؤُهُ، حَمْداً ظاهِرُهُ وَفْقٌ لِباطِنِهِ، وَباطِنُهُ وَفْقٌ لِصِدْقِ النِّیهِ فیهِ، حَمْداً لَمْ یحْمَدْکَ خَلْقٌ مِثْلَهُ وَ لا یعْرِفُ أَحَدٌ سِواکَ فَضْلَهُ، حَمْداً یعانُ مَنِ اجْتَهَدَ فی تَعْدیدِهِ، وَیؤَیدُ مَنْ أَغْرَقَ نَزْعاً فی تَوْفِیتِهِ، حَمْداً یجْمَعُ ما خَلَقْتَ مِنَ الْحَمْدِ، وَینْتَظِمُ ما أَنْتَ خالِقُهُ مِنْ بَعْدُ، حَمْداً لا حَمْدَ أَقْرَبُ إِلی قَوْلِکَ مِنْهُ وَ لا أَحْمَدَ مِمَّنْ یحْمَدُکَ بِهِ، حَمْداً یوجِبُ بِکَرَمِکَ الْمَزیدَ بِوُفُورِهِ، تَصِلُهُ بِمَزید بَعْدَ مَزید طَوْلاً مِنْکَ، حَمْداً یجِبُ لِکَرَمِ وَجْهِکَ، وَیقابِلُ عِزَّ جَلالِکَ. رَبِّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَ آلِ مُحَمَّد الْمُنْتَجَبِ الْمُصْطَفی، الْمُکَرَّمِ الْمُقَرَّبِ، أَفْضَلَ صَلَواتِکَ وَ بارِکْ عَلَیهِ أَتَمَّ بَرَکاتِکَ، وَتَرَحَّمْ عَلَیهِ أَمْتَعَ رَحَماتِکَ. رَبِّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَ آلِهِ، صَلاهً زاکِیهً، لا تَکُونُ صَلاهٌ أَزْکی مِنْها وَ صَلِّ عَلَیهِ صَلاهً نامِیهً، لا تَکُونُ صَلاهٌ أَنْمی مِنْها وَ صَلِّ عَلَیهِ صَلاهً راضِیهً لا تَکُونُ صَلاهٌ فَوْقَها. رَبِّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَ آلِهِ، صَلاهً تُرْضیهُ وَتَزیدُ عَلی رِضاهُ وَ صَلِّ عَلَیهِ صَلاهً تُرْضیکَ وَتَزیدُ عَلی رِضاکَ لَهُ وَ صَلِّ عَلَیهِ صَلاهً لا تَرْضی لَهُ إِلا بِها وَ لا تَری غَیرَهُ لَها أَهْلاً. رَبِّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَ آلِهِ، صَلاهً تُجاوِزُ رِضْوانَکَ، وَیتَّصِلُ اتِّصالُها بِبَقائِکَ وَ لا ینْفَدُ کَما لا تَنْفَدُ کَلِماتُکَ. رَبِّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَ آلِهِ، صَلاهً تَنْتَظِمُ صَلَواتِ مَلائِکَتِکَ، وَأَنْبِیائِکَ، وَرُسُلِکَ، وَأَهْلِ طاعَتِکَ، وَتَشْتَمِلُ عَلی صَلَواتِ عِبادِکَ، مِنْ جِنِّکَ، وَإِنْسِکَ، وَأَهْلِ إِجابَتِکَ، وَتَجْتَمِعُ عَلی صَلاهِ کُلِّ مَنْ ذَرَأْتَ وَبَرَأْتَ مِنْ أَصْنافِ خَلْقِکَ. رَبِّ صَلِّ عَلَیهِ وَ آلِهِ، صَلاهً تُحیطُ بِکُلِّ صَلاه سالِفَه وَمُسْتَأْنَفَه وَ صَلِّ عَلَیهِ وَ عَلی آلِهِ، صَلاهً مَرْضِیهً لَکَ وَلِمَنْ دُونَکَ، وَتُنْشِئُ مَعَ ذلِکَ صَلَوات

تُضاعِفُ مَعَها تِلْکَ الصَّلَواتِ عِنْدَها، وَتَزیدُها عَلی کُرُورِ الاَْیامِ زِیادَهً فی تَضاعیفَ لایعُدُّها غَیرُکَ. رَبِّ صَلِّ عَلی أَطائِبِ أَهْلِ بَیتِهِ الَّذینَ اخْتَرْتَهُمْ لاَِمْرِکَ، وَجَعَلْتَهُمْ خَزَنَهَ عِلْمِکَ، وَحَفَظَهَ دینِکَ وَ خُلَفاءَکَ فی أَرْضِکَ وَ حُجَجَکَ عَلی عِبادِکَ، وَطَهَّرْتَهُمْ مِنَ الرِّجْسِ وَالدَّنَسِ تَطْهِیراً بِإِرادَتِکَ، وَجَعَلْتَهُمُ الْوَسیلَهَ إِلَیکَ وَ الْمَسْلَکَ إِلی جَنَّتِکَ. رَبِّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَ آلِهِ، صَلاهً تُجْزِلُ لَهُمْ بِها مِنْ نِحَلِکَ وَکَرامَتِکَ، وَتُکْمِلُ لَهُمُ الاَْشْیاءَ مِنْ عَطایاکَ وَنَوافِلِکَ، وَتُوَفِّرُ عَلَیهِمُ الْحَظَّ مِنْ عَوائِدِکَ وَفَوائِدِکَ. رَبِّ صَلِّ عَلَیهِ وَعَلَیهِمْ، صَلاهً لا أَمَدَ فی أَوَّلِها وَ لا غایهَ لاَِمَدِها وَ لا نِهایهَ لاِخِرِها. رَبِّ صَلِّ عَلَیهِمْ زِنَهَ عَرْشِکَ وَ ما دُونَهُ، وَمِلاَْ سَماواتِکَ وَ ما فَوْقَهُنَّ، وَعَدَدَ أَرَضیکَ وَ ما تَحْتَهُنَّ وَ ما بَینَهُنَّ، صَلاهً تُقَرِّبُهُمْ مِنْکَ زُلْفی، وَتَکُونُ لَکَ وَ لَهُمْ رِضاً، وَمُتَّصِلَهً بِنَظائِرهِنَّ أَبَداً. أَللّهُمَّ إِنَّکَ أَیدْتَ دینَکَ فی کُلِّ أَوان بِإِمام أَقَمْتَهُ عَلَماً لِعِبادِکَ، وَمَناراً فی بِلادِکَ، بَعْدَ أَنْ وَصَلْتَ حَبْلَهُ بِحَبْلِکَ، وَجَعَلْتَهُ الذَّریعَهَ إِلی رِضْوانِکَ، وَافْتَرَضْتَ طاعَتَهُ، وَحَذَّرْتَ مَعْصِیتَهُ، وَأَمَرْتَ بِامْتِثالِ أَومِرِهِ وَ الاِْنْتِهاءِ عِنْدَ نَهْیهِ، وَأَن لا یتَقَدَّمَهُ مُتَقَدِّمٌ وَ لا یتَأَخَّرَ عَنْهُ مُتَأَخِّرٌ، فَهُوَ عِصْمَهُ اللاّئِذینَ، وَکَهْفُ الْمُؤْمِنینَ، وَعُرْوَهُ الْمُتَمَسِّکینَ، وَبَهاءُ الْعالَمینَ. أَللّهُمَّ فَأَوْزِعْ لِوَلِیکَ شُکْرَ ما أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَیهِ، وَأَوْزِعْنا مِثْلَهُ فیهِ وَ آتِهِ مِنْ لَدُنْکَ سُلْطاناً نَصیراً، وَافْتَحْ لَهُ فَتْحاً یسیراً، وَأَعِنْهُ بِرُکْنِکَ الاَْعَزِّ، وَاشْدُدْ أَزْرَهُ، وَقَوِّ عَضُدَهُ، وَراعِهِ بِعَینِکَ، وَاحْمِهِ بِحِفْظِکَ، وَانْصْرْهُ بِمَلائِکَتِکَ، وَامْدُدْهُ بِجُنْدِکَ الاَْغْلَبِ، وَأَقِمْ بِهِ کِتابَکَ، وَحُدُودَکَ، وَشَرائِعَکَ، وَسُنَنَ رَسُولِکَ، صَلَواتُکَ اللّهُمَّ عَلَیهِ وَ آلِهِ، وَأَحْی بِهِ ما أَماتَهُ الظّالِمُونَ مِنْ مَعالِمِ دینِکَ، وَاجْلُ بِهِ صَداءَ الْجَوْرِ عَنْ طَریقَتِکَ، وَأَبِنْ بِهِ الضَّرّاءَ مِنْ سَبیلِکَ وَ أَزِلْ بِهِ النّاکِبینَ عَنْ صِراطِکَ، وَامْحَقْ بِهِ بُغاهَ قَصْدِکَ عِوَجاً،

وَأَلِنْ جانِبَهُ لأَِوْلِیائِکَ، وَابْسُطْ یدَهُ عَلی أَعْدائِکَ وَ هَبْ لَنا رَأْفَتَهُ وَ رَحْمَتَهُ وَتَعَطُّفَهُ وَتَحَنُّنَهُ وَ اجْعَلْنا لَهُ سامِعینَ مُطیعینَ، وَفی رِضاهُ ساعینَ، وَإِلی نُصْرَتِهِ وَ الْمُدافَعَهِ عَنْهُ مُکْنِفینَ، وَإِلَیک وَإِلی رَسْولِکَ صَلَواتُکَ اللّهُمَّ عَلَیهِ وَ آلِهِ بِذلِکَ مُتَقَرِّبینَ. أَللّهُمَّ وَ صَلِّ عَلی أَوْلِیائِهِمُ الْمُعْتَرِفینَ بِمَقامِهِمُ، الْمُتَّبِعینَ مَنْهَجَهُمُ، الْمُقْتَفینَ آثارَهُمُ، الْمُسْتَمْسِکینَ بِعُرْوَتِهِمُ، الْمُتَمَسِّکینَ بِوِلایتِهِمُ، الْمُؤْتَمِّینَ بِإِمامَتِهِمُ، الْمُسَلِّمینَ لأَِمْرِهِمُ، الْمُجْتَهِدینَ فی طاعَتِهِمُ، الْمُنْتَظِرینَ أَیامَهُمُ، الْمادّینَ إِلَیهِمْ أَعْینَهُمُ، الصَّلَواتِ الْمُبارَکاتِ الزّاکِیاتِ النّامِیاتِ الْغادِیاتِ الرّائِحاتِ، وَسَلِّمْ عَلَیهِمْ وَ عَلی أَرْواحِهِمْ. وَاجْمَعْ عَلَی التَّقْوی أَمْرَهُمْ، وَأَصْلِحْ لَهُمْ شُؤُونَهُمْ، وَتُبْ عَلَیهِمْ إِنَّکَ أَنْتَ التَّوّابُ الرَّحیمُ، وَخَیرُ الْغافِرینَ وَ اجْعَلْنا مَعَهُمْ فی دارِالسَّلامِ، بِرَحْمَتِکَ یا أَرْحَمَ الرّاحِمینَ. أَللّهُمَّ هذا یوْمُ عَرَفَهَ، یوْمٌ شَرَّفْتَهُ وَکَرَّمْتَهُ وَعَظَّمْتَهُ، نَشَرْتَ فیهِ رَحْمَتَکَ، وَمَنَنْتَ فیهِ بِعَفْوِکَ، وَأَجْزَلْتَ فیهِ عَطِیتَکَ، وَتَفَضَّلْتَ بِهِ عَلی عِبادِکَ. أَللّهُمَّ وَأَنَا عَبْدُکَ الَّذی أَنْعَمْتَ عَلَیهِ قَبْلَ خَلْقِکَ لَهُ، وَبَعْدَ خَلْقِکَ إِیاهُ، فَجَعَلْتَهُ مِمَّنْ هَدَیتَهُ لِدینِکَ، وَوَفَّقْتَهُ لِحَقِّکَ، وَعَصَمْتَهُ بِحَبْلِکَ، وَأَدْخَلْتَهُ فی حِزْبِکَ، وَأَرْشَدْتَهُ لِمُوالاهِ أَوْلِیائِکَ، وَمُعاداهِ أَعْدائِکَ. ثُمَّ أَمَرْتَهُ فَلَمْ یأْتَمِرْ، وَزَجَرْتَهُ فَلَمْ ینْزَجِرْ، وَنَهَیتَهُ عَنْ مَعْصِیتِکَ فَخالَفَ أَمْرَکَ إِلی نَهْیکَ، لامُعانَدَهً لَکَ وَ لا اسْتِکْباراً عَلَیکَ، بَلْ دَعاهُ هَواهُ إِلی ما زَیلْتَهُ وَإِلی ما حَذَّرْتَهُ، وَأَعانَهُ عَلی ذلِکَ عَدُوُّکَ وَعَدُوُّهُ، فَأَقْدَمَ عَلَیهِ عارِفاً بِوَعیدِکَ، راجِیاً لِعَفْوِکَ، واثِقاً بِتَجاوُزِکَ، وَکانَ أَحَقَّ عِبادِکَ مَعَ ما مَنَنْتَ عَلَیهِ أَلا یفْعَلَ. وَها أَنَا ذا بَینَ یدَیکَ صاغِراً ذَلیلاً، خاضِعاً خاشِعاً، خائِفاً مُعْتَرِفاً بِعَظیم مِنَ الذُنُوبِ تَحَمَّلْتُهُ، وَجَلیل مِنَ الْخَطایا اجْتَرَمْتُهُ، مُسْتَجیراً بِصَفْحِکَ، لائِذاً بِرَحْمَتِکَ، مُوقِناً أَنَّهُ لایجیرُنی مِنْکَ مُجیرٌ وَ لا یمْنَعُنی مِنْکَ مانِعٌ. فَعُدْ عَلَیَّ بِما تَعُودُ بِهِ عَلی مَنِ اقْتَرَفَ مِنْ تَغَمُّدِکَ، وَجُدْ عَلَیَّ بِما تَجُودُ بِهِ عَلی مَنْ أَلْقی بِیدِهِ إِلَیکَ مِنْ

عَفْوِکَ، وَامْنُنْ عَلَیَّ بِما لا یتَعاظَمُکَ أَنْ تَمُنَّ بِهِ عَلی مَنْ أَمَّلَکَ مِنْ غُفْرانِکَ وَ اجْعَلْ لی فی هذَا الْیوْمِ نَصیباً أَنالُ بِهِ حَظّاً مِنْ رِضْوانِکَ. وَ لا تَرُدَّنی صِفْراً مِمّا ینْقَلِبُ بِهِ الْمُتَعَبِّدُونََلکَ مِنْ عِبادِکَ، وَإِنّی وَ إِنْ لَمْ أُقَدِّمْ ما قَدَّمُوهُ مِنَ الصّالِحاتِ، فَقَدْ قَدَّمْتُ تَوْحیدَکَ، وَنَفْیَ الاَْضْدادِ وَ الاَْنْدادِ وَ الاَْشْباهِ عَنْکَ، وَأَتَیتُکَ مِنَ الاَْبْوابِ الَّتی أَمَرْتَ أَنْ تُؤْتی مِنْها، وَتَقَرَّبْتُ إِلَیکَ بِما لا یقْرُبُ بِهِ أَحَدٌ مِنْکَ إِلا بِالتَّقَرُّبِ بِهِ، ثُمَّ أَتْبَعْتُ ذلِکَ بِالاِْنابَهِ إِلَیکَ، وَالتَّذَلُّلِ وَ الاِْسْتِکانَهِ لَکَ، وَحُسْنِ الظَّنِّ بِکَ، وَالثِّقَهِ بِما عِنْدَکَ، وَشَفَعْتُهُ بِرَجائِکَ الَّذی قَلَّ ما یخیبُ عَلَیهِ راجیکَ وَ سَأَلْتُکَ مَسْأَلَهَ الْحَقیرِ الذَّلیلِ، الْبائِس الْفَقیرِ، الْخائِفِ الْمُسْتَجیرِ، وَمَعَ ذلِکَ خیفهً وَتَضَرُّعاً، وَتَعَوُّذاً وَتَلَوُّذاً، لا مُسْتَطیلاً بِتَکَبُّرِ الْمُتَکَبِّرینَ وَ لا مُتعالِیاً بِدالَّهِ الْمُطیعینَ وَ لا مُسْتَطیلاً بِشَفاعَهِ الشّافِعینَ، وَأَنَا بَعْدُ أَقَلُّ الاَْقَلّینَ، وَأَذَلُّ الاَْذَلّینَ، وَمِثْلُ الذَّرَّهِ أَوْ دُونَها. فَیا مَنْ لَمُ یعاجِلِ الْمُسیئینَ، وَلاینْدَهُ الْمُتْرَفینَ وَ یا مَنْ یمُنُّ بِإِقالَهِ الْعاثِرینَ، وَیتَفَضَّلُ بِإِنْظارِ الْخاطِئینَ، أَنَا الْمُسیءُ الْمُعْتَرِفُ، الْخاطِئُ الْعاثِرُ، أَنَا الَّذی أَقْدَمَ عَلَیکَ مُجْتَرِئاً، أَنَا الَّذی عَصاکَ مُتَعَمِّداً، أَنَا الَّذِی اسْتَخْفی مِنْ عِبادِکَ وَبارَزَکَ، أَنَا الَّذی هابَ عِبادَکَ وَأَمِنَکَ، أَنَا الَّذی لَمْ یرْهَبْ سَطْوَتَکَ وَ لَمْ یخَفْ بَأْسَکَ، أنَا الْجانی عَلی نَفْسِهِ، أنَا الْمُرْتَهَنُ بِبَلِیتِهِ، أنَا الْقَلیلُ الْحَیاءِ، أَنَا الطَّویلُ الْعَناءِ. بِحَقِّ مَنِ انْتَجَبْتَ مِنْ خَلْقِکَ، وَبِمَنِ اصْطَفَیتَهُ لِنَفْسِکَ، بِحَقِّ مَنِ اخْتَرْتَ مِنْ بَرِیتِکَ، وَمَنِ اجْتَبَیتَ لِشَأْنِکَ، بِحَقِّ مَنْ وَصَلْتَ طاعَتَهُ بِطاعَتِکَ، وَمَنْ جَعَلْتَ مَعْصِیتَهُ کَمَعْصِیتِکَ، بِحَقِّ مَنْ قَرَنْتَ مُوالاتَهُ بِمُوالاتِکَ، وَمَنْ نُطْتَ مُعاداتَهُ بِمُعاداتِکَ، تَغَمَّدْنی فی یوْمی هذا بِما تَتَغَمَّدُ بِهِ مَنْ جَأَرَ إِلَیکَ مُتَنَصِّلاً، وَعاذَ بِاسْتِغْفارِکَ تائِباً، وَتَوَلَّنی بِما تَتَوَلّی بِهِ أَهْلَ طاعَتِکَ، وَالزُّلْفی لَدَیکَ

وَ الْمَکانَهِ مِنْکَ، وَتَوَحَّدْنی بِما تَتَوَحَّدُ بِهِ مَنْ وَفی بِعَهْدِکَ، وَأَتْعَبَ نَفْسَهُ فی ذاتِکَ، وَأَجْهَدَها فی مَرْضاتِکَ. وَ لا تُؤاخِذْنی بِتَفْریطی فی جَنْبِکَ، وَتَعَدّی طَوْری فی حُدُودِکَ، وَمُجاوَزَهِ أَحْکامِکَ وَ لا تَسْتَدْرِجْنی بِإِمْلائِکَ لِی اسْتِدْراجَ مَنْ مَنَعَنی خَیرَ ما عِنْدَهُ وَ لَمْ یشْرَکْکَ فی حُلُولِ نِعْمَتِهِ بی. وَنَبِّهْنی مِنْ رَقْدَهِ الْغافِلینَ، وَسِنَهِ الْمُسْرِفینَ، وَنَعْسَهِ الْمَخْذُولینَ، وَخُذْ بِقَلْبی إِلی مَا اسْتَعْمَلْتَ بِهِ الْقانِتینَ، وَاسْتَعْبَدْتَ بِهِ الْمُتَعَبِّدینَ، وَاسْتَنْقَذْتَ بِهِ الْمُتَهاوِنینَ، وَأَعِذْنی مِمّا یباعِدُنی عَنْکَ، وَیحُولُ بَینی وَبَینَ حَظّی مِنْکَ، وَیصُدُّنی عَمّا أُحاوِلُ لَدَیکَ، وَسَهِّلْ لی مَسْلَکَ الْخَیراتِ إِلَیکَ وَ الْمسابَقَهَ إِلَیها مِنْ حَیثُ أَمَرْتَ وَ الْمُشاحَّهَ فیها عَلی ما أَرَدْتَ. وَ لا تَمْحَقْنی فی مَنْ تَمْحَقُ مِنَ الْمُسْتَخِفّینَ بِما أَوْعَدْتَ وَ لا تُهْلِکْنی مَعَ مَنْ تُهْلِکُ مِنَ الْمُتَعَرِّضینَ لِمَقْتِکَ وَ لا تُتَبِّرْنی فی مَنْ تُتَبِّرُ مِنَ الْمُنْحَرِفینَ عَنْ سُبُلِکَ، وَنَجِّنی مِنْ غَمَراتِ الْفِتْنَهِ، وَخَلِّصْنی مِنْ لَهَواتِ الْبَلْوی، وَأَجِرْنی مِنْ أَخْذِ الاِْمْلاءِ، وَحُلْ بَینی وَبَینَ عَدُوٍّ یضِلُّنی، وَهَویً یوبِقُنی، وَمَنْقَصَه تَرْهَقُنی وَ لا تُعْرِضْ عَنّی إِعْراضَ مَنْ لا تَرْضی عَنْهُ بَعْدَ غَضَبِکَ وَ لا تُؤْیسْنی مِنَ الاَْمَلِ فیکَ، فَیغْلِبَ عَلَیَّ الْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَتِکَ وَ لا تَمْتَحِنّی بِما لا طاقَهَ لی بِهِ، فَتَبْهَظَنی مِمّا تُحَمِّلُنیهِ مِنْ فَضْلِ مَحَبَّتِکَ. وَ لا تُرْسِلْنی مِنْ یدِکَ إِرْسالَ مَنْ لا خَیرَ فیهِ وَ لا حاجَهَ بِکَ إِلَیهِ وَ لا إِنابَهَ لَهُ وَ لا تَرْمِ بی رَمْیَ مَنْ سَقَطَ مِنْ عَینِ رِعایتِکَ، وَمَنِ اشْتَمَلَ عَلیهِ الْخِزْیُ مِنْ عِنْدِکَ، بَلْ خُذْ بِیدی مِنْ سَقْطَهِ الْمُتَرَدّینَ، وَوَهْلَهِ الْمُتَعَسِّفینَ، وَزَلَّهِ الْمَغْرُورینَ، وَوَرْطَهِ الْهالِکینَ، وَعافِنی مِمَّا ابْتَلَیتَ بِهِ طَبَقاتِ عَبیدِکَ وَ إِمائِکَ، وَبَلِّغْنی مَبالِغَ مَنْ عُنیتَ بِهِ، وَأَنْعَمْتَ عَلَیهِ، وَرَضیتَ عَنْهُ، فَأَعَشْتَهُ حَمیداً، وَتَوَفَّیتَهُ سَعیداً. وَطَوِّقْنی طَوْقَ الاِْقْلاعِ عَمّا

کتابخانه بالقرآن کتابخانه بالقرآن
نرم افزار موبایل کتابخانه

دسترسی آسان به کلیه کتاب ها با قابلیت هایی نظیر کتابخانه شخصی و برنامه ریزی مطالعه کتاب

دانلود نرم افزار کتابخانه