مناسک حج آیت الله العظمی سید محمد حسینی شاهرودی صفحه 71

صفحه 71

ارسال به دوستان

قراءة دعاء الحسين عليه السلام المعروف بدعاء عرفة الذي يرويه بشر وبشير أبنا غالب قالا : حضرنا عرفة بخدمة الحسين عليه السلام ، وقد خرج من الخيمة ومعه أهل بيته وأولاده وشيعته ، ووقف علي قدميه في ميسرة الجبل تحت السماء ، رافعاً يديه بحذاء وجهه خاشعاً متذللاً فقال (عليه السلام) :

.

بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم

« اَلحَمْدُ للهِ الَّذي لَيسَ لِقَضائِهِ دافِعٌ ، وَلا لِعَطائِهِ مانِعٌ ، وَلا كَصٌنْعِهِ صُنْعُ صانِع ، وَهُوَ الجَوادُ الواسِعُ ، فَطَرَ أجْناسَ الْبَدائِع ، وَأتْقَنَ بِحِكْمَتِهِ الصَنائِعَ ، لاتَخْفي عَلَيْهِ الطَلائِعُ ، وَلا تَضْيعُ عِنْدَهُ الْوَدائِعُ ( أَتي بِالكِتابِ الْجامِعِ ، وَبِشَرْعِ الاِسلامِ النُور الساطِعِ ، وَلِلْخَليقَةِ صانِعٌ ، وَهُوَ المُستَعانُ عَلَي الفَجائِعِ خ ل ) ، جازي كُلِّ صانِعٌ ، وَرائِشُ كُلِّ قانِع ، وَراحِمُ كُلِّ ضارِع ، مُنْزِلُ الْمَنافِعِ ، وَالْكِتابِ الْجامِعِ بِالنُّورِ السّاطِعِ ، وَهُوَ لِلدَعَواتِ سامِعٌ ، وَلْلكُرُباتِ دافِعٌ ، وَللدَّرَجاتِ رافِعٌ ، وَلِلْجَبابِرَةِ قامِعٌ ، فَلا إِلهَ غَيْرُهُ ، وَلا شَيءَ يَعْدِلُهُ ، وَلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّميعُ الْبَصْيرُ ، اَللَّطيفُ الْخَبْيرُ ، وَهُوَ عَلي كُلِّ شَيء قَديْرٌ » .

« اَللّهُمَّ إِنّي أَرْغَبُ اِلَيْكَ ، وَأَشْهَدُ بِالرُّبُوبِيَّةِ لَكَ مُقِرّاً بِأَنَّكَ رَبّي ، وَأنَّ اِلَيكَ مَرَدِّي ، اِبْتَدَأتَني بِنِعْمَتِكَ قَبْلَ اَنْ أَكُونَ شَيْئاً مَذْكُوراً ، وَخَلَقْتَني مِنَ التُرابِ ، ثُمَ اَسْكَنْتَني الاصْلابُ ، آمِناً لِرَيبِ المَنُونِ ، وَاخْتِلافِ الدُّهُورِ وَالسِّنينَ ، فَلَمْ أَزَل ظاعِناً مِنْ صُلْب اِلي رَحِم في تَقادُم مِنَ الاَيّامِ المْاضِيَةِ ، وَالقُرُونِ الْخالِيَةِ ، لَمْ تُخرِجْني لِرَأفَتِكَ بِي وَلُطْفِكَ لي وَاِحْسانِكَ اِليَّ في دَولَةِ أَئِمَّةِ الْكُفرِ اَلَّذينَ نَقَضُوا عَهْدَكَ وَكَذّبُوا رُسُلَكَ ، لكِنَّكَ اَخْرَجْتَني رَأفَةً مِنْكَ وَتَحَنُّناً عَلَيَّ لِلَّذي سَبَقَ لي مِنَ الْهُدي الَّذي لَهُ يَسَّرْتَني وفيهِ اَنْشَأتَني ومِنْ قَبلِ ذلِكَ رَؤُفْتَ بي بِجَميلِ صُنْعِكَ وسَوابِقِ نِعَمِكَ فَابْتَدَعْتَ خَلقي مِنْ مَنِيٍّ يُمْني واَسْكَنْتَني في ظُلُمات ثَلاث بَيْنَ لحم وَدَم وَجِلْد لَمْ تُشْهِدْني خَلْقي وَلَمْ تَجْعَلْ اِلَيَّ شَيْئاً مِنْ اَمْري ثُمَّ اَخْرَجْتَني لِلَّذي سَبَقَ لي مِنَ الهُدي اِلي الدُنْيا تامّاً سَويّاً ، وَحَفِظْتَني في الْمَهْدِ طِفْلاً صَبِّياً ، وَرَزَقْتَني مِنَ الْغِذاءِ لَبَناً مَرِيّاً ، وَعَطَفْتَ عَليَّ قُلُوبَ الْحَواضِنِ ، وَكَفَّلتَني الاُمَهاتِ الرَواحِمَ ، وَكَلاتَني مِنْ طَوارِقِ الْجانِّ ، وَسَلَّمْتَني مِنَ الزِيادَةِ وَالنُقصانِ ، فَتَعالَيتَ يارَحيمُ يارَحْمنُ ، حَتّي اِذْا اْستَهْلَلْتُ ناطِقاً بِالْكَلامِ ، أَتْمَمتَ عَلَيَّ سَوابِغَ الاِنْعامِ ، وَرَبَّيتَني زائداً في كُلِّ عام ، حَتّي إذا اْكتَمَلتْ فِطْرَتي ، وَاعْتَدَلَتْ مِرَّتي ، أَوْجَبْتَ عَلَيَّ حُجَّتَكَ ، بأَنْ اَلْهَمتَني مَعْرِفَتَكَ ، وَرَوَّعْتَني بِعَجائِبِ فِطرَتِكَ ( حِكْمَتِكَ خ ل ) وَأَيْقَظْتَني لِما ذَرَأتَ في سَمائِكَ وَأَرْضِكَ مِنْ بَدائِعِ خَلْقِكَ ، وَنَبَّهتَني لِشُكْرِكَ وَذِكْرِكَ ، وَأَوْجَبتَ عَلَيَّ طاعَتَكَ وَعِبادَتَكَ ، وَفَهَّمْتَني ما جاءَتْ بِهِ رُسُلُكَ ، وَيَسَّرْتَ لي تَقَبُّلَ مَرْضاتِكَ ، وَمَنَنْتَ عَلَيَّ في جَميْعِ ذلِكَ بِعَوْنِكَ وَلُطْفِكَ » .

« ثُمَ اِذْ خَلَقْتَني مِنْ خَيْرِ الثَّري ( حَرّ الثَّري خ ل ) لَمْ تَرْضَ لي يااِلهي نِعْمَةً دوُنَ أُخري ، وَرَزَقْتَني مِنْ أَنْواعِ الْمَعاشِ ، وَصُنُوفِ الرِّياشِ ، بِمَنِّكَ الْعَظيمِ الاَعظَمِ عَلَيَّ ، وَاِحسانِكَ القَديْمِ إِلَيَّ ، حَتّي اِذا أَتْمَمتَ عَلَيَّ جَميعَ النِّعَمِ ، وَصَرَفتَ عَنّي كُلَّ النِّقَمِ ، لَمْ يَمْنَعْكَ جَهْلي وَجُرأتي عَلَيْكَ ، أَنْ دَلَلتَني اِلي مايُقَرِّبُني اِلَيكَ ، وَوَفَّقتَني لِما يُزْلِفُني لَدَيْكَ ، فَاِنْ دَعَوْتُكَ أجَبْتَني ، وَاِنْ سَألْتُكَ أَعطَيْتَني ، وَإنْ أطَعْتُكَ شَكَرْتَني ، وَاِنْ شَكَرْتُكَ زِدْتَني ، كُلُّ ذلِكَ اِكْمالٌ لاَنْعُمِكَ عَلَيَّ ، وَاِحْسانِكَ اِلَيَّ ، فَسُبْحانَكَ سُبْحانَكَ مِنْ مُبْدِي مُعيْد ، حَميد مَجيد ، تَقَدَّسَتْ أَسْماؤُكَ ، وَعَظُمَتْ آلاؤُكَ ، فَأَيُّ نِعَمِكَ ياإلهي اُحْصي عَدَداً وَذِكْراً ، أمْ أيُّ عَطاياكَ أَقُومُ بِها شُكْرَاً ، وَهيَ يارَبِّ اَكْثَرُ مِنْ أَنْ يُحْصِيَها الْعادُّونَ ، أَوْ يَبْلُغَ عِلْماً بِها الْحافِظُونَ » .

« ثُمَّ ماصَرَفْتَ وَذَرَأتَ عَنّي اَللّهُمَّ مِنَ الضُّرِ وَالضَّرّاءِ أَكْثَرُ مِمّا ظَهَرَ لي مِنَ الْعافِيَةِ وَالسَّرّاءِ ، وَأنَا اَشْهَدُ ياإِلهي بِحَقيقَةِ اِيْماني ، وَعَقْدِ عَزَماتِ يَقيني ، وَخالِصِ صَريحِ تَوْحيدي ، وَباطِنِ مَكْنُونِ ضَميري ، وَعَلائِقِ مَجاري نُورِ بَصَري ، وَأَساريرِ صَفْحَةِ جَبِيْني ، وَخُرْقِ مَسارِبِ نَفْسي ، وَخَذارِيْفِ مارِنِ عِرْنيْني ، وَمَسارِبِ سِماخِ سَمْعي ، وَماضُمَّتْ وَأطْبَقَتْ عَلَيْهِ شَفَتايَ ، وَحَرَكاتِ لَفْظِ لِساني ، وَمَغْرَزِ حَنَكِ فَمي وَفَكّي ، أوْ مَنابِتِ أَضْراسي ، وَمَساغِ مَطْعَمي وَمَشْرَبي ، وَحِمالَةِ اُمِّ رَأسي ، وَبُلُوغِ فارِغِ حَبائِلِ عُنُقي ، وَمَا اْشتَمَلَ عَلَيهِ ثامُورُ صَدْري ، وَحَمائِلِ حَبْلِ وَتيْني ، وَنِياطِ حِجابِ قَلْبي ، وَأَفلاذِ حَواشي كَبِدي ، وَما حَوَتْهُ شَراسِيْفُ اَضْلاعي ، وَحِقافُ مَفاصِلي ، وَقَبْضِ عَوامِلي ، وَأَطْرافِ أَنامِلي ، وَلَحْمي وَدَمي وَشَعْري ، وَبَشَري وَعَصَبي وَقَصَبي وَعِظامي وَمُخّي وَعُرُوقي وَجَمِيعُ جَوارِحي ، وَمَاانْتَسَجَ عَلي ذلِكَ أيّامَ رِضاعي ، وَما أقَلَّتِ الارْضُ مِنّي وَنَوْمي وَيَقْظَتي وَسُكُوني ، وَحَرَكاتِ رُكُوعي وَسُجُودي ، أَنْ لَوْ حاوَلْتُ وَاجْتَهَدْتُ مَدي الاَعْصارِ وَاْلاَحْقابِ لَوْ عَمَّرتُها اَنْ أُؤَدِّيَ شُكْرَ واحِدَة مِنْ أَنْعُمِكَ مااسْتَطَعْتُ ذلِكَ إلاّ بِمَنِّكَ الْمُوجَبِ عَلَيَّ بِهِ شُكْرُكَ أَبَداً جَديْداً ، وَثَناءً طارِقاً عَتْيداً » .

« اَجَلْ وَلَوْ حَرَصْتُ أنا وَالْعادُّونَ مِنْ اَنامِكَ اَنْ نُحْصِيَ مَدي اِنْعامِكَ سالِفِهِ وَآنِفِهِ ماحَصَرْناهُ عَدَداً ، وَلا اَحْصَيناهُ أَمَداً . هَيْهاتَ اَنّي ذلِكَ وَاَنْتَ الُمخبِرُ في كِتابِكَ الناطِقِ ، وَالنَّبأ الصّادِقِ «وَاِنْ تَعُدّوُا نِعْمَةَ اللهِ لاتُحْصُوها» صَدَقَ كِتابُكَ اَللّهُمَّ وَأنْباؤُكَ ، وَبَلَّغتْ اَنْبِياؤُكَ وَرُسُلُكَ ماأنْزَلْتَ عَلَيهِمْ مِنْ وَحْيِكَ ، وَشَرَعْتَ لَهُمْ وَبِهِمْ مِنْ دينِكَ ، غَيرَ اَنّي يااِلهي أَشْهَدُ بِجَهْدي وَجِدّي ، وَمَبْلَغِ طاعَتي وَوُسْعي ، وَأَقُولُ مُؤمِناً مُوْقِناً : اَلحَمْدُ للهِ الَّذي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً فَيَكُونَ مَورُوثاً ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرْيكٌ في المُلكِ فَيُضادَّهُ فِيْما اْبتَدَعَ ، وَلا وَلّيٌ مِنَ الذُّلِ فِيْما صَنَعَ ، فَسُبْحانَهُ سُبْحانَهُ «لَوْ كانَ فِيْهِما آلِهَةٌ إِلاَّ اللهُ لَفَسَدَتا» وَتَفَطَّرَتا ، سُبْحانَ اللهِ الْواحِدِ الاحَدِ الْصَّمَدِ الَّذي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً اَحَدٌ ، اَلْحَمدُ للهِ حَمْداً يُعادِلُ حَمْدَ مَلائِكَتِهِ المُقَرَّبْينَ وَأنْبِيائِهِ المُرْسَلِينَ ، وَصَلّي اللهُ عَلي خِيرَتِهِ مُحَمَّد خاتَمِ النَّبِيّيْنَ وَآلِهِ الطَيِّبِينَ الطّاهِريْنَ الُْمخلَصيْنَ وَسَلَّمَ » .

ثم طفق يسأل الله تعالي ، واهتم في الدعاء وهو يبكي فقال :

کتابخانه بالقرآن کتابخانه بالقرآن
نرم افزار موبایل کتابخانه

دسترسی آسان به کلیه کتاب ها با قابلیت هایی نظیر کتابخانه شخصی و برنامه ریزی مطالعه کتاب

دانلود نرم افزار کتابخانه