کتابخانه ادبیات عرب

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

موصل الطلاب الى قواعد الإعراب

منهج التحقيق و خطة النشر [مقدمة الشيخ خالد الأزهرى‏][لكتابه‏][موصل الطلاب إلى قواعد الإعراب‏] [شرح الشيخ خالد المسمى: موصل الطلاب‏][على كتاب‏][الإعراب عن قواعد الإعراب: لابن هشام الأنصارى المصرى‏]

(الباب الثالث) فى تفسير كلمات كثيرة يحتاج اليها المعرب.

[1][النوع الأول‏] ما جاء على وجه واحد. ..... ص : 104 [2][النوع الثانى‏] ما جاء من هذه الكلمات على وجهين. ..... ص : 107 [3][النوع الثالث‏] ما جاء من الكلمات على ثلاثة أوجه و هو سبعة. ..... ص : 110 [4] النوع الرابع: ما جاء على أربعة أوجه. ..... ص : 118 [8][النوع الثامن‏] النوع الثامن و هو آخر الانواع ما يأتى من الكلمات على أثنى عشر وجها. ..... ص : 143
(الباب الرابع فى الإشارات إلى عبارات محررة) الخاتمة فهرس المحتويات

موصل الطلاب الى قواعد الإعراب


صفحه قبل

موصل الطلاب الى قواعد الإعراب، ص: 13

كما نظروا إلى الجملة من حيث الخبر و الانشاء:

بالنسبة لوقوعها بعد النكرة و المعرفة فهو منهج شكلى وصفى ينظر إلى دور المفردات اللغوية و نوعها و تأثير بعضها فى بعض على امتداد الجمل عندما تمتد و تشمل مساحات أوسع و يظهر تأثير الترابط بين أشكال المفردات اللغوية و نوعها و بين المعانى أى الارتباط بين حدى الحدث اللغوى الشكل و الدلالة أو الشكل و المضمون فالجملة الخبرية نسبة للخبر الذى هو ضد للإنشاء.

و الخبر ما يتوقف مدلوله على النطق به.

و عرف أهل المعانى الخبر بأنه ما لنسبته خارج تقصد مطابقته.

و الإنشاء ما ليس لنسبته خارج تقصد مطابقته.

و عرف المناطقة الخبر بأنه ما احتمل الصدق و الكذب لذاته أى بقطع النظر عن قائله.

و النكرة عرفا اسم يقبل «ال» المعرفة كرجل و فرس. أو يقع موقع ما يقبلها ك «من» و «ما».

و المعرفة ما عدا النكرة و هى ستة أنواع:

- الضمير: نحو: أنا و أنت و هو.

- و العلم: كزيد و هند و اسامة و إبى هريرة و زين العابدين.

- و اسم الإشارة: كهذا و هذه و هؤلاء.

- و الموصول: كالذى و التى و الذين و الألى.

- و المحلى بأل: كالرجل و الفرس.

- و المضاف لواحد من هذه: كعبده و غلام زيد، و غلام هذا، و غلام الذى حضر، و غلام الرجل.

و النكرة إما محضة أى غير خالصة عما يقربها من المعرفة بألا توصف و لم تدخل عليها «أل» الجنسية.

أو غير محضة أى غير خالصة و هى القريبة من المعرفة بالوصف أو بالاقتران بأل الجنسية.

موصل الطلاب الى قواعد الإعراب، ص: 14

و كذلك المعرفة تكون محضة: كالعلم و الضمير.

و غير محضة أى غير خالصة من شائبة التنكير كالمعرف بأل الجنسية فإنه قريب من النكرة فلا يسمى معرفة خالصة.

فالجملة الخبرية التى لم يطلبها عامل و يصح الاستغناء عنها إذا وقعت بعد نكره خالصة تكون صفة لتلك النكرة و يكون لها محل بحسب إعرابه، نحو (نقرؤه) من قوله تعالى‏ «حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ» 16 ، فجملة نقرؤه فى محل نصب، صفة «لكتابا»، لأنه نكرة خالصة.

فالجملة الوصفية إما أن تكون للتفسير، نحو: جاء تاجر يبيع و يشترى.

أو للتخصيص نحو: جاء رجل يقرأ.

أو للمدح نحو: جاء كريم يحب العلماء.

أو للذم نحو: رأيت بخيلا يكره الفقهاء.

أو للتأكيد نحو: رأيت فقيها يفقه الأحكام الشرعية.

و كذلك شبه الجملة: و هو الظرف. و الجار و المجرور، إذا وقع بعد النكرة المحضة كان صفة نحو: رأيت طائرا فوق غصن- أو على غصن، لأنه وقع بعد نكرة محضة و هو طائر.

و إذا وقعت الجملة الخبرية المذكورة بعد معرفة محضة كانت حالا، نحو قوله تعالى:

«وَ لا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ» 17 فى قراءة الرفع فجملة تستكثر من الفعل و فاعله المستتر فى محل نصب حال من الضمير المستتر فى تمنن المقدر.

بأنت و هو معرفة خالصة بل الضمير هو: أعرف المعارف، بعد اسم الله تعالى و ضميره فإنه أعرف المعارف إجماعا.

و كذلك شبه الجملة و هو الظرف و الجار و المجرور إذا وقع بعد معرفة محضة فإنه يكون حالا كقولك: رأيت الهلال بين السحاب، فبين السحاب حال من الهلال، و كقوله تعالى‏

موصل الطلاب الى قواعد الإعراب، ص: 15

حكاية عن قارون: «فَخَرَجَ عَلى‏ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ» 18 .

ففى زينته فى موضع الحال، أى متزينا أو كائنا فى زينته.

و الجملة الخبرية التى لم تطلب لعامل لزوما و يصح الاستغناء عنها، و لم تقترن بمانع الوصفية، و هو اقترانها بالواو العاطفة و لا بمانع الحالية، و لا بمانعهما معا، و هو عدم استقامة المعنى، إذا وقعت بعد اسم غير خالص من شائبة التعريف و التنكير بأن كانت النكرة قريبة من المعرفة بالصفة أو كانت المعرفة قريبة من النكرة بأل الجنسية، فالجملة الواقعة بعد المعرفة أو النكرة تحتمل الوجهين أى الوصفية فيكون محلها بحسب موصوفها و الحالية محلها نصب.

مثال الجملة الواقعة بعد نكرة غير محضة: مررت برجل صالح يصلى. فإن شئت قدرت جملة (يصلى) من الفعل و الفاعل صفة ثانية لرجل. لأنه نكرة و قد وصف أولا بصالح. فهى فى محل جر، و إن شئت قدرتها حالا منه لأنه قد قرب من المعرفة باختصاصه بالصفة الأولى.

و مثال الجملة الواقعة بعد معرفة قريبة من النكرة قوله تعالى: «كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً» فإن المراد بالحمار الجنس، فى ضمن فرد مبهم فهو قريب من النكرة فى المعنى و معرفة فى اللفظ فإن شئت قدرت جملة (يحمل أسفارا) من الفعل و الفاعل و المفعول حالا من الحمار. نظرا لتعريفه لفظا و إن شئت قدرتها صفة له نظرا لتنكيره معنى.

و كذلك الظرف و الجار و المجرور إذا وقعا بعد نكرة غير محضة، يعنى موضوفة أو معرفة غير محضة يعنى معرفة بأل الجنسية احتمالا الوصفية و الحالية نحو: هذا ثمر يانع فوق أغضانه. و نحو: يعجبنى الزهر فى أكمامه.

فيجوز فى كل من الظرف و الجار و المجرور أن يكون صفة اعتبارا باللفظ و حالا اعتبارا بالمعنى.

ثم إن كلا من الظرف و الجار و المجرور لا بد له من متعلق يتعلق به.

و المتعلق إما أن يكون فعلا أو ما فيه معنى الفعل، و يشترط فى الفعل أن يكون متصرفا لا جامدا كنعم و يئس. و أجاز بعضهم التعلق بالفعل الجامد لأنهما يكفيهما أدنى رائحة، فلا يشترط فى ناصبهما التصرف، و استشهد على ذلك بقوله:

موصل الطلاب الى قواعد الإعراب، ص: 16

فنعم مذكاء من ضاقت مذاهبه‏

و نعم من هو فى سر و إعلان‏

فقال إن «من» نكرة تامة تمييزا لفاعل، نعم مستترا، و أن الظرف متعلق بنعم و الصحيح أنه متعلق بمحذوف، و الذى فيه معنى الفعل هو المصدر، و اسم المصدر، و الوصف. و المؤول بالوصف، و اسم الفعل، فالوصف يشمل اسم الفاعل كضارب، و اسم المفعول كمضروب، و الصفة المشبهة كحسن، و صيغة المبالغة كقتال، و اسم التفضيل كأعظم.

و المؤول هو الجامد الذى أول بوصف كالمنسوب كقرشى، فإنه فى تأويل المنتسب إلى قريش، و المصغر نحو رجيل فإنه مؤول تحقير، و يدخل فى المؤول قوله تعالى: «وَ هُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَ فِي الْأَرْضِ إِلهٌ» 19 ففى السماء متعلق بإله و كذلك فى الأرض و هو اسم غير صفة لكن لتأوله بمعبود صح التعلق.

و قد اجتمع تعلق الجار و المجرور بفعل و مصدر فى قول ابن دريد فى مقصورته:

و اشتعل المبيض فى مسوده‏

مثل اشتعال النار فى جزل الغضا

ففى مسودة متعلق بفعل و هو اشتعل، و فى جزل متعلق بمصدر و هو اشتعال.

و الضمير فى مسوده عائد على الرأس فى البيت قبله و هو قوله:

أما ترى رأسى حاكى لونه‏

طرة صبح تجنى أذيال الدجى‏ 20

و مثل: مفعول مطلق، و الجزل: الغليظ من الحطب، و الغضا: شجر معروف إذا وقع فيه النار يشتعل سريعا، و يبقى زمانا: شبه بياض الشيب و انتشاره فى رأسه بانتشار النار فى الغليظ من حطب الغضا، و اجتمع أيضا تعلق الجار و المجرور بفعل و اسم مفعول فى قوله تعالى: «صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ» 21 فعليهم الأولى متعلق بفعل و هو أنعمت و محله نصب، و عليهم الثانى متعلق باسم مفعول و هو المغضوب و محله رفع بالنيابة عن الفاعل.

هذه الدراسة التى أمام القارئ بكل تفضيلاتها ثمرة فكر أصحاب هذه المدرسة و هى تطلعك على فهم لروح اللغة و عمق فى التنظير و دقة فى التطبيق.

موصل الطلاب الى قواعد الإعراب، ص: 17

أما عن شبه الجملة و هو الظرف و الجار و المجرور بالنظر لمتعلقه المتعدى به فقد كانت دراساتهم و تحليلاتهم تنبعث عن نظرة تحليلية من خلال التعليق و تأثير وحدات اللغة بعضها فى بعض داخل التراكيب و ذلك على النحو الآتى‏ 22 :

[- شبه الجملة- الظرف و الجار و المجرور بالنظر لمتعلقه‏]

شبه الجملة بالنظر لمتعلقه المتعدى به:

1- فعل. سلمت أمام المسجد. على زيد. سلمت فعل و فاعل، و أمام المسجد ظرف و مضاف إليه، و على زيد جار و مجرور و هو و الظرف قبله متعلقان بسلم. التعلق بالنسبة للجار و المجرور بالفعل أو شبهه هو تعدى المجرور و صيرورته فى المعنى مفعولا به أى أن زيدا صار مسلما عليه و قس على ذلك.

2- مصدر. تسليمى أمام المسجد. على زيد أفرحه.

تسليمى مبتدأ و مضاف إليه. و خيره جملة أفرحة من الفعل و الفاعل و المفعول، و كل من الظرف و الجار و المجرور متعلق بتسليم. اجتمع تعلق الجار و المجرور بفعل و مصدر فى قول ابن دريد «و اشتعل المبيض فى مسوده مثل اشتعال النار فى جزل الغضا».

3- اسم المصدر. سلامى أمام المسجد. على زيد أفرحه.

إعرابه كإعراب ما قبله. و منه قوله تعالى: «سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ».

4- اسم الفعل. شتان بين بلادها و بلادى. واها لسلمى.

شتان اسم فعل ماض و الفاعل محذوف للعلم به تقديره الأمر و بين: طرف. و بلاد: مضاف إليه. و الهاء مضاف إلى بلاد. و بلادى: معطوف على بلاد. و مضاف إلى الياء و واها: اسم فعل مضارع و الفاعل مستتر.

و لسلمى: جار و مجرور متعلق باسم الفعل كما أن بين متعلق بشتان. سلمى مجرور باللام بفتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف لما فيه من العلمية و التأنيث.

موصل الطلاب الى قواعد الإعراب، ص: 18

تابع- 5- اسم الفاعل أنا مسلم أمام المسجد على زيد. أنا مسلم: مبتدأ و خبر و أمام المسجد ظرف و مضاف إليه، و على زيد جار و مجرور و هو و الظرف قبله متعلقان بسلم. مسلم بكسر اللام المشددة و الثانى بفتحها، فالكسر و الفتح هما الفرق فى غير الثلالى بين اسم الفاعل و المفعول.

6- اسم المفعول. زيد مسلم أمام المسجد. عليه‏

7- الصفة المشبهة. زيد طاهر القلب الآن. فى رأى الجميع. مبتدأ و خبر و مضاف إليه و كل من الظرف و الجار و المجرور متعلق بالخبر.

8- صيغ المبالغة. زيد مهذار اليوم. فيما لا يعنيه. مثل ما قبله فى الإعراب. و يقاس على مفعال أمثلة بقية الأمثال.

9- أفعل التفضيل. زيد أفضل بعد عمرو. من جميع أقرانه إعرابه يعلم مما قبله. هو آخر الصفات المشبهة.

10- المنسوب. هذا رومى الآن. شامى فى الأصل. هذا رومى: مبتدأ و خبر. و الآن: ظرف متعلق برومى بمعنى منسوب و شامى: خبر ثان. و فى الأصل متعلق به. صح التعلق للتأويل بالمشتق ..

11- المصغر. زيد رجيل الآن فى أعين الناس. مبتدأ و خبر و ظرف و جار و مجرور متعلقان بالخبر. صح التعلق لأن رجيل مؤول برجل محتقر.

12- العلم المشهور بصفة. أنت حاتم الآن. بسخائك.

إعراب ما قبله. و يقاس عليه ما أشبهه نحو: أنت الآن قيس فى ذكائك و سحبان فى فصاحتك.

13- اسم الجنس المؤول بمشتق. زيد أسد لدى الميدان. فى الحرب. لدى:

ظرف منصوب بمتعلقه و هو أسد و فى الحرب متعلق به أيضا. صح تعلقه و عمله لتأويله بمعنى جسور و جرئ.

موصل الطلاب الى قواعد الإعراب، ص: 19

و قد اتبع العالمان اللذان اشتركا فى هذا العمل منهجية دقيقة فالشيخ خالد بدأ بأن قدم لشرحه المسمى موصل الطلاب فى إيجاز موجز ثم أخذ يقدم مالديه من مادة علمية من خلال منهجية رائدة دراسة و تحقيقا و كذلك قدم ابن هشام لكتابة الإعراب عن قواعد الإعراب و أوضح أن هدفه من هذا الكتاب هو عمل من طبّ لمن حبّ (كما يقول) و الكتاب يدور حول أربعة أبواب.

الباب الأول فى الجمل- أقسامها و أحكامها ..

الجملة الاسمية و الفعلية.

و الجملة الوصفية: الصغرى و الكبرى.

و الجمل التى لها محل من الإعراب.

و الجمل التى لا محل لها.

و الجملة الخبرية و الإنشائية إلى آخر ما تناوله من تفضيلات داخل هذا الباب.

و تحدث فى الباب الثانى فى الجار و المجرور و أنه لا بد من تعلقه.

و حكم الجار و المجرور إذا وقع بعد المعرفة أو بعد النكرة .. الخ. فالأعمال كلها مترابطة تطلعك على الترابط داخل الجمل و كيف أن مفهوم اللغة عندهم مجموعة علاقات و هذا ما ينتهى إليه المحدثون اليوم فى حقل الدرس اللغوى.

و هكذا على نحو ما عرضه من جزئيات دقيقة تنبئ عن تمكن من المادة و فهم روح استعمالها و سبق فى مجال الدراسة اللغوية يحسب لأصحاب هذه المدرسة.

صفحه بعد