کتابخانه ادبیات عرب
المسألة الرابعة من المسائل الأربع من الباب
الأول
(الجمل الخبرية): و هى المحتملة للتصديق و التكذيب مع قطع النظر عن قائلها
(التى لم يطلبها العامل لزوما): و يصح الاستغناء عنها بخلاف الجملة التى يطلبها العامل لزوما كجملة الخبر و المحكية بالقول و بخلاف التى لا يصح الاستغناء عنها كجملة الصفة
(إن وقعت بعد النكرات المحضة): أى الخالصة من المعرفة
(فصفات): أى فهى صفات
(فإن وقعت بعد المعارف المحضة): أى الخالصة من شائبة التنكير
(فأحوال): أى فهى أحوال
(أو وقعت بعد غير المتمحض): أى التى فيها شائبة تعريف من وجه و شائبه تنكير من وجه
(منهما): أى من النكرات و المعارف
(فمحتملة لهما): أى فهى محتملة للصفات و الأحوال و ذلك مع وجود المقتضى و انتفاء المانع و المقتضى للوصفية تمحض التنكير و المقتضى للحالية تمحض التعريف و المقتضى لهما عدم تمحض التعريف و التنكير و المانع للوصفية الاقتران بالواو و نحوها و المانع للحالية الاقتران بحرف الاستقبال و نحوه و المانع للوصفية و الحالية فساد المعنى 150
(مثال الواقعة): حال كونها
(صفة): قوله تعالى:
( " حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً تقرؤه" 151 فجملة نقرؤه): من الفعل و الفاعل و المفعول فى موضع نصب
(صفة لكتابا لأنه): أى كتابا
(نكره محضة و قد مضت أمثلة): ثلاثة
(من ذلك): أى من وقوع الجملة صفة للنكرة المحضة
(فى المسألة) 152
(فى المسألة الثانية): عند الكلام على الجملة التابعة للمفرد
(و مثال): الجملة
(الواقعة): بعد المعارف المحضة حال كونها
(حالا): قوله تعالى:
(وَ لا تمتن تَسْتَكْثِرُ) 153 : بالرفع
(فجملة تستكثر): من الفعل و الفاعل
(حال من الضمير المستتر فى تمتن المقدر): ذلك الضمير
(بأنت): و هو معرفة محضة
(لأن الضمائر كلها معارف): محضة
(بل هى أعرف المعارف و مثال): الجملة
(المحتملة للوجهين): الصفة و الحال الواقعة
(بعد النكرة): غير المحضة نحو قولك
(مررت برجل صالح يصلى فإن شئت قدرت يصلى): من الفعل و الفاعل
(صفة ثانية): لرجل لأنه نكرة و قد وصف أولا بصالح
(و أن شئت قدرته): أى يصلى و فاعله
(حالا منه): أى من رجل
(لأنه قد قرب من المعرفة باختصاصه بالصفة): الأولى و هى صالح
(و مثال): الجملة
(المحتملة للوجهين): الصفة و الحال الجملة
(الواقعة بعد المعرفة غير المحضة قوله تعالى:
(كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً) 154 : فإن المراد بالحمار هنا الجنس من حيث هو لا حمار بعينه
(و ذو التعريف الجنسى يقرب من النكرة): فى المعنى
(فتحتمل الجملة من قوله تعالى يحمل أسفارا): من الفعل و الفاعل و المفعول
(وجهين أحدهما الحالية لأن الحمار وقع بلفظ المعرفة): الوجه
(الثانى الصفة لأنه): أى الحمار
(كالنكرة فى المعنى): من حيث الشيوع 155
الباب الثانى [في ذكر احكام الجار و المجرور]
(فى): ذكر أحكام
(الجار و المجرور): هذا الباب
[المسئلة الاولي في بيان متعلق الجار]
(فيه أربع مسائل أيضا إحداها أنه لا بد من تعلق الجار): و المجرور
(بفعل): ماض أو مضارع أو أمر و لو كان ناقصا على الأصح
(أو بما فى معناه): من مصدر أو صفة أو نحوهما و المراد بالتعلق العمل فى محل الجار و المجرور نصبا أو رفعا مثال تعلق الجار و المجرور بالفعل نحو مررت بزيد فالجار و المجرور فى محل نصب بمررت و مثال تعلق الجار و المجرور بما فى معنى الفعل نحو زيد ممرور به فالجار و المجرور فى محل رفع على النيابة عن الفاعل بمرور
(و قد اجتمعا): أى التعليق بالفعل و التعليق بما فى معناه
(فى قوله تعالى: " أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ" 156 ): فعليهم الأول متعلق بفعل و هو أنعمت و محله نصب و عليهم الثانى متعلق بما فى معنى الفعل و هو المغضوب و محله رفع على النيابه عن الفاعل
(و قد اجتمعا أيضا فى قول أبى بكر بن دريد): فى مقصورته:
( و اشتعل المبيض فى مسوده ...
مثل اشتعال النار فى جزل الغضى ):
ففى مسوده متعلق بفعل و هو اشتعل و فى جزل متعلق بما فى معنى الفعل و هو اشتعال (و إن علقت الجار و المجرور الأول): و هو فى مسوده
(بالمبيض أو جعلته حالا منه متعلقا بكائنا): محذوفا
(فلا دليل فيه): على اجتماعهما لأن الجار و المجرور الأول و الثانى متعلقان بما فى معنى الفعل و هو المبيض أو كائنا،
و اشتعل: معناه انتشر، و المبيض البياض و الضمير فى مسودة و الغضى عائد على الرأس فى البيت قبله و مثل بالنصب مفعول مطلق و الجزل الغليظ من الحطب اليابس و الغضى: شجر معروف إذا وقع فيه النار يشتعل سريعا: و يبقى زمانا
شبه بياض المشيب و انتشاره فى رأسه باشتعال النار فى الحطب الغليظ و انتشارها فيه
(و يستثنى من حروف الجر أربعة فلا تتعلق بشئ أحدها): الحرف
(الزائد): كالباء الزائده فى الفاعل
(نحو: " كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً" 157 و نحو: أحسن بزيد عند الجمهور): و الأصل كفى الله شهيدا و أحسن زيد بالرفع فزيدت الباء فى الفاعل و أحسن بكسر السين فعل تعجب
(و): الزائدة فى المفعول 158
(نحو): " وَ لا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ" 159 و فى المبتدأ نحو:
(بحسبك درهم): و فى خبر الناسخ المنفى نحو: " أَ لَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ" 160
(" وَ مَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ" 161 و كمن الزائدة): فى الفاعل نحو: " أَنْ تَقُولُوا ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ" 162 و فى المفعول نحو: " ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ" 163 و فى المبتدأ
(نحو: " ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ" 164 " و هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ" 165 ): و استفيد من الأمثلة أن الباء تزاد فى الإثبات و النفى و تدخل على المعارف و النكرات و أن من لا تزاد فى الإثبات و لا تدخل على المعارف على الصحيح و إنما لم يتعلق الزائد بشئ لأن التعلق هو الارتباط المعنوى و الزائد لا معنى له يرتبط بمعنى مدخوله و إنما يؤتى به فى الكلام تقوية و توكيدا 166
(و): الحرف
(الثانى): مما لا يتعلق بشئ
(لعل): الجارة 167
(فى لغة من يجر بها): المبتدأ
(و هم عقيل): بالتصغير
(و لهم فى لامها الأولى الإثبات و الحذف): فهاتان لغتان 168
(و): لهم
(فى لأمها الأخيره الفتح و الكسر): فهاتان لغتان أيضا إذا ضربت أثنتين 169 فى مثلهما تحصل من ذلك أربع لغات و هى لعل أربع لغات و هى لعلّ و علّ عل و عل بفتح اللام الأخيره و كسرها فيهن و اشتهر أن عقيلا يجرون بلعل
(قال شاعرهم): و هو كعب بن سعد الغنوى:
و داع دعا يا من يجيب إلى الندى
... فلم يستجيبه عند ذاك مجيب
فقلت أدع أخرى و أرفع الصوت جهرة ... (لعل أبى المغوار منك قريب):
فجر بها أبى المغوار تنبيها على أن الأصل فى الحروف المختصة بالاسم أن تعمل العمل الخاص به و هو الجر
و إنما قيل بعدم التعليق فيها لأنها بمنزله الحرف الزائد الداخل على المبتدأ
(و): الحرف
(الثالث): مما لا يتعلق بشئ
(لو لا): الا متناعية
(إذا وليها ضمير متصل لمتكلم أو مخاطب أو غائب
(فى قول بعضهم لولاى و لولاك و لولاه): كقول زيد بن الحكم:
... و كم موطن لولاى طحت ...
و كقول الآخر:
لولاك فى ذا
... ك العام لم أحجج
أنشده الفراء و كقول جحدر
... و لولاه ما قلت لدى الدراهم ...
(فذهب سيبويه إلى أن لو لا فى ذلك): كله جاره للضمير و أنها
(لا تتعلق بشئ): و أنها بمنزلة لعل الجارة فى أن ما بعدها مرفوع المحل بالابتداء و ذهب الأخفش إلى أن لو لا فى ذلك غير جارة و أن الضمير بعدها مرفوع المحل على الابتداء و لكنهم استعاروا ضمير الجر مكان ضمير الرفع
(و الأكثر أن يقال لو لا أنا و لو لا أنت و لو لا هو): بانفصال الضمير فيهن
(كما قال الله تعالى لَوْ لا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ 170 و): الحرف
(الرابع كاف التشبيه نحو قولك: زيد كعمرو: فزعم الأخفش): الأوسط و هو سعيد بن مسعده
(و): أبو الحسن
(ابن عفصور أنها): أى كاف التشبية
(لا تتعلق بشئ): محتجين بأن المتعلق به إن كان استقر فالكاف لا تدال عليه و إن كان فعلا مناسبا للكاف و هو أشبه فهو متعد بنفسه لا بالحرف