کتابخانه ادبیات عرب
مقدمة الناشر
بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد لله؛ خلق الانسان و علمه البيان، و نصلي و نسلم على رسول اللّه بلغ الرسالة وادى الأمانه و صدع بالحق المبين، و بعد ...
إن الإحتفاء بذكرى أعلام عمان هدف نبيل تسعى السلطنة جادة إلى تحقيقه في ضوء حرصها على استثارة همة الباحثين لاجتلاء الصورة المشرقة لا مجادنا العمانية وحث شبابنا على القيام بدورهم الإيجابي الفاعل نحو دراسات جادة تلامس الجانب الإبداعي لتراثنا؛ و هذا الهدف يجب وضعه في الحسبان في إطار التواصل بين الأصالة و المعاصرة؛ ليكون تناولنا للتراث الحافز الملهم مستهدفا من قبل فئات المجتمع بكاملها و تنوع مشاربها العمرية و الفكرية؛ راجبن من خلال هذا المفهوم أن يكون هذا الإصدار حول منظومة الخليل بن أحمد الفراهيدي النحوية؛ بدارسة و تحقيق الأستاذ الدكتور أحمد عفيفي استاذ النحو و الصرف و العروض بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة حاليا 1 اضاءة جديدة حول فكر هذا العالم العماني الذي تجاوز بعقله المجرد و فكره الرياضي النير اسوار الإقليمية ليتربع على دست العلوم اللغوية و الصوتية بل هو على حد مفهوم علماء اللسانيات المعاصرين بمثابة الكمبيوتر لعصره و مؤسس البحث النظري و التطبيقي في جمع المادة اللغوية، حيث استطاع بما توفر لديه من بنية ذهنية متكاملة أن يثري المكتبة العربية و الاسلامية بأروع ما خلفته الحضارات الانسانية و هو بحق رائد البحث في الأصوات و في بنية الكلمة و النحو و التأليف المعجمي ثم هو فوق كل هذا و ذاك أول من وضع و استنبط بحور الشعر العربي، و نكاد لانجانب الحقيقة إذا ما ذهبنا إلى القول بأن الخليل بن أحمد الفراهيدي، فتح فكريّ للامة العربية و الاسلامية التحمت عبره الجسوم إلى جانب الافئدة؛ فتح ترك لهذه الأمة ميراثا ثقافيا هائلا ما زالت اشعاعاته النيرة حافلة بجوانب العطاء و الإبداع.
و إنه لجميل أن يأتي هذا كله في اطار حرص و سعي وزارة التراث القومي و الثقافة إلى تجديد الدماء في شرايين تراثنا العماني ليبقى- كما عهدناه- حيا معافى يحمل في أعطافه طاقة فكرية متجددة و ألقا وقادا و قوة متمكنة قادرة على استيعاب قضايانا المعاصرة.
المنتدى الأدبي
«من أحب أن ينظر إلى رجل خلق من الذهب و المسك فلينظر إلى الخليل بن احمد»
سفيان الثوري
«اكلت الدنيا بعلم الخليل و كتبه و هو في خص لا يشعر به»
النضر بن شميل عن صاحبه كتاب [اعلام العرب]
«كان الخليل بن احمد الفراهيدي طبقة لا تدرك حتى قيل: ان بعض الملوك طلبه ليؤدب أولاده فأتاه الرسول و بين يديه كسر يابسة يأكلها فقال له: قل لمرسلك ما دام يلقى مثل هذه، لا حاجة به إليك»
ابن عماد الحنباي
كان الخليل إماما في علم النحو، و هو الذي استنبط علم العروض و اخرجه إلى الوجود، فحصر أقسامه في خمس دوائر.
الوفيات
من أقوال الخليل
«أكمل ما يكون الانسان عقلا و ذهنا إذا بلغ أربعين سنة، و هي السن التي بعث اللّه تعالى فيها محمدا صلّى اللّه عليه و سلّم، ثم يتغير و ينقص إذا بلغ ثلاثا و ستين سنة، و هي السن التي قبض فيها رسول صلّى اللّه عليه و سلّم، و اصفى ما يكون ذهن الانسان في وقت السحر».
«لا يعلم الإنسان خطأ معلم حتى يجالس غيره»