کتابخانه ادبیات عرب
الجزء الأول
بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه، و الصلاة و السّلام على سيدنا رسول اللّه، و على آله و صحبه و من والاه.
أما بعد؛ فهذا شرح أفضل المحققين، و أبرع المدققين، العالم الذى لا يشق غباره؛ و لا يدرك مداه، نجم الملة و الدين، محمد رضى الدين بن الحسن الأستراباذى، على مقدمة العلامة النحوى الفقيه الأصولى أبى عمر عثمان بن عمر بن أبى بكر المعروف بابن الحاجب التى جمع فيها زبدة فن التصريف فى أوراق قليلة؛ غير تارك مما يجب علمه و لا يجمل بالمتأدب جهله شيئا، مشيرا فيها إلى اختلاف العلماء أحيانا، و إلى لغات العرب و لهجاتهم أحيانا أخرى
و قد ظلّ شرح رضى الدين رحمه اللّه- رغم كثرة طبعاته و تعددها- سرّا محجوبا، و كنزا مدفونا، لا يقرب منه أحد إلا أخذه البهر، و أعجزه الوقوف على غوامضه و أسراره، ذلك لأنه كتاب ملأه صاحبه تحقيقا، و أفعمه تدقيقا، و جمع فيه أو ابد الفن و شوارده، و أتى بين ثناياه على غرر ابن جنى و تدقيقه، و أسرار ابن الأنبارى و استدلاله و تعليله، و إفاضة المازنى و ترتيبه، و أمثلة سيبويه و تنظيره، و لم يترك فى كل ما بحثه لقائل مقالا، و لا أبقى لباحث منهجا؛ حتى كان كتابه حريّا بأن ينتجعه طالب الفائدة، و يقبل على مدارسته و استذكاره كل من أراد التفوق على أقرانه فى تحصيل مسائل العلم و نوادره، و كان الذين قاموا على طبعه فى الآستانة و مصر لم يعطوه من العناية ما يستحقه، حتى جاء فى منظر أقلّ ما يقال فيه إنه يبعد عنه، و لا يقرب منه،
و بقى قراء العربية إلى يوم الناس هذا يعتقدون أن الكتاب و عر المسلك، صعب المرتقى، لا تصل إليه الأفهام، و لا تدرك حقائقه الأوهام، فلم يكونوا
ليقبلوا عليه، و لا ليتعرضوا له؛ و الكتاب- علم اللّه- من أمتع الكتب و أوفاها، و أحفلها بالنافع المفيد، و أدناها إلى من ألقى له بالا، و لم يثنه عن اقتطاف ثماره ما أحاط بها من قتاد
و كم كنا نود لو أن اللّه تعالى قيّض لنا من تنبعث همته إلى نشره على وجه يرضى به الإنصاف و عرفان الجميل، حتى أتيحت لنا هذه الفرصة المباركة، و وكل إلينا أمر مراجعته و إيضاح ما يحتاج إلى الايضاح منه، فعكفنا على مراجعة أصوله، و ضبط مبهماته، و شرح مفرداته، و التعليق على مسائله و ما يختاره المؤلف من الآراء تعليقا لا يملّ قارئه و لا يحوجه إلى مراجعة غيره،
ثم عرض لنا أن نذيله بشرح شواهده الذى صنفه العالم المطلع المحقق عبد القادر البغدادى صاحب «خزانة الأدب، و لب لباب لسان العرب» التى شرح فيها شواهد شرح رضى الدين على مقدمة ابن الحاجب فى النحو، فلما استقر عندنا هذا الرأى لم نشأ أن نطيل فى شرح الشواهد أثناء تعليقاتنا، و أرجأنا ذلك إلى هذا الشرح الوسيط، و اجتزأنا نحن بالاشارة المفهمة التى لا بد منها لبيان لغة الشاهد و موطن الاستشهاد
و ليس لأحدنا عمل مستقل فى هذا الكتاب؛ فكل ما فيه من مجهود قد اشتركنا ثلاثتنا فيه اشتراكا بأوسع ما تدل عليه العبارة، فلم يخطّ أحدنا حرفا أو حركة إلا بعد أن يقر الآخران ما أراد؛ فان يكن هذا العمل قد جاء وافيا بما قصدنا إليه، مؤديا الغرض الذى رجونا أن يؤديه؛ كان ذلك غاية أملنا و منتهى؟؟؟؛ و إن تكن الأخرى فهذا جهد المقل، و حسبك من غنى شبع ورى.
و اللّه تعالى المسئول أن يتقبل منا، و أن يجعل عملنا خالصا لوجهه، مقرّبا منه، آمين
كتبه
محمد نور الحسن/ محمد الزفزاف/ محمد محيى الدين عبد الحميد
فهارس الجزء الأول من كتاب شرح شافية ابن الحاجب
تأليف العلامة المحقق رضي الدين الأستراباذى
المتوفى فى عام 688 من الهجرة
فهرست الموضوعات
ص الموضوع
1 خطبة الشارح الرضى
1 خطبة المصنف ابن الحاجب
1 تعريف التصريف
2 بناء الكلمة و وزنها و صيغتها
7 أنواع الأبنية
9 حصر الأبنية المزيد فيها
10 الميزان الصرفى
13 وزن الكلمة التى فيها حرف زائد
14 الوزن التصغيرى
16 قد يجوز فى الكلمة أن تحمل زيادتها على التكرير، و ألا تحمل عليه، فلا يقدم على القول بأحدهما إلا بثبت
18 زنة المبدل من تاء الافتعال
19 زنة المكرر
21 القلب المكانى
21 انواع القلب المكانى
23 علامات القلب المكانى
32 تقسيم الأبنية إلى صحيح و معتل و بيان أنواع المعتل
35 أبنية الاسم الثلاثى
39 رد بعض الأبنية إلى بعض
40 بيان التفريعات و أنها لغة تميم
47 أبنية الاسم الرباعى و الخماسى
50 المزيد فيه من الأسماء و ضابطه
51 تفسير أبنية الرباعى و الخماسى
52 معنى الالحاق
52 فائدة الالحاق
53 دليل الالحاق
54 مقابل حرف الالحاق
55 ذو زيادة الملحق
55 شرط الالحاق بذى الزيادة
56 موضع حرف الالحاق
59 أوزان الملحق بالرباعى
60 أوزان الملحق بالخماسى
61 متى يكون أحد المثلين زائدا
64 فك المثلين أمارة الالحاق
64 ه القياسى و السماعى من الالحاق
(بحث)
65 الأغراض التى تقصد من أحوال الأبنية
67 أبنية الفعل الماضى المجرد الثلاثى
67 أبنية الفعل الماضى الثلاثى المزيد فيه