کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)

الجزء الأول‏ ( [المقدمة] من العلامة الشهرستانى حول هذا الكتاب) [الجهة الأولى قيمة هذا الكتاب‏] * (الجهة الثانية فى تفسير المحكم و المتشابه)* (الجهة الثالثة فى حكمة التشابه القرآنى) (الجهة الرابعة فى شخصية المؤلف) الجهة الخامسة فى تصحيح سند الكتاب‏ الجهة السادسة فى المنشور و الناشر [المقدمة] باب ما يتعلق بأبواب التوحيد [فصل في خلق السماوات‏] فصل [في المشرق و المغرب‏] فصل [في خلق آدم‏] فصل [في القلب‏] فصل [في الملائكة] فصل [في إبليس‏] فصل [في التسبيح‏] فصل [في الشجر الاخضر] فصل [في خلق العالم‏] فصل [في خلق آدم‏] فصل [في الشمس و القمر] فصل [في الروياء] فصل [في قصة قارون‏] فصل [في السحر] فصل [في اللوح المحفوظ] فصل [في الروح‏] فصل [في المعرفة] فصل [في طريق المعرفة] فصل [في الدعوة] فصل [في الفكر] فصل [في الايجاد] فصل [في علم الله‏] فصل [في حدوث العلم‏] فصل [في الله‏] فصل [في أن الله سميع‏] فصل [في القرآن‏] فصل [في الارادة] فصل [في أن الله غني‏] فصل [في القرب‏] فصل [في العرش‏] فصل [في الخوف‏] فصل [في العندية] فصل [في الوحى‏] فصل [في النفس‏] فصل [في الصنع‏] فصل [في وجه الله‏] فصل [في يد الله‏] فصل [في القبض‏] فصل [في جنب الله‏] فصل [في مجى الله‏] فصل [في اخذ الرب‏] فصل [في الشكر] فصل [في صفات الله‏] فصل [في بعض اوصافه‏] فصل [في الله‏] [تفسير لفظة الله‏] فصل [في الرؤية] فصل [في النضر و النظر] فصل [في التجلي‏] فصل [في اللقاء] فصل [في الحجاب‏] فصل [في الرؤية] فصل [في الواحد] فصل [في أن الله الحي القيوم‏] فصل [في أن لا يجوز لله التبني‏] فصل [في الايمان و الاسلام‏] فصل [في أن الطاعات من الايمان‏] فصل [في تكفير كل عاص‏] باب ما يدخل في أبواب العدل‏ فصل [في جور الجائرين‏] فصل [في الظلم‏] فصل [في الجبر] فصل [في الجبر و الاختيار] فصل‏ فصل [في الهداية] فصل [في الهداية] فصل [في النور] فصل [في الضلال‏] فصل [في ارادة الله‏] فصل [في مشية الله‏] فصل [في التكليف‏] فصل [في القلب‏] فصل [في مرض القلب‏] فصل [في الرجس‏] فصل [في تداول الايام‏] فصل [في اذن الله‏] فصل [في النسيان‏] فصل [في تكذيب آياته‏] فصل [في الشياطين‏] فصل [في الملائكة] فصل [في الخلق‏] فصل [في الفتنة] فصل [في المكر] فصل [في الاستقامة] فصل [في الارادة] فصل [في أن الله مريد] فصل [في القتل‏] فصل [في النور و الظلمة] فصل [في الظلم‏] فصل [في الحسنة] فصل [في قضاء الله‏] فصل [في القدر] باب مما جاء في النبوات‏ فصل [في الكرامة] فصل [في العصمة] فصل [في الاسباط] فصل [في النصر] فصل [في قصة آدم‏] فصل [في قصة نوح‏] فصل [في قصة إبراهيم ع‏] فصل [في قصة زكريا ع‏] فصل [في قصة لوط ع‏] فصل [في قصة يعقوب ع‏] فصل [في قصة يوسف ع‏] فصل [في قصة أيوب ع‏] فصل [في قصة شعيب ع‏] فصل [في قصة موسى ع‏] فصل [في قصة داود ع‏] فصل [في قصة سليمان ع‏] فصل [في قصة يونس ع‏] فصل [في قصة عيسى ع‏] الفهرست الكامل للمطالب بالترتيب‏ الجزء الثاني‏ تتمة باب مما جاء في النبوات‏ فصل [في قصة نبينا ع‏] فصل [في معنى الضلالة] فصل [في العفو و التوبة] فصل [في المشاورة] فصل [في الرحمة و شرح الصدر] فصل [في الهدى و الضلال‏] فصل [في الحبط] فصل [في تكذيب الرسول‏] فصل [في السؤال‏] فصل [في النبي الامي‏] باب ما يتعلق بالإمامة فصل [وجوب وجود امام أو نبي في كل زمان‏] فصل [الامام افضل رعيته و اعلمهم‏] فصل [في امير المؤمنين علي ع‏] فصل [في فضائل امير المؤمنين‏] فصل [في فضائل علي ع‏] فصل [في ان شرط الامام ان يكون اعلم و اتقى‏] فصل [في أن عليا افضل عند الله‏] فصل [في المنذر و الهادي‏] فصل [في الاستدلال المفيد على الامامة] فصل [في فضل الحسنين‏] فصل [في الاستدلال على امامة الحسنين‏] فصل [في الاستدلال على امامة الائمة] فصل [في الوصاية] فصل [في الخلافة] فصل [مما يدل على امامتهم‏] فصل [في أن مودة القربى اجر الرسالة] فصل [في أن اولاد فاطمة س ابناء النبي‏] فصل [في ايمان آمنة بنت وهب‏] فصل [مثالب بعض السلف‏] فصل [في أن الامامة باختيار الله‏] فصل [في سورة البراءة] فصل [في اكمال الدين‏] فصل [لا يجوز اتباع احد غير الامام‏] باب المفردات‏ فصل [في التوبة] فصل [حبط الاعمال‏] فصل [في الكفر و الظلم‏] فصل [في الرزق‏] فصل [في الاجل‏] فصل [في الموت‏] فصل [في الرجعة] فصل [في القبر و سؤاله‏] فصل [في العمى‏] فصل [الناس يوم القيامة] فصل [في اليوم و مقداره‏] فصل [في الحساب يوم القيامة] فصل [في الجهنم و عذاب الاخرة] فصل [في الشفاعة] فصل [في الجنة و لذاتها] فصل [في الدعاء و الدعوات في القرآن‏] فصل [في الكفر و الاسلام‏] فصل [في عصا موسى ع‏] فصل [في خلق الانسان من عجل‏] فصل [في الرزق بغير الحساب‏] فصل [تضعيف الحسنات‏] باب ما يتعلق بأصول الفقه‏ فصل [في معنى الامر] فصل [في الشرط و الاستثناء] فصل [في مباحث شتى‏] فصل [في النسخ‏] فصل [في الخبر الواحد] فصل [في متابعة النبي ص‏] فصل [في اتباع المعصومين‏] فصل [في القياس‏] باب فيما يحكم عليه الفقهاء فصل [في الطهارة] فصل [في طهارة الماء] فصل [في الوضوء] فصل [في الصلاة و احكامها] فصل [في الزكاة] فصل [في الصوم و احكامه‏] فصل [في الحج و احكامه‏] فصل [في الجهاد و احكامه‏] فصل [في الامر بالمعروف و النهى عن المنكر] فصل [في النكاح واحكامه‏] فصل [في الطلاق‏] فصل [في العدة] فصل [في الرضاع‏] فصل [في الايمان و النذر] فصل [في الكفارات‏] فصل [في الصيد و الذبائح‏] فصل [في المسكرات و المحرمات‏] فصل [في البيع‏] فصل [في الارث‏] فصل [في الحدود و الديات‏] فصل [في الديات‏] فصل [في الشهادات‏] فصل [في القضاء] باب الناسخ و المنسوخ‏ فصل [في النسخ‏] باب مما جاء من طريق النحو فصل [في التذكير و التأنيث‏] فصل [في العدد] فصل [في الغلبة] فصل [في حذف ما يدل عليه السياق‏] فصل [في الواحد و الجمع‏] فصل [في الجمع‏] فصل [في غير المنصرف‏] فصل [في الاشباع‏] فصل [في الفاء و الباء و الف‏] فصل [في الواحد و الجمع‏] فصل [في النصب النكرة بعد المعرفة] فصل [في الاسم التي جاء على لفظ المصدر] فصل [في لفظ من‏] فصل [في المتفرقات‏] باب النوادر [فصل في الحقيقة و المجاز] فصل [في حذف ما هو معلوم من السياق‏] فصل [في وضع الكلام في غير موضعه‏] فصل [في الاستعارة و الابدال‏] فصل [في تغيير ما يقتضيه الظاهر] فصل [في معاني القرآن‏] [فصل قد تفرد التنزيل بشي‏ء فيكون أمارة له‏] فصل [في الخاتمة] (خصوصيات هذه النسخة الشريفة) فهرس الموضوعات (الجزء الثانى) فهرس الآيات‏ سورة الفاتحة (1) البقرة (2) سورة آل عمران (3) سورة النساء (4) سورة المائدة (5) سورة الأنعام (6) سورة الاعراف (7) سورة الأنفال (8) سورة التوبة (9) سورة يونس (10) سورة هود (11) يوسف (12) سورة الرعد (13) سورة ابراهيم (14) سورة الحجر (15) سورة النحل (16) سورة الاسراء (17) سورة الكهف (18) سورة مريم (19) سورة طه (20) سورة الانبياء (21) سورة الحج (22) سورة المومنون (23) سورة النور (24) سورة الفرقان (25) سورة الشعراء (26) سورة النمل (27) سورة القصص (28) سورة العنكبوت (29) سورة الروم (30) سورة لقمان (31) سورة السجدة (32) سورة الاحزاب (33) سورة السبا (34) سورة الفاطر (35) سورة يس (36) سورة الصافات (37) سورة ص (38) سورة زمر (39) سورة المومن (40) سورة فصلت (41) سورة الشورى (42) سورة الزخرف (43) سورة الدخان (44) سورة الجاثية (45) سورة الاحقاف (46) سورة محمّد (47) [إلى آخر السور]

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)


صفحه قبل

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 120

و بقي النصف عليها فقال له أبو إسحاق الأسفرائني عندك القادر على الشي‏ء ينبغي أن يكون قادرا على ضده فقال الصاحب كما قدرت على أخذها أقدر على ردها إلا أن الرطوبة خارجة عنها فلا يتقبل-

و قال أبو حنيفة رأيت موسى بن جعفر ع و هو صغير السن في دهليز أبيه فقلت أين يحدث الغريب منكم إذا أراد ذلك فنظر إلي ثم قال يتوارى خلف الجدار و يتوقى أعين الجار و يجتنب شطوط الأنهار و مساقط الثمار و أفنية الدور و الطرق النافذة و المساجد و لا يستقبل القبلة و لا يستدبرها و يضع و يرفع بعد ذلك حيث شاء فلما سمعت هذا نبل في عيني و عظم في قلبي فقلت له جعلت فداك ممن المعصية فنظر إلي ثم قال اجلس حتى أخبرك فجلست فقال إن المعصية لا بد أن تكون من العبد أو من ربه أو منهما جميعا فإن كان من الله تعالى فهو أعدل و أنصف من أن يظلم عبده و يأخذه بما لم يفعله و إن كانت منهما فهو شريكه و القوي أولى بإنصاف عبده الضعيف و إن كانت من العبد وحده فعليه وقع الأمر و إليه توجه النهي و له حق الثواب و العقاب و وجبت الجنة و النار فقلت‏ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ‏ .

و نظم في هذا المعنى‏

لم تخل أفعالنا اللاتي نذم بها

إحدى ثلاث خصال حين نأتيها

أما تفرد بارينا بصنعتها

فيسقط اللؤم عنا حين ننشيها

أو كان يشركنا فيها فيلحقه‏

ما سوف يلحقنا من لائم فيها

أو لم يكن لإلهي في جنايتها

ذنب فما الذنب إلا ذنب جانيها

سيعلمون إذا الميزان شال بهم‏

أ هم جنوها أم الرحمن جانيها

فصل [في الجبر و الاختيار]

قوله تعالى‏ سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنا لَخَرَجْنا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ‏ سأل غيلان العبدي أبا الهذيل عن الاستطاعة فقال خبرني عن هذه الآية هل يخلو من أن يكون أكذبهم لأنهم مستطيعون للخروج و هم تاركون له فاستطاعة الخروج فيهم و ليس يخرجون لقوله‏ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ‏ أي هم يستطيعون الخروج و هم يكذبون فيقولون لسنا نستطيع و لو استطعنا لخرجنا فأكذبهم الله على هذا الوجه أو يكون على وجه آخر يقول إنهم لكاذبون أي إنني أعطيهم الاستطاعة و لم يخرجوا فتكون معهم الاستطاعة على الخروج و لا يكون الخروج و لا يعقل للآية معنى ثالث و قيل للنظام إن كانت الاستطاعة لك فخذ لنا هذا العصفور فقال هذا من استطاعة الباشق و اليؤيؤ لا من استطاعتي و قال الكتبي لا أقدر

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 121

على شي‏ء و لا أملك أحدا فقال الشيخ المفيد أ حكمي حكمك على ما لا تملك قال نعم قال فرقت مالك على المساكين و طلقت زوجتك و أعتقت عبدك و وقفت ملكك و أتي بطرار أحول إلى والي البصرة فسأل عن الحكم فقال جبري يضرب خمس عشرة درة و قال أبو عبد الرحمن بل ثلاثين خمس عشرة لطره و خمس عشرة لحوله فقال يا أبا عبد الرحمن لأضرب على الحول قال نعم إذا كانا جميعا من فعل الله فما جعل الضرب على الطر بأحق منه على الحول و قال رجل لأبي الهذيل من جمع بين الزانيين يا أبا الهذيل فقال يا ابن أخي أما بالبصرة فإنهم يقولون القوادون و لا أحسب أهل بغداد يخالفونهم في هذا القول فما تقول أنت فخجل الرجل و قال أبو العتاهية لتمامة و حرك يده من حرك هذا قال ملعون من الملاعين فغضب من قوله فقال إن لم يكن فعلك فما هذا الغضب و قيل لتمامة أ ترضى بمن خلق المعاصي ربا قال لا و لا عبدا و رفع إلى عياش برجل رمى فشج رأس بعضهم فقال له لم رميته فقال‏ وَ ما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لكِنَّ اللَّهَ رَمى‏ فضربه مائة سوط و قال و ما ضربت إذ ضربت و لكن الله ضرب و نزل أبو الأسود الدؤلي في بني قشير فرجموه بالليل فاشتكى منهم فقالوا الله رجمك فقال لا تكذبوا على الله فلو أن الله رماني لما أخطأني ثم قال في ذلك‏

رماني جاري ظالما برمية

فقلت له مهلا فأنكر ما أتى‏

و قال الذي يرميك ربك جازيا

بذنبك و الحوبات تعقب ما ترى‏

فقلت له لو أن ربي رمية

رماني لما أخطى إلهي ما رمى‏

جزى الله شرا كل من نال سوءة

و ينجل فيها ربه الشر و الأذى‏

و قال يزيد لعلي بن الحسين ع طلب أبوك شيئا لم يكن له بأهل فقتله الله على يدي من كان له أهلا فما ذنبي في ذلك فقال ع قال الله‏ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ‏ أ فتراه أنه لعن قاتله أم نفسه فبهت.

الصاحب‏

زعم الرجال المجبرون بأنما

قتل الحسين قضت به الأقدار

فعلام يلعن قاتلوه و إنما

قتل الحسين قضي بالجبار

و ناظر أبو علي الجبائي في حال صباه صقرا فقال ما تقول إن الله تعالى يخلق العدل قال نعم قال أ فتسميه بفعله العدل عادلا قال نعم قال أ تقول إنه يخلق الجور قال نعم قال مما أنكرت أن يكون بفعله الجور جائرا قال لا يصح ذلك قال مما أنكرت أن لا يكون بفعله العدل عادلا فانقطع صقر فجعل الناس يقولون من هذا الصبي فقيل غلام من أهل جبا فنسب إليه و كان مجبر

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 122

يسأل أصحاب بشر بن المعتمر و يقول أنتم تحمدون الله على إيمانكم فهم يقولون نعم فيقول فكأنه يجب أن يحمد على ما لم يفعل و قد قال‏ وَ يُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا فيقولون له إنما ذم من أحب أن يحمد بما لم يفعل مما لم يعز عليه و لم يدع إليه و هو يشغب إذا قيل ثمامة بن أشرس فقال بشر دونك الرجل فسله فسأله عن المسألة فقال هل يجب عليك أن تحمد الله على الإيمان قال لا بل هو يحمدني عليه لأنه أمرني به ففعلته و أنا أحمده على الأمر به و التقوية عليه فانقطع المجبر فقال بشر شنعت فسهلت و قال المأمون لثنوي خبرني هل ندم مسي‏ء قط على إساءة قال نعم قال فالندم على الإساءة إحسان أو إساءة قال إحسان قال فالذي ندم هو الذي أساء أو غيره قال هو الذي أساء قال فأرى صاحب الخير هو صاحب الشر و قد بطل قولكم إذا الذي ينظر نظر الوعيد هو الذي ينظر نظر الرحمة قال فإني أزعم أن الذي أساء غير الذي ندم قال فهذا الذي ندم على شي‏ء كان منه أم من غيره فأفحمه و أنشد ذو الرمة

و عينان قال الله كونا فكانتا

فعولان بالألباب ما تفعل الخمر

فقيل له فعولين خبر الكون فقال لو سبحت ربحت و إنما قلت و عينان فعولان و صفتها بذلك و إنما تجوز بذلك من الجبر

فصل‏

قوله تعالى حكاية عن الكفار- ما كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ فكذبهم الله تعالى‏ بَلى‏ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ‏ يعترف إبليس بعصيانه يوم القيامة و يقول‏ إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ‏ و يعاند الجبري فيقول- وَ اللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ‏ فينطق أعضاءه‏ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ‏ و يقول إبليس‏ وَ ما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ‏ و يقول قرينه من الجن و الإنس أو الملائكة- رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ وَ لكِنْ كانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ و قالت الكفرة ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ‏ - هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللَّهِ‏ و الجبرية تضيف كل سيئة إليه- وَ قالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ و قالت المشبهة كلتا يديه يمين و قالت النصارى‏ إِنَّ اللَّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ و قالت المجبرة تاسع تسعة و قالت المشركون بنات الله و قالت الجبرية صفات الله قديمة زعم المجبر أنه لا يقدر على تحريك ريشة ثم يعمل بالاختيار و النص و الشورى أول من أظهر الجبر في هذه الأمة معاوية ذلك أنه خطب فقال يا أهل الشام أنا خازن من خزان ربي أعطي‏

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 123

من أعطاه الله و أمنع من منعه الله بالكتاب و السنة فقام أبو ذر رحمة الله عليه و قال كذبت و الله إنك لتعطي من منعه الله بالكتاب و السنة و تمنع من أعطاه الله فقام عبادة بن الصامت ثم أبو الدرداء و قالا صدق أبو ذر صدق أبو ذر فنزل معاوية عن المنبر و قال فنعم إذا فنعم إذا و في رواية أنه خطب فقال قال الله تعالى‏ وَ إِنْ مِنْ شَيْ‏ءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ‏ فلا نلام نحن فقام الأحنف فقال إنا و الله لا نلومك على ما في خزائن الله و لكن نلومك على ما أنزل الله علينا من خزائنه و أغلقت بابك علينا دونه شاعر

إذا أعطى تمير حين يعطي‏

و إن لم يعط قال أبا القضاء

يبخل ربه سفها و جهلا

و يعذر نفسه فيما يشاء

- أبو محمد الحسن بن أحمد الحسيني-

زعم السفيه و من يضاهي قوله‏

إن الكبائر من فعال الخالق‏

إن كان حقا ما يقول فلم قضى‏

حد الزناة و قطع كف السارق‏

- الصاحب‏

المجبرون يجادلون بباطل‏

و بغير ما يجدون في القرآن‏

كل مقالة الإله أضلني‏

و أراد أمرا كان عنه نهاني‏

أ يقول ربكم لقوم آمنوا

عمدا و ينهاهم عن الإيمان‏

إن كان ذا فتعوذوا من ربكم‏

و دعوا تعوذكم من الشيطان‏

غيره‏

إياك و الجبر أن تدين به‏

فإن بالجبر قالت الفسقة

فنزه الله عن محارمه‏

و لا تكن من أولئك الطبقة

لو كان قد قدر الزناء

لما قدر حد الزناء و السرقة

فقال من يسرق اقطعوا يده‏

و قال في الملحد اضربوا عنقه‏

فصل [في الهداية]

قوله تعالى‏ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ الهدى الإرشاد و أصله الطريق يقال هداه الطريق و للطريق و إلى الطريق و لذلك سمى لكل مرشد هاديا قوله في التوراة- وَ جَعَلْناهُ هُدىً‏ و في القرآن‏ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ‏ و للنار أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً‏ و بمعنى الدلالة و البرهان إذا أدى إلى ذلك و كان مقيدا مقرونا بها قوله- اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏ وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى‏ صِراطٍ وَ اللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى‏ صِراطٍ و بمعنى النجاة و الثواب إذا أطلق-

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 124

قوله‏ وَ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ‏ - أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللَّهُ‏ و هذا بعد القتل و قوله‏ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْ‏ - وَ أَصْلَحَ بالَهُمْ‏ بالجنة و بمعنى الوصف بذلك و الحكم به عليه قوله‏ أَ تُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ‏ يعني تسموا مهتديا من قد سماه الله ضالا الشاعر

ما زال يهدي قومه و يضلنا

جهلا و ينسبنا إلى الكفار

و بمعنى زيادة الألطاف و ذلك أنه يلطف لمن علم أنه مؤمن فيأتيه من الأسباب ما يعلم أنه يؤمن لسببه قوله‏ وَ يَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنابَ‏ وَ مَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ‏ وَ الَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ‏ و بمعنى البيان و التعريف قوله‏ إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى‏ إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ‏ وَ هَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ‏ و أما قول المجبرة إنه بمعنى خلق الإيمان فيهم أو بأن يخلق ما يوجب ذلك من قدره و غيرهما أو يحملهم على ذلك جبرا أو ما جرى مجراه ففاسد لأنه لا يقول أهل اللغة لمن حمل غيره على سلوك الطريق جبرا إنه هداه إليه و إنما يقال رده إلى الطريق و حمله عليه و أكرهه و أمثال ذلك و يجوز هداه الله بمعنى التمكين أو ما يجري مجراه لأنه لا يصح التكليف إلا مع البيان و لنا

و من يهتدي يرشد و من يلق ربه‏

بكفر من الأحزاب فالنار موعده‏

قوله سبحانه‏ إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَ إِمَّا كَفُوراً المعنى إما أن يختار بحسن اختياره الشكر لله تعالى فيصيب الحق و إما أن يكفر نعمة فيكون ضالا عن الصواب و ليس المعنى أنه مجبر في ذلك و إنما خرج مخرج التهديد كقوله‏ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَ مَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ بدلالة قوله‏ إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ ناراً و إنما المراد البيان بمن أنه قادر عليها فأيهما اختار جوزي عليه بحسبه و في الآية دلالة على أنه تعالى قد هدى جميع خلقه المكلفين لأن قوله‏ إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ‏ عام في جملتهم و ذلك مبطل قول المجبرة إن الله لا يهدي الكافر بنصب الدلالة على طريق الحق و اجتناب الباطل و ليس كل من ترك الشكر كان كافرا لأن الشكر قد يكون تطوعا كما يكون واجبا ثم إن الله تعالى بين أن ما ذكره على وجه التهديد لكفرهم بقوله- فَإِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَعِيراً و ذكر أيضا ما للمؤمنين لإيمانهم فقال‏ إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ‏

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 125

قوله سبحانه‏ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ لم يرد نصب الأدلة على الحق لأنه تعالى سوى في ذلك بين الكافر و المؤمن كما قال‏ وَ أَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى‏ عَلَى الْهُدى‏ و إنما أراد من لطفه تعالى له بما علم أنه يؤمن فسمى ذلك اللطف هداية و قيل فمنهم من هدى الله إلى الجنة بإيمانه و منهم من حقت عليه الضلالة قال الحسن لأنهم ضلوا عن طرق الحق و كفروا بالله و قال أبو الهذيل حقت عليه الضلالة عن طريق الجنة بما ارتكبوا من الكفر و الضلالة و المراد بالضلالة هاهنا العدول عن الجنة و قد سمى الله العقاب ضلالا في قوله- إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَ سُعُرٍ .

قوله سبحانه‏ إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى‏ قال قتادة إن علينا لبيان الطاعة من المعصية و فيه دلالة على وجوب هدى المكلفين إلى الدين و إنه لا يجوز صرفهم عنده.

قوله سبحانه‏ وَ الَّذِي قَدَّرَ فَهَدى‏ التقدير تنزيل الشي‏ء على مقدار غيره فالله تعالى خلق الخلق و قدرهم على ما اقتضته الحكمة فهدى معناه أرشدهم إلى طريق الرشد من الغي و هكذا كل حيوان إلى ما فيه منفعته و مضرته حتى إنه هدى الطفل إلى ثدي أمه و ميزه من غيره و أعطى الفرخ الهداية حتى طلب الزق من أبويه و العصفور على صغره يطلب مثل ذلك بهداية الله تعالى له.

قوله سبحانه‏ وَ الَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا أي نرشدهم السبيل الموصل إلى الثواب و قيل لنوفقنهم لازدياد الطاعات فيزداد ثوابهم و قيل معناه لنرشدهم إلى الجنة.

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 126

قوله سبحانه‏ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ أي من يحكم الله بهدايته و يسميه بها و بإخلاصه الطاعة فهو المهتدي في الحقيقة و فيه دعاء إلى الاهتداء و ترغيب فيه و فيه معنى الأمر به و قيل من يهدي الله إلى طريق الجنة فهو المهتدي إليها و قوله‏ وَ مَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِهِ‏ أي من يحكم بضلالته و يسميه ضالا بسوء اختياره للضلالة فإنه لا ينفعه ولاية ولي له و لو تولاه لم يعتد بقوله لأنه من اللغو الذي لا منزلة له فلذلك حسن أن ينفى لأنه بمنزلة ما لم يكن و قيل من يضله الله عن طريق الجنة و أراد عقابه على معاصيه لم يوجد له ناصر يمنعه من عقابه.

قوله سبحانه‏ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ ظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَ لا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ‏ ظاهر الآية أن من كفر بالله و رسوله يعاقبهم الله على كفرهم و ظلمهم و لا يهديهم الجنة بل يدخلهم النار و يحتمل أنه لم يكن الله يفعل بهم ما يؤمنون عنده في المستقبل عقوبة لهم على كفرهم الماضي و استحقاقهم حرمان ذلك و أنه يخذلهم عن ذلك حتى يسلكوا طريق جهنم و يكون المعنى لم يكن الله ليوفقهم للإسلام و لكنه يخذلهم عنه إلى طريق جهنم جزاء لهم على ما فعلوه من الكفر.

قوله سبحانه‏ كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ‏ المراد به الثواب و ما يجري مجراه لأنه قد يؤمن الكافر و يتوب الفاجر و ينيب الغادر و الآية دليل لأهل العدل.

صفحه بعد