کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)

الجزء الأول‏ ( [المقدمة] من العلامة الشهرستانى حول هذا الكتاب) [الجهة الأولى قيمة هذا الكتاب‏] * (الجهة الثانية فى تفسير المحكم و المتشابه)* (الجهة الثالثة فى حكمة التشابه القرآنى) (الجهة الرابعة فى شخصية المؤلف) الجهة الخامسة فى تصحيح سند الكتاب‏ الجهة السادسة فى المنشور و الناشر [المقدمة] باب ما يتعلق بأبواب التوحيد [فصل في خلق السماوات‏] فصل [في المشرق و المغرب‏] فصل [في خلق آدم‏] فصل [في القلب‏] فصل [في الملائكة] فصل [في إبليس‏] فصل [في التسبيح‏] فصل [في الشجر الاخضر] فصل [في خلق العالم‏] فصل [في خلق آدم‏] فصل [في الشمس و القمر] فصل [في الروياء] فصل [في قصة قارون‏] فصل [في السحر] فصل [في اللوح المحفوظ] فصل [في الروح‏] فصل [في المعرفة] فصل [في طريق المعرفة] فصل [في الدعوة] فصل [في الفكر] فصل [في الايجاد] فصل [في علم الله‏] فصل [في حدوث العلم‏] فصل [في الله‏] فصل [في أن الله سميع‏] فصل [في القرآن‏] فصل [في الارادة] فصل [في أن الله غني‏] فصل [في القرب‏] فصل [في العرش‏] فصل [في الخوف‏] فصل [في العندية] فصل [في الوحى‏] فصل [في النفس‏] فصل [في الصنع‏] فصل [في وجه الله‏] فصل [في يد الله‏] فصل [في القبض‏] فصل [في جنب الله‏] فصل [في مجى الله‏] فصل [في اخذ الرب‏] فصل [في الشكر] فصل [في صفات الله‏] فصل [في بعض اوصافه‏] فصل [في الله‏] [تفسير لفظة الله‏] فصل [في الرؤية] فصل [في النضر و النظر] فصل [في التجلي‏] فصل [في اللقاء] فصل [في الحجاب‏] فصل [في الرؤية] فصل [في الواحد] فصل [في أن الله الحي القيوم‏] فصل [في أن لا يجوز لله التبني‏] فصل [في الايمان و الاسلام‏] فصل [في أن الطاعات من الايمان‏] فصل [في تكفير كل عاص‏] باب ما يدخل في أبواب العدل‏ فصل [في جور الجائرين‏] فصل [في الظلم‏] فصل [في الجبر] فصل [في الجبر و الاختيار] فصل‏ فصل [في الهداية] فصل [في الهداية] فصل [في النور] فصل [في الضلال‏] فصل [في ارادة الله‏] فصل [في مشية الله‏] فصل [في التكليف‏] فصل [في القلب‏] فصل [في مرض القلب‏] فصل [في الرجس‏] فصل [في تداول الايام‏] فصل [في اذن الله‏] فصل [في النسيان‏] فصل [في تكذيب آياته‏] فصل [في الشياطين‏] فصل [في الملائكة] فصل [في الخلق‏] فصل [في الفتنة] فصل [في المكر] فصل [في الاستقامة] فصل [في الارادة] فصل [في أن الله مريد] فصل [في القتل‏] فصل [في النور و الظلمة] فصل [في الظلم‏] فصل [في الحسنة] فصل [في قضاء الله‏] فصل [في القدر] باب مما جاء في النبوات‏ فصل [في الكرامة] فصل [في العصمة] فصل [في الاسباط] فصل [في النصر] فصل [في قصة آدم‏] فصل [في قصة نوح‏] فصل [في قصة إبراهيم ع‏] فصل [في قصة زكريا ع‏] فصل [في قصة لوط ع‏] فصل [في قصة يعقوب ع‏] فصل [في قصة يوسف ع‏] فصل [في قصة أيوب ع‏] فصل [في قصة شعيب ع‏] فصل [في قصة موسى ع‏] فصل [في قصة داود ع‏] فصل [في قصة سليمان ع‏] فصل [في قصة يونس ع‏] فصل [في قصة عيسى ع‏] الفهرست الكامل للمطالب بالترتيب‏ الجزء الثاني‏ تتمة باب مما جاء في النبوات‏ فصل [في قصة نبينا ع‏] فصل [في معنى الضلالة] فصل [في العفو و التوبة] فصل [في المشاورة] فصل [في الرحمة و شرح الصدر] فصل [في الهدى و الضلال‏] فصل [في الحبط] فصل [في تكذيب الرسول‏] فصل [في السؤال‏] فصل [في النبي الامي‏] باب ما يتعلق بالإمامة فصل [وجوب وجود امام أو نبي في كل زمان‏] فصل [الامام افضل رعيته و اعلمهم‏] فصل [في امير المؤمنين علي ع‏] فصل [في فضائل امير المؤمنين‏] فصل [في فضائل علي ع‏] فصل [في ان شرط الامام ان يكون اعلم و اتقى‏] فصل [في أن عليا افضل عند الله‏] فصل [في المنذر و الهادي‏] فصل [في الاستدلال المفيد على الامامة] فصل [في فضل الحسنين‏] فصل [في الاستدلال على امامة الحسنين‏] فصل [في الاستدلال على امامة الائمة] فصل [في الوصاية] فصل [في الخلافة] فصل [مما يدل على امامتهم‏] فصل [في أن مودة القربى اجر الرسالة] فصل [في أن اولاد فاطمة س ابناء النبي‏] فصل [في ايمان آمنة بنت وهب‏] فصل [مثالب بعض السلف‏] فصل [في أن الامامة باختيار الله‏] فصل [في سورة البراءة] فصل [في اكمال الدين‏] فصل [لا يجوز اتباع احد غير الامام‏] باب المفردات‏ فصل [في التوبة] فصل [حبط الاعمال‏] فصل [في الكفر و الظلم‏] فصل [في الرزق‏] فصل [في الاجل‏] فصل [في الموت‏] فصل [في الرجعة] فصل [في القبر و سؤاله‏] فصل [في العمى‏] فصل [الناس يوم القيامة] فصل [في اليوم و مقداره‏] فصل [في الحساب يوم القيامة] فصل [في الجهنم و عذاب الاخرة] فصل [في الشفاعة] فصل [في الجنة و لذاتها] فصل [في الدعاء و الدعوات في القرآن‏] فصل [في الكفر و الاسلام‏] فصل [في عصا موسى ع‏] فصل [في خلق الانسان من عجل‏] فصل [في الرزق بغير الحساب‏] فصل [تضعيف الحسنات‏] باب ما يتعلق بأصول الفقه‏ فصل [في معنى الامر] فصل [في الشرط و الاستثناء] فصل [في مباحث شتى‏] فصل [في النسخ‏] فصل [في الخبر الواحد] فصل [في متابعة النبي ص‏] فصل [في اتباع المعصومين‏] فصل [في القياس‏] باب فيما يحكم عليه الفقهاء فصل [في الطهارة] فصل [في طهارة الماء] فصل [في الوضوء] فصل [في الصلاة و احكامها] فصل [في الزكاة] فصل [في الصوم و احكامه‏] فصل [في الحج و احكامه‏] فصل [في الجهاد و احكامه‏] فصل [في الامر بالمعروف و النهى عن المنكر] فصل [في النكاح واحكامه‏] فصل [في الطلاق‏] فصل [في العدة] فصل [في الرضاع‏] فصل [في الايمان و النذر] فصل [في الكفارات‏] فصل [في الصيد و الذبائح‏] فصل [في المسكرات و المحرمات‏] فصل [في البيع‏] فصل [في الارث‏] فصل [في الحدود و الديات‏] فصل [في الديات‏] فصل [في الشهادات‏] فصل [في القضاء] باب الناسخ و المنسوخ‏ فصل [في النسخ‏] باب مما جاء من طريق النحو فصل [في التذكير و التأنيث‏] فصل [في العدد] فصل [في الغلبة] فصل [في حذف ما يدل عليه السياق‏] فصل [في الواحد و الجمع‏] فصل [في الجمع‏] فصل [في غير المنصرف‏] فصل [في الاشباع‏] فصل [في الفاء و الباء و الف‏] فصل [في الواحد و الجمع‏] فصل [في النصب النكرة بعد المعرفة] فصل [في الاسم التي جاء على لفظ المصدر] فصل [في لفظ من‏] فصل [في المتفرقات‏] باب النوادر [فصل في الحقيقة و المجاز] فصل [في حذف ما هو معلوم من السياق‏] فصل [في وضع الكلام في غير موضعه‏] فصل [في الاستعارة و الابدال‏] فصل [في تغيير ما يقتضيه الظاهر] فصل [في معاني القرآن‏] [فصل قد تفرد التنزيل بشي‏ء فيكون أمارة له‏] فصل [في الخاتمة] (خصوصيات هذه النسخة الشريفة) فهرس الموضوعات (الجزء الثانى) فهرس الآيات‏ سورة الفاتحة (1) البقرة (2) سورة آل عمران (3) سورة النساء (4) سورة المائدة (5) سورة الأنعام (6) سورة الاعراف (7) سورة الأنفال (8) سورة التوبة (9) سورة يونس (10) سورة هود (11) يوسف (12) سورة الرعد (13) سورة ابراهيم (14) سورة الحجر (15) سورة النحل (16) سورة الاسراء (17) سورة الكهف (18) سورة مريم (19) سورة طه (20) سورة الانبياء (21) سورة الحج (22) سورة المومنون (23) سورة النور (24) سورة الفرقان (25) سورة الشعراء (26) سورة النمل (27) سورة القصص (28) سورة العنكبوت (29) سورة الروم (30) سورة لقمان (31) سورة السجدة (32) سورة الاحزاب (33) سورة السبا (34) سورة الفاطر (35) سورة يس (36) سورة الصافات (37) سورة ص (38) سورة زمر (39) سورة المومن (40) سورة فصلت (41) سورة الشورى (42) سورة الزخرف (43) سورة الدخان (44) سورة الجاثية (45) سورة الاحقاف (46) سورة محمّد (47) [إلى آخر السور]

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)


صفحه قبل

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 126

قوله سبحانه‏ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ أي من يحكم الله بهدايته و يسميه بها و بإخلاصه الطاعة فهو المهتدي في الحقيقة و فيه دعاء إلى الاهتداء و ترغيب فيه و فيه معنى الأمر به و قيل من يهدي الله إلى طريق الجنة فهو المهتدي إليها و قوله‏ وَ مَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِهِ‏ أي من يحكم بضلالته و يسميه ضالا بسوء اختياره للضلالة فإنه لا ينفعه ولاية ولي له و لو تولاه لم يعتد بقوله لأنه من اللغو الذي لا منزلة له فلذلك حسن أن ينفى لأنه بمنزلة ما لم يكن و قيل من يضله الله عن طريق الجنة و أراد عقابه على معاصيه لم يوجد له ناصر يمنعه من عقابه.

قوله سبحانه‏ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ ظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَ لا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ‏ ظاهر الآية أن من كفر بالله و رسوله يعاقبهم الله على كفرهم و ظلمهم و لا يهديهم الجنة بل يدخلهم النار و يحتمل أنه لم يكن الله يفعل بهم ما يؤمنون عنده في المستقبل عقوبة لهم على كفرهم الماضي و استحقاقهم حرمان ذلك و أنه يخذلهم عن ذلك حتى يسلكوا طريق جهنم و يكون المعنى لم يكن الله ليوفقهم للإسلام و لكنه يخذلهم عنه إلى طريق جهنم جزاء لهم على ما فعلوه من الكفر.

قوله سبحانه‏ كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ‏ المراد به الثواب و ما يجري مجراه لأنه قد يؤمن الكافر و يتوب الفاجر و ينيب الغادر و الآية دليل لأهل العدل.

قوله سبحانه‏ إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِ لا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ‏ يعني إلى طريق‏

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 127

الجنة أو قلت لا يحكم الله بهداهم لأنهم كفار.

قوله سبحانه‏ لَوْ هَدانَا اللَّهُ لَهَدَيْناكُمْ‏ إنما هو حكاية قول رؤساء المشركين في جهنم لقوله‏ فَقالَ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا .

قوله سبحانه‏ فَرِيقاً هَدى‏ وَ فَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ قد قلنا إن الهدى المطلق أنما يكون بمعنى البيان أو النجاة و هذه الآية إنما وردت فيمن أعيد بعد الممات أ لا ترى إلى أول قوله‏ كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ‏ .

قوله سبحانه‏ وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ‏ معناه أنه لا يهديهم إلى طريق الجنة و الثواب لكفرهم و يحتمل لا يهديهم بمعنى لا يقبل أعمالهم كما يقبل أعمال المهتدين من المؤمنين لأن أعمالهم لا تقع على وجه يستحق بها المدح و قيل لا يحكم بهدايتهم لكونهم كفارا.

قوله سبحانه‏ وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ‏ إخبار منه تعالى أنه لا يهدي أحدا ممن ظلم نفسه و كفر بآيات الله و جحد وحدانيته إلى الجنة كما أنه يهدي المؤمنين.

قوله سبحانه‏ وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ‏ أي لا يحكم للفاسق بأنه مهتد و لا يجري عليه مثل هذه الصفة لأنها صفة مدح‏

فصل [في الهداية]

قوله تعالى‏ لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ‏ لم يقل ليس إليك فسقط التعلق و ذلك أنه إذ قال عليك كذا فإنما معناه أنه يجب عليك كذا كقوله‏ وَ لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ‏ -

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 128

و لا يلزم النبي ع هداية أولئك و إنما عليه التبليغ لقوله- أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ‏ و يفسرون الهدى بالفقه و الثواب ثم قال‏ وَ لكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ قال ابن الإخشيد و الزجاج إنما علق الهداية بالمشية لمن كان في المعلوم أنه يصلح باللطف و ليس كل أحد يصلح به فلذلك جاء الاختصاص بالمشية و قال الجبائي الهداية في الآية هو إلى طريق الجنة.

قوله سبحانه‏ إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَ لكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ قالوا كان النبي ع يحب إسلام أبي طالب و يكره إسلام الوحشي فنزلت الآية في أبي طالب و نزل في الوحشي‏ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى‏ أَنْفُسِهِمْ‏ فلم يسلم أبو طالب و أسلم الوحشي فلو جاز للنبي ع أن يخالف الله تعالى في إرادته لجاز أن يخالفه في أوامره و نواهيه و إذا كان لم يرد إيمانه و أراد كفره و أراد النبي ع إيمانه فقد حصل غاية الخلاف بين إرادتي الرسول و المرسل- ابن ذريك‏

و لو لم يكن قد شاء طاعاتهم لما

أتاهم بها عن ربهم مطلق الأمر

يوافق إبليس اللعين بزعمهم‏

بغير وفاق المصطفى العلم الطهر

و حين أراد الكفر من معشر فلم‏

دعاهم إلى الإيمان هذا من الهجر

و ما حاجة الدنيا إلى الرسل حين من‏

توخى بهم إيمانهم سبب الكفر

قوله سبحانه‏ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ‏ الإيمان ليس بهدى من جهة كونه إيمانا و ليس فيه تخصيص و لا يصح أن يكون هدى مذهبهم لأن العبد عندهم غير مختار و هُدىً لِلْمُتَّقِينَ‏ لا يدل على أنه ليس بهدى لغيرهم.

قوله سبحانه‏ مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ‏ أي بيانا و دلالة على أن الله تعالى هدى الكافر إلى الإيمان كما هدى المؤمن.

قوله سبحانه‏ إِنْ تَحْرِصْ عَلى‏ هُداهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُ‏ من فتح الياء

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 129

أراد أن الله لا يهدي من يضله أو قلت إن من أضله الله لا يهتدي و من ضم الياء أراد أن من حكم الله بضلالة و سماه ضالا لا يقدر أحد أن يجعله هاديا أو قلت إن من أضله الله لا يقدر أحد على هدايته إليها و لا يقدر هو أيضا على أن يهتدي إليها.

قوله سبحانه‏ اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏ اللفظ لا ينبئ عن أنه يفعل خلافه و إنما يسأله ذلك المؤمنون و لو كان المراد به الإيمان لم يكن لسؤالهم ما أعطوه معنى و لكان الواجب أن يقول ذلك من لم يعطه و الظاهر يدل على الاستقبال-

و قال مجوسي لأمير المؤمنين ع كيف أدخل في دين لم يهتد أربابه حيث لا يزالون يقولون اهدنا فأجابه ع إن معناه ثبتنا.

قوله سبحانه‏ فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ‏ أي جعل الاتباع إلى المخلوق و لو كان من الله تعالى لقال فمن اتبعه هداي.

قوله سبحانه‏ وَ يَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً‏ ي زيد الذين اهتدوا إلى طاعة الله و اجتناب معاصيه هدى و وجه الزيادة لهم فيه أن يفعل بهم الألطاف التي تستكثرون عندها الطاعات بما يبينه لهم من وجه الدلالات و الأمور الداعية إلى فعل الخيرات و قيل زيادة الهدى هي بإيمانهم بالناسخ و المنسوخ.

قوله سبحانه‏ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كاذِبٌ كَفَّارٌ معناه أنه لا يهتدي إلى طريق الجنة أو لا يحكم بهدايته إلى الحق من هو كاذب على الله بأنه أمره باتخاذ الأصنام.

قوله سبحانه‏ وَ إِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى‏ أي ستار لمن تاب من المعاصي فأسقط عقابه و أستر عليه معاصيه إذا أضاف إلى إيمانه الأيمان الصالحة-

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 130

و قال قتادة معناه لزم الإيمان إلى أن يموت كأنه قال ثم استمر على الاستقامة و إنما قيل ذلك لئلا يتكل الإنسان على أنه كان أخلص الطاعة و في تفسير أهل البيت ع ثم اهتدى إلى ولاية أوليائه الذين أوجب الله طاعتهم و الانقياد لأمرهم و قال ثابت البناني ثم اهتدى إلى ولاية أهل البيت ع‏

فصل [في النور]

قوله تعالى‏ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ أي لدينه و إيمانه بأن يفعل له لطفا يختار عنده الإيمان إذا علم له أهلا و قيل يهدي الله لنبوته من يشاء ممن يعلم أنه يصلح لها و قيل يحكم بإيمانه لمن يشاء ممن آمن به.

قوله سبحانه- وَ مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ أي من لم يجعل الله له نورا في قلبه و يهده به فما له من نور يهتدي به و قيل من لم يجعل الله له نورا يوم القيامة يهديه إلى الجنة فما له من نور يهديه إليها.

قوله سبحانه‏ قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ أخبر أنه يخص بذلك المتبع لرضوانه و المتبع لرضوانه قد حصل له البيان و الإيمان.

قوله سبحانه‏ وَ أَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَ ماتُوا الظاهر أن يكون الآيات زادتهم الرجس بالحقيقة و لا خلاف أن الآيات لا فعل لها في الحقيقة و أن الله زادهم رجسا بالآيات نحو ما ادعوه و هذا فاسد لأن عندهم أن الآيات غير موجبة للرجس و لا يصح أن يزيدهم الله الرجس بالآيات و إنما يزيدهم ذلك بالقدرة الموجبة لذلك و لا يجيز أحد منهم أن تزيدهم الآيات رجسا

قوله سبحانه‏ وَ مَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ‏ و قوله‏ قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَ الْمَغْرِبُ‏

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 131

يَهْدِي مَنْ يَشاءُ الهدى ضد الضلالة و هو من فعله بلا خلاف فإذا هدى الكل صح وصفه بأنه يهدي من يشاء كما لو هدى البعض صح ذلك فيه و يدل على أنه هدى الجميع قوله- إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ‏ هُدىً لِلنَّاسِ‏ و الخصم معترف بأن الهدى في الآية بمعنى الدلالة لأولها لأنه بعث‏ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَ مُنْذِرِينَ‏ و قال اختلفوا بغيا و عدوا لا جبرا إذ محال أن يقول جاءتهم البينات و لم تأتهم أو يقول كانوا غير متمكنين من التبيين كما أنه محال أن يقول أتيت زيدا بكتاب فلم يقرأه بغيا و عدوانا و هو غير متمكن من قراءة.

قوله سبحانه‏ قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ‏ على سبيل الجبر و لم يقل لاهتديتم و الهداية أنما هو البيان و الدلالة لأنه هدى الجميع بمعناهما أو الفوز و النجاة و لا خلاف في أنه لو شاء لنجى جميعهم و لأثابهم أو الإيمان و الدين و لا يصح ذلك لأنه لا يقال فيمن جبر غيره على أمر قد هداه و إنما يقال ذلك إذا أرشده إليه و دله عليه و معنى الآية أنه حكى عن قول الكفار فقال‏ سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا فجعلهم في قوله إنه‏ لَوْ شاءَ اللَّهُ ما أَشْرَكُوا و لا حرموا شيئا كاذبين فوجب أن يكون الله بتكذيبه إياهم فيما ادعوا مريدا لإيمانهم كارها لما هم عليه من الشرك فلما كذبهم قال‏ قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ إذ كانوا أشركوا من جهة أنفسهم من غير أن يكون أراد منهم الشرك أو أمرهم به أو حملهم عليه إذ لو فعل شيئا من ذلك لكان لهم الحجة عليه‏

فصل [في الضلال‏]

قوله تعالى- أَ إِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ‏ - وَ أَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى‏ عِلْمٍ‏ اعلم أن ضل لازم يقال ضل الشي‏ء أي ضاع و هلك قوله‏ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا و بمعنى العذاب‏ إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَ سُعُرٍ و بمعنى إبطال العمل‏ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ‏ و متعد نحو ضل فلان الطريق أي لم يهتد له قوله‏ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ‏ و قد جاء أضل على وجوه أضله فلان أهلكه قوله- وَ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ‏ و بمعنى أضل الرجل دابته أي ضلت عنه قال الشاعر

هبوني أمرا منكم أضل بغيره‏

فالألف للفرق بين ما لا يفارق مكانه و بين ما يفارق و بمعنى أنه ضل منه لا من غيره كما يقولون أضلت فلانة فلانا و أذهبت عقله و هي لا تعرفه لكنه فسد و ذهب عقله من أجلها و عند رؤيته إياها

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 132

نسب إليها و بمعنى الحكم عليه بالضلال و التسمية أضله فلان أي سماه ضالا مثل أكفره إذا نسب عليه قال الكميت-

فطائفة قد أكفروني بحبكم‏

صفحه بعد