کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)

الجزء الأول‏ ( [المقدمة] من العلامة الشهرستانى حول هذا الكتاب) [الجهة الأولى قيمة هذا الكتاب‏] * (الجهة الثانية فى تفسير المحكم و المتشابه)* (الجهة الثالثة فى حكمة التشابه القرآنى) (الجهة الرابعة فى شخصية المؤلف) الجهة الخامسة فى تصحيح سند الكتاب‏ الجهة السادسة فى المنشور و الناشر [المقدمة] باب ما يتعلق بأبواب التوحيد [فصل في خلق السماوات‏] فصل [في المشرق و المغرب‏] فصل [في خلق آدم‏] فصل [في القلب‏] فصل [في الملائكة] فصل [في إبليس‏] فصل [في التسبيح‏] فصل [في الشجر الاخضر] فصل [في خلق العالم‏] فصل [في خلق آدم‏] فصل [في الشمس و القمر] فصل [في الروياء] فصل [في قصة قارون‏] فصل [في السحر] فصل [في اللوح المحفوظ] فصل [في الروح‏] فصل [في المعرفة] فصل [في طريق المعرفة] فصل [في الدعوة] فصل [في الفكر] فصل [في الايجاد] فصل [في علم الله‏] فصل [في حدوث العلم‏] فصل [في الله‏] فصل [في أن الله سميع‏] فصل [في القرآن‏] فصل [في الارادة] فصل [في أن الله غني‏] فصل [في القرب‏] فصل [في العرش‏] فصل [في الخوف‏] فصل [في العندية] فصل [في الوحى‏] فصل [في النفس‏] فصل [في الصنع‏] فصل [في وجه الله‏] فصل [في يد الله‏] فصل [في القبض‏] فصل [في جنب الله‏] فصل [في مجى الله‏] فصل [في اخذ الرب‏] فصل [في الشكر] فصل [في صفات الله‏] فصل [في بعض اوصافه‏] فصل [في الله‏] [تفسير لفظة الله‏] فصل [في الرؤية] فصل [في النضر و النظر] فصل [في التجلي‏] فصل [في اللقاء] فصل [في الحجاب‏] فصل [في الرؤية] فصل [في الواحد] فصل [في أن الله الحي القيوم‏] فصل [في أن لا يجوز لله التبني‏] فصل [في الايمان و الاسلام‏] فصل [في أن الطاعات من الايمان‏] فصل [في تكفير كل عاص‏] باب ما يدخل في أبواب العدل‏ فصل [في جور الجائرين‏] فصل [في الظلم‏] فصل [في الجبر] فصل [في الجبر و الاختيار] فصل‏ فصل [في الهداية] فصل [في الهداية] فصل [في النور] فصل [في الضلال‏] فصل [في ارادة الله‏] فصل [في مشية الله‏] فصل [في التكليف‏] فصل [في القلب‏] فصل [في مرض القلب‏] فصل [في الرجس‏] فصل [في تداول الايام‏] فصل [في اذن الله‏] فصل [في النسيان‏] فصل [في تكذيب آياته‏] فصل [في الشياطين‏] فصل [في الملائكة] فصل [في الخلق‏] فصل [في الفتنة] فصل [في المكر] فصل [في الاستقامة] فصل [في الارادة] فصل [في أن الله مريد] فصل [في القتل‏] فصل [في النور و الظلمة] فصل [في الظلم‏] فصل [في الحسنة] فصل [في قضاء الله‏] فصل [في القدر] باب مما جاء في النبوات‏ فصل [في الكرامة] فصل [في العصمة] فصل [في الاسباط] فصل [في النصر] فصل [في قصة آدم‏] فصل [في قصة نوح‏] فصل [في قصة إبراهيم ع‏] فصل [في قصة زكريا ع‏] فصل [في قصة لوط ع‏] فصل [في قصة يعقوب ع‏] فصل [في قصة يوسف ع‏] فصل [في قصة أيوب ع‏] فصل [في قصة شعيب ع‏] فصل [في قصة موسى ع‏] فصل [في قصة داود ع‏] فصل [في قصة سليمان ع‏] فصل [في قصة يونس ع‏] فصل [في قصة عيسى ع‏] الفهرست الكامل للمطالب بالترتيب‏ الجزء الثاني‏ تتمة باب مما جاء في النبوات‏ فصل [في قصة نبينا ع‏] فصل [في معنى الضلالة] فصل [في العفو و التوبة] فصل [في المشاورة] فصل [في الرحمة و شرح الصدر] فصل [في الهدى و الضلال‏] فصل [في الحبط] فصل [في تكذيب الرسول‏] فصل [في السؤال‏] فصل [في النبي الامي‏] باب ما يتعلق بالإمامة فصل [وجوب وجود امام أو نبي في كل زمان‏] فصل [الامام افضل رعيته و اعلمهم‏] فصل [في امير المؤمنين علي ع‏] فصل [في فضائل امير المؤمنين‏] فصل [في فضائل علي ع‏] فصل [في ان شرط الامام ان يكون اعلم و اتقى‏] فصل [في أن عليا افضل عند الله‏] فصل [في المنذر و الهادي‏] فصل [في الاستدلال المفيد على الامامة] فصل [في فضل الحسنين‏] فصل [في الاستدلال على امامة الحسنين‏] فصل [في الاستدلال على امامة الائمة] فصل [في الوصاية] فصل [في الخلافة] فصل [مما يدل على امامتهم‏] فصل [في أن مودة القربى اجر الرسالة] فصل [في أن اولاد فاطمة س ابناء النبي‏] فصل [في ايمان آمنة بنت وهب‏] فصل [مثالب بعض السلف‏] فصل [في أن الامامة باختيار الله‏] فصل [في سورة البراءة] فصل [في اكمال الدين‏] فصل [لا يجوز اتباع احد غير الامام‏] باب المفردات‏ فصل [في التوبة] فصل [حبط الاعمال‏] فصل [في الكفر و الظلم‏] فصل [في الرزق‏] فصل [في الاجل‏] فصل [في الموت‏] فصل [في الرجعة] فصل [في القبر و سؤاله‏] فصل [في العمى‏] فصل [الناس يوم القيامة] فصل [في اليوم و مقداره‏] فصل [في الحساب يوم القيامة] فصل [في الجهنم و عذاب الاخرة] فصل [في الشفاعة] فصل [في الجنة و لذاتها] فصل [في الدعاء و الدعوات في القرآن‏] فصل [في الكفر و الاسلام‏] فصل [في عصا موسى ع‏] فصل [في خلق الانسان من عجل‏] فصل [في الرزق بغير الحساب‏] فصل [تضعيف الحسنات‏] باب ما يتعلق بأصول الفقه‏ فصل [في معنى الامر] فصل [في الشرط و الاستثناء] فصل [في مباحث شتى‏] فصل [في النسخ‏] فصل [في الخبر الواحد] فصل [في متابعة النبي ص‏] فصل [في اتباع المعصومين‏] فصل [في القياس‏] باب فيما يحكم عليه الفقهاء فصل [في الطهارة] فصل [في طهارة الماء] فصل [في الوضوء] فصل [في الصلاة و احكامها] فصل [في الزكاة] فصل [في الصوم و احكامه‏] فصل [في الحج و احكامه‏] فصل [في الجهاد و احكامه‏] فصل [في الامر بالمعروف و النهى عن المنكر] فصل [في النكاح واحكامه‏] فصل [في الطلاق‏] فصل [في العدة] فصل [في الرضاع‏] فصل [في الايمان و النذر] فصل [في الكفارات‏] فصل [في الصيد و الذبائح‏] فصل [في المسكرات و المحرمات‏] فصل [في البيع‏] فصل [في الارث‏] فصل [في الحدود و الديات‏] فصل [في الديات‏] فصل [في الشهادات‏] فصل [في القضاء] باب الناسخ و المنسوخ‏ فصل [في النسخ‏] باب مما جاء من طريق النحو فصل [في التذكير و التأنيث‏] فصل [في العدد] فصل [في الغلبة] فصل [في حذف ما يدل عليه السياق‏] فصل [في الواحد و الجمع‏] فصل [في الجمع‏] فصل [في غير المنصرف‏] فصل [في الاشباع‏] فصل [في الفاء و الباء و الف‏] فصل [في الواحد و الجمع‏] فصل [في النصب النكرة بعد المعرفة] فصل [في الاسم التي جاء على لفظ المصدر] فصل [في لفظ من‏] فصل [في المتفرقات‏] باب النوادر [فصل في الحقيقة و المجاز] فصل [في حذف ما هو معلوم من السياق‏] فصل [في وضع الكلام في غير موضعه‏] فصل [في الاستعارة و الابدال‏] فصل [في تغيير ما يقتضيه الظاهر] فصل [في معاني القرآن‏] [فصل قد تفرد التنزيل بشي‏ء فيكون أمارة له‏] فصل [في الخاتمة] (خصوصيات هذه النسخة الشريفة) فهرس الموضوعات (الجزء الثانى) فهرس الآيات‏ سورة الفاتحة (1) البقرة (2) سورة آل عمران (3) سورة النساء (4) سورة المائدة (5) سورة الأنعام (6) سورة الاعراف (7) سورة الأنفال (8) سورة التوبة (9) سورة يونس (10) سورة هود (11) يوسف (12) سورة الرعد (13) سورة ابراهيم (14) سورة الحجر (15) سورة النحل (16) سورة الاسراء (17) سورة الكهف (18) سورة مريم (19) سورة طه (20) سورة الانبياء (21) سورة الحج (22) سورة المومنون (23) سورة النور (24) سورة الفرقان (25) سورة الشعراء (26) سورة النمل (27) سورة القصص (28) سورة العنكبوت (29) سورة الروم (30) سورة لقمان (31) سورة السجدة (32) سورة الاحزاب (33) سورة السبا (34) سورة الفاطر (35) سورة يس (36) سورة الصافات (37) سورة ص (38) سورة زمر (39) سورة المومن (40) سورة فصلت (41) سورة الشورى (42) سورة الزخرف (43) سورة الدخان (44) سورة الجاثية (45) سورة الاحقاف (46) سورة محمّد (47) [إلى آخر السور]

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)


صفحه قبل

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 143

زيادة في التحذير- وَ لَوْ نَشاءُ لَمَسَخْناهُمْ عَلى‏ مَكانَتِهِمْ‏ و المسخ قلب الصورة إلى خلقة مشوهة كما مسخ قوم قردة و خنازير و المسخ نهاية التنكيل و قال الحسن و قتادة لمسخناهم على مقعدهم أو على أرجلهم و لو فعلنا بهم ذلك لما اسْتَطاعُوا مُضِيًّا .

قوله سبحانه‏ أَ فَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً ظاهره يدل على أنه لو شاء لهداهم إلى الإيمان الاختياري و ما أثبته فهو الضروري و معنى‏ أَ فَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أي لم يبين قال سجيم-

أقول لأهل الشعب إذ يبشرونني‏

أ لم ييأسوا أني ابن فارس زهدم‏

قوله سبحانه‏ وَ عَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ‏ أي بيان الهدى من الضلال- وَ مِنْها جائِرٌ أي طريق عادل عن الحق- وَ لَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ‏ قال الحسن و البلخي لو شاء بالإلجاء و قال الجبائي لو شاء لهداكم إلى الجنة.

قوله سبحانه‏ ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عَلى‏ مَنْ يَشاءُ إنما علقه بالمشية لأن قبول التوبة و إسقاط العقاب عندنا تفضل و لو كان ذلك واجبا لما جاز تعليق ذلك بالمشية كما لم يعلق الثواب على الطاعة و العوض على الألم في موضع بالمشية.

قوله سبحانه‏ وَ إِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ‏ إن شاء علقت بالمشية لأن منهم من لا يبلغ هذا المعنى الموعود به لأنه يجوز أن يموت قبله و يقال ليقطع الآمال إلى الله تعالى كما قال‏ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ‏ .

قوله سبحانه‏ وَ لَوْ أَنَّنا نَزَّلْنا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَ كَلَّمَهُمُ الْمَوْتى‏ وَ حَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ قُبُلًا ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشاءَ لا خلاف أنهم لا يؤمنون إلا بمشيته لأنه لا يصح من أحد إيمان إلا بعد أن يأمره بذلك و يريده منه و متى ما لم يأمره بذلك و لم‏

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 144

يرد منه فليس بإيمان و في قوله‏ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ‏ وجهان أن تلجئهم إلى ذلك و هو الصحيح و لا يجوز أنهم لا يؤمنون ما لم يشأ الله منهم أن يؤمنوا إنه لا يجوز أن يريد المعاصي فإنه قد أراد من الجميع الإيمان و إنه ذكر ذلك تقريعا لهم و لو أراد أنهم إنما لا يؤمنون لأني ما شئت منهم الإيمان و متى شئت آمنوا لكان مبنيا بذلك عذرهم و لصح احتجاجهم بأنه لو شاء الرحمن ما عبدوا من دونه من شي‏ء و لأدى إلى تناقض القرآن نحو- فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ‏ إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ‏

(فصل)

قوله تعالى‏ وَ لا تَقُولَنَّ لِشَيْ‏ءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً. إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ‏ ليس فيه أن أفعالنا متعلقة بمشيته لأنه لم يقل حتى تقول إن شاء الله أو لم يقل إلا أن تقول و ادعاء الحذف عدول عن الظاهر قال الفراء تجعل حرف الشرط الذي هو إن متعلقا بما قبله و بما هو متعلق به في الظاهر من تقدير محذوف و يكون التقدير و لا تقولن لشي‏ء إني فاعل ذلك غدا إلا أن تقول إن شاء الله لأن من عادتهم إضمار القول في مثل هذا الموضع و الموجود منه دلالة على المفقود و هذا تأديب من الله لعباده حتى يخرجوا من حد القطع و لا شبهة أن ذلك مختص بالطاعات دون المقبحات و لا يستجيز مسلم أن يقول إني أزني غدا إن شاء الله و قال أبو علي عنى بذلك أن من لا يأمن أن يبقى إلى غد فلا يقول إني سأفعل غدا كذا و كذا فإنه ربما مات أو عجز أو منع فلا يأمن أن يكون خبره كذبا في معلوم الله فلا يسلم خبره هذا من الكذب إلا بالاستثناء الناشي‏

قد قلت ربي يشاء شيئا و يسخطه‏

و إنه قد قضى ما ليس راضية

و إنه قد يكون العبد متبعا

لما يشاء يقضي و هو عاصية

و إنه جائز في العدل خالقنا

تكليف عبد ضعيف لا قوى فيه‏

و إنه أرسل الداعي ليدعونا

و صد أكثرنا عن أمر داعيه‏

و قال من لم يجب داعي مستبقا

فسوف أدخله نارا و أصليه‏

كفعل ذي حنق قاس و ذي عنت‏

يعيب جور القضا منا و يأتيه‏

يقدر الكفر فينا ثم يسخطه‏

يقول أ لم كان ما أقضي و أنشيه‏

-

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 145

قوله سبحانه‏ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ‏ - إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ وَ لا يَسْتَثْنُونَ‏ إنما أمر بالاستثناء ليكون فرقا بين كلام الخالق و كلام المخلوق يؤيد ذلك ما قلنا إنه لا يجوز أن يقول إني أزني غدا إن شاء الله و إنما جاز في الطاعات و المباحات و قال البلخي معنى إن شاء الله أي أمركم الله به لأن مشية الله تعالى لفعل عباده هو أمره به و قال قوم هو تأديب لنا كما قال- وَ لا تَقُولَنَّ لِشَيْ‏ءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ‏ .

قوله سبحانه حكاية عن شعيب‏ قَدِ افْتَرَيْنا عَلَى اللَّهِ كَذِباً إِنْ عُدْنا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْها وَ ما يَكُونُ لَنا أَنْ نَعُودَ فِيها إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ‏ ذكر أنه ليس له أن يعود فيها إلا أن يشاء الله و متى شاء ذلك كان له أن يعود فيها و الخصم لا يجيز للمكلف أن يعود في الكفر إن شاء الله ذلك و قوله فيها كناية عن الملة.

قوله سبحانه‏ قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَ لا ضَرًّا إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ‏ لم يقل لا أضر نفسي و لا أنفعها و لا يلحقها نفعا و لا ضرا إلا بمشيته بل نفى الملك للضر و المنفعة فوقع الاستثناء بالملك فوجب أن تكون المشية مشية الملك لا للضر الذي يملكونه و قد جعل له ملكا بقوله- وَ ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ‏ .

قوله سبحانه‏ وَ إِنَّا إِنْ شاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ‏ الأفعال المستقبلة لا يصح إطلاقها دون تعليقها بمشيته ليخرج الخبر من أن يكون قطعا و حكما بتا كما ذكرناه و بعد فإنه إنما يصح ذلك في الطاعات دون المعاصي.

قوله سبحانه‏ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ‏ يعني لا يريد ثوابهم من أجل كفرهم فإذا لا يريد كفرهم لأنه لو أراده لم يكن نفى محبته لهم لكفرهم.

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 146

قوله سبحانه‏ كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قالَ إِنِّي بَرِي‏ءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ‏ ليس فيها من قصة برصيصا شي‏ء مما يقولون فيه- العبدي-

و هم شبهوا الله العلي بخلقه‏

و قالوا خلقنا للمعاصي و أجبرنا

و لو شاء لم نكفر و قد شاء كفرنا

و إن شاء لم نؤمن و إن شاء آمنا

فصل [في التكليف‏]

قوله تعالى- لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها و لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا ما آتاها لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَها و الوسع دون الطاقة قال الشاعر

كلفتها الوسع في سيري لها أصلا

و الوسع منها دون الجهد و الوخد

و في ذلك دلالة على بطلان قول المجبرة من الله تعالى يكلف العبد ما لا قدرة له عليه و قوله‏ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ‏ وَ لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ‏ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَ لا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ‏ و لو جاز تكليف ما لا يطاق لجاز أن يكلف الأعمى النظر و المقعد المشي و لجاز أن يكلفنا الطيران و لو جاز ذلك لجاز أن يكلف الأشجار و الأحجار و النبات و الجماد-

و سئل الرضا ع فقيل له هل يكلف الله العباد ما لا يطيقون فقال الله أعدل من ذلك فقيل هل يستطيعون أن يفعلوا ما لم يقدر لهم فقال هم أعجز عن ذلك.

الصاحب‏

لو كلف العبد بلا استطاعة

ما ذم من أبدى له امتناعه‏

و لا أقام للعباد الساعة

أف لهذا القول من شناعة

قوله سبحانه‏ وَ لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ‏ أي ما يشتد كلفته من العبادات المتعبة يقال و الله ما أستطيع النظر إليك و لا أطيق الاكتحال برؤيتك مع أنه يراه يدل عليه قوله- وَ لا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً و لا تحملنا من العذاب ما لا طاقة لنا به في الدار الدنيا و إنه كلام مبهم ليس فيه دلالة على شي‏ء. الصاحب‏

قالت أ يلزم نفسا فوق طاقتها

فقلت حاشاه هذا فعل ذي خبل‏

قالت يشاء معاصينا و يؤثرها

فقلت لو شاها لم نخش من زلل‏

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 147

قوله سبحانه‏ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً لم يرد نفي القدرة و إنما أراد ثقله عليه لقوله- وَ كَيْفَ تَصْبِرُ عَلى‏ ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً و يقتضي أنه لا يستطيع الصبر في المستقبل لأن لن إذا دخلت أفادت الاستقبال و لم يرد به نفي قدرته عن الصبر لقوله‏ وَ كَيْفَ تَصْبِرُ و لا يدل على أنه غير مستطيع الصبر في الحال و قد يجوز أن يخرج في المستقبل من أن يستطيع ما هو في الحال مستطيع له غير أن الآية يقتضي خلاف ذلك لأنه قد صبر عن المسألة عما لا يعرف و مثل ذلك يصعب على النفس و قد استقبل موسى الصبر عن المسألة قوله‏ وَ كَيْفَ تَصْبِرُ عَلى‏ ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً و لو لم يكن كما قلنا لقال و كيف تصبر و أنت مطيق الصبر و قوله‏ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً أي إن الصبر ثقل على طبعك كما يقال للمريض إنك لا تستطيع الصيام و يعبر بالاستطاعة عن الفعل- هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا .

قوله سبحانه‏ أَ فَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَ‏ ليس فيها أنهم صم و أنهم لا يعقلون و إنما فيه أن النبي ع لا يسمع و إن كانوا يعقلون أوقاتا.

قوله سبحانه‏ ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ‏ الظاهر يقتضي نفي استطاعتهم السمع و البصر و ليس بفعل للعبد و لا يصح أن يكون له قدرة عليه و قد ذمهم بأنهم لا يستطيعون كالأعمى و الأصم و الأعمى و الأصم لا يستحقان الذم على كونهما أعمى و أصم و السمع و البصر ليس بمعنى فيكون مقدورا لأن الإدراك ليس بمعنى و لو ثبت أنه معنى لكان غير مقدور للعبد من حيث يختص القديم تعالى بالقدرة عليه هذا إذا أريد به نفس الحاسة و هي غير مقدورة للعباد لأن الجواهر و ما يختص به الحواس من البينة مما يصح به الإدراك ما يتفرد القديم تعالى بالقدرة عليه و لم يرد الله تعالى نفي الاستطاعة و إنما أراد بها نفي القبول عنهم و استثقالهم له كقول القائل ما أستطيع أن أسمع كلام فلان و لا يستطيع فلان أن يراني و لا أن يسمع بذكري و قوله‏ لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً أي يستثقلون و يقول من يكلف غيره أمرا يستطيع أن يذهب بي إلى موضع كذا كما حكى الله تعالى عن الحواريين‏ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ فهم لم يشكوا في أن الله تعالى قادر فلو شكوا لكانوا كفارا و لكن أرادوا هل ينزل علينا مائدة.

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 148

قوله سبحانه‏ لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَطِيعُونَ‏ يدل على فساد قول المجبرة في الاستطاعة لأن الله تعالى إذا عذر من لا يستطيع للمخافة كان لا يستطيع لعدم القدرة أعذر.

قوله سبحانه‏ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى‏ شَيْ‏ءٍ فإنه جعل ذلك مثلا و لم يخبر أن جميع الناس كذلك فقال إذا كان عبدا لا يقدر على الإنفاق هل يستوي هو و من يقدر على الإنفاق و أنفق و في الظاهر نفى القدرة عنه أصلا و لا تقول القوم بذلك و أخبر أن الآخر يقدر على الإنفاق فهو ينفق منه سرا و جهرا و ذلك خلاف قولهم.

قوله سبحانه‏ انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا ليس فيه ذكر الشي‏ء الذي لا يقدرون عليه و لا بيان له و إنما يصح ما قالوه لو بين أنهم لا يستطيعون سبيلا لأمر معين فأما ما لم يذكر ذلك فلا متعلق لهم على أن السبيل مما لا يستطاع فلا بد له من ترك الظاهر فسقط التعلق و المراد بالآية أنهم لأجل ضلالهم بضرب المثل و كفرهم لا يستطيعون سبيلا إلى الخير الذي هو النجاة من العقاب و الوصول إلى الثواب و المراد بنفي الاستطاعة أنهم مستثقلون الإيمان و قد يخبر عمن استثقل شيئا بأنه لا يستطيعه.

قوله سبحانه‏ الَّذِينَ كانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَ كانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً الظاهر أن أولئك لم يستطيعوا السمع الذي هو إدراك الصوت.

قوله سبحانه‏ سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنا لَخَرَجْنا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ‏ يعني بالأيمان الكاذبة- وَ اللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ‏ أي يستطيعون فلا يفعلون أو لو استطاعوا ما فعلوا فلو كانت الاستطاعة مع الفعل لكانوا لعجزة و كانوا صادقين.

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 149

قوله سبحانه‏ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا يدل على أن الاستطاعة قبل الفعل لأن الله تعالى أوجب الحج على المستطيع و من لا يستطيع لا يجب عليه و ذلك لا يكون إلا قبل فعل الحج و قيل أي من وجد الزاد و الراحلة و نحوهما و الاستطاعة بالسمع لا يصح للخصم فيه التعلق لأن من جوز تكليف الله تعالى الكافر الإيمان و هو لا يقدر عليه لا يمكنه العلم بنفي القبائح عن الله تعالى و إذا لم يمكن ذلك يلزمه تجويز القبائح في أفعاله و أخباره و لا نأمن أن يرسل كذابا و إن يخبر هو بالكذب تعالى عن ذلك.

قوله سبحانه‏ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ وَ يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ‏ إلى قوله‏ وَ هُمْ سالِمُونَ‏ و السالم غير العاجز فلو كانت الاستطاعة مع الفعل لكانوا عجزة إذا لم يفعلوا لأن الفعل معدوم و إذا عدم الفعل عدمت الاستطاعة لأنها معه.

قوله سبحانه‏ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ‏ الظاهر يقتضي التماس المعونة من قبله و لا يدل على تحصيل المعونة بالأمور المعينة على الطاعة نحو الصحة و الخواطر و التنبيه و الدواعي و غير ذلك فثبت أن الاستطاعة قبل القدرة و لا يدل على أن القدرة مع الفعل لأن الرغبة في ذلك تحتمل أن يسأل الله تعالى من ألطافه و ما يقوي دواعيه و يسهل الفعل عليه ما ليس بحاصل و متى لطف له بأن يعلمه أن له في عاقبته الثواب العظيم زاد ذلك في رغبته و أيضا فإنه يطلب بقاء كونه قادرا على طاعاته المستقبلة بأن يجدد له القدرة حالا بعد حال عند من لا يقول ببقائها أو لا يفعل ما يضادها و بنفيها عند من قال ببقائها.

قوله سبحانه‏ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى‏ رَبِّهِ سَبِيلًا يدل على أنه قادر قبل أن يفعل.

صفحه بعد