کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)

الجزء الأول‏ ( [المقدمة] من العلامة الشهرستانى حول هذا الكتاب) [الجهة الأولى قيمة هذا الكتاب‏] * (الجهة الثانية فى تفسير المحكم و المتشابه)* (الجهة الثالثة فى حكمة التشابه القرآنى) (الجهة الرابعة فى شخصية المؤلف) الجهة الخامسة فى تصحيح سند الكتاب‏ الجهة السادسة فى المنشور و الناشر [المقدمة] باب ما يتعلق بأبواب التوحيد [فصل في خلق السماوات‏] فصل [في المشرق و المغرب‏] فصل [في خلق آدم‏] فصل [في القلب‏] فصل [في الملائكة] فصل [في إبليس‏] فصل [في التسبيح‏] فصل [في الشجر الاخضر] فصل [في خلق العالم‏] فصل [في خلق آدم‏] فصل [في الشمس و القمر] فصل [في الروياء] فصل [في قصة قارون‏] فصل [في السحر] فصل [في اللوح المحفوظ] فصل [في الروح‏] فصل [في المعرفة] فصل [في طريق المعرفة] فصل [في الدعوة] فصل [في الفكر] فصل [في الايجاد] فصل [في علم الله‏] فصل [في حدوث العلم‏] فصل [في الله‏] فصل [في أن الله سميع‏] فصل [في القرآن‏] فصل [في الارادة] فصل [في أن الله غني‏] فصل [في القرب‏] فصل [في العرش‏] فصل [في الخوف‏] فصل [في العندية] فصل [في الوحى‏] فصل [في النفس‏] فصل [في الصنع‏] فصل [في وجه الله‏] فصل [في يد الله‏] فصل [في القبض‏] فصل [في جنب الله‏] فصل [في مجى الله‏] فصل [في اخذ الرب‏] فصل [في الشكر] فصل [في صفات الله‏] فصل [في بعض اوصافه‏] فصل [في الله‏] [تفسير لفظة الله‏] فصل [في الرؤية] فصل [في النضر و النظر] فصل [في التجلي‏] فصل [في اللقاء] فصل [في الحجاب‏] فصل [في الرؤية] فصل [في الواحد] فصل [في أن الله الحي القيوم‏] فصل [في أن لا يجوز لله التبني‏] فصل [في الايمان و الاسلام‏] فصل [في أن الطاعات من الايمان‏] فصل [في تكفير كل عاص‏] باب ما يدخل في أبواب العدل‏ فصل [في جور الجائرين‏] فصل [في الظلم‏] فصل [في الجبر] فصل [في الجبر و الاختيار] فصل‏ فصل [في الهداية] فصل [في الهداية] فصل [في النور] فصل [في الضلال‏] فصل [في ارادة الله‏] فصل [في مشية الله‏] فصل [في التكليف‏] فصل [في القلب‏] فصل [في مرض القلب‏] فصل [في الرجس‏] فصل [في تداول الايام‏] فصل [في اذن الله‏] فصل [في النسيان‏] فصل [في تكذيب آياته‏] فصل [في الشياطين‏] فصل [في الملائكة] فصل [في الخلق‏] فصل [في الفتنة] فصل [في المكر] فصل [في الاستقامة] فصل [في الارادة] فصل [في أن الله مريد] فصل [في القتل‏] فصل [في النور و الظلمة] فصل [في الظلم‏] فصل [في الحسنة] فصل [في قضاء الله‏] فصل [في القدر] باب مما جاء في النبوات‏ فصل [في الكرامة] فصل [في العصمة] فصل [في الاسباط] فصل [في النصر] فصل [في قصة آدم‏] فصل [في قصة نوح‏] فصل [في قصة إبراهيم ع‏] فصل [في قصة زكريا ع‏] فصل [في قصة لوط ع‏] فصل [في قصة يعقوب ع‏] فصل [في قصة يوسف ع‏] فصل [في قصة أيوب ع‏] فصل [في قصة شعيب ع‏] فصل [في قصة موسى ع‏] فصل [في قصة داود ع‏] فصل [في قصة سليمان ع‏] فصل [في قصة يونس ع‏] فصل [في قصة عيسى ع‏] الفهرست الكامل للمطالب بالترتيب‏ الجزء الثاني‏ تتمة باب مما جاء في النبوات‏ فصل [في قصة نبينا ع‏] فصل [في معنى الضلالة] فصل [في العفو و التوبة] فصل [في المشاورة] فصل [في الرحمة و شرح الصدر] فصل [في الهدى و الضلال‏] فصل [في الحبط] فصل [في تكذيب الرسول‏] فصل [في السؤال‏] فصل [في النبي الامي‏] باب ما يتعلق بالإمامة فصل [وجوب وجود امام أو نبي في كل زمان‏] فصل [الامام افضل رعيته و اعلمهم‏] فصل [في امير المؤمنين علي ع‏] فصل [في فضائل امير المؤمنين‏] فصل [في فضائل علي ع‏] فصل [في ان شرط الامام ان يكون اعلم و اتقى‏] فصل [في أن عليا افضل عند الله‏] فصل [في المنذر و الهادي‏] فصل [في الاستدلال المفيد على الامامة] فصل [في فضل الحسنين‏] فصل [في الاستدلال على امامة الحسنين‏] فصل [في الاستدلال على امامة الائمة] فصل [في الوصاية] فصل [في الخلافة] فصل [مما يدل على امامتهم‏] فصل [في أن مودة القربى اجر الرسالة] فصل [في أن اولاد فاطمة س ابناء النبي‏] فصل [في ايمان آمنة بنت وهب‏] فصل [مثالب بعض السلف‏] فصل [في أن الامامة باختيار الله‏] فصل [في سورة البراءة] فصل [في اكمال الدين‏] فصل [لا يجوز اتباع احد غير الامام‏] باب المفردات‏ فصل [في التوبة] فصل [حبط الاعمال‏] فصل [في الكفر و الظلم‏] فصل [في الرزق‏] فصل [في الاجل‏] فصل [في الموت‏] فصل [في الرجعة] فصل [في القبر و سؤاله‏] فصل [في العمى‏] فصل [الناس يوم القيامة] فصل [في اليوم و مقداره‏] فصل [في الحساب يوم القيامة] فصل [في الجهنم و عذاب الاخرة] فصل [في الشفاعة] فصل [في الجنة و لذاتها] فصل [في الدعاء و الدعوات في القرآن‏] فصل [في الكفر و الاسلام‏] فصل [في عصا موسى ع‏] فصل [في خلق الانسان من عجل‏] فصل [في الرزق بغير الحساب‏] فصل [تضعيف الحسنات‏] باب ما يتعلق بأصول الفقه‏ فصل [في معنى الامر] فصل [في الشرط و الاستثناء] فصل [في مباحث شتى‏] فصل [في النسخ‏] فصل [في الخبر الواحد] فصل [في متابعة النبي ص‏] فصل [في اتباع المعصومين‏] فصل [في القياس‏] باب فيما يحكم عليه الفقهاء فصل [في الطهارة] فصل [في طهارة الماء] فصل [في الوضوء] فصل [في الصلاة و احكامها] فصل [في الزكاة] فصل [في الصوم و احكامه‏] فصل [في الحج و احكامه‏] فصل [في الجهاد و احكامه‏] فصل [في الامر بالمعروف و النهى عن المنكر] فصل [في النكاح واحكامه‏] فصل [في الطلاق‏] فصل [في العدة] فصل [في الرضاع‏] فصل [في الايمان و النذر] فصل [في الكفارات‏] فصل [في الصيد و الذبائح‏] فصل [في المسكرات و المحرمات‏] فصل [في البيع‏] فصل [في الارث‏] فصل [في الحدود و الديات‏] فصل [في الديات‏] فصل [في الشهادات‏] فصل [في القضاء] باب الناسخ و المنسوخ‏ فصل [في النسخ‏] باب مما جاء من طريق النحو فصل [في التذكير و التأنيث‏] فصل [في العدد] فصل [في الغلبة] فصل [في حذف ما يدل عليه السياق‏] فصل [في الواحد و الجمع‏] فصل [في الجمع‏] فصل [في غير المنصرف‏] فصل [في الاشباع‏] فصل [في الفاء و الباء و الف‏] فصل [في الواحد و الجمع‏] فصل [في النصب النكرة بعد المعرفة] فصل [في الاسم التي جاء على لفظ المصدر] فصل [في لفظ من‏] فصل [في المتفرقات‏] باب النوادر [فصل في الحقيقة و المجاز] فصل [في حذف ما هو معلوم من السياق‏] فصل [في وضع الكلام في غير موضعه‏] فصل [في الاستعارة و الابدال‏] فصل [في تغيير ما يقتضيه الظاهر] فصل [في معاني القرآن‏] [فصل قد تفرد التنزيل بشي‏ء فيكون أمارة له‏] فصل [في الخاتمة] (خصوصيات هذه النسخة الشريفة) فهرس الموضوعات (الجزء الثانى) فهرس الآيات‏ سورة الفاتحة (1) البقرة (2) سورة آل عمران (3) سورة النساء (4) سورة المائدة (5) سورة الأنعام (6) سورة الاعراف (7) سورة الأنفال (8) سورة التوبة (9) سورة يونس (10) سورة هود (11) يوسف (12) سورة الرعد (13) سورة ابراهيم (14) سورة الحجر (15) سورة النحل (16) سورة الاسراء (17) سورة الكهف (18) سورة مريم (19) سورة طه (20) سورة الانبياء (21) سورة الحج (22) سورة المومنون (23) سورة النور (24) سورة الفرقان (25) سورة الشعراء (26) سورة النمل (27) سورة القصص (28) سورة العنكبوت (29) سورة الروم (30) سورة لقمان (31) سورة السجدة (32) سورة الاحزاب (33) سورة السبا (34) سورة الفاطر (35) سورة يس (36) سورة الصافات (37) سورة ص (38) سورة زمر (39) سورة المومن (40) سورة فصلت (41) سورة الشورى (42) سورة الزخرف (43) سورة الدخان (44) سورة الجاثية (45) سورة الاحقاف (46) سورة محمّد (47) [إلى آخر السور]

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)


صفحه قبل

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 149

قوله سبحانه‏ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا يدل على أن الاستطاعة قبل الفعل لأن الله تعالى أوجب الحج على المستطيع و من لا يستطيع لا يجب عليه و ذلك لا يكون إلا قبل فعل الحج و قيل أي من وجد الزاد و الراحلة و نحوهما و الاستطاعة بالسمع لا يصح للخصم فيه التعلق لأن من جوز تكليف الله تعالى الكافر الإيمان و هو لا يقدر عليه لا يمكنه العلم بنفي القبائح عن الله تعالى و إذا لم يمكن ذلك يلزمه تجويز القبائح في أفعاله و أخباره و لا نأمن أن يرسل كذابا و إن يخبر هو بالكذب تعالى عن ذلك.

قوله سبحانه‏ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ وَ يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ‏ إلى قوله‏ وَ هُمْ سالِمُونَ‏ و السالم غير العاجز فلو كانت الاستطاعة مع الفعل لكانوا عجزة إذا لم يفعلوا لأن الفعل معدوم و إذا عدم الفعل عدمت الاستطاعة لأنها معه.

قوله سبحانه‏ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ‏ الظاهر يقتضي التماس المعونة من قبله و لا يدل على تحصيل المعونة بالأمور المعينة على الطاعة نحو الصحة و الخواطر و التنبيه و الدواعي و غير ذلك فثبت أن الاستطاعة قبل القدرة و لا يدل على أن القدرة مع الفعل لأن الرغبة في ذلك تحتمل أن يسأل الله تعالى من ألطافه و ما يقوي دواعيه و يسهل الفعل عليه ما ليس بحاصل و متى لطف له بأن يعلمه أن له في عاقبته الثواب العظيم زاد ذلك في رغبته و أيضا فإنه يطلب بقاء كونه قادرا على طاعاته المستقبلة بأن يجدد له القدرة حالا بعد حال عند من لا يقول ببقائها أو لا يفعل ما يضادها و بنفيها عند من قال ببقائها.

قوله سبحانه‏ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى‏ رَبِّهِ سَبِيلًا يدل على أنه قادر قبل أن يفعل.

قوله سبحانه‏ وَ الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ‏ إلى قوله‏ فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 150

أمر الله تعالى أن يحكم على المستطيع بصيام شهرين متتابعين و إنما يلزمه ذلك بعد العجز عن العتق و الصوم فثبت أن الاستطاعة قبل الفعل.

قوله سبحانه‏ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ صابِراً لا يدل على أن القدرة مع الفعل لأنه أخبر أنه سيكون صابرا.

قوله سبحانه‏ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ قال أبو علي أي القدرة التي خلقتها فيكم و في ذلك دلالة على أن القدرة قبل الفعل.

قوله سبحانه‏ وَ إِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ‏ يدل على أن القدرة قبل الفعل أ لا ترى أنه أخبر بأنه قوي عليه و لم يجئ بعد بالعرش و قال بخاري لمحمد بن سويد أ تقول إن الاستطاعة قبل الفعل و ما من عامي إلا و يعلم خلاف قولك فقال بل يعلم خلاف قولك فانظر فدعا بحمال فقال إن هذا يزعم أنك لا تستطيع حمل هذا الكوز فشتم الحمال لمن يقول هذا- الوزير الآبي‏

ما كلف الإنسان ما لم يطق‏

هل كلف الأخرس المنطق‏

أو كلف الأعمى انتقاد الدر

أو الأصم سمع صوت الذر

قوله سبحانه‏ وَ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ و هذا أقبح من تكليف ما لا يطاق الجواب ظاهر الآية إن كان أمرا يقتضي التعلق بشرط هو كونهم صادقين عالمين بأنهم إذا أخبروا عن ذلك صدقوا فكأنه قال خبروا بذلك إن علمتموه و متى رجعوا إلى أنفسهم فلم يعلموا فلا تكليف عليهم و قيل أنبئوني و إن كان ظاهره ظاهر أمر على الحقيقة بل المراد به على التقرير و التنبيه على مكان الحجة و إن الله تعالى لما قال للملائكة- إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً إلى قوله‏ وَ نُقَدِّسُ لَكَ‏ قال لهم‏ إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ‏ أي أطلع على مصالحكم ثم أراد التنبيه على أنه لا يمتنع أن يكون غير الملائكة مع أنها تسبح و

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 151

تقدس و تطيع و لا تعصي أولا بالاستخلاف في الأرض و إذا كان في ذريته من يفسد و يسفك الدماء فعلم آدم جميع أسماء الأجناس أو أكثرها ثم قال‏ أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ‏ مقررا لهم و دالا على اختصاص آدم بما لم يخصوا به فلما اعترفوا بذلك قال لهم تعالى- أَ لَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ أَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَ ما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ‏

أيا رب ما حملتني فوق طاقتي‏

و حوشيت من تكليف ما لا أطيقه‏

فصل [في القلب‏]

قوله تعالى- فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها و قوله‏ صِبْغَةَ اللَّهِ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً

و روي عن النبي ع‏ كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه و ينصرانه و يمجسانه.

الخبر تكلم الناس في ذلك فروي أنه قال التوحيد و قال أبو عبيد- صِبْغَةَ اللَّهِ‏ دين الله و فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها و قال ابن قتيبة يعني بذلك حديث الذر في الأصلاب و قال الجبرية أي خلق على كفر أو على إيمان و قال محمد بن الحسن كان هذا في أول الإسلام قبل أن أمر الناس بالجهاد و الفطرة في اللغة هو الابتداء يقال فطر ناب البعير و قال مجاهد في قوله- السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ‏ أي منشق و قال غيره‏ فاطِرِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ‏ أي مبتدعهما فيكون معنى الآية و الخبر كل مولود يولد على الفطرة أي ابتداء الخلقة كان الله تعالى لما ابتدأهم و ابتدعهم فطرهم على العبودية له و نهاهم أن يعبدوا غيره يدل عليه ما بعد الآية- لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ‏ و يؤيده قوله‏ وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ‏ فمنهم من اهتدى و منهم من ضل من نفسه أو من غيره و قال الفراء سميت صبغة الله لأن اليهود و النصارى كانوا يصبغون أولادهم فيقول الله عز و جل الزموا صبغة الله و قال بعضهم كانت النصارى إذا أتى على أولادهم سبع سنين صبغوه في ماء نهر الأردن و كان ذلك لهم بمنزلة الختان للمسلمين و تزعم النصارى أن المسيح صبغه يوحنا المعمودان و كان يسمى هذا الفعل المعمودية- ابن حماد

يقولون في الله غير الجميل‏

فقد ألحدوا فيه ما وحدوه‏

يولونه قبح أفعالهم‏

تنزه عنها العلي النزيه‏

و قالوا يعذبنا في المعاد

على فعله جل من جوزوه‏

قوله سبحانه‏ خَتَمَ اللَّهُ عَلى‏ قُلُوبِهِمْ وَ عَلى‏ سَمْعِهِمْ وَ عَلى‏ أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ -

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 152

الختم في الشاهد غير مانع من الإيمان لأنه يفك المختوم من الكتب و التكيس و يحمل منه و إنما هو علامة يعرف بها تناول المختوم عليه و المختوم على قلوبهم إما أن يكونوا قادرين على الإيمان قبل الختم أو غير قادرين فإن كانوا غير قادرين استحال المنع و إن كانوا قادرين عليه قبل فهم في حال الختم قادرين و قيل‏ خَتَمَ اللَّهُ عَلى‏ قُلُوبِهِمْ‏ أي يشهد عليها بأنها لا تقبل الحق يقول القائل أراك تختم على كل ما يقوله فلان أي تشهد به و تصدقه و قد ختمت عليك بأنك لا تعلم أي شهدت و قيل‏ خَتَمَ اللَّهُ‏ إخبار عن تكبرهم و إعراضهم عن الاستماع لما دعوا إليه من الحق كما يقول فلان أصم عن هذا الكلام إذا امتنع عن سماعه و رفع نفسه عن تحمله و يحتمل أن يكون المراد بختم سيختم و يكون الماضي بمعنى المستقبل كقوله‏ وَ نادى‏ أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابَ النَّارِ و قيل المعنى في ذلك أنه ذمهم بأنها كالمختوم عليها في أنه لا يدخلها الإيمان و لا يخرج عنها الكفر. قال الشاعر

لقد أسمعت لو ناديت حيا

و لكن لا حياة لمن تنادي .

قوله سبحانه‏ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْها و قوله‏ طَبَعَ اللَّهُ عَلى‏ قُلُوبِهِمْ‏ و قيل معناه إن الله تعالى يجعل نكتة سوداء في قلب المنافق و الكافر لتكون علامة للملائكة يعرفون بها أنه ممن لا يفلح أبدا و قيل أي طبع فيها أثر الذنوب لتعرفها الملائكة فيتبرءوا منهم و لا يبالوهم يستغفروا لهم و قيل المراد بذلك الذم لها بأنها كالمطبوع عليها فلا يدخلها خير و لا ينتفي عنها شر و حال الذم تقتضي صفات المدح قال جرير

السم خير من ركب المطايا

و أندى العالمين بطون راح‏

و بعد فإن الطبع وقع بنفس الكفر فقال‏ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ‏ و الخصم لا يقول بذلك و يكون معنى الطبع و الختم العلامة المميزة بين الكافر و المؤمن و المنع أنما يصح في القادر لأن من ليس بقادر على الشي‏ء غير معقول.

قوله سبحانه‏ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَ زِدْناهُمْ هُدىً. وَ رَبَطْنا عَلى‏ قُلُوبِهِمْ‏ الربط هو الشد في الأصل و لا تعلق بذلك في باب الإيمان و ليس فيه ما به ربط على قلوبهم و إنما فيه الإخبار عن الربط.

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 153

قوله سبحانه‏ وَ جَعَلْنا عَلى‏ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَ فِي آذانِهِمْ وَقْراً لا تعلق للخصم فيه لأنهم لما عدلوا عن الحق جعلت الأكنة على قلوبهم و الوقر في آذانهم عقوبة لهم لاختيارهم ذلك و أنه قال‏ أَنْ يَفْقَهُوهُ‏ و لم يقل لئلا يفقهوه و هذا عدول عن الظاهر و الكن على القلب و الوقر في الأذن غير مانعين من الإيمان لأن الغطاء المسمى الخلب هو في البطن و له غطاء و الصم آكد من الوقر و قد يؤمن الأصم و لا مانع هناك لقوله- وَ ما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا و نحوها.

قوله سبحانه‏ لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى‏ أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ. إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ. وَ جَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا الآية المنع من الإيمان لا يصح على مذهبهم و إنما صح على مذهب من قال بالاختيار و الجري على الظاهر غير موجب المنع من الإيمان لأن المغلول و المأخوذ عليه يؤمن و ما ذكره جرى على جهة الذم لهم و التوبيخ و إنهم من حيث أعرضوا عن الإيمان لم ينتفعوا بالآيات الدالة على الحق يشهد بذلك قوله عقيب الآية بلا فصل- سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ‏ و عقيب الآية الثانية وَ إِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدى‏ فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً ثم إن المراد بهذه الآيات وصف حالهم في الآخرة فقوله في الأغلال و السلاسل كقوله‏ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ‏ و قوله‏ إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَ السَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ‏ و قال السدي‏ يَوْمَ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَ الْمُنافِقاتُ‏ إلى قوله‏ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ‏ قال‏ وَ نَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى‏ وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَ بُكْماً وَ صُمًّا قال السدي إن ناسا من قريش هموا بقتل النبي ع فلما جاءوه جعلت أيديهم إلى أعناقهم فلم يستطيعوا أن يبسطوا إليه يده و قال قوم حال الله بينهم و بين ما أرادوه فعبر عن ذلك بأنه‏ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ‏ و قوله‏ فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ‏ أي بظلمة الليل فهم لا يبصرون النبي ع كما قال‏ وَ إِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً .

قوله سبحانه‏ عَلى‏ قُلُوبِهِمْ وَ عَلى‏ سَمْعِهِمْ وَ عَلى‏ أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ ليس فيها أنه‏

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 154

يفعلها الله تعالى في القلب أو يصد بها عن الإيمان و إنما أراد بالغشاوة الفهم للكفر و محبتهم له و لم يقل تعالى إنه جعل على قلوبهم غشاوة بل أخبر أنه كذلك.

قوله سبحانه‏ وَ جَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً أي منعناهم الألطاف التي تنبه المؤمنين.

قوله سبحانه‏ كَلَّا بَلْ رانَ عَلى‏ قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ‏ معناه ليس الأمر على ما قالوه بل غلب على قلوبهم يقال رانت الخمر على عقله ترين رينا إذا سكر فغلب على عقله فالرين غلبة الشك على القلب قال أبو زبيد الطائي-

ثم لما رآه رانت به الخمر

و أن لا يرينه باتقاء

و قال الحسن و قتادة الرين الذنب على الذنب حتى يموت القلب و قيل معنى ران غطى و غشي قال البلخي و في ذلك دلالة على ما يقوله أهل العدل لأن الله تعالى أخبرهم أنهم الذين يجعلون الرين على قلوبهم.

قوله سبحانه‏ فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً قالوا إذا كان الله هو الذي ألف بين قلوبهم و أنقذهم من النار صح أن أفعال الخلق خلق له قلنا لا يجب ذلك لأنا نقول إن النبي ع ألف بين قلوب العرب فأنقذهم من النار و لا يجب ذلك أن يكون أفعالهم أفعالا للنبي ع و لا مشاركا لهم و معنى فأنقذكم من النار أنه دعاهم إلى الإيمان و رغبهم فلما كان إسلامهم و نجاتهم بمئونته و دعائه كان هو المؤلف لقلوبهم و المنقذ لهم من النار على هذا المعنى لا أنه أنشأ أفعالهم و أحدثها و يجوز أن يقال ألف الله بين الكفار فلم يأتلفوا و أنقذهم فلم يستنقذوا فيفيد ذلك كما قال‏ وَ أَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى‏ عَلَى الْهُدى‏ .

قوله سبحانه‏ وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ‏ وعدهم بالحيلولة بينهم و

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏1، ص: 155

بين قلوبهم و الوعيد لا يقع إلا بما ذكروه و الظاهر يقتضي أن يفرق بين المرء و قلبه حتى لا يتصل أحدهما بالآخر لأن هذا هو حقيقة الحيلولة و ليس للإيمان فيها ذكر يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ‏ بإزالة عقله و إبطاء تمييزه و إن كان حيا يقال لمن فقد عقله و سلب تمييزه إنه بغير قلب قال الله تعالى- إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى‏ لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ‏ قال الشاعر

و لي ألف باب قد عرفت طريقها

و لكن بلا قلب إلى أين أذهب‏

و بمعنى المبالغة في الإخبار عن قربه من عبيده و إن الضمائر له بادية قوله- وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ و إذا كان عز و جل أعلم بما في قلوبنا منا و يجوز علينا السهو و النسيان و الضلال جاز له أن يقول إنه يحول بيننا و بين قلوبنا لأن كل شي‏ء يحول بين شيئين فهو أقرب إليهما فقد بالغ الله تعالى في صفته القرب و لم يرد به المسافة كما تقول العرب فلان أقرب إلى قلبي و زيد مني قريب يحول بينهما أي يحول بينه و بين ما يدعوه إليه قلبه من القبائح بالأمر و النهي و الوعد و الوعيد لأنا نعلم أنه تعالى لو لم يكلف العاقل مع ما فيه من الشهوة و النفار لم يكن له عن القبيح مانع فكان التكليف حائل بينه و بينه من حيث زجر عن فعله ثم إن المؤمنين كانوا يفكرون في كثرة عددهم فيدخل في قلوبهم الخوف فأعلمهم تعالى أنه‏ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ‏ بأن يبدله بالخوف أمنا و يبدل عدوهم على ضده- الجبائي يحول بين المرء و بين الانتفاع بقلبه بالموت فلا يمكنه استدراك ما فات و يقوي ذلك مقاله في آخر الآية- وَ أَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ‏

و هشام بن سالم قال الصادق ع‏ يحول بينه و بين أن يعلم أن الباطل حق.

- ابن زريك و ليس يحول الله بين مكلف و طاعته كلا و هو شي‏ء من الجبر.

قوله سبحانه‏ لا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا أي وجدناه غافلا متبعا هواه يدل على ذلك قوله- وَ اتَّبَعَ هَواهُ وَ كانَ أَمْرُهُ فُرُطاً و يقال لا تطع من سميناه غافلا أو نسبناه إلى الغفلة كقولك كفرناه أي نسبناه إلى الكفر و يقال أي من تركنا قلبه غفلا و لم نسمه بسمة المؤمنين من الكناية و يكون ترك السمة أصلا علامة أيضا على الكفر.

صفحه بعد