کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)

الجزء الأول‏ ( [المقدمة] من العلامة الشهرستانى حول هذا الكتاب) [الجهة الأولى قيمة هذا الكتاب‏] * (الجهة الثانية فى تفسير المحكم و المتشابه)* (الجهة الثالثة فى حكمة التشابه القرآنى) (الجهة الرابعة فى شخصية المؤلف) الجهة الخامسة فى تصحيح سند الكتاب‏ الجهة السادسة فى المنشور و الناشر [المقدمة] باب ما يتعلق بأبواب التوحيد [فصل في خلق السماوات‏] فصل [في المشرق و المغرب‏] فصل [في خلق آدم‏] فصل [في القلب‏] فصل [في الملائكة] فصل [في إبليس‏] فصل [في التسبيح‏] فصل [في الشجر الاخضر] فصل [في خلق العالم‏] فصل [في خلق آدم‏] فصل [في الشمس و القمر] فصل [في الروياء] فصل [في قصة قارون‏] فصل [في السحر] فصل [في اللوح المحفوظ] فصل [في الروح‏] فصل [في المعرفة] فصل [في طريق المعرفة] فصل [في الدعوة] فصل [في الفكر] فصل [في الايجاد] فصل [في علم الله‏] فصل [في حدوث العلم‏] فصل [في الله‏] فصل [في أن الله سميع‏] فصل [في القرآن‏] فصل [في الارادة] فصل [في أن الله غني‏] فصل [في القرب‏] فصل [في العرش‏] فصل [في الخوف‏] فصل [في العندية] فصل [في الوحى‏] فصل [في النفس‏] فصل [في الصنع‏] فصل [في وجه الله‏] فصل [في يد الله‏] فصل [في القبض‏] فصل [في جنب الله‏] فصل [في مجى الله‏] فصل [في اخذ الرب‏] فصل [في الشكر] فصل [في صفات الله‏] فصل [في بعض اوصافه‏] فصل [في الله‏] [تفسير لفظة الله‏] فصل [في الرؤية] فصل [في النضر و النظر] فصل [في التجلي‏] فصل [في اللقاء] فصل [في الحجاب‏] فصل [في الرؤية] فصل [في الواحد] فصل [في أن الله الحي القيوم‏] فصل [في أن لا يجوز لله التبني‏] فصل [في الايمان و الاسلام‏] فصل [في أن الطاعات من الايمان‏] فصل [في تكفير كل عاص‏] باب ما يدخل في أبواب العدل‏ فصل [في جور الجائرين‏] فصل [في الظلم‏] فصل [في الجبر] فصل [في الجبر و الاختيار] فصل‏ فصل [في الهداية] فصل [في الهداية] فصل [في النور] فصل [في الضلال‏] فصل [في ارادة الله‏] فصل [في مشية الله‏] فصل [في التكليف‏] فصل [في القلب‏] فصل [في مرض القلب‏] فصل [في الرجس‏] فصل [في تداول الايام‏] فصل [في اذن الله‏] فصل [في النسيان‏] فصل [في تكذيب آياته‏] فصل [في الشياطين‏] فصل [في الملائكة] فصل [في الخلق‏] فصل [في الفتنة] فصل [في المكر] فصل [في الاستقامة] فصل [في الارادة] فصل [في أن الله مريد] فصل [في القتل‏] فصل [في النور و الظلمة] فصل [في الظلم‏] فصل [في الحسنة] فصل [في قضاء الله‏] فصل [في القدر] باب مما جاء في النبوات‏ فصل [في الكرامة] فصل [في العصمة] فصل [في الاسباط] فصل [في النصر] فصل [في قصة آدم‏] فصل [في قصة نوح‏] فصل [في قصة إبراهيم ع‏] فصل [في قصة زكريا ع‏] فصل [في قصة لوط ع‏] فصل [في قصة يعقوب ع‏] فصل [في قصة يوسف ع‏] فصل [في قصة أيوب ع‏] فصل [في قصة شعيب ع‏] فصل [في قصة موسى ع‏] فصل [في قصة داود ع‏] فصل [في قصة سليمان ع‏] فصل [في قصة يونس ع‏] فصل [في قصة عيسى ع‏] الفهرست الكامل للمطالب بالترتيب‏ الجزء الثاني‏ تتمة باب مما جاء في النبوات‏ فصل [في قصة نبينا ع‏] فصل [في معنى الضلالة] فصل [في العفو و التوبة] فصل [في المشاورة] فصل [في الرحمة و شرح الصدر] فصل [في الهدى و الضلال‏] فصل [في الحبط] فصل [في تكذيب الرسول‏] فصل [في السؤال‏] فصل [في النبي الامي‏] باب ما يتعلق بالإمامة فصل [وجوب وجود امام أو نبي في كل زمان‏] فصل [الامام افضل رعيته و اعلمهم‏] فصل [في امير المؤمنين علي ع‏] فصل [في فضائل امير المؤمنين‏] فصل [في فضائل علي ع‏] فصل [في ان شرط الامام ان يكون اعلم و اتقى‏] فصل [في أن عليا افضل عند الله‏] فصل [في المنذر و الهادي‏] فصل [في الاستدلال المفيد على الامامة] فصل [في فضل الحسنين‏] فصل [في الاستدلال على امامة الحسنين‏] فصل [في الاستدلال على امامة الائمة] فصل [في الوصاية] فصل [في الخلافة] فصل [مما يدل على امامتهم‏] فصل [في أن مودة القربى اجر الرسالة] فصل [في أن اولاد فاطمة س ابناء النبي‏] فصل [في ايمان آمنة بنت وهب‏] فصل [مثالب بعض السلف‏] فصل [في أن الامامة باختيار الله‏] فصل [في سورة البراءة] فصل [في اكمال الدين‏] فصل [لا يجوز اتباع احد غير الامام‏] باب المفردات‏ فصل [في التوبة] فصل [حبط الاعمال‏] فصل [في الكفر و الظلم‏] فصل [في الرزق‏] فصل [في الاجل‏] فصل [في الموت‏] فصل [في الرجعة] فصل [في القبر و سؤاله‏] فصل [في العمى‏] فصل [الناس يوم القيامة] فصل [في اليوم و مقداره‏] فصل [في الحساب يوم القيامة] فصل [في الجهنم و عذاب الاخرة] فصل [في الشفاعة] فصل [في الجنة و لذاتها] فصل [في الدعاء و الدعوات في القرآن‏] فصل [في الكفر و الاسلام‏] فصل [في عصا موسى ع‏] فصل [في خلق الانسان من عجل‏] فصل [في الرزق بغير الحساب‏] فصل [تضعيف الحسنات‏] باب ما يتعلق بأصول الفقه‏ فصل [في معنى الامر] فصل [في الشرط و الاستثناء] فصل [في مباحث شتى‏] فصل [في النسخ‏] فصل [في الخبر الواحد] فصل [في متابعة النبي ص‏] فصل [في اتباع المعصومين‏] فصل [في القياس‏] باب فيما يحكم عليه الفقهاء فصل [في الطهارة] فصل [في طهارة الماء] فصل [في الوضوء] فصل [في الصلاة و احكامها] فصل [في الزكاة] فصل [في الصوم و احكامه‏] فصل [في الحج و احكامه‏] فصل [في الجهاد و احكامه‏] فصل [في الامر بالمعروف و النهى عن المنكر] فصل [في النكاح واحكامه‏] فصل [في الطلاق‏] فصل [في العدة] فصل [في الرضاع‏] فصل [في الايمان و النذر] فصل [في الكفارات‏] فصل [في الصيد و الذبائح‏] فصل [في المسكرات و المحرمات‏] فصل [في البيع‏] فصل [في الارث‏] فصل [في الحدود و الديات‏] فصل [في الديات‏] فصل [في الشهادات‏] فصل [في القضاء] باب الناسخ و المنسوخ‏ فصل [في النسخ‏] باب مما جاء من طريق النحو فصل [في التذكير و التأنيث‏] فصل [في العدد] فصل [في الغلبة] فصل [في حذف ما يدل عليه السياق‏] فصل [في الواحد و الجمع‏] فصل [في الجمع‏] فصل [في غير المنصرف‏] فصل [في الاشباع‏] فصل [في الفاء و الباء و الف‏] فصل [في الواحد و الجمع‏] فصل [في النصب النكرة بعد المعرفة] فصل [في الاسم التي جاء على لفظ المصدر] فصل [في لفظ من‏] فصل [في المتفرقات‏] باب النوادر [فصل في الحقيقة و المجاز] فصل [في حذف ما هو معلوم من السياق‏] فصل [في وضع الكلام في غير موضعه‏] فصل [في الاستعارة و الابدال‏] فصل [في تغيير ما يقتضيه الظاهر] فصل [في معاني القرآن‏] [فصل قد تفرد التنزيل بشي‏ء فيكون أمارة له‏] فصل [في الخاتمة] (خصوصيات هذه النسخة الشريفة) فهرس الموضوعات (الجزء الثانى) فهرس الآيات‏ سورة الفاتحة (1) البقرة (2) سورة آل عمران (3) سورة النساء (4) سورة المائدة (5) سورة الأنعام (6) سورة الاعراف (7) سورة الأنفال (8) سورة التوبة (9) سورة يونس (10) سورة هود (11) يوسف (12) سورة الرعد (13) سورة ابراهيم (14) سورة الحجر (15) سورة النحل (16) سورة الاسراء (17) سورة الكهف (18) سورة مريم (19) سورة طه (20) سورة الانبياء (21) سورة الحج (22) سورة المومنون (23) سورة النور (24) سورة الفرقان (25) سورة الشعراء (26) سورة النمل (27) سورة القصص (28) سورة العنكبوت (29) سورة الروم (30) سورة لقمان (31) سورة السجدة (32) سورة الاحزاب (33) سورة السبا (34) سورة الفاطر (35) سورة يس (36) سورة الصافات (37) سورة ص (38) سورة زمر (39) سورة المومن (40) سورة فصلت (41) سورة الشورى (42) سورة الزخرف (43) سورة الدخان (44) سورة الجاثية (45) سورة الاحقاف (46) سورة محمّد (47) [إلى آخر السور]

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)


صفحه قبل

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏2، ص: 122

بذلك على أن الثواب مستحق بأعمال الطاعات فلا يستحق من جهة الأصلح لأن الله تعالى بين أنهم أورثوها بما عملوا من طاعاته عز و جل.

قوله سبحانه- وَ فاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ‏ و قوله‏ وَ فاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لا مَقْطُوعَةٍ وَ لا مَمْنُوعَةٍ الوجه في تكرار ذكر الفاكهة البيان عن اختلاف صفاتها فذكرت أولا بأنها متخيرة كثيرة ثم وصفت‏ لا مَقْطُوعَةٍ أي لا تنقطع كما ينقطع ثمار الدنيا في الشتاء و لا يمتنع ببعد متناول أو شوك يؤذي اليد و قيل‏ لا مَقْطُوعَةٍ بالأزمان‏ وَ لا مَمْنُوعَةٍ بالأثمان.

قوله سبحانه- وَ فَواكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ‏ أي من ثمار الأشجار التي من شأنها أن تؤكل دون الثمر المر.

قوله سبحانه- وَ ذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلًا قال مجاهد معناه إن قام ارتفعت و إن قعد تدلت عليه و إن اضطجع تدلت عليه حتى ينالها و قيل لا يرد أيديهم عنها بعد و لا شوك.

قوله سبحانه- وَ نَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍ‏ قال أبو علي بلطف الله لهم في التوبة حتى يذهب حقد العداوة و قال غيره‏ وَ نُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا الظل الظليل هو ستر الشمس اللازم و المراد في الآية الجنة قال ابن دريد يقال فلان في ظل فلان أي في عزه و منعه و قال المبرد- أهل الجنة في ظل لا في في‏ء لأنه لا شمس فيها كما قال‏ وَ ظِلٍّ مَمْدُودٍ .

قوله سبحانه- لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى‏ وَ الْآخِرَةِ أي في الدنيا بما أنعم على خلقه من فنون الإحسان و في الآخرة ما يفعل بهم من الثواب و العوض و ضروب التفضل و الآخرة و إن لم تكن دار تكليف فلا يسقط فيها الحمد و الاعتراف بنعم الله تعالى قال أبو الهذيل يكونون مضطرين لفعل ذلك لمعرفتهم الضرورية بنعم الله تعالى عليهم و الصحيح أنهم مخيرون في أفعالهم كما قال‏ وَ فاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ وَ لَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ‏ فيجوز أن يشكروا باللسان‏

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏2، ص: 123

إن وجدوا فيه لذة و لا يجوز بالقلب لأنه يرجع إلى اعتقادات و من حمد أهلها الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ‏ الآية و قولهم‏ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا الآية و قولهم‏ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ‏ .

قوله سبحانه- خالِدِينَ فِيها الخلود اللزوم أبدا و البقاء و الوجود وقتين فصاعدا و لذلك لم يصح في صفات الله تعالى خالد و جاز باق و موجود.

قوله سبحانه- وَ حُورٌ عِينٌ كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ‏ اتفقت الأمة أن في الجنة مباشرة-

و جاء في الحديث‏ أن في الجنة جماع ما شئت.

ثم اختلفوا في كيفيتها أنها يكون بالإنزال أو بغيره من اللذات الكثيرة و الصحيح أن الجنة لا تقبل الخبث و لم تحمل آدم و حواء لما ذاقا الشجرة و بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما

فصل [في الدعاء و الدعوات في القرآن‏]

قوله تعالى‏ وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ‏ ثم قال‏ وَ ما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ‏ أما قوله‏ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ‏ أي أسمع دعوته و لهذا يقال للرجل دعوت من لا يجيب أي دعوت من لا يسمع و قد يكون يسمع بمعنى يجيب كما أن يجيب بمعنى يسمع يقال سمع الله لمن حمده يراد به أجاب الله من حمده أنشد ابن الأعرابي-

دعوت الله حتى خفت ألا

يكون الله يسمع ما أقول .

لم يرد بقوله قريب قرب المسافة بل المراد أني قريب بإجابتي بنعمتي و لعلمي بما يأتي العبد و يذر و يسر و يجهر تشبيها بقرب المسافة لأن من قرب من غيره عرف أحواله و لم يخف عليه و يكون قوله‏ أُجِيبُ‏ على هذا تأكيد للقرب- دَعانِ‏ أي عبدني يكون الإجابة هي الثواب و الجزاء على ذلك فكأنه قال إني أثيب على دعائهم لي.

قوله سبحانه- ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ‏ العبد إذا سأل الله تعالى شيئا في إعطائه صلاح‏

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏2، ص: 124

فعله به و أجابه إليه و إن لم يكن في إعطائه في الدنيا صلاح و خيرة لم يعطه ذلك في الدنيا و أعطاه إياه في الآخرة فهو مجيب لدعائه على كل حال و إن من دعا بشرائط الحكمة بأن يقول اللهم افعل بي كذا إن لم يكن فيه مفسدة لي أو لغيري في الدين أو ينوي هذا في دعائه و يكون حسنا و اقتضت المصلحة إجابته أجيب لا محالة و إذا دعاء العبد لم يخل من أحد أمرين إما أن يجاب دعاؤه و إما أن يجاز له يصرفه عما سأل و دعا فحسن اختيار الله تعالى يقوم مقام الإجابة فكأنه مجاب على كل حال و هذا ضعيف و يقال إن الله تعالى أوجب بإجابة الدعاء عند المسألة للمؤمنين دون الكفار و الفاسقين و هذا أيضا ضعيف و الجواب الصحيح‏ أَسْتَجِبْ لَكُمْ‏ إذا اقتضت المصلحة إجابتكم و من يدع الله و يسأله فلا بد أن يشترط المصلحة إما لفظا أو إضمارا و إلا كان قبيحا لأنه أراد أن دعا بما يكون فيه مفسدة و لا يشترط انتفاؤها كان قبيحا.

قوله سبحانه- وَ لا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ و قوله‏ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِ‏ و قوله‏ لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ‏ قال الجبائي إن ذلك على وجه الانقطاع إليه و التضرع له و له أجوبة كثيرة لا يحتمل هذا الموضع.

قوله سبحانه- وَ ما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ‏ يعني أنه لا حاصل له و ليس له أنهم لا يجابون إلى ما يسألون بل يريد أنه لا يكون حاصل من الثواب فهي باطلة و قال‏

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏2، ص: 125

ابن الإخشيد يجوز ذلك لأن الإجابة كالنعمة في احتمالها أن يكون ثوابا و تعظيما و أن يكون استصلاحا و لطفا و لأنه قد يحسن منا أن يجيب الكافر إلى ما سأل استصلاحا لغيره و قال الجبائي لا يجوز ذلك لأن في الإجابة ذلك تعظيما له.

قوله سبحانه حاكيا عن إبليس- أَنْظِرْنِي إِلى‏ يَوْمِ يُبْعَثُونَ‏ أي القيامة فقال الله تعالى- فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلى‏ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ‏ و هو آخر أيام التكليف و قال البلخي الوقت المعلوم الذي قدر الله أجله فيه و هو معلوم لأنه لا يجوز أن يقول تعالى أنا أبقيك إلى وقت معين إن في ذلك إغراء له بالقبيح فما أجابه إلى يوم البعث.

قوله سبحانه- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ ابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ قال‏ اتَّقُوا اللَّهَ‏ و هو غاية التحذير ثم قال‏ وَ ابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ رغب في الدعاء الجواب أنما قال ذلك لئلا يكون المكلف على غرور من أمره بكثرة نعم الله تعالى عليه فيظن أنها موجبة للرضا عنه فحقيقة الدعاء إليه بإبقائه من جهة اجتناب معاصيه و العمل بطاعته.

قوله سبحانه- اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏ تدل على بطلان قول من قال لا يجوز الدعاء بأن يفعل الله ما يعلم أنه يفعله لأنه عبث لأن النبي ص كان عالما بأن الله تعالى يهديه الصراط المستقيم و إنه قد فعل ذلك و مع ذلك كان يدعو به و لا يجوز عند أكثر المحصلين أن يدعو نبي على قومه من غير إذن سمعي لأنه لا يأمن أن يكون فيهم من يتوب مع اللطف في التبقية فلا يجاب فيكون ذلك فتنة.

قوله سبحانه- رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِ‏ و قوله‏ اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏ و إنه لا يحكم إلا بالحق و قد هداهم الصراط المستقيم فما معنى المسألة الجواب يجوز أن يكون ذلك عباده و انقطاعا إليه و يكون لنا في ذلك مصلحة كسائر العبادات و كما تعبدنا بأن نكرر تسبيحه و تمجيده و الإقرار بالشهادتين و غير ذلك و إن كنا معتقدين لجميع ذلك و يجوز

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏2، ص: 126

أن يكون المراد بذلك الزيادة في الألطاف كما قال تعالى‏ وَ الَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً‏ و قال‏ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ‏ و يجوز أن يكون الله تعالى يعلم أن أشياء كثيرة يكون أصلح لنا و أنفع لنا إذا سألناه و إذا لم نسأله لا يكون ذلك مصلحة فكان ذلك وجها في حسن المصلحة و يجوز أن يكون المراد استمرار التكليف و التعريض للثواب لأن إدامته ليس بواجب بل هو تفضل محض جاز أن يرغب إليه فيه.

قوله سبحانه- قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ‏ قيل معناه أنه حل محل من يدعى إليه بالقتل في ماله بقبح الفعل فيخرجه مخرج الدعاء عليه و لا يقال إن الله تعالى دعا عليه لقبح اللفظ بذلك ما يوهم من تمني المدعو به.

قوله سبحانه- إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ ماتُوا وَ هُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ‏ إن سئل كيف يلعن الكافر كافرا مثله و هو الظاهر في قوله‏ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ‏ الجواب قال أبو العالية يلعنه الناس أجمعون يوم القيامة قوله‏ ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَ يَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً و قال السدي إنه لا يمتنع أحد من لعن الظالمين فقد دخل في ذلك لعن الكافر لأنه ظالم و قال قتادة و يراد به لعن المؤمنين خصوصا و لم يعتد بغيرهم.

فصل [في الكفر و الاسلام‏]

قوله تعالى‏ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ وَ يُرِيدُونَ‏ إلى قوله‏ أُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ حَقًّا إنما قال‏ هُمُ الْكافِرُونَ حَقًّا و إن كان أيضا كافرا حقا على وجه التأكيد لئلا يظن أنهم ليسوا كفارا لقولهم‏ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَ نَكْفُرُ بِبَعْضٍ‏ و قيل إنه قال ذلك استعظاما لكفرهم كما قال‏ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ‏ إلى قوله‏ أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا و قد يكون مؤمنا حقا من لم يلحق هذه الخصال بلا خلاف.

قوله سبحانه- وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً قال ابن عباس‏

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏2، ص: 127

أي بحالة الناطقة عند الدلالة عليه عند أخذ الميثاق عليه و قال أبو العالية و مجاهد أي أقر بالعبودية و إن كان فيهم من أشرك في العبادة كقوله‏ وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ‏ و قال الحسن أكره أقواما على الإسلام و جاء أقوام طائعين و قال قتادة أسلم المؤمن طوعا و الكافر كرها عند موته كما قال‏ فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا و قال الشعبي و الزجاج و الجبائي استسلم له بالانقياد و الذلة كما قال‏ قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا و قال الفراء و الزهري لأن فيهم من أسلم ابتداء رغبة في الإسلام و منهم من أسلم بعد أن قوتل و حورب.

قوله سبحانه- قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتا فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ أُخْرى‏ كافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ‏ هذه الآية لا توجب السفسطة و التشكيك في المشاهدات لأنه يجوز أن يكون التقليل في أعين المؤمنين بأن يظنونهم قليلي العدد لا أنهم أدركوا بعضهم دون بعض لأن العلم بما يدركه مفصلا و لهذا إذا رأينا جيشا كثيرا أو جمعا عظيما يدرك جميعهم و يتبين أطرافهم و مع هذا يشك في أعدادهم حتى يقع الخلف بين الناس في حرز عددهم و قال ابن عباس و الفراء رأى المسلمون المشركين مثليهم في الحرز ستمائة و كان المشركون تسع مائة و خمسين.

قوله سبحانه- وَ إِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا لا ينافي الآية المتقدمة لأن الأول حجة عليهم و الثانية للمسلمين قال الفراء هذا كما يقول إني لأريكم قليلا أي يهونون على أن لا أرى الثلاثة اثنين و قيل تقليل الكفار في أعين المؤمنين بأن يكون أقوى في قلوب المؤمنين و تقليل المؤمنين في أعين الكفار أنهم إذا رأوهم قليلين استهانوا بهم و استحقروهم فلم يستعدوا كل الاستعداد فيظفر بهم المؤمنون.

قوله سبحانه- إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ‏ و قال‏ إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ قد ذم الفرح في مواضع من القرآن و مدح في مواضع قال‏ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَ بِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا -

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏2، ص: 128

الجواب أكثر ما جاء مقترنا بالذم من ذلك ما كان مطلقا فإذا قيد لم يكن ذما كقوله‏ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ‏ و في الآية قيد و أما قوله‏ فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ‏ فإنه مقيد و مع كون ذلك فهو مذموم لكنه مقيد بما يقتضي الذم كما أنه إذا جاء مقيدا بما يقتضي الذم أفاد الذم و إن قيد بما يقتضي المدح أفاد المدح و أما قوله‏ فَلَمَّا جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَرِحُوا بِما عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ‏ و قوله‏ يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ‏ و الفرح للمؤمنين بنصر الله محمود.

قوله سبحانه- وَ لَقَدْ خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ‏ و القول للملائكة كان قبل خلقنا و تصويرنا قال الحسن و أبو علي المراد به خلقنا آباءكم ثم صورنا آباءكم ثم قلنا للملائكة و هذا كما يذكر المخاطب و يريد به أسلافه نحو قولهم هزمناكم يوم ذي قار و قتلناكم يوم الفجار و فضحناكم يوم الجفار و بددنا جمعكم يوم النسار و قال الله تعالى- وَ إِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَ رَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ و قال ابن عباس و مجاهد و قتادة و السدي أي خلقنا آدم ثم صورناكم في ظهره ثم قلنا للملائكة و قيل خلقناكم ثم إنا نخبركم أنا قلنا للملائكة كما تقول إني معجل ثم إني معجل و قال الأخفش ثم هاهنا بمعنى الواو كما قال‏ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلى‏ ما يَفْعَلُونَ‏ قال الشاعر-

سألت ربيعة من خيرها أبا

ثم أما فقالت إنه .

قوله سبحانه- وَ أَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ‏ إني فضلت أسلافكم فنسب النعمة إلى آبائكم لأنها نعمة عليهم فيه لأن مآثر الآباء مآثر الأبناء لكون الأبناء من الآباء.

قوله سبحانه- فَجَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَ أَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً معنى إمطار الحجارة مع انقلاب مدينتهم أنه أمطرت الحجارة أولا ثم انقلبت بهم المدينة و قال الحسن إن الحجارة أخذت قوما خرجوا من المدينة لحوائجهم قبل الفجر.

صفحه بعد