کتابخانه روایات شیعه
الإيذاء و المرأة إذا زنت حبست حتى ماتت قال الفراء نسخت هذه الآية الأولى يعني قوله فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ .
قوله سبحانه- وَ إِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ثم رخص للمؤمنين بقوله- وَ ما عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسابِهِمْ بأن يجالسوهم إذا كانوا مظهرين للنكر عليهم غير خائفين منهم وَ لكِنْ ذِكْرى أي ينهونهم إن ذلك يسوؤهم لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ثم نسخ ذلك بقوله وَ قَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِها إلى قوله إِذاً مِثْلُهُمْ و هذا قول السدي و ابن جبير و البلخي و جعفر بن مبشر.
قوله سبحانه- وَ إِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ يقول فإذا غنمتم فأعطوا زوجها صداقها الذي كان ساق إليها من الغنيمة ثم نسخ هذا الحكم في براءة فنبذ إلى كل ذي عهد عهده.
قوله سبحانه- ما كانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَ مَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَ لا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ قال قتادة حكم الآية يختص بالنبي ص دون الخلفاء و قال الأوزاعي و ابن المبارك و جماعة إنها عامة للمجاهدين و قال ابن زيد هذا حين كان المسلمون قليلين فلما كثروا نسخ بقوله- ما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ و هذا هو الأقوى لأن الجهاد من فروض الكفايات.
قوله سبحانه- فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ قال قتادة و مجاهد و الضحاك إنه منسوخ بوجوب الجهاد و قال الجبائي أمر بأن يصفح عنهم فيما كانوا يسفهون عليه من شتمه و سفاهتهم عليه.
قوله سبحانه- وَ إِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَ لَكُمْ عَمَلُكُمْ الآية قال ابن زيد-
هذه الآية منسوخة بآية الجهاد.
قوله سبحانه- مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ قال ابن عباس إنها منسوخة بقوله- وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ و هذا بعيد لأن النسخ لا يدخل في الخبر الذي يتضمن الوعد و إنما يجوز دخوله فيما طريقه الأحكام الشرعية التي يجوز تغيرها من حسن إلى قبيح.
قوله سبحانه- كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَ الْأَقْرَبِينَ قالوا إنها منسوخة بآية المواريث و هذا خطأ و قد بينته فيما تقدم.
قوله سبحانه- وَ إِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُوا الْقُرْبى وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَ قُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفاً -
روى الفضل بن عبد الملك الهاشمي عن أبي عبد الله ع أنه منسوخ بقوله يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ .
الآية.
قوله سبحانه- وَ إِذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ قال أبو يوسف و المزني إنها منسوخة و قد اجتمع الفقهاء كلهم على أن صلاة الخوف جائزة غير منسوخة و من ادعى نسخ القرآن و الإجماع و السنة فعليه الدلالة قال الطوسي النسخ في القرآن على ثلاثة أوجه ما نسخ حكمه دون لفظه- كآية العدة بالحول في المتوفى عنها زوجها قوله وَ الَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ و آية النجوى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فنسخه بقوله أَ أَشْفَقْتُمْ و قوله وَ إِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ الآية و آية تشديد القتال- يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ ثم نسخ بقوله الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ و ما نسخ لفظه دون حكمه كآية الرجم فإن وجوب الرجم على المحصن لا خلاف فيه و الآية على قول بعض أصحابنا هي في سورة النور-
قال عمر بن الخطاب كنا نقرأ في سورة النور- الشيخ و الشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة فإنهما قضيا الشهوة جزاء بما كسبا نكالا من الله و الله
عزيز حكيم.
و روي عن أبي بكر أنه قال كنا نقرأ لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر لكم.
و ما نسخ لفظه و حكمه-
نحو ما رواه المخالفون عن عائشة أنه كان فيما أنزله الله أن عشر رضعات يحرمن فنسخ ذلك بخمس.
و روى أبو موسى أنهم كانوا يقرءون لو أن لابن آدم واديين من ذهب إلى آخره.
و روى أنس أن السبعين من الأنصار الذين قتلوا ببئر معونة نزل قرآنا فيهم بلغوا عنا قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا و أرضانا.
باب مما جاء من طريق النحو
فصل [في التذكير و التأنيث]
قوله تعالى كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ و قوله كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ التأنيث و التذكير راجعان إلى النخل و هو يذكر و يؤنث أو إلى الشجر و هو يذكر و يؤنث و قوله الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ و في موضع لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ. فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ و قوله إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً ثم قال إِنَّ الْبَقَرَ تَشابَهَ عَلَيْنا ثم وصفها فقال إِنَّها بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ .
قوله سبحانه- بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ و في موضع بَلْدَةً مَيْتاً - العرب تارة تخرج النعت على ظاهر الكلام و تارة على باطن معناه يعني المكان نظيره إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ و في موضع السَّماءُ مُنْفَطِرٌ أي السقف.
قوله سبحانه- فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا و قوله فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِنا التأنيث راجع إلى المرأة و التذكير إلى لفظ الفرج و قيل التذكير راجع إلى جيب القميص.
قوله سبحانه- وَ إِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ و في موضع مِمَّا فِي بُطُونِها التذكير راجع إلى لفظ نظيره لتستووا على ظهوره و قوله ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَ ما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ فالتأنيث راجع إلى الرحمة-
و التذكير إلى لفظ ما و قيل التذكير راجع إلى ظاهر لفظ الأنعام لأن النعم و الأنعام بمعنى و التأنيث إلى معناه و هي جماعة كما قال وَ إِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ثم قال ما بُشِّرَ بِهِ أَ يُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ التذكير راجع إلى لفظ ما و هو اسم مبهم لا يتبين فيه التذكير و التأنيث و الواحد و الجمع و لذلك سمي مبهما.
قوله سبحانه- ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ و في موضع كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ التذكير راجع إلى لفظ العذاب و التأنيث راجع إلى النار و قالوا التذكير راجع إلى فعل النار و هو الإحراق و التأنيث راجع إلى عين النار نظيره فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً قالَ هذا رَبِّي و يقال التذكير راجع إلى حقيقة النار و معناها.
قوله سبحانه- وَ لَئِنْ أَرْسَلْنا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا و قوله فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً و قوله عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ و قوله جاءَتْها رِيحٌ عاصِفٌ و قال لِسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً و قوله غُدُوُّها شَهْرٌ وَ رَواحُها شَهْرٌ الريح يذكر و يؤنث مثل السكين و السبيل قوله قُلْ هذِهِ سَبِيلِي و في موضع وَ إِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا و قالوا ريح العذاب مذكر لأن المراد منه العذاب و ريح الرحمة مؤنثة لأن المحصول منها الرحمة و هي مؤنثه و يقال التذكير راجع إلى لفظ الريح و هو مذكر قوله جاءَتْها رِيحٌ عاصِفٌ بمنزلة حائض و حامل.
قوله سبحانه- وَ قالُوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا وَ مُحَرَّمٌ عَلى أَزْواجِنا قال الفراء خالِصَةٌ راجعة إلى ما في بطون الأنعام من الأولاد و محرم بلفظ التذكير راجع إلى ما يذكر كقوله وَ إِنَّ مِنَ الْحِجارَةِ لَما يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهارُ وَ إِنَّ مِنْها لَما يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْماءُ وَ إِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ فالتأنيث يرجع إلى الحجارة و التذكير إلى ما و قيل التأنيث راجع إلى جماعة الأنعام و التذكير إلى جمع الأنعام و كل ما ليس في ظاهر لفظه علم التأنيث يجوز تذكيره من جهة لفظه و تأنيثه من جهة معناه كقوله فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً قالَ هذا رَبِّي هذا أَكْبَرُ فالتأنيث راجع إلى معنى
الشمس و هي مؤنثه و التذكير إلى لفظ الشمس و ليس فيه علم التأنيث لكنها مصدر و هاء المصادر تتنوع في أبوابها تكون بمعنى الفاعل قال الشاعر
و ردت سلاما كارها ثم أعرضت
كما انجازت الأفعى مخافة ضارب .
فلو لم يكن مصدرا لقال كارهة و يكون بمعنى المفعول يقال خذ ميسوره و دع معسوره أي يسره و عسره و يكون بمعنى الفاعل قوله فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ يعني بالطغيان- فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ يعني البقاء- لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللَّهِ كاشِفَةٌ لم يقل ليست.
قوله سبحانه- وَ ذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ نعت الدين فأضيف الدين إلى نعته نحو قول الحق زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا و مَكْرَ السَّيِّئِ و الدَّارُ الْآخِرَةُ و الهاء لأجل رأس الآية كما يقول هذه داهية و منكرة و فروقة و قيل بل هي نعت للملة كأنه قال دين الملة القيمة و سأل أبو بكر الأنباري المبرد ألف مسألة من نحو ذلك فقال ما كان هذا الباب فتذكيره على اللفظ محمول و تأنيثه على المعنى
فصل [في العدد]
قوله تعالى في البقرة- إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً و في آل عمران إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ و كلاهما في قصة اليهود أما قوله أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ يعني ما دون العشرة شاهد ذلك قوله وَ اذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ و هي أيام النحر و قوله أَيَّاماً مَعْدُودَةً هي ما فوق العشرة و قد كانت اليهود اختلفوا في تعذيب الله إياهم فصاروا فرقتين قال قوم لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً و هي أربعين يوما الأيام التي عبدوا العجل فيها قوله وَ واعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَ أَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً و قال قوم لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً و هي سبعة أيام من الأيام الآخرة قوله وَ إِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ .
قوله سبحانه- وَ لَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ و لم يقل سنة و العدد إذا جاء بعد العشرة يوحد كما قال إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً و قال اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً و أما قوله وَ لَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ نزل أولا هذا القدر فسئل عنى بهذه الساعات أم الأيام أم الشهور أم السنين فميز الله تعالى ذلك و أنزل قوله سِنِينَ فخرج مخرج التمييز لا مخرج العدد و
قيل و لم يقل سنة لأنها في المعنى مقدمة و إن كانت في اللفظ مؤخرة معناه و لبثوا في كهفهم سنين ثلاثمائة فجمعه على وجه التقديم و العدد إذا كان مقدما يجوز جمعه كما يقال أعطيت دراهم ثلاثمائة أو ستمائة و هي منصوبة لوقوع الفعل نظيره وَ قَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً .
قوله سبحانه- فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ الكناية راجعة إلى معنى السورة و هو القرآن قوله فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ و لم يقل مثلها و هذا كقوله أَ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ و الآية هاهنا الكتاب اسم عام يدخل على القرآن و القرآن يدخل على السورة و السورة تدخل على الكلمة و الكلمة تدخل على الحرف
فصل [في الغلبة]
قوله تعالى فَأَنْجَيْناهُ وَ أَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْناها مِنَ الْغابِرِينَ إنما قال من الغابرين لأن بقاءها كان مع الذكور و إذا اجتمع الذكور مع الإناث فالغلبة للذكور نظيره إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخاطِئِينَ و قوله وَ كانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ و قوله وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً و قوله وَ سَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ دائِبَيْنِ و قيل إنه من وصف القوم الذين كانت المرأة منسوبة إليهم و صدها ما كانت تعبد من دون الله إنها كانت من قوم كافرين و كذلك قوله قَدَّرْنا إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ أي من القوم الغابرين.
قوله سبحانه- قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لم يقل ادخلن لأنه لما ذكر الله أفعالا مثل أفعال العاقلين و هو النداء و القول و نحوهما جعل صفتها كصفة العاقلين كقوله بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ و قوله فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ و قوله كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ و قوله فَقالَ لَها وَ لِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ و قوله وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ و قوله فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ .
قوله سبحانه- فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ حمله على المعنى و قال في موضع آخر فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ حمله على المعنى.
قوله سبحانه- مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ أضاف المثل إلى الجمع ثم شبهه بالواحد الجواب الذي بمعنى الذين في الآية كقوله وَ الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ و قال الشاعر
و إن الذي جاثت بفلج دمائهم
هم القوم كل القوم يا أم خالد .
و وجه ثان و هو أن في الآية حذف كما قال وَ سْئَلِ الْقَرْيَةَ و وجه ثالث و هو أن الموضع الذي مثل الله به جماعة المنافقين بالواحد الذي جعله مثلا لأفعالهم فجائز و له نظائر كقوله تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ و المعنى كدور أعين الذين و كقوله ما خَلْقُكُمْ وَ لا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ لأن التمثيل وقع للفعل بالفعل.
قوله سبحانه- وَ أَطْرافَ النَّهارِ جمع لأنه أراد أطراف كل نهار فالنهار في معنى جمع و إنه بمنزلة قوله فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما و إنه أراد طرف أول النصف الأول و أول النصف الآخر و آخر النصف الآخر فلذلك جمع.
قوله سبحانه- وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ و المراد المسجد الحرام أو بيت المقدس الجواب أن كل موضع من الأرض مسجد فيكون إنما يصلح أن يقع على جملته و على كل موضع سجد فيه و قال الجبائي إنه يدخل فيه المساجد التي بناها المسلمون للصلاة بالمدينة.
قوله سبحانه- أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ إنما ذكره بلفظ التذكير لأنه اسم جنس يدل على الكثير.