کتابخانه روایات شیعه
و التذكير إلى لفظ ما و قيل التذكير راجع إلى ظاهر لفظ الأنعام لأن النعم و الأنعام بمعنى و التأنيث إلى معناه و هي جماعة كما قال وَ إِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ثم قال ما بُشِّرَ بِهِ أَ يُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ التذكير راجع إلى لفظ ما و هو اسم مبهم لا يتبين فيه التذكير و التأنيث و الواحد و الجمع و لذلك سمي مبهما.
قوله سبحانه- ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ و في موضع كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ التذكير راجع إلى لفظ العذاب و التأنيث راجع إلى النار و قالوا التذكير راجع إلى فعل النار و هو الإحراق و التأنيث راجع إلى عين النار نظيره فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً قالَ هذا رَبِّي و يقال التذكير راجع إلى حقيقة النار و معناها.
قوله سبحانه- وَ لَئِنْ أَرْسَلْنا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا و قوله فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً و قوله عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ و قوله جاءَتْها رِيحٌ عاصِفٌ و قال لِسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً و قوله غُدُوُّها شَهْرٌ وَ رَواحُها شَهْرٌ الريح يذكر و يؤنث مثل السكين و السبيل قوله قُلْ هذِهِ سَبِيلِي و في موضع وَ إِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا و قالوا ريح العذاب مذكر لأن المراد منه العذاب و ريح الرحمة مؤنثة لأن المحصول منها الرحمة و هي مؤنثه و يقال التذكير راجع إلى لفظ الريح و هو مذكر قوله جاءَتْها رِيحٌ عاصِفٌ بمنزلة حائض و حامل.
قوله سبحانه- وَ قالُوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا وَ مُحَرَّمٌ عَلى أَزْواجِنا قال الفراء خالِصَةٌ راجعة إلى ما في بطون الأنعام من الأولاد و محرم بلفظ التذكير راجع إلى ما يذكر كقوله وَ إِنَّ مِنَ الْحِجارَةِ لَما يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهارُ وَ إِنَّ مِنْها لَما يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْماءُ وَ إِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ فالتأنيث يرجع إلى الحجارة و التذكير إلى ما و قيل التأنيث راجع إلى جماعة الأنعام و التذكير إلى جمع الأنعام و كل ما ليس في ظاهر لفظه علم التأنيث يجوز تذكيره من جهة لفظه و تأنيثه من جهة معناه كقوله فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً قالَ هذا رَبِّي هذا أَكْبَرُ فالتأنيث راجع إلى معنى
الشمس و هي مؤنثه و التذكير إلى لفظ الشمس و ليس فيه علم التأنيث لكنها مصدر و هاء المصادر تتنوع في أبوابها تكون بمعنى الفاعل قال الشاعر
و ردت سلاما كارها ثم أعرضت
كما انجازت الأفعى مخافة ضارب .
فلو لم يكن مصدرا لقال كارهة و يكون بمعنى المفعول يقال خذ ميسوره و دع معسوره أي يسره و عسره و يكون بمعنى الفاعل قوله فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ يعني بالطغيان- فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ يعني البقاء- لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللَّهِ كاشِفَةٌ لم يقل ليست.
قوله سبحانه- وَ ذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ نعت الدين فأضيف الدين إلى نعته نحو قول الحق زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا و مَكْرَ السَّيِّئِ و الدَّارُ الْآخِرَةُ و الهاء لأجل رأس الآية كما يقول هذه داهية و منكرة و فروقة و قيل بل هي نعت للملة كأنه قال دين الملة القيمة و سأل أبو بكر الأنباري المبرد ألف مسألة من نحو ذلك فقال ما كان هذا الباب فتذكيره على اللفظ محمول و تأنيثه على المعنى
فصل [في العدد]
قوله تعالى في البقرة- إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً و في آل عمران إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ و كلاهما في قصة اليهود أما قوله أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ يعني ما دون العشرة شاهد ذلك قوله وَ اذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ و هي أيام النحر و قوله أَيَّاماً مَعْدُودَةً هي ما فوق العشرة و قد كانت اليهود اختلفوا في تعذيب الله إياهم فصاروا فرقتين قال قوم لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً و هي أربعين يوما الأيام التي عبدوا العجل فيها قوله وَ واعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَ أَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً و قال قوم لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً و هي سبعة أيام من الأيام الآخرة قوله وَ إِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ .
قوله سبحانه- وَ لَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ و لم يقل سنة و العدد إذا جاء بعد العشرة يوحد كما قال إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً و قال اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً و أما قوله وَ لَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ نزل أولا هذا القدر فسئل عنى بهذه الساعات أم الأيام أم الشهور أم السنين فميز الله تعالى ذلك و أنزل قوله سِنِينَ فخرج مخرج التمييز لا مخرج العدد و
قيل و لم يقل سنة لأنها في المعنى مقدمة و إن كانت في اللفظ مؤخرة معناه و لبثوا في كهفهم سنين ثلاثمائة فجمعه على وجه التقديم و العدد إذا كان مقدما يجوز جمعه كما يقال أعطيت دراهم ثلاثمائة أو ستمائة و هي منصوبة لوقوع الفعل نظيره وَ قَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً .
قوله سبحانه- فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ الكناية راجعة إلى معنى السورة و هو القرآن قوله فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ و لم يقل مثلها و هذا كقوله أَ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ و الآية هاهنا الكتاب اسم عام يدخل على القرآن و القرآن يدخل على السورة و السورة تدخل على الكلمة و الكلمة تدخل على الحرف
فصل [في الغلبة]
قوله تعالى فَأَنْجَيْناهُ وَ أَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْناها مِنَ الْغابِرِينَ إنما قال من الغابرين لأن بقاءها كان مع الذكور و إذا اجتمع الذكور مع الإناث فالغلبة للذكور نظيره إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخاطِئِينَ و قوله وَ كانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ و قوله وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً و قوله وَ سَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ دائِبَيْنِ و قيل إنه من وصف القوم الذين كانت المرأة منسوبة إليهم و صدها ما كانت تعبد من دون الله إنها كانت من قوم كافرين و كذلك قوله قَدَّرْنا إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ أي من القوم الغابرين.
قوله سبحانه- قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لم يقل ادخلن لأنه لما ذكر الله أفعالا مثل أفعال العاقلين و هو النداء و القول و نحوهما جعل صفتها كصفة العاقلين كقوله بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ و قوله فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ و قوله كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ و قوله فَقالَ لَها وَ لِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ و قوله وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ و قوله فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ .
قوله سبحانه- فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ حمله على المعنى و قال في موضع آخر فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ حمله على المعنى.
قوله سبحانه- مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ أضاف المثل إلى الجمع ثم شبهه بالواحد الجواب الذي بمعنى الذين في الآية كقوله وَ الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ و قال الشاعر
و إن الذي جاثت بفلج دمائهم
هم القوم كل القوم يا أم خالد .
و وجه ثان و هو أن في الآية حذف كما قال وَ سْئَلِ الْقَرْيَةَ و وجه ثالث و هو أن الموضع الذي مثل الله به جماعة المنافقين بالواحد الذي جعله مثلا لأفعالهم فجائز و له نظائر كقوله تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ و المعنى كدور أعين الذين و كقوله ما خَلْقُكُمْ وَ لا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ لأن التمثيل وقع للفعل بالفعل.
قوله سبحانه- وَ أَطْرافَ النَّهارِ جمع لأنه أراد أطراف كل نهار فالنهار في معنى جمع و إنه بمنزلة قوله فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما و إنه أراد طرف أول النصف الأول و أول النصف الآخر و آخر النصف الآخر فلذلك جمع.
قوله سبحانه- وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ و المراد المسجد الحرام أو بيت المقدس الجواب أن كل موضع من الأرض مسجد فيكون إنما يصلح أن يقع على جملته و على كل موضع سجد فيه و قال الجبائي إنه يدخل فيه المساجد التي بناها المسلمون للصلاة بالمدينة.
قوله سبحانه- أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ إنما ذكره بلفظ التذكير لأنه اسم جنس يدل على الكثير.
قوله سبحانه- لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ جمعت السموات و وحدت الأرض في جميع القرآن لقوله سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً جمع لئلا توهم التوحيد الواحدة
من هذه السبع و قد دل منع ذلك قوله وَ مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَ على معنى السبع و لكنه لم يجز على جهة الإفصاح بالتفصيل في اللفظ
فصل [في حذف ما يدل عليه السياق]
قوله تعالى هذا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي بلفظ التذكير على المعنى أراد هذا فضل قالت الخنساء
فذلك يا هند الرزية فاعلمي
و نيران حرب حين شب وقودها .
و قال آخر
هنيئا لسعد ما اقتضى بعد وقعتي
بناقة و العشية بارد
ذهب إلى العشي.
قوله سبحانه- إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ قال الفراء فيه إضمار معناه أن رحمة الله مكانها قريب و قال ابن السكيت الفعيل بمعنى المفعول يستوي فيه المذكر و المؤنث و قيل القريب على وجهين قريب بمعنى القرابة لا يفرق فيهما بين المذكر و المؤنث تقول هذه قريبتي من القرابة و قريب من الدنو نظيره هذه امرأة بعيدة القرابة و بعيد الدار و مثله وَ ما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ و قيل الهاء في الرحمة هاء المصدر و هاء المصدر لا يكون للتأنيث نظيره فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ وَ أَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ و يقال إنه عنى بالهاء فيهما المؤنث و ترك طريق المصدر و قيل أراد بالرحمة هاهنا المطر و القريب نعت المطر نظيره وَ إِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُوا الْقُرْبى أراد بالقسمة الميراث و الهاء المكنية راجعة إلى المعنى دون اللفظ نظيره الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ عنى بالفردوس الجنة و الكناية راجعة إلى المعنى و يقال قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ أي إن رحمة الله شيء قريب و كل لفظ يقتضي التأنيث في ظاهره و التذكير في معناه فلك أن تحمل على الوجهين و قال الخليل كل ما لا روح فيه فأنت في تأنيثه و تذكيره بالخيار.
قوله سبحانه- مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ مصدر جاء على لفظ الفعيل كالنعيق
و الصهيل و قال بعضهم الرميم نعت على ميزان الفعيل بمعنى مفعول فيستوي فيه المذكر و المؤنث نحو قالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ -
قفا نبك من ذكرى حبيب .
قوله سبحانه- ما كانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا البغاء في النساء أكثر قوله وَ لا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ و العرب تسمى الإماء بغايا و كل اسم خص بالنساء لا يكون فيه علامة التأنيث نحو حائض و طالق و مرضع و قال أبو إسحاق الفعيل إذا كان نعتا للمؤنث بمعنى مفعول يكون بغير هاء التأنيث تقول ملحفة غسيل و امرأة لديغ و دابة كسير و عظام رميم و قال بعضهم البغي على وزن الفعول و النعت إذا كان على مفعول يستوي فيه المذكر و المؤنث تقول امرأة صبور و شكور.
قوله سبحانه- وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً إنما وحد الرفيق و هو نعت للجماعة لأنه يذكر الواحد في كلام العرب و يراد به الجمع كما قال يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍ و قال ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا و قال وَ لَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ أي سنة.
قوله سبحانه- إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ لفظ الواحد في معنى الجمع لأن الجماعة لا يستثنى من واحد.
قوله سبحانه- ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ قال الفراء السماء واحد يدل على الجمع فلذلك ذكرها بلفظ الواحد ثم كنى عنها بلفظ الجمع في قوله فَسَوَّاهُنَ و قال الأخفش السماء اسم جنس يدل على القليل و الكثير كقولهم أهلك الناس الدينار و الدرهم و قال بعضهم السماء جمع واحدة سماوة مثل بقرة و بقر و تمرة و تمر فلذلك أنث قوله إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ و ذكرت أخرى و قيل السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ .
قوله سبحانه- مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ فقيل هن أم الكتاب لأنه قدر
تقدير الجواب على وجه الحكاية كأنه قيل ما أم الكتاب فقيل هن أم الكتاب كما يقال من نظير زيد فيقال نحن نظيره و قيل قوله وَ جَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَ أُمَّهُ آيَةً أي جعلناها آية و لو أريد أن كل واحد منهما آية على التفصيل لقيل آيتين.
قوله سبحانه- وَ جُمِعَ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ إنما ذكر جمع لأن كل اسم لا يكون فيه علم التأنيث يجوز تأنيثه على معنى اللفظ و قال بعضهم إنما عنى بالتذكير الضوء.
فصل [في الواحد و الجمع]
قوله تعالى غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ جمع بين الواحد و الجمع لأن المغضوب على وزن مفعول و لفظة المفعول إن وقع تحت متعد محض يتعدى بغير صلة و يتبين التثنية و الجمع فيه نحو مضروب مضروبان مضروبون و إن وقع تحت فعل لازم يتعدى بصلة و لا يتبين التثنية و الجماعة تقول مرغوب فيه مرغوب فيهما مرغوب فيهم و جماعة صفاته دليل على جماعة.
قوله سبحانه- وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ معطوف على اسم الله تعالى فكأنه قال و ما يعلم تأويله إلا الله و إلا الراسخون في العلم و إنهم مع علمهم به يقولون آمنا به فوقع قوله يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ موقع الحال- وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مستأنف غير معطوف على ما تقدم ثم أخبر عنهم بأنهم- يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ غير معطوف و يكون المعنى و ما يعلم تأويل المتشابه بعينه و لا على سبيل التفصيل إلا الله لأن أكثر المتشابه قد يحتمل الوجوه الكثيرة المطابقة للحق و لا يقطع على مراد الله تعالى بعينه فيعلم في الجملة أنه أراد أحدها و لا يعلم منها المراد بعينه.