کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)

الجزء الأول‏ ( [المقدمة] من العلامة الشهرستانى حول هذا الكتاب) [الجهة الأولى قيمة هذا الكتاب‏] * (الجهة الثانية فى تفسير المحكم و المتشابه)* (الجهة الثالثة فى حكمة التشابه القرآنى) (الجهة الرابعة فى شخصية المؤلف) الجهة الخامسة فى تصحيح سند الكتاب‏ الجهة السادسة فى المنشور و الناشر [المقدمة] باب ما يتعلق بأبواب التوحيد [فصل في خلق السماوات‏] فصل [في المشرق و المغرب‏] فصل [في خلق آدم‏] فصل [في القلب‏] فصل [في الملائكة] فصل [في إبليس‏] فصل [في التسبيح‏] فصل [في الشجر الاخضر] فصل [في خلق العالم‏] فصل [في خلق آدم‏] فصل [في الشمس و القمر] فصل [في الروياء] فصل [في قصة قارون‏] فصل [في السحر] فصل [في اللوح المحفوظ] فصل [في الروح‏] فصل [في المعرفة] فصل [في طريق المعرفة] فصل [في الدعوة] فصل [في الفكر] فصل [في الايجاد] فصل [في علم الله‏] فصل [في حدوث العلم‏] فصل [في الله‏] فصل [في أن الله سميع‏] فصل [في القرآن‏] فصل [في الارادة] فصل [في أن الله غني‏] فصل [في القرب‏] فصل [في العرش‏] فصل [في الخوف‏] فصل [في العندية] فصل [في الوحى‏] فصل [في النفس‏] فصل [في الصنع‏] فصل [في وجه الله‏] فصل [في يد الله‏] فصل [في القبض‏] فصل [في جنب الله‏] فصل [في مجى الله‏] فصل [في اخذ الرب‏] فصل [في الشكر] فصل [في صفات الله‏] فصل [في بعض اوصافه‏] فصل [في الله‏] [تفسير لفظة الله‏] فصل [في الرؤية] فصل [في النضر و النظر] فصل [في التجلي‏] فصل [في اللقاء] فصل [في الحجاب‏] فصل [في الرؤية] فصل [في الواحد] فصل [في أن الله الحي القيوم‏] فصل [في أن لا يجوز لله التبني‏] فصل [في الايمان و الاسلام‏] فصل [في أن الطاعات من الايمان‏] فصل [في تكفير كل عاص‏] باب ما يدخل في أبواب العدل‏ فصل [في جور الجائرين‏] فصل [في الظلم‏] فصل [في الجبر] فصل [في الجبر و الاختيار] فصل‏ فصل [في الهداية] فصل [في الهداية] فصل [في النور] فصل [في الضلال‏] فصل [في ارادة الله‏] فصل [في مشية الله‏] فصل [في التكليف‏] فصل [في القلب‏] فصل [في مرض القلب‏] فصل [في الرجس‏] فصل [في تداول الايام‏] فصل [في اذن الله‏] فصل [في النسيان‏] فصل [في تكذيب آياته‏] فصل [في الشياطين‏] فصل [في الملائكة] فصل [في الخلق‏] فصل [في الفتنة] فصل [في المكر] فصل [في الاستقامة] فصل [في الارادة] فصل [في أن الله مريد] فصل [في القتل‏] فصل [في النور و الظلمة] فصل [في الظلم‏] فصل [في الحسنة] فصل [في قضاء الله‏] فصل [في القدر] باب مما جاء في النبوات‏ فصل [في الكرامة] فصل [في العصمة] فصل [في الاسباط] فصل [في النصر] فصل [في قصة آدم‏] فصل [في قصة نوح‏] فصل [في قصة إبراهيم ع‏] فصل [في قصة زكريا ع‏] فصل [في قصة لوط ع‏] فصل [في قصة يعقوب ع‏] فصل [في قصة يوسف ع‏] فصل [في قصة أيوب ع‏] فصل [في قصة شعيب ع‏] فصل [في قصة موسى ع‏] فصل [في قصة داود ع‏] فصل [في قصة سليمان ع‏] فصل [في قصة يونس ع‏] فصل [في قصة عيسى ع‏] الفهرست الكامل للمطالب بالترتيب‏ الجزء الثاني‏ تتمة باب مما جاء في النبوات‏ فصل [في قصة نبينا ع‏] فصل [في معنى الضلالة] فصل [في العفو و التوبة] فصل [في المشاورة] فصل [في الرحمة و شرح الصدر] فصل [في الهدى و الضلال‏] فصل [في الحبط] فصل [في تكذيب الرسول‏] فصل [في السؤال‏] فصل [في النبي الامي‏] باب ما يتعلق بالإمامة فصل [وجوب وجود امام أو نبي في كل زمان‏] فصل [الامام افضل رعيته و اعلمهم‏] فصل [في امير المؤمنين علي ع‏] فصل [في فضائل امير المؤمنين‏] فصل [في فضائل علي ع‏] فصل [في ان شرط الامام ان يكون اعلم و اتقى‏] فصل [في أن عليا افضل عند الله‏] فصل [في المنذر و الهادي‏] فصل [في الاستدلال المفيد على الامامة] فصل [في فضل الحسنين‏] فصل [في الاستدلال على امامة الحسنين‏] فصل [في الاستدلال على امامة الائمة] فصل [في الوصاية] فصل [في الخلافة] فصل [مما يدل على امامتهم‏] فصل [في أن مودة القربى اجر الرسالة] فصل [في أن اولاد فاطمة س ابناء النبي‏] فصل [في ايمان آمنة بنت وهب‏] فصل [مثالب بعض السلف‏] فصل [في أن الامامة باختيار الله‏] فصل [في سورة البراءة] فصل [في اكمال الدين‏] فصل [لا يجوز اتباع احد غير الامام‏] باب المفردات‏ فصل [في التوبة] فصل [حبط الاعمال‏] فصل [في الكفر و الظلم‏] فصل [في الرزق‏] فصل [في الاجل‏] فصل [في الموت‏] فصل [في الرجعة] فصل [في القبر و سؤاله‏] فصل [في العمى‏] فصل [الناس يوم القيامة] فصل [في اليوم و مقداره‏] فصل [في الحساب يوم القيامة] فصل [في الجهنم و عذاب الاخرة] فصل [في الشفاعة] فصل [في الجنة و لذاتها] فصل [في الدعاء و الدعوات في القرآن‏] فصل [في الكفر و الاسلام‏] فصل [في عصا موسى ع‏] فصل [في خلق الانسان من عجل‏] فصل [في الرزق بغير الحساب‏] فصل [تضعيف الحسنات‏] باب ما يتعلق بأصول الفقه‏ فصل [في معنى الامر] فصل [في الشرط و الاستثناء] فصل [في مباحث شتى‏] فصل [في النسخ‏] فصل [في الخبر الواحد] فصل [في متابعة النبي ص‏] فصل [في اتباع المعصومين‏] فصل [في القياس‏] باب فيما يحكم عليه الفقهاء فصل [في الطهارة] فصل [في طهارة الماء] فصل [في الوضوء] فصل [في الصلاة و احكامها] فصل [في الزكاة] فصل [في الصوم و احكامه‏] فصل [في الحج و احكامه‏] فصل [في الجهاد و احكامه‏] فصل [في الامر بالمعروف و النهى عن المنكر] فصل [في النكاح واحكامه‏] فصل [في الطلاق‏] فصل [في العدة] فصل [في الرضاع‏] فصل [في الايمان و النذر] فصل [في الكفارات‏] فصل [في الصيد و الذبائح‏] فصل [في المسكرات و المحرمات‏] فصل [في البيع‏] فصل [في الارث‏] فصل [في الحدود و الديات‏] فصل [في الديات‏] فصل [في الشهادات‏] فصل [في القضاء] باب الناسخ و المنسوخ‏ فصل [في النسخ‏] باب مما جاء من طريق النحو فصل [في التذكير و التأنيث‏] فصل [في العدد] فصل [في الغلبة] فصل [في حذف ما يدل عليه السياق‏] فصل [في الواحد و الجمع‏] فصل [في الجمع‏] فصل [في غير المنصرف‏] فصل [في الاشباع‏] فصل [في الفاء و الباء و الف‏] فصل [في الواحد و الجمع‏] فصل [في النصب النكرة بعد المعرفة] فصل [في الاسم التي جاء على لفظ المصدر] فصل [في لفظ من‏] فصل [في المتفرقات‏] باب النوادر [فصل في الحقيقة و المجاز] فصل [في حذف ما هو معلوم من السياق‏] فصل [في وضع الكلام في غير موضعه‏] فصل [في الاستعارة و الابدال‏] فصل [في تغيير ما يقتضيه الظاهر] فصل [في معاني القرآن‏] [فصل قد تفرد التنزيل بشي‏ء فيكون أمارة له‏] فصل [في الخاتمة] (خصوصيات هذه النسخة الشريفة) فهرس الموضوعات (الجزء الثانى) فهرس الآيات‏ سورة الفاتحة (1) البقرة (2) سورة آل عمران (3) سورة النساء (4) سورة المائدة (5) سورة الأنعام (6) سورة الاعراف (7) سورة الأنفال (8) سورة التوبة (9) سورة يونس (10) سورة هود (11) يوسف (12) سورة الرعد (13) سورة ابراهيم (14) سورة الحجر (15) سورة النحل (16) سورة الاسراء (17) سورة الكهف (18) سورة مريم (19) سورة طه (20) سورة الانبياء (21) سورة الحج (22) سورة المومنون (23) سورة النور (24) سورة الفرقان (25) سورة الشعراء (26) سورة النمل (27) سورة القصص (28) سورة العنكبوت (29) سورة الروم (30) سورة لقمان (31) سورة السجدة (32) سورة الاحزاب (33) سورة السبا (34) سورة الفاطر (35) سورة يس (36) سورة الصافات (37) سورة ص (38) سورة زمر (39) سورة المومن (40) سورة فصلت (41) سورة الشورى (42) سورة الزخرف (43) سورة الدخان (44) سورة الجاثية (45) سورة الاحقاف (46) سورة محمّد (47) [إلى آخر السور]

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)


صفحه قبل

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏2، ص: 244

وَ التِّينِ وَ الزَّيْتُونِ وَ طُورِ سِينِينَ‏ قال المبرد يقال لكل جبل طورا فإذا أدخلت الألف و اللام كان معرفة لشي‏ء بعينه.

قوله سبحانه- أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ‏ و قال‏ وَ آتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ لما جاز في ثمود أن يكون مرة للقبيلة و مرة للحي و لم يكن لحمله على أحد الوجهين مزية حسن صرفه و ترك صرفه‏

فصل [في الاشباع‏]

قوله تعالى‏ أَطَعْنَا اللَّهَ وَ أَطَعْنَا الرَّسُولَا الفتحة إذا أشبعت ظهرت منها ألف و الضمة إذا أشبعت تولدت منها واو و الكسرة إذا أشبعت تولدت منها ياء و قال بعضهم إن هذه الألفات ألفات الوقف لأن الحركة لا يوقف عليها فألحقت هذه الألفات بأواخر هذه الأسماء ليعلم حركتها لأن الألف لا يمكن النطق بها إلا أن يكون ما قبلها مفتوحا.

قوله سبحانه- حَتَّى إِذا جاؤُها وَ فُتِحَتْ أَبْوابُها اعترضت الواو في وصف أبواب الجنة و لم تكن في وصف أبواب النار و قال الخليل الواو هاهنا واو التكرار معناه حتى إذا جاءوها جاءوا و فتحت أبوابها و قال بعضهم هي زائدة كقوله‏ فَلَمَّا أَسْلَما وَ تَلَّهُ لِلْجَبِينِ‏ و قال بعضهم هي واو الحال لأن أهل الجنة إذا دخلوا إليها و أبواب الجنة في تلك الحال مفتوحة كرامة لهم بدليل قوله‏ جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ‏ و أهل النار إذا دخلوا إليها وجدوا أبوابها في تلك الحال مفتوحة و قال بعضهم هي واو الثمانية الدالة على أبواب الجنة نظيره‏ وَ يَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَ ثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ‏ و في قوله‏ التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ‏ ثم قال‏ وَ النَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ و في قوله‏ وَ أَبْكاراً و في قوله‏ سَبْعَ لَيالٍ وَ ثَمانِيَةَ و قال بعضهم‏ وَ ثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ‏ واو التحقيق لأنهم اختلفوا في عددهم فحقق سبعة و الواو في حال- وَ النَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ واو العموم لأن صاحبها يعرف هذه الأشياء الحسان و الواو في قوله‏ وَ أَبْكاراً واو التمييز لأنه لا يجتمع الثيابة و البكارة في امرأة واحدة ثم إن النحاة لا تعرف واو الثمانية.

قوله سبحانه في سورة البقرة- وَ إِذْ نَجَّيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ‏ و قوله في سورة إبراهيم- إِذْ أَنْجاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ‏

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏2، ص: 245

سُوءَ الْعَذابِ وَ يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ‏ دخلت الواو هاهنا قال الفراء معنى الواو أنه كان يمسهم من العذاب عند التذبيح كأنه قال يعذبونكم بغير الذبح و إذا طرحت كان تفسير الصفات للعذاب.

قوله سبحانه- وَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ‏ و قال في سورة الحج- وَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ‏ أدخل الفاء في الآية الثانية و لم يدخل في الأولة لأن ما دخل فيه الفاء من خبر الذي و أخواته مشبه بالجزاء و ما يكون فيه فاء فهو على أصل الخبر فإذا قلت مالي فهو لك جاز على وجه و لم يجز على وجه فإن أردت أن معنى الذي فهو جائز و إن أردت أن مالي تريد به المال ثم تضيف ذلك كقولك غلامي لك لم يجز كما لا يجوز فهو لك.

قوله سبحانه- وَ لا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلًا أدخل الباء في الآيات دون الثمن و في سورة يوسف أدخله في الثمن قوله‏ وَ شَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ‏ قال الفراء إنما كان كذلك لأن العروض كلها أنت مخير فيها في إدخال الباء إن شئت قلت اشتريت الثوب بكساء و إن شئت قلت اشتريت بالثوب كساء أيهما جعلته ثمنا لصاحبه جاز فإذا جئت إلى الدراهم و الدنانير وضعت الباء في الثمن كقوله‏ بِثَمَنٍ بَخْسٍ‏ لأن الدراهم ثمن أبدا.

قوله سبحانه- حَتَّى إِذا أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَما أَهْلَها و قوله‏ حَتَّى إِذا رَكِبا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَها و قال‏ حَتَّى إِذا لَقِيا غُلاماً فَقَتَلَهُ‏ عطف القتل على لقاء الغلام بالفاء و لم يدخل في خرق السفينة و لا على الاستطعام لأهل القرية لأن اللقاء لما كان سببا للقتل أدخلت الفاء إشعارا بذلك و لما لم يكن المركوب في سفينة سببا لخرقها و لا إتيان القرية سببا للاستطعام لم يدخل الفاء

فصل [في الفاء و الباء و الف‏]

قوله تعالى‏ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ‏ و قوله‏ رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَ‏ حذف الألف من إحدى الكلمتين دون الأخرى فرقا بين الاستفهام و الخبر لأن قوله‏ لِمَ‏

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏2، ص: 246

استفهام و قوله‏ ما أَحَلَّ اللَّهُ‏ بمعنى أحل الله و هو خبر كقوله‏ عَمَّ يَتَساءَلُونَ‏ و عما قليل فرقا بينهما لأن عم استفهام و عما قليل صلة الكلام و إنما حذفت الألف من الاستفهام دون الخبر لأن الاستفهام مبني على الخفة و الخبر لم يبن عليها.

قوله سبحانه- وَ مَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً ذكر الخطيئة و الإثم ثم كنى عن الواحد دون الآخر الجواب الكناية راجعة إلى الإثم لأنه يشتمل على أجناس الخطايا نظيره‏ وَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ‏ رجعت الكناية إلى الله لأن رضاه يشتمل على رضا رسوله و كذلك قوله‏ وَ إِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها .

قوله سبحانه- إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا الكناية راجعة إلى الفؤاد لأنه سابق بالسعي على السمع و البصر من معنى الهمة و الإرادة و لأن القلب رئيس الجسد فاكتفى بالكناية عنه و قالوا الكناية راجعة إلى السعي و إن كان في الظاهر غير مذكور و نظيره‏ فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً عني به القوادى و قوله‏ ما تَرَكَ عَلى‏ ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ أي على ظهر الأرض و قالوا الكناية راجعة إلى لفظ الكل معناه كل واحد عن أولئك كان عنه مسئولا و الكل موحد اللفظ مجموع المعنى قوله‏ قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى‏ شاكِلَتِهِ‏ و قوله‏ وَ كُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً .

قوله سبحانه- وَ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ وَ إِنَّها لَكَبِيرَةٌ الهاء راجعة إلى الصلاة لشهرتها و كثرة استعمالها بين الخاص و العام نظيره‏ وَ الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَ الْفِضَّةَ وَ لا يُنْفِقُونَها خص الفضة لكثرة الاستعمال و قالوا الهاء راجعة إلى الاستعانة و هي مؤنثه تشتمل على الصبر و الصلاة و كذلك‏ وَ الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَ الْفِضَّةَ و قيل الهاء راجعة إلى كليهما و العرب تذكر شيئين ثم تكني عن الواحد منهما نحو قوله‏ وَ إِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها .

قوله سبحانه- وَ ما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ‏ أضاف أيا إلى الأرض مؤنثة و

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏2، ص: 247

اكتفى بتأنيثهما عن تأنيث أي كما قال الشاعر

لما أتى خبر الزبير تهدمت‏

سور المدينة و الجبال الخشع .

أنث السور لإضافته إلى المدينة فلما جاز تأنيث المذكر لإضافته إلى المؤنث جاز أيضا تذكير المؤنث لإضافته إلى المذكر و قيل المراد بالأرض القدم و القدم يذكر و يؤنث.

قوله سبحانه- الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ‏ ذكر السماوات بلفظ الجماعة و الأرض بلفظ الواحد قال أهل البصرة الأرض لفظه لفظ المصدر و المصدر لا يثنى و لا يجمع نظيره‏ خَتَمَ اللَّهُ عَلى‏ قُلُوبِهِمْ وَ عَلى‏ سَمْعِهِمْ وَ عَلى‏ أَبْصارِهِمْ‏ و قوله‏ أَنَّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً و لم يقل رتقين لأن لفظه لفظ المصدر

فصل [في الواحد و الجمع‏]

قوله تعالى‏ نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَ إِذْ هُمْ نَجْوى‏ وحد نجوى لأنه مصدر يوصف به الواحد و الاثنان و الجمع و المذكر و المؤنث كقولهم الرجال صوم و المنازل حمد و يقال معناه و إذ هم أصحاب نجوى فحذف المضاف و أقيم المضاف إليه مقامه.

قوله سبحانه- إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ الَّذِينَ هادُوا وَ النَّصارى‏ وَ الصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ‏ فوحد الفعل ثم قال‏ فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ‏ لأن لفظة من تعم الواحد و الجمع و الأنثى و الذكر فإن ذهب إلى اللفظ وحد و إن ذهب إلى المعنى جمع قال‏ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَ فَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَ لَوْ كانُوا لا يُبْصِرُونَ‏ فجمع مرة من الفعل لمعناه و وحد أخرى على اللفظ.

قوله سبحانه- وَ جَعَلَ الظُّلُماتِ‏ بلفظ الجماعة- وَ النُّورَ بلفظ الواحد لأن النور يقع على الواحد و الجمع قال‏ جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَ الْقَمَرَ نُوراً و سمى الظلمات و هي مختلفة في ذلك قوله‏ يَسْعى‏ نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ‏ و نظيره‏ وَ كُنْتُمْ قَوْماً بُوراً قال ابن‏

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏2، ص: 248

الزبعرى راتق ما فتقت إذا أنا بور.

قوله سبحانه- الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ‏ للواحد و قوله‏ حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَ جَرَيْنَ بِهِمْ‏ للجمع فالعلة في ذلك أن واحده و جمعه سواء.

قوله سبحانه- أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ‏ و كان واحدا و هو الخفاش و قال في الجمع‏ وَ أَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ‏ و قال‏ أَ وَ لَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ‏ و قال‏ يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَ الطَّيْرَ .

قوله سبحانه- الزَّانِيَةُ وَ الزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ قدم النساء على الرجال لأن الزناء في النساء أشهر و قوتهن فيه أكثر-

كما جاء في الخبر أن الشهوة عشرة أجزاء تسعة منها للنساء و واحد منها للرجال.

و قدم الرجال في السرقة قوله‏ وَ السَّارِقُ وَ السَّارِقَةُ لأنها فيهم أكثر لأنها تكون بقوة القلب و قوة القلب في الرجال أكثر و قيل إنما قدم النساء في الزناء على الرجال لأن بدء الزناء منهن و ذلك أن الزناء تبع الزينة و الزخرف و قدم الرجال في السرقة لأن السرقة مع السلاح و هذا من عمل الرجال.

قوله سبحانه- يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَ اسْجُدِي وَ ارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ‏ إنما قدم السجود على الركوع لأن اعتقادات الأنبياء في العقليات سواء و مختلفة في الشرعيات فيمكن أن يكون السجود قبل الركوع-

و قيل‏ إنها سألت زكريا ع أ يجوز للنسوة أن يصلين مع الرجال في الجماعات فقال يجوز.

كما أخبر الله تعالى عنهما فقال‏ يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ‏ الآية أي صلي مع الرجال في الجماعة كما قال في موضع آخر- أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ وَ ارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ‏ فلما قال‏ وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ فقد أجمل الصلاة بأسرها ثم أمر بهذه الصلاة فقال‏ وَ ارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ‏ نظيره‏ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ .

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏2، ص: 249

قوله سبحانه- لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ‏ تأكيد و لا يجوز الاستثناء بعده الجواب الاستثناء وقع على الأمر لا على الدخول و التأكيد وقع على الدخول معناه‏ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ‏ غير خائفين.

قوله سبحانه- قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى‏ قَوْمٍ مُجْرِمِينَ إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنا 60 15 قال أبو عبيدة كان أبو يوسف يتأول فيها أن الله تعالى استثنى آل لوط من المجرمين ثم استثنى امرأة لوط فرجعت امرأته في التأويل إلى القوم المجرمين لأنه استثناء رد إلى استثناء كان قبله و كذلك كل استثناء في الكلام إذا جاء بعد الآخر عاد المعنى إلى الأول كقول الرجل لفلان علي عشرة دراهم إلا أربعة إلا درهما فإنه يكون إقراره بسبعة و كذلك إن قال له علي خمسة إلا درهما إلا ثلاثا كان إقراره بأربعة و ثلاث و لو قال لامرأته أنت طالق ثلاثا إلا اثنتين إلا واحدة كانت بثنتين.

قوله سبحانه- كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا كلام مبني على الشرط و الجزاء مقصود به إليهما و المعنى من يكن في المهد صبيا كيف نكلمه و قال قطرب معناه من صار في المهد و من هو في المهد كما تقول إن كنت أبي فصلني قال زهير

أجزت إليه حرة أرجبية

و قد كان لون الليل مثل الأزندج .

و قيل كان هاهنا بمعنى خلق و وجد يقال كان الحر و البرد و قيل لفظة كان و إن أريد به الماضي فقد يراد به الحال و الاستقبال قوله‏ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولًا و كانَ اللَّهُ عَلِيماً حَلِيماً قال الشاعر

فأدركت من قد كان قبلي و لم أدع‏

لمن كان بعدي في القصائد مصعدا .

قوله سبحانه- لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَ الْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَ الْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَ الْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ قال الفراء و الزجاج هو من صفة الراسخين لكن لما طال و اعترض بينهما كلام نصب المقيمين على المدح مثل قوله‏

متشابه القرآن و مختلفه (لابن شهر آشوب)، ج‏2، ص: 250

وَ الْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا وَ الصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَ الضَّرَّاءِ و قال آخرون هو من صفة غير الراسخين في العلم هاهنا و إن كان الراسخون في العلم من المقيمين قالوا و موضع المقيمين خفض عطفا على ما في قوله- يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ‏ و يؤمنون بالمقيمين المعنى يؤمنون بإقام الصلاة و قوله‏ وَ الْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ قالوا عطف على قوله‏ وَ الْمُؤْمِنُونَ‏ و قالوا المعنى و المؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك و ما أنزل من قبلك و يؤمنون بالمقيمين الصلاة و هم المعصومون- وَ الْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ كما قال‏ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ يُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ‏ و قالوا الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ‏ منهم من المقيمين الصلاة قالوا فموضعه خفض و هذا ضعيف و قال الطبري المقيمون الصلاة هم الملائكة و إقامتهم الصلاة تسبيحهم ربهم و استغفارهم لمن في الأرض و معنى الكلام و المؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك و ما أنزل من قبلك و بالملائكة. 6

قوله سبحانه- إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً نكرة بعد المعرفة و النكرة بعد المعرفة تكون منصوبة على القطع نظيره‏ وَ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً و قوله‏ وَ نَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً و قال بعضهم نصب على الحال كقوله‏ أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَ قائِماً و قوله‏ قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً و الكسائي لا يفرق بين الحال و القطع يقول إذا تم الكلام انتصب الاسم بعده على الحال و القطع.

قوله سبحانه- يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ‏ الآية انتصب حذر الموت لأنه مفعول له معناه يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت و هذا قول أهل البصرة و قيل نصب على الحال معناه في حال حذرهم من الموت كقولك جاءني زيد راكبا نظيره‏ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْواجاً و يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً و قيل انتصب على نزع الخافض معناه يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق من حذر الموت نظيره‏ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَ الصَّيْفِ‏

فصل [في النصب النكرة بعد المعرفة]

صفحه بعد