کتابخانه روایات شیعه
التأخير كما يقال عرض الناقة على الحوض
(فصل)
قوله تعالى أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِ الآية ثم قال عقيبها- الَّذِينَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً قالوا كيف قال أعظم درجة من الكفار بالسقاية و السدانة قال الباقر و الصادق ع المفاضلة جرت بينهم لأن لجميعهم الفضل عند الله و قال الحسن و أبو علي إنه على تقدير أن لهم بذلك منزلة كما قال أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا و قال الزجاج المعنى أعظم من غيرهم درجة.
قوله سبحانه- ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللَّهِ شاهِدِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ قال الحسن معنى شاهِدِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أن فيما يخبرون به دليلا على كفرهم لا أنهم يقولون نحن كفار كما يقال للرجل إن كلامك يشهد أنك ظالم و قال السدي- النصراني إذا سئل ما أنت قال نصراني و هكذا اليهودي و المشرك فذلك شهادتهم على أنفسهم بالكفر و قال الكلبي شاهدين على نبيهم بالكفر و هو من أنفسهم قوله لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ .
قوله سبحانه- إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ الهاء تكون للدين في قوله وَ إِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ يُؤْفَكُ عَنْهُ أو أراد يؤفك عنه أي عن النبي ص و إن كان مضمرا فإن ذكره في القرآن قد جرى في كل موضع فجاز إضماره و يجوز أن يؤفك عن القول يعني عن حقه و باطله.
قوله سبحانه- وَ إِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ قال ابن الأعرابي الهاء لمحمد ص أي إبراهيم خبر بخبره فاتبعه و دعا له.
قوله سبحانه- وَ ما قَتَلُوهُ يَقِيناً قال ثعلب يقينا بدل من الهاء كأنه قال و ما قتلوا اليقين يقينا و يجوز و ما قتلوا الشك يقينا و يجوز و ما قتلوا التشبيه يقينا.
قوله سبحانه- وَ لا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً قال ابن الأعرابي الهاء و الميم من فِيهِمْ لأصحاب الكهف و الهاء و الميم في ثامِنُهُمْ لليهود.
قوله سبحانه- أَكْرِمِي مَثْواهُ إنما قال لأن من أكرم غيره لأجله كان أعظم منزلة من يكرم في نفسه.
قوله سبحانه- يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ إنما قال مِنْ بُطُونِها و هو خارج من فيها لأن العسل يخلقه الله في بطن النحل و يخرجه إلى فيه و لو قال من فيها ظن أنه تلقيه من فيها و ليس بخارج من البطن.
قوله سبحانه- ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ يعني ذق يا أبا جهل إنك أنت العزيز الكريم في قومك كما كنت تزعم و هذا توبيخ على مقاله و يجوز أن يكون على جهة النقيض كأنه قيل له أنت الذليل المهين إلا أنه قيل ذلك على الاستخفاف به نظيره إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ يقال للجاهل يا عالم و للقبيحة يا قمر و قيل المعنى أنت الذي تطلب العز في قومك و الكرم بمعصية الله تعالى و قيل المعنى أنت العزيز في قومك الكريم عليهم فما أغنى عنك.
قوله سبحانه- إِنَّهُ كانَ عالِياً مِنَ الْمُسْرِفِينَ ليس بمدح لفرعون لأنه قيده بأنه عال من المسرفين و العالي في الإحسان ممدوح و في الإساءة مذموم.
قوله سبحانه- وَ الَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ و العفو أحسن الجواب هذا شبيه بقوله فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا و الانتصار هاهنا أخذ الحق من المشرك و هو أحسن من العفو.
قوله سبحانه- فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ قال المبرد أي الذين صاروا مشركين بطاعتهم الشيطان و عبدوا معه الشيطان فصاروا بعبادتهم مشركين و يحتمل أنه عنى به الجبرية.
قوله سبحانه- وَ لَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلَّا قَلِيلًا جاز استثناء القليل لأن المعنى أذاعوا به إلا قليلا و يجوز على علمه الذين يستنبطونه إلا قليلا منهم من لا يعلمه.
قوله سبحانه- وَ جَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً و إنما هو في السماء الدنيا و بينها و بين الثانية مسيرة خمسمائة عام فكيف قال فيهن و معنى فيهن أي معهن كقوله وَ إِذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ و لو كانوا فيكم ما زادُوكُمْ إِلَّا خَبالًا و السماوات كلها حيز واحد و إن القمر يخرق السماء الدنيا إلى الثانية فيكون نورا فيهن جميعا.
قوله سبحانه- وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ - يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا لا تناقض بينهما لأن ذلك ورد مورد المبالغة بالذم لتضييعهم على ما يلزمهم من أمر الله كأنهم لا يعلمون شيئا ثم بين حالهم فيما غفلوا عنه و ما علموه.
قوله سبحانه- وَ ما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَ لا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ قال ثعلب يعني و لا ينقص من عمر آخر غير المعمر المذكور كما تقول العرب عندي دينار و نصفه أي و نصف دينار.
قوله سبحانه- حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ و قوله إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ لا تنافي بينهما لأنه قول الله ابتداء و قول جبريل إبلاغ و الكلام و القول بمعنى واحد
باب النوادر
[فصل في الحقيقة و المجاز]
الكلام المفيد بين حقيقة و مجاز فالحقيقة من حقها وجوب حملها على ظاهرها و المجاز يجب حمله على ما اقتضاه الدليل و من حق المجاز أن يكون لفظه لا ينتظم معناه إلا بزيادة أو نقصان أو لوضعه فالزيادة على أنواع فقوله الله أكبر الله أكبر كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى تكرير اللفظ بعينه و قوله فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ إنما كرر ذلك عقيب كل نعمة كما كرر قوله وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ عند كل زجر و تخويف يقال أ لم أحسن إليك أ لم أدفع عنك كذا و قوله وَ أَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها كقولهم في الدار زيد قائم فيها و قوله بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ و قوله ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ تكرير المعنى بلفظين مختلفين قال الشاعر
علوته بحسام ثم قلت له
خذها حذيف فأنت السيد الصمد .
و قوله فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَ سَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ إشباع و هو إجمال المفصل قال الشاعر
ثلاث و اثنتان فهن خمس
و سادسه يميل إلى شمام جبل .
و قوله إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ تكرير لفظ على جهة التأكيد كقولهم ذات الشيء و وجه اليوم و عين الصواب و قوله وَ لكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ و قوله يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ و قوله يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ و قوله وَ لا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ تأكيد يؤتى به للإحاطة و العموم و قوله اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ. صِراطَ الَّذِينَ بدل المعرفة من المعرفة نظيره مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ غافِرِ الذَّنْبِ و قوله إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ. صِراطِ اللَّهِ بدل معرفة من نكرة و قوله بِالنَّاصِيَةِ ناصِيَةٍ بدل نكرة من معرفة- وَ لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا بدل البعض من الكل و قوله يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ بدل الاشتمال كقولهم سلب زيد ثوبه و قوله إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ إلى قوله عَدْنٍ . اعتراض اعترض بين الموضوع و المحمول كلام آخر زيادة للتحقيق و التحسين و قوله فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا إلى قوله الْحِجارَةُ اعتراض اعترض بين الشرط و جوابه و قوله وَ تَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا و قوله فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا أشبع الحرف
الأخير فتولد الألف و إنما جاز لحفظ التوازن و قوله بسم الله فَفِي رَحْمَتِ اللَّهِ هُمْ فِيها وَ يَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ و لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ وَ شَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ فَاذْهَبْ أَنْتَ وَ رَبُّكَ فهذه زيادات وقعت في الأسماء و هي باء و رحمة و وجه و مثل و أنت و قوله كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا وَ ما عِلْمِي بِما كانُوا يَعْمَلُونَ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ زيادات وقعت في الأفعال و هي كان و أصبح و نحوها و قوله لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَ لا بِرَأْسِي يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّهِ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ أَ لَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ فَلَمَّا أَسْلَما وَ تَلَّهُ لِلْجَبِينِ فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَ أَجْمَعُوا حَتَّى إِذا جاؤُها وَ فُتِحَتْ وَ ما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَ كَمْ مِنْ مَلَكٍ وَ كَمْ مِنْ قَرْيَةٍ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ ما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي وَ لَمَّا أَنْ جاءَتْ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ وَ إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ وَ إِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ وَ إِذْ قالَ لُقْمانُ لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ في قول أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ زيادات وقعت في الحروف و هي الباء و اللام و الكاف و الواو و من و عن و إن و أن و إذ و هذه الزيادات في الاسم و الفعل و الحرف إنما زيد تحسينا للنظم و عمادا للكلام و إن كان المعنى يحصل مع تركها و متى ما أسقطت لم يختل الكلام و أما ما فقد جاء لأربعة أوجه أن يمنع ما قبله من العمل و لو انتزعتها من الكلام صلح نحو إِنَّمَا اللَّهُ إِلهٌ واحِدٌ و جاء فلم يمنع ما قبله من العمل و لو أسقطت لم يختل الكلام نحو أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ و جاء صلة و لو انتزعتها لاختل الكلام نحو رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ و جاء نحو قوله لأمر ما تصرمت الليالي لأمر ما تصرمت النجوم و أما تكرار القصص في القرآن كقصة آدم و موسى لأنه نزل على حسب الحاجة فكانت تسلية للنبي في ذلك
فصل [في حذف ما هو معلوم من السياق]
عادة العرب النقصان في موضع الكفاية حيث تغني الإشارة فيسمى إيجازا و حذفا و اقتصارا و قصرا و إضمارا و إنما جاز ذلك إذا كانت دلالة فيما أبقوا على ما ألقوا نحو البر الكر بستين أي بستين دينارا أو بأن يستحيل إجراء الكلام على الظاهر فلا يصح دون المحذوف نحو وَ سْئَلِ الْقَرْيَةَ أي أهلها و الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ أي وقته- وَ أُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ أي حبه و الكلام في هذا الباب على ثلاثة أقسام ما يجوز أن يظهر و يضمر-
و ما لا يحسن إضماره و مضمر متروك فما يجوز أن يظهر و يضمر فحذف جملة نحو قوله وَ أَلْقِ ما فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ ما صَنَعُوا و قوله وَ جاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ تقديره فأرسل فرعون في المدائن حاشرين يحشرون السحرة فحشرهم و قوله أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ أي فضرب موسى البحر و إنما جاز ذلك لأن أول الكلام و آخره دال عليه فكأنه ملفوظ به. و حذف الأجوبة و هو أبلغ قوله وَ لَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى كأنه قال لكان هذا القرآن و قوله لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ كأنه قال لمنعتكم و قوله لَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ و منه قولهم لو رأيت عليا بين الصفين. و حذف ند أو ضد نحو قوله لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ ذكر أمة و لم يذكر بعدها أخرى و قوله أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَ قائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَ يَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ ثم قال هَلْ يَسْتَوِي و لم يذكر ضده و قوله أَ فَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ و قوله إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ ثم قال سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَ الْبادِ و قوله لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً أراد و لا غير إلحاف و قوله سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ أراد الحر و البرد هذا كقولك لو لا فلان ثم سكت قال التمر
فإن المنية من يخشها
فسوف تصادفه أينما .
و أما حذف الكلمة ما كان لاسم أو فعل أو حرف فمن الاسم حذف الموضوع و حذف المحمول فالأول هو بناء المجهول على وجوهه و يحذف ذلك إما لشهرة الفعل و معرفة المخاطب نحو هزم العدو و أخذ اللص- وَ غِيضَ الْماءُ وَ قُضِيَ الْأَمْرُ فَغُلِبُوا هُنالِكَ وَ زُلْزِلُوا زِلْزالًا شَدِيداً وَ سِيقَ الَّذِينَ الفاعل للعلم بالسابق أو يريد المخبر إخفاء اسم الفاعل و إن لم يعلم المخاطب من فعل ذلك الفعل قوله ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ أو أن يحذف لأن الفائدة أنما يقع بذكر المفعول به و يختزل الفاعل و يقام مقام المفعول به مقامه كقولهم لقي الرجل و نفست المرأة وَ قُضِيَ الْأَمْرُ وَ غِيضَ الْماءُ حَتَّى إِذا فُزِّعَ يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ و الثاني نحو قوله إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا حذف خبره و قوله عَنِ الْيَمِينِ وَ عَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ أنما جاز ذلك لاستحالة قعيد واحد من الجانبين. و يحذف لاختصار الصفة نحو وَ إِذا كالُوهُمْ وَ اخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ و يضمر لغير
مذكور كقوله كَلَّا إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ أي الروح و قوله ما تَرَكَ عَلَيْها مِنْ دَابَّةٍ يعني الأرض و قوله إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ يعني القرآن و لم يذكره قبل ذلك و منه حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ قال المرتضى إنها ترجع إلى الخيل و هو الصحيح. و أما المحمول فيحذف و يقام المشبه به مقامه كقولك زيد أسد أي شديد كالأسد قوله وَ يُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ أي سحاب كالجبال و قوله صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ أي هم كالصم و البكم و العمي. و يحذف جواب القسم لعلم السامع به نحو قوله ق وَ الْقُرْآنِ الْمَجِيدِ كأنه قال لتبعثن بَلْ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ و قوله ص وَ الْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ الآية كأنه قال إنه لحق و قوله وَ النَّازِعاتِ إلى قوله الرَّاجِفَةُ لم يأت لها بجواب. و يحذف ما يقام المضاف إليه مقام المفعول في إعرابه و تعدى الفعل إليه نحو لكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ كأنه قال هم لا يشهدون و لكن الله يشهد بذلك قال ابن جني و منه الاكتفاء كقوله يس إنه اكتفى من جملة الاسم بالسين لأن الياء فيه حرف النداء-
كقول النبي ص كفى بالسيف شاه.