کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

الفضائل (لابن شاذان القمي)

المقدمة حَدِيثُ مَوْلِدِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ ص‏ مَوْلِدُ الْإِمَامِ عَلِيٍّ ع‏ خَبَرُ عِطْرِفَةَ الْجِنِّيِ‏ خَبَرٌ آخَرُ مُعْجِزَةٌ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع‏ خَبَرُ رَدِّ الشَّمْسِ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ هُوَ مَشْهُورٌ عِنْدَ جَمِيعِ الرُّوَاةِ خَبَرُ كَلَامِ الشَّمْسِ مَعَهُ ع‏ خَبَرُ الْجَامِ‏ خَبَرُ كَلَامِ الثُّعْبَانِ‏ خَبَرُ الْجُمْجُمَةِ خَبَرُ جُمْجُمَةٍ أُخْرَى‏ خَبَرُ صَفْوَانَ الْأَكْحَلِ رض‏ خَبَرُ مَالِكِ بْنِ نُوَيْرَةَ خَبَرُ الشَّيْخِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ مَعَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ‏ خَبَرُ مُفَاخَرَةِ عَلَيِّ بْنِ أَبْي طَالِبٍ ع وَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ ع‏ حَدِيثُ مُفَاخَرَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع مَعَ وَلَدِهِ الْحُسَيْنِ ع‏ حِكَايَةُ وَفَاةِ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏ خَبَرُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَ فِي ذِكْرِ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ الَّذِي نَزَلَ بِهِ جَبْرَئِيلُ عَلَى النَّبِيِّ ص مَا يَنْفَعُ لِلْمُسْتَبْصِرِينَ‏ فهرس مواضيع الكتاب‏

الفضائل (لابن شاذان القمي)


صفحه قبل

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 12

ذُرِّيَّتِي وَ شِيعَةَ ذُرِّيَّتِي وَ مُحِبِّي ذُرِّيَّتِي فَإِذَا النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَيْنَ ذُرِّيَّةُ فَاطِمَةَ وَ شِيعَتُهَا وَ شِيعَةُ ذُرِّيَّتِهَا وَ مُحِبُّو ذُرِّيَّتِهَا فَيُقْبِلُونَ وَ قَدْ أَحَاطُوا بِهِمْ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ فَتَقْدَمُهُمْ فَاطِمَةُ حَتَّى تُدْخِلَهُمُ الْجَنَّةَ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهَا وَ عَلَى أَبِيهَا.

خَبَرٌ آخَرُ قَالَ سَمَاعَةُ بْنُ مِهْرَانَ‏ إِنَّ الصَّادِقَ ع قَالَ لَهُ يَا سَمَاعَةُ مَنْ شَرُّ النَّاسِ قَالَ نَحْنُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ فَغَضِبَ ع حَتَّى احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ ثُمَّ اسْتَوَى جَالِساً وَ كَانَ مُتَّكِئاً وَ قَالَ يَا سَمَاعَةُ مَنْ شَرُّ النَّاسِ عِنْدَ النَّاسِ فَقُلْتُ وَ اللَّهِ مَا كَذَبْتُكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ نَحْنُ شَرُّ النَّاسِ لِأَنَّهُمْ سَمَّوْنَا كُفَّاراً وَ رَفَضَةً فَنَظَرَ إِلَيَّ ثُمَّ قَالَ كَيْفَ بِكُمْ وَ بِهِمْ إِذَا سِيقَ بِكُمْ إِلَى الْجَنَّةِ وَ سِيقَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ فَيَنْظُرُونَ إِلَيْكُمْ فَيَقُولُونَ‏ ما لَنا لا نَرى‏ رِجالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ يَا ابْنَ مِهْرَانَ إِنَّهُ مَنْ أَسَاءَ مِنْكُمْ إِسَاءَةً مَشَيْنَا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِأَقْدَامِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَنَشْفَعُ فِيهِ وَ اللَّهِ لَا يَدْخُلُ النَّارَ مِنْكُمْ عَشْرَةُ رِجَالٍ وَ لَا يَدْخُلُ النَّارَ مِنْكُمْ ثَلَاثَةُ رِجَالٍ وَ اللَّهِ لَا يَدْخُلُ النَّارَ مِنْكُمْ رَجُلٌ وَاحِدٌ فَتَنَافَسُوا فِي الدَّرَجَاتِ وَ أَكِّدُوا عَدُوَّكُمُ الْمَفْزَعَ.

حَدِيثُ مَوْلِدِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ ص‏

قَالَ الْوَاقِدِيُّ أَوَّلُ مَا افْتَتَحَ بِهِ عَقِيلُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ حِينَ خَطَبَ آمِنَةَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنْ قَالَ‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ الحمد لله الذي جعلنا من نسل إبراهيم و من شجرة إسماعيل من غصن نزال و من ثمرة عبد مناف ثم أثنى على الله تعالى ثناء بليغا و قال فيه جميلا و أثنى على اللات و العزة و مناة و ذكرهم بالجميل و قال لا يستغنى عنكم مع هذا كله و عقد النكاح و نظر إلى وهب و قال يا أبا الوداج زوجت كريمتك آمنة من ابن سيدنا عبد المطلب على صداق أربعة آلاف درهم بيض هجرية جياد و خمسمائة مثقال ذهب أحمر قال نعم ثم قال يا عبد الله قبلت بهذا الصداق يا أيها السيد الخاطب قال نعم ثم دعا لهما بالخير و الكرامة ثم أمر وهب أن تقدم المائدة فقدمت مائدة خضرة فأتي من الطعام الحار و البارد و الحلو و الحامض فأكلوا و شربوا قال و نثر عبد المطلب على ولده قيمة ألف‏

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 13

درهم من النثار و كان متخذا من مسك بنادق و من عنبر و من سكر و من كافور و نثر ذهب بقيمة ألف درهم عنبر و فرح الخلق بذلك شديدا.

قال الواقدي فلما فرغوا من ذلك نظر عبد المطلب إلى وهب و قال و رب السماء إني لا أفارق هذا السقف أو أؤلف بين ولدي عبد الله و حليلته فقال وهب بهذا السرعة لا يكون فقال عبد المطلب لا بد من ذلك فقام وهب و دخل على امرأته برة و قال لها اعلمي أن عبد المطلب قد حلف برب السماء أنه لا يفارق هذا السقف أو يؤلف بين ولده عبد الله و بين زوجته آمنة فقامت المرأة من وقتها و دعت بعشرة من المشاطات و أمرتهن أن يؤخذ في زينة آمنة فقعدن حول آمنة فواحدة منهن تنقش يديها و واحدة تخضب رجليها و واحدة تسرح ذوائبها و واحدة تمسحها بالملاء فلما كان عند غروب الشمس و فرغن من زينتها نصبوا سريرا من الخيزران و قد فرشوا عليه من ألوان الديباج و الوشي و أقعدت الجارية على السرير و عقدن على رأسها تاجا و على جبينها إكليلا و على عنقها مخانق الدر و الجواهر و تختمت بأنواع الخواتيم و جاء وهب و قال لعبد المطلب يا سيدي قم إلى العروس فقام عبد المطلب إلى العروس و هي كأنها فلقة قمر من حسنها و تقدم عبد المطلب إلى السرير و قبله و قبل عين العروس فقال عبد المطلب لولده عبد الله اجلس يا ولدي معها على السرير و افرح برؤيتها قال فرفع عبد الله قدمه و صعد إلى السرير و قعد إلى جنب العروس و فرح عبد الله و كان من عبد الله إلى أهله ما يكون من الرجال إلى النساء فواقعها فحملت بسيد المرسلين و خاتم النبيين و قام من عندها إلى عند أبيه فنظر إليه أبوه و إذا النور قد فارق من بين عينيه و بقي عليه من أثر النور كالدرهم الصحيح و ذهب النور إلى ثدي آمنة فقام عبد المطلب إلى عند آمنة و نظر إلى وجهها فلم يكن النور كما كان في عبد الله بل أنور فذهب عبد المطلب إلى عند حبيب الراهب فسأله عن ذلك فقال حبيب اعلم أن هذا النور هو صاحب النور بعينه و صار في بطن أمه فقام عبد المطلب و خرج مع‏

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 14

الرجل و بقي عبد الله عند أهله إلى أن ذهبت الصفرة من يديه و ذلك أن العرب كانوا إذا دخلوا بأهلهم يخضبون أيديهم بالحناء و لا يخرجون من عندهم و على أيديهم أثر من الحناء فبقي عبد الله أربعين يوما و خرج و نظر أهل مكة إلى عبد الله و النور قد فارق موضعه فرجع عبد المطلب من عند حبيب و قد أتى على رسول الله ص شهر واحد في بطن أمه و نادت الجبال بعضها بعضا و الأشجار بعضها بعضا و السماوات بعضها يستبشرون و يقولون ألا إن محمدا قد وقع في رحم أمه آمنة و قد أتى عليه شهر ففرحت بذلك الجبال و البحار و السماوات و الأرضون فرحا برسول الله ص ثم إن الله تعالى أراد قضاءه على فاطمة بنت عبد المطلب فورد عليه كتاب من يثرب بموت فاطمة و كان في الكتاب أنها ورثت مالا كثيرا خطيرا فأخرج إلى عندهم بأسرع ما تقدر عليه قال عبد المطلب لولده عبد الله يا ولدي لا بد لك أن تجي‏ء معي إلى المدينة فسافر مع أبيه و دخلا مدينة يثرب و قبض عبد المطلب المال و لما انتهيا من دخولهما المدينة بعشرة أيام اعتل عبد الله علة شديدة و بقي خمسة عشر يوما فلما كان يوم السادس عشر مات عبد الله فبكى عليه أبوه عبد المطلب بكاء شديدا و شق سقف البيت لأجله في دار فاطمة بنت عبد المطلب و إذا بهاتف يهتف و يقول قد مات من كان في صلبه خاتم النبيين و أي نفس لا تموت فقام عبد المطلب فغسله و كفنه في سكة يقال لها شين و بنى على قبره قبة عظيمة من جص و آجر و أحكمه و رجع إلى مكة و استقبله رؤساء قريش و بنو هاشم و اتصل الخبر إلى آمنة بوفاة زوجها فبكت و نفشت شعرها و خدشت وجهها و مزقت جيبها و دعت بالنائحات ينحن على عبد الله فجاء بعد ذلك عبد المطلب إلى دار آمنة و طيب قلبها و وهب لها في ذلك الوقت ألف درهم بيض و تاجين قد اتخذها عبد مناف لبعض بناته و قال لها يا آمنة لا تحزني فإنك عندي جليلة لأجل من في بطنك فلا يهمك أمرك فسكتت و طيب قلبها.

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 15

قال الواقدي فلما أتى على رسول الله ص في بطن أمه شهران أمر الله تعالى مناديا في سماواته و أرضه ينادي في السماوات و الأرض و الملائكة أن استغفروا لمحمد ص و أمته كل هذا ببركة النبي ص.

قال الواقدي فلما أتى على رسول الله ص في بطن أمه ثلاثة/ أشهر كان أبو قحافة راجعا من الشام فلما بلغ قريبا من مكة وضعت ناقته جمجمتها على الأرض ساجدة و كان بيد أبي قحافة قضيب فضربها بأوجع ضرب فلم ترفع رأسها فقال أبو قحافة فما أرى ناقة تركت صاحبها و إذا بهاتف يهتف و يقول لا تضرب يا أبا قحافة من لا يطيعك أ لا ترى أن الجبال و البحار و الأشجار سوى الآدميين سجدوا لله فقال أبو قحافة يا هاتف و ما السبب في ذلك قال اعلم أن النبي الأمي قد أتى عليه في بطن أمه ثلاثة أشهر قال أبو قحافة و متى يكون خروجه قال سترى يا أبا قحافة إن شاء الله تعالى فالويل كل الويل لعبدة الأصنام من سيفه و سيف أصحابه قال أبو قحافة فوقفت ساعة حتى رفعت الناقة رأسها فركبتها و جئت إلى عبد المطلب.

قال الواقدي فلما أتى على رسول الله ص أربعة أشهر كان زاهد على الطريق من الطائف و كان له صومعة بمكة على مرحلة قال فخرج الزاهد و كان اسمه حبيبا فجاء إلى بعض أصدقائه بمكة فلما بلغ أرض الموقف و إذا بصبي قد وضع جبينه على الأرض و قد سجد على جبهته قال حبيب فدنوت منه فأخذته و إذا بهاتف يهتف و يقول خل عنه يا حبيب أ لا ترى إلى الخلائق من البر و البحر و السهل و الجبل قد سجدوا لله شكرا لما أتى على النبي الزكي الرضي المرضي في بطن أمه خمسة أشهر و هذا الصبي قد سجد لله شكرا قال حبيب فتركت الصبي و دخلت مكة و بينت ذلك لعبد المطلب و عبد المطلب يقول اكتم هذا الاسم فإن لهذا الاسم أعداء قال و ذهب حبيب إلى صومعته فإذا الصومعة تهتز و لا تستقر و إذا على محرابه مكتوب و على محراب كل راهب مكتوب يا أهل البيع و الصوامع آمنوا بالله و برسوله محمد بن عبد الله فقد آن‏

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 16

خروجه فطوبى ثم طوبى لمن آمن به و الويل كل الويل لمن كفر به و رد عليه حرفا مما يأتي به من عند ربه قال حبيب فقلت السمع و الطاعة إني لمؤمن و طائع غير منكر.

قال الواقدي فلما أتى على رسول الله في بطن أمه ستة أشهر خرج أهل المدينة و اليمن إلى العيد و كان رسمهم أنهم كانوا يجعلون في كل سنة ستة أعياد و كانوا يذهبون عند شجرة عظيمة يقال لها ذات أنواط و هي التي سماها الله في كتابه‏ وَ مَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى‏ فذهبوا في ذلك العيد و أكلوا و شربوا و فرحوا و تقاربوا من الشجرة و إذا بصيحة عظيمة من وسط الشجرة و هو هاتف يقول‏ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ آمِنُوا بِرَسُولِهِ‏ الآية و قال يا أهل اليمن و يا أهل اليمامة و يا أهل البحرين و يا من عبد الأصنام و يا من سجد للأوثان‏ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً يا قوم قد جاءكم الهلاك قد جاءكم التلف قد جاءكم الويل و الثبور قال ففزعوا من ذلك و انهزموا راجعين إلى منازلهم متحيرين متعجبين من ذلك قال الواقدي فلما أتى على رسول الله ص في بطن أمه سبعة أشهر جاء سواد بن قارب إلى عبد المطلب فقال له اعلم يا أبا الحارث أني كنت البارحة بين النوم و اليقظة فرأيت أبواب السماء مفتحة و رأيت الملائكة ينزلون إلى الأرض معهم ألوان الثياب يقولون زينوا الأرض فقد قرب خروج من اسمه محمد و هو نافلة عبد المطلب رسول الله إلى الأرض و إلى الأسود و الأحمر و الأصغر و إلى الصغير و الكبير و الذكر و الأنثى صاحب السيف القاطع و السهم النافذ فقلت لبعض الملائكة من هذا الذي تزعمون فقال ويحك هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف فهذا ما رأيت فقال له عبد المطلب اكتم الرؤيا و لا تخبر بها أحدا لننظر ما يكون. قال الواقدي فلما أتى على النبي ص في بطن أمه ثمانية أشهر كان في بحر الهوى حوت يقال لها طينوسا و هي سيدة الحيتان فتحركت‏

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 17

الحيتان و تحركت الحوت و استوت على ذنبها و ارتفعت و ارتفع الموج عنها فقالت الملائكة إلهنا و سيدنا ترى ما تفعل طينوسا و لا تطيعنا و ليس لنا بها قوة قال فصاح إستحيائيل الملك صيحة عظيمة و قال لها قري يا طينوسا أ لا تعرفين من تحتك فقالت طينوسا يا إستحيائيل أمر ربي يوم خلقني أن إذا ولد محمد بن عبد الله استغفري له و لأمته و الآن سمعت الملائكة يبشر بعضهم بعضا فلذلك قمت و تحركت فناداها إستحيائيل قري و استغفري فإن محمدا قد ولد فلذلك انبطحت في البحر و أخذت في التسبيح و التهليل و التكبير و الثناء على رب العالمين.

قال الواقدي فلما أتى على رسول الله ص في بطن أمه تسعة أشهر أوحى الله إلى الملائكة في كل سماء أن اهبطوا إلى الأرض فهبط/ عشرة آلاف ملك بيد كل ملك قنديل يشتعل بالنور بلا دهن مكتوب على كل قنديل لا إله إلا الله محمد رسول الله يقرؤه كل عربي كاتب و وقفوا حول مكة في المفاوز و إذا بهاتف يهتف و يقول نور محمد رسول الله ص قال فأورد الخبر إلى عبد المطلب فأمر بكتمانه إلى أن يكون.

قال الواقدي فلما كملت تسعة أشهر لرسول الله ص صار لا يستقر كوكب في السماء إلا ينتقل من موضع إلى موضع يبشرون بعضهم بعضا و الناس ينظرون إلى الكواكب في السماء سائرات لا يستقرن فأقام ذلك ثلاثين يوما.

قال الواقدي فلما تم لرسول الله ص تسعة أشهر نظرت أم رسول الله ص آمنة إلى أمها برة و قالت يا أماه إني أحب أن أدخل البيت فأبكي على زوجي ساعة و أقطر دمعي على شبابه و حسن وجهه فإذا دخلت البيت وحدي فلا يدخل علي أحد فقالت لها برة ادخلي يا آمنة و ابكي فحق لك البكاء قال فدخلت آمنة البيت وحدها و قعدت و بكت و بين يديها شمع يشتعل و بيدها مغزل من آبنوس و على مغزلها فلقة من عقيق أحمر و آمنة

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 18

تبكي و تنوح إذ أوجعت من طلقها فوثبت إلى الباب لتفتحه فلم ينفتح فرجعت إلى مكانها و قالت وا وحدتاه و أخذها الطلق و النفاس و ما شعرت بشي‏ء حتى انشق السقف و نزلت من فوق أربع حوريات و أضاء البيت لنور وجوههن و قلن لآمنة لا بأس عليك يا جارية إنا جئناك لخدمتك فلا يهمك أمرك و قعدت الحوريات واحدة على يمينها و واحدة على شمالها و واحدة بين يديها و واحدة من ورائها فهومت عين آمنة و غفت غفوة قال ابن عباس ما كان من أمر أم النبي إلا أنها كانت نائمة عند خروج ولدها من بطنها فانتبهت أم النبي ص فإذا النبي ص تحت ذيلها قد وضع جبينه على الأرض ساجدا لله و رفع سبابتيه مشيرا بهما لا إله إلا الله قال الواقدي ولد رسول الله ص في ليلة الجمعة قبل طلوع الفجر في شهر ربيع الأول ليلة سبعة عشر منه في سنة تسعة آلاف و تسعمائة و أربعة أشهر و سبعة أيام من وفاة آدم ع قال الواقدي و نظرت أمه آمنة وجه رسول الله ص فإذا هو مكحل العينين منقط الجبين و الذقن و أشرق في وجنتي النبي ص نور ساطع في ظلمة الليل و مر في سقف البيت و شق السقف و رأت آمنة من نور وجهه ص كل منظر حسن و قصر بالحرم و سقط في تلك الليلة أربع و عشرون شرفة من إيوان كسرى و أخمدت في تلك الليلة نيران فارس و أبرق في تلك الليلة برق ساطع في كل بيت و غرفة في الدنيا مما قد علم الله تعالى و سبق في علمه أنهم يؤمنون بالله و رسوله محمد ص و لم يطلع في بقاع الكفر بأمر الله تعالى و ما بقي في مشارق الأرض و مغاربها صنم و لا وثن إلا و خرت على وجوهها ساقطة على جباهها خاشعة و ذلك كله إجلالا للنبي ص.

صفحه بعد