کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

الفضائل (لابن شاذان القمي)

المقدمة حَدِيثُ مَوْلِدِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ ص‏ مَوْلِدُ الْإِمَامِ عَلِيٍّ ع‏ خَبَرُ عِطْرِفَةَ الْجِنِّيِ‏ خَبَرٌ آخَرُ مُعْجِزَةٌ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع‏ خَبَرُ رَدِّ الشَّمْسِ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ هُوَ مَشْهُورٌ عِنْدَ جَمِيعِ الرُّوَاةِ خَبَرُ كَلَامِ الشَّمْسِ مَعَهُ ع‏ خَبَرُ الْجَامِ‏ خَبَرُ كَلَامِ الثُّعْبَانِ‏ خَبَرُ الْجُمْجُمَةِ خَبَرُ جُمْجُمَةٍ أُخْرَى‏ خَبَرُ صَفْوَانَ الْأَكْحَلِ رض‏ خَبَرُ مَالِكِ بْنِ نُوَيْرَةَ خَبَرُ الشَّيْخِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ مَعَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ‏ خَبَرُ مُفَاخَرَةِ عَلَيِّ بْنِ أَبْي طَالِبٍ ع وَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ ع‏ حَدِيثُ مُفَاخَرَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع مَعَ وَلَدِهِ الْحُسَيْنِ ع‏ حِكَايَةُ وَفَاةِ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏ خَبَرُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَ فِي ذِكْرِ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ الَّذِي نَزَلَ بِهِ جَبْرَئِيلُ عَلَى النَّبِيِّ ص مَا يَنْفَعُ لِلْمُسْتَبْصِرِينَ‏ فهرس مواضيع الكتاب‏

الفضائل (لابن شاذان القمي)


صفحه قبل

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 48

قال الواقدي ثم إن الوليد بن المغيرة ترأس من بعد عبد المطلب و استقام أمره و كان لعنه الله معاندا لرسول الله ص و كان أبو طالب يحب رسول الله ص محبة لم ير مثلها و كان ينومه بجنبه و يوسده يمينه و يدثره يساره و إذا قام بالليل قام معه و إذا أراد أن ينام ينزعه ثيابه و يعريه و يأخذه في فراشه و كان يحب أن يلتزق جلده بجلده لمحبته له و ليرضي الله تعالى بذلك و كان إذا دخل جوف الفراش لا يصير بينه و بين النبي ص حاجز حتى يختلط بدنه ببدنه فعند ذلك رمدت عين النبي رمدا شديدا و أصابه منه وجع حتى أنه كان يأخذ خرقة سوداء و يضعها على عينيه و لا يقدر أن يفتح بصره لما كان به من الأذى و الألم فعالجوه فتمادت به العلة و طالت به فدخل على أبي طالب من ذلك غم شديد و أحضر الأطباء فما ازداد إلا ألما فأشارت إليه قريش و بنو هاشم إلى أن يحمله إلى عند حبيب الراهب ليدعو ربه بالعافية و الرحمة و كان ذلك لهم بابا فقال أبو طالب نعم ما دبرتم ثم جاء إلى منزله فأخبر النبي ص بذلك فقال له الرأي رأيك قال الواقدي فلما كان في اليوم الثاني غسل رأس النبي ص و زين لباسه و جمله بأحسن زينة و أركبه ناقة جليلة و كان حبيب على ثلاث مراحل من مكة في صومعته على طريق الطائف فأخرج أبو طالب رسول الله ص بالليل عن وَهَجِ الشمس فلما بلغ الصومعة نادى الغلام يا حبيب فأجابه فقال إن أبا طالب بن عبد المطلب بالباب فأمر أن يدخلا فدخلا و قعد أبو طالب إلى جنب حبيب و لم يتكلم حبيب حتى سكتا جميعا ثم قال أبو طالب يا سيدي إن هذا ابن أخي النبي محمد ص به رمد و قد داويناه بكل دواء فلم ينتفع و لم يبرأ رمده و قد جئتك لتدعو له رب السماء أن يعافيه مما به فقال له حبيب تعال إلى عندي يا محمد فقال له محمد ص تعال أنت إلى عندي فقال أبو طالب وا عجبا منك يا سيدي أنت الشاكي فقال له رسول الله ص بل حبيب الشاكي فغضب حبيب و قال يا محمد فما أشكو قال النبي ص‏

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 49

أنت تشكو البرص الذي على جسدك و قد دعوت رب السماء ثلاثين سنة أن يعافيك فلم يجبك فقال حبيب و كيف علمت يا محمد و أنت صبي صغير فقال رأيته في النوم فقال يا محمد تفضل علي و ادع لي بالعافية فكشف عن وجهه ص فبرق من وجهه برق حتى أضاءت الصومعة من النور و شق سقف الصومعة و مر كالعمود حتى التزق إلى عنان السماء و إذا بهاتف يهتف و يقول يا أهل الديرانية و يا أهل الرهبانية و يا أصحاب الكتاب آمنوا بالله و برسوله محمد ص قال فوثب حبيب من صومعته و تعلق بالنبي ص و قال أشهدك يا محمد على نفسي أني مؤمن بما تأتي به من عند ربك صغيرا و كبيرا قديما و حديثا فاعتبر الخلق بذلك مما عاينوه و سمعوه ثم قال النبي ص يا حبيب ارفع ثيابك لتنظر الخلائق ما قلت و يكون صدقا لكلامي فنظر الخلائق بعد ما رفع أذياله إلى ذلك البرص الأبيض كالدرهم و عليه نقطة سوداء فدعا النبي ص بدعوات مستجابات و مسح يده عليه فذهبت العلامة بإذن الله تعالى و بدعاء النبي ص ثم قال يا عم لو أحببت أن يعافيني الله تعالى لدعوت الله سبحانه و تعالى أن يعافيني و لم أجئ إلى هاهنا و لكن قلت يا عم حتى تدري أني عند الله أجل من مثلك و من مثل حبيب و غيره من أهل الأرض جميعا ثم دعا النبي ص لنفسه فبرأ من وقته من رمده فصارت عيناه أحسن ما يكون بمشيئة الله تعالى فقال حبيب يا أبا طالب احتفظ على هذا الغلام الذي وجدنا اسمه في التوراة لأشهر من القمر في كبد السماء و كذلك اسمه في الإنجيل في سورة يقال لها المبرهنة لأنور و أبهى من كوكب الصبح و إن لهذا الغلام شأنا عظيما و سترى أمره عن قريب و تفرح به يا أبا طالب أشد ما يكون من الفرح و اعلم أنه طوبى لمن آمن به و الويل لمن كفر به و رد عليه حرفا مما يأتي به فإن له من الأعداء عدد نجوم السماء مع أن له حافظا يحفظه و ناصرا ينصره فطب نفسا و قر عينا فإنك تفرح به ثم قام أبو طالب من عند حبيب و استوى على الناقة فكتم أبو طالب ذلك و لم‏

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 50

يخبر به أحدا و قد رجعت عينا النبي ص إلى حال العافية قال عمر بن الخطاب سألت أبي و قلت له يا أبتي و كيف صار مفتاح بيت الله الحرام إلى بني شيبة قال اعلم أن إبراهيم الخليل لما فرغ من بنائه حفر وهدة صغيرة في جوف هذا البيت يعني الكعبة عن يمين الباب و قال إني حكمت على كل من يدخل جوف بيت الله الحرام أن يطرح في هذه الوهدة شيئا من الدراهم و الدنانير و غير ذلك من صنوف الأموال ليكون ذلك برا لِسَدَنَةِ البيت و لِخَدَمَتِهِ من درهم إلى ما كان و لم يكن بهذا الرسم لأحد من الملوك و الفراعنة نصيب و كان مفتاح بيت الله الحرام بين يدي بني أمية يرثون إمساك المفتاح عقبا بعد عقب فلم يزالوا على عهده حتى وصل مفتاح بيت الله الحرام إلى أبي العاص بن أمية بن عبد شمس و كان يفتح بيده و كان لهم بذلك عز و شرف و نبل ثم إن أبا العاص بن أمية اتخذ دعوة جلية و ضيافة خطيرة و اتخذ الدعوة في بيت الخمار و كثيرا مما كان بنو أمية ينفقون في دار الخمار و يأكلون و يشربون فيها فلما اتخذ أبو العاص الضيافة و أكل الناس الطعام و غسلوا أيديهم و شربوا حتى فني شرابهم و لم تكن لهم حيلة في ابتياع الشراب و لم يكن معهم شي‏ء من الدراهم و الدنانير و لا من الرهون فرهنوا مفتاح بيت الله الحرام عند الخمار و أخذوا الخمر و شربوا و سكر القوم و ناموا فسمع بذلك عامر بن شيبة فحمل زقا من خمر و ردها إلى الخمار و استرجع المفتاح من الخمار و ذهب به إلى بيته و غسله بماء الكافور و طلاه بالغالية المتخذة من مسك أذفر فلفه في خرقة الديباج و كان المفتاح من ذهب أحمر و هكذا كان حقه لأنه مفتاح بيت الله الحرام قال الواقدي فأفاق القوم من سكرهم فقام أبو العاص و ذهب نحو الخمار ليسترجع المفتاح و قد استرجعه عامر بن شيبة فغضب أبو العاص و ذهب بجماعة من أهل بيته إلى باب دار عامر فضربوه و اعتدوا عليه و استرجعوا منه المفتاح على الكبرة فانصرف أبو العاص فرحا مسرورا فغضب عامر و ذهب إلى مقام إبراهيم‏

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 51

الخليل ع و رفع رأسه إلى السماء و قال يا رب البيت العتيق و الركن الوثيق و الحجر الغريق و زمزم الدقيق أنت تعلم أن أبا العاص رهن المفتاح في ثمن الشراب و استخف ببيتك و لم يعرف حق بيتك و أنا استرجعته و غسلته و فعلت به ما فعلت اللهم إني أسألك أن تسلب هذا العز عن أبي العاص و من أهل بيته ثم رجع إلى منزله قال الواقدي فأصبح أهل مكة يوم الثاني و كان في الحرم و اجتمع الخلق بباب بيت الله الحرام يزورونه فما كان إلا هنيئة حتى جاء أبو العاص و معه المفتاح و الناس يتأخرون عن طريقه تعظيما له إذ كان هو صاحب مفتاح بيت الله الحرام فدنا أبو العاص إلى فتح الباب فأدخل المفتاح في مجرى القفل فلم يدخل فيه المفتاح فاحتال أبو العاص كل حيلة أن ينبعث المفتاح في القفل فلم يدخل فيه بأمر الله و قدرته فانتفخت يد أبي العاص من مداومة نفسه من الشدة فوقعت الصيحة في العرب أن باب بيت الله الحرام قد انغلق حتى ما عاد أن ينفتح فتعجب الخلق من ذلك و بقي الباب مغلوقا و الناس في مصيبة عظيمة من أمره فلما أتى على الناس شهر اجتمع بمكة زهاء ألف رجل على أن يزوروا بيت الله الحرام و قد نالهم الضجر لتطاول الأمر عليهم فلما أصبحوا يوم الإثنين هتف بهم هاتف يقول إن باب بيت الله لا ينفتح على يد من يرهن المفتاح عند الخمار و ليس لكم حيلة دون أن تصدوا كلكم إلى عامر بن شيبة و تدفعوا إليه المفتاح فإن الله قد سلب من بني أمية هذا العز فصار الناس كلهم إلى عامر بن شيبة و أخبروه بما كان من قول الهاتف فسمع عامر منهم ذلك فسار إلى باب بيت الله الحرام و معه المفتاح فقال بسم الله رب السماء و أدخل المفتاح في مجرى القفل فانفتح بأمر الله تعالى فدخل الخلق إلى بيت الله الحرام و سلب الله تعالى من بني أمية عزهم و جعله إلى عامر بن شيبة و جعله عقبا بعد عقب ثم إنه لا ينفتح إلى الساعة إلا على يدي عامر و أولاده فبقي عنده المفتاح إلى يوم فتح مكة فلما فتح رسول الله ص مكة و كان في أيام الحج فجعل غزوه سببا لحجه فلما

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 52

دخلها ذهب إلى مكة بيت الله الحرام و إذا الباب مغلق و كان عامر قد توارى مع المفتاح فبعث النبي ص في طلبه فوقع به علي بن أبي طالب ع و قال يا عامر أين المفتاح فقال هو ليس معي ففتشه فلم يكن معه فذهب إلى امرأته و قال لها ويلك أين المفتاح فإن رسول الله ص واقف قالت يا ابن أبي طالب ما لي به علم فعلا بسيفه و أراد ضربها فرفعت الامرأة يدها لتتقي السيف فسقط من تحت ذيلها المفتاح فوثب عامر بن شيبة و أخذه و قال يا علي أنا أسير به معك فذهب عامر بالمفتاح إلى النبي ص فقال النبي ص إني قادر على فتحه دون المفتاح غير أني أحببت أن أفتحه به فأخذ النبي ص المفتاح و فتحه و قد كان النبي ص يريد الدخول و كان يريد أن ينزع هذا الشرف من عامر فاغتم لذلك عامر فأنزل الله تعالى‏ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى‏ أَهْلِها فرد النبي ص المفتاح إلى عامر بن شيبة و بقي ذلك في يده و بيد عقبه إلى الآن قال الواقدي ثم إن المفتاح بقي عند عامر إلى أيام بني هاشم فلما كان في أيامهم زار الخلق بيت الله الحرام و طرحوا في تلك الوهدة من العجائب من ذهب و فضة و در و مرجان و زبرجد فلما مر خزنة البيت هموا بغلقه فعمد رجل منهم إلى البيت فقبض على ما اجتمع في الوهدة و سرق منه و لم يعلم به أحد و غلقوا الباب و فر السارق بالمال فأخفاه من أصحابه قال فلما كان صبيحة اليوم الثاني اجتمعت خزنة البيت و اعترفوا على أخذ باقي المال ليتقاسموه بينهم ففتحوا الباب فإذا بحية قد جمعت نفسها في الوهدة و هي حمراء كأنها قطعة دم و لها رأسان رأس عند ذنبها و رأس عند عنقها و هي تنفخ و تصفر فنظر الخزنة فلم يجسر أحد أن يتقدم إلى الوهدة لصولتها و هيبتها و كانت منطوية في الوهدة مدورة فبقي الخلق متعجبين منها و مما عاينوا منها فقالوا يا قوم من كان منكم أذنب فليتب إلى ربه و ليقر بذنبه فما ظهرت هذه الحية في بيت الله الحرام إلا لأحد قد أحدث خطيئة قال الواقدي فجاءهم الرجل السارق فأقر بما فعل فقالوا كلهم ويلك أ ما علمت أن‏

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 53

بيت الله الحرام لا يحتمل الغش و الخيانة فأمروه برد ما سرق جميع ذلك فأخذه القوم ثم قالت الحية أيها العرب و جيران بيت الله الحرام إياكم و الغش و الخيانة فإن الله تعالى لا يرضى بذلك و تأخرت الحية إلى عند الميزاب و غابت في الأرض إلى الساعة و قال محمد بن إسحاق بل جاءت حمامة طائرة و دخلت بيت الله الحرام و هي عظيمة الحلق و أخذت الحية بمنقارها و خرجت نحو سكة الحناطين فغابت و ما ظهرت بعد ذلك إلى أيام النبي ص و هو بعد ثلاثين سنة و هذا ما وجدناه من الخبر بالتمام و الكمال.

الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 54

مَوْلِدُ الْإِمَامِ عَلِيٍّ ع‏

صفحه بعد