کتابخانه روایات شیعه
أَشْهَدُ أَنَّكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَيْتَ بِالْحَقِّ وَ قُلْتَ بِالصِّدْقِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَفَّقَنِي لِلْإِيمَانِ وَ التَّصْدِيقِ، وَ مَنَّ عَلَيَّ بِطَاعَتِكَ وَ اتِّبَاعِ سَبِيلِكَ، وَ جَعَلَنِي مِنْ أُمَّتِكَ وَ الْمُجِيبِينَ لِدَعْوَتِكَ، وَ هَدَانِي إِلَى مَعْرِفَتِكَ وَ مَعْرِفَةِ الْأَئِمَّةِ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ، أَتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ بِمَا يُرْضِيكَ، وَ أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ مِمَّا يُسْخِطُكَ، مُوَالِياً لِأَوْلِيَائِكَ، مُعَادِياً لِأَعْدَائِكَ.
جِئْتُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ زَائِراً، وَ قَصَدْتُكَ رَاغِباً، مُتَوَسِّلًا إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ، وَ أَنْتَ صَاحِبُ الْوَسِيلَةِ، وَ الْمَنْزِلَةِ الْجَلِيلَةِ، وَ الشَّفَاعَةِ الْمَقْبُولَةِ، وَ الدَّعْوَةِ الْمَسْمُوعَةِ، فَاشْفَعْ لِي إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فِي الْغُفْرَانِ وَ الرَّحْمَةِ، وَ التَّوْفِيقِ وَ الْعِصْمَةِ، فَقَدْ غَمَرَتِ الذُّنُوبُ، وَ شَمِلَتِ الْعُيُوبُ، وَ أَثْقَلَ الظَّهْرُ، وَ تَضَاعَفَ الْوِزْرُ.
وَ قَدْ أَخْبَرْتَنَا وَ خَبَرُكَ الصِّدْقُ أَنَّهُ تَعَالَى قَالَ وَ قَوْلُهُ الْحَقُّ: «وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً» 105 .
وَ قَدْ جِئْتُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مُسْتَغْفِراً مِنْ ذُنُوبِي، تَائِباً مِنْ مَعَاصِيَّ وَ سَيِّئَاتِي، وَ إِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَى اللَّهِ رَبِّي وَ رَبِّكَ لِيَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي، فَاشْفَعْ لِي يَا شَفِيعَ الْأُمَّةِ، وَ أَجِرْنِي يَا نَبِيَّ الرَّحْمَةِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَ عَلَى آلِكَ الطَّاهِرِينَ.
وَ يَجْتَهِدُ فِي الْمَسْأَلَةِ، ثُمَّ يَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ بَعْدَ ذَلِكَ بِوَجْهِهِ، وَ هُوَ فِي
مَوْضِعِهِ، وَ يَجْعَلُ الْقَبْرَ مِنْ خَلْفِهِ وَ يَقُولُ:
اللَّهُمَّ إِلَيْكَ أَلْجَأْتُ أَمْرِي، وَ إِلَى قَبْرِ نَبِيِّكَ وَ رَسُولِكَ أَسْنَدْتُ ظَهْرِي، وَ إِلَى الْقِبْلَةِ الَّتِي ارْتَضَيْتَهَا اسْتَقْبَلْتُ بِوَجْهِي.
اللَّهُمَّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي خَيْرَ مَا أَرْجُو، وَ لَا أَدْفَعُ عَنْهَا شَرَّ مَا أَحْذَرُ، وَ الْأُمُورُ كُلُّهَا بِيَدِكَ، فَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ عِتْرَتِهِ، وَ قَبْرِهِ الطَّيِّبِ الْمُبَارَكِ وَ حَرَمِهِ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ، وَ أَنْ تَغْفِرَ لِي مَا سَلَفَ مِنْ جُرْمِي، وَ تَعْصِمَنِي مِنَ الْمَعَاصِي فِي مُسْتَقْبَلِ عُمُرِي، وَ تُثَبِّتَ عَلَى الْإِيمَانِ قَلْبِي، وَ تُوَسِّعَ عَلَيَّ رِزْقِي، وَ تُسْبِغَ عَلَيَّ النِّعَمَ، وَ تَجْعَلَ قِسْمِي مِنَ الْعَافِيَةِ أَوْفَرَ قِسْمٍ، وَ تَحْفَظَنِي فِي أَهْلِي وَ مَالِي وَ وُلْدِي، وَ تَكْلَأَنِي مِنَ الْأَعْدَاءِ، وَ تُحْسِنَ لِيَ الْعَاقِبَةَ 106 فِي الدُّنْيَا، وَ مُنْقَلَبِي فِي الْآخِرَةِ.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَ لِوَالِدَيَّ وَ لِجَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ، الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَ الْأَمْوَاتِ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ* .
وَ تَقْرَأُ سُورَةَ: «إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ» إِحْدَى عَشْرَةَ مَرَّةً، ثُمَّ تَصِيرُ إِلَى مَقَامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ هُوَ بَيْنَ الْقَبْرِ وَ الْمِنْبَرِ، فَقِفْ عِنْدَ الْأُسْطُوَانَةِ الْمُخَلَّقَةِ الَّتِي تَلِي الْمِنْبَرَ، وَ اجْعَلْهُ مَا بَيْنَ يَدَيْكَ، وَ صَلِّ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، فَإِنْ لَمْ تَتَمَكَّنْ فَرَكْعَتَيْنِ لِلزِّيَارَةِ.
فَإِذَا سَلَّمْتَ مِنْهُمَا وَ سَبَّحْتَ فَقُلِ:
اللَّهُمَّ هَذَا مَقَامُ نَبِيِّكَ وَ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، جَعَلْتَهُ رَوْضَةً مِنْ
رِيَاضِ جَنَّتِكَ، وَ شَرَّفْتَهُ عَلَى بِقَاعِ أَرْضِكَ بِرَسُولِكَ، وَ فَضَّلْتَهُ بِهِ، وَ عَظَّمْتَ حُرْمَتَهُ، وَ أَظْهَرْتَ جَلَالَتَهُ، وَ أَوْجَبْتَ عَلَى عِبَادِكَ التَّبَرُّكَ بِهِ بِالصَّلَاةِ وَ الدُّعَاءِ فِيهِ، وَ قَدْ أَقَمْتَنِي فِيهِ بِلَا حَوْلٍ وَ لَا قُوَّةٍ كَانَ مِنِّي فِي ذَلِكَ إِلَّا بِرَحْمَتِكَ.
اللَّهُمَّ وَ كَمَا أَنَّ حَبِيبَكَ لَا يَتَقَدَّمُهُ فِي الْفَضْلِ خَلِيلُكَ، فَاجْعَلِ اسْتِجَابَةَ الدُّعَاءِ فِي مَقَامِ حَبِيبِكَ.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِي هَذَا الْمَقَامِ الطَّاهِرِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُعِيذَنِي مِنَ النَّارِ، وَ تَمُنَّ عَلَيَّ بِالْجَنَّةِ، وَ تَرْحَمَ مَوْقِفِي، وَ تَغْفِرَ زَلَّتِي، وَ تُزَكِّيَ عَمَلِي، وَ تُوَسِّعَ لِي فِي رِزْقِي، وَ تُدِيمَ عَافِيَتِي وَ رُشْدِي، وَ تُسْبِغَ نِعْمَتَكَ عَلَيَّ، وَ تَحْفَظَنِي فِي أَهْلِي وَ مَالِي، وَ تَحْرُسَنِي مِنْ كُلِّ مُتَعَدٍّ لِي وَ ظَالِمٍ لِي، وَ تُطِيلَ فِي طَاعَتِكَ عُمُرِي، وَ تُوَفِّقَنِي لِمَا يُرْضِيكَ عَنِّي، وَ تَعْصِمَنِي عَمَّا يُسْخِطُكَ عَلَيَّ.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ، حُجَجِكَ عَلَى خَلْقِكَ، وَ آيَاتِكَ فِي أَرْضِكَ، أَنْ تَسْتَجِيبَ لِي دُعَائِي، وَ تُبَلِّغَنِي فِي الدِّينِ وَ الدُّنْيَا أَمَلِي وَ رَجَائِي.
يَا سَيِّدِي وَ مَوْلَايَ قَدْ سَأَلْتُكَ فَلَا تُخَيِّبْنِي، وَ رَجَوْتُ فَضْلَكَ فَلَا تَحْرِمْنِي، فَأَنَا الْفَقِيرُ إِلَى رَحْمَتِكَ الَّذِي لَيْسَ لِي غَيْرُ إِحْسَانِكَ وَ تَفَضُّلِكَ، فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُحَرِّمَ شَعْرِي وَ بَشَرِي عَلَى النَّارِ، وَ تُؤْتِيَنِي مِنَ الْخَيْرِ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَ مَا لَمْ أَعْلَمْ، وَ ادْفَعْ عَنِّي وَ عَنْ وُلْدِي وَ إِخْوَانِي
وَ أَخَوَاتِي مِنَ الشَّرِّ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَ مَا لَمْ أَعْلَمْ.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَ لِوَالِدَيَّ وَ لِجَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ* ، وَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ* ..
ذكر العمل عند المنبر و الدعاء عنده:
ثُمَّ ائْتِ الْمِنْبَرَ وَ امْسَحْهُ بِيَدَيْكَ، وَ خُذْ بِرُمَّانَتَيْهِ، وَ هُمَا السُّفْلَاوَانِ، وَ امْسَحْ بِهِمَا عَيْنَيْكَ وَ وَجْهَكَ، وَ قُلْ عِنْدَهُ كَلِمَاتِ الْفَرَجِ، وَ تَقُولُ بَعْدَهَا:
أشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَقَدَ بِكَ عِزَّ الْإِسْلَامِ، وَ جَعَلَكَ مُرْتَقَى خَيْرِ الْأَنَامِ، وَ مَصْعَدَ الدَّاعِي إِلَى دَارِ السَّلَامِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَفَضَ بِانْتِصَابِكَ عُلُوَّ الْكُفْرِ، وَ سُمُوَّ الشِّرْكِ، وَ نَكَّسَ بِكَ عَلَمَ الْبَاطِلِ، وَ رَايَةَ الضَّلَالِ.
أَشْهَدُ أَنَّكَ لَمْ تُنْصَبْ إِلَّا لِتَوْحِيدِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَ تَمْجِيدِهِ، وَ تَعْظِيمِ اللَّهِ وَ تَحْمِيدِهِ، وَ لِمَوَاعِظِ عِبَادِ اللَّهِ، وَ الدُّعَاءِ إِلَى عَفْوِهِ وَ غُفْرَانِهِ.
أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدِ اسْتَوْفَيْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، بِارْتِقَائِهِ فِي مَرَاقِيكَ، وَ اسْتِوَائِهِ عَلَيْكَ حَظَّ شَرَفِكَ وَ فَضْلِكَ، وَ نَصِيبَ عِزِّكَ وَ ذُخْرِكَ، وَ نِلْتَ كَمَالَ ذِكْرِكَ، وَ عَظَّمَ اللَّهُ حُرْمَتَكَ، وَ أَوْجَبَ التَّمَسُّحَ بِكَ، فَكَمْ قَدْ وَضَعَ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَدَمَهُ عَلَيْكَ، وَ قَامَ لِلنَّاسِ خَطِيباً فَوْقَكَ، وَ وَحَّدَ اللَّهَ وَ حَمَّدَهُ، وَ أَثْنَى عَلَيْهِ وَ مَجَّدَهُ،
وَ كَمْ بَلَّغَ عَلَيْكَ مِنَ الرِّسَالَةِ، وَ أَدَّى مِنَ الْأَمَانَةِ، وَ تَلَا مِنَ الْقُرْآنِ، وَ قَرَأَ مِنَ الْفُرْقَانِ، وَ أَخْبَرَ مِنَ الْوَحْيِ، وَ بَيَّنَ الْأَمْرَ وَ النَّهْيَ، وَ فَصَّلَ بَيْنَ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ، وَ أَمَرَ بِالصَّلَاةِ وَ الصِّيَامِ، وَ حَثَّ الْعِبَادَ عَلَى الْجِهَادِ، وَ أَنْبَأَ عَنْ ثَوَابِهِ فِي الْمَعَادِ 107 ..
ذكر ما يفعل في الروضة:
و تقف بعد ذلك في الروضة، و هي ما بين القبر و المنبر و تدعو بما تحبّ.
فَقَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ: «مَا بَيْنَ قَبْرِي وَ مِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَ إِنَّ مِنْبَرِي لَعَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ.
، وَ التَّرْعَةُ هِيَ الْبَابُ الصَّغِيرُ» 108 .
فَإِذَا وَقَفْتَ هُنَاكَ فَقُلِ:
اللَّهُمَّ إِنَّ هَذِهِ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ جَنَّتِكَ، وَ شُعْبَةٌ مِنْ شُعَبِ رَحْمَتِكَ الَّتِي ذَكَرَهَا رَسُولُكَ، وَ أَبَانَ عَنْ فَضْلِهَا، وَ شَرَفِ التَّعَبُّدِ لَكَ فِيهَا، وَ قَدْ بَلَّغْتَنِيهَا فِي سَلَامَةِ نَفْسِي.
فَلَكَ الْحَمْدُ يَا سَيِّدِي عَلَى عَظِيمِ نِعْمَتِكَ عَلَيَّ فِي ذَلِكَ، وَ عَلَى مَا رَزَقْتَنِيهِ مِنْ طَاعَتِكَ وَ طَلَبِ مَرْضَاتِكَ وَ تَعْظِيمِ حُرْمَةِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، بِزِيَارَةِ قَبْرِهِ وَ التَّسْلِيمِ عَلَيْهِ، وَ التَّرَدُّدِ فِي مَشَاهِدِهِ وَ مَوَاقِفِهِ.
فَلَكَ الْحَمْدُ يَا مَوْلَايَ حَمْداً يَنْتَظِمُ بِهِ مَحَامِدُ حَمَلَةِ عَرْشِكَ وَ سُكَّانِ سَمَاوَاتِكَ لَكَ، وَ يَقْصُرُ عَنْهُ حَمْدُ مَنْ مَضَى، وَ يَفْضُلُ حَمْدَ مَنْ بَقِيَ مِنْ خَلْقِكَ، وَ لَكَ الْحَمْدُ يَا مَوْلَايَ حَمْدَ مَنْ عَرَفَ الْحَمْدَ لَكَ، وَ التَّوْفِيقَ لِلْحَمْدِ مِنْكَ، حَمْداً يَمْلَأُ مَا خَلَقْتَ، وَ يَبْلُغُ حَيْثُ مَا أَرَدْتَ، وَ لَا يَحْجُبُ عَنْكَ، وَ لَا يَنْقَضِي دُونَكَ، وَ يَبْلُغُ أَقْصَى رِضَاكَ، وَ لَا يَبْلُغُ آخِرُهُ أَوَائِلَ مَحَامِدِ خَلْقِكَ لَكَ، وَ لَكَ الْحَمْدُ مَا عُرِفَ الْحَمْدُ، وَ اعْتُقِدَ الْحَمْدُ، وَ جُعِلَ ابْتِدَاءُ الْكَلَامِ الْحَمْدَ.
يَا بَاقِيَ الْعِزِّ وَ الْعَظَمَةِ، وَ دَائِمَ السُّلْطَانِ وَ الْقُدْرَةِ، وَ شَدِيدَ الْبَطْشِ وَ الْقُوَّةِ، وَ نَافِذَ الْأَمْرِ وَ الْإِرَادَةِ، وَ وَاسِعَ الرَّحْمَةِ وَ الْمَغْفِرَةِ، وَ رَبَّ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ، كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ لَكَ عَلَيَّ يَقْصُرُ عَنْ أَيْسَرِهَا حَمْدِي، وَ لَا يَبْلُغُ أَدْنَاهَا شُكْرِي، وَ كَمْ مِنْ صَنَائِعَ مِنْكَ إِلَيَّ لَا يُحِيطُ بِكَثْرَتِهَا وَهْمِي، وَ لَا يُقَيِّدُهَا فِكْرِي.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى نَبِيِّكَ الْمُصْطَفَى، عَيْنِ الْبَرِيَّةِ 109 طِفْلًا، وَ خَيْرِهَا شَابّاً وَ كَهْلًا، أَطْهَرِ الْمُطَهَّرِينَ شِيمَةً، وَ أَجْوَدِ الْمُسْتَمْطِرِينَ دِيمَةً 110 ، وَ أَعْظَمِ
الْخَلْقِ جُرْثُومَةً 111 ، الَّذِي أَوْضَحْتَ بِهِ الدَّلَالاتِ، وَ أَقَمْتَ بِهِ الرِّسَالاتِ، وَ خَتَمْتَ بِهِ النُّبُوَّاتِ، وَ فَتَحْتَ بِهِ بَابَ الْخَيْرَاتِ، وَ أَظْهَرْتَهُ مَظْهَراً 112 ، وَ ابْتَعَثْتَهُ نَبِيّاً وَ هَادِياً، وَ أَمِيناً مَهْدِيّاً، دَاعِياً إِلَيْكَ، وَ دَالًّا عَلَيْكَ، وَ حُجَّةً بَيْنَ يَدَيْكَ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى الْمَعْصُومِينَ مِنْ عِتْرَتِهِ، وَ الطَّيِّبِينَ مِنْ أُسْرَتِهِ، وَ شَرِّفْ لَدَيْكَ بِهِ مَنَازِلَهُمْ، وَ عَظِّمْ عِنْدَكَ مَرَاتِبَهُمْ، وَ اجْعَلْ فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى مَجَالِسَهُمْ، وَ ارْفَعْ إِلَى قُرْبِ رَسُولِكَ دَرَجَاتِهِمْ، وَ تَمِّمْ بِلِقَائِهِ سُرُورَهُمْ، وَ وَفِّرْ بِمَكَانِهِ أُنْسَهُمْ 113 ..
الباب (3) زيارة الزهراء فاطمة عليها السّلام
[الزيارة الأولى للزهراء عليها السّلام]