کتابخانه روایات شیعه
مِنْكُمْ أَهْلَ بَيْتِ الرَّحْمَةِ، وَ كُنْ لِي شَفِيعاً يَوْمَ فَقْرِي وَ حَاجَتِي.
فَقَدْ سِرْتُ إِلَيْكَ مَحْزُوناً، وَ أَتَيْتُكَ مَكْرُوباً، وَ سَكَبْتُ عَبْرَتِي عِنْدَكَ بَاكِياً، وَ صَرَخْتُ إِلَيْكَ مُنْفَرِداً، أَنْتَ مِمَّنْ أَمَرَنِيَ اللَّهُ بِصِلَتِهِ، وَ حَثَّنِي عَلَى بِرِّهِ، وَ دَلَّنِي عَلَى فَضْلِهِ، وَ هَدَانِي لِحُبِّهِ، وَ رَغَّبَنِي فِي الْوِفَادَةِ إِلَيْهِ، وَ أَلْهَمَنِي طَلَبَ الْحَوَائِجِ عِنْدَهُ، أَنْتُمْ أَهْلُ بَيْتٍ لَا يَشْقَى مَنْ تَوَلَّاكُمْ، وَ لَا يَخِيبُ مَنْ أَتَاكُمْ، وَ لَا يَخْسَرُ مَنْ يَهْوَاكُمْ، وَ لَا يَسْعَدُ مَنْ عَادَاكُمْ.
ثُمَّ تَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ وَ تَجْعَلُ الْقَبْرَ بَيْنَ يَدَيْكَ وَ تُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ مَنْدُوباً لِلزِّيَارَةِ، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْ صَلَاتِكَ فَانْكَبَّ عَلَى الْقَبْرِ وَ قُلِ:
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، اللَّهُمَّ إِنِّي تَعَرَّضْتُ لِرَحْمَتِكَ بِلُزُومِي لِقَبْرِ عَمِّ نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لِتُجِيرَنِي مِنْ نَقِمَتِكَ وَ سَخَطِكَ وَ مَقْتِكَ، فِي يَوْمٍ تَكْثُرُ فِيهِ الْأَصْوَاتُ، وَ تَشْغَلُ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا قَدَمَّتَ، وَ تُجَادِلُ كُلُّ نَفْسٍ عَنْ نَفْسِهَا، فَإِنْ تَرْحَمْنِي الْيَوْمَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيَّ وَ لَا حُزْنٌ، وَ إِنْ تُعَاقِبْ فَمَوْلًى لَهُ الْقُدْرَةُ عَلَى عَبْدِهِ، وَ لَا تُخَيِّبْنِي بَعْدَ الْيَوْمِ، وَ لَا تَصْرِفْنِي بِغَيْرِ حَاجَتِي.
فَقَدْ لَصِقْتُ بِقَبْرِ عَمِّ نَبِيِّكَ، وَ تَقَرَّبْتُ بِهِ إِلَيْكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِكَ وَ رَجَاءَ رَحْمَتِكَ، فَتَقَبَّلْ مِنِّي، وَ عُدْ بِحِلْمِكَ عَلَى جَهْلِي، وَ بِرَأْفَتِكَ عَلَى جِنَايَةِ نَفْسِي، فَقَدْ عَظُمَ جُرْمِي، وَ مَا أَخَافُ أَنْ تَظْلِمَنِي وَ لَكِنْ أَخَافُ سُوءَ الْحِسَابِ، فَانْظُرِ الْيَوْمَ تَقَلُّبِي عَلَى قَبْرِ عَمِّ نَبِيِّكَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، فَبِهِمَا فُكَّنِي مِنَ النَّارِ، وَ لَا تُخَيِّبْ سَعْيِي، وَ لَا يَهُونَنَّ عَلَيْكَ ابْتِهَالِي، وَ لَا تَحْجُبَنَّ عَنْكَ صَوْتِي، وَ لَا تَقْلِبْنِي بِغَيْرِ حَوَائِجِي.
يَا غِيَاثَ كُلِّ مَكْرُوبٍ وَ مَحْزُونٍ، يَا مُفَرِّجاً عَنِ الْمَلْهُوفِ الْحَيْرَانِ، الْغَرِيقِ الْمُشْرِفِ عَلَى الْهَلَكَةِ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ انْظُرْ إِلَيَّ نَظْرَةً لَا أَشْقَى بَعْدَهَا أَبَداً، وَ ارْحَمْ تَضَرُّعِي وَ عَبْرَتِي وَ انْفِرَادِي، فَقَدْ رَجَوْتُ رِضَاكَ وَ تَحَرَّيْتُ 141 الْخَيْرَ الَّذِي لَا يُعْطِيهِ أَحَدٌ سِوَاكَ، فَلَا تَرُدَّ أَمَلِي.
اللَّهُمَّ إِنْ تُعَاقِبْ فَمَوْلًى لَهُ الْقُدْرَةُ عَلَى عَبْدِهِ وَ جَزَاؤُهُ فِعْلُهُ، فَلَا أَخِيبَنَّ الْيَوْمَ، وَ لَا تَصْرِفْنِي بِغَيْرِ حَاجَتِي، وَ لَا يَخِيبَنَّ شُخُوصِي وَ وِفَادَتِي، فَقَدْ أَنْفَدْتُ نَفَقَتِي، وَ أَتْعَبْتُ بَدَنِي، وَ قَطَعْتُ الْمَفَازَاتِ، وَ خَلَّفْتُ الْأَهْلَ وَ الْمَالَ وَ مَا خَوَّلْتَنِي، وَ آثَرْتُ مَا عِنْدَكَ عَلَى نَفْسِي، وَ لُذْتُ بِقَبْرِ عَمِّ نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ تَقَرَّبْتُ بِهِ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِكَ، فَعُدْ بِحِلْمِكَ عَلَى جَهْلِي، وَ بِرَأْفَتِكَ عَلَى ذَنْبِي فَقَدْ عَظُمَ جُرْمِي بِرَحْمَتِكَ يَا كَرِيمُ 142 ..
الباب (10) زيارة قبور الشهداء بأحد رضوان اللّه عليهم
إِذَا أَتَيْتَ قُبُورَهُمْ فَقُلِ:
السَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَى نَبِيِّ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ.
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الشُّهَدَاءُ الْمُؤْمِنُونَ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْإِيمَانِ وَ التَّوْحِيدِ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصَارَ دِينِ اللَّهِ وَ أَنْصَارَ رَسُولِهِ عَلَيْهِ وَ آلِهِ السَّلَامُ، سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ.
أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ اخْتَارَكُمْ لِدِينِهِ وَ اصْطَفَاكُمْ لِرَسُولِهِ، وَ أَشْهَدُ أَنَّكُمْ جَاهَدْتُمْ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ ، وَ ذَبَبْتُمْ عَنْ دِينِ اللَّهِ وَ عَنْ نَبِيِّهِ، وَ جُدْتُمْ بِأَنْفُسِكُمْ دُونَهُ، وَ أَشْهَدُ أَنَّكُمْ قُتِلْتُمْ عَلَى مِنْهَاجِ رَسُولِ اللَّهِ، فَجَزَاكُمُ اللَّهُ عَنْ نَبِيِّهِ وَ عَنِ الْإِسْلَامِ وَ أَهْلِهِ أَفْضَلَ الْجَزَاءِ، وَ عَرَّفَنَا وُجُوهَهُمْ فِي مَحَلِّ رِضْوَانِهِ وَ مَوْضِعِ إِكْرَامِهِ، مَعَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً .
أَشْهَدُ أَنَّكُمْ حِزْبُ اللَّهِ، وَ أَنَّ مَنْ حَارَبَكُمْ فَقَدْ حَارَبَ اللَّهَ، وَ أَنَّكُمْ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ الْفَائِزِينَ، الَّذِينَ هُمْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ، فَعَلَى مَنْ قَتَلَكُمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ* .
أَتَيْتُكُمْ يَا أَهْلَ التَّوْحِيدِ زَائِراً، وَ لِحَقِّكُمْ عَارِفاً، وَ بِزِيَارَتِكُمْ إِلَى اللَّهِ مُتَقَرِّباً، وَ بِمَا سَبَقَ مِنْ شَرِيفِ الْأَعْمَالِ وَ مَرْضِيِّ الْأَفْعَالِ عَالِماً، فَعَلَيْكُمْ سَلَامُ اللَّهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ، وَ عَلَى مَنْ قَتَلَكُمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ غَضَبُهُ وَ سَخَطُهُ.
اللَّهُمَّ انْفَعْنِي بِزِيَارَتِهِمْ، وَ ثَبِّتْنِي عَلَى قَصْدِهِمْ، وَ تَوَفَّنِي عَلَى مَا تَوَفَّيْتَهُمْ عَلَيْهِ، وَ اجْمَعْ بَيْنِي وَ بَيْنَهُمْ فِي مُسْتَقَرِّ دَارِ رَحْمَتِكَ، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ لَنَا فَرَطٌ وَ نَحْنُ لَكُمْ لَاحِقُونَ.
وَ يَقْرَأُ سُورَةَ: «إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ» مَا قَدَرَ عَلَيْهِ، وَ يَنْصَرِفُ رَاشِداً، وَ تُصَلِّي عِنْدَ كُلِّ مَنْ زُرْتَهُ رَكْعَتَيِ الزِّيَارَةِ مَنْدُوباً قُرْبَةً إِلَى اللَّهِ تَعَالَى 143 .
الباب (11) ذكر المساجد المعظمة
[في مسجد قباء]
ينبغي ان يصلي في المساجد المعظمة ان تمكن من ذلك، و يبتدئ منها بمسجد قباء، و هو الذي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى 144 .
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: «مَنْ أَتَى قُبَاءَ فَصَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ رَجَعَ بِعُمْرَةٍ» 145 .
فَإِذَا دَخَلَهُ صَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ تَحِيَّةَ الْمَسْجِدِ، فَإذَا فَرَغَ مِنَ الصَّلَاةِ وَ سَبَّحَ وَ قَالَ:
السَّلَامُ عَلَى أَوْلِيَاءِ اللَّهِ وَ أَصْفِيَائِهِ، السَّلَامُ عَلَى أَنْصَارِ اللَّهِ وَ خُلَفَائِهِ، السَّلَامُ عَلَى مَحَالِّ مَعْرِفَةِ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَى مَعَادِنِ حِكْمَةِ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَى عِبَادِ اللَّهِ الْمُكْرَمِينَ الَّذِينَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ، السَّلَامُ عَلَى مَظَاهِرِ أَمْرِهِ وَ نَهْيِهِ، السَّلَامُ عَلَى الْأَدِلَّاءِ عَلَى اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَى الْمُسْتَقِرِّينَ فِي مَرْضَاةِ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَى الْمُمَحَّصِينَ فِي طَاعَةِ اللَّهِ.
السَّلَامُ عَلَى الَّذِينَ مَنْ وَالاهُمْ فَقَدْ وَالَى اللَّهَ، وَ مَنْ عَادَاهُمْ فَقَدْ
عَادَى اللَّهَ، وَ مَنْ عَرَفَهُمْ فَقَدْ عَرَفَ اللَّهَ، وَ مَنْ جَهِلَهُمْ فَقَدْ جَهِلَ اللَّهَ، وَ مَنِ اعْتَصَمَ بِهِمْ فَقَدِ اعْتَصَمَ بِاللَّهِ، وَ مَنْ تَخَلَّى مِنْهُمْ فَقَدْ تَخَلَّى مِنَ اللَّهِ.
أُشْهِدُ اللَّهَ أَنِّي حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكُمْ، سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَكُمْ، مُؤْمِنٌ بِمَا آمَنْتُمْ بِهِ، كَافِرٌ بِمَا كَفَرْتُمْ بِهِ، مُحَقِّقٌ لِمَا حَقَّقْتُمْ، مُبْطِلٌ لِمَا أَبْطَلْتُمْ، مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَ عَلَانِيَتِكُمْ، مُفَوِّضٌ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ إِلَيْكُمْ، لَعَنَ اللَّهُ عَدُوَّكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ، ضَاعَفَ عَلَيْهِمُ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ.
وَ تَدْعُو فَتَقُولُ:
يَا كَائِناً قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَ يَا كَائِناً بَعْدَ هَلَاكِ كُلِّ شَيْءٍ، لَا يَسْتَتِرُ عَنْهُ شَيْءٌ وَ لَا يَشْغَلُهُ شَيْءٌ عَنْ شَيْءٍ، كَيْفَ تَهْتَدِي بِهِ الْقُلُوبُ لِصِفَتِكَ، أَوْ تَبْلُغُ الْعُقُولُ نَعْتَكَ، وَ قَدْ كُنْتَ قَبْلَ الْوَاصِفِينَ مِنْ خَلْقِكَ، وَ لَمْ تَرَكَ الْعُيُونُ بِمُشَاهَدَةِ الْأَبْصَارِ فَتَكُونَ بِالْعِيَانِ مَوْصُوفاً، وَ لَمْ تَحُطْ بِكَ الْأَوْهَامُ فَتُوجَدَ مُتَكَيِّفاً مَحْدُوداً.
حَارَتِ الْأَبْصَارُ دُونَكَ، وَ كَلَّتِ الْأَلْسُنُ عَنْكَ، وَ عَجَزَتِ الْأَوْهَامُ عَنِ الْإِحَاطَةِ بِكَ، وَ غَرِقَتِ الْأَذْهَانُ فِي نَعْتِ قُدْرَتِكَ، وَ امْتَنَعَتْ عَنِ الْأَبْصَارِ رُؤْيَتُكَ، وَ تَعَالَتْ عَنِ التَّوْحِيدِ أَزَلِيَّتُكَ، وَ صَارَ كُلُّ شَيْءٍ خَلَقْتَهُ حُجَّةً لَكَ وَ مُنْتَسِباً إِلَى فِعْلِكَ، وَ صَادِراً عَنْ صُنْعِكَ، فَمِنْ بَيْنِ مُبْتَدِعٍ يَدُلُّ عَلَى إِبْدَاعِكَ، وَ مُصَوِّرٍ يَشْهَدُ بِتَصْوِيرِكَ، وَ مُقَدِّرٍ يُنْبِئُ عَنْ تَقْدِيرِكَ، وَ مُدَبِّرٍ يَنْطِقُ عَنْ تَدْبِيرِكَ، وَ مَصْنُوعٍ يُومِئُ إِلَى تَأْثِيرِكَ.
وَ أَنْتَ لِكُلِّ جِنْسٍ مِنْ مَصْنُوعَاتِكَ وَ مَبْرُورَاتِكَ وَ مَفْطُورَاتِكَ،
صَانِعٌ وَ بَارِئٌ وَ فَاطِرٌ، لَمْ تُمَارِسْ فِي خَلْقِكَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ نَصَباً، وَ لَا فِي ابْتِدَاعِكَ أَجْنَاسَ الْمَخْلُوقِينَ تَعَباً، وَ لَا لَكَ حَالٌ سَبَقَ حَالًا فَتَكُونَ أَوَّلًا قَبْلَ أَنْ تَكُونَ آخِراً، وَ تَكُونَ ظَاهِراً قَبْلَ أَنْ تَكُونَ بَاطِناً، أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمُكَ، وَ أَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ غَيْبُكَ.
لَسْتَ بِمَحْدُودٍ فَتُدْرِكَكَ الْأَبْصَارُ، وَ لَا بِمُتَنَاهٍ فَتَحْوِيَكَ الْأَقْطَارُ، وَ لَا بِجِسْمٍ فَتَكْفِيَكَ الْأَقْدَارُ، وَ لَا بِمَرْئِيٍّ فَتَحْجُبَكَ الْأَسْتَارُ، وَ لَمْ تُشْبِهْ شَيْئاً فَيَكُونَ لَكَ مِثْلًا، وَ لَا كَانَ مَعَكَ شَيْءٌ فَتَكُونَ لَكَ ضِدّاً.
ابْتَدَأْتَ الْخَلْقَ لَا مِنْ شَيْءٍ كَانَ مِنْ أَصْلٍ يُضَافُ إِلَيْهِ فِعْلُكَ حَتَّى تَكُونَ لِمِثَالِهِ مُحْتَدِياً، وَ عَلَى قَدْرِ هَيْبَتِهِ مُهَيِّئاً، وَ لَمْ يُحْدَثْ 146 لَكَ إِذَا خَلَقْتَهُ عِلْماً، وَ لَمْ تَسْتَفِدْ بِهِ عَظَمَةً وَ لَا مُلْكاً، وَ لَمْ تُكَوِّنْ سَمَاوَاتِكَ وَ أَرْضَكَ وَ أَجْنَاسَ خَلْقِكَ لِتَشْدِيدِ سُلْطَانِكَ 147 ، وَ لَا لِخَوْفٍ مِنْ زَوَالٍ وَ نُقْصَانٍ، وَ لَا اسْتِعَانَةٍ عَلَى ضِدٍّ مُكَاثِرٍ 148 أَوْ نِدٍّ مُشَاوِرٍ، وَ لَا يَؤُودُكَ حِفْظُ مَا خَلَقْتَ وَ لَا تَدْبِيرُ مَا ذَرَأْتَ، وَ لَا مِنْ عَجْزٍ اكْتَفَيْتَ بِمَا بَرَأْتَ، وَ لَا مَسَّكَ لُغُوبٌ فِيمَا فَطَرْتَ وَ بَنَيْتَ، وَ عَلَيْهِ قَدَرْتَ، وَ لَا دَخَلَتْ عَلَيْكَ شُبْهَةٌ فِيمَا أَرَدْتَ.
يَا مَنْ تَعَالَى عَنِ الْحُدُودِ وَ عَنْ أَقَاوِيلِ الْمُشَبِّهَةِ وَ الْغُلَاةِ وَ إِجْبَارِ
الْعِبَادِ عَلَى الْمَعَاصِي وَ الِاكْتِسَابَاتِ، وَ يَا مَنْ تَجَلَّى لِعُقُولِ الْمُوَحِّدِينَ بِالشَّوَاهِدِ وَ الدَّلَالاتِ، وَ دَلَّ الْعِبَادَ عَلَى وُجُودِهِ بِالْآيَاتِ الْبَيِّنَاتِ الْقَاهِرَاتِ.
أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ الْمُصْطَفَى وَ حَبِيبِكَ الْمُجْتَبَى، نَبِيِّ الرَّحْمَةِ وَ الْهُدَى، وَ يَنْبُوعِ الْحِكْمَةِ وَ النَّدَى، وَ مَعْدِنِ الْخَشْيَةِ وَ التُّقَى، سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ وَ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ، وَ أَفْضَلِ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ، وَ عَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، وَ افْعَلْ بِنَا مَا أَنْتَ أَهْلُهُ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ 149 ..
[في مشربة أمّ إبراهيم]
و يصلي في مشربة أمّ إبراهيم، و هي مسكن النبي صلّى اللّه عليه و آله، ما قدر عليه،
وَ يُصَلِّي فِي مَسْجِدِ الْفَضِيخِ 150 ، فَقَدْ رُوِيَ أَنَّهُ الَّذِي رُدَّتْ فِيهِ الشَّمْسُ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَّا نَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي حَجْرِهِ 151 .
وَ مِنْهَا مَسْجِدُ الْأَحْزَابِ، وَ هُوَ مَسْجِدُ الْفَتْحِ، وَ يَنْوِي فِي كُلِّ مَوْضِعٍ مِنْ هَذِهِ الْمَوَاضِعِ رَكْعَتَيْنِ مَنْدُوباً قُرْبَةً إِلَى اللَّهِ تَعَالَى.
فَإِذَا فَرَغَ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ قَالَ: