کتابخانه روایات شیعه
أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَ الْأَرْبَعُ لِزِيَارَةِ آدَمَ وَ نُوحٍ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، وَ تُسَبِّحُ تَسْبِيحَ الزَّهْرَاءِ عَلَيْهَا السَّلَامُ وَ تَسْتَغْفِرُ لِذَنْبِكَ وَ تَدْعُو بِمَا شِئْتَ.
ثُمَّ تَحَوَّلْ إِلَى عِنْدِ الرِّجْلَيْنِ وَ قُلِ:
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ، أَنْتَ أَوَّلُ مَظْلُومٍ، وَ أَوَّلُ مَغْصُوبٍ حَقُّهُ، صَبَرْتَ وَ احْتَسَبْتَ حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ، أَشْهَدُ أَنَّكَ لَقِيتَ اللَّهَ وَ أَنْتَ شَهِيدٌ، عَذَّبَ اللَّهُ قَاتِلَكُمْ بِأَنْوَاعِ الْعَذَابِ.
جِئْتُكَ زَائِراً عَارِفاً بِحَقِّكَ، مُسْتَبْصِراً بِشَأْنِكَ، مُعَادِياً لِأَعْدَائِكَ، مُوَالِياً لِأَوْلِيَائِكَ، أَلْقَى عَلَى ذَلِكَ رَبِّي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، وَ لِيَ ذُنُوبٌ كَثِيرَةٌ، فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ، فَإِنَّ لَكَ عِنْدَ اللَّهِ مَقَاماً مَعْلُوماً وَ جَاهاً وَ شَفَاعَةً، وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: «وَ لا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى 342 وَ هُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ» 343 صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَ عَلَى رُوحِكَ وَ بَدَنِكَ، وَ عَلَى الْأَئِمَّةِ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ، صَلَاةً لَا يُحْصِيهَا إِلَّا هُوَ، وَ عَلَيْكُمْ أَفْضَلُ السَّلَامِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ.
وَ اجْتَهِدْ فِي الدُّعَاءِ فَإِنَّهُ مَوْضِعُ مَسْأَلَةٍ، وَ أَكْثِرْ مِنَ الِاسْتِغْفَارِ فَإِنَّهُ
مَوْطِنُ مَغْفِرَةٍ، وَ اسْأَلْهُ الْحَوَائِجَ فَإِنَّهُ مَقَامُ إِجَابَةٍ، وَ أَكْثِرْ مِنَ الصَّلَاةِ وَ الدُّعَاءِ وَ الزِّيَارَةِ وَ التَّحْمِيدِ وَ التَّسْبِيحِ وَ التَّهْلِيلِ وَ ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى وَ تِلَاوَةِ الْقُرْآنِ وَ الِاسْتِغْفَارِ مَا اسْتَطَعْتَ.
زيارة أبي البشر آدم صلّى اللّه عليه:
تَقِفُ عَلَى ضَرِيحِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ تَقُولُ:
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا صَفِيَّ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِينَ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا خَلِيفَةَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ.
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْبَشَرِ، سَلَامُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَ عَلَى رُوحِكَ وَ بَدَنِكَ، وَ عَلَى الطَّاهِرِينَ مِنْ وُلْدِكَ وَ ذُرِّيَّتِكَ، صَلَاةً لَا يُحْصِيهَا إِلَّا هُوَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ..
باب الوداع:
فَإِذَا قَضَيْتَ نُسُكَكَ وَ أَرَدْتَ الِانْصِرَافَ فَقِفْ عَلَى الْقَبْرِ كَوُقُوفِكَ عَلَيْهِ فِي ابْتِدَاءِ زِيَارَتِكَ، وَ تَسْتَقْبِلُهُ بِوَجْهِكَ وَ تَجْعَلُ الْقِبْلَةَ بَيْنَ كَتِفَيْكَ، تَقُولُ:
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ عَلَى ضَجِيعَيْكَ آدَمَ وَ نُوحٍ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ، أَسْتَوْدِعُكُمُ اللَّهَ وَ أَسْتَرْعِيكُمْ وَ أَقْرَأُ عَلَيْكُمُ
السَّلَامَ، آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالرُّسُلِ، وَ بِمَا جَاءَتْ بِهِ وَ دَلَّتْ عَلَيْهِ، اللَّهُمَّ اكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ.
اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ فِي مَمَاتِي عَلَى مَا شَهِدْتُ عَلَيْهِ فِي حَيَاتِي، أَشْهَدُ أَنَّكُمُ الْأَئِمَّةُ- وَ تُسَمِّيهِمْ وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ- وَ أَشْهَدُ أَنَّ مَنْ قَتَلَكُمْ وَ حَارَبَكُمْ مُشْرِكُونَ، وَ مَنْ رَدَّ عَلَيْكُمْ فِي أَسْفَلِ دَرْكٍ مِنَ الْجَحِيمِ، وَ أَشْهَدُ أنَّ مَنْ حَارَبَكُمْ لَنَا أَعْدَاءٌ، وَ أَنَّهُمْ حِزْبُ الشَّيْطَانِ، وَ عَلَى مَنْ قَتَلَكُمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ* ، وَ مَنْ شَرِكَ فِيهِ وَ مَنْ سَرَّهُ قَتْلُكُمْ.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بَعْدَ الصَّلَاةِ وَ التَّسْلِيمِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَ آلِهِ- وَ تُسَمِّيهِمْ- وَ لَا تَجْعَلْ هَذَا آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيَارَتِي إِيَّاهُمْ، فَإِنْ جَعَلْتَهُ فَاحْشُرْنِي مَعَهُمْ.
اللَّهُمَّ وَ ذَلِّلْ قُلُوبَنَا لَهُمْ بِالطَّاعَةِ وَ الْمُنَاصَحَةِ، وَ حُسْنِ الْمُؤَازَرَةِ وَ التَّسْلِيمِ 344 ..
الباب (13) [في أعمال رجب]
فأمّا العمل و الصلاة ليلة المبعث، و هي ليلة سبع و عشرين من رجب
ألف فَإِنَّهُ رَوَى صَالِحُ بْنُ عُقْبَةَ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّهُ قَالَ: صَلِّ لَيْلَةَ سَبْعٍ وَ عِشْرِينَ مِنْ رَجَبٍ أَيَّ وَقْتٍ شِئْتَ مِنَ اللَّيْلِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً، تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ، وَ الْمُعَوِّذَتَيْنِ، وَ «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» أَرْبَعاً يَعْنِي سُورَةً مِنْهَا أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَ يَنْوِي أَنَّهُ يُصَلِّي صَلَاةَ لَيْلَةِ الْمَبْعَثِ مَنْدُوباً قُرْبَةً إِلَى اللَّهِ تَعَالَى.
فَإِذَا فَرَغْتَ قُلْتَ وَ أَنْتَ فِي مَكَانِكَ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ:
لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ، وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَ سُبْحَانَ اللَّهِ، وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ.
ثُمَّ ادْعُ مَا شِئْتَ 345 .
ب رِوَايَةٌ أُخْرَى: رُوِيَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرِّضَا عَلَيْهِمَا السَّلَامُ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ فِي رَجَبٍ لَيْلَةً خَيْرٌ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، وَ هِيَ لَيْلَةُ سَبْعٍ وَ عِشْرِينَ مِنْ رَجَبٍ، فِيهَا نُبِّئَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي صَبِيحَتِهَا، وَ إِنَّ لِلْعَامِلِ فِيهَا مِنْ شِيعَتِنَا أَجْرَ عَمَلِ سِتِّينَ سَنَةً، قِيلَ لَهُ: وَ مَا الْعَمَلُ فِيهَا أَصْلَحَكَ اللَّهُ؟ قَالَ:
إِذَا صَلَّيْتَ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ وَ أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ، ثُمَّ اسْتَيْقَظْتَ أَيَّ سَاعَةٍ شِئْتَ مِنَ اللَّيْلِ قَبْلَ الزَّوَالِ، صَلَّيْتَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً، تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ وَ سُورَةً مِنْ خِفَافِ الْمُفَصَّلِ.
فَإِذَا سَلَّمْتَ فِي كُلِّ شَفْعٍ جَلَسْتَ بَعْدَ التَّسْلِيمِ، وَ قَرَأْتَ الْحَمْدَ سَبْعاً، وَ «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» ، وَ «قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ» سَبْعاً سَبْعاً 346 ، وَ قُلْتَ بِعَقِبِ ذَلِكَ هَذَا الدُّعَاءَ:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَعَاقِدِ عِزِّكَ عَلَى أَرْكَانِ عَرْشِكَ، وَ مُنْتَهَى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ، وَ بِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ، وَ ذِكْرِكَ الْأَعْلَى الْأَعْلَى الْأَعْلَى، وَ بِكَلِمَاتِكَ التَّامَّاتِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَنْ تَفْعَلَ بِي مَا أَنْتَ أَهْلُهُ 347 ..
و يستحب الغسل في هذه الليلة.
و يوم السابع و العشرين منه:
فيه بعث رسول الله صلّى اللّه عليه و آله، و يستحب صومه، و هو أحد الأيام الأربعة في السنة، و يستحب الغسل فيه ندبا و الصلاة المخصوصة.
ألف وَ رَوَى الرَّيَّانُ بْنُ الصَّلْتِ قَالَ: صَامَ أَبُو جَعْفَرٍ الثَّانِي عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَّا كَانَ بِبَغْدَادَ يَوْمَ النِّصْفِ مِنْ رَجَبٍ وَ يَوْمَ سَبْعٍ وَ عِشْرِينَ مِنْهُ، وَ صَامَ مَعَهُ جَمِيعُ حَشَمِهِ، وَ أَمَرَنَا أَنْ نُصَلِّيَ الصَّلَاةَ الَّتِي هِيَ اثْنَتَا عَشْرَةَ رَكْعَةً، تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ وَ سُورَةً.
فَإِذَا فَرَغْتَ قَرَأْتَ الْحَمْدَ أَرْبَعاً، وَ «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» أَرْبَعاً، وَ الْمُعَوِّذَتَيْنِ أَرْبَعاً، وَ قُلْتَ:
لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ، وَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ- أَرْبَعاً.
اللَّهُ اللَّهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً- أَرْبَعاً 348 .
ب يُسْتَحَبُّ أَنْ يُدْعَى فِي هَذَا الْيَوْمِ بِهَذَا الْيَوْمِ بِهَذَا الدُّعَاءِ:
يَا مَنْ أَمَرَ بِالْعَفْوِ وَ التَّجَاوُزِ، وَ ضَمِنَ عَلَى نَفْسِهِ الْعَفْوَ وَ التَّجَاوُزَ، يَا مَنْ عَفَا وَ تَجَاوَزَ، اعْفُ عَنِّي وَ تَجَاوَزْ يَا كَرِيمُ.
اللَّهُمَّ وَ قَدْ أَكْدَى 349 الطَّلَبُ، وَ أَعْيَتِ الْحِيلَةُ وَ الْمَذْهَبُ، وَ دُرِسَتِ الْآمَالُ، وَ انْقَطَعَ الرَّجَاءُ إِلَّا مِنْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَجِدُ سُبُلَ الْمَطَالِبِ إِلَيْكَ مُشْرَعَةً 350 ، وَ مَنَاهِلَ 351 الرَّجَاءِ لَدَيْكَ مُتْرَعَةً 352 ، وَ أَبْوَابَ الدُّعَاءِ لِمَنْ دَعَاكَ مُفَتَّحَةً، وَ الِاسْتِعَانَةَ لِمَنِ اسْتَعَانَ بِكَ مُبَاحَةً، وَ أَعْلَمُ أَنَّكَ لِدَاعِيكَ بِمَوْضِعِ إِجَابَةٍ، وَ لِلصَّارِخِ إِلَيْكَ بِمَرْصَدِ إِغَاثَةٍ، وَ أَنَّ فِي اللَّهْفِ إِلَى جُودِكَ وَ الضَّمَانِ بِعِدَتِكَ عِوَضاً مِنْ مَنْعِ الْبَاخِلِينَ، وَ مَنْدُوحَةً 353 عَمَّا فِي أَيْدِي الْمُسْتَأْثِرِينَ، وَ أَنَّكَ لَا تَحْتَجِبُ 354 عَنْ خَلْقِكَ إِلَّا أَنْ تَحْجُبَهُمُ الْأَعْمَالُ دُونَكَ.