کتابخانه روایات شیعه
لِي يَا مَوْلَايَ، أَتَيْتُكَ مَكْرُوباً مَغْمُوماً، قَدْ أَوْقَرْتُ ظَهْرِي ذُنُوباً، فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ، أَتَيْتُكَ زَائِراً عَارِفاً بِحَقِّكَ، مُقِرّاً بِفَضْلِكَ، مُسْتَبْصِراً بِضَلَالَةِ مَنْ خَالَفَكَ.
أَتَيْتُكَ انْقِطَاعاً إِلَيْكَ وَ إِلَى وُلْدِكَ الْخَلَفِ مِنْ بَعْدِكَ عَلَى الْحَقِّ، فَقَلْبِي لَكُمْ مُسَلِّمٌ، وَ أَمْرِي لَكُمْ مُتَّبِعٌ، وَ نُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ، حَتَّى يُحْيِيَ اللَّهُ بِكُمْ دِينَهُ وَ يَرُدَّكُمْ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لَا مَعَ غَيْرِكُمْ، إِنِّي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ بِرَجْعَتِكُمْ، لَا مُنْكِرٌ لِلَّهِ قُدْرَةً، وَ لَا مُكَذِّبٌ مِنْهُ مَشِيَّةً.
أَتَيْتُكَ بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي وَ مَالِي وَ نَفْسِي زَائِراً وَ مُتَقَرِّباً إِلَى اللَّهِ بِزِيَارَتِكَ مُتَوَسِّلًا إِلَيْكَ بِكَ، إِذْ رَغِبَ عَنْكُمْ مُخَالِفُوكُمْ، وَ اتَّخَذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُواً، وَ اسْتَكْبَرُوا عَنْهَا.
وَ تَقُولُ:
وَ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَ مَوْلَاكَ فِي طَاعَتِكَ، الْوَافِدُ إِلَيْكَ، أَلْتَمِسُ بِذَلِكَ كَمَالَ الْمَنْزِلَةِ عِنْدَ اللَّهِ، وَ أَنْتَ يَا مَوْلَايَ مِمَّنْ حَثَّنِي اللَّهُ عَلَى بِرِّهِ، وَ دَلَّنِي عَلَى فَضْلِهِ، وَ هَدَانِي لِحُبِّهِ، وَ رَغَّبَنِي فِي الْوِفَادَةِ إِلَيْهِ، وَ أَلْهَمَنِي طَلَبَ الْحَوَائِجِ عِنْدَهُ.
أَنْتُمْ أَهْلُ بَيْتٍ لَا يَشْقَى مَنْ تَوَلَّاكُمْ، وَ لَا يَخِيبُ مَنْ نَادَاكُمْ، وَ لَا يَخْسَرُ مَنْ يَهْوَاكُمْ، وَ لَا يَسْعَدُ مَنْ عَادَاكُمْ، لَا أَجِدُ أَحَداً أَفْزَعُ إِلَيْهِ خَيْراً لِي مِنْكُمْ، أَنْتُمْ أَهْلُ بَيْتِ الرَّحْمَةِ، وَ دَعَائِمُ الدِّينِ، وَ أَرْكَانُ الْأَرْضِ، وَ الشَّجَرَةُ الطَّيِّبَةُ، أَتَيْتُكُمْ زَائِراً، وَ بِكُمْ مُتَعَوِّذاً، لِمَا سَبَقَ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنَ الْكَرَامَةِ.
اللَّهُمَّ لَا تُخَيِّبْ تَوَجُّهِي إِلَيْكَ بِرَسُولِكَ وَ آلِ رَسُولِكَ، وَ اسْتَنْقِذْنَا بِحُبِّهِمْ يَا مَنْ لَا يَخِيبُ سَائِلُهُ، اللَّهُمَّ إِنَّكَ مَنَنْتَ عَلَيَّ بِزِيَارَةِ مَوْلَايَ وَ وَلَايَتِهِ وَ مَعْرِفَتِهِ، فَاجْعَلْنِي مِمَّنْ يَنْصُرُهُ وَ يَنْتَصِرُ بِهِ، وَ مُنَّ عَلَيَّ بِنَصْرِي لِدِينِكَ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ تَوَفَّنِي عَلَى دِينِهِ.
اللَّهُمَّ أَوْجِبْ لِي مِنَ الرَّحْمَةِ وَ الرِّضْوَانِ وَ الْمَغْفِرَةِ وَ الرِّزْقِ الْوَاسِعِ الْحَلَالِ مَا أَنْتَ أَهْلُهُ، اللَّهُمَّ افْعَلْ بِي مَا أَنْتَ أَهْلُهُ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَحْيَا عَلَى مَا حيا [حَيِيَ] عَلَيْهِ مَوْلَايَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَ أَمُوتُ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ، اللَّهُمَّ اخْتِمْ لِي بِالسَّعَادَةِ وَ الْمَغْفِرَةِ وَ الْخَيْرِ.
ثُمَّ تُصَلِّي مَا بَدَا لَكَ وَ تَدْعُو وَ تَقُولُ:
اللَّهُمَّ لَا بُدَّ مِنْ أَمْرِكَ، وَ لَا بُدَّ مِنْ قَدَرِكَ، وَ لَا بُدَّ مِنْ قَضَائِكَ، وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ، اللَّهُمَّ فَكُلَّمَا قَضَيْتَ عَلَيْنَا مِنْ قَضَاءٍ، وَ قَدَّرْتَ عَلَيْنَا مِنْ قَدَرٍ، فَأَعْطِنَا مَعَهُ صَبْراً يَقْهَرُهُ وَ يَدْمَغُهُ 421 ، وَ اجْعَلْهُ لَنَا صَاعِداً فِي رِضْوَانِكَ، يَنْمِي فِي حَسَنَاتِنَا وَ تَفْضِيلِنَا، وَ سُؤْدُدِنَا وَ شَرَفِنَا، وَ مَجْدِنَا وَ نَعْمَائِنَا وَ كَرَامَتِنَا فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ، وَ لَا تَنْقُصْ مِنْ حَسَنَاتِنَا.
اللَّهُمَّ وَ مَا أَعْطَيْتَنَا مِنْ عَطَاءٍ، أَوْ فَضَّلْتَنَا بِهِ مِنْ فَضِيلَةٍ، أَوْ أَكْرَمْتَنَا بِهِ مِنْ كَرَامَةٍ، فَأَعْطِنَا مَعَهُ شُكْراً يَقْهَرُهُ وَ يَدْمَغُهُ، وَ اجْعَلْهُ لَنَا صَاعِداً فِي رِضْوَانِكَ وَ فِي حَسَنَاتِنَا وَ سُؤْدُدِنَا وَ شَرَفِنَا، وَ نَعْمَائِكَ وَ كَرَامَتِكَ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ.
اللَّهُمَّ وَ لَا تَجْعَلْهُ لَنَا أَشَراً 422 وَ لَا بَطَراً، وَ لَا فِتْنَةً وَ لَا مَقْتاً، وَ لَا عَذَاباً وَ لَا خِزْياً فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَثْرَةِ اللِّسَانِ، وَ سُوءِ الْمَقَامِ، وَ خِفَّةِ الْمِيزَانِ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لَقِّنَّا حَسَنَاتِنَا فِي الْمَمَاتِ، وَ لَا تُرِنَا أَعْمَالَنَا عَلَيْنَا حَسَرَاتٍ، وَ لَا تُخْزِنَا عِنْدَ قَضَائِكَ، وَ لَا تَفْضَحْنَا بِسَيِّئَاتِنَا يَوْمَ نَلْقَاكَ، وَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْ قُلُوبَنَا تَذْكُرُكَ وَ لَا تَنْسَاكَ، وَ تَخْشَاكَ كَأَنَّهَا تَرَاكَ حَتَّى تَلْقَاكَ، وَ بَدِّلْ سَيِّئَاتِنَا حَسَنَاتٍ، وَ اجْعَلْ حَسَنَاتِنَا دَرَجَاتٍ، وَ اجْعَلْ دَرَجَاتِنَا غُرُفَاتٍ، وَ اجْعَلْ غُرُفَاتِنَا عَالِيَاتٍ، اللَّهُمَّ وَ أَوْسِعْ لِفَقِيرِنَا مِنْ سَعَةِ مَا قَضَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ مُنَّ عَلَيْنَا بِالْهُدَى مَا أَبْقَيْتَنَا، وَ الْكَرَامَةِ إِذَا تَوَفَّيْتَنَا، وَ الْحِفْظِ فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِنَا، وَ الْبَرَكَةِ فِيمَا رَزَقْتَنَا، وَ الْعَوْنِ عَلَى مَا حَمَّلْتَنَا، وَ الثَّبَاتِ عَلَى مَا طَوَّقْتَنَا، وَ لَا تُؤَاخِذْنَا بِظُلْمِنَا، وَ لَا تُقَايِسْنَا بِجَهْلِنَا، وَ لَا تَسْتَدْرِجْنَا بِخَطِيئَتِنَا، وَ اجْعَلْ أَحْسَنَ مَا نَقُولُ ثَابِتاً فِي قُلُوبِنَا، وَ اجْعَلْنَا عُظَمَاءَ عِنْدَكَ وَ فِي أَنْفُسِنَا أَذِلَّةً، وَ انْفَعْنَا بِمَا عَلَّمْتَنَا، وَ زِدْنَا عِلْماً نَافِعاً.
أَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَ مِنْ عَيْنٍ لَا تَدْمَعُ، وَ صَلَاةٍ لَا تُقْبَلُ، أَجِرْنَا مِنْ سُوءِ الْفِتَنِ يَا وَلِيَّ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ 423 ..
7- زيارة أخرى له عليه السّلام:
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ بَعْضِهِمْ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عِيسَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَفْوَانُ الْجَمَّالُ قَالَ: لَمَّا وَافَيْتُ مَعَ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ عَلَيْهِ السَّلَامُ الْكُوفَةَ نُرِيدُ أَبَا جَعْفَرٍ الْمَنْصُورَ، قَالَ لِي: يَا صَفْوَانُ أَنِخِ الرَّاحِلَةَ فَهَذَا حَرَمُ جَدِّي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَأَنَخْتُهَا، وَ نَزَلَ فَاغْتَسَلَ وَ غَيَّرَ ثَوْبَهُ وَ تَحَفَّى وَ قَالَ لِي: افْعَلْ مِثْلَ مَا أَفْعَلُهُ، ثُمَّ أَخَذَ نَحْوَ الذَّكَوَاتِ 424 وَ قَالَ لِي: قَصِّرْ خُطَاكَ وَ أَلْقِ ذَقَنَكَ إِلَى الْأَرْضِ، فَإِنَّهُ يُكْتَبُ لَكَ بِكُلِّ خُطْوَةٍ مِائَةُ أَلْفِ حَسَنَةٍ، وَ يُمْحَى عَنْكَ أَلْفُ سَيِّئَةٍ، وَ يُرْفَعُ لَكَ مِائَةُ أَلْفِ دَرَجَةٍ، وَ يُقْضَى لَكَ مِائَةُ أَلْفِ حَاجَةٍ، وَ يُكْتَبُ لَكَ ثَوَابُ كُلِّ صِدِّيقٍ وَ شَهِيدٍ مَاتَ أَوْ قُتِلَ.
ثُمَّ مَشَى وَ مَشَيْنَا مَعَهُ وَ عَلَيْنَا السَّكِينَةَ وَ الْوَقَارَ، وَ نُسَبِّحُ وَ نُقَدِّسُ وَ نُهَلِّلُ، إِلَى أَنْ بَلَغْنَا الذَّكَوَاتِ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ نَظَرَ يَمْنَةً وَ يَسْرَةً، وَ خَطَّ
بِعُكَّازَتِهِ 425 فَقَالَ لِي: اطْلُبْهُ، فَطَلَبْتُ فَإِذَا أَثَرُ الْقَبْرِ فِي الْخَطِّ، ثُمَّ أَرْسَلَ دُمُوعَهُ عَلَى خَدِّهِ وَ قَالَ: إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ، وَ قَالَ:
السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْوَصِيُّ الْبَرُّ التَّقِيُّ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبَأُ الْعَظِيمُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ الشَّهِيدُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْبَرُّ الزَّكِيُّ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَصِيَّ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا خِيَرَةَ اللَّهِ عَلَى الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ حَبِيبُ اللَّهِ وَ خَاصَّتُهُ وَ خَالِصَتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللَّهِ وَ مَوْضِعَ سِرِّهِ وَ عَيْبَةَ عِلْمِهِ وَ خَازِنَ وَحْيِهِ.
ثُمَّ انْكَبَّ عَلَى قَبْرِهِ وَ قَالَ:
بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي يَا حُجَّةَ الْخِصَامِ، بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي يَا بَابَ الْمَقَامِ 426 ، بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي يَا نُورَ التَّمَامِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ اللَّهِ وَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَا حُمِّلْتَ، وَ رَعَيْتَ مَا اسْتُحْفِظْتَ، وَ حَفِظْتَ مَا اسْتُودِعْتَ، وَ حَلَّلْتَ حَلَالَ اللَّهِ، وَ حَرَّمْتَ حَرَامَ اللَّهِ، وَ أَقَمْتَ أَحْكَامَ اللَّهِ وَ لَمْ تَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ، وَ عَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَ عَلَى الْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِكَ.
ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى عِنْدَ الرَّأْسِ رَكَعَاتٍ وَ قَالَ: يَا صَفْوَانُ مَنْ زَارَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِهَذِهِ الزِّيَارَةِ وَ عَلَى هَذِهِ الصَّلَاةِ، رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ مَغْفُوراً ذَنْبُهُ، مَشْكُوراً سَعْيُهُ، وَ يُكْتَبُ لَهُ ثَوَابُ كُلِّ مَنْ زَارَهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، قُلْتُ: ثَوَابُ كُلِّ مَنْ يَزُورُهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، قَالَ: يَزُورُهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ سَبْعُونَ قَبِيلَةً، قُلْتُ:
كَمِ الْقَبِيلَةُ، قَالَ: مِائَةُ أَلْفٍ.
ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ الْقَهْقَرَى وَ هُوَ يَقُولُ:
يَا جَدَّاهْ يَا سَيِّدَاهْ، يَا طَيِّبَاهْ يَا طَاهِرَاهْ، لَا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْكَ وَ رَزَقَنِي الْعَوْدَ إِلَيْكَ وَ الْمَقَامَ فِي حَرَمِكَ وَ الْكَوْنَ مَعَكَ مَعَ الْأَبْرَارِ مِنْ وُلْدِكَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَ عَلَى الْمَلَائِكَةِ الْمُحْدِقِينَ بِكَ.
قُلْتُ: يَا سَيِّدِي تَأْذَنُ لِي أَنْ أُخْبِرَ أَصْحَابَنَا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ بِهِ، فَقَالَ:
نَعَمْ، وَ أَعْطَانِي دَرَاهِمَ وَ أَصْلَحْتُ الْقَبْرَ 427 .
وَ رُوِيَ عَنْ مَوْلَانَا أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: لَمَّا أَرَادَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ الْخُرُوجَ إِلَى الْيَمَنِ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: صَلِّ رَكْعَتَيْنِ وَ أَقْبِلْ إِلَيَّ حَتَّى أُعَلِّمَكَ دُعَاءً يَجْمَعُ اللَّهُ بِهِ لَكَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ، قَالَ مَوْلَايَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ: وَ صَلَّيْتُ وَ أَقْبَلْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ لِي عَلَيْهِ السَّلَامُ: قُلِ:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِلَا ثِقَةٍ مِنِّي بِغَيْرِكَ، وَ لَا رَجَاءٍ يَأْوِي بِي إِلَّا إِلَيْكَ، وَ لَا حِيلَةٍ أَتَّكِلُ عَلَيْهِ، وَ لَا قُوَّةٍ أَلْجَأُ إِلَيْهَا، إِلَّا طَلَبَ فَضْلِكَ وَ التَّعَرُّضَ لِرَحْمَتِكَ، وَ السُّكُونَ إِلَى حُسْنِ عِبَادَتِكَ 428 وَ أَنْتَ يَا رَبِّ أَعْلَمُ بِمَا سَبَقَ لِي فِي وَجْهِي هَذَا مِمَّا أُحِبُّ وَ أَكْرَهُ، وَ أَنْتَ يَا رَبِّ أَوْقَعْتَ عَلَيَّ فِيهِ قَدَرَكَ، وَ أَمْضَيْتَ عَلَيَّ فِيهِ حُكْمَكَ وَ سَابِقَ قَضَائِكَ، وَ أَنْتَ تَمْحُو مَا تَشَاءُ وَ تُثْبِتُ وَ عِنْدَكَ أُمُّ الْكِتَابِ.
اللَّهُمَّ فَاصْرِفْ عَنِّي مَقَادِيرَ كُلِّ بَلَاءٍ، وَ مَقْضِيَّ كُلِّ لَأْوَاءٍ 429 ، وَ ابْسُطْ عَلَيَّ كَنَفاً مِنْ رَحْمَتِكَ، وَ لُطْفاً مِنْ عَفْوِكَ، وَ حِرْزاً مِنْ حِفْظِكَ، وَ نَجَاةً مِنْ نَقِمَتِكَ، وَ سَعَةً مِنْ فَضْلِكَ، وَ تَمَاماً مِنْ نِعْمَتِكَ، وَ جِمَاعاً مِنْ مُعَافَاتِكَ حَتَّى لَا أُحِبَّ تَعْجِيلَ مَا أَخَّرْتَ، وَ لَا تَأْخِيرَ مَا عَجَّلْتَ،.