کتابخانه روایات شیعه
بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ، وَ أَنَّ عَلِيّاً أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ جَعَلْتَهُ وَلِيَّكَ، وَ الْإِقْرَارَ بِوَلَايَتِهِ تَمَامَ وَحْدَانِيَّتِكَ وَ كَمَالَ دِينِكَ وَ تَمَامَ نِعْمَتِكَ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِكَ مِنْ بَرِيَّتِكَ، فَقُلْتَ وَ قَوْلُكَ الْحَقُّ: « الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً » 532 فَلَكَ الْحَمْدُ بِمُوَالاتِهِ وَ إِتْمَامِ نِعْمَتِكَ عَلَيْنَا، بِالَّذِي جَدَّدْتَ مِنْ عَهْدِكَ وَ مِيثَاقِكَ، وَ ذَكَّرْتَنَا ذَلِكَ، وَ جَعَلْتَنَا مِنْ أَهْلِ الْإِخْلَاصِ وَ التَّصْدِيقِ بِمِيثَاقِكَ وَ مِنْ أَهْلِ الْوَفَاءِ بِذَلِكَ، وَ لَمْ تَجْعَلْنَا مِنْ أَتْبَاعِ الْمُغَيِّرِينَ وَ الْمُبَدِّلِينَ، وَ الْمُنْحَرِفِينَ 533 وَ الْمُبَتِّكِينَ آذَانَ الْأَنْعَامِ، وَ الْمُغَيِّرِينَ خَلْقَ اللَّهِ، وَ مِنَ الَّذِينَ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ ، وَ صَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ.
اللَّهُمَّ الْعَنِ الْجَاحِدِينَ وَ النَّاكِثِينَ، وَ الْمُغَيِّرِينَ وَ الْمُكَذِّبِينَ بِيَوْمِ الدِّينِ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ، اللَّهُمَّ فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى إِنْعَامِكَ عَلَيْنَا بِالْهُدَى الَّذِي هَدَيْتَنَا بِهِ إِلَى وُلَاةِ أَمْرِكَ مِنْ بَعْدِ نَبِيِّكَ، الْأَئِمَّةِ الْهُدَاةِ الرَّاشِدِينَ، وَ أَعْلَامِ الْهُدَى، وَ مَنَارِ الْقُلُوبِ وَ التَّقْوَى وَ الْعُرْوَةِ الْوُثْقَى، وَ كَمَالِ دِينِكَ وَ تَمَامِ نِعْمَتِكَ، وَ مَنْ بِهِمْ وَ بِمُوَالاتِهِمْ رَضِيتَ لَنَا الْإِسْلَامَ دِيناً.
رَبَّنَا فَلَكَ الْحَمْدُ، آمَنَّا وَ صَدَّقْنَا بِمَنِّكَ عَلَيْنَا بِالرَّسُولِ النَّذِيرِ الْمُنْذِرِ، وَالَيْنَا وَلِيَّهُمْ، وَ عَادَيْنَا عَدُوَّهُمْ، وَ بَرِئْنَا مِنَ الْجَاحِدِينَ وَ الْمُكَذِّبِينَ بِيَوْمِ الدِّينِ، اللَّهُمَّ فَكَمَا كَانَ ذَلِكَ مِنْ شَأْنِكَ يَا صَادِقَ الْوَعْدِ، يَا مَنْ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ* ، يَا مَنْ هُوَ كُلَّ يَوْمٍ فِي شَأْنٍ إِنْ أَتْمَمْتَ عَلَيْنَا نِعْمَتَكَ بِمُوَالاةِ أَوْلِيَائِكَ، الْمَسْؤُولِ عَنْهُمْ عِبَادُكَ، فَإِنَّكَ قُلْتَ: « ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ 534 ، وَ قُلْتَ وَ قَوْلُكَ الْحَقُّ: وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ » 535 وَ مَنَنْتَ عَلَيْنَا بِشَهَادَةِ الْإِخْلَاصِ وَ بِوَلَايَةِ أَوْلِيَائِكَ الْهُدَاةِ بَعْدَ النَّذِيرِ الْمُنْذِرِ السِّرَاجِ الْمُنِيرِ، وَ أَكْمَلْتَ لَنَا بِهِمُ الدِّينَ، وَ أَتْمَمْتَ عَلَيْنَا النِّعْمَةَ، وَ جَدَّدْتَ لَنَا عَهْدَكَ، وَ ذَكَّرْتَنَا مِيثَاقَكَ الْمَأْخُوذَ مِنَّا فِي ابْتِدَاءِ خَلْقِكَ إِيَّانَا، وَ جَعَلْتَنَا مِنْ أَهْلِ الْإِجَابَةِ وَ لَمْ تُنْسِنَا ذِكْرَكَ، فَإِنَّكَ قُلْتَ: « وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى » 536 شَهِدْنَا بِمَنِّكَ وَ لُطْفِكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ رَبُّنَا، وَ مُحَمَّدٌ عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ نَبِيُّنَا، وَ عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَبْدُكَ الَّذِي أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيْنَا، وَ جَعَلْتَهُ آيَةً لِنَبِيِّكَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَ آيَتَكَ الْكُبْرَى، وَ النَّبَأَ الْعَظِيمَ، الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ ، وَ عَنْهُ مَسْئُولُونَ.
اللَّهُمَّ فَكَمَا كَانَ مِنْ شَأْنِكَ أَنْ أَنْعَمْتَ عَلَيْنَا بِالْهِدَايَةِ إِلَى مَعْرِفَتِهِمْ، فَلْيَكُنْ مِنْ شَأْنِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُبَارِكَ لَنَا فِي يَوْمِنَا هَذَا الَّذِي أَكْرَمْتَنَا بِهِ، وَ ذَكَّرْتَنَا فِيهِ عَهْدَكَ وَ مِيثَاقَكَ، وَ أَكْمَلْتَ دِينَنَا، وَ أَتْمَمْتَ عَلَيْنَا نِعْمَتَكَ، وَ جَعَلْتَنَا بِمَنِّكَ مِنْ أَهْلِ الْإِجَابَةِ وَ الْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِكَ وَ أَعْدَاءِ أَوْلِيَائِكَ، الْمُكَذِّبِينَ بِيَوْمِ الدِّينِ.
فَأَسْأَلُكَ يَا رَبِّ تَمَامَ مَا أَنْعَمْتَ بِهِ، وَ أَنْ تَجْعَلَنَا مِنَ الْمُوفِينَ 537 ، وَ لَا تُلْحِقَنَا بِالْمُكَذِّبِينَ، وَ اجْعَلْ لَنَا قَدَمَ صِدْقٍ مَعَ الْمُتَّقِينَ، وَ اجْعَلْ لَنَا مِنَ الْمُتَّقِينَ إِمَاماً، يَوْمَ تَدْعُو كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ، وَ احْشُرْنَا فِي زُمْرَةِ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ الْأَئِمَّةِ الصَّادِقِينَ، وَ اجْعَلْنَا مِنَ الْبُرَآءِ مِنَ الَّذِينَ هُمْ دُعَاةٌ إِلَى النَّارِ، وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ ، وَ أَحْيِنَا عَلَى ذَلِكَ مَا أَحْيَيْتَنَا، وَ اجْعَلْ لَنَا مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ، وَ اجْعَلْ لَنَا قَدَمَ صِدْقٍ فِي الْهِجْرَةِ إِلَيْهِمْ.
وَ اجْعَلْ مَحْيَانَا خَيْرَ الْمَحْيَا، وَ مَمَاتَنَا خَيْرَ الْمَمَاتِ، وَ مُنْقَلَبَنَا خَيْرَ الْمُنْقَلَبِ، عَلَى مُوَالاةِ أَوْلِيَائِكَ وَ مُعَادَاةِ أَعْدَائِكَ، حَتَّى تَتَوَفَّانَا وَ أَنْتَ عَنَّا رَاضٍ، قَدْ أَوْجَبْتَ لَنَا جَنَّتَكَ بِرَحْمَتِكَ، وَ الْمَثْوَى فِي جِوَارِكَ فِي دَارِ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِكَ، لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَ لا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ ، رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ كَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا وَ تَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ، رَبَّنا وَ آتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَ لا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ .
اللَّهُمَّ وَ احْشُرْنَا مَعَ الْأَئِمَّةِ الْهُدَاةِ مِنْ آلِ رَسُولِكَ، نُؤْمِنُ بِسِرِّهِمْ
وَ عَلَانِيَتِهِمْ، وَ شَاهِدِهِمْ وَ غَائِبِهِمْ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِالْحَقِّ الَّذِي جَعَلْتَهُ عِنْدَهُمْ، وَ بِالَّذِي فَضَّلْتَهُمْ بِهِ عَلَى الْعَالَمِينَ جَمِيعاً أَنْ تُبَارِكَ لَنَا فِي يَوْمِنَا هَذَا الَّذِي أَكْرَمْتَنَا فِيهِ بِالْمُوَافَاةِ بِعَهْدِكَ الَّذِي عَهِدْتَهُ إِلَيْنَا، وَ الْمِيثَاقِ الَّذِي وَاثَقْتَنَا بِهِ مِنْ مُوَالاةِ أَوْلِيَائِكَ وَ الْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِكَ أَنْ تُتِمَّ عَلَيْنَا نِعْمَتَكَ، وَ لَا تَجْعَلَهُ مُسْتَوْدَعاً وَ اجْعَلْهُ مُسْتَقَرّاً وَ لَا تَسْلُبْنَاهُ أَبَداً، وَ لَا تَجْعَلْهُ مُسْتَعَاراً، وَ ارْزُقْنَا مُرَافَقَةَ وَلِيِّكَ الْهَادِي الْمَهْدِيِّ إِلَى الْهُدَى، وَ تَحْتَ لِوَائِهِ وَ فِي زُمْرَتِهِ، شُهَدَاءَ صَادِقِينَ عَلَى بَصِيرَةٍ مِنْ دِينِكَ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ* 538 ..
14- زيارة جامعة لسائر الأئمة صلوات اللّه عليهم
وَ الْقَوْلُ فِي مُبْتَدَإِ الْأَمْرِ فِي الزِّيَارَةِ إِلَى آخِرِهَا وَرَدَتْ عَنِ الصَّادِقِينَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ إِذَا أَرَدْتَ زِيَارَةَ قُبُورِ الْأَئِمَّةِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ فَلْيَكُنْ مِنْ قَوْلِكَ عِنْدَ الْعَقْدِ عَلَى الْعَزْمِ وَ النِّيَّةِ:
اللَّهُمَّ صِلْ عَزْمِي بِالتَّحْقِيقِ، وَ نِيَّتِي بِالتَّوْفِيقِ، وَ رَجَائِي بِالتَّصْدِيقِ، وَ تَوَلَّ أَمْرِي وَ لَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي، وَ أَحِلَّ عُقْدَةَ الْحَيْرَةِ وَ التَّخَلُّفِ 539 عَنْ حُضُورِ الْمَشَاهِدِ الْمُقَدَّسَةِ.
وَ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ خُرُوجِكَ وَ قُلْ بِعَقِبِهِمَا:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ دِينِي وَ نَفْسِي وَ جَمِيعَ حُزَانَتِي، اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَ الْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ وَ الْمَالِ وَ الْوَلَدِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ سُوءِ الصُّحْبَةِ وَ إِخْفَاقِ الْأَوْبَةِ 540 ، اللَّهُمَّ سَهِّلْ لَنَا حُزْنَ مَا نَتَغَوَّلُ 541 عَلَيْهِ، وَ يَسِّرْ عَلَيْنَا مُسْتَغْزَرَ 542 مَا نَرُوحُ وَ نَغْدُو لَهُ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ* .
فَإِذَا سَلَكْتَ طَرِيقَكَ فَلْيَكُنْ هَمُّكَ مَا سَلَكْتَ لَهُ، وَ لْتُقْلِلْ مِنْ حَالٍ تَغَصُّ مِنْكَ وَ لْتُحْسِنِ الصُّحْبَةَ لِمَنْ صَحِبَكَ، وَ أَكْثِرْ مِنَ الثَّنَاءِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ وَ الصَّلَاةِ عَلَى رَسُولِهِ.
فَإِذَا أَرَدْتَ الْغُسْلَ لِلزِّيَارَةِ فَقُلْ وَ أَنْتَ تَغْتَسِلُ:
بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ وَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ عَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ عَنِّي دَرَنَ الذُّنُوبِ وَ وَسَخَ الْعُيُوبِ، وَ طَهِّرْنِي بِمَاءِ التَّوْبَةِ، وَ أَلْبِسْنِي رِدَاءَ الْعِصْمَةِ، وَ أَيِّدْنِي بِلُطْفٍ مِنْكَ تُوَفِّقُنِي لِصَالِحِ الْأَعْمَالِ، إِنَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ.
فَإِذَا دَنَوْتَ مِنْ بَابِ الْمَشْهَدِ فَقُلِ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَفَّقَنِي لِقَصْدِ وَلِيِّهِ، وَ زِيَارَةِ حُجَّتِهِ، وَ أَوْرَدَنِي
حَرَمَهُ وَ لَمْ يَبْخَسْنِي 543 حَظِّي مِنْ زِيَارَةِ قَبْرِهِ وَ النُّزُولِ بِعَقْوَةِ 544 مَغِيبِهِ وَ سَاحَةِ تُرْبَتِهِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَسِمْنِي بِحِرْمَانِ مَا أَمَّلْتُهُ، وَ لَا صَرَفَ عَزْمِي عَمَّا رَجَوْتُهُ، وَ لَا قَطَعَ رَجَائِي مِمَّا تَوَقَّعْتُهُ، بَلْ أَلْبَسَنِي عَافِيَتَهُ وَ أَفَادَنِي نِعْمَتَهُ وَ آتَانِي كَرَامَتَهُ.
فَإِذَا دَخَلْتَ الْمَشْهَدَ فَقِفْ عَلَى الضَّرِيحِ الطَّاهِرِ وَ قُلِ:
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَئِمَّةَ الْمُؤْمِنِينَ وَ سَادَةَ الْمُتَّقِينَ وَ كُبَرَاءَ الصِّدِّيقِينَ وَ أُمَرَاءَ الصَّالِحِينَ وَ قَادَةَ الْمُحْسِنِينَ وَ أَعْلَامَ الْمُهْتَدِينَ وَ أَنْوَارَ الْعَارِفِينَ، وَ وَرَثَةَ الْأَنْبِيَاءِ وَ صَفْوَةَ الْأَوْصِيَاءِ، وَ شُمُوسَ الْأَتْقِيَاءِ وَ بُدُورَ الْخُلَفَاءِ، وَ عِبَادَ الرَّحْمَنِ وَ شُرَكَاءَ الْقُرْآنِ، وَ مَنْهَجَ الْإِيمَانِ وَ مَعَادِنَ الْحَقَائِقِ وَ شُفَعَاءَ الْخَلَائِقِ، وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ.
أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَبْوَابُ اللَّهِ وَ مَفَاتِيحُ رَحْمَتِهِ، وَ مَقَالِيدُ مَغْفِرَتِهِ، وَ سَحَائِبُ رِضْوَانِهِ، وَ مَصَابِيحُ جِنَانِهِ، وَ حَمَلَةُ قُرْآنِهِ، وَ خَزَنَةُ عِلْمِهِ، وَ حَفَظَةُ سِرِّهِ، وَ مَهْبِطُ وَحْيِهِ، وَ أَمَانَاتُ النُّبُوَّةِ، وَ وَدَائِعُ الرِّسَالَةِ.
أَنْتُمْ أُمَنَاءُ اللَّهِ وَ أَحِبَّاؤُهُ، وَ عِبَادُهُ وَ أَسْخِيَاؤُهُ، وَ أَنْصَارُ تَوْحِيدِهِ، وَ أَرْكَانُ تَمْجِيدِهِ، وَ دُعَاتُهُ إِلَى دِينِهِ، وَ حَرَسَةُ خَلَائِقِهِ، وَ حَفَظَةُ شَرَائِعِهِ.
لَا يَسْبِقُكُمْ ثَنَاءُ الْمَلَائِكَةِ فِي الْإِخْلَاصِ وَ الْخُشُوعِ، وَ لَا يُضَادُّكُمْ ذُو ابْتِهَالٍ وَ خُضُوعٍ، أَنَّى وَ لَكُمُ الْقُلُوبُ الَّتِي تَوَلَّى اللَّهُ رِيَاضَتَهَا بِالْخَوْفِ
وَ الرَّجَاءِ، وَ جَعَلَهَا أَوْعِيَةَ الشُّكْرِ وَ الثَّنَاءِ، وَ آمَنَهَا مِنْ عَوَارِضِ الْغَفْلَةِ، وَ صَفَّاهَا مِنْ شَوَاغِلِ الْفَتْرَةِ، بَلْ يَتَقَرَّبُ أَهْلُ السَّمَاءِ بِحُبِّكُمْ وَ بِالْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِكُمْ، وَ تَوَاتُرِ الْبُكَاءِ عَلَى مُصَابِكُمْ، وَ الِاسْتِغْفَارِ لِشِيعَتِكُمْ وَ مُحِبِّيكُمْ.
فَأَنَا أُشْهِدُ اللَّهَ خَالِقِي وَ أُشْهِدُ مَلَائِكَتَهُ وَ أَنْبِيَاءَهُ وَ أُشْهِدُكُمْ يَا مَوَالِيَّ بِأَنِّي مُؤْمِنٌ بِوَلَايَتِكُمْ، مُعْتَقِدٌ لِإِمَامَتِكُمْ، مُقِرٌّ بِخِلَافَتِكُمْ، عَارِفٌ بِمَنْزِلَتِكُمْ، مُؤْمِنٌ بِعِصْمَتِكُمْ، خَاضِعٌ لِوَلَايَتِكُمْ، مُتَقَرِّبٌ إِلَى اللَّهِ بِحُبِّكُمْ وَ بِالْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِكُمْ، عَالِمٌ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ طَهَّرَكُمْ مِنَ الْفَوَاحِشِ، ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ* ، وَ مِنْ كُلِّ رِيبَةٍ وَ نَجَاسَةٍ وَ دَنِيَّةٍ وَ رَجَاسَةٍ، وَ مَنَحَكُمْ رَايَةَ الْحَقِّ الَّذِي مَنْ تَقَدَّمَهَا ذَلَّ، وَ مَنْ تَأَخَّرَ عَنْهَا زَلَّ، وَ فَرَضَ طَاعَتَكُمْ عَلَى كُلِّ أَسْوَدَ وَ أَبْيَضَ.
وَ أَشْهَدُ أَنَّكُمْ قَدْ وَفَيْتُمْ بِعَهْدِ اللَّهِ وَ ذِمَّتِهِ، وَ بِكُلِّ مَا اشْتَرَطَهُ عَلَيْكُمْ فِي كِتَابِهِ، وَ دَعَوْتُمْ إِلَى سَبِيلِهِ، وَ أَنْفَدْتُمْ طَاقَتَكُمْ فِي مَرْضَاتِهِ، وَ حَمَلْتُمُ الْخَلَائِقَ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ وَ مَسَالِكِ الرِّسَالَةِ، وَ سِرْتُمْ فِيهِ بِسِيرَةِ الْأَنْبِيَاءِ، وَ مَذَاهِبِ الْأَوْصِيَاءِ، فَلَمْ يُطَعْ لَكُمْ أَمْرٌ وَ لَمْ تُصْغِ إِلَيْكُمْ أُذُنٌ، فَصَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَى أَرْوَاحِكُمْ وَ أَجْسَادِكُمْ.
ثُمَّ تَنْكَبُّ عَلَى الْقَبْرِ وَ تَقُولُ: