کتابخانه روایات شیعه
وَ رَغِبَ الرَّاغِبُونَ وَ رَغِبْتُ إِلَيْكَ، وَ أَنْتَ أَهْلٌ أَنْ لَا تُخَيِّبَنِي وَ لَا تَقْطَعَ رَجَائِي، فَعَرِّفْنِي الْإِجَابَةَ يَا سَيِّدِي، وَ اقْضِ لِي حَوَائِجَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
ثُمَّ انْحَرِفْ إِلَى عِنْدِ الرَّأْسِ، فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، تَقْرَأُ فِي الْأُولَى مِنْهُمَا فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ سُورَةَ يس، وَ فِي الثَّانِيَةِ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ سُورَةَ الرَّحْمَنِ.
فَإِذَا سَلَّمْتَ وَ سَبَّحْتَ تَسْبِيحَ الزَّهْرَاءِ عَلَيْهَا السَّلَامُ، (و) مَجِّدِ اللَّهَ كَثِيراً وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ، وَ صَلِّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، ثُمَّ ارْفَعْ يَدَيْكَ وَ قُلِ:
اللَّهُمَّ إِنَّا أَتَيْنَاهُ مُؤْمِنِينَ بِهِ، مُسَلِّمِينَ لَهُ، مُعْتَصِمِينَ بِحَبْلِهِ، عَارِفِينَ بِحَقِّهِ، مُقِرِّينَ بِفَضْلِهِ، مُسْتَبْصِرِينَ بِضَلَالَةِ مَنْ خَالَفَهُ، عَارِفِينَ بِالْهُدَى الَّذِي هُوَ عَلَيْهِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ وَ أُشْهِدُ مَنْ حَضَرَ مِنْ مَلَائِكَتِكَ، أَنِّي بِهِمْ مُؤْمِنٌ، وَ بِمَنْ قَتَلَهُمْ كَافِرٌ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْ مَا أَقُولُ بِلِسَانِي حَقِيقَةً فِي قَلْبِي وَ شَرِيعَةً فِي عَمَلِي، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِمَّنْ لَهُ مَعَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ قَدَمٌ ثَابِتٌ، وَ أَثْبِتْنِي فِيمَنِ اسْتُشْهِدَ مَعَهُ.
اللَّهُمَّ الْعَنِ الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَكَ كُفْراً، سُبْحَانَكَ يَا حَلِيمُ عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ فِي الْأَرْضِ، يَا عَظِيمُ تَرَى عَظِيمَ الْجُرْمِ مِنْ عِبَادِكَ فَلَا تَعْجَلُ عَلَيْهِمْ، فَتَعَالَيْتَ عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوّاً كَبِيراً يَا كَرِيمُ.
أَنْتَ شَاهِدٌ غَيْرُ غَائِبٍ، وَ عَالِمٌ بِمَا أُوتِيَ إِلَى أَهْلِ صَلَوَاتِكَ وَ أَحِبَّائِكَ، مِنَ الْأَمْرِ الَّذِي لَا تَحْمِلُهُ سَمَاءٌ وَ لَا أَرْضٌ، وَ لَوْ شِئْتَ لَانْتَقَمْتَ
مِنْهُمْ، وَ لَكِنَّكَ ذُو أَنَاةٍ، وَ قَدْ أَمْهَلْتَ الَّذِينَ اجْتَرَءُوا عَلَيْكَ وَ عَلَى رَسُولِكَ وَ حَبِيبِكَ، فَأَسْكَنْتَهُمْ أَرْضَكَ، وَ غَذَوْتَهُمْ بِنِعْمَتِكَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ، وَ وَقْتٍ هُمْ صَائِرُونَ إِلَيْهِ، لِيَسْتَكْمِلُوا الْعَمَلَ فِيهِ، لِلَّذِي قَدَّرْتَ، وَ الْأَجَلَ الَّذِي أَجَّلْتَ، فِي عَذَابٍ وَ وَثَاقٍ، وَ حَمِيمٍ وَ غَسَّاقٍ، وَ الضَّرِيعِ وَ الْإِحْرَاقِ، وَ الْأَغْلَالِ وَ الْأَوْثَاقِ، وَ غِسْلِينٍ وَ زَقُّومٍ وَ صَدِيدٍ، مَعَ طُولِ الْمَقَامِ فِي أَيَّامٍ لَظَى، وَ فِي سَقَرَ الَّتِي لا تُبْقِي وَ لا تَذَرُ فِي الْحَمِيمِ وَ الْجَحِيمِ، وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ* .
ثُمَّ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَ ادْعُ بِمَا أَحْبَبْتَ، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاسْجُدْ وَ قُلْ فِي سُجُودِكَ:
اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ وَ أُشْهِدُ مَلَائِكَتَكَ وَ أَنْبِيَاءَكَ وَ رُسُلَكَ وَ جَمِيعَ خَلْقِكَ، أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ رَبِّي، وَ الْإِسْلَامُ دِينِي، وَ مُحَمَّدٌ نَبِيِّي، وَ عَلِيٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ، وَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، وَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ، وَ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى، وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، وَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، وَ الْخَلَفُ الْبَاقِي، عَلَيْهِمْ أَفْضَلُ الصَّلَوَاتِ، أَئِمَّتِي، بِهِمْ أَتَوَلَّى، وَ مِنْ عَدُوِّهِمْ أَتَبَرَّأُ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَنْشُدُكَ دَمَ الْمَظْلُومِ- ثَلَاثاً.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَنْشُدُكَ بِإِيوَائِكَ 743 عَلَى نَفْسِكَ لِأَوْلِيَائِكَ، لَتُظْفِرَنَّهُمْ
بِعَدُوِّكَ وَ عَدُوِّهِمْ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ عَلَى الْمُسْتَحْفَظِينَ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْيُسْرَ بَعْدَ الْعُسْرِ- ثَلَاثاً.
ثُمَّ ضَعْ خَدَّكَ الْأَيْمَنَ عَلَى الْأَرْضِ وَ قُلْ:
يَا كَهْفِي حِينَ تُعْيِينِي الْمَذَاهِبُ، وَ تَضِيقُ عَلَيَّ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ، وَ يَا بَارِئَ خَلْقِي رَحْمَةً بِي وَ قَدْ كَانَ عَنْ خَلْقِي غَنِيّاً، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ عَلَى الْمُسْتَحْفَظِينَ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ- ثَلَاثاً.
ثُمَّ ضَعْ خَدَّكَ الْأَيْسَرَ عَلَى الْأَرْضِ وَ قُلْ:
يَا مُذِلَّ كُلِّ جَبَّارٍ، وَ يَا مُعِزَّ كُلِّ ذَلِيلٍ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ فَرِّجْ عَنِّي.
ثُمَّ قُلْ:
يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ، يَا كَاشِفَ الْكُرَبِ الْعِظَامِ- ثَلَاثاً.
ثُمَّ عُدْ إِلَى السُّجُودِ وَ قُلْ: شُكْراً شُكْراً- مِائَةَ مَرَّةٍ، وَ اسْأَلْ حَاجَتَكَ.
باب زيارة علي بن الحسين عليهما السّلام:
ثُمَّ امْضِ إِلَى عِنْدِ الرِّجْلَيْنِ فَقِفْ عَلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، وَ قُلْ:
سَلَامُ اللَّهِ وَ سَلَامُ مَلَائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ وَ أَنْبِيَائِهِ الْمُرْسَلِينَ وَ عِبَادِهِ الصَّالِحِينَ، عَلَيْكَ يَا مَوْلَايَ وَ ابْنَ مَوْلَايَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ، وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَ عَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ وَ عَلَى عِتْرَةِ آبَائِكَ الْأَخْيَارِ الْأَبْرَارِ، الَّذِينَ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً، وَ عَذَّبَ اللَّهُ قَاتِلَكَ بِأَنْوَاعِ
الْعَذَابِ، وَ السَّلَامُ عَلَيْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ.
زيارة الشهداء رضوان الله عليهم:
ثُمَّ أَوْمِ إِلَى نَاحِيَةِ الرِّجْلَيْنِ بِالسَّلَامِ عَلَى الشُّهَدَاءِ، فَإِنَّهُمْ هُنَاكَ، وَ قُلِ:
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الرَّبَّانِيُّونَ، أَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ 744 وَ نَحْنُ لَكُمْ تَبَعٌ وَ أَنْصَارٌ، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَنْصَارُ اللَّهِ جَلَّ اسْمُهُ، وَ سَادَةُ الشُّهَدَاءِ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ، صَبَرْتُمْ وَ احْتَسَبْتُمْ وَ لَمْ تَهِنُوا، وَ لَمْ تَضْعُفُوا، وَ لَمْ تَسْتَكِينُوا، حَتَّى لَقِيتُمُ اللَّهَ جَلَّ وَ عَزَّ عَلَى سَبِيلِ الْحَقِّ وَ نَصْرِهِ، وَ كَلِمَةِ اللَّهِ التَّامَّةِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَى أَرْوَاحِكُمْ وَ أَبْدَانِكُمْ وَ سَلَّمَ تَسْلِيماً، أَبْشِرُوا رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ بِمَوْعِدِ اللَّهِ الَّذِي لَا خُلْفَ لَهُ، اللَّهُ تَعَالَى مُدْرِكٌ بِكُمْ ثَأْرَ مَا وَعَدَكُمْ، إِنَّهُ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ* .
أَشْهَدُ أَنَّكُمْ جَاهَدْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَ قُتِلْتُمْ عَلَى مِنْهَاجِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ ابْنِ رَسُولِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَجَزَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الرَّسُولِ وَ ابْنِهِ وَ ذُرِّيَّتِهِ أَفْضَلَ الْجَزَاءِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَكُمْ وَعْدَهُ وَ أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ..
باب زيارة العباس بن علي صلوات الله عليه:
ثُمَّ امْشِ حَتَّى تَأْتِيَ مَشْهَدَ الْعَبَّاسِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَإِذَا أَتَيْتَهُ فَقِفْ
عَلَى بَابِ السَّقِيفَةِ وَ قُلْ:
سَلَامُ اللَّهِ وَ سَلَامُ مَلَائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ، وَ أَنْبِيَائِهِ الْمُرْسَلِينَ، وَ عِبَادِهِ الصَّالِحِينَ، وَ جَمِيعِ الشُّهَدَاءِ وَ الصِّدِّيقِينَ، وَ الزَّاكِيَاتِ الطَّيِّبَاتِ فِيمَا تَغْتَدِي وَ تَرُوحُ، عَلَيْكَ يَا ابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، أَشْهَدُ لَكَ بِالتَّسْلِيمِ وَ التَّصْدِيقِ لِخَلَفِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ الْمُرْسَلِ، وَ السِّبْطِ الْمُنْتَجَبِ، وَ الدَّلِيلِ الْعَالِمِ، وَ الْوَصِيِّ الْمُبَلِّغِ، وَ الْمَظْلُومِ الْمُضْطَهَدِ 745 فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنْ رَسُولِهِ وَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ عَنِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ أَفْضَلَ الْجَزَاءِ، بِمَا صَبَرْتَ وَ احْتَسَبْتَ وَ أَعَنْتَ، فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ، وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ جَهِلَ حَقَّكَ، وَ اسْتَخَفَّ بِحُرْمَتِكَ، وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ حَالَ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ مَاءِ الْفُرَاتِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قُتِلْتَ مَظْلُوماً، وَ أَنَّ اللَّهَ مُنْجِزٌ لَكُمْ مَا وَعَدَكُمْ.
جِئْتُكَ يَا ابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَافِداً إِلَيْكُمْ، وَ قَلْبِي مُسَلِّمٌ لَكُمْ، وَ أَنَا لَكُمْ تَابِعٌ، وَ نُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ، حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَ هُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لَا مَعَ عَدُوِّكُمْ، إِنِّي بِكُمْ وَ بِإِيَابِكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَ بِمَنْ خَالَفَكُمْ وَ قَتَلَكُمْ مِنَ الْكَافِرِينَ، لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكُمْ بِالْأَيْدِي وَ الْأَلْسُنِ.
ثُمَّ ادْخُلْ، وَ انْكَبَّ عَلَى الْقَبْرِ، وَ قُلِ:
السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ، الْمُطِيعُ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ، وَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَ سَلَّمَ، السَّلَامُ
عَلَيْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ وَ مَغْفِرَتُهُ وَ عَلَى رُوحِكَ وَ بَدَنِكَ.
أَشْهَدُ وَ أُشْهِدُ اللَّهَ أَنَّكَ مَضَيْتَ عَلَى مَا مَضَى عَلَيْهِ الْبَدْرِيُّونَ وَ الْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، الْمُنَاصِحُونَ لَهُ فِي جِهَادِ أَعْدَائِهِ، الْمُبَالِغُونَ فِي نُصْرَةِ أَوْلِيَائِهِ، الذَّابُّونَ عَنْ أَحِبَّائِهِ، فَجَزَاكَ اللَّهُ أَفْضَلَ الْجَزَاءِ، وَ أَوْفَرَ جَزَاءِ أَحَدٍ مِمَّنْ وَفَى بِبَيْعَتِهِ، وَ اسْتَجَابَ لَهُ دَعْوَتَهُ، وَ أَطَاعَ وُلَاةَ أَمْرِهِ.
وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَالَغْتَ فِي النَّصِيحَةِ، وَ أَعْطَيْتَ بِهِ غَايَةَ الْمَجْهُودِ، فَبَعَثَكَ اللَّهُ فِي الشُّهَدَاءِ، وَ جَعَلَ رُوحَكَ مَعَ أَرْوَاحِ السُّعَدَاءِ، وَ أَعْطَاكَ مِنْ جِنَانِهِ أَفْسَحَهَا مَنْزِلًا، وَ أَفْضَلَهَا غُرَفاً، وَ رَفَعَ ذِكْرَكَ فِي الْعِلِّيِّينَ، وَ حَشَرَكَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً .
أَشْهَدُ أَنَّكَ لَمْ تَهِنْ وَ لَمْ تَنْكُلْ، وَ أَنَّكَ مَضَيْتَ عَلَى بَصِيرَةٍ مِنْ أَمْرِكَ، مُقْتَدِياً بِالصَّالِحِينَ، وَ مُتَّبِعاً لِلنَّبِيِّينَ، فَجَمَعَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ رَسُولِهِ وَ أَوْلِيَائِهِ فِي مَنَازِلَ الْمُحْسِنِينَ، فَإِنَّهُ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.
ثُمَّ انْحَرِفْ إِلَى عِنْدِ الرَّأْسِ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ صَلِّ بَعْدَهُمَا مَا بَدَا لَكَ، وَ ادْعُ اللَّهَ كَثِيراً، وَ قُلْ عَقِيبَ الرَّكَعَاتِ:
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لَا تَدَعْ لِي فِي هَذَا الْمَكَانِ الْمُكَرَّمِ وَ الْمَشْهَدِ الْمُعَظِّمِ ذَنْباً إِلَّا غَفَرْتَهُ، وَ لَا هَمّاً إِلَّا فَرَّجْتَهُ، وَ لَا مَرَضاً إِلَّا شَفَيْتَهُ، وَ لَا عَيْباً إِلَّا سَتَرْتَهُ، وَ لَا رِزْقاً إِلَّا بَسَطْتَهُ، وَ لَا خَوْفاً إِلَّا آمَنْتَهُ، وَ لَا شَمْلًا إِلَّا جَمَعْتَهُ، وَ لَا غَائِباً إِلَّا حَفِظَتْهُ وَ أَدَّيْتَهُ، وَ لَا حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ لَكَ فِيهَا رَضًى وَ لِيَ فِيهَا صَلَاحٌ إِلَّا قَضَيْتَهَا، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
ثُمَّ عُدْ إِلَى الضَّرِيحِ فَقِفْ عِنْدَ الرِّجْلَيْنِ وَ قُلِ:
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْفَضْلِ الْعَبَّاسَ بْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ أَوَّلِ الْقَوْمِ إِسْلَاماً وَ أَقْدَمِهِمْ إِيمَاناً وَ أَقْوَمِهِمْ بِدِينِ اللَّهِ وَ أَحْوَطِهِمْ عَلَى الْإِسْلَامِ.
أَشْهَدُ لَقَدْ نَصَحْتَ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِأَخِيكَ، فَنِعْمَ الْأَخُ الْمُوَاسِي 746 ، فَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً اسْتَحَلَّتْ مِنْكَ الْمَحَارِمَ، وَ انْتَهَكَتْ حُرْمَةَ الْإِسْلَامِ.
فَنِعْمَ الصَّابِرُ الْمُجَاهِدُ الْمُحَامِي النَّاصِرُ، وَ الْأَخُ الدَّافِعُ عَنْ أَخِيهِ، الْمُجِيبُ إِلَى طَاعَةِ رَبِّهِ، الرَّاغِبُ فِيمَا زَهِدَ فِيهِ غَيْرُهُ، مِنَ الثَّوَابِ الْجَزِيلِ وَ الثَّنَاءِ الْجَمِيلِ، فَأَلْحَقَكَ اللَّهُ بِدَرَجَةِ آبَائِكَ فِي دَارِ النَّعِيمِ.