کتابخانه روایات شیعه
حَتَّى لَقَدْ غَرَّتْهُمْ أَنَاتُكَ 854 عَنِ النُّزُوعِ، وَ صَدَّهُمْ 855 إِمْهَالُكَ عَنِ الرُّجُوعِ، وَ إِنَّمَا تَأَنَّيْتَ بِهِمْ لِيَفِيؤُوا 856 إِلَى أَمْرِكَ، وَ أَمْهَلْتَهُمْ ثِقَةً بِدَوَامِ مُلْكِكَ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ خَتَمْتَ لَهُ بِهَا، وَ مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ خَذَلْتَهُ لَهَا، كُلُّهُمْ صَائِرُونَ إِلَى حُكْمِكَ، وَ أُمُورُهُمْ آئِلَةٌ 857 إِلَى أَمْرِكَ، لَمْ يَهِنْ عَلَى طُولِ مُدَّتِهِمْ سُلْطَانُكَ، وَ لَمْ يَدْحَضْ 858 لِتَرْكِ مُعَاجَلَتِهِمْ بُرْهَانُكَ، حُجَّتُكَ قَائِمَةٌ لَا تُدْحَضُ 859 ، وَ سُلْطَانُكَ ثَابِتٌ لَا يَزُولُ.
فَالْوَيْلُ الدَّائِمُ لِمَنْ جَنَحَ 860 عَنْكَ، وَ الْخَيْبَةُ الْخَاذِلَةُ لِمَنْ خَابَ مِنْكَ، وَ الشَّقَاءُ الْأَشْقَى لِمَنِ اغْتَرَّ بِكَ، مَا أَكْثَرَ تَصَرُّفَهُ فِي عَذَابِكَ، وَ مَا أَطْوَلَ تَرَدُّدَهُ فِي عِقَابِكَ، وَ مَا أَبْعَدَ غَايَتَهُ مِنَ الْفَرَجِ، وَ مَا أَقْنَطَهُ مِنْ سُهُولَةِ الْمَخْرَجِ، عَدْلًا مِنْ قَضَائِكَ لَا تَجُورُ فِيهِ، وَ إِنْصَافاً مِنْ حُكْمِكَ لَا تَحِيفُ 861 عَلَيْهِ.
فَقَدْ ظَاهَرْتَ 862 الْحُجَجَ، وَ أَبْلَيْتَ الْأَعْذَارَ 863 وَ قَدْ تَقَدَّمْتَ بِالْوَعِيدِ،
وَ تَلَطَّفْتَ فِي التَّرْغِيبِ، وَ بَالَغْتَ فِي التَّرْهِيبِ، وَ ضَرَبْتَ الْأَمْثَالَ، وَ أَطَلْتَ الْإِمْهَالَ، وَ أَخَّرْتَ وَ أَنْتَ مُسْتَطِيعٌ لِلْمُعَاجَلَةِ، وَ تَأَنَّيْتَ وَ أَنْتَ مَلِيءٌ بِالْمُبَادَرَةِ، لَمْ تَكُنْ أَنَاتُكَ عَجْزاً، وَ لَا إِمْهَالُكَ وَهْناً 864 ، وَ لَا إِنْظَارُكَ مُدَارَاةً، بَلْ لِتَكُونَ حُجَّتُكَ الْأَبْلَغَ، وَ كَرَمُكَ الْأَكْمَلَ، وَ إِحْسَانُكَ الْأَوْفَى، وَ نِعْمَتُكَ الْأَتَمَّ.
وَ كُلُّ ذَلِكَ كَانَ وَ لَمْ تَزَلْ، وَ هُوَ كَائِنٌ وَ لَا تَزُولُ، نِعْمَتُكَ أَجَلُّ مِنْ أَنْ تُوصَفَ بِكُلِّهَا، وَ مَجْدُكَ أَرْفَعُ مِنْ أَنْ يُحَدَّ بِكُنْهِهِ 865 ، وَ نِعْمَتُكَ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُحْصَى بِأَسْرِهَا، وَ إِحْسَانُكَ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُشْكَرَ عَلَى أَقَلِّهِ، فَقَدْ قَصُرَ بِيَ السُّكُوتُ عَنْ تَحْمِيدِكَ، وَ فَهَّهَنِي 866 الْإِمْسَاكُ عَنْ تَمْجِيدِكَ، وَ قُصَارَايَ الْإِقْرَارُ بِالْحُسُورِ، لَا رَغْبَةً يَا إِلَهِي بَلْ عَجْزاً.
فَهَا أَنَا ذَا أَؤُمُّكَ 867 بِالْوِفَادَةِ وَ أَسْأَلُكَ حُسْنَ الرِّفَادَةِ 868 ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اسْمَعْ نَجْوَايَ، وَ اسْتَجِبْ دُعَائِي، وَ لَا تَخْتِمْ يَوْمِي بِخَيْبَتِي، وَ لَا تَجْبَهْنِي بِالرَّدِّ فِي مَسْأَلَتِي، وَ أَكْرِمْ مِنْ عِنْدِكَ مُنْصَرَفِي، وَ إِلَيْكَ مُنْقَلَبِي، إِنَّكَ غَيْرُ ضَائِقٍ عَمَّا تُرِيدُ، وَ لَا عَاجِزٍ عَمَّا تُسْأَلُ، وَ أَنْتَ عَلَى كُلِ
شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ 869 ..
[استحباب قراءة دعاء الإمام الصادق ع يوم عرفة]
ه- وَ يُسْتَحَبُّ أَنْ يَقُولَ مَا رَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ مَوْلَانَا الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، قَالَ: سَمِعْتُهُ وَ هُوَ بِعَرَفَةَ يَقُولُ:
اللَّهُمَّ اجْعَلْ خُطُوَاتِي هَذِهِ الَّتِي خَطَوْتُهَا فِي طَاعَتِكَ كَفَّارَةً لِمَا خَطَوْتُهَا فِي مَعْصِيَتِكَ، اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَمَرْتَنَا أَنْ نَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَنَا وَ قَدْ ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا فَاعْفُ عَنَّا.
اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ: اسْتَعِينُوا عَلَى كُلِّ صَنْعَةٍ بِصَالِحِي أَهْلِهَا، اللَّهُمَّ فَأَنَا صُنْعُكَ فَاصْنَعْ فِيَّ خَيْراً.
اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا نَبَاتَ نِعْمَتِكَ وَ لَا تَجْعَلْنَا حَصَادَ نَقِمَتِكَ، اللَّهُمَّ هَذِهِ لَيْلَةُ عِيدٍ وَ لَكَ فِيهَا أَضْيَافٌ وَ أَنَا ضَيْفُكَ فَاجْعَلْ قِرَايَ الْجَنَّةَ وَ أَطْعِمْنِي عِنَباً وَ رُطَباً.
قَالَ سُفْيَانُ: فَوَ اللَّهِ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَنْزِلَ وَ أَشْتَرِيَ لَهُ تَمْراً وَ مَوْزاً، وَ أَقُولَ لَهُ: هَذَا عِوَضُ الْعِنَبِ وَ الرُّطَبِ، فَإِذَا أَنَا بِسَلَّتَيْنِ مُعَاطِيَتَيْنِ قَدْ وُضِعَتَا بَيْنَ يَدَيْهِ، إِحْدَاهَا رُطَبٌ وَ الْأُخْرَى عِنَبٌ- تَمَامَ الْخَبَرِ.
و- زيارة ابي عبد اللّه عليه السّلام في يوم عرفة
وَ مَنْ لَمْ يُمْكِنْهُ حُضُورُ الْمَوْقِفِ لِلْحَجِّ وَ قَدَرَ عَلَى إِتْيَانِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَوْمَ عَرَفَةَ فَلْيَحْضُرْ، فَإِنَّ فِي ذَلِكَ فَضْلًا كَبِيراً، وَ قَدْ ذَكَرْنَا فِيمَا سَلَفَ مِنْ هَذَا الْكِتَابِ، فَيَنْبَغِي أَنْ تَغْتَسِلَ مِنَ الْفُرَاتِ إِنْ أَمْكَنَكَ وَ إِلَّا فَمِنْ حَيْثُ تَقْدِرُ عَلَيْهِ وَ تَمْشِي عَلَى سَكِينَةٍ وَ وَقَارٍ، فَإِذَا بَلَغْتَ بَابَ الْحَائِرِ فَكَبِّرِ اللَّهَ تَعَالَى وَ قُلِ:
اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيراً، وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيراً، وَ سُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَ أَصِيلًا، وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ، لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِ .
ثُمَّ تُسَلِّمُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ عَلَى الْأَئِمَّةِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ مِنْ بَعْدِهِ، ثُمَّ تَقُولُ:
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، عَبْدُكَ وَ ابْنُ عَبْدِكَ، وَ ابْنُ أَمَتِكَ، الْمُوَالِي لِوَلِيِّكَ، الْمُعَادِي لِعَدُوِّكَ، اسْتَجَارَ بِمَشْهَدِكَ، وَ تَقَرَّبَ إِلَيْكَ بِقَصْدِكَ، وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانِي لِوَلَايَتِكَ، وَ خَصَّنِي بِزِيَارَتِكَ، وَ سَهَّلَ لِي قَصْدَكَ.
ثُمَّ تَأْتِي بَابَ الْقُبَّةِ فَتَقِفُ مِمَّا يَلِي الرَّأْسَ وَ تَقُولُ:
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا
وَارِثَ مُوسَى كَلِيمِ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عِيسَى رُوحِ اللَّهِ.
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ حُجَّةِ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَى، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ عَلِيٍّ الْمُرْتَضَى، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ خَدِيجَةَ الْكُبْرَى.
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ثَارَ اللَّهِ وَ ابْنَ ثَارِهِ وَ الْوِتْرَ الْمَوْتُورَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلَاةَ، وَ آتَيْتَ الزَّكَاةَ، وَ أَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَ نَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَ أَطَعْتَ اللَّهَ حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ.
لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذَلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ، يَا مَوْلَايَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، أُشْهِدُ اللَّهَ وَ مَلَائِكَتَهُ وَ أَنْبِيَاءَهُ وَ رُسُلَهُ أَنِّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ، وَ بِإِيَابِكُمْ مُوقِنٌ، بِشَرَائِعِ دِينِي وَ خَوَاتِيمِ عَمَلِي، فَصَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَ عَلَى أَرْوَاحِكُمْ وَ عَلَى أَجْسَادِكُمْ، وَ عَلَى شَاهِدِكُمْ وَ غَائِبِكُمْ، وَ ظَاهِرِكُمْ وَ بَاطِنِكُمْ.
ثُمَّ انْكَبَّ عَلَى الْقَبْرِ وَ قَبِّلْهُ وَ قُلْ:
بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ وَ جَلَّتِ الْمُصِيبَةُ بِكَ عَلَيْنَا وَ عَلَى جَمِيعِ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ، فَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً أَسْرَجَتْ وَ أَلْجَمَتْ وَ تَهَيَّأَتْ لِقِتَالِكَ، يَا مَوْلَايَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قَصَدْتُ حَرَمَكَ وَ أَتَيْتُ مَشْهَدَكَ، أَسْأَلُ اللَّهَ بِالثَّارِ الَّذِي لَكَ عِنْدَهُ، وَ الْمَحَلِّ الَّذِي لَكَ لَدَيْهِ أَنِّ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ يَجْعَلَنِي مَعَكُمْ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ.
ثُمَّ تُصَلِّي عِنْدَ الرَّأْسِ، تَقْرَأُ فِيهَا مَا أَحْبَبْتَ، فَإِذَا فَرَغْتَ فَقُلِ:
اللَّهُمَّ إِنِّي صَلَّيْتُ وَ رَكَعْتُ وَ سَجَدْتُ لَكَ، وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، لِأَنَّ الصَّلَاةَ وَ الرُّكُوعَ وَ السُّجُودَ لَا تَكُونُ إِلَّا لَكَ، لِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَبْلِغْهُمْ عَنِّي أَفْضَلَ السَّلَامِ وَ التَّحِيَّةِ، وَ ارْدُدْ عَلَيَّ مِنْهُمْ.
ثُمَّ صِرْ إِلَى عِنْدِ رِجْلَيِ الْحُسَيْنِ وَ زُرْ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ وَ رَأْسَهُ عِنْدَ رِجْلَيْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَ قُلِ:
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ نَبِيِّ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ الْحُسَيْنِ الشَّهِيدِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الشَّهِيدُ [وَ] ابْنُ الشَّهِيدِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمَظْلُومُ وَ ابْنُ الْمَظْلُومِ، لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذَلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ.
ثُمَّ انْكَبَّ عَلَى الْقَبْرِ وَ قَبِّلْهُ وَ قُلِ:
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللَّهِ وَ ابْنَ وَلِيِّهِ، لَقَدْ عَظُمَتِ الْمُصِيبَةُ وَ جَلَّتِ الرَّزِيَّةُ بِكَ عَلَيْنَا وَ عَلَى جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ، فَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَ أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ وَ إِلَيْكَ مِنْهُمْ.
ثُمَّ اخْرُجْ مِنَ الْبَابِ الَّذِي عِنْدَ رِجْلِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ فَتَوَجَّهْ هُنَاكَ إِلَى الشُّهَدَاءِ وَ زُرْهُمْ وَ قُلِ:
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَوْلِيَاءَ اللَّهِ وَ أَحِبَّاءَهُ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَصْفِيَاءَ اللَّهِ
وَ أَوِدَّاءَهُ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصَارَ دِينِ اللَّهِ وَ أَنْصَارَ نَبِيِّهِ وَ أَنْصَارَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، بِأَبِي أَنْتُمْ وَ أُمِّي طِبْتُمْ وَ طَابَتِ الْأَرْضُ الَّتِي فِيهَا دُفِنْتُمْ وَ فُزْتُمْ فَوْزاً عَظِيماً، فَيَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَكُمْ فَأَفُوزَ مَعَكُمْ.
ثُمَّ عُدْ إِلَى عِنْدِ رَأْسِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ أَكْثِرْ مِنَ الدُّعَاءِ لِنَفْسِكَ وَ لِأَهْلِكَ وَ إِخْوَانِكَ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِذَا أَرَدْتَ الْخُرُوجَ فَانْكَبَّ عَلَى الْقَبْرِ وَ قُلِ:
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَوْلَايَ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا صَفْوَةَ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا خَالِصَةَ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِينَ اللَّهِ، سَلَامَ مُوَدِّعٍ لَا قَالٍ وَ لَا سَئِمٍ، فَإِنْ أَمْضِي فَلَا عَنْ مَلَالَةٍ، وَ إِنْ أُقِمْ فَلَا عَنْ سُوءِ ظَنٍّ بِمَا وَعَدَ اللَّهُ الصَّابِرِينَ.
لَا جَعَلَهُ اللَّهُ يَا مَوْلَايَ آخِرَ الْعَهْدِ لِزِيَارَتِكَ، وَ رَزَقَنِي الْعَوْدَ إِلَى مَشْهَدِكَ، وَ الْمُقَامَ فِي حَرَمِكَ، وَ أَنْ يَجْعَلَنِي مَعَكُمْ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ.
ثُمَّ اخْرُجْ وَ لَا تُوَلِّ ظَهْرَكَ، وَ أَكْثِرْ مِنْ قَوْلِ:
إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ.
ثُمَّ امْضِ إِلَى مَشْهَدِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، فَإِذَا أَتَيْتَهُ فَقِفْ عَلَيْهِ وَ قُلِ: