کتابخانه روایات شیعه
ثُمَّ انْكَبَّ عَلَى الْقَبْرِ وَ ضَعْ خَدَّكَ عَلَيْهِ وَ تَحَوَّلْ إِلَى عِنْدِ الرَّأْسِ وَ قُلِ:
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَ سَمَائِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَى رُوحِكَ الطَّيِّبَةِ وَ جَسَدِكَ الطَّاهِرِ، وَ عَلَيْكَ السَّلَامُ يَا مَوْلَايَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ.
ثُمَّ تَحَوَّلْ إِلَى عِنْدِ الرِّجْلَيْنِ فَزُرْ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا، وَ قُلِ:
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَوْلَايَ وَ ابْنَ مَوْلَايَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ ظَلَمَكَ، وَ لَعَنَ مَنْ قَتَلَكَ، وَ ضَاعَفَ عَلَيْهِمُ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ.
ثُمَّ ادْعُ بِمَا أَرَدْتَ وَ زُرِ الشُّهَدَاءَ مُنْحَرِفاً مِنْ عِنْدِ الرِّجْلَيْنِ إِلَى الْقِبْلَةِ، فَقُلْ:
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الصِّدِّيقُونَ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الشُّهَدَاءُ الصَّابِرُونَ، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ جَاهَدْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَ صَبَرْتُمْ عَلَى الْأَذَى فِي جَنْبِ اللَّهِ، وَ نَصَحْتُمْ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِابْنِ رَسُولِهِ حَتَّى أَتَاكُمُ الْيَقِينُ.
أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّكُمْ تُرْزَقُونَ، جَزَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الْإِسْلَامِ وَ أَهْلِهِ أَفْضَلَ جَزَاءِ الْمُحْسِنِينَ، وَ جَمَعَ بَيْنَنَا وَ بَيْنَكُمْ فِي مَحَلِّ النَّعِيمِ.
ثُمَّ امْضِ إِلَى قَبْرِ الْعَبَّاسِ بْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، فَإِذَا أَتَيْتَهُ فَقِفْ عَلَيْهِ وَ قُلِ:
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ، الْمُطِيعُ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ.
أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ جَاهَدْتَ وَ نَصَحْتَ وَ صَبَرْتَ حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ، لَعَنَ اللَّهُ الظَّالِمِينَ لَكُمْ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ وَ أَلْحَقَهُمْ بِدَرْكِ الْجَحِيمِ.
ثُمَّ صَلِّ فِي مَسْجِدِهِ تَطَوُّعاً مَا أَحْبَبْتَ، وَ انْصَرِفْ.
فَإِذَا أَرَدْتَ وَدَاعَ سَيِّدِنَا أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ عِنْدَ انْصِرَافِكَ مِنْ مَشْهَدِهِ فَقِفْ عَلَى قَبْرِهِ كَمَا وَقَفْتَ عَلَيْهِ أَوَّلًا، وَ قُلِ:
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَوْلَايَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، هَذَا أَوَانُ انْصِرَافِي، غَيْرَ رَاغِبٍ عَنْكَ، وَ لَا مُسْتَبْدِلٍ بِكَ غَيْرَكَ، وَ أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ وَ أَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ، آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالرَّسُولِ وَ بِمَا جِئْتَ بِهِ وَ دَلَلْتَ عَلَيْهِ، اللَّهُمَّ اكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ.
اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلَ زِيَارَتِي هَذِهِ آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّي بِزِيَارَتِهِ، وَ ارْزُقْنِي الْعَوْدَ إِلَيْهِ أَبَداً مَا أَحْيَيْتَنِي، فَإِذَا تَوَفَّيْتَنِي فَاحْشُرْنِي مَعَهُ، وَ اجْمَعْ بَيْنِي وَ بَيْنَهُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ 1016 ..
القسم الخامس في زيارة سائر الأئمة عليهم السّلام
الباب (1) زيارة جامعة لسائر الأئمة عليهم السّلام
أَخْبَرَنِي الشَّيْخَانِ الْأَجَلَّانِ الْعَالِمَانِ الْفَقِيهَانِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَرَبِيُّ بْنُ مُسَافِرٍ الْعِبَادِيُّ وَ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ نَمَا بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُمْدُونٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قِرَاءَةً عَلَيْهِمَا فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ ثَلَاثٍ وَ سَبْعِينَ وَ خَمْسِمِائَةٍ، قَالا جَمِيعاً: أَخْبَرَنَا الشَّيْخَانِ الْجَلِيلَانِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ طَحَّالٍ الْمِقْدَادِيُّ وَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِلْيَاسُ بْنُ هِشَامٍ الْحَائِرِيُّ، قَالا جَمِيعاً: أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطُّوسِيُّ، عَنْ أَبِيهِ الشَّيْخِ السَّعِيدِ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الطُّوسِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ، عَنِ الشَّيْخِ الْمُفِيدِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنِ الشَّيْخِ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ بَابَوَيْهِ رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى وَ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الْكَاتِبُ، قَالا: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْكُوفِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبَرْمَكِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ النَّخَعِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ: عَلِّمْنِي يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَوْلًا أَقُولُهُ
بَلِيغاً كَامِلًا إِذَا زُرْتُ أَحَداً مِنْكُمْ، فَقَالَ:
إِذَا صِرْتَ إِلَى الْبَابِ فَقِفْ وَ اشْهَدِ الشَّهَادَتَيْنِ وَ أَنْتَ عَلَى غُسْلٍ، فَإِذَا دَخَلْتَ وَ رَأَيْتَ الْقَبْرَ فَقِفْ وَ قُلْ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ- ثَلَاثِينَ مَرَّةً، ثُمَّ امْشِ قَلِيلًا وَ عَلَيْكَ السَّكِينَةَ وَ الْوَقَارَ، وَ قَارِبْ مِنْ خُطَاكَ، ثُمَّ قِفْ وَ كَبِّرِ اللَّهَ ثَلَاثِينَ مَرَّةً، ثُمَّ ادْنُ مِنَ الْقَبْرِ وَ كَبِّرِ اللَّهَ أَرْبَعِينَ مَرَّةً، تَمَامَ مِائَةِ تَكْبِيرَةٍ، ثُمَّ قُلِ:
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ بَيْتِ النُّبُوَّةِ، وَ مَوْضِعَ الرِّسَالَةِ، وَ مُخْتَلَفَ الْمَلَائِكَةِ، وَ مَهْبِطَ الْوَحْيِ، وَ مَعْدِنَ الرَّحْمَةِ، وَ خُزَّانَ الْعِلْمِ، وَ مُنْتَهَى الْحِلْمِ، وَ أُصُولَ الْكَرَمِ، وَ قَادَةَ الْأُمَمِ، وَ أَوْلِيَاءَ النِّعَمِ، وَ عَنَاصِرَ الْأَبْرَارِ، وَ دَعَائِمَ الْأَخْيَارِ، وَ سَاسَةَ الْعِبَادِ، وَ أَرْكَانَ الْبِلَادِ، وَ أَبْوَابَ الْإِيمَانِ، وَ أُمَنَاءَ الرَّحْمَنِ، وَ سُلَالَةَ النَّبِيِّينَ، وَ صَفْوَةَ الْمُرْسَلِينَ، وَ عِتْرَةَ خِيَرَةِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ.