کتابخانه روایات شیعه
بِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى ثُمَّ قَالَ يَا دَاوُدُ هُمَا رَكْعَتَانِ وَ اللَّهِ لَا يُصَلِّيهِمَا أَحَدٌ فَيَرَى النَّارَ بِعَيْنِهِ بَعْدَ مَا يَأْتِي بَيْنَهُمَا مَا أَتَيْتُ فَلَمْ أَبْرَحْ مِنْ مَكَانِي حَتَّى عَلَّمَنِي قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ فَعَلِّمْنِي يَا أَبَتِ كَمَا عَلَّمَكَ قَالَ إِنِّي لَأُشْفِقُ عَلَيْكَ أَنْ تُضِيعَ قُلْتُ كَلَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ قَبْلَ أَنْ تَزُولَ الشَّمْسُ فَصَلِّهِمَا وَ اقْرَأْ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ وَ فِي الثَّانِيَةِ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ تَسْتَفْتِحُهُمَا بِفَاتِحَةِ الصَّلَاةِ فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْ قِرَاءَةِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ فَارْفَعْ يَدَيْكَ قَبْلَ أَنْ تَرْكَعَ وَ قُلْ: إِلَهِي إِلَهِي إِلَهِي أَسْأَلُكَ رَاغِباً وَ أَقْصِدُكَ سَائِلًا بَيْنَ يَدَيْكَ مُتَضَرِّعاً إِلَيْكَ إِنْ أَقْنَطَتْنِي ذُنُوبِي نَشَّطَنِي عَفْوُكَ وَ إِنْ أَسْكَتَنِي عَمَلِي أَنْطَقَنِي صَفْحُكَ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ الْعَفْوَ ثُمَّ تَرْكَعُ وَ تَفْرُغُ مِنْ تَسْبِيحِكَ وَ قُلْ: هَذَا وُقُوفُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ النَّارِ يَا رَبِّ أَدْعُوكَ مُتَضَرِّعاً وَ رَاكِعاً مُتَقَرِّباً إِلَيْكَ بِالذِّلَّةِ خَاشِعاً فَلَسْتُ بِأَوَّلِ مُنْطَقٍ مِنْ حِشْمَةٍ [جِسْمِهِ] مُتَذَلِّلًا
أَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مَوْلَايَ أَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ فَإِذَا سَجَدْتَ فَابْسُطْ يَدَيْكَ كَطَالِبِ حَاجَةٍ وَ قُلْ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى وَ بِحَمْدِهِ رَبِّ هَذِهِ يَدَايَ مَبْسُوطَتَانِ بَيْنَ يَدَيْكَ هَذِهِ جَوَامِعُ بَدَنِي خَاضِعَةً بِفِنَائِكَ وَ هَذِهِ أَسْبَابِي مُجْتَمِعَةً لِعِبَادَتِكَ لَا أَدْرِي بِأَيِّ نَعْمَائِكَ أَقُولُ وَ لَا لِأَيِّهَا أَقْصِدُ لِعِبَادَتِكَ أَمْ لِمَسْأَلَتِكَ أَمِ الرَّغْبَةِ إِلَيْكَ فَامْلَأْ قَلْبِي خَشْيَةً مِنْكَ وَ اجْعَلْنِي فِي كُلِّ حَالاتِي لَكَ قَصْدِي أَنْتَ سَيِّدِي فِي كُلِّ مَكَانٍ وَ إِنْ حُجِبَتْ عَنْكَ أَعْيُنُ النَّاظِرِينَ إِلَيْكَ أَسْأَلُكَ بِكَ إِذْ جَعَلْتَ فِيَّ طَمَعاً فِيكَ بِعَفْوِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تَرْحَمَ مَنْ يَسْأَلُكَ وَ هُوَ مَنْ قَدْ عَلِمْتَ بِكَمَالِ عُيُوبِهِ وَ ذُنُوبِهِ لَمْ يَبْسُطْ إِلَيْكَ يَدَهُ إِلَّا ثِقَةً بِكَ وَ لَا لِسَانَهُ إِلَّا فَرَجاً بِكَ فَارْحَمْ مَنْ كَثُرَ ذَنْبُهُ عَلَى قِلَّتِهِ وَ قَلَّتْ ذُنُوبُهُ فِي سَعَةِ عَفْوِكَ وَ جَرَّأَنِي جُرْمِي وَ ذَنْبِي بِمَا جَعَلْتَ فِيَّ مِنْ طَمَعٍ إِذَا يَئِسَ الْغَرُورُ الْجَهُولُ مِنْ فَضْلِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَسْأَلُكَ لِإِخْوَانِي
فِيكَ الْعَفْوَ الْعَفْوَ ثُمَّ تَجْلِسُ وَ تَسْجُدُ الثَّانِيَةَ وَ قُلْ يَا مَنْ هَدَانِي إِلَيْهِ وَ دَلَّنِي حَقِيقَةُ الْوُجُودِ عَلَيْهِ وَ سَاقَنِي مِنَ الْحَيْرَةِ إِلَى مَعْرِفَتِهِ وَ بَصَّرَنِي رُشْدِي بِرَأْفَتِهِ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اقْبَلْنِي عَبْداً وَ لا تَذَرْنِي فَرْداً أَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مَوْلَايَ ثُمَّ قَالَ دَاوُدُ وَ اللَّهِ لَقَدْ حَلَفَ لِي عَلَيْهَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ع وَ هُوَ تُجَاهَ الْقِبْلَةِ وَ إِنَّهُ لَا يَنْصَرِفُ أَحَدٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيِ اللَّهِ تَعَالَى إِلَّا مَغْفُوراً لَهُ وَ إِنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ قَضَاهَا.
و يقول السيد الإمام العالم العامل الفقيه العلامة الفاضل رضي الدين ركن الإسلام جمال العارفين ملك العلماء أفضل السادة أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس كبت الله أعداءه هذه صلاة جليلة عظيمة يعرفها من أنعم الله جل جلاله عليه بمعرفة أسرارها و إياك أيها العبد أن تهون فيها و كن صادقا في إخلاص العبادة بها و الاقتفاء لآثارها و اجتهد في تحصيل ما ترجو من الله جل جلاله بالاهتداء بأنوارها من شرف الإخلاص و تحف الاختصاص.
الفصل الرابع و الثلاثون فيما نذكره من صلاة في يوم الجمعة للسلامة من الفقر و الجنون و البلوى
بِإِسْنَادِي إِلَى جَدِّيَ السَّعِيدِ أَبِي جَعْفَرٍ الطُّوسِيِّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ قَالَ رَوَى عَنْبَسَةُ بْنُ مُصْعَبٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: مَنْ قَرَأَ سُورَةَ إِبْرَاهِيمَ وَ سُورَةَ الْحِجْرِ فِي رَكْعَتَيْنِ جَمِيعاً فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ لَمْ يُصِبْهُ فَقْرٌ أَبَداً وَ لَا جُنُونٌ وَ لَا بَلْوَى.
أقول و قد قدمنا في الفصل الرابع من هذا الجزء الرابع عدة صلاة في يوم الجمعة متضمنة لسعادات و عنايات فانظر ما هناك و اجتهد لنفسك على الاستدراك قبل الندم على ما فات و قبل حوائل الأوقات و قبل الممات.
الفصل الخامس و الثلاثون فيما نذكره من أربع صلوات و دعوات مختارات في يوم الجمعة
يقول السيد الإمام العالم العامل الفقيه العلامة الفاضل الكامل رضي الدين ركن الإسلام جمال العارفين صدر العلماء أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس الحسيني كبت الله أعداءه كن على أقل المراتب عند العارفين
في طلبك الحوائج من سلطان العالمين كما يكون لو طلبت حاجة مهمة من بعض ملوك الآدميين فإنك تتوصل في رضاهم بكل اجتهادك وقت حاجتك إليهم فكذلك اجتهد في رضا الله عز و جل عند حاجتك إليه و لا يكن إقبالك عليه دون إقبالك عليهم فتكون من المستهزءين الهالكين فإنك إذا قصدت الله جل جلاله في حاجة قد عجزت عنها أنت أو ملوك الدنيا بالكلية فكيف يجوز أن يكون اهتمامك برضا الجلالة الإلهية دون اهتمامك برضا من قد عجز عنها ثم إذا كان منزلة الله جل جلاله عندك أقل من منزلة ملوك الدنيا الذين هم مماليكه أ ما تكون مستخفا و مستهزئا و مصغرا لعظمة الله جل جلاله و معرضا عنها و هيهات أن تظفر مع ذلك بحاجتك بصلاتك أو صومك بل أنت بعيد منها أقول ثم لا تكن في صوم الحاجة و صلاتها كالمجرب الذي بطنه هل هذا الصوم و الصلاة يكفي في قضائها أم لا فإن الإنسان ما يجرب إلا على من يسوء ظنه به و قد عرفت أن الله جل جلاله قال
الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ و لكن كن على ثقة كاملة من رحمة الله جل جلاله الشاملة و من كمال جوده و إنجاز وعوده أبلغ مما تكون لو قصدت حاتما الجواد في طلب قيراط منه مع ما تسمعه عنه من الكرم و الإرفاد فإنك تقطع على التحقيق أنه يعطيك القيراط لو طلبته لك بكل طريق و اعلم أن حاجتك عند الله تعالى و جل جلاله أرحم الراحمين و أكرم الأكرمين أهون و أقل من قيراط عند حاتم الذي وثقت بقصده فإياك من ترك الثقة بقصد الله جل جلاله و رفده أقول ثم إذا سلمت من هذه المخافة و نجوت من خطر هذه الآفة و قمت لله جل جلاله بما تقدر عليه من حق الحرمة و الهيبة و الرحمة و الرأفة فليكن نيتك في صوم حاجتك و صلاتك لنازلتك أنك تقصد أنك تصوم صوم الحاجة و تصلي صلاة الحاجة للأهم فالأهم من حاجاتك الدينية و أهمها حوائج من أنت في خفاوة هدايته و حمايته من الصفوة النبوية فيكون صومك و صلاتك لأجل قضاء