کتابخانه روایات شیعه
فصل فيما نذكره من الجزء الثاني من الغريبين للأزهري في معنى قوله تعالى وَ لَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ . فصل فيما نذكره من الجزء الثالث من الغريبين للأزهري في معنى قوله حديث علي ع و قوله لنا حق إن نعطه نأخذه و إن نمنعه نركب أعجاز الإبل. فصل فيما نذكره من الجزء الرابع من الغريبين للأزهري في قوله تعالى فَمُسْتَقَرٌّ وَ مُسْتَوْدَعٌ . فصل فيما نذكره من الجزء الخامس من الغريبين للأزهري في معنى الحديث النظر إلى وجه علي عبادة. فصل فيما نذكره من كتاب عليه جزء فيه اختلاف المصاحف تأليف أبي جعفر محمد بن منصور رواية محمد بن مروان. فصل فيما نذكره من جزء المجلدة التي فيها اختلاف المصاحف جزء فيه عدد سور القرآن و عدد آياته و عدد كلماته و حروفه و نصفه و أثلاثه و أخماسه و أسداسه و أسباعه و أثمانه و أتساعه و أعشاره و أجزاء ثلاثين تأليف محمد بن منصور بن يزيد المقري. فصل فيما نذكره عن محمد بن بحر الرهني من الجزء الثاني من مقدمات علم القرآن من التفاوت في المصاحف التي بعث بها عثمان إلى الأمصار. فصل فيما نذكره من كتاب مجلد يقول مصنفه في خطبته هذا كتاب جمعت فيه ما استفدته في مجلس الشيخ أبي زرعة عبد الرحمن بن محمد بن بحلة المقري و هو يتضمن ذكر ما نزل من القرآن الشريف بمكة و المدينة و ما اتفقوا عليه من ذلك و ما اختلفوا فيه. فصل فيما نذكره من كتاب جامع في وقف القارئ للقرآن و هو من جملة المجلدة المذكورة قبل هذا الفصل في ذكره قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ . فصل فيما نذكره عما نزل من القرآن بالمدينة على ما وجدناه و رويناه عن جدي الطوسي و سوف نرتب على ترتيب الأبواب التي في كتاب
الإبانة من أسماء كتب الخزانة التي وقفنا ما اشتمل عليه و نذكر لكل كتاب فصلا نستدل به عليه فنقول.
الباب الأول فيما وقفناه من المصاحف المعظمة و الربعات المكرمة
[فيما يذكره من المصحف الشريف]
فصل [في أن الله جل جلاله هو المستحق للعبادة دون كل من عداه]
فيما نذكره من مصحف خاتم قطع الثلث واضح الخط وقفته على وقفية كتب الخزانة من وجهة ثانية سادس عشر سطر منها و بعض الآية أوله- يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَ لَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَ إِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَ الْمَطْلُوبُ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ . يقول علي بن موسى بن طاوس هذه الآية الشريفة ناطقة بسعد السعود للنفوس و الكشف بهذا الوصف أن الله جل جلاله هو المستحق للعبادة دون كل من عداه و أن كل معبود دونه يشهد ضعفه عليه أنه لا يجوز عبادته و الاشتغال به عمن فطره و قواه
فصل [في خلقة الانسان]
فيما نذكره من مصحف آخر خاتم وقفناه على ولدي محمد قالبه ثمن الورقة الكبيرة عتيق من وجهه أوله من آخر السطر السابع منها و تمامها في أول السطر العاشر- وَ مِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ وَ مِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَ جَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَ رَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ . أقول و في هاتين الآيتين من التنبيه على الوجود و السعود و الرحمة و الجود ما إن ذكرنا ما نعرفه فيه خرج الكتاب عن المقصود لكن نقول إن أقصى حياة التراب بالماء و النبات و ما كان لسان حاله يبلغ في الأماني
و الإرادات إلى أن يكون بشرا نادرا و فطنا ماهرا أو سلطانا قاهرا و يسجد له الملائكة أجمعون و يكون منه إبراهيم خليلا و موسى كليما و عيسى روحا و محمد حبيبا و سائر الأنبياء و الأوصياء و الأولياء فسبحان الله من يجود على الضعيف حتى يجعله أقوى الأقوياء و على البعيد حتى يصير من الخواص القرباء و على من يوطأ بالأقدام و هو كالفراش للأنعام حتى يبلغ إلى ما بلغ التراب إليه من النظام و التمام و الإكرام و الإنعام إن في ذلك و الله لآيات باهرات لذوي الأفهام ثم خلق حواء من جسد ليكون أبلغ في الأنس لأن النفس تسكن إلى النفس و وصل بينهما بمناسبة الأرواح و الألباب و رفعهما عن حكم التراب
فصل [في خلق السماوات و الأرض]
فيما نذكره مصحف شريف خاتم وقفناه على ولدي علي قالبه ربع الورقة جديد من وجهة ثانية من السطر التاسع و تمامها في أول السطر العاشر- وَ مِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَ أَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ . أقول و في هذا الإيضاح من السعود لأهل الفلاح ما تضيق الأعمار عن شرح أنواره و كشف أسراره فبان في العجائب السماوية و الأرضية و ترتيب أفلاكها و تقديرها و مسيرها و تدبيرها و إمساكها في جهاتها و اختلاف الألسن و الألوان على مرور الدهور و تقلباتها مما يحار العقول في وصفه و ترجع الأفكار عن جرأة كشفه
فصل [في نوم الإنسان]
فيما نذكره من مصحف معظم مكمل أربعة أجزاء وقفناه على ابنتي الحافظة لكتاب الله المجيد شرف الأشراف حفظته و عمرها اثنتا عشرة سنة من الربع الثالث من وجهة ثانية قد تكررت فيها الآية قصرت على أوله- وَ مِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ وَ ابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ وَ مِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ يُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ . أقول إن كيفية ورود النوم على الإنسان من غير مرض و لا آفة بل بالتلذذ له و هو أخو الموت المتلف لكل ما في الإنسان من مواهب الرحمة
و الرأفة حتى يصير غائبا عما كان تحت يديه و محكوما عليه لعجب عجيب لا يبلغ الوصف إليه و دال على كمال الاقتدار و أن يجعل الموت المختلف من جملة اللذات و المسار ثم وروده بحسب راحة الأجساد و استعدادها للابتغاء من فضله من أرزاق العباد و إحياءها بالبعث منه و الإعادة على النائم كما كان قد خرج عنه لدلالات باهرات و مثالا لإحياء الأموات ثم في مشاهدة البروق اللوامع بالخوف و الرجاء بحسب المنافع و إحياء الأرض بالماء و النبات لشاهد ناطق بإعادة الأجساد الفانيات
فصل [في قيام السماء و الأرض بأمر الله]
فيما نذكره من مصحف معظم تام أربعة أجزاء وقفته على ابنتي الحافظة للقرآن الكريم فاطمة حفظته و عمرها دون تسع سنين من الربع الثالث منه في أول السطر الرابع من وجهة ثانية و تمامها في السطر الخامس- وَ مِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ . أقول إن منشئ السماء و الأرض ماسكهما من النزول و الحفظ و القيم بما فيهما من الحكمة بأحسن الحياطة و الحفظ القادر بغير ارتياب أن يصرفهما تحت أمره بالخراب و الإنشاء و إعادة الأموات بعد الإفناء إلى مقام الأحياء كما فعل في الابتداء
فصل [في دحو الأرض و بسطها]
فيما نذكره من مصحف لطيف يصلح للتقليد وهبته لولدي محمد و هو طفل قبل الوقفية من وجهة ثانية من آخر سطر منها و تمامها في الوجهة الأولى من القائمة الأخرى- هُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَ جَعَلَ فِيها رَواسِيَ وَ أَنْهاراً وَ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ جَعَلَ فِيها زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ . أقول إن في بسط الأرض و دحوها فراشا للعباد و تسكينها أن تضطرب لما جعل فيها من الجبال و الأوتاد و شق البحار و الأنهار التي لا يدخل حفرها تحت قوة البشر بوجه من وجوه الاقتدار و إجراء المياه فيها إلى غير نهاية في العيان من غير زيادة فيما يرميه إلى البحار لدلالات للإنسان
من أعظم برهان على وجود القادر المبتدئ بالإحسان و نفوذ حكمه في أقطار الإمكان
فصل [في التعريف بقدرة الله]
فيما نذكره من مصحف آخر لطيف كنت وهبته لولدي محمد يصلح للتقليد من وجهة أوله في السطر الثامن و تمامها في السطر العاشر- وَ فِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَ جَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَ زَرْعٌ وَ نَخِيلٌ صِنْوانٌ وَ غَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَ نُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ . أقول إن في مطاوي هذه الآيات الباهرة من التعريف بقدرة الله جل جلاله القاهرة لعجائب لذوي القلوب و العيون الباصرة فإن الأرض قد تكون على صفة واحدة و الماء جنس واحد و الهواء طبع واحد و التوابع متساوية و العروق و الأجذاع و أصول الأشجار لها حال لا يختلف كل واحد منها في ذاته و صفاته و ثمارها مختلفة غاية الاختلاف في تقلب ذاته و كيفياته و روائحه و لذاته فمن أين دخل عليه ما قد انتهت حاله إليه و ليس له مادة بذلك التقلب من عرق و لا أصل و لا شيء مما يشتمل عليه لو لا أن ...
فصل [في الإحسان للوالدين]
فيما نذكره من مصحف لطيف شريف قلدته لولدي محمد لما انحدر معي إلى سوراء وقفته عليه في وجهة أوله في سابع سطر و آخرها في السطر العاشر- وَ قَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَ لا تَنْهَرْهُما وَ قُلْ لَهُما قَوْلًا كَرِيماً وَ اخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَ قُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً . أقول لما كان الوالدان كالساعيين في الإنشاء قرن جل جلاله حقهما بحقه في الشكر و النعماء و جعل ذلك داعيا إلى ترغيب الآباء في ولادة الأبناء لعمارة دار الفناء و للإقامة في دار البقاء و أمره بخفض الجناح لوالديه فإنهما خفضا جناحهما له أيام كان محتاجا إليهما فكان ذلك كالفرض عليه و قاما بما كان يحتاج إليه و ما كانا من كسبه و ما سعى في إيجادهما و هما سعيا في
وجوده و هو من كسبهما فالمنة لله و لهما سالفة و متضاعفة عليه
فصل [في التغييرات الطارئة للإنسان]
فيما نذكره من مصحف لطيف شريف أيضا يصلح للتقليد وهبته لولدي محمد و هو في المهد قبل الوقفية من وجهة أوله من آخر السطر التاسع و تمامها في السطر الأول من الوجهة الثانية- يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَ غَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَ نُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَ مِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَ مِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً . أقول إن في شرح هذه التعبيرات للإنسان من البيان ما يكاد أن يهجم بالعقل على التصديق المغني عن زياد البرهان الحاكم بالعيان و الوجدان
فصل [في منن الله]
فيما نذكره من مصحف لطيف للتقليد وقفته على ولدي علي من وجهة ثانية من أواخر السطر الحادي عشر منها و تمامها في السطر الرابع عشر منها- وَ لَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ وَ حَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ رَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَ فَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلًا و قال تعالى قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَ الْأَبْصارَ وَ مَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَ يُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِ و قال جل جلاله هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ . أقول إن في بيان حمل بني آدم على يد قدرته في البر و البحر سائر على بساط ممسوك بقوة إلهية و وسائل رحمته و رزق بني آدم الطيبات على ما هم عليه من الخيانات التي لو فعلها بعض أولادهم هجروه أو طردوه و تفضيلهم على مخلوقات ما تعرضت لمعصيته و خلق الدنيا و الآخرة لهم مع الجهل بنعمته لعجائب من المائن مخجلة ممن أعادني و عقل و أيسر
فصل
أقول في تعريفهم بأرزاق السماء التي ليست في مقدورهم و أرزاق الأرض الخارجة عن تدبيرهم لحجج متواترة على مالك أمورهم و إن إخراج الحي من الميت و الميت من الحي لشهود صدق و يقين على وجود مالك
العالمين و إن التعجب منهم في الغفلة الصادرة عنهم و الغفول عن الذي إليه حياتهم و مماتهم و أرزاقهم و أقواتهم لموضع العجب و موضع الإنكار عليهم عند سوء الأدب
فصل [في التهديد بيوم الوعيد]
فيما نذكره من مصحف لطيف للتقليد من كلما ذكرنا وقفته بيدي يكون في حياتي و لولدي محمد بعد مماتي من وجهة أوله في السطر السابع و الثلاثين و تمامها في السطر الثامن و الثلاثين- يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَ اخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَ لا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَ لا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ . أقول إن هذا التهديد بيوم الوعيد لو صدر من سلطان إلى العبد منع لذة القرار و إن لم يكن فيه عذاب النار فكيف هان تهديد مالك الدنيا و الآخرة و عذاب النيران و أهوان الكرة الخاسرة
فصل [في إطلاع الله على أعمال العباد]
فيما نذكره من مصحف لطيف شريف قبل هذا بورقين المعهود وقفناه على صفة وقفية كتب الخزانة بتلك الشروط و الحدود و قال الله- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ لْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ . أقول إن هذا التهديد و هذا الإشفاق و التعريف باطلاع الله جل جلاله على أعمال العباد يكاد أن يأخذ بالأعناق إلى طاعة سلطان الدنيا و المعاد و أي عبد يطلع مولاه عليه فيستحسن أن يقع منه ما يقتضي غضبه عليه بل كيف يقدم عبد على عمل يعلم أنه ينتهي إلى سيده و يبلغ إليه و يوافق عليه و يكرهه منه مع دوام حاجته إليه
فصل [في الوعيد]