کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

سعد السعود للنفوس منضود

[مقدمة الناشر] ترجمة المؤلّف‏ مصنّفاته‏ خطبة الكتاب‏ الباب الأول فيما وقفناه من المصاحف المعظمة و الربعات المكرمة [فيما يذكره من المصحف الشريف‏] فصل [في أن الله جل جلاله هو المستحق للعبادة دون كل من عداه‏] فصل [في خلقة الانسان‏] فصل [في خلق السماوات و الأرض‏] فصل [في نوم الإنسان‏] فصل [في قيام السماء و الأرض بأمر الله‏] فصل [في دحو الأرض و بسطها] فصل [في التعريف بقدرة الله‏] فصل [في الإحسان للوالدين‏] فصل [في التغييرات الطارئة للإنسان‏] فصل [في منن الله‏] فصل‏ فصل [في التهديد بيوم الوعيد] فصل [في إطلاع الله على أعمال العباد] فصل [في الوعيد] فصل [في الأهوال‏] فصل [في ضعف الإنسان‏] [فيما نذكره من صحائف إدريس ع‏] فصل [في خلق السماوات و الأرض‏] فصل [في خلق الجن و إبليس‏] فصل [في هبوط آدم و زوجته إلى الأرض‏] فصل [في بناء آدم بيت الله‏] فصل [في نزول كتاب على آدم بالسريانية] فصل [في نبوة نبي الله شيث‏] فصل [في وصف الموت‏] فصل [في إنجاز الوعد من قبل الله لنبينا محمد ص‏] [فيما يذكره من سنن إدريس‏] فصل [في تقوى الله‏] فصل [في الدعاء] فصل [في الصوم‏] فصل [في الصلاة] فصل‏ [فيما نذكره من توراة] فصل [في عمر آدم‏] فصل [في إبراهيم و سارة و هاجر] فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل [في يعقوب و يوسف‏] فصل [في بعض منازل هارون من موسى‏] فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل [في موت هارون‏] فصل‏ فصل‏ فصل [في وفاة موسى‏] [فيما نذكره من زبور داود] فصل [في ما خاطب الله به داود] فصل [في أن لا تغفلوا عن الآخرة] فصل [في إن الأرض يرثها محمد و أمته‏] فصل [في الجنة و النعيم‏] فصل [في مواعظ متعددة] فصل [في الحذر من المعاصي‏] فصل [في أن لا تستخفوا بحق الله‏] فصل [في مسخ بني إسرئيل‏] فصل [في نبأ رجل دانت له قطرات‏] فصل [في أن الدنيا دلائل على الآخرة] فصل [في المعاصي و عقوبتها] فصل [في الحذر من طلب الثواب بالمخادعة] فصل‏ فصل [في الحث على ذكر الموت‏] [فيما يذكره من الإنجيل‏] فصل‏ فصل [في مريم و ولادتها عيسى‏] فصل [في مواعظ عيسى ع‏] فصل‏ فصل [في عيسى و تلاميذه في السفينة] فصل [في الشقاء في السبوت‏] فصل [في إمساك يحيى و قتله‏] فصل [في البشارة بمحمد ص‏] فصل [في ما يحتمل البشارة بمحمد ص‏] فصل [في مثل ضربه عيسى لبنى إسرائيل‏] فصل [في بشارة عيسى لتلاميذه أنه يعود إلى الدنيا] فصل [في خذلان تلامذة عيسى‏] فصل [في بشارة عيسى ع بمحمد ص‏] فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ الباب الثاني فيما وقفناه من كتب تفاسير القرآن الكريم و ما يختص به من تصانيف التعظيم و فيه فصول‏ فيما نذكره من مجلده الأول من كتاب التبيان‏ فصل [في الرجعة] فصل [في طالوت و من صبر معه‏] فصل [في بطلان قول المجبرة أن الكافر لا يقدر على الايمان‏] فصل [في آية البلاغ و النص على الامام علي ع يوم الغدير] فصل [في سبب ترك البسملة من أول سورة البراءة] [فيما نذكره من المجلد الأول من كتاب جوامع الجامع‏] [فيما نذكره من تفسير علي بن إبراهيم بن هاشم‏] [فيما نذكره من تأويل ما أنزل من القرآن في النبي ص تأليف أبي عبد الله محمد بن العباس بن علي بن مروان‏] فصل [في حديث القطيفة و اهدائها للإمام علي ع‏] فصل [في تفسير آية المباهلة] فصل [في حديث ما قاله رجل للإمام علي ع‏] فصل [في حديث الكساء] [فيما نذكره من الجزء الأول من ذكر ما نزل من القرآن في رسول الله ص و في علي و اهل البيت ع‏] [فيما نذكره من كتاب التفسير تأليف أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد القزويني‏] فصل [في حديث البساط] [فيما نذكره من كتاب فيه ذكر الآيات التي نزلت في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع‏] فصل [في حديث البساط] [فيما نذكره من آي القرآن المنزلة في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع للمفيد] [فيما نذكره من تفسير القرآن ابن عقدة] فصل [في حديث قوم أهل أيلة] فصل [في الصبر الجميل‏] [فيما نذكره من تفسير أهل البيت ع‏] فصل [في حديث إخوة يوسف‏] [فيما نذكره من كتاب تفسير للقرآن‏] [فيما نذكره من كتاب فيه مقرأ رسول الله و علي و الحسن و الحسين‏] [فيما نذكره من تفسير أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ص‏] فصل [في عصا موسى و هي عصا آدم‏] [فيما نذكره من كتاب قصص الأنبياء للراوندي‏] فصل [في قصة إدريس‏] [فيما نذكره من كتاب فقه القرآن للراوندي‏] [فيما نذكره من الكتاب الكشاف‏] فصل [في حديث زكريا و مريم‏] فصل [في خذلان قوم موسى‏] فصل [في اجتماع القوم على أبي طالب و دفاعه عن النبي‏] فصل [في حديث ياسر و سمية] فصل [في حديث قريظة و بني النضير] فصل [في تفسير آية هل آتى‏] [فيما نذكره من تفسير الجبايي‏] فصل [في ترجمة الجبايي‏] فصل [في طعن الجبايى على الشيعة] فصل [في الخضر] [فيما نذكره من تفسير البلخي‏] فصل [في أن النبي جمع القرآن قبل وفاته‏] [فيما نذكره من تفسير الكلبي‏] فصل [في حديث النجاشي‏] فصل [في حديث أبي بن أبي خلف مع النبي‏] فصل [في حديث مالك بن عوف مع النبي‏] فصل [في الوحي إلى رسول الله‏] [فيما نذكره من مختصر تفسير الثعلبي‏] فصل [في عرض الأعمال على رسول الله‏] [فيما نذكره من حقائق التفسير لأبي عبد الرحمن السلمي‏] [فيما نذكره من كتاب زيادات حقائق التفسير للسلمي‏] [فيما نذكره من تفسير الكلبي‏] فصل [في قصة فرعون‏] فصل [في حديث أصنام كانت في الحجر] فصل [في بعثت قريش إلى المدينة] [فيما نذكره من مجلد لم يذكر اسم مصنفه‏] [فيما نذكره من غريب القرآن للازدي‏] [فيما نذكره من تفسير ابن جريح‏] [فيما نذكره من مجلد في تفسير القرآن‏] [فيما نذكره من كتاب أسباب النزول للواحدي‏] [فيما نذكره من رسالة في مدح الأقل و ذم الأكثر عن زيد بن علي بن الحسين ع‏] فصل [في مناظرة زيد لأهل الشام‏] [فيما نذكره من كتاب قصص القرآن للنيسابوري‏] فصل [في الملكين الحافظين‏] [فيما نذكره من كتاب الناسخ و المنسوخ للبغدادي‏] [فيما نذكره من مقدمات علم القرآن للرهني‏] فصل [في اختلاف القراءات‏] [فيما نذكره من كتاب الحذف و الإضمار للمقرى‏] فصل [في قصة أصحاب الكهف‏] [فيما نذكره من شرح تأويل القرآن للاصفهاني‏] فصل [في تفسير الحروف المقطعة] [فيما نذكره من تفسير القرآن لم يذكر اسم مصنفه‏] [فيما نذكره من معاني القرآن للمروزى‏] فصل [في حديث قس بن ساعدة] [فيما نذكره مما نزل من القرآن في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع‏] فصل [في عدد الآيات التي نزلت في علي ع‏] [فيما نذكره من أحاديث الموصلي‏] فصل [في حديث التوسعة على العيال‏] فصل [في خاتم سليمان بيد أبي جعفر محمد بن علي الرضا ع‏] [فيما نذكره من فضائل أمير المؤمنين ع‏] فصل [في ذكر يوم الجمل‏] [فيما نذكره من تجزية القرآن للمنادي‏] فصل [في أسباع علي ع‏] [فيما نذكره من كتاب ملل الإسلام للطبري‏] فصل [في قصة نوح بن الملك‏] [فيما نذكره من كتاب العرائس في المجالس للثعلبي‏] فصل [في قصة ذى الكفل‏] [فيما نذكره من كتاب الرد على الجبرية و القدرية للخلال‏] [فيما نذكره من كتاب النكت في إعجاز القرآن للرماني‏] فصل [في تشبيهات القرآن‏] فصل [في الاستعارة] [فيما نذكره من كتاب متشابه القرآن للهمداني‏] [فيما نذكره من متشابه القرآن للخلال‏] [فيما نذكره من ياقوتة الصراط] [فيما نذكره من تفسير غريب القرآن للسجستاني‏] فصل [في ذكر الصاد المكسورة] فصل [في ذكر الميم المضمومة] [فيما نذكره من كتاب غريب القرآن لليزيدي‏] [فيما نذكره من كتاب تعليق معاني القرآن للنحاس‏] [فيما نذكره من كتاب تفسير غريب القرآن لمحمد بن هاني‏] [فيما نذكره من تفسير علي بن عيسى النحوي الرماني‏] [فيما نذكره من كتاب معاني القرآن للاخفش‏] فصل [في تفسير دُرِّيٌ‏] [فيما نذكره من كتاب مجاز القرآن لمعمر بن المثنى‏] [فيما نذكره من إعراب القرآن‏] [فيما نذكره من غريب القرآن لمعمر بن المثنى‏] [فيما نذكره من كتاب تنزيه القرآن لعبد الجبار] [فيما نذكره من كتاب إعراب ثلاثين سورة من القرآن لابن خالويه‏] [فيما نذكره من كتاب الزوائر و فوائد البصائر في وجوه القرآن و النظائر للدامقاني‏] [فيما نذكره من كتاب ثواب القرآن و فضائله للنسايي‏] [فيما نذكره من كتاب الفراء] [فيما نذكره من كتاب قطرب‏] [فيما نذكره من تأويل آيات تعلق بها أهل الضلال للاسترآبادي‏] [فيما نذكره من مناقب النبي و الأئمة للاستراباآدي‏] [فيما نذكره من كتاب الوجيز للاهوازي‏] فصل [في ذكر القراء الثمانية المشهورين‏] [فيما نذكره من الكتاب تأريج القرآن لابن الجراح‏] [فيما نذكره من إعراب القرآن لابن السري الزجاج‏] [فيما نذكره من كتاب غريبي القرآن و السنة لابي عبيد] فصل [في حديث الإمام علي ع‏] فصل [في حديث النظر إلى وجه علي عبادة] [فيما نذكره من كتاب عليه جزء فيه اختلاف المصاحف لمحمد بن منصور] فصل [في جمع القرآن‏] [فيما نذكره من جزء فيه عدد سور القرآن و عدد آياته للمقرى‏] فصل [في عدد سور و الآيات‏] [فيما نذكره من مقدمات علم القرآن للرهني‏] فصل [في التفاوت في المصاحف‏] [فيما نذكره من كتاب مروي عن أبي زرعة] فصل [في نزول السور] [فيما نذكره من كتاب جامع في وقف القارئ للقرآن‏] فصل [في الوقف في سورة الإخلاص‏] فصل [في اقتصار المسلمين على السبعة أو العشرة من القراء] فصل [في ما ذكره النقاش من تفسير الحمد] فصل [في ما ذكره الشيخ الطوسي من تفصيل المكي من المدني‏] فصل [في انه لم يجتمع خواص العلماء للمناظرة] فصل [في معجزات القرآن‏] فهرس كتاب سعد السعود

سعد السعود للنفوس منضود


صفحه قبل

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 76

صار مثلا لمن بقي و غبر إن في ذلك و الله لعبرة لذوي النظر فينبغي أن لا ييأس الضعيف من فضل الله البر اللطيف إذا رأى القوي و عاجزا عن حال من الأحوال إن الله تعالى يعطي الضعيف من القوة ما لا يعطي أهل المقامات العاليات في الأعمال و هذه المرأة المعظمة أم موسى حجة على من كلف بمثل تكليفها أو دونه أظهر العجز عنه و حجة على من وعده الله جل جلاله بوعود فلم يثق بها و لم يفعل كما فعلت أم موسى في الثقة بالوعد أنه يعيد ولدها إليها و فيه توبيخ و تعنيف أن يكون الرجال القوامون على النساء دون امرأة ذات برقع و خمار في طاعة سلطان الأرض و السماء

(فصل)

فيما نذكره من الجزء الرابع من الوجهة الأولى من القائمة الثالثة من الكراس الثالث و العشرين من المجلد الثاني منه قوله جل جلاله‏ وَ قالُوا لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى‏ رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ أَ هُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ رَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا وَ رَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ‏ ذكر جدي الطوسي أن القريتين مكة و الطائف و أن الرجلين اللذين وصفهما الكفار بالعظمة في قول ابن عباس الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي من مكة و حبيب بن عمرو بن عمير الثقفي و قال مجاهد يعني بالذي من أهل مكة عتبة بن ربيعة و الذي من أهل الطائف ابن عبد ياليل و قال قتادة الذي من مكة يريد الوليد بن المغيرة و الذي من أهل الطائف كنانة بن عمر و إنما قالوا ذلك لأن الرجلين كانا عظيمي قومهما و ذوي أموال جسيمة فيهما فدخلت الشبهة عليهم و اعتقدوا أن كل من كان كذلك كان أولى بالنبوة و هذا غلط لأن الله تعالى يقسم الرحمة بالنبوة بين الخلق كما قسم الرزق في المعيشة على حسب ما يعلم من مصالح عباده فليس لأحد أن يحكم في شي‏ء من ذلك فقال تعالى على وجه الإنكار عليهم و التهجين لقولهم- أَ هُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ‏ أي ليس لهم ذلك. يقول علي بن طاوس لو كان التعظيم بكثرة الأموال و كانت أموال‏

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 77

المعادن في خزائن الملوك المذخورة فيها أصول الأموال أحق بالتعظيم من الرجال و لو كان التعظيم لأجل أنهم خزان لها لكان كل خازن للذهب أعظم من سلطانه و إن كان لأجل أنهم يخرجونها في مراد من وهبها فكان ينبغي أن يكون هذان العظيمان عندهم من أحقر من ألبسها لأنهم يعلمون أنهما خرجا إلى الدنيا من بطون الأمهات فقراء إلى أبعد الغايات و جاءت هذه الأموال إليهم بعد تلك الحال و ما عرفنا أنهم قضوا حتى من أوصلها إليهم على اعتقادنا و لا اعتقادهم و لا حصلوا أنها صفات الكمال بل أنفقوها في خراب العقول و الألباب و فيما لا يقع بمثله كثير من الدواب بعبادة الأحجار و الأخشاب و الدابة لا تفعل مع الإمكان إلا مواضع النفع و الإحسان و لما جاءهم من عرفهم في الغلط و العكوف كان جزاء العداوة منهم و الزيادة في الدعوة إليها. أقول من لا يحسن أن يرعى نفسه في تدبيرها و نفعها و لا يفرق بين رفعها و وضعها كيف دخلت الشبهة على من ينظر بالتحقيق إليه أنه يصلح أن يكون رئيسا و رسولا إلى جميع الخلائق و يكونون رعية بين يديه و لو نظروا إلى نظر الله جل جلاله إلى أحد من الموضعين عنه لرأوه أقبح من الميت و نفروا منه و وجدوا كله عيبا و حقيرا و صغيرا و أعرضوا عنه. أقول و أما التعظيم بعد الإسلام بمجرد حصول الأموال فهو أعجب من غلط الكفار و أقبح من المحال لأن كل ما في الموجود لمالك الرحمة و الجود و كل من أخذ من مولاه شيئا و أنفقه في غير رضاه فهو كالسارق السالب و أحق بالذم و المعايب و لأن من رجح حجرا على خالقه و تعرض لمعاليه سلك مسالكه و قاهره الذي هو محتاج إليه في أول أمره و وسطه و آخره و باطنه و ظاهره كيف يكون ممدوحا بل كيف يكون سليما و هل يكون إلا ذميما و لأن من عرف الدنيا لا تبقى عليه فكيف يتركها أن يقدمها لنفسه بين يديه و يجعلها بعده لمن لا يحملها إليه و لأن المال كالعدو الشاغل و القاتل-

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 78

إذا لم يعالجه صاحبه بإخراجه إلى مالكه و عمارة ما يحتاج إليه من المنازل و لأن من أحب المال لذاته فهو ميت العقل سكران بجهالته و ما هو إلا حجر كبعض الأحجار و إن لم يبادر صاحبه في نفاقه في المسار و إلا كسد و صار كالتراب و كبعض الجدار

(فصل)

فيما نذكره من الجزء الخامس من التبيان من الوجهة الأولى من رابع قائمة من الكراس السابع و العشرين من أصل المجلد الثاني قوله جل جلاله- قُلْ يا أَيُّهَا الَّذِينَ هادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِياءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ وَ لا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَ اللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ‏ قال جدي الطوسي و في الآية دلالة على النبوة لأنه أخبر بأنهم لا يتمنون الموت أبدا و ما تمنوه فكان ذلك إخبارا بالصدق قبل كون الشي‏ء و ذلك لا يعلمه إلا الله تعالى. يقول علي بن طاوس اعلم أن هذه الآية من أقوى الآيات الباهرات على صدق النبي ص و هي كالمباهلة التي جرت مع نصارى نجران كالتحدي بالقرآن بل ربما كانت أظهر في الحجة و النكت لأن بعضهم عند التحدي التجأ إلى البهت و قال لو نشاء لقلنا مثل هذا و لم ينقل ناقل و ما ادعى عارف فاضل أنهم تمنوا الموت و باهتوه بذلك عند نزول هذه الآية. أقول إنه لو انصرفت همم المسلمين و المتكلمين إلى الاحتجاج بها على الكافرين و بآية المباهلة التي عجز الأعداء عنها بأطباق سائر الناقلين لكان ذلك أقرب مخرجا و أوضح منهجا و أسرع إلى فهم القلوب و الألباب و أقطع لتأويل أهل الارتياب فإنهم كلفوا في هذه الآية و في آية المباهلة ذكر كلمات يسيرة ما كانت تتعذر على من يريد مغالبة عدوه و دفع حروب و أخطار كبيرة كثيرة فعجزوا عنها و هربوا منها بل كان في نفس الثقة النبوية و الحجة المحمدية بدعواهم إلى هذا المقدار برهان باهر أنه على أعظم يقين من حقه القاهر و سلطانه جل جلاله العزيز الناصر و ربما كان الصارف عن الاحتجاج بآية المباهلة كونها كانت بأهل البيت-

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 79

لأن كثيرا من الناس يحسدونهم و يكرهون صرف القلوب إليهم و لقد كشف الزمخشري في كتاب الكشاف من فضل أهل المباهلة و ما جمع الله تعالى لهم بها من الأوصاف و الألطاف مع أنه من أهل الانحراف ما فيه كفاية لذوي الإنصاف‏

[فيما نذكره من المجلد الأول من كتاب جوامع الجامع‏]

(فصل)

فيما نذكره من المجلد الأول من كتاب جوامع الجامع في تفسير القرآن تأليف الشيخ أبي علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي الرضوي من الوجهة الثانية من القائمة الخامسة من الكراس العاشر منه بلفظه- إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى‏ آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ‏ آل إبراهيم إسماعيل و إسحاق و أولادهما و آل عمران موسى و هارون أبناء عمران بن يصهر و قيل عيسى ابن مريم بنت عمران بن ثامان و بين العمرانين ألف و ثمانمائة سنة و ذرية بدل من آل إبراهيم و آل عمران- بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ‏ يعني أن الأولين ذرية واحدة متسلسلة بعضها من بعض و في قراءة أهل البيت و آل محمد على العالمين و قيل إن آل إبراهيم هم آل محمد الذين هم أهل البيت و من اصطفاه و اختاره من خلقه لا يكون إلا معصوما مطهرا عن القبائح و على هذا يجب أن يكون الاصطفاء مخصوصا بمن يكون معصوما من آل إبراهيم و آل عمران نبيا كان أو إماما. يقول علي بن طاوس وجدت كثيرا من الأخبار و قد ذكرت بعضها في كتاب البهجة متضمنة أن قوله تعالى- ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ إن المراد بهذه الآية جميع ذرية النبي ص و إن الظالم لنفسه هو الجاهل بإمام زمانه و المقتصد هو العارف به و السابق بالخيرات هو إمام الوقت فمن روينا ذلك عنه الشيخ أبو جعفر بن بابويه من كتاب الفرق بإسناده إلى الصادق ع و رويناه من كتاب محمد بن مسعود بن عياش في تفسير القرآن و رويناه من الجامع الصغير-

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 80

ليونس بن عبد الرحمن و رويناه من كتاب عبد الله بن حماد الأنصاري و رويناه من كتاب إبراهيم الجزار و غيرهم ممن لم يحضرني ذكر أسمائهم و الإشارة إليهم و لعل الاصطفاء للظالم لنفسه في طهارة ولادته و بأن جعله من ذرية خاصة أو غير ذلك مما يليق بلفظ اصطفائه جل جلاله و رحمته تأويل آخر و سيأتي عند ذكر هذه الآية من كتاب محمد بن العباس المعروف بابن الحجام من الكراس السابع‏

(فصل)

فيما نذكره من المجلد الثاني من كتاب جوامع الجامع للفضل بن علي الطبرسي من الوجهة الأولى من القائمة الثانية من ثامن كراس منه- وَ قِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَ يا سَماءُ أَقْلِعِي وَ غِيضَ الْماءُ وَ قُضِيَ الْأَمْرُ وَ اسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَ قِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ‏ قال الطبرسي نادى الأرض و السماء بما ينادي به العقلاء مما يدل على كمال العزة و الاقتدار و إن هذه الأجرام العظيمة منقادة لتكوينه فيما يشاء غير ممتنعة عليه كأنها عقلاء مميزون قد عرفوا جلالته و عظمته فهم ينقادون له و يمتثلون أمره على الفور من غير ريث و البلع عبارة عن النشف و الإقلاع الإمساك- وَ غِيضَ الْماءُ من غاضه إذا نقصه- وَ قُضِيَ الْأَمْرُ أنجز الموعود في إهلاك القوم- وَ اسْتَوَتْ‏ استقرت السفينة عَلَى الْجُودِيِ‏ و هو جبل بالموصل‏ وَ قِيلَ بُعْداً يقال أبعد بعدا و بعدا إذا أرادوا البعيد من حيث الهلاك و الموت و نحو ذلك و كذلك اختص بدعاء السوء و يجي‏ء إخباره عن اسمه على الفعل المبني للمفعول للدلالة على الجلال و العظمة و إن تلك الأمور العظام لا تكون إلا بفعل قاهر قادر لا يشارك في أفعاله فلا يذهب الوهم إلى أن غيره يقول يا أرض و يا سماء و أن أحدا سواه يقضي ذلك لذلك. يقول علي بن موسى بن طاوس اعلم أن في هذه الآية محتملات في العبارة العجيبة و الإشارة الغريبة غير ما ذكره و أشار إليه منها و قيل و لم يقل قلت جل جلاله و قلنا فلعل المراد لما كان هذا الأمر لا يقدر عليه سواه كان لفظ قيل مثل قلت أو قلنا أو لعل المراد تحتم الأمر و تعظيم القدر على‏

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 81

عادة الملوك في لفظ التغلب و القهر أو لعل المراد أنه لما كان الحال حال انتقام كان الخبر بها بلفظ قيل المبني بوصف كامل الرحمة و الإنعام و لعل المراد أن هذا مما يريده جل جلاله عظمته و إجلاله إذا قال قلت فقال تعالى فقيل على سبيل أن هذا الأمر كان عندنا يسيرا في المقدور أو غير ما ذكرناه من الأمور و منها أن‏ ابْلَعِي ماءَكِ‏ و كان الماء بعضه من الأرض و بعض من السماء فإنه لما صار في الأرض فقد اختص بها و لم يبق مضافا إلى غيرها و منها أن أمرها ببلعه و لم يذهبه بنسف الرياح و لا بقوة حر الشمس و نحو ذلك من غير بلع فإن في ذلك تهديد لبني آدم فيما بعد أن يغرقوا إن الأرض تبلع ما يريد الله جل جلاله بلعه و إتلافه و أخذه فهي كالعبد الأسود و منها أن إمساك السماء للماء بعد فتح أبوابه برهان عظيم على أنه جل جلاله قادر لذاته في الإتيان به و إذهابه و منها أن لفظ وَ غِيضَ الْماءُ بعد استفحاله و علوه على كل عال و منخفض بعد رحاله على وجه واحد و ذهاب متعاضد من غير تدريج و لا تأخير عظيم في كريم وصف القدرة و كمال التدريج و منها وَ قُضِيَ الْأَمْرُ و أن تحت هذه اللفظة من كيفية هلاكهم و من العجائب الكثيرة ما قد امتلأت الأوراق بوصفه فأتى به جل جلاله بهذه اللفظة الواحدة و احتوت على كشفه و منها استوت السفينة على الجودي و من عادة السفن عند الأمواج أنها لا تقف مع الاستواء بل هي أقرب إلى الاضطراب و الاعوجاج فكان استواؤها من الآيات الباهرات حيث لم يضرها ما كانت من المياه المختلفات و منها في‏ وَ قِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ‏ و ما فيه من تهديد لمن سلك سبلهم في الهوى بالمرسلين و أنهم ما كفاهم الهلاك و شدة البوار و الدمار حتى كانوا في باطن الأمر مطرودين عن باب يتبعه الراحم و البار بما فعلوه من الإصرار و الاستكبار

(فصل)

فيما نذكره من الجزء الثالث من جمع الجوامع للطبرسي من أواخر الوجهة الأولى من القائمة السابعة من الكراس الحادي عشر- اصْبِرْ عَلى‏ ما يَقُولُونَ وَ اذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ‏

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 82

صفحه بعد