کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

سعد السعود للنفوس منضود

[مقدمة الناشر] ترجمة المؤلّف‏ مصنّفاته‏ خطبة الكتاب‏ الباب الأول فيما وقفناه من المصاحف المعظمة و الربعات المكرمة [فيما يذكره من المصحف الشريف‏] فصل [في أن الله جل جلاله هو المستحق للعبادة دون كل من عداه‏] فصل [في خلقة الانسان‏] فصل [في خلق السماوات و الأرض‏] فصل [في نوم الإنسان‏] فصل [في قيام السماء و الأرض بأمر الله‏] فصل [في دحو الأرض و بسطها] فصل [في التعريف بقدرة الله‏] فصل [في الإحسان للوالدين‏] فصل [في التغييرات الطارئة للإنسان‏] فصل [في منن الله‏] فصل‏ فصل [في التهديد بيوم الوعيد] فصل [في إطلاع الله على أعمال العباد] فصل [في الوعيد] فصل [في الأهوال‏] فصل [في ضعف الإنسان‏] [فيما نذكره من صحائف إدريس ع‏] فصل [في خلق السماوات و الأرض‏] فصل [في خلق الجن و إبليس‏] فصل [في هبوط آدم و زوجته إلى الأرض‏] فصل [في بناء آدم بيت الله‏] فصل [في نزول كتاب على آدم بالسريانية] فصل [في نبوة نبي الله شيث‏] فصل [في وصف الموت‏] فصل [في إنجاز الوعد من قبل الله لنبينا محمد ص‏] [فيما يذكره من سنن إدريس‏] فصل [في تقوى الله‏] فصل [في الدعاء] فصل [في الصوم‏] فصل [في الصلاة] فصل‏ [فيما نذكره من توراة] فصل [في عمر آدم‏] فصل [في إبراهيم و سارة و هاجر] فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل [في يعقوب و يوسف‏] فصل [في بعض منازل هارون من موسى‏] فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل [في موت هارون‏] فصل‏ فصل‏ فصل [في وفاة موسى‏] [فيما نذكره من زبور داود] فصل [في ما خاطب الله به داود] فصل [في أن لا تغفلوا عن الآخرة] فصل [في إن الأرض يرثها محمد و أمته‏] فصل [في الجنة و النعيم‏] فصل [في مواعظ متعددة] فصل [في الحذر من المعاصي‏] فصل [في أن لا تستخفوا بحق الله‏] فصل [في مسخ بني إسرئيل‏] فصل [في نبأ رجل دانت له قطرات‏] فصل [في أن الدنيا دلائل على الآخرة] فصل [في المعاصي و عقوبتها] فصل [في الحذر من طلب الثواب بالمخادعة] فصل‏ فصل [في الحث على ذكر الموت‏] [فيما يذكره من الإنجيل‏] فصل‏ فصل [في مريم و ولادتها عيسى‏] فصل [في مواعظ عيسى ع‏] فصل‏ فصل [في عيسى و تلاميذه في السفينة] فصل [في الشقاء في السبوت‏] فصل [في إمساك يحيى و قتله‏] فصل [في البشارة بمحمد ص‏] فصل [في ما يحتمل البشارة بمحمد ص‏] فصل [في مثل ضربه عيسى لبنى إسرائيل‏] فصل [في بشارة عيسى لتلاميذه أنه يعود إلى الدنيا] فصل [في خذلان تلامذة عيسى‏] فصل [في بشارة عيسى ع بمحمد ص‏] فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ الباب الثاني فيما وقفناه من كتب تفاسير القرآن الكريم و ما يختص به من تصانيف التعظيم و فيه فصول‏ فيما نذكره من مجلده الأول من كتاب التبيان‏ فصل [في الرجعة] فصل [في طالوت و من صبر معه‏] فصل [في بطلان قول المجبرة أن الكافر لا يقدر على الايمان‏] فصل [في آية البلاغ و النص على الامام علي ع يوم الغدير] فصل [في سبب ترك البسملة من أول سورة البراءة] [فيما نذكره من المجلد الأول من كتاب جوامع الجامع‏] [فيما نذكره من تفسير علي بن إبراهيم بن هاشم‏] [فيما نذكره من تأويل ما أنزل من القرآن في النبي ص تأليف أبي عبد الله محمد بن العباس بن علي بن مروان‏] فصل [في حديث القطيفة و اهدائها للإمام علي ع‏] فصل [في تفسير آية المباهلة] فصل [في حديث ما قاله رجل للإمام علي ع‏] فصل [في حديث الكساء] [فيما نذكره من الجزء الأول من ذكر ما نزل من القرآن في رسول الله ص و في علي و اهل البيت ع‏] [فيما نذكره من كتاب التفسير تأليف أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد القزويني‏] فصل [في حديث البساط] [فيما نذكره من كتاب فيه ذكر الآيات التي نزلت في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع‏] فصل [في حديث البساط] [فيما نذكره من آي القرآن المنزلة في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع للمفيد] [فيما نذكره من تفسير القرآن ابن عقدة] فصل [في حديث قوم أهل أيلة] فصل [في الصبر الجميل‏] [فيما نذكره من تفسير أهل البيت ع‏] فصل [في حديث إخوة يوسف‏] [فيما نذكره من كتاب تفسير للقرآن‏] [فيما نذكره من كتاب فيه مقرأ رسول الله و علي و الحسن و الحسين‏] [فيما نذكره من تفسير أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ص‏] فصل [في عصا موسى و هي عصا آدم‏] [فيما نذكره من كتاب قصص الأنبياء للراوندي‏] فصل [في قصة إدريس‏] [فيما نذكره من كتاب فقه القرآن للراوندي‏] [فيما نذكره من الكتاب الكشاف‏] فصل [في حديث زكريا و مريم‏] فصل [في خذلان قوم موسى‏] فصل [في اجتماع القوم على أبي طالب و دفاعه عن النبي‏] فصل [في حديث ياسر و سمية] فصل [في حديث قريظة و بني النضير] فصل [في تفسير آية هل آتى‏] [فيما نذكره من تفسير الجبايي‏] فصل [في ترجمة الجبايي‏] فصل [في طعن الجبايى على الشيعة] فصل [في الخضر] [فيما نذكره من تفسير البلخي‏] فصل [في أن النبي جمع القرآن قبل وفاته‏] [فيما نذكره من تفسير الكلبي‏] فصل [في حديث النجاشي‏] فصل [في حديث أبي بن أبي خلف مع النبي‏] فصل [في حديث مالك بن عوف مع النبي‏] فصل [في الوحي إلى رسول الله‏] [فيما نذكره من مختصر تفسير الثعلبي‏] فصل [في عرض الأعمال على رسول الله‏] [فيما نذكره من حقائق التفسير لأبي عبد الرحمن السلمي‏] [فيما نذكره من كتاب زيادات حقائق التفسير للسلمي‏] [فيما نذكره من تفسير الكلبي‏] فصل [في قصة فرعون‏] فصل [في حديث أصنام كانت في الحجر] فصل [في بعثت قريش إلى المدينة] [فيما نذكره من مجلد لم يذكر اسم مصنفه‏] [فيما نذكره من غريب القرآن للازدي‏] [فيما نذكره من تفسير ابن جريح‏] [فيما نذكره من مجلد في تفسير القرآن‏] [فيما نذكره من كتاب أسباب النزول للواحدي‏] [فيما نذكره من رسالة في مدح الأقل و ذم الأكثر عن زيد بن علي بن الحسين ع‏] فصل [في مناظرة زيد لأهل الشام‏] [فيما نذكره من كتاب قصص القرآن للنيسابوري‏] فصل [في الملكين الحافظين‏] [فيما نذكره من كتاب الناسخ و المنسوخ للبغدادي‏] [فيما نذكره من مقدمات علم القرآن للرهني‏] فصل [في اختلاف القراءات‏] [فيما نذكره من كتاب الحذف و الإضمار للمقرى‏] فصل [في قصة أصحاب الكهف‏] [فيما نذكره من شرح تأويل القرآن للاصفهاني‏] فصل [في تفسير الحروف المقطعة] [فيما نذكره من تفسير القرآن لم يذكر اسم مصنفه‏] [فيما نذكره من معاني القرآن للمروزى‏] فصل [في حديث قس بن ساعدة] [فيما نذكره مما نزل من القرآن في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع‏] فصل [في عدد الآيات التي نزلت في علي ع‏] [فيما نذكره من أحاديث الموصلي‏] فصل [في حديث التوسعة على العيال‏] فصل [في خاتم سليمان بيد أبي جعفر محمد بن علي الرضا ع‏] [فيما نذكره من فضائل أمير المؤمنين ع‏] فصل [في ذكر يوم الجمل‏] [فيما نذكره من تجزية القرآن للمنادي‏] فصل [في أسباع علي ع‏] [فيما نذكره من كتاب ملل الإسلام للطبري‏] فصل [في قصة نوح بن الملك‏] [فيما نذكره من كتاب العرائس في المجالس للثعلبي‏] فصل [في قصة ذى الكفل‏] [فيما نذكره من كتاب الرد على الجبرية و القدرية للخلال‏] [فيما نذكره من كتاب النكت في إعجاز القرآن للرماني‏] فصل [في تشبيهات القرآن‏] فصل [في الاستعارة] [فيما نذكره من كتاب متشابه القرآن للهمداني‏] [فيما نذكره من متشابه القرآن للخلال‏] [فيما نذكره من ياقوتة الصراط] [فيما نذكره من تفسير غريب القرآن للسجستاني‏] فصل [في ذكر الصاد المكسورة] فصل [في ذكر الميم المضمومة] [فيما نذكره من كتاب غريب القرآن لليزيدي‏] [فيما نذكره من كتاب تعليق معاني القرآن للنحاس‏] [فيما نذكره من كتاب تفسير غريب القرآن لمحمد بن هاني‏] [فيما نذكره من تفسير علي بن عيسى النحوي الرماني‏] [فيما نذكره من كتاب معاني القرآن للاخفش‏] فصل [في تفسير دُرِّيٌ‏] [فيما نذكره من كتاب مجاز القرآن لمعمر بن المثنى‏] [فيما نذكره من إعراب القرآن‏] [فيما نذكره من غريب القرآن لمعمر بن المثنى‏] [فيما نذكره من كتاب تنزيه القرآن لعبد الجبار] [فيما نذكره من كتاب إعراب ثلاثين سورة من القرآن لابن خالويه‏] [فيما نذكره من كتاب الزوائر و فوائد البصائر في وجوه القرآن و النظائر للدامقاني‏] [فيما نذكره من كتاب ثواب القرآن و فضائله للنسايي‏] [فيما نذكره من كتاب الفراء] [فيما نذكره من كتاب قطرب‏] [فيما نذكره من تأويل آيات تعلق بها أهل الضلال للاسترآبادي‏] [فيما نذكره من مناقب النبي و الأئمة للاستراباآدي‏] [فيما نذكره من كتاب الوجيز للاهوازي‏] فصل [في ذكر القراء الثمانية المشهورين‏] [فيما نذكره من الكتاب تأريج القرآن لابن الجراح‏] [فيما نذكره من إعراب القرآن لابن السري الزجاج‏] [فيما نذكره من كتاب غريبي القرآن و السنة لابي عبيد] فصل [في حديث الإمام علي ع‏] فصل [في حديث النظر إلى وجه علي عبادة] [فيما نذكره من كتاب عليه جزء فيه اختلاف المصاحف لمحمد بن منصور] فصل [في جمع القرآن‏] [فيما نذكره من جزء فيه عدد سور القرآن و عدد آياته للمقرى‏] فصل [في عدد سور و الآيات‏] [فيما نذكره من مقدمات علم القرآن للرهني‏] فصل [في التفاوت في المصاحف‏] [فيما نذكره من كتاب مروي عن أبي زرعة] فصل [في نزول السور] [فيما نذكره من كتاب جامع في وقف القارئ للقرآن‏] فصل [في الوقف في سورة الإخلاص‏] فصل [في اقتصار المسلمين على السبعة أو العشرة من القراء] فصل [في ما ذكره النقاش من تفسير الحمد] فصل [في ما ذكره الشيخ الطوسي من تفصيل المكي من المدني‏] فصل [في انه لم يجتمع خواص العلماء للمناظرة] فصل [في معجزات القرآن‏] فهرس كتاب سعد السعود

سعد السعود للنفوس منضود


صفحه قبل

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 125

و إن خربت و جهدوا و جزعوا قال الله تعالى إني أعطيتك ما سألته فأخبر إدريس أصحابه بما سأل الله من حبس المطر عنهم و قال اخرجوا من هذه القرية إلى غيرها من القرى فتفرقوا و شاع الخبر بما سأل إدريس و تنحى إلى كهف في جبل شاهق و وكل الله تعالى ملكا يأتيه بطعامه و شرابه عند كل مساء كان يصوم النهار و ظهر في المدينة جبار آخر فسلبه ملكه أعني الأول و قتله و أطعم الكلاب من لحمه و لحم امرأته فمكثوا بعد إدريس عشرين سنة لم تمطر السماء عليهم قطرة فلما جهدوا مشى بعضهم إلى بعض فقالوا إن الذي نزل بنا مما ترون لسؤال إدريس ربه و قد تنحى عنا و لا علم لنا بموضعه و الله أرحم بنا منه فأجمع أمرهم على أن يتوبوا إلى الله تعالى فقاموا إلى الرماد و لبسوا المسوح و حثوا على رءوسهم التراب و عجوا إلى الله تعالى بالتوبة و الاستغفار و البكاء و التضرع إليه فأوحى الله إلى الملك الذي يأتي إدريس بطعامه أن احبس عنه طعامه فجاع إدريس ليلة فلما كان في ليلة اليوم الثاني لم يؤت بطعامه قل صبره و كذلك ليلة الثالث فنادى يا رب حبست عني رزقي من قبل أن تقبض روحي فأوحى الله تعالى إليه أن اهبط من موضعك و اطلب المعاش لنفسك فهبط إلى قرية فلما دخلها نظر إلى دخان بعض منازلها فأقبل نحوه فهجم على عجوزة كبيرة و هي ترقق قرصين لها على مقلاة فقال بيعي لي هذا الطعام فحلفت أنها ما تملك شيئا غيرهما و قالت واحد لي و واحد لابني فقال لها إن ابنك صغير يكفيه نصف قرصة و يكفيني النصف الآخر فأكلت المرأة قرصها و كسرت القرص الآخر بين إدريس و بين ابنها فلما رأى ابنها إدريس يأكل قرصه اضطرب حتى مات قالت أمه يا عبد الله قتلت ابني جزعا على قوته فقال لها إدريس أنا أحييه بإذن الله تعالى فلا تجزعي ثم أخذ إدريس بعضد الصبي و قال أيتها الروح الخارجة عن هذا الغلام ارجعي إلى بدنه بإذن الله تعالى أنا إدريس النبي فرجعت روح الغلام إليه فقالت أشهد أنك إدريس النبي و خرجت و نادت في القرية بأعلى صوتها أبشروا بالفرج قد

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 126

دخل إدريس قريتكم و مضى إدريس حتى جلس موضع مدينة جبار الأول و هي تل فاجتمع إليه أناس من أهل قريته فقالوا مسنا الجوع و الجهد في هذه العشرين سنة فادع الله لنا أن يمطرنا قال إدريس لا حتى يأتيني جباركم و جميع أهل قريتكم مشاة حفاة فبلغ الجبار قوله فبعث إليه أربعين رجلا أن يأتوا بإدريس و عنفوا به فدعا عليهم فماتوا و بلغ الجبار الخبر فبعث إليهم بخمسمائة فقالوا يا إدريس إن الملك بعثنا لنذهب بك إليه فقال انظروا إلى مصارع أصحابكم قالوا متنا من الجوع فارحم و ادع أن يمطر علينا فقال يأتيني الجبار ثم إنهم سألوا الجبار أن يمضي معهم فأتوه و وقفوا بين يديه خاضعين فقال إدريس الآن فنعم فنسأل الله تعالى أن يمطر عليهم فأظلمتهم سحابة من السماء فأرعدت و أبرقت و هطلت عليهم‏

[فيما نذكره من كتاب فقه القرآن للراوندي‏]

فيما نذكره من الجزء الأول من كتاب فقه القرآن الشريف تأليف الشيخ السعيد هبة الله بن الحسن الراوندي من الوجهة الأولة من الكراس الثامن من القائمة السادسة بلفظه فصل و قال الله تعالى- وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَ سَعى‏ فِي خَرابِها إن المراد بالمساجد في الآية الأرض-

لقول النبي ص‏ إن الله جعل الأرض مسجد

فالأرض كلها مسجد يجوز الصلاة فيه إلا ما كان مغصوبا أو نجسا-

و روي ذلك عن زيد بن علي عن آبائه ع‏ أن المراد به جميع الأرض لقوله ع جعلت الأرض مسجدا

. يقول علي بن موسى بن طاوس بحسن تحقيق القول في هذه الحال لئلا يشتبه ذلك على من يقف على ما ذكره من الاعتدال و اعلم أن سياق الآية الشريفة يظهر منه خلاف هذه الإشارة الضعيفة لأن الله تعالى قال- وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَ سَعى‏ فِي خَرابِها أُولئِكَ ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها إِلَّا خائِفِينَ‏ فالسعي في خرابها مفهومه مساجد عامرة بلغة المخاطبين و قوله تعالى‏ أَنْ يَدْخُلُوها إِلَّا خائِفِينَ‏ يدل على أن الأرض ما تسمى مساجد و هي التي قاموا فيها قبل أن يدخلوا المساجد

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 127

و لأن الشارع كره نقل الحصى و التراب من المسجد فلو كانت الأرض كلها مسجدا سقط هذا الحكم و يقال أيضا بالروايات متظاهرة بتفاوت الصلاة في المسجد و البيت و في السوق و المستبعد أن تكون كلها مسجدا و نذكر في اللفظ المختلف و التفاوت المختلف و يقال إن الشارع حرم دخول النجاسة إلى المسجد و أين تكون بيوت الطهارات لو كانت الأرض كلها مسجدا و يقال أيضا إن المجنب ممنوع من دخول مساجد المسلمين فلو كانت الأرض كلها مسجدا كيف يكون حال الممنوعين و لم نستوف كلما نعرفه في هذا الباب و إنما لو قال إن الأرض كلها يصح السجود عليها أو الصلاة فيها ما لم يكن مغصوبا أو نجسا نجاسة متعدية كان أحوط و أقرب إلى الصواب‏

فيما نذكره من الجزء الثاني من فقه القرآن للشيخ السعيد هبة الله الراوندي و هو تمام الكتاب من الوجهة الثانية من أواخر القائمة العاشرة من الكراس الخامس عشر بلفظه. فصل قوله تعالى‏ قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى‏ طاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَ لا عادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ‏ أمر الله نبيه أن يقول لهؤلاء الكفار أنه لا يجد فيما أوحي إليه شيئا إلا هذه الثلاثة و قيل إنه خص هذه الأشياء الثلاثة بذكر التحريم مع أن غيرها يحرم فيما يذكره في المائدة كالمنخنقة و الموقوذة لأن جميع ذلك يقع عليه اسم الميتة و في حكمها فبين هناك على التفصيل و هاهنا على الجملة و أجود من ذلك أن يقال حصر الله هذه الثلاثة تعظيما لتحريمها بمفردها و ما عداها في موضع آخر و قيل إنه سبحانه خص هذه الأشياء في نص هذا القرآن و ما عداها بوحي غير القرآن أو قبل أو ما عداه فيما بعد بالمدينة و السورة مكية هذا لفظه في كتابه. يقول علي بن موسى بن طاوس اعلم أن قوله تعالى- لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى‏ طاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا ما استثناه ظاهره يقتضي أن تحريم هذه-

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 128

كان متقدما على تحريم غيرها مما حرم بعد ذلك و هذا كاف في الجواب كما ذكر أنها مكية و غيرها مدنية و أما قوله إن المنخنقة و الموقوذة داخلة في الميتة فصحيح و داخلة في قوله تعالى‏ وَ ما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ‏ و لفظ آية المائدة حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَ الدَّمُ وَ لَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَ ما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَ الْمُنْخَنِقَةُ وَ الْمَوْقُوذَةُ وَ الْمُتَرَدِّيَةُ وَ النَّطِيحَةُ وَ ما أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا ما ذَكَّيْتُمْ وَ ما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَ أَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ‏ و أما قول من قال إنه قصد بذكر الأعلام الثلاثة تعظيم تحريمها فكيف يصح هذا و هو جل جلاله يقول لرسوله- قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً ... إلا كذا و كذا و أما قول من قال إنه خص هذه بالقرآن و غيرها بالسنة و إن السنة أيضا بالوحي فكيف يصح تأويله و من أسرار قوله تعالى في تحريم ما أهل به لغير الله في هذه الآية التي في المائدة أن الذي أهل به لغير الله من الذبائح لمعاصي الله و لمجرد اللذات الشاغلة عن الله و للثناء من الناس و للتجارة بالغنى للمسلمين و لغير ذلك عن كل ما لا يراد به غير رب العالمين كيف يكون حاله هل يلحق بآية التحليل أو التحريم و الظاهر يتناول الجميع و هو شديد على من يسمعه و ربما أنكره لمجرد الذي بالغ بالورع على كل حال يقتضي ترك ما لا بأس به حذرا مما به البأس و لو كره الناس‏

[فيما نذكره من الكتاب الكشاف‏]

فيما نذكره من الكتاب الكشاف في تفسير القرآن للزمخشري و الاسم الذي سماه مصنفه أبو القاسم الكشاف عن حقائق التنزيل و عنوان التأويل في وجوه التأويل فيما ننقله من الجزء الأول منه بعضه من أواخر الوجهة الثانية من القائمة العاشرة من الكراس السابع منه في تفسير قوله تعالى- إِنَّمَا الْخَمْرُ وَ الْمَيْسِرُ الآية بلفظه- 1

و عن علي ع‏ لو وقعت قطرة في بئر فبنيت مكانها منارة لم أؤذن عليها و لو وقعت في نهر ثم جفت و نبت فيه الكلأ لم أرعه‏

. يقول علي بن موسى بن طاوس هذا من أبلغ التعظيم في تحريم الخمر و أبلغ الورع في التباعد عن الشبهات و المحرمات فإن قيل كيف أبلغ‏

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 129

الورع إلى الامتناع من الأذان على منارة تبنى على موضع قطرة فيه من الخمر فيقال إن الله تعالى لما قال في أواخر الآية فَاجْتَنِبُوهُ‏ اقتضى الاحتياط عموم الاجتناب لاستعمال الخمر في سائر الأسباب و أن يكون منها ذرة و قطرة أساسا أو معونة على صواب و أما بيان الكلإ بما قد جرى فيه قطرة من الخمر و إن كانت قد تفرقت فإنه‏

روي عن النبي ص أنه قال‏ إن حمى الله محارمه و من رعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه‏

فينبغي التباعد عن حول الحمى على ما قال و عن مولانا علي ع في اجتناب حول الخمر كما لعن رسول الله ص غارسها و ساقيها و ليست في تلك الحال خمرا و إنما هو مبالغة في تعظيم تحريمها و لأن أصحاب المبالغات في التواريخ عن الشبهات يبلغون إلى نيل هذه الغايات حفظا لمقاماتهم العاليات و خوفا من ذل المعاتبات‏

فيما نذكره من الجزء المذكور من الكشاف أيضا من الوجهة الثانية من القائمة الثامنة من الكراس التاسع عشر منه في تفسير قوله تعالى بلفظه- حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَ الصَّلاةِ الْوُسْطى‏ أي الوسطى بين الصلوات أي الفضل من قولهم للأفضل الأوسط و هي صلاة العصر-

و عن النبي ص‏ قال يوم الأحزاب شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله بيوتهم نارا و هي الصلاة التي شغل عنها سليمان بن داود حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ‏

و عن حفصة أنها قالت لمن كتب لها المصحف إذا بلغت هذه الآية فلا تكتبها حتى أمليها عليك كما سمعت رسول الله ص يقرؤها فأملت عليه و الصلاة الوسطى و صلاة العصر و روي عن عائشة و ابن عباس و الصلاة الوسطى و صلاة العصر بالواو فعلى هذه القراءة يكون التخصيص لصلاتين إحداهما الصلاة الوسطى إما الظهر و إما الفجر و إما المغرب على اختلاف الروايات فيها و الثانية العصر و قيل في فضلها لما في وقتها من اشتغال الناس بتجاراتهم و بمعايشهم و عن أبي عمير صلاة الظهر لأنها في وسط النهار و كان رسول الله ص يصليها بالهاجرة و لم تكن صلاة على أصحابه أشد

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 130

منها و عن مجاهد هي الفجر لأنها بين صلاتي العصر و صلاتي الليل و عن قبيصة بن ذويب أنها المغرب لأنها وتر النهار و لا ينقص في السفر من ثلاث. يقول علي بن موسى بن طاوس أما حديث يوم الأحزاب فإن الذي عرفته مما يعتمدون عليه-

أن النبي ص قال‏ شغلونا عن صلاة العصر

و لم يذكر الوسطى و أما قوله ملأ الله بيوتهم نارا و أما تأويله في قراءة عائشة و ابن عباس إما الظهر و إما الفجر فإن ظاهر اللفظ أنها الظهر لأن العطف الحقيقي إنما يكون على الأقرب منه و الأقرب من العصر هو الظهر فكيف عدل عن الظهر إلى الفجر و أما المغرب فقد تعجبت منه و كل هذه الاختلافات إنما أحدثها مفارقة أصحاب هذه الروايات لأهل بيت صاحب النبوة ص الذين جعلهم خلفاء منه-

في قوله ص‏ إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض‏

و الذي رويناه عن سلفائنا الطاهرين العارفين بتأويل القرآن و أسرار رب العالمين أن الصلاة الوسطى صلاة الظهر و ذلك لعدة أمور منها أن صلاة الجمعة المفروضة تكون فيها فكانت أهم من هذه الجهات و منها أن فيها ساعة يستجاب فيه من أهل الدعوات فكانت لهم لأجل هذه العنايات و منها أن أبواب السماء تفتح عند زوال الشمس فكانت أهم لهذه الإشارات و منها أن في الروايات أن صلاة الأوابين هي عند الزوال فكانت أهم لأجل هذه الصفات و منها أن الوسطى حقيقة لأنها بين صلاتين نهاريتين بين صلاة الفجر و صلاة العصر و منها أنها وسط النهار و ليس في الفرائض ما هو وسط نهار و لا ليل و منها الرواية عن ابن عباس و عائشة و الصلاة الوسطى و صلاة العصر و كذلك روينا عن غير ابن عباس من أهل البيت بالواو المعطوفة في العصر على الأقرب منها و هي صلاة الظهر و منها أن ابتداء الدنيا كان نهارا و فيه بعث الأنبياء و فيه المعاش للبقاء و الاعتبار بالوسطى في فرائضه إلى فهم ذوي الأبصار

فصل [في حديث زكريا و مريم‏]

فيما نذكره من الجزء الثاني من الكشاف للزمخشري من الوجهة

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 131

الأولة من القائمة العاشرة من ثاني كراس منه من حديث زكريا و مريم بلفظه و روي أنه كان لا يدخل عليها إلا هو وحده و كان إذا خرج غلق عليها سبعة أبواب و وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً كان رزقها ينزل عليها من الجنة و لم ترضع ثديا قط و كان يجد عندها فاكهة الشتاء في الصيف و فاكهة الصيف في الشتاء يقول لها أَنَّى لَكِ هذا من أين لك هذا الرزق الذي لا يشبه أرزاق الدنيا و هو آت في غير حينه و الأبواب مغلقة عليك لا سبيل للداخل به إليك- قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ‏ فلا تستبعد قيل تكلمت و هي صغيرة كما تكلم عيسى‏ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا

و عن النبي ص‏ أنه جاع في زمن قحط فأهدت له فاطمة رغيفين و بضعة لحم آثرته فيها فرجع إليها فقال هلمي يا بنية و كشفت عن الطبق فإذا هو مملوء خبزا و لحما فبهتت و علم أنها أنزلت من الله فقال لها ص‏ أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ‏ فقال ع الحمد لله الذي جعلك شبيهة سيدة نساء بني إسرائيل ثم جمع رسول الله ص علي بن أبي طالب و الحسن و الحسين ع و جميع أهل بيته فأكلوا منه حتى شبعوا و بقي الطعام كما هو و أوسعت فاطمة على جيرانها

. أقول و هذا الزمخشري من أعيان رجال أهل الخلاف و يميل إلى الإنصاف‏

صفحه بعد