کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

سعد السعود للنفوس منضود

[مقدمة الناشر] ترجمة المؤلّف‏ مصنّفاته‏ خطبة الكتاب‏ الباب الأول فيما وقفناه من المصاحف المعظمة و الربعات المكرمة [فيما يذكره من المصحف الشريف‏] فصل [في أن الله جل جلاله هو المستحق للعبادة دون كل من عداه‏] فصل [في خلقة الانسان‏] فصل [في خلق السماوات و الأرض‏] فصل [في نوم الإنسان‏] فصل [في قيام السماء و الأرض بأمر الله‏] فصل [في دحو الأرض و بسطها] فصل [في التعريف بقدرة الله‏] فصل [في الإحسان للوالدين‏] فصل [في التغييرات الطارئة للإنسان‏] فصل [في منن الله‏] فصل‏ فصل [في التهديد بيوم الوعيد] فصل [في إطلاع الله على أعمال العباد] فصل [في الوعيد] فصل [في الأهوال‏] فصل [في ضعف الإنسان‏] [فيما نذكره من صحائف إدريس ع‏] فصل [في خلق السماوات و الأرض‏] فصل [في خلق الجن و إبليس‏] فصل [في هبوط آدم و زوجته إلى الأرض‏] فصل [في بناء آدم بيت الله‏] فصل [في نزول كتاب على آدم بالسريانية] فصل [في نبوة نبي الله شيث‏] فصل [في وصف الموت‏] فصل [في إنجاز الوعد من قبل الله لنبينا محمد ص‏] [فيما يذكره من سنن إدريس‏] فصل [في تقوى الله‏] فصل [في الدعاء] فصل [في الصوم‏] فصل [في الصلاة] فصل‏ [فيما نذكره من توراة] فصل [في عمر آدم‏] فصل [في إبراهيم و سارة و هاجر] فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل [في يعقوب و يوسف‏] فصل [في بعض منازل هارون من موسى‏] فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل [في موت هارون‏] فصل‏ فصل‏ فصل [في وفاة موسى‏] [فيما نذكره من زبور داود] فصل [في ما خاطب الله به داود] فصل [في أن لا تغفلوا عن الآخرة] فصل [في إن الأرض يرثها محمد و أمته‏] فصل [في الجنة و النعيم‏] فصل [في مواعظ متعددة] فصل [في الحذر من المعاصي‏] فصل [في أن لا تستخفوا بحق الله‏] فصل [في مسخ بني إسرئيل‏] فصل [في نبأ رجل دانت له قطرات‏] فصل [في أن الدنيا دلائل على الآخرة] فصل [في المعاصي و عقوبتها] فصل [في الحذر من طلب الثواب بالمخادعة] فصل‏ فصل [في الحث على ذكر الموت‏] [فيما يذكره من الإنجيل‏] فصل‏ فصل [في مريم و ولادتها عيسى‏] فصل [في مواعظ عيسى ع‏] فصل‏ فصل [في عيسى و تلاميذه في السفينة] فصل [في الشقاء في السبوت‏] فصل [في إمساك يحيى و قتله‏] فصل [في البشارة بمحمد ص‏] فصل [في ما يحتمل البشارة بمحمد ص‏] فصل [في مثل ضربه عيسى لبنى إسرائيل‏] فصل [في بشارة عيسى لتلاميذه أنه يعود إلى الدنيا] فصل [في خذلان تلامذة عيسى‏] فصل [في بشارة عيسى ع بمحمد ص‏] فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ الباب الثاني فيما وقفناه من كتب تفاسير القرآن الكريم و ما يختص به من تصانيف التعظيم و فيه فصول‏ فيما نذكره من مجلده الأول من كتاب التبيان‏ فصل [في الرجعة] فصل [في طالوت و من صبر معه‏] فصل [في بطلان قول المجبرة أن الكافر لا يقدر على الايمان‏] فصل [في آية البلاغ و النص على الامام علي ع يوم الغدير] فصل [في سبب ترك البسملة من أول سورة البراءة] [فيما نذكره من المجلد الأول من كتاب جوامع الجامع‏] [فيما نذكره من تفسير علي بن إبراهيم بن هاشم‏] [فيما نذكره من تأويل ما أنزل من القرآن في النبي ص تأليف أبي عبد الله محمد بن العباس بن علي بن مروان‏] فصل [في حديث القطيفة و اهدائها للإمام علي ع‏] فصل [في تفسير آية المباهلة] فصل [في حديث ما قاله رجل للإمام علي ع‏] فصل [في حديث الكساء] [فيما نذكره من الجزء الأول من ذكر ما نزل من القرآن في رسول الله ص و في علي و اهل البيت ع‏] [فيما نذكره من كتاب التفسير تأليف أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد القزويني‏] فصل [في حديث البساط] [فيما نذكره من كتاب فيه ذكر الآيات التي نزلت في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع‏] فصل [في حديث البساط] [فيما نذكره من آي القرآن المنزلة في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع للمفيد] [فيما نذكره من تفسير القرآن ابن عقدة] فصل [في حديث قوم أهل أيلة] فصل [في الصبر الجميل‏] [فيما نذكره من تفسير أهل البيت ع‏] فصل [في حديث إخوة يوسف‏] [فيما نذكره من كتاب تفسير للقرآن‏] [فيما نذكره من كتاب فيه مقرأ رسول الله و علي و الحسن و الحسين‏] [فيما نذكره من تفسير أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ص‏] فصل [في عصا موسى و هي عصا آدم‏] [فيما نذكره من كتاب قصص الأنبياء للراوندي‏] فصل [في قصة إدريس‏] [فيما نذكره من كتاب فقه القرآن للراوندي‏] [فيما نذكره من الكتاب الكشاف‏] فصل [في حديث زكريا و مريم‏] فصل [في خذلان قوم موسى‏] فصل [في اجتماع القوم على أبي طالب و دفاعه عن النبي‏] فصل [في حديث ياسر و سمية] فصل [في حديث قريظة و بني النضير] فصل [في تفسير آية هل آتى‏] [فيما نذكره من تفسير الجبايي‏] فصل [في ترجمة الجبايي‏] فصل [في طعن الجبايى على الشيعة] فصل [في الخضر] [فيما نذكره من تفسير البلخي‏] فصل [في أن النبي جمع القرآن قبل وفاته‏] [فيما نذكره من تفسير الكلبي‏] فصل [في حديث النجاشي‏] فصل [في حديث أبي بن أبي خلف مع النبي‏] فصل [في حديث مالك بن عوف مع النبي‏] فصل [في الوحي إلى رسول الله‏] [فيما نذكره من مختصر تفسير الثعلبي‏] فصل [في عرض الأعمال على رسول الله‏] [فيما نذكره من حقائق التفسير لأبي عبد الرحمن السلمي‏] [فيما نذكره من كتاب زيادات حقائق التفسير للسلمي‏] [فيما نذكره من تفسير الكلبي‏] فصل [في قصة فرعون‏] فصل [في حديث أصنام كانت في الحجر] فصل [في بعثت قريش إلى المدينة] [فيما نذكره من مجلد لم يذكر اسم مصنفه‏] [فيما نذكره من غريب القرآن للازدي‏] [فيما نذكره من تفسير ابن جريح‏] [فيما نذكره من مجلد في تفسير القرآن‏] [فيما نذكره من كتاب أسباب النزول للواحدي‏] [فيما نذكره من رسالة في مدح الأقل و ذم الأكثر عن زيد بن علي بن الحسين ع‏] فصل [في مناظرة زيد لأهل الشام‏] [فيما نذكره من كتاب قصص القرآن للنيسابوري‏] فصل [في الملكين الحافظين‏] [فيما نذكره من كتاب الناسخ و المنسوخ للبغدادي‏] [فيما نذكره من مقدمات علم القرآن للرهني‏] فصل [في اختلاف القراءات‏] [فيما نذكره من كتاب الحذف و الإضمار للمقرى‏] فصل [في قصة أصحاب الكهف‏] [فيما نذكره من شرح تأويل القرآن للاصفهاني‏] فصل [في تفسير الحروف المقطعة] [فيما نذكره من تفسير القرآن لم يذكر اسم مصنفه‏] [فيما نذكره من معاني القرآن للمروزى‏] فصل [في حديث قس بن ساعدة] [فيما نذكره مما نزل من القرآن في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع‏] فصل [في عدد الآيات التي نزلت في علي ع‏] [فيما نذكره من أحاديث الموصلي‏] فصل [في حديث التوسعة على العيال‏] فصل [في خاتم سليمان بيد أبي جعفر محمد بن علي الرضا ع‏] [فيما نذكره من فضائل أمير المؤمنين ع‏] فصل [في ذكر يوم الجمل‏] [فيما نذكره من تجزية القرآن للمنادي‏] فصل [في أسباع علي ع‏] [فيما نذكره من كتاب ملل الإسلام للطبري‏] فصل [في قصة نوح بن الملك‏] [فيما نذكره من كتاب العرائس في المجالس للثعلبي‏] فصل [في قصة ذى الكفل‏] [فيما نذكره من كتاب الرد على الجبرية و القدرية للخلال‏] [فيما نذكره من كتاب النكت في إعجاز القرآن للرماني‏] فصل [في تشبيهات القرآن‏] فصل [في الاستعارة] [فيما نذكره من كتاب متشابه القرآن للهمداني‏] [فيما نذكره من متشابه القرآن للخلال‏] [فيما نذكره من ياقوتة الصراط] [فيما نذكره من تفسير غريب القرآن للسجستاني‏] فصل [في ذكر الصاد المكسورة] فصل [في ذكر الميم المضمومة] [فيما نذكره من كتاب غريب القرآن لليزيدي‏] [فيما نذكره من كتاب تعليق معاني القرآن للنحاس‏] [فيما نذكره من كتاب تفسير غريب القرآن لمحمد بن هاني‏] [فيما نذكره من تفسير علي بن عيسى النحوي الرماني‏] [فيما نذكره من كتاب معاني القرآن للاخفش‏] فصل [في تفسير دُرِّيٌ‏] [فيما نذكره من كتاب مجاز القرآن لمعمر بن المثنى‏] [فيما نذكره من إعراب القرآن‏] [فيما نذكره من غريب القرآن لمعمر بن المثنى‏] [فيما نذكره من كتاب تنزيه القرآن لعبد الجبار] [فيما نذكره من كتاب إعراب ثلاثين سورة من القرآن لابن خالويه‏] [فيما نذكره من كتاب الزوائر و فوائد البصائر في وجوه القرآن و النظائر للدامقاني‏] [فيما نذكره من كتاب ثواب القرآن و فضائله للنسايي‏] [فيما نذكره من كتاب الفراء] [فيما نذكره من كتاب قطرب‏] [فيما نذكره من تأويل آيات تعلق بها أهل الضلال للاسترآبادي‏] [فيما نذكره من مناقب النبي و الأئمة للاستراباآدي‏] [فيما نذكره من كتاب الوجيز للاهوازي‏] فصل [في ذكر القراء الثمانية المشهورين‏] [فيما نذكره من الكتاب تأريج القرآن لابن الجراح‏] [فيما نذكره من إعراب القرآن لابن السري الزجاج‏] [فيما نذكره من كتاب غريبي القرآن و السنة لابي عبيد] فصل [في حديث الإمام علي ع‏] فصل [في حديث النظر إلى وجه علي عبادة] [فيما نذكره من كتاب عليه جزء فيه اختلاف المصاحف لمحمد بن منصور] فصل [في جمع القرآن‏] [فيما نذكره من جزء فيه عدد سور القرآن و عدد آياته للمقرى‏] فصل [في عدد سور و الآيات‏] [فيما نذكره من مقدمات علم القرآن للرهني‏] فصل [في التفاوت في المصاحف‏] [فيما نذكره من كتاب مروي عن أبي زرعة] فصل [في نزول السور] [فيما نذكره من كتاب جامع في وقف القارئ للقرآن‏] فصل [في الوقف في سورة الإخلاص‏] فصل [في اقتصار المسلمين على السبعة أو العشرة من القراء] فصل [في ما ذكره النقاش من تفسير الحمد] فصل [في ما ذكره الشيخ الطوسي من تفصيل المكي من المدني‏] فصل [في انه لم يجتمع خواص العلماء للمناظرة] فصل [في معجزات القرآن‏] فهرس كتاب سعد السعود

سعد السعود للنفوس منضود


صفحه قبل

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 133

محمد ص مع مولانا علي يحاربون مع الملوك قبله و بعده و يقتلون أنفسهم بين أيديهم و يخذلونه مع اعتقادهم و إظهارهم لفرض طاعته و أنه صاحب الحق و أن الذين ينازعونه على الباطل هذا أنموذج لعذره في ترك منازعته من تقدم عليه في الخلافة لا أنه إذا كان معاوية المظهر بسيرة الأكاسرة و القياصرة ما وجد أعوانا عليه كيف كان يجد أعوانا على من لم يظهر ما أظهره معاوية و لقد قال قائل كيف تصفون عليا بالشجاعة العظيمة ثم يصفون المتقدمين عليه بالعجز و الضعف فقلت أنت غالط علينا و على مولانا علي لأننا ما وصفناه أبدا بالعجز و لا بالضعف و لكن قلنا إن له أسوة بالله و رسوله و بالأنبياء فإن الله تعالى يرى دولته الإلهية و الأمم المعثرة لأحكامه و شرائعه و هو عليهم في كل وقت فلا يعجل عليهم و ينتقم في وقت و يعرض عنهم في وقت فكان نائبه و نائب رسول الله الذي هو مولانا علي معذورا لاتباعه بسيرة من كان تبعه و كذلك كان رسول الله ص تارة ممسكا و تارة مصالحا للكفار و تارة محاربا و كذلك الأنبياء فكان لمولانا علي أسوة بهم‏

فصل [في اجتماع القوم على أبي طالب و دفاعه عن النبي‏]

فيما نذكره من الجزء الثالث من الكشاف للزمخشري من تفسير سورة الأنعام من آخر وجه منها و لثامن منه من الوجهة الأولى من الكراس الثاني بلفظ الزمخشري و روي أنهم اجتمعوا على أبي طالب و أرادوا لرسول الله سوءا فقال-

و الله لن يصلوا إليك بجمعهم‏

حتى أوسد في التراب دفينا

فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة

و أبشر بذاك و قر منه عيونا

و دعوتني و زعمت أنك ناصح‏

و لقد صدقت و كنت ثم أمينا

و عرضت دينا لا محالة أنه‏

من خير أديان البرية دينا

لو لا الملامة أو حذار مسبة

لوجدتني سمحا بذاك مبينا

. أقول هذا البيت الأخير ما أعرفه في الإثبات و هي شاهدة صريحة أن أبا طالب كان مؤمنا يكتم إيمانه من قومه على حال مؤمن آل فرعون‏

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 134

و يظهر من غيره فإن كل مصدق بالقرآن كتمان مؤمن آل فرعون لإيمانه و إظهار كلمة الكفر لم يضر إيمانه و أنه صحيح الإيمان فيكون لأبي طالب أسوة به في هذا الشأن و قد أوضحنا ذلك في الطرائف و إنما ذكرنا هذه الحكاية الآن لأنها من طريق المخالف‏

فيما نذكره من الوجهة الثانية من ثالث قائمة من الكراس السابع التي أقل عددها من سورة الأعراف من كتاب الكشاف بلفظ الزمخشري‏ وَ اخْتارَ مُوسى‏ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقاتِنا أي من قومه فحذف حرف الجر و أوصل الفعل بقوله-

منا الذي اختير الرجال سماحة

قيل اختار من اثني عشر سبطا من كل سبط ستة حتى تنادوا اثنين و سبعين فقال يتخلف منكم رجلان فتشاحوا فقال لهم إن لمن قعد منكم مثل أجر من خرج فقعد كالب و يوشع و روي أنه لم يصب إلا ستين شيخا فأوحى الله إليه أن يختار من الشباب عشرة فاختارهم فأصبحوا شيوخا و قيل كانوا أبناء ما عدا العشرين و لم يتجاوزوا الأربعين قد ذهب الجهل و الصبا فأمرهم موسى ع أن يصوموا و يتطهروا و يطهروا ثيابهم ثم خرج بهم إلى طور سيناء لميقات ربه و كان أمره ربه أن يأتيه في سبعين من بني إسرائيل فلما دنا موسى من الجبل وقع عليه عمود الغمام حتى تغشى الجبل كله و دنا موسى ع و دخل فيه فقال للقوم ادنوا فدنوا حتى إذا دخلوا في الغمام وقعوا سجدا فسمعوه و هو و يكلم موسى يأمره و ينهاه افعل و لا تفعل فلما انكشف الغمام أقبلوا إليه و طلبوا الرؤية فوعظهم و زجرهم و أنكر عليهم فقالوا يا مُوسى‏ لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً . يقول علي بن موسى بن طاوس كيف يبقى اعتماد على الاختيار في الأمور الكلية و إماتة البرية و هذا اختيار نبي عظيم الشأن ليصلح قومه فظهر منهم خلاف الإيمان و قالوا لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة و شهد الله عليهم بالفسق و استحقاق التيه أربعين سنة فقال تعالى‏ فَإِنَّها مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ‏ و شهد

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 135

عليهم موسى أنهم سفهاء بقوله‏ أَ تُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا و هو أمر جزئي يسير من جملة شريعته و نبوته و ما فضل من الاختيار إلا العدم و سوء عاقبته و هذا سيد الخلائق محمد ص يختار برأيه رجلا مولانا عليا ع عوضه فأي حجة في اختيار من هو دون هذين المعظمي الشأن و قد ظهر فيه ما لا يخفى على العيان‏

فيما نذكره من المجلد الرابع من كتاب الكشاف للزمخشري من الكراس الخامس من القائمة الثامنة منها من الوجهة الثانية بلفظ الزمخشري‏ وَ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ‏ و أظهروا كفرهم بعد إسلامهم- وَ هَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا و هو الفتك برسول الله و ذلك عند مرجعه من تبوك توافق خمسة عشر منهم على أن يدفعوا راحلته إلى الوادي إذا تسنم العقبة بالليل فأخذ عمار بن ياسر بخطام راحلته يقودها و حذيفة خلفها يسوقها فبينما هما كذلك إذ سمع حذيفة بوقع أخفاف الإبل و بقعقعة السلاح فالتفت فإذا قوم متلثمون فقال إليكم يا أعداء الله فهربوا. يقول علي بن موسى بن طاوس و لم يذكر الزمخشري أسماء هؤلاء الخمسة عشر و لا الاثني عشر و قد ذكرهم أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الثقفي الذي انتقل من الكوفة إلى أصفهان لأجل كتابة كتاب المعرفة الذي كاشف أهل أصفهان بتصنيفه و ضمن صحة ما فيه و روى ذلك مصنف كتاب العقبة و غيره و كيف تستبعد ممن يفعله مثل هذا بالنبي الرءوف الرحيم الحليم الكريم الذي أغناهم بعد الفقر و القلة و أعزهم بعد الذلة أن يتعصبوا على عشيرته بعد وفاته و قد كانوا يستعجلون عليه بالقتل قبل مماته‏

فيما نذكره من الجزء الرابع أيضا من الكشاف من الكراس العشرين من القائمة الخامسة من الوجهة الأولة في تفسير قوله جل جلاله- يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ‏ بلفظ الزمخشري القول الثابت الذي ثبت بالحجة و البرهان في قلب صاحبه و يكون فيه و اعتقده و اطمأنت‏

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 136

إليه نفسه و تثبيتهم في الدنيا أنهم إذا فتنوا في دينهم لم يزلوا كما ثبت الذين فتنهم أصحاب الأخدود الذين نشروا بالمناشير و مشطت لحومهم بأمشاط الحديد و كما ثبت جرجيس و شمعون و غيرهما و تثبيتهم في الآخرة أنهم إذا سئلوا عند مواقف الأشهاد عن معتقدهم و دينهم لم يتلعثموا و لم يتلهثموا و لم تحيرهم أهوال المحشر. يقول علي بن موسى بن طاوس ما رأيته ذكر أحدا من هذه الأمة المحمدية و لعل ظاهر الآية فيهم و اعلم أن مولانا عليا ع قاسى من الأهوال أولا و آخرا و باطنا و ظاهرا ما فاق به على من سماه و اعلم أن الحسين يوم الطف ثبت هو و أصحابه على القتل في الله و مكابدة الموت و تقطيع الأعضاء في ذات الله و ما كان دون بعض من سماه و غيرهم من الصحابة و التابعين و الصالحين قطعوا أعضاء و عذبوا أحياء و ما ردهم ذلك عن الإيمان و لا ظهر عليهم ضعف في قلب و لا لسان و لا جنان بل رأيت في الروايات أن نساء من المسلمات بلغن من الصبر أيام الحجاج على تقطيع الأعضاء و سفك الدماء ما لم يؤرخ مثله من الأمم الماضية و القرون الخالية و لقد ذكر أبو القاسم بن عباد في كتاب الأنوار كلمات شريفة عن الحسين فقال ما هذا لفظه و لم نر أربط جأشا و لا أقوى قلبا من الحسين ع قتل حوله ولده و أهل بيته و كان يشد عليهم فينكشفون عنه انكشاف المعزى و وجد في جبة خز كانت عليه في مقدمه قريبا من مائة و ثمانين ضربة خرقا من طعنة رمح و رمية سهم و ضربة بسيف و حجر. أقول إن في ذلك لآية لمن اعتبر و نظر

فصل [في حديث ياسر و سمية]

فيما نذكره من الجزء الخامس من الكشاف للزمخشري من الوجهة الثانية من الكراس السادس من القائمة الثالثة بمعناه لأجل طول لفظه فذكر أن كفار أهل مكة فتنوا قوما من المسلمين عن دينهم و عذبوهم بعظيم العذاب فصبروا عليه حتى قتلوا و هو ياسر أبو عمار و سمية أمه و منهم أظهروا كلمة الكفر منهم عمار فعذره رسول الله ص قال الزمخشري‏

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 137

ما هذا لفظه فإن قلت فأي الأمرين أفضل أ فعل عمار أم فعل أبويه قلت بل فعل أبويه لأن في ترك التقية و الصبر على الفعل إعزاز الدين-

و روي‏ أن مسيلمة أخذ رجلين فقال لأحدهما ما تقول في محمد قال رسول الله قال ما تقول في قال و أنت أيضا فخلاه و قال للآخر ما تقول في محمد قال رسول الله قال ما تقول في قال أنا أصم فأعاد عليه جوابه ثلاثا فقتله فبلغ رسول الله فقال ص أما الأول فقد أخذ برخصة رسول الله و أما الثاني فقد صدع بالحق فهنيئا له‏

. يقول علي بن موسى بن طاوس اعلم أن العلم بالله تعالى على الكشف ما ينزل عند صاحبه شيئا من الضعف و لا يبقى عنده صبر على كسر حرمة الله جل جلاله و كذا من عرف الله تعالى مكاشفة كما أن أهل الدنيا لا يصبرون على كسر حرمتهم و حرمة من يعز عليهم يكون واقفا مع إرادة الله تعالى فإن كان رضا الله في القتل توجه إليه أوفى بهما كان أمن العذاب أقدم عليه و إلا يرى الهوان و العذاب الآتي قد كشفنا في كتاب السعادات بالعبادات عن التقية و تركها بواضح الدلالات‏

فيما نذكره من الجزء السادس من الكشاف للزمخشري من الكراس الثامن عشر من الوجهة الأولة منها في حديث سليمان و تفسير وَ أُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ و روي أن معسكره كان مائة فرسخ في مائة فرسخ خمسة و عشرون للجن و خمسة و عشرون للإنس و خمسة و عشرون للوحش و كان له ألف بيت من قوارير على الخشب فيها ثلاثمائة و منكوحة و سبعمائة سرية و قد نسجت له الجن بساطا من الذهب و الإبريسم فرسخان في فرسخ فكان يوضع منبره في وسطه و هو من ذهب فيقعد عليه و حوله ستمائة ألف كرسي من ذهب و فضة فيقعد الأنبياء على كراسي الذهب و العلماء على كراسي الفضة و حولهم الناس و حول الناس الجن و الشياطين و تظله الطير بأجنحتها حتى لا يقع عليه حر الشمس و ترفع ريح الصبا البساط فتسير به مسيرة شهر في يوم و روي أنه كان يأمر الريح العاصف يحمله و الرخاء

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 138

يسيره فأوحى الله إليه و هو يسير بين السماء و الأرض أني قد زدت في ملكك و لا يتكلم أحد بشي‏ء إلا ألقته الريح في سمعك فيحكى أنه مر بحراث فقال لقد أوتي ابن داود ملكا عظيما فألقته الريح في أذنه فنزل و مشى إلى الحراث فقال إنما مشيت إليك لئلا تتمنى ما لا تقدر عليه ثم قال لتسبيحة واحدة يقبلها الله خير مما أوتي آل داود. أقول و في الحديث من غير الكشاف لأن ثواب التسبيحة يبقى و ملك سليمان يفنى‏

فيما نذكره من الجزء السابع من كتاب الكشاف للزمخشري من الكراس السادس من الوجهة الثانية من سورة الأحزاب بلفظه- وَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها و هم الملائكة و كانوا ألفا بعث الله عليهم صبا باردة في ليلة شاتية فأمطرتهم و نسفت التراب في وجوههم و أمر الملائكة فقلعت الأوتاد و أطفأت النيران و أكفأت القدور و ماجت الخيل بعضها في بعض و قذف في قلوبهم الرعب و كبرت الملائكة في جوانب عسكرهم فقال طليحة بن خويلد الأسدي أما محمد فقد بدأكم بالسحر فالنجاء النجاء الهرب فانهزموا من غير قتال و حين سمع رسول الله بإقبالهم ضرب الخندق على المدينة أشار بذلك سلمان الفارسي ثم خرج في ثلاثة آلاف من المسلمين فضرب معسكره و الخندق بينه و بين القوم و الذراري و النساء قد دخلوا في الآطام و اشتد الخوف و ظن المسلمون كل ظن و نجم النفاق من المنافقين حتى قال معتب بن قيس كان محمد يعدنا بالكنوز كنوز كسرى و قيصر لا يقدر أن يذهب إلى الغائط و كانت قريش قد أقبلت في عشرة آلاف من الأحابيش و بني كنانة و أهل تهامة و قائدهم أبو سفيان و خرج غطفان في ألف و من تابعهم من أهل نجد و قائدهم عنينة بن حصين و عامر بن الطفيل في هوازن و ضامتهم اليهود من قريظة و النضير و مضى على الفريقين قريب من شهر لا حرب بينهم إلا الترامي بالنبل و الحجارة حتى أنزل الله النصرة. يقول علي بن موسى بن طاوس قد تعجبت من هذا الشيخ كيف‏

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 139

عدل عن ذكر قتل مولانا لعمرو بن عبد ود عند قدوم الأحزاب و ما كان بذلك من النصر و ذل الكفر و إعزاز الدين-

و قول النبي ص‏ لضربة علي لعمرو بن ود أفضل من عمل أمتي إلى يوم القيامة

و قد روى ذلك منهم موفق بن أحمد المكي أخطب خطباء خوارزم في كتاب المناقب و روى أبو هلال العسكري في كتاب الأوائل حديث قتل مولانا علي ع لعمرو بن عبد ود و غيرهما و هو من الآيات المشهورة و المعجزات المذكورة و أما حديث اضطراب قلوب المنافقين و شكوكهم في الله و في سيد المرسلين ص فأرى الزمخشري لم يذكر غير واحد و القرآن قد تضمن لفظ ذكر الجمع و ما يدل على كثرة من شك منهم و اضطرب قلبه و ينبغي أن تكون الإشارات بفساد النيات إلى من عرف منهم الجبن و الذل و الهرب عند المعضلات و الحروب و الحوادث السالفات و الحادثات فإنهم أهل هذه الصفات‏

فصل [في حديث قريظة و بني النضير]

فيما نذكره من الوجهة الثانية من القائمة السابعة من الكراس السادس من الكشاف من الجزء السابع أيضا من حديث قريظة و بني النضير بلفظ ما نذكره منه-

و روي‏ أن جبرئيل أتى رسول الله ص صبيحة الليلة التي انهزم فيها الأحزاب و رجع المسلمون إلى المدينة و وضعوا سلاحهم فقال يا رسول الله لم تضع السلاح إن الله يأمرك بالمسير إلى بني قريظة و أنا عائد إليهم فإن الله داقهم دق البيض على الصفا إنهم لك طعمة فأذن في الناس أن من كان سامعا مطيعا فلا يصلي العصر إلا في بني قريظة فما صلى كثير من الناس العصر إلا بعد العشاء الآخرة لقول رسول الله فحاصرهم خمسا و عشرين ليلة حتى جهدهم الحصار فقال لهم رسول الله تنزلون على حكمي فأبوا فقال على حكم سعد بن معاذ فرضوا به فقال سعد حكمت فيهم أن يقتل مقاتلوهم و يسبى ذراريهم و نساؤهم فكبر النبي و قال لقد حكمت بحكم الله من فوق سبعة أرقعة

صفحه بعد