کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

سعد السعود للنفوس منضود

[مقدمة الناشر] ترجمة المؤلّف‏ مصنّفاته‏ خطبة الكتاب‏ الباب الأول فيما وقفناه من المصاحف المعظمة و الربعات المكرمة [فيما يذكره من المصحف الشريف‏] فصل [في أن الله جل جلاله هو المستحق للعبادة دون كل من عداه‏] فصل [في خلقة الانسان‏] فصل [في خلق السماوات و الأرض‏] فصل [في نوم الإنسان‏] فصل [في قيام السماء و الأرض بأمر الله‏] فصل [في دحو الأرض و بسطها] فصل [في التعريف بقدرة الله‏] فصل [في الإحسان للوالدين‏] فصل [في التغييرات الطارئة للإنسان‏] فصل [في منن الله‏] فصل‏ فصل [في التهديد بيوم الوعيد] فصل [في إطلاع الله على أعمال العباد] فصل [في الوعيد] فصل [في الأهوال‏] فصل [في ضعف الإنسان‏] [فيما نذكره من صحائف إدريس ع‏] فصل [في خلق السماوات و الأرض‏] فصل [في خلق الجن و إبليس‏] فصل [في هبوط آدم و زوجته إلى الأرض‏] فصل [في بناء آدم بيت الله‏] فصل [في نزول كتاب على آدم بالسريانية] فصل [في نبوة نبي الله شيث‏] فصل [في وصف الموت‏] فصل [في إنجاز الوعد من قبل الله لنبينا محمد ص‏] [فيما يذكره من سنن إدريس‏] فصل [في تقوى الله‏] فصل [في الدعاء] فصل [في الصوم‏] فصل [في الصلاة] فصل‏ [فيما نذكره من توراة] فصل [في عمر آدم‏] فصل [في إبراهيم و سارة و هاجر] فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل [في يعقوب و يوسف‏] فصل [في بعض منازل هارون من موسى‏] فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل [في موت هارون‏] فصل‏ فصل‏ فصل [في وفاة موسى‏] [فيما نذكره من زبور داود] فصل [في ما خاطب الله به داود] فصل [في أن لا تغفلوا عن الآخرة] فصل [في إن الأرض يرثها محمد و أمته‏] فصل [في الجنة و النعيم‏] فصل [في مواعظ متعددة] فصل [في الحذر من المعاصي‏] فصل [في أن لا تستخفوا بحق الله‏] فصل [في مسخ بني إسرئيل‏] فصل [في نبأ رجل دانت له قطرات‏] فصل [في أن الدنيا دلائل على الآخرة] فصل [في المعاصي و عقوبتها] فصل [في الحذر من طلب الثواب بالمخادعة] فصل‏ فصل [في الحث على ذكر الموت‏] [فيما يذكره من الإنجيل‏] فصل‏ فصل [في مريم و ولادتها عيسى‏] فصل [في مواعظ عيسى ع‏] فصل‏ فصل [في عيسى و تلاميذه في السفينة] فصل [في الشقاء في السبوت‏] فصل [في إمساك يحيى و قتله‏] فصل [في البشارة بمحمد ص‏] فصل [في ما يحتمل البشارة بمحمد ص‏] فصل [في مثل ضربه عيسى لبنى إسرائيل‏] فصل [في بشارة عيسى لتلاميذه أنه يعود إلى الدنيا] فصل [في خذلان تلامذة عيسى‏] فصل [في بشارة عيسى ع بمحمد ص‏] فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ الباب الثاني فيما وقفناه من كتب تفاسير القرآن الكريم و ما يختص به من تصانيف التعظيم و فيه فصول‏ فيما نذكره من مجلده الأول من كتاب التبيان‏ فصل [في الرجعة] فصل [في طالوت و من صبر معه‏] فصل [في بطلان قول المجبرة أن الكافر لا يقدر على الايمان‏] فصل [في آية البلاغ و النص على الامام علي ع يوم الغدير] فصل [في سبب ترك البسملة من أول سورة البراءة] [فيما نذكره من المجلد الأول من كتاب جوامع الجامع‏] [فيما نذكره من تفسير علي بن إبراهيم بن هاشم‏] [فيما نذكره من تأويل ما أنزل من القرآن في النبي ص تأليف أبي عبد الله محمد بن العباس بن علي بن مروان‏] فصل [في حديث القطيفة و اهدائها للإمام علي ع‏] فصل [في تفسير آية المباهلة] فصل [في حديث ما قاله رجل للإمام علي ع‏] فصل [في حديث الكساء] [فيما نذكره من الجزء الأول من ذكر ما نزل من القرآن في رسول الله ص و في علي و اهل البيت ع‏] [فيما نذكره من كتاب التفسير تأليف أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد القزويني‏] فصل [في حديث البساط] [فيما نذكره من كتاب فيه ذكر الآيات التي نزلت في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع‏] فصل [في حديث البساط] [فيما نذكره من آي القرآن المنزلة في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع للمفيد] [فيما نذكره من تفسير القرآن ابن عقدة] فصل [في حديث قوم أهل أيلة] فصل [في الصبر الجميل‏] [فيما نذكره من تفسير أهل البيت ع‏] فصل [في حديث إخوة يوسف‏] [فيما نذكره من كتاب تفسير للقرآن‏] [فيما نذكره من كتاب فيه مقرأ رسول الله و علي و الحسن و الحسين‏] [فيما نذكره من تفسير أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ص‏] فصل [في عصا موسى و هي عصا آدم‏] [فيما نذكره من كتاب قصص الأنبياء للراوندي‏] فصل [في قصة إدريس‏] [فيما نذكره من كتاب فقه القرآن للراوندي‏] [فيما نذكره من الكتاب الكشاف‏] فصل [في حديث زكريا و مريم‏] فصل [في خذلان قوم موسى‏] فصل [في اجتماع القوم على أبي طالب و دفاعه عن النبي‏] فصل [في حديث ياسر و سمية] فصل [في حديث قريظة و بني النضير] فصل [في تفسير آية هل آتى‏] [فيما نذكره من تفسير الجبايي‏] فصل [في ترجمة الجبايي‏] فصل [في طعن الجبايى على الشيعة] فصل [في الخضر] [فيما نذكره من تفسير البلخي‏] فصل [في أن النبي جمع القرآن قبل وفاته‏] [فيما نذكره من تفسير الكلبي‏] فصل [في حديث النجاشي‏] فصل [في حديث أبي بن أبي خلف مع النبي‏] فصل [في حديث مالك بن عوف مع النبي‏] فصل [في الوحي إلى رسول الله‏] [فيما نذكره من مختصر تفسير الثعلبي‏] فصل [في عرض الأعمال على رسول الله‏] [فيما نذكره من حقائق التفسير لأبي عبد الرحمن السلمي‏] [فيما نذكره من كتاب زيادات حقائق التفسير للسلمي‏] [فيما نذكره من تفسير الكلبي‏] فصل [في قصة فرعون‏] فصل [في حديث أصنام كانت في الحجر] فصل [في بعثت قريش إلى المدينة] [فيما نذكره من مجلد لم يذكر اسم مصنفه‏] [فيما نذكره من غريب القرآن للازدي‏] [فيما نذكره من تفسير ابن جريح‏] [فيما نذكره من مجلد في تفسير القرآن‏] [فيما نذكره من كتاب أسباب النزول للواحدي‏] [فيما نذكره من رسالة في مدح الأقل و ذم الأكثر عن زيد بن علي بن الحسين ع‏] فصل [في مناظرة زيد لأهل الشام‏] [فيما نذكره من كتاب قصص القرآن للنيسابوري‏] فصل [في الملكين الحافظين‏] [فيما نذكره من كتاب الناسخ و المنسوخ للبغدادي‏] [فيما نذكره من مقدمات علم القرآن للرهني‏] فصل [في اختلاف القراءات‏] [فيما نذكره من كتاب الحذف و الإضمار للمقرى‏] فصل [في قصة أصحاب الكهف‏] [فيما نذكره من شرح تأويل القرآن للاصفهاني‏] فصل [في تفسير الحروف المقطعة] [فيما نذكره من تفسير القرآن لم يذكر اسم مصنفه‏] [فيما نذكره من معاني القرآن للمروزى‏] فصل [في حديث قس بن ساعدة] [فيما نذكره مما نزل من القرآن في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع‏] فصل [في عدد الآيات التي نزلت في علي ع‏] [فيما نذكره من أحاديث الموصلي‏] فصل [في حديث التوسعة على العيال‏] فصل [في خاتم سليمان بيد أبي جعفر محمد بن علي الرضا ع‏] [فيما نذكره من فضائل أمير المؤمنين ع‏] فصل [في ذكر يوم الجمل‏] [فيما نذكره من تجزية القرآن للمنادي‏] فصل [في أسباع علي ع‏] [فيما نذكره من كتاب ملل الإسلام للطبري‏] فصل [في قصة نوح بن الملك‏] [فيما نذكره من كتاب العرائس في المجالس للثعلبي‏] فصل [في قصة ذى الكفل‏] [فيما نذكره من كتاب الرد على الجبرية و القدرية للخلال‏] [فيما نذكره من كتاب النكت في إعجاز القرآن للرماني‏] فصل [في تشبيهات القرآن‏] فصل [في الاستعارة] [فيما نذكره من كتاب متشابه القرآن للهمداني‏] [فيما نذكره من متشابه القرآن للخلال‏] [فيما نذكره من ياقوتة الصراط] [فيما نذكره من تفسير غريب القرآن للسجستاني‏] فصل [في ذكر الصاد المكسورة] فصل [في ذكر الميم المضمومة] [فيما نذكره من كتاب غريب القرآن لليزيدي‏] [فيما نذكره من كتاب تعليق معاني القرآن للنحاس‏] [فيما نذكره من كتاب تفسير غريب القرآن لمحمد بن هاني‏] [فيما نذكره من تفسير علي بن عيسى النحوي الرماني‏] [فيما نذكره من كتاب معاني القرآن للاخفش‏] فصل [في تفسير دُرِّيٌ‏] [فيما نذكره من كتاب مجاز القرآن لمعمر بن المثنى‏] [فيما نذكره من إعراب القرآن‏] [فيما نذكره من غريب القرآن لمعمر بن المثنى‏] [فيما نذكره من كتاب تنزيه القرآن لعبد الجبار] [فيما نذكره من كتاب إعراب ثلاثين سورة من القرآن لابن خالويه‏] [فيما نذكره من كتاب الزوائر و فوائد البصائر في وجوه القرآن و النظائر للدامقاني‏] [فيما نذكره من كتاب ثواب القرآن و فضائله للنسايي‏] [فيما نذكره من كتاب الفراء] [فيما نذكره من كتاب قطرب‏] [فيما نذكره من تأويل آيات تعلق بها أهل الضلال للاسترآبادي‏] [فيما نذكره من مناقب النبي و الأئمة للاستراباآدي‏] [فيما نذكره من كتاب الوجيز للاهوازي‏] فصل [في ذكر القراء الثمانية المشهورين‏] [فيما نذكره من الكتاب تأريج القرآن لابن الجراح‏] [فيما نذكره من إعراب القرآن لابن السري الزجاج‏] [فيما نذكره من كتاب غريبي القرآن و السنة لابي عبيد] فصل [في حديث الإمام علي ع‏] فصل [في حديث النظر إلى وجه علي عبادة] [فيما نذكره من كتاب عليه جزء فيه اختلاف المصاحف لمحمد بن منصور] فصل [في جمع القرآن‏] [فيما نذكره من جزء فيه عدد سور القرآن و عدد آياته للمقرى‏] فصل [في عدد سور و الآيات‏] [فيما نذكره من مقدمات علم القرآن للرهني‏] فصل [في التفاوت في المصاحف‏] [فيما نذكره من كتاب مروي عن أبي زرعة] فصل [في نزول السور] [فيما نذكره من كتاب جامع في وقف القارئ للقرآن‏] فصل [في الوقف في سورة الإخلاص‏] فصل [في اقتصار المسلمين على السبعة أو العشرة من القراء] فصل [في ما ذكره النقاش من تفسير الحمد] فصل [في ما ذكره الشيخ الطوسي من تفصيل المكي من المدني‏] فصل [في انه لم يجتمع خواص العلماء للمناظرة] فصل [في معجزات القرآن‏] فهرس كتاب سعد السعود

سعد السعود للنفوس منضود


صفحه قبل

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 138

يسيره فأوحى الله إليه و هو يسير بين السماء و الأرض أني قد زدت في ملكك و لا يتكلم أحد بشي‏ء إلا ألقته الريح في سمعك فيحكى أنه مر بحراث فقال لقد أوتي ابن داود ملكا عظيما فألقته الريح في أذنه فنزل و مشى إلى الحراث فقال إنما مشيت إليك لئلا تتمنى ما لا تقدر عليه ثم قال لتسبيحة واحدة يقبلها الله خير مما أوتي آل داود. أقول و في الحديث من غير الكشاف لأن ثواب التسبيحة يبقى و ملك سليمان يفنى‏

فيما نذكره من الجزء السابع من كتاب الكشاف للزمخشري من الكراس السادس من الوجهة الثانية من سورة الأحزاب بلفظه- وَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها و هم الملائكة و كانوا ألفا بعث الله عليهم صبا باردة في ليلة شاتية فأمطرتهم و نسفت التراب في وجوههم و أمر الملائكة فقلعت الأوتاد و أطفأت النيران و أكفأت القدور و ماجت الخيل بعضها في بعض و قذف في قلوبهم الرعب و كبرت الملائكة في جوانب عسكرهم فقال طليحة بن خويلد الأسدي أما محمد فقد بدأكم بالسحر فالنجاء النجاء الهرب فانهزموا من غير قتال و حين سمع رسول الله بإقبالهم ضرب الخندق على المدينة أشار بذلك سلمان الفارسي ثم خرج في ثلاثة آلاف من المسلمين فضرب معسكره و الخندق بينه و بين القوم و الذراري و النساء قد دخلوا في الآطام و اشتد الخوف و ظن المسلمون كل ظن و نجم النفاق من المنافقين حتى قال معتب بن قيس كان محمد يعدنا بالكنوز كنوز كسرى و قيصر لا يقدر أن يذهب إلى الغائط و كانت قريش قد أقبلت في عشرة آلاف من الأحابيش و بني كنانة و أهل تهامة و قائدهم أبو سفيان و خرج غطفان في ألف و من تابعهم من أهل نجد و قائدهم عنينة بن حصين و عامر بن الطفيل في هوازن و ضامتهم اليهود من قريظة و النضير و مضى على الفريقين قريب من شهر لا حرب بينهم إلا الترامي بالنبل و الحجارة حتى أنزل الله النصرة. يقول علي بن موسى بن طاوس قد تعجبت من هذا الشيخ كيف‏

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 139

عدل عن ذكر قتل مولانا لعمرو بن عبد ود عند قدوم الأحزاب و ما كان بذلك من النصر و ذل الكفر و إعزاز الدين-

و قول النبي ص‏ لضربة علي لعمرو بن ود أفضل من عمل أمتي إلى يوم القيامة

و قد روى ذلك منهم موفق بن أحمد المكي أخطب خطباء خوارزم في كتاب المناقب و روى أبو هلال العسكري في كتاب الأوائل حديث قتل مولانا علي ع لعمرو بن عبد ود و غيرهما و هو من الآيات المشهورة و المعجزات المذكورة و أما حديث اضطراب قلوب المنافقين و شكوكهم في الله و في سيد المرسلين ص فأرى الزمخشري لم يذكر غير واحد و القرآن قد تضمن لفظ ذكر الجمع و ما يدل على كثرة من شك منهم و اضطرب قلبه و ينبغي أن تكون الإشارات بفساد النيات إلى من عرف منهم الجبن و الذل و الهرب عند المعضلات و الحروب و الحوادث السالفات و الحادثات فإنهم أهل هذه الصفات‏

فصل [في حديث قريظة و بني النضير]

فيما نذكره من الوجهة الثانية من القائمة السابعة من الكراس السادس من الكشاف من الجزء السابع أيضا من حديث قريظة و بني النضير بلفظ ما نذكره منه-

و روي‏ أن جبرئيل أتى رسول الله ص صبيحة الليلة التي انهزم فيها الأحزاب و رجع المسلمون إلى المدينة و وضعوا سلاحهم فقال يا رسول الله لم تضع السلاح إن الله يأمرك بالمسير إلى بني قريظة و أنا عائد إليهم فإن الله داقهم دق البيض على الصفا إنهم لك طعمة فأذن في الناس أن من كان سامعا مطيعا فلا يصلي العصر إلا في بني قريظة فما صلى كثير من الناس العصر إلا بعد العشاء الآخرة لقول رسول الله فحاصرهم خمسا و عشرين ليلة حتى جهدهم الحصار فقال لهم رسول الله تنزلون على حكمي فأبوا فقال على حكم سعد بن معاذ فرضوا به فقال سعد حكمت فيهم أن يقتل مقاتلوهم و يسبى ذراريهم و نساؤهم فكبر النبي و قال لقد حكمت بحكم الله من فوق سبعة أرقعة

ثم استنزلهم و خندق في سوق المدينة خندقا و قدمهم فضرب أعناقهم و هم بين ثمانمائة إلى تسعمائة و قيل كانوا ستمائة مقاتل و سبعمائة أسير.

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 140

يقول علي بن موسى بن طاوس اعلم أن اليهود إما كانوا قد عرفوا من جانب موسى أن محمدا رسول الله فكتموا ذلك و عامدوه أو أنه غالب لهم و مذل بهم و مسلط عليهم و لا يدري أحد الأمرين لأجل ما يدعونه من شفقة موسى عليهم و تعريفهم بما يحدث بعده عليهم و على هذا فإن الذين حاربوا رسول الله ص مقاتلون مستحقون لما جرى عليهم من الاستيصال حيث عرفوا أنه قاهر لهم و مسلط عليهم فلم يلتفتوا إلى سابق علمهم به و أهلكوا نفوسهم بأيديهم و تعرضوا للقتال و هموا بذلك على أن سلف اليهود عملوا بالجحود على كل حال و أن من تخلف منهم غير معذور في الاقتداء بهم في الضلال و قد عرفوا منهم أنهم كانوا حقيقة علمهم السابق و عاندوا في سلوك سوء الطريق‏

فيما نذكره من الجزء الثامن من الكشاف للزمخشري من الوجهة الأولة من القائمة السادسة من الكراس السادس منه بلفظه- إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى‏ يجوز أن يكون استثناء متصلا أي لا أسألكم أجرا إلا هذا و هو أن تودوا أهلي و قرابتي و لم يكن هذا أجرا في الحقيقة لأن قرابته قرابتهم فكانت صلتهم لازمة لهم في المودة و يجوز أن يكون منقطعا أي لا أسألكم أجرا قط و لكن أسألكم أن تودوا قرابتي الذين هم قرابتكم فلا تؤذوهم فإن قلت فهلا قيل إلا مودة القربى أو إلا المودة للقربى و ما معنى قوله‏ إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى‏ قلت جعلوا مكانا للمودة و مقرا لها كقولك لي في آل فلان مودة و لي فيهم هوى و حب شديد تريد أحبهم و هم مكان حبي و محله و ليست في بصلة للمودة كاللام إذا قلت إلا المودة للقربى و إنما هي متعلقة بمحذوف تعلق الظرف به في قولك المال في الكيس و تقديره إلا المودة ثابتة في القربى و متمكنة فيها و القربى مصدر كالزلفى و البشرى بمعنى القرابة و المراد في أهل القربى-

و روي‏ أنها لما نزلت قيل يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم قال ص علي و فاطمة و ابناهما

و يدل عليه‏

ما روي عن علي‏ شكوت إلى رسول الله حسد الناس لي قال‏

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 141

أ ما ترضى أن تكون رابع أربعة أول من يدخل الجنة أنا و أنت و الحسن و الحسين و أزواجنا عن أيماننا و شمائلنا و ذرياتنا خلف أزواجنا

و عن النبي ص‏ حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي و آذاني في عترتي و من اصطنع صنيعا إلى أحد من ولد عبد المطلب و لم يجازه عليها فأنا أجازيه عليها غدا إذا لقيني يوم القيامة

ثم قال الزمخشري أيضا ما هذا لفظه-

و قال رسول الله‏ من مات على حب آل محمد فقد مات شهيدا ألا و من مات على حب آل محمد مات مغفورا له إلا و من مات على حب آل محمد مات تائبا ألا و من مات على حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل الإيمان ألا و من مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ثم منكر و نكير ألا و من مات على حب آل محمد يزف إلى الجنة كما تزف العروس إلى بيت زوجها ألا و من مات على حب آل محمد فتح الله في قبره بابين إلى الجنة ألا و من مات على حب آل محمد جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة ألا و من مات على حب آل محمد مات على السنة و الجماعة ألا و من مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله ألا و من مات على بغض آل محمد مات كافرا ألا و من مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة

. يقول علي بن موسى بن طاوس انظروا إلى أهل هذه الأحوال و الوصايا بالقرابة و الآل و إلى ما جرت عليهم حالهم من القتل و الذل و الاستيصال و سوء الأحوال و الإطراح لعلومهم و رواياتهم و ترك اتباع آثارهم و هداياتهم و الالتزام ممن يرووا فيه حديثا و الاجتزاء و اتخذوه أعظم من صاحب النبوة و قد كان زمانه متأخرا

فصل [في تفسير آية هل آتى‏]

فيما نذكره من الجزء التاسع من كتاب الكشاف للزمخشري و هو آخر الكتاب في تفسير القرآن من الكراس الحادي عشر من الوجهة الأولة من القائمة التاسعة في تفسير هل أتى بلفظ الزمخشري‏

و عن ابن عباس‏ أن الحسن و الحسين مرضا فعادهما رسول الله ص في ناس معه فقال يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك فنذر علي و فاطمة و فضة جارية لهم إن‏

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 142

يبريا مما بهما أن يصوموا ثلاثة أيام فشفيا و ما معهم شي‏ء فاستقرض علي ع من شمعون الخيبري اليهودي ثلاثة أصواع من شعير فطحنت فاطمة ع صاعا فاختبزت خمسة أقراص على عددهم فوضعوها بين أيديهم ليفطروا فوقف عليهم سائل فقال السلام عليكم يا أهل بيت محمد مسكين من مساكين المسلمين أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة فآثروه و باتوا و لم يذوقوا إلا الماء و أصبحوا صياما فلما أمسوا و وضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم و أسير في الثالثة ففعلوا مثل ذلك فلما أصبحوا أخذ علي ع بيد الحسن و الحسين فأقبلوا إلى رسول الله ص فلما أبصرهم و هم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع قال ص ما أشد ما يسوءني ما أرى بكم و قام فانطلق معهم فرأى فاطمة في محرابها قد التصق بطنها بظهرها و غارت عيناها فساءه ذلك فنزل جبرئيل و قال خذها يا محمد هنأك الله في أهل بيتك فأقرأه السورة

. يقول علي بن موسى بن طاوس في هذه القصة و السورة أسرار شريفة منها أنه يجوز الإيثار على النفس و الأطفال بما لا بد منه و منها أن القرض لا يمنع أن يؤثر الإنسان به و منها أن الواجب من قوت العيال لا يمنع من الصدقة في مندوب و منها أنه إذا كان القصد رضا الله تعالى هان كل مبذول و منها أن الله تعالى اطلع على صفاء سرائرهم في الإخلاص فجاد عليهم بخلع أهل الاختصاص و منها أنه لم ينزل مدح في سورة من القرآن كما نزلت فيهم على هذا الإيضاح و البيان و منها أن من تمام الإخلاص في الصدقات أن لا يراد من الذي يتصدق عليه- جَزاءً وَ لا شُكُوراً بحال من الحالات و منها أن الإيثار وقع من كثير من القرابة و الصحابة أيام حياة النبي من الثناء فلم ينزل على أحد مثل ما نزل على مولانا علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع‏

[فيما نذكره من تفسير الجبايي‏]

فصل [في ترجمة الجبايي‏]

فيما نذكره من تفسير أبي علي محمد بن عبد الوهاب الجبائي و هو عندنا عشر مجلدات في كل مجلد جزوات و اعلم أن أبا علي الجبائي من‏

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 143

عبد لعثمان بن عفان و اسم العبد المذكور أبان فهو يتعصب على بني هاشم تعصبا لا يخفى على من أنصف من أهل البصائر و كأنه حيث فاته مساعدة بني أمية بنفسه و سيفه و سنانه قد صار يحارب بني هاشم بقلمه و لسانه. أقول و أما نسبته إلى أبان عبد عثمان بن عفان فذكر محمد بن معية في كتاب المولى عن الخطيب مصنف تاريخ بغداد و وقفت عليه في تاريخه فقال عند ذكر أبي هاشم ولد أبي علي الجبائي عبد السلام بن محمد بن عبد الوهاب بن سلام بن حالة بن حمران بن أبان مولى عثمان بن عفان. أقول و كان هذا حمران بن أبان جد الجبائي حاجبا لعثمان بن عفان و اتفق تعلق الجبائي على عثمان بأن جده أبان عبد عثمان و جده حمران حاجبه فتوكدت عداوته لبني هاشم ولد أبو علي الجبائي سنة خمس و ثلاثين و مائتين و مات في شعبان سنة ثلاث و ثلاثمائة. أقول و أما بغضه على بني هاشم فإن أظهر التفاسير بين الناس تفسير عبد الله بن عباس و من روى عنه و هذا كتاب تفسيره كأنه ما سمع في الدنيا مفسرا للقرآن اسمه عبد الله بن عباس. أقول و يبلغ تعصبه الفاضح أنه يأتي إلى آيات ما ادعاه المتقدمون على بني هاشم في الخلافة أنها نزلت فيهم أيام خلافتهم و لا قبلها و لا احتجوا بها و لا ادعى لهم مدع أيام حياتهم أنها نزلت فيهم فيدعي هو بعد مائتي سنة و نحو خمسين سنة من زمان الصحابة أن هذه الآيات أنزلت فيهم و يستحسن المكابرة و البهت و الفساد الذي لا يليق بالعقل و لا بالنقل. أقول و اعلم أن تفسيره يدل على أنه ما كان عارفا بتفسير القرآن و لا علومه فإنه يذكر ما يدعيه من التأويل إلا شاذا غير مستند إلى حجة من خبر أو كلام العرب أو وصف اختلاف المفسرين و الاحتجاج لقوله الذي يخالف أقوالهم. أقول ثم يذكر الآية و يقول في أكبر ما يفسره إنما يعني الله كذا و كذا في آيات محتملات عقلا أو شرعا لعدة تأويلات و ما كان جبرئيل‏

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 144

و لا رسول الله ص يقولون في مثل ذلك يعني الله كذا و كذا إلا بوحي من الله تعالى و هو قد عرف أن القرآن الشريف تضمن من أعظم الخلائق محمد ص‏ وَ لَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ‏ و قال جل جلاله‏ وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ ثم يقول في أواخر تفسير آيات قد قال في أولها يعني الله تعالى كذا و كذا فيغفل عن قوله إن الله عنى ذلك و يعود يقول وجها أو وجوها أخر يذكر أن الله عناها كيف كان يحسن في حكم العربية و الاستعمال أن يقول إنما يعني الله كذا و كذا بلفظ إنما المحققة لما اشتملت عليه النافية لما عداه ثم لم يذكر بعد ذلك وجها أو وجوها أخر. و يقول إن الله جل جلاله لعناها. أقول ثم لا يذكر قصص الأنبياء و لا الحوادث التي تضمن القرآن الشريف ذكرها كما جرت عادة المفسرين العارفين بها. أقول ثم لا يذكر أسباب النزول على عادة المفسرين و لا وجوه الإعراب و لا التصريف و الاحتمال و لا ما جرت به العادة من تعظيم فصاحة آيات القرآن و مواضع الإعجاز بها على صواب من كمال المقال‏

فصل [في طعن الجبايى على الشيعة]

صفحه بعد