کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

سعد السعود للنفوس منضود

[مقدمة الناشر] ترجمة المؤلّف‏ مصنّفاته‏ خطبة الكتاب‏ الباب الأول فيما وقفناه من المصاحف المعظمة و الربعات المكرمة [فيما يذكره من المصحف الشريف‏] فصل [في أن الله جل جلاله هو المستحق للعبادة دون كل من عداه‏] فصل [في خلقة الانسان‏] فصل [في خلق السماوات و الأرض‏] فصل [في نوم الإنسان‏] فصل [في قيام السماء و الأرض بأمر الله‏] فصل [في دحو الأرض و بسطها] فصل [في التعريف بقدرة الله‏] فصل [في الإحسان للوالدين‏] فصل [في التغييرات الطارئة للإنسان‏] فصل [في منن الله‏] فصل‏ فصل [في التهديد بيوم الوعيد] فصل [في إطلاع الله على أعمال العباد] فصل [في الوعيد] فصل [في الأهوال‏] فصل [في ضعف الإنسان‏] [فيما نذكره من صحائف إدريس ع‏] فصل [في خلق السماوات و الأرض‏] فصل [في خلق الجن و إبليس‏] فصل [في هبوط آدم و زوجته إلى الأرض‏] فصل [في بناء آدم بيت الله‏] فصل [في نزول كتاب على آدم بالسريانية] فصل [في نبوة نبي الله شيث‏] فصل [في وصف الموت‏] فصل [في إنجاز الوعد من قبل الله لنبينا محمد ص‏] [فيما يذكره من سنن إدريس‏] فصل [في تقوى الله‏] فصل [في الدعاء] فصل [في الصوم‏] فصل [في الصلاة] فصل‏ [فيما نذكره من توراة] فصل [في عمر آدم‏] فصل [في إبراهيم و سارة و هاجر] فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل [في يعقوب و يوسف‏] فصل [في بعض منازل هارون من موسى‏] فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل [في موت هارون‏] فصل‏ فصل‏ فصل [في وفاة موسى‏] [فيما نذكره من زبور داود] فصل [في ما خاطب الله به داود] فصل [في أن لا تغفلوا عن الآخرة] فصل [في إن الأرض يرثها محمد و أمته‏] فصل [في الجنة و النعيم‏] فصل [في مواعظ متعددة] فصل [في الحذر من المعاصي‏] فصل [في أن لا تستخفوا بحق الله‏] فصل [في مسخ بني إسرئيل‏] فصل [في نبأ رجل دانت له قطرات‏] فصل [في أن الدنيا دلائل على الآخرة] فصل [في المعاصي و عقوبتها] فصل [في الحذر من طلب الثواب بالمخادعة] فصل‏ فصل [في الحث على ذكر الموت‏] [فيما يذكره من الإنجيل‏] فصل‏ فصل [في مريم و ولادتها عيسى‏] فصل [في مواعظ عيسى ع‏] فصل‏ فصل [في عيسى و تلاميذه في السفينة] فصل [في الشقاء في السبوت‏] فصل [في إمساك يحيى و قتله‏] فصل [في البشارة بمحمد ص‏] فصل [في ما يحتمل البشارة بمحمد ص‏] فصل [في مثل ضربه عيسى لبنى إسرائيل‏] فصل [في بشارة عيسى لتلاميذه أنه يعود إلى الدنيا] فصل [في خذلان تلامذة عيسى‏] فصل [في بشارة عيسى ع بمحمد ص‏] فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ الباب الثاني فيما وقفناه من كتب تفاسير القرآن الكريم و ما يختص به من تصانيف التعظيم و فيه فصول‏ فيما نذكره من مجلده الأول من كتاب التبيان‏ فصل [في الرجعة] فصل [في طالوت و من صبر معه‏] فصل [في بطلان قول المجبرة أن الكافر لا يقدر على الايمان‏] فصل [في آية البلاغ و النص على الامام علي ع يوم الغدير] فصل [في سبب ترك البسملة من أول سورة البراءة] [فيما نذكره من المجلد الأول من كتاب جوامع الجامع‏] [فيما نذكره من تفسير علي بن إبراهيم بن هاشم‏] [فيما نذكره من تأويل ما أنزل من القرآن في النبي ص تأليف أبي عبد الله محمد بن العباس بن علي بن مروان‏] فصل [في حديث القطيفة و اهدائها للإمام علي ع‏] فصل [في تفسير آية المباهلة] فصل [في حديث ما قاله رجل للإمام علي ع‏] فصل [في حديث الكساء] [فيما نذكره من الجزء الأول من ذكر ما نزل من القرآن في رسول الله ص و في علي و اهل البيت ع‏] [فيما نذكره من كتاب التفسير تأليف أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد القزويني‏] فصل [في حديث البساط] [فيما نذكره من كتاب فيه ذكر الآيات التي نزلت في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع‏] فصل [في حديث البساط] [فيما نذكره من آي القرآن المنزلة في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع للمفيد] [فيما نذكره من تفسير القرآن ابن عقدة] فصل [في حديث قوم أهل أيلة] فصل [في الصبر الجميل‏] [فيما نذكره من تفسير أهل البيت ع‏] فصل [في حديث إخوة يوسف‏] [فيما نذكره من كتاب تفسير للقرآن‏] [فيما نذكره من كتاب فيه مقرأ رسول الله و علي و الحسن و الحسين‏] [فيما نذكره من تفسير أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ص‏] فصل [في عصا موسى و هي عصا آدم‏] [فيما نذكره من كتاب قصص الأنبياء للراوندي‏] فصل [في قصة إدريس‏] [فيما نذكره من كتاب فقه القرآن للراوندي‏] [فيما نذكره من الكتاب الكشاف‏] فصل [في حديث زكريا و مريم‏] فصل [في خذلان قوم موسى‏] فصل [في اجتماع القوم على أبي طالب و دفاعه عن النبي‏] فصل [في حديث ياسر و سمية] فصل [في حديث قريظة و بني النضير] فصل [في تفسير آية هل آتى‏] [فيما نذكره من تفسير الجبايي‏] فصل [في ترجمة الجبايي‏] فصل [في طعن الجبايى على الشيعة] فصل [في الخضر] [فيما نذكره من تفسير البلخي‏] فصل [في أن النبي جمع القرآن قبل وفاته‏] [فيما نذكره من تفسير الكلبي‏] فصل [في حديث النجاشي‏] فصل [في حديث أبي بن أبي خلف مع النبي‏] فصل [في حديث مالك بن عوف مع النبي‏] فصل [في الوحي إلى رسول الله‏] [فيما نذكره من مختصر تفسير الثعلبي‏] فصل [في عرض الأعمال على رسول الله‏] [فيما نذكره من حقائق التفسير لأبي عبد الرحمن السلمي‏] [فيما نذكره من كتاب زيادات حقائق التفسير للسلمي‏] [فيما نذكره من تفسير الكلبي‏] فصل [في قصة فرعون‏] فصل [في حديث أصنام كانت في الحجر] فصل [في بعثت قريش إلى المدينة] [فيما نذكره من مجلد لم يذكر اسم مصنفه‏] [فيما نذكره من غريب القرآن للازدي‏] [فيما نذكره من تفسير ابن جريح‏] [فيما نذكره من مجلد في تفسير القرآن‏] [فيما نذكره من كتاب أسباب النزول للواحدي‏] [فيما نذكره من رسالة في مدح الأقل و ذم الأكثر عن زيد بن علي بن الحسين ع‏] فصل [في مناظرة زيد لأهل الشام‏] [فيما نذكره من كتاب قصص القرآن للنيسابوري‏] فصل [في الملكين الحافظين‏] [فيما نذكره من كتاب الناسخ و المنسوخ للبغدادي‏] [فيما نذكره من مقدمات علم القرآن للرهني‏] فصل [في اختلاف القراءات‏] [فيما نذكره من كتاب الحذف و الإضمار للمقرى‏] فصل [في قصة أصحاب الكهف‏] [فيما نذكره من شرح تأويل القرآن للاصفهاني‏] فصل [في تفسير الحروف المقطعة] [فيما نذكره من تفسير القرآن لم يذكر اسم مصنفه‏] [فيما نذكره من معاني القرآن للمروزى‏] فصل [في حديث قس بن ساعدة] [فيما نذكره مما نزل من القرآن في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع‏] فصل [في عدد الآيات التي نزلت في علي ع‏] [فيما نذكره من أحاديث الموصلي‏] فصل [في حديث التوسعة على العيال‏] فصل [في خاتم سليمان بيد أبي جعفر محمد بن علي الرضا ع‏] [فيما نذكره من فضائل أمير المؤمنين ع‏] فصل [في ذكر يوم الجمل‏] [فيما نذكره من تجزية القرآن للمنادي‏] فصل [في أسباع علي ع‏] [فيما نذكره من كتاب ملل الإسلام للطبري‏] فصل [في قصة نوح بن الملك‏] [فيما نذكره من كتاب العرائس في المجالس للثعلبي‏] فصل [في قصة ذى الكفل‏] [فيما نذكره من كتاب الرد على الجبرية و القدرية للخلال‏] [فيما نذكره من كتاب النكت في إعجاز القرآن للرماني‏] فصل [في تشبيهات القرآن‏] فصل [في الاستعارة] [فيما نذكره من كتاب متشابه القرآن للهمداني‏] [فيما نذكره من متشابه القرآن للخلال‏] [فيما نذكره من ياقوتة الصراط] [فيما نذكره من تفسير غريب القرآن للسجستاني‏] فصل [في ذكر الصاد المكسورة] فصل [في ذكر الميم المضمومة] [فيما نذكره من كتاب غريب القرآن لليزيدي‏] [فيما نذكره من كتاب تعليق معاني القرآن للنحاس‏] [فيما نذكره من كتاب تفسير غريب القرآن لمحمد بن هاني‏] [فيما نذكره من تفسير علي بن عيسى النحوي الرماني‏] [فيما نذكره من كتاب معاني القرآن للاخفش‏] فصل [في تفسير دُرِّيٌ‏] [فيما نذكره من كتاب مجاز القرآن لمعمر بن المثنى‏] [فيما نذكره من إعراب القرآن‏] [فيما نذكره من غريب القرآن لمعمر بن المثنى‏] [فيما نذكره من كتاب تنزيه القرآن لعبد الجبار] [فيما نذكره من كتاب إعراب ثلاثين سورة من القرآن لابن خالويه‏] [فيما نذكره من كتاب الزوائر و فوائد البصائر في وجوه القرآن و النظائر للدامقاني‏] [فيما نذكره من كتاب ثواب القرآن و فضائله للنسايي‏] [فيما نذكره من كتاب الفراء] [فيما نذكره من كتاب قطرب‏] [فيما نذكره من تأويل آيات تعلق بها أهل الضلال للاسترآبادي‏] [فيما نذكره من مناقب النبي و الأئمة للاستراباآدي‏] [فيما نذكره من كتاب الوجيز للاهوازي‏] فصل [في ذكر القراء الثمانية المشهورين‏] [فيما نذكره من الكتاب تأريج القرآن لابن الجراح‏] [فيما نذكره من إعراب القرآن لابن السري الزجاج‏] [فيما نذكره من كتاب غريبي القرآن و السنة لابي عبيد] فصل [في حديث الإمام علي ع‏] فصل [في حديث النظر إلى وجه علي عبادة] [فيما نذكره من كتاب عليه جزء فيه اختلاف المصاحف لمحمد بن منصور] فصل [في جمع القرآن‏] [فيما نذكره من جزء فيه عدد سور القرآن و عدد آياته للمقرى‏] فصل [في عدد سور و الآيات‏] [فيما نذكره من مقدمات علم القرآن للرهني‏] فصل [في التفاوت في المصاحف‏] [فيما نذكره من كتاب مروي عن أبي زرعة] فصل [في نزول السور] [فيما نذكره من كتاب جامع في وقف القارئ للقرآن‏] فصل [في الوقف في سورة الإخلاص‏] فصل [في اقتصار المسلمين على السبعة أو العشرة من القراء] فصل [في ما ذكره النقاش من تفسير الحمد] فصل [في ما ذكره الشيخ الطوسي من تفصيل المكي من المدني‏] فصل [في انه لم يجتمع خواص العلماء للمناظرة] فصل [في معجزات القرآن‏] فهرس كتاب سعد السعود

سعد السعود للنفوس منضود


صفحه قبل

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 160

بذلك السجود فلو كان ذلك خضوعا من غير سجود ما كان يقول ع- هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقًّا و قال الجبائي في تفسير قوله تعالى- لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى‏ إِخْوَتِكَ‏ الآية إن تأويلها عند يعقوب كان إخوته و أبويه يخضعون له و يعظمونه و لم يذكر ما نص الله تعالى من تأويلها و شرحه يوسف أنه السجود المعهود بل يقبل العقل أن يوسف علم منها ما لم يعلمه يعقوب‏

فيما نذكره من الجزء الحادي عشر و هو أول المجلد السادس من تفسير الجبائي من الوجهة الأولى من القائمة السابعة من الكراس الثامن بلفظه و أما قول الله سبحانه و تعالى- إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ وَ كَفى‏ بِرَبِّكَ وَكِيلًا فإنما عنى به لا سبيل لك على عبادي في أن تضرهم سوى وسوستك لهم في الاستدعاء لهم إلى المعاصي فأما سوى ذلك من الضرر الذي يجوز أن تضر به العباد بعضهم بعضا فإنه لا سبيل لك عليهم و لا قوة لأن الله خلقه خلقا ضعيفا عاجزا رقيقا خفيا و لرقته و خفائه صار لا يراه الناس فهو لا يمكنه أن يضرهم إلا بهذه الوسوسة التي يستغوي بها العصاة منهم. يقول علي بن موسى بن طاوس إن استثناء الجبائي للوسوسة و ليس في الآية استثناء و قوله إن الله جل جلاله عنى هذا التأويل لعظيم من الجرأة و الإقدام في الإسلام و هلا قال إنه يحتمل أن يكون المراد أن عبادي هذا التخصيص و الإشارة أنه ليس عليهم سلطان يقتضي المخلصين منهم الذين قال إبليس عنهم- لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ‏ فمن أين علم الجبائي أن الله ما أراد إلا تأويله و أما قول الجبائي إنه ما يقدر على غير الوسوسة التي أخرجت آدم من الجنة و أهلكت الخلائق إلا القليل فكيف هو ما يحابي على تأويله الضعيف و لقد كان القتل من إبليس مع سلامة الآخرة أهون مما يسمى له من هلاك الدنيا و الآخرة فإن المفهوم من قول الله تعالى- وَ كَفى‏ بِرَبِّكَ وَكِيلًا أن هؤلاء العباد المشار إليهم ما قدر إبليس عليهم ليكون المنة من الله في مدحهم و عصمتهم من إبليس كاملة-

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 161

و حمايتهم منهم شاملة و إلا أي معنى يكون لتأويل الجبائي‏ إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ‏ إلا أنك تبلغ منهم هلاكهم إلا القليل في الدنيا و الآخرة. أقول و أما قول الجبائي إن الشيطان ضعيف عاجز و إنه لا يرى. أقول كيف يكون عاجزا و هو عدو يرى بني آدم من حيث لا يرونه و من المعلوم أن العدو إذا كان يرى عدوه من حيث لا يراه ظفر به و أهلكه سريعا و كيف صار من هذه صفته عند الجبائي عاجزا و كيف فهم من قول إبليس لرب العالمين- فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ‏ إن هذا القول من إبليس تهديد عاجز ضعيف أعاذ الله كل مسلم من تأويلات رأي الجبائي السخيف و هل هو في العقول أن عدو العبد سلطان قاهر يقول مواجهة و مجاهرة لسلطانه إنني أغوي عبيدك أجمعين و لا يسلم منهم إلا القليل و لا يعتذر العاجز و لا يظهر خوفا و لا ذلا إن هذه صفة عبد عاجز بل الجبائي العاجز الذي هو من جملة مضاحك إبليس و من لعب به الذي حكيناه و أما قول الجبائي إنه خلقه يعني الشيطان خلقا ضعيفا فيقال له إن كان ضعيفا إبليس عند الجبائي لأجل أن خلقه رقيق خفي فالملائكة الذين يقلبون في البلاد و يصيح بعضهم صيحة تورثها الخلائق و أمد بهم الأنبياء في الحروب ينبغي أن يكون ضعفاء عاجزين عند الجبائي على هذا و كذلك ينبغي أن يقول عن الجن الذين كانوا من أقوى جند سليمان بن داود يكونوا ضعفاء عاجزين لأجل رقتهم و خفائهم و كذلك العقول التي تتقوى بها الخلائق على دفع أخطار الدنيا رقيقة خفية لا يراها الناس كما ذكر الجبائي و كذلك الأرواح التي تقوم بها قوة أهل الحياة رقيقة خفية لا يراها الناس و الأهواء التي تخرب و تقطع و تصل أيضا رقيقة خفية

فيما نذكره من الجزء الحادي عشر أيضا من تفسير الجبائي قبل أخوه اثنتي عشرة قائمة في تفسير قوله تعالى‏ فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَ عَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً فقال الجبائي ما هذا لفظه و يقال إن هذا الإنسان هو الخضر و ليس ذلك بصحيح لأن الخضر يقال إنه أحد

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 162

أنبياء بني إسرائيل الذين بعثوا بعد موسى و هذا أقبح من قول من قال إن صاحب موسى كان الخضر و أما ما لا يشك فيه فإنه كان نبيا من أنبياء الله و رسولا من رسله لأن الأنبياء لا يجوز أن يتعلموا العلم إلا من ملك من ملائكة الله أو رسولا من رسله لأن من لم يكن من الملائكة و الرسل يجب عليهم اتباع الرسل و التعلم منهم و لا يجوز أن يحتاج الأنبياء إلى أن يتعلموا ممن يجب أن يتعلم منهم فهذا بين أنه كان من رسل الله و أنبيائه و يدل على ذلك أيضا أن هذا العلم لا بد لمن يعلمه بوحي الله عز ذكره إذا كان لم يخبر به نبي من أنبيائه و الله تبارك و تعالى لا يوحي إلا إلى أنبيائه و رسله فجميع ما ذكرناه يوجب أن يكون هذا العبد الذي ذكره الله نبيا لله و رسولا له هذا آخر كلام الجبائي بلفظه. يقول علي بن موسى بن طاوس أما قول الجبائي إن الذي اجتمع به موسى ما هو الخضر فإنه في إنكاره كالمخالف للإجماع الذي تعتبر به و إن خالف أحد فشاذ لا يلتفت إليه و ربما وهى الجبائي في ذلك من قلة معرفته بهذه الأمور و أما قول الجبائي إن الخضر بعد موسى فلو ذكرنا قول كل من قال بخلاف الجبائي بلغ إلى الأطناب و لكن نحكي حديث الزمخشري في تفسيره المسمى بالكشاف فهو عالم بعلوم كثيرة لا يخفى فضله عند ذوي الإنصاف فإن الزمخشري حكى في تفسير سورة الكهف أن بني إسرائيل سألوا موسى أي الناس أعلم فقال أنا فعتب الله حين لم يرد العلم إلى الله فأوحى الله إليه بل أعلم منك عبد لي عند مجمع البحرين و هو الخضر و كان الخضر في أيام أفريدون قبل موسى و كان على مقدمة ذي القرنين الأكبر و بقي إلى أيام موسى و ذكر الزمخشري وجها آخر في سبب طلب موسى الخضر أن موسى قال لله تعالى إن كان في عبادك من هو أعلم مني فدلني عليه قال أعلم منك الخضر قال أين أطلبه قال على الساحل عند الصخرة أقول و أما قول الجبائي إن الأنبياء لا يجوز أن يتعلموا من غير نبي و إطلاق هذا القول فهو جهل منه و خلاف العقل أ تراه يعتقد أن كل شي‏ء كان يعرف-

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 163

كل صنعة يحتاج إلى استعمال شي‏ء منها كالكتابة و غيرها أ تراه يعتقد أن النبي كان يحسن الكتابة أم هو موافق للقرآن في أنه ما كان يحسنها و يحتاج إلى الصحابة في المعرفة بها و ليسوا أنبياء على اليقين أ ما سمع الجبائي أن وصي سليمان كان عنده من العلم بإحضار عرش بلقيس ما لم يكن عند سليمان لمفهوم قول الله تعالى- قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ‏ . أقول و أما قول الجبائي إن الوحي لا يكون إلا للأنبياء فهو جهل منه أيضا و تكذيب للقرآن و مكابرة للعيان أ ما سمع الجبائي في كلام الله تعالى- وَ إِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَ بِرَسُولِي قالُوا آمَنَّا و ليسوا أنبياء أ ما كان للجبائي من العقل ما يدل على أنه إذا جحد الوحي إلى غير الأنبياء أن يجوز أن يكون الله تعالى ألهم الخضر ذلك إلهاما من غير وحي حتى وقع الجبائي في هذا التعبير لقد كان مستورا لو لا اشتغاله في هذا التفسير

فصل [في الخضر]

فيما نذكره أيضا من الجزء الحادي عشر من تفسير الجبائي بعد أربعة قوائم من الموضع الذي ذكرناه قبل هذا فقال الجبائي ما هذا لفظه و قوم من جهال العوام يذهبون إلى أن الخضر هو حي إلى اليوم في الأرض و أنه ليلقى الناس و يلقونه و هذا جهل ظاهر لأن هذا يوجب أن يكون بعد نبينا محمد ص نبي تلقاه أمته و يأخذون عنه أمر دينهم و لو كان ذلك كذلك لم يكن محمد ص خاتم النبيين و آخرهم و لجاز أن يكون في زمنه نبيا كما كان بعده في أمته نبي هو الخضر و هذا يوجب تكذيب القرآن مع أن الخضر إنما كان رجلا من بني آدم فلو كان كذلك لوجب أن نعرفه كما تعرف الناس بعضهم بعضا بالملاقاة و المشاهدة فإذا كان لا يعرف و لا يعرف له مكان فهذا دليل على بطلان ما يدعونه من حياته و ملاقاته بل يعلم أنه قد مات قبل نبينا محمد و إنما نبينا بعث بعد الأنبياء و لم يكن معه في الأرض نبي و لا بعده لأنه آخر الأنبياء. يقول علي بن موسى بن طاوس إنما تكذيب الجبائي بحياة الخضر و الأخبار متواترة من الفرق كلها بحياته و ملاقاته و لا أدري كيف استحسن‏

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 164

نفسه هذه المكابرة و الجحود أما احتجاجه بأنه كان يلزم منه أن يكون بعد نبينا نبي موجود فكان هذا مقدار عقله فيكون قد تعثر بأذيال جهله و إن كان عاند الحق و عدل عن الصدق ف يوم القيامة موعده ويحه إنما كان نبينا ص خاتم الأنبياء و آخر الأنبياء أي أنه لن يبعث و لم يبعث من بعده و أما جواز بقاء نبي قد بعث قبله و يحيى و المسلمون الذي يعول عليهم معترفون أن إدريس باق إلى الآن و قد رووا من طرقهم أن إلياس باق و أنه يجتمع هو و الخضر و إدريس كل سنة في موضع عرفات و أن عيسى باق إلى الآن و أنه ينزل من السماء إلى الدنيا و يكون في أمة نبينا محمد ص و ما أعرف من يعتبر به من المسلمين خلافا في هذا فكيف خفي مثل ذلك على الجبائي هذا على دعواه الباطلة أن الخضر ع نبي و إذا كان غير نبي فقد سقط قول الجبائي بالكلية. أقول و أما قول الجبائي لو كان الخضر موجودا لكان الناس يلقونه و يعرفونه فهذا قد تقدم منه خلافه و أنه كان موجودا في الدنيا و ما عرف الناس حديثه إلا لما عرفه الله تعالى لموسى به فهل دل عدم العلم به قبل تعريف موسى له أنه كان موجودا و من كان العقل قاضيا أنه يلزم معرفة كلما لج و معتزل عن الخلائق و منفرد في أطراف المشارق و المغارب و ما كنت أعتقد أن الجبائي يبلغ إلى هذا الجهل و نقصان هذا العقل. أقول و أما قول الجبائي فإذا كان لا يعرف و لا يعرف له مكان فهذا دليل على بطلان ما يدعونه من حياته و ملاقاته فيقال له هب أنك ما تعرفه و لا تعرف مكانه فمن أين علمت و حكمت على أهل الشرق و الغرب و البعيد و القريب أن أحدا منهم لا يعرفه و لا يعرف مكانه و أنت تعلم أن في بلدك بل لعله في جيرانك من لا تعرفه و لا تعرف أين مكانه فهل لزم من هذا عدم ذلك الذي لا تعرفه لقد ضل من جعلك دليلا له. أقول و أما قول الجبائي بل يعلم أنه قد مات قبل نبينا محمد ص يعني لأنه آخر الأنبياء و قد قدمنا فنقول إن أصحاب التواريخ و علماء

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 165

الإسلام قد نقلوا دون موت للخضر فعرفنا من ذكر موت الخضر و من حضر وفاته و من كفنه و من صلى عليه و من دفنه فقد اعترفت بوجود الخضر و زعمت أن وجوده يقتضي معرفة الناس به و لقاءهم له و ما وجدنا لوفاته و توابع الوفاة خبرا و لا حضرا و أنه لا مانع أن يبقى بعد نبينا نبي بعث قبله كما بقي عيسى و إدريس و نقول زيادة على ما قدمناه هل جوز الجبائي أن يكون الخضر قد سقط حكم مدعاه من نبوته بأن شريعة نبينا محمد ص ناسخة كل شريعة قبلها و بقي الخضر داخلا في شريعتنا كما كان هارون و غيره من الأنبياء داخلين في شريعة من كانوا داخلين في شريعته أ ما سمع الجبائي يشرب من ماء الحياة و تواتر الخبر بها فكيف حكم بفساده و إحالته و لكن تعصبه على بني هاشم و على المهدي ع و يكفي للمهدي ع مثالا بقاء إدريس و عيسى ع و المعمرين و أن الله قادر لذلك و أن المهدي من جملة معجزات محمد ص و آبائه‏

فيما نذكره من الجزء الثاني عشر من المجلدة السادسة من تفسير الجبائي من الوجهة الأولة من القائمة الثامنة من الكراس الرابع منه بلفظه و أما قول الله تعالى- وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَيْها لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَ الْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى‏ فإنما عنى به أن أمر أهل دينك و أهل بيتك بالصلاة التي تعبدكم الله بها و اصطبر على أدائها و القيام بها. يقول علي بن موسى بن طاوس أ لا تعجب من رجل مسلم يصنف كتابا يعرف أنه يقف عليه من يطلع إليه على مرور الأوقات يعمه مثل هذه التعصبات و المحالات بالله تعالى هل ترى في الآية و أمر أهل دينك في ظاهرها أو معناها أو حولها أ و ما يجد هذا تعصبا قبيحا لا يليق بذوي الألباب المصدقين بيوم الحساب أ تراه لو اقتصر على أنه يأمر أهله ع بالصلاة أسوة بسائر من بعث إليه ما الذي كان ينخرم و ينفذ على الجبائي حتى يبلغ به الحال إلى أن يزيد في القرآن ما لا يدل اللفظ و لا المعنى عليه فهل كانت يد محمد و حقه عليه دون عثمان بن عفان‏

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 166

صفحه بعد