کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

سعد السعود للنفوس منضود

[مقدمة الناشر] ترجمة المؤلّف‏ مصنّفاته‏ خطبة الكتاب‏ الباب الأول فيما وقفناه من المصاحف المعظمة و الربعات المكرمة [فيما يذكره من المصحف الشريف‏] فصل [في أن الله جل جلاله هو المستحق للعبادة دون كل من عداه‏] فصل [في خلقة الانسان‏] فصل [في خلق السماوات و الأرض‏] فصل [في نوم الإنسان‏] فصل [في قيام السماء و الأرض بأمر الله‏] فصل [في دحو الأرض و بسطها] فصل [في التعريف بقدرة الله‏] فصل [في الإحسان للوالدين‏] فصل [في التغييرات الطارئة للإنسان‏] فصل [في منن الله‏] فصل‏ فصل [في التهديد بيوم الوعيد] فصل [في إطلاع الله على أعمال العباد] فصل [في الوعيد] فصل [في الأهوال‏] فصل [في ضعف الإنسان‏] [فيما نذكره من صحائف إدريس ع‏] فصل [في خلق السماوات و الأرض‏] فصل [في خلق الجن و إبليس‏] فصل [في هبوط آدم و زوجته إلى الأرض‏] فصل [في بناء آدم بيت الله‏] فصل [في نزول كتاب على آدم بالسريانية] فصل [في نبوة نبي الله شيث‏] فصل [في وصف الموت‏] فصل [في إنجاز الوعد من قبل الله لنبينا محمد ص‏] [فيما يذكره من سنن إدريس‏] فصل [في تقوى الله‏] فصل [في الدعاء] فصل [في الصوم‏] فصل [في الصلاة] فصل‏ [فيما نذكره من توراة] فصل [في عمر آدم‏] فصل [في إبراهيم و سارة و هاجر] فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل [في يعقوب و يوسف‏] فصل [في بعض منازل هارون من موسى‏] فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل [في موت هارون‏] فصل‏ فصل‏ فصل [في وفاة موسى‏] [فيما نذكره من زبور داود] فصل [في ما خاطب الله به داود] فصل [في أن لا تغفلوا عن الآخرة] فصل [في إن الأرض يرثها محمد و أمته‏] فصل [في الجنة و النعيم‏] فصل [في مواعظ متعددة] فصل [في الحذر من المعاصي‏] فصل [في أن لا تستخفوا بحق الله‏] فصل [في مسخ بني إسرئيل‏] فصل [في نبأ رجل دانت له قطرات‏] فصل [في أن الدنيا دلائل على الآخرة] فصل [في المعاصي و عقوبتها] فصل [في الحذر من طلب الثواب بالمخادعة] فصل‏ فصل [في الحث على ذكر الموت‏] [فيما يذكره من الإنجيل‏] فصل‏ فصل [في مريم و ولادتها عيسى‏] فصل [في مواعظ عيسى ع‏] فصل‏ فصل [في عيسى و تلاميذه في السفينة] فصل [في الشقاء في السبوت‏] فصل [في إمساك يحيى و قتله‏] فصل [في البشارة بمحمد ص‏] فصل [في ما يحتمل البشارة بمحمد ص‏] فصل [في مثل ضربه عيسى لبنى إسرائيل‏] فصل [في بشارة عيسى لتلاميذه أنه يعود إلى الدنيا] فصل [في خذلان تلامذة عيسى‏] فصل [في بشارة عيسى ع بمحمد ص‏] فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ الباب الثاني فيما وقفناه من كتب تفاسير القرآن الكريم و ما يختص به من تصانيف التعظيم و فيه فصول‏ فيما نذكره من مجلده الأول من كتاب التبيان‏ فصل [في الرجعة] فصل [في طالوت و من صبر معه‏] فصل [في بطلان قول المجبرة أن الكافر لا يقدر على الايمان‏] فصل [في آية البلاغ و النص على الامام علي ع يوم الغدير] فصل [في سبب ترك البسملة من أول سورة البراءة] [فيما نذكره من المجلد الأول من كتاب جوامع الجامع‏] [فيما نذكره من تفسير علي بن إبراهيم بن هاشم‏] [فيما نذكره من تأويل ما أنزل من القرآن في النبي ص تأليف أبي عبد الله محمد بن العباس بن علي بن مروان‏] فصل [في حديث القطيفة و اهدائها للإمام علي ع‏] فصل [في تفسير آية المباهلة] فصل [في حديث ما قاله رجل للإمام علي ع‏] فصل [في حديث الكساء] [فيما نذكره من الجزء الأول من ذكر ما نزل من القرآن في رسول الله ص و في علي و اهل البيت ع‏] [فيما نذكره من كتاب التفسير تأليف أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد القزويني‏] فصل [في حديث البساط] [فيما نذكره من كتاب فيه ذكر الآيات التي نزلت في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع‏] فصل [في حديث البساط] [فيما نذكره من آي القرآن المنزلة في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع للمفيد] [فيما نذكره من تفسير القرآن ابن عقدة] فصل [في حديث قوم أهل أيلة] فصل [في الصبر الجميل‏] [فيما نذكره من تفسير أهل البيت ع‏] فصل [في حديث إخوة يوسف‏] [فيما نذكره من كتاب تفسير للقرآن‏] [فيما نذكره من كتاب فيه مقرأ رسول الله و علي و الحسن و الحسين‏] [فيما نذكره من تفسير أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ص‏] فصل [في عصا موسى و هي عصا آدم‏] [فيما نذكره من كتاب قصص الأنبياء للراوندي‏] فصل [في قصة إدريس‏] [فيما نذكره من كتاب فقه القرآن للراوندي‏] [فيما نذكره من الكتاب الكشاف‏] فصل [في حديث زكريا و مريم‏] فصل [في خذلان قوم موسى‏] فصل [في اجتماع القوم على أبي طالب و دفاعه عن النبي‏] فصل [في حديث ياسر و سمية] فصل [في حديث قريظة و بني النضير] فصل [في تفسير آية هل آتى‏] [فيما نذكره من تفسير الجبايي‏] فصل [في ترجمة الجبايي‏] فصل [في طعن الجبايى على الشيعة] فصل [في الخضر] [فيما نذكره من تفسير البلخي‏] فصل [في أن النبي جمع القرآن قبل وفاته‏] [فيما نذكره من تفسير الكلبي‏] فصل [في حديث النجاشي‏] فصل [في حديث أبي بن أبي خلف مع النبي‏] فصل [في حديث مالك بن عوف مع النبي‏] فصل [في الوحي إلى رسول الله‏] [فيما نذكره من مختصر تفسير الثعلبي‏] فصل [في عرض الأعمال على رسول الله‏] [فيما نذكره من حقائق التفسير لأبي عبد الرحمن السلمي‏] [فيما نذكره من كتاب زيادات حقائق التفسير للسلمي‏] [فيما نذكره من تفسير الكلبي‏] فصل [في قصة فرعون‏] فصل [في حديث أصنام كانت في الحجر] فصل [في بعثت قريش إلى المدينة] [فيما نذكره من مجلد لم يذكر اسم مصنفه‏] [فيما نذكره من غريب القرآن للازدي‏] [فيما نذكره من تفسير ابن جريح‏] [فيما نذكره من مجلد في تفسير القرآن‏] [فيما نذكره من كتاب أسباب النزول للواحدي‏] [فيما نذكره من رسالة في مدح الأقل و ذم الأكثر عن زيد بن علي بن الحسين ع‏] فصل [في مناظرة زيد لأهل الشام‏] [فيما نذكره من كتاب قصص القرآن للنيسابوري‏] فصل [في الملكين الحافظين‏] [فيما نذكره من كتاب الناسخ و المنسوخ للبغدادي‏] [فيما نذكره من مقدمات علم القرآن للرهني‏] فصل [في اختلاف القراءات‏] [فيما نذكره من كتاب الحذف و الإضمار للمقرى‏] فصل [في قصة أصحاب الكهف‏] [فيما نذكره من شرح تأويل القرآن للاصفهاني‏] فصل [في تفسير الحروف المقطعة] [فيما نذكره من تفسير القرآن لم يذكر اسم مصنفه‏] [فيما نذكره من معاني القرآن للمروزى‏] فصل [في حديث قس بن ساعدة] [فيما نذكره مما نزل من القرآن في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع‏] فصل [في عدد الآيات التي نزلت في علي ع‏] [فيما نذكره من أحاديث الموصلي‏] فصل [في حديث التوسعة على العيال‏] فصل [في خاتم سليمان بيد أبي جعفر محمد بن علي الرضا ع‏] [فيما نذكره من فضائل أمير المؤمنين ع‏] فصل [في ذكر يوم الجمل‏] [فيما نذكره من تجزية القرآن للمنادي‏] فصل [في أسباع علي ع‏] [فيما نذكره من كتاب ملل الإسلام للطبري‏] فصل [في قصة نوح بن الملك‏] [فيما نذكره من كتاب العرائس في المجالس للثعلبي‏] فصل [في قصة ذى الكفل‏] [فيما نذكره من كتاب الرد على الجبرية و القدرية للخلال‏] [فيما نذكره من كتاب النكت في إعجاز القرآن للرماني‏] فصل [في تشبيهات القرآن‏] فصل [في الاستعارة] [فيما نذكره من كتاب متشابه القرآن للهمداني‏] [فيما نذكره من متشابه القرآن للخلال‏] [فيما نذكره من ياقوتة الصراط] [فيما نذكره من تفسير غريب القرآن للسجستاني‏] فصل [في ذكر الصاد المكسورة] فصل [في ذكر الميم المضمومة] [فيما نذكره من كتاب غريب القرآن لليزيدي‏] [فيما نذكره من كتاب تعليق معاني القرآن للنحاس‏] [فيما نذكره من كتاب تفسير غريب القرآن لمحمد بن هاني‏] [فيما نذكره من تفسير علي بن عيسى النحوي الرماني‏] [فيما نذكره من كتاب معاني القرآن للاخفش‏] فصل [في تفسير دُرِّيٌ‏] [فيما نذكره من كتاب مجاز القرآن لمعمر بن المثنى‏] [فيما نذكره من إعراب القرآن‏] [فيما نذكره من غريب القرآن لمعمر بن المثنى‏] [فيما نذكره من كتاب تنزيه القرآن لعبد الجبار] [فيما نذكره من كتاب إعراب ثلاثين سورة من القرآن لابن خالويه‏] [فيما نذكره من كتاب الزوائر و فوائد البصائر في وجوه القرآن و النظائر للدامقاني‏] [فيما نذكره من كتاب ثواب القرآن و فضائله للنسايي‏] [فيما نذكره من كتاب الفراء] [فيما نذكره من كتاب قطرب‏] [فيما نذكره من تأويل آيات تعلق بها أهل الضلال للاسترآبادي‏] [فيما نذكره من مناقب النبي و الأئمة للاستراباآدي‏] [فيما نذكره من كتاب الوجيز للاهوازي‏] فصل [في ذكر القراء الثمانية المشهورين‏] [فيما نذكره من الكتاب تأريج القرآن لابن الجراح‏] [فيما نذكره من إعراب القرآن لابن السري الزجاج‏] [فيما نذكره من كتاب غريبي القرآن و السنة لابي عبيد] فصل [في حديث الإمام علي ع‏] فصل [في حديث النظر إلى وجه علي عبادة] [فيما نذكره من كتاب عليه جزء فيه اختلاف المصاحف لمحمد بن منصور] فصل [في جمع القرآن‏] [فيما نذكره من جزء فيه عدد سور القرآن و عدد آياته للمقرى‏] فصل [في عدد سور و الآيات‏] [فيما نذكره من مقدمات علم القرآن للرهني‏] فصل [في التفاوت في المصاحف‏] [فيما نذكره من كتاب مروي عن أبي زرعة] فصل [في نزول السور] [فيما نذكره من كتاب جامع في وقف القارئ للقرآن‏] فصل [في الوقف في سورة الإخلاص‏] فصل [في اقتصار المسلمين على السبعة أو العشرة من القراء] فصل [في ما ذكره النقاش من تفسير الحمد] فصل [في ما ذكره الشيخ الطوسي من تفصيل المكي من المدني‏] فصل [في انه لم يجتمع خواص العلماء للمناظرة] فصل [في معجزات القرآن‏] فهرس كتاب سعد السعود

سعد السعود للنفوس منضود


صفحه قبل

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 189

لفظ تَبارَكَ‏ الدوام. أقول و أما قول عبد الجبار إن لفظ تسميته فرقانا يقتضي أنه يعرف به جميع الحق من الباطل فقد كابر الضرورة و هل يعلم من نفسه و غيره أن حجج العقول عرف بها كثير من الحق و الباطل قبل القرآن و أن كثيرا من تفصيل الشرائع و الأحكام عرف من غير القرآن و أنه التجأ و أصحابه إلى القياس و الاجتهاد حيث ادعوا خلو القرآن من حجة فكيف غفل مما يعتقده هو و أصحابه و ناقضه هاهنا. أقول و أما قوله لو كان لا يعرف المراد إلا بتفسير أو بقول إمام لخرج من أن يكون مفرقا بين الحق و الباطل فهو جهل عظيم منه و غفلة شديدة صدرت عنه ويحه أ تراه يعتقد أن القرآن مستغن عن صاحب النبوة في تفسيره أو تفسير شي‏ء منه غفلة أو غفل عن قول الله تعالى- ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ‏ أما هذا تصريح أن فيه ما لا يعلم تأويله إلا الله و إذا كان لا يحتاج إلى تفسير فلأي حال نقلوا أخبار من فسره من النبي و الصحابة و التابعين و كان على قوله كل من وقف على القرآن عرف من ظاهره تفسيره و هلا جوز أن يكون معنى قوله تعالى القرآن أنه فرق بين الحق و الباطل في كل ما فرق بينهما فيه. أقول و أما قول عبد الجبار إن المعارف مكتسبة إذ لو كانت ضرورية لما عرف بها الحق من الباطل فهو أيضا طريق عجيب أما يعلم كل عاقل أن العلوم منها ضروري و منها المكتسب أو ما يعرف هو أن المعرفة بالعقل ضرورية و هو أصل العلوم كلها و به حصلت المعرفة بالفرق بين الحق و الباطل‏

فيما نذكره من الجزء السابع من تفسير عبد الجبار المسمى بالفرائد من الوجهة الثانية من القائمة السابعة من الكراس الثالث منه بلفظه و قوله تعالى‏ وَ قالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَ قالَتِ النَّصارى‏ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ‏ يدل على أن في اليهود من كان يقول هذا القول إذ لا يمكن حمل ذلك على‏

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 190

كل اليهود و لعلمنا بخلافه. يقول علي بن موسى بن طاوس أما الآية فليس فيها ما ذكره عبد الجبار أن فيهم من يقول هذا دون جميعهم و هلا قال إن الذين كانوا زمن عزير و عند القول عن عيسى كانوا قائلين بذلك ثم اختلفوا فيما بعد فإن الآية تضمنت عن قوم قالوا على صفة قوم ماض كما أن المسلمين كان قولهم واحدا في حياة النبي و كان اختلافهم بعد وفاته ثم يتجدد من الاختلاف ما لم يكن في ذلك الزمان‏

فيما نذكره من الجزء التاسع من تفسير عبد الجبار من الوجهة الثانية من القائمة السابعة من الكراس الثالث بلفظه و قوله‏ وَ الَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً هو الأصل في الكتابة و عليه بنى الفقهاء كتاب المكاتب و شرط تعالى في ذلك الابتغاء من جهة العبد و أن يعلم فيه خيرا و اختلفوا في وجوب ذلك فحكى إسماعيل بن إسحاق عن عطا أنه رآه واجبا و حكى أن عمر أمر أنس بن مالك أن يكاتب أبا محمد بن سيرين فأبى فضربه بالدرة حتى كاتبه و روي عن جماعة كثيرة أنه ندب و هو قول الحسن و غيره و متى قيل أ يدل الظاهر على أحد القولين فجوابنا أن تعليق ذلك بابتغاء العبد كالدلالة على أنه غير واجب إذ لو كان واجبا لكان حقا له عليه إذا تمكن و لو كان كذلك للزمه و إن لم يبتغه خصوصا و هذا العقد يتضمن إزالة ملك و ذلك لا يجب في الأصول. يقول علي بن موسى بن طاوس أين حكاية هذا الاختلاف و كلما حكاه و يحكيه من اختلاف المفسرين من قوله إن القرآن يدل بظاهره على جميع الفرقان بين الحق و الباطل و لو كان الأمر كما ذكره فعلام اختلاف الأوائل و الأواخر في تفسيره ما أقبح المكابرة و خاصة ممن يدعي تحصيل العلم و تحريره. أقول إن في حكايته عن عمر أنه ضرب أنس بن مالك حتى كاتب‏

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 191

مملوكه ينسخ لذكر الصحابة و طعن أنس و هو أصل في أحاديثهم العظيمة و كيف رأى عبد الجبار أن الآية دالة على الندب و ظاهر ما حكاه عن عمر يدل على أنه كان يعتقد ذلك واجبا و الصحابة أعرف بتأويل القرآن فإنهم عرفوه من صاحب النبوة و ممن عرفه منه فهلا قلد لعمر في هذه المسألة كما قلده في الأمور الكلية الكثيرة و نصوص القرآن الشريف هو يسقط الاجتهاد الذي يدعيه‏

فيما نذكره من الجزء العاشر من تفسير عبد الجبار المسمى بالفرائد من تفسير قوله تعالى‏ فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَ إِمَّا فِداءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها فقال عبد الجبار في الوجهة الثانية من القائمة الثالثة من الكراس الأول منه حيث روى أن الحرب تضع أوزارها عند نزول عيسى ابن مريم قال بلفظه و بعد فقد بينا أن نزول عيسى على وجه لا يعرف لا يجوز و التكليف ثابت و إنما يجوز عند زواله فيكون من أشراط الساعة لأنه لا يجوز أن ينقض الله العادات في غير أزمان الأنبياء مع ثبات التكليف و إن جاز ذلك مع زواله. يقول علي بن موسى بن طاوس كيف ننكر نزول عيسى على وجه يعرف و هو الظاهر من مذهب المسلمين و أنه يقتل الدجال و يصلي خلف المهدي ع من ذرية سيد المرسلين و قد روى ذلك الهمداني أبو العلاء الحافظ العظيم الشأن عندهم المعروف بابن العطار و اسمه الحسن بن أحمد المشهور له أنه ما كان في عصره مثله و أبو نعيم الحافظ و القضاعي في كتاب الشهاب و أن من ذكرناهم من علمائهم طال الكتاب و كيف يدعي عبد الجبار أن نقض العادات في غير أزمان الأنبياء لا يجوز و من المعلوم من التواريخ من العقل و النقل و الوجدان وجود خرق عادات من جهة السماوات و من جهة الأرض و النبات و الحيوان و حدوث آيات لم يذكر مثلها في ما مضى من الأوقات و إن عصبية أو جهلا بلغ بقائله أو معتقده إلى هذه الغايات لعظيم و يكاد أن يكون صاحبه في جانب أهل الغفلات.

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 192

أقول و أن يجوز عند عبد الجبار نزول عيسى ع عند زوال التكليف من الاعتقاد الطريف لأنه إذا جوز نزول عيسى في وقت من الأوقات أ تراه يعتقد أن عيسى ع يكون في الدنيا فهو خال من التكليف من الواجبات و المندوبات فهل ذهب أحد من المسلمين إلى أن أحدا من العقلاء البالغين الأصحاء السالمين يكون في الحياة الدنيا بين أهلها عاريا من التكليف و أخذ عدل عبد الجبار عن موافقة المعلوم من السنة المحمدية فوقع في هذه العقيدة الردية و ما يستبعد من عبد الجبار أن يكون إنما حمل على إنكار نزول عيسى في زمان التكليف إن الأخبار وردت أنه يكون في دولة المهدي ع و يصلي خلفه فلعله أراد التشكيك في ذلك بإظهار هذا القول الضعيف‏

[فيما نذكره من تفسير البلخي‏]

فصل [في أن النبي جمع القرآن قبل وفاته‏]

فيما نذكره من تفسير عبد الله بن أحمد بن محمد بن محمود المعروف بأبي القاسم البلخي الذي سمى تفسيره جامع علم القرآن ذكر الخطيب في تاريخ بغداد أنه قدم بغداد و صنف بها كتبا كثيرة في علم الكلام ثم عاد إلى بلخ فقام بها إلى أن توفي في أول شعبان سنة تسع عشرة و ثلاثمائة و هذا يقتضي أنه بقي بعد وفاة الجبائي فمما نذكره من الجزء الأول منه في أن النبي ص جمع القرآن قبل وفاته و أنكر البلخي قول من قال إن القرآن جمعه أبو بكر و عثمان بعد وفاة النبي فقال البلخي في إنكار ذلك من الوجهة الثانية من القائمة السادسة من الكراس الأول منه ما هذا لفظه و أما الذي يدل على إبطال قول من يدعي الزيادة و النقصان و أن النبي لم يجمعه حتى جمعه أصحابه بعده و ذكر البلخي الآيات المتضمنة بحفظ القرآن ثم قال البلخي من الوجهة الأولة من القائمة السابعة من الكراس الأول ما هذا لفظه و إني لأعجب من أن يقبل المؤمنون قول من زعم أن رسول الله ص ترك القرآن الذي هو حجة على أمته و الذي تقوم به دعوته و الفرائض الذي جاء بها من عند ربه و به يصح دينه الذي بعثه الله داعيا إليه مفرقا في قطع الحروف و لم يجمعه و لم ينصه و لم يحفظه و لم يحكم الأمر في قراءته و ما يجوز من‏

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 193

الاختلاف و ما لا يجوز و في إعرابه و مقداره و تأليف سوره و آيه هذا لا يتوهم على رجل من عامة المسلمين فكيف برسول رب العالمين قلت أنا و الله لقد صدقت يا بلخي من توهم أو قال عنه ص أنه عرف يموت في تلك المرضة و علم اختلاف أمته بعده ثلاثا و سبعين فرقة و أنه يرجع بعده بعضهم يضرب رقاب بعض و لم يعين لهم على من يقوم مقامه و لا قال لهم اختاروا أنتم حتى تركهم في ضلال إلى يوم الدين هذا لا يعتقد فيه إلا جاهل برب العالمين و جاهل بسيد المرسلين فإن القائم مقامه يحفظ الكتاب و يقوم بعده لحفظ شرائع المسلمين و لعمري إن دعواهم أنه أهل تأليف القرآن الشريف حتى جمعه بعده سواه بعد سنين قوله باطل لا يخفى على العارفين و هو إن صح أن غيره جمعه بعد أعوام يدل على أن الذي جمعه رسول الله ص التفت الناس إليه و جمع خلاف ما جمعه عليه هذا إذا صح ما قال الجبائي. أقول ثم طعن البلخي في الوجهة الثانية من القائمة السادسة من الكراس الثاني على جماعة من القراء منهم حمزة و الكلبي و أبو صالح و كثير ما روى في التفسير ثم قال البلخي في الوجهة من القائمة الثالثة من الثالث ما هذا لفظه و اختلف أهل العلم في أول آية منها فقال أهل الكوفة و أهل مكة إنها بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ و أبى ذلك أهل المدينة و أهل البصرة و احتجوا بأنها لو كانت آية من نفس السورة لوجب أن تكون قبلها مثلها ليكون إحداهما افتتاحا للسورة حسب الواجب في سائر السور و الأخرى أول آية منها و ما قالوه عندنا هو الصواب و الله أعلم. يقول علي بن موسى بن طاوس قد تعجبت ممن استدل على أن القرآن محفوظ من عند رسول الله ص و أنه هو الذي جمعه ثم ذكر هاهنا اختلاف أهل مكة و المدينة و أهل الكوفة و أهل البصرة و اختار أن‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ ليست من السورة و أعجب من ذلك احتجاجه بأنها لو كانت من نفس السورة كان قد ذكر قبلها افتتاح فيا لله و يا للعجب إذا كان القرآن مصونا من الزيادة و النقصان كما يقتضيه العقل و الشرع كيف‏

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 194

يلزم أن يكون قبلها ما ليس فيها و كيف كان يجوز ذلك أصلا و لو كان هذا جائزا لكان في سورة براءة لافتتاحها

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

كما كنا ذكرناه من قبل هذا و قد ذكر من اختلاف القراءات و المعاني المتضادات ما يقضي به على نفسه من تحقيق أن القرآن محفوظ من عند صاحب النبوة و قد كان ينبغي حيث اختار ذلك و اعتمد عليه أن يعين على ما أجمع الصحابة عن رسول الله ص ليتم له ما استدل به و بلغ إليه‏

فيما نذكره من المجلد الثالث في تفسير البلخي لأن الجزء الثاني ما حصل عندنا فقال في الوجهة الثانية من القائمة الخامسة و بعضه من الوجهة الأولة من القائمة السادسة من الكراس الرابع ما هذا لفظه النسخة عندنا قوله‏ وَ أَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ لا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ و الباء زائدة نحو زيادتها في قوله‏ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ‏ و إنما هي تنبت الدهن قال أبو الغول-

و لعل ملأت على نصب جلده‏

بمساءة إن الصديق بعاتب‏

يريد ملأت جلده مساءة و التهلكة و الهلاك واحدة قتادة وَ أَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ‏ الآية قال أعطاهم الله رزقا و أموالا فكانوا مسافرين و يغتربون و لا ينفقون من أموالهم فأمرهم الله أن ينفقوا في سبيل الله و أن يحسنوا فيما رزقهم الله عبيدة السلماني‏ وَ لا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ فنهوا عن ذلك ابن عباس‏ وَ أَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ‏ الآية قال إن لم يجد الرجل الاستقصاء فليجتهد في سبيل الله الآية و لا تقولون لا أجد شيئا قد هلكت ثم ذكر البلخي عن جماعة أن التهلكة النجل أو يقاتل و يعلم أنه لا ينفع بقتاله أو هو ما أهلكهم عند الله جل جلاله. يقول علي بن موسى بن طاوس اعلم أن قول البلخي إن الباء زائدة في قوله تعالى‏ بِأَيْدِيكُمْ‏ فهو قول يقال فيه إنه لو كانت الباء زائدة لكان الإلقاء إلى التهلكة بالأيدي فحسب و لما قال تعالى‏ لا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ‏ كان مفهومه لا تلقوا بأنفسكم و هو الظاهر من الآية فلا ينبغي أن يتحكم بأنها زائدة أقول و أما المثال الذي ذكره في قوله جل جلاله‏ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ‏ فيقال له لو قيل لك إنها لو كانت زائدة لكان المراد كما زعمت أنها تنبت الدهن و من‏

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 195

المعلوم أن الدهن لا يسمى نباتا حتى يقال تنبت الدهن و إنما المانع أن يكون الباء في قوله تعالى‏ بِالدُّهْنِ‏ أن يكون في موضع لام فتكون على معنى تنبت للدهن فإن حروف الصفات تقوم بعضها مقام بعض و هو في القرآن في عدة مواضع و يقال عن تفسير الإلقاء إلى التهلكة إن الوجه الذي ذكره في أنها ما تهلك عند الله تعالى كأنه أحوط في الآية و ربما يدخل تحتها الوجوه كلها إذا كانت مهلكة عند الله كان كل شي‏ء يكون العبد معه سليما عند الله تعالى و ممتثلا أمره فيه فليس بهلاك حقيقة

صفحه بعد