کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

سعد السعود للنفوس منضود

[مقدمة الناشر] ترجمة المؤلّف‏ مصنّفاته‏ خطبة الكتاب‏ الباب الأول فيما وقفناه من المصاحف المعظمة و الربعات المكرمة [فيما يذكره من المصحف الشريف‏] فصل [في أن الله جل جلاله هو المستحق للعبادة دون كل من عداه‏] فصل [في خلقة الانسان‏] فصل [في خلق السماوات و الأرض‏] فصل [في نوم الإنسان‏] فصل [في قيام السماء و الأرض بأمر الله‏] فصل [في دحو الأرض و بسطها] فصل [في التعريف بقدرة الله‏] فصل [في الإحسان للوالدين‏] فصل [في التغييرات الطارئة للإنسان‏] فصل [في منن الله‏] فصل‏ فصل [في التهديد بيوم الوعيد] فصل [في إطلاع الله على أعمال العباد] فصل [في الوعيد] فصل [في الأهوال‏] فصل [في ضعف الإنسان‏] [فيما نذكره من صحائف إدريس ع‏] فصل [في خلق السماوات و الأرض‏] فصل [في خلق الجن و إبليس‏] فصل [في هبوط آدم و زوجته إلى الأرض‏] فصل [في بناء آدم بيت الله‏] فصل [في نزول كتاب على آدم بالسريانية] فصل [في نبوة نبي الله شيث‏] فصل [في وصف الموت‏] فصل [في إنجاز الوعد من قبل الله لنبينا محمد ص‏] [فيما يذكره من سنن إدريس‏] فصل [في تقوى الله‏] فصل [في الدعاء] فصل [في الصوم‏] فصل [في الصلاة] فصل‏ [فيما نذكره من توراة] فصل [في عمر آدم‏] فصل [في إبراهيم و سارة و هاجر] فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل [في يعقوب و يوسف‏] فصل [في بعض منازل هارون من موسى‏] فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل [في موت هارون‏] فصل‏ فصل‏ فصل [في وفاة موسى‏] [فيما نذكره من زبور داود] فصل [في ما خاطب الله به داود] فصل [في أن لا تغفلوا عن الآخرة] فصل [في إن الأرض يرثها محمد و أمته‏] فصل [في الجنة و النعيم‏] فصل [في مواعظ متعددة] فصل [في الحذر من المعاصي‏] فصل [في أن لا تستخفوا بحق الله‏] فصل [في مسخ بني إسرئيل‏] فصل [في نبأ رجل دانت له قطرات‏] فصل [في أن الدنيا دلائل على الآخرة] فصل [في المعاصي و عقوبتها] فصل [في الحذر من طلب الثواب بالمخادعة] فصل‏ فصل [في الحث على ذكر الموت‏] [فيما يذكره من الإنجيل‏] فصل‏ فصل [في مريم و ولادتها عيسى‏] فصل [في مواعظ عيسى ع‏] فصل‏ فصل [في عيسى و تلاميذه في السفينة] فصل [في الشقاء في السبوت‏] فصل [في إمساك يحيى و قتله‏] فصل [في البشارة بمحمد ص‏] فصل [في ما يحتمل البشارة بمحمد ص‏] فصل [في مثل ضربه عيسى لبنى إسرائيل‏] فصل [في بشارة عيسى لتلاميذه أنه يعود إلى الدنيا] فصل [في خذلان تلامذة عيسى‏] فصل [في بشارة عيسى ع بمحمد ص‏] فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ الباب الثاني فيما وقفناه من كتب تفاسير القرآن الكريم و ما يختص به من تصانيف التعظيم و فيه فصول‏ فيما نذكره من مجلده الأول من كتاب التبيان‏ فصل [في الرجعة] فصل [في طالوت و من صبر معه‏] فصل [في بطلان قول المجبرة أن الكافر لا يقدر على الايمان‏] فصل [في آية البلاغ و النص على الامام علي ع يوم الغدير] فصل [في سبب ترك البسملة من أول سورة البراءة] [فيما نذكره من المجلد الأول من كتاب جوامع الجامع‏] [فيما نذكره من تفسير علي بن إبراهيم بن هاشم‏] [فيما نذكره من تأويل ما أنزل من القرآن في النبي ص تأليف أبي عبد الله محمد بن العباس بن علي بن مروان‏] فصل [في حديث القطيفة و اهدائها للإمام علي ع‏] فصل [في تفسير آية المباهلة] فصل [في حديث ما قاله رجل للإمام علي ع‏] فصل [في حديث الكساء] [فيما نذكره من الجزء الأول من ذكر ما نزل من القرآن في رسول الله ص و في علي و اهل البيت ع‏] [فيما نذكره من كتاب التفسير تأليف أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد القزويني‏] فصل [في حديث البساط] [فيما نذكره من كتاب فيه ذكر الآيات التي نزلت في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع‏] فصل [في حديث البساط] [فيما نذكره من آي القرآن المنزلة في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع للمفيد] [فيما نذكره من تفسير القرآن ابن عقدة] فصل [في حديث قوم أهل أيلة] فصل [في الصبر الجميل‏] [فيما نذكره من تفسير أهل البيت ع‏] فصل [في حديث إخوة يوسف‏] [فيما نذكره من كتاب تفسير للقرآن‏] [فيما نذكره من كتاب فيه مقرأ رسول الله و علي و الحسن و الحسين‏] [فيما نذكره من تفسير أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ص‏] فصل [في عصا موسى و هي عصا آدم‏] [فيما نذكره من كتاب قصص الأنبياء للراوندي‏] فصل [في قصة إدريس‏] [فيما نذكره من كتاب فقه القرآن للراوندي‏] [فيما نذكره من الكتاب الكشاف‏] فصل [في حديث زكريا و مريم‏] فصل [في خذلان قوم موسى‏] فصل [في اجتماع القوم على أبي طالب و دفاعه عن النبي‏] فصل [في حديث ياسر و سمية] فصل [في حديث قريظة و بني النضير] فصل [في تفسير آية هل آتى‏] [فيما نذكره من تفسير الجبايي‏] فصل [في ترجمة الجبايي‏] فصل [في طعن الجبايى على الشيعة] فصل [في الخضر] [فيما نذكره من تفسير البلخي‏] فصل [في أن النبي جمع القرآن قبل وفاته‏] [فيما نذكره من تفسير الكلبي‏] فصل [في حديث النجاشي‏] فصل [في حديث أبي بن أبي خلف مع النبي‏] فصل [في حديث مالك بن عوف مع النبي‏] فصل [في الوحي إلى رسول الله‏] [فيما نذكره من مختصر تفسير الثعلبي‏] فصل [في عرض الأعمال على رسول الله‏] [فيما نذكره من حقائق التفسير لأبي عبد الرحمن السلمي‏] [فيما نذكره من كتاب زيادات حقائق التفسير للسلمي‏] [فيما نذكره من تفسير الكلبي‏] فصل [في قصة فرعون‏] فصل [في حديث أصنام كانت في الحجر] فصل [في بعثت قريش إلى المدينة] [فيما نذكره من مجلد لم يذكر اسم مصنفه‏] [فيما نذكره من غريب القرآن للازدي‏] [فيما نذكره من تفسير ابن جريح‏] [فيما نذكره من مجلد في تفسير القرآن‏] [فيما نذكره من كتاب أسباب النزول للواحدي‏] [فيما نذكره من رسالة في مدح الأقل و ذم الأكثر عن زيد بن علي بن الحسين ع‏] فصل [في مناظرة زيد لأهل الشام‏] [فيما نذكره من كتاب قصص القرآن للنيسابوري‏] فصل [في الملكين الحافظين‏] [فيما نذكره من كتاب الناسخ و المنسوخ للبغدادي‏] [فيما نذكره من مقدمات علم القرآن للرهني‏] فصل [في اختلاف القراءات‏] [فيما نذكره من كتاب الحذف و الإضمار للمقرى‏] فصل [في قصة أصحاب الكهف‏] [فيما نذكره من شرح تأويل القرآن للاصفهاني‏] فصل [في تفسير الحروف المقطعة] [فيما نذكره من تفسير القرآن لم يذكر اسم مصنفه‏] [فيما نذكره من معاني القرآن للمروزى‏] فصل [في حديث قس بن ساعدة] [فيما نذكره مما نزل من القرآن في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع‏] فصل [في عدد الآيات التي نزلت في علي ع‏] [فيما نذكره من أحاديث الموصلي‏] فصل [في حديث التوسعة على العيال‏] فصل [في خاتم سليمان بيد أبي جعفر محمد بن علي الرضا ع‏] [فيما نذكره من فضائل أمير المؤمنين ع‏] فصل [في ذكر يوم الجمل‏] [فيما نذكره من تجزية القرآن للمنادي‏] فصل [في أسباع علي ع‏] [فيما نذكره من كتاب ملل الإسلام للطبري‏] فصل [في قصة نوح بن الملك‏] [فيما نذكره من كتاب العرائس في المجالس للثعلبي‏] فصل [في قصة ذى الكفل‏] [فيما نذكره من كتاب الرد على الجبرية و القدرية للخلال‏] [فيما نذكره من كتاب النكت في إعجاز القرآن للرماني‏] فصل [في تشبيهات القرآن‏] فصل [في الاستعارة] [فيما نذكره من كتاب متشابه القرآن للهمداني‏] [فيما نذكره من متشابه القرآن للخلال‏] [فيما نذكره من ياقوتة الصراط] [فيما نذكره من تفسير غريب القرآن للسجستاني‏] فصل [في ذكر الصاد المكسورة] فصل [في ذكر الميم المضمومة] [فيما نذكره من كتاب غريب القرآن لليزيدي‏] [فيما نذكره من كتاب تعليق معاني القرآن للنحاس‏] [فيما نذكره من كتاب تفسير غريب القرآن لمحمد بن هاني‏] [فيما نذكره من تفسير علي بن عيسى النحوي الرماني‏] [فيما نذكره من كتاب معاني القرآن للاخفش‏] فصل [في تفسير دُرِّيٌ‏] [فيما نذكره من كتاب مجاز القرآن لمعمر بن المثنى‏] [فيما نذكره من إعراب القرآن‏] [فيما نذكره من غريب القرآن لمعمر بن المثنى‏] [فيما نذكره من كتاب تنزيه القرآن لعبد الجبار] [فيما نذكره من كتاب إعراب ثلاثين سورة من القرآن لابن خالويه‏] [فيما نذكره من كتاب الزوائر و فوائد البصائر في وجوه القرآن و النظائر للدامقاني‏] [فيما نذكره من كتاب ثواب القرآن و فضائله للنسايي‏] [فيما نذكره من كتاب الفراء] [فيما نذكره من كتاب قطرب‏] [فيما نذكره من تأويل آيات تعلق بها أهل الضلال للاسترآبادي‏] [فيما نذكره من مناقب النبي و الأئمة للاستراباآدي‏] [فيما نذكره من كتاب الوجيز للاهوازي‏] فصل [في ذكر القراء الثمانية المشهورين‏] [فيما نذكره من الكتاب تأريج القرآن لابن الجراح‏] [فيما نذكره من إعراب القرآن لابن السري الزجاج‏] [فيما نذكره من كتاب غريبي القرآن و السنة لابي عبيد] فصل [في حديث الإمام علي ع‏] فصل [في حديث النظر إلى وجه علي عبادة] [فيما نذكره من كتاب عليه جزء فيه اختلاف المصاحف لمحمد بن منصور] فصل [في جمع القرآن‏] [فيما نذكره من جزء فيه عدد سور القرآن و عدد آياته للمقرى‏] فصل [في عدد سور و الآيات‏] [فيما نذكره من مقدمات علم القرآن للرهني‏] فصل [في التفاوت في المصاحف‏] [فيما نذكره من كتاب مروي عن أبي زرعة] فصل [في نزول السور] [فيما نذكره من كتاب جامع في وقف القارئ للقرآن‏] فصل [في الوقف في سورة الإخلاص‏] فصل [في اقتصار المسلمين على السبعة أو العشرة من القراء] فصل [في ما ذكره النقاش من تفسير الحمد] فصل [في ما ذكره الشيخ الطوسي من تفصيل المكي من المدني‏] فصل [في انه لم يجتمع خواص العلماء للمناظرة] فصل [في معجزات القرآن‏] فهرس كتاب سعد السعود

سعد السعود للنفوس منضود


صفحه قبل

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 206

المعاصي فتكون إشارة الملائكة بالتوبة و اتباع السبيل إلى الحال الأول و يعضده‏ وَ قِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ‏ أو هلا احتمل اغفر للذين تابوا من الكفر و جاهدوا في سبيل الله و إن كانوا مذنبين لأن سبيل الله هو الجهاد في آيات من القرآن و لا يكون سبيل الله كما ادعاه البلخي و بالجملة فالاحتمالات كثيرة في التأويلات فمن أين عرف أن دعاء الملائكة الذي كان بهذه الصفات يقتضي الشفاعة لمن ذكره دون أصحاب الكبائر من المؤمنين فلا وجه له في ظاهر هذه الآية و لا تعلق عند من أنصف في التأويل و لعل التعصب لعقيدته يمنعه أن ينظر الأمر على حقيقته أ تراه يعتقد أن الدعاء شفاعة و هل دل شرع أو عرف على ذلك و لو كانت شفاعة الصالحين من أين يلزم منه شرط الشفاعة للمذنبين‏

فيما نذكره من جزء آخر في المجلد الذي أوله تفسير سورة ص و أول هذا الجزء الآخر سورة محمد ص و آخره تفسير سورة الرحمن فقال البلخي في الوجهة الثانية من القائمة الثانية عشر منه من تفسير سورة الفتح‏ إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ فذكر اختلافا في هذا الفتح فذكر بعضهم أنه الفتح بحجج الله و آياته و ذكر أنه يجوز أن يكون الفتح هو الصلح يوم الحديبية و بعضهم قال هو فتح خيبر ثم ذكر البلخي في قوله- لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ وجوها كلها تقتضي تجويزه على النبي ص ذنوبا متقدمة من الوجوه المذكورة- لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ‏ في الجاهلية- وَ ما تَأَخَّرَ منه و أن بعد الرسالة ما يكون له ذنب إلا جزاء له عند الله منها لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ‏ في الجاهلية- وَ ما تَأَخَّرَ من ذنبك في الإسلام و منها أن هذه المغفرة كانت بسبب صبر النبي ص و مبايعته تحت الشجرة على الموت. يقول علي بن موسى بن طاوس لو كان الأمر كما ذكره البلخي من تحقيق الذنوب على النبي ص كان يكون الفتح غلطا و تنفيرا عن النبي ص و إغراء للمسلمين بالذنوب و هتكا لستر الله تعالى الذي كان‏

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 207

قد ستر به ذنوب النبي و طعنا على قول الله- وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى‏ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى‏ و طعنا على إطلاق قوله تعالى- مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ‏ و طعنا على إجماع المسلمين أنه ص أفضل من جميع المرسلين لأن في المرسلين من لم يتضمن القرآن الشريف ذكر ذنوب له متقدمة و لا متأخرة و من أعجب تأويلات البلخي تجويزه أن يكون للنبي ذنوبا في الجاهلية و أفضل مقامات نبوته في أيام الجاهلية لمجاهدته مع وحدته و انفراده بنفسه و مهجته في الدعوة إلى تعظيم الجلالة الإلهية و قيامه بأمر يعجز عنه غيره من أهل القوة البشرية لأن كل من يطلب مغالبة الخلائق في المغارب و المشارق يقتضي العقل و النقل أنه لا يظهر ذلك حتى يكاتب و يراسل و يهيئ أعوانا و أنصارا و يبعث دعاة إلى الأطراف و يستظهر لنفسه بقوة تقوم بحذاء الأعداء و أهل الانحراف و محمد أظهر و هو وحده سره و كشف و هو منفرد فقير من المال و الأعوان أمره أوضح من دعوته الخلائق أجمعين و أعابهم و كذبهم و طعن عليهم و قدح في حالهم في الدنيا و الدين و كان كل لحظة من لحظاته و ساعة من ساعاته على تلك الوحدة و تلك القوة و الشدة أفضل مما جرت الحال مع جهاده مع وجود الأنصار و الأعوان فكيف اعتقد البلخي أن قبل النبوة كان صاحب ذنوب و عصيان. أقول و اعلم أن التفسير الذي يليق بكمال حال صاحب النبوة و تعظيم الله تعالى فحاله أن يكون هذا الفتح فتح مكة بغير قتال و لا جهاد و هم كانوا أصل العداوة و العناد و الذين أحوجوه إلى المهاجرة و إلى احتمال الأهوال الشداد إن لم يمنع لهذا التأويل مانع فإن من ذلك الفتح كانت الملوك كسرى و قيصر و نصارى نجران يدعوهم إلى الإيمان و يلقاهم بلفظ العزيز القوي عند مخاطبته لأهل الهوان و قد ذكر الكلبي في تفسير قوله تعالى- فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ‏ فقال فتح مكة فسماه الله فتحا فكان نزول‏ إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً إنجازا لذلك الوعد و قال جدي الطوسي‏ فَتْحاً مُبِيناً فتح مكة و حكي عن قتادة أنه بشارة بفتح مكة أقول و أما لفظ ما تقدم من الذنب‏

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 208

و ما تأخر فالذي نقلناه من طريق أهل بيت النبوة أن المراد منه ليغفر لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر عند أهل مكة و قريش بمعنى ما تقدم قبل الهجرة و بعدها فإنك إذا فتحت مكة بغير قتل لهم و لا استئصال و لا أخذهم بما قدموه من العداوة و القتال غفروا ما كانوا يعتقدونه ذنبا لك عندهم متقدما أو متأخرا و ما كان يظهره من عداوتهم في مقابلة عداوتهم له فلما رأوه قد تحكم و تمكن و لا استقصى و لا استصفى غفروا ما ظنوه من الذنوب المتقدمة و المتأخرة و هذا الذي يليق بمن اصطفاه الله على جميع أهل الاصطفاء و جعله خاتم الأنبياء و الحاكم عليهم يوم الجزاء و أول مبعوث و أول شافع و أول مشفع و أول مقدم يوم الحساب و أول من يحكم في دار العقاب و دار الثواب‏

فيما نذكره من الجزء الحادي و الثلاثين من تفسير البلخي من الوجهة الثانية من القائمة الأخيرة من الكراس الثالث قوله‏ وَ أَنَّهُمْ ظَنُّوا كَما ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَداً وَ أَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَ شُهُباً وَ أَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهاباً رَصَداً ثم ذكر البلخي اختلافا بين المفسرين في أنه هل كان رمي الشياطين و المخبر بالنجوم قبل مبعث النبي ص أم لا فذكر عن بعضهم أنه لم يكن ثم قال البلخي ما هذا لفظه و إنما دلت الآية على أنهم منعوا عند مبعث النبي بشدة الحراسة عن قليل ما كانوا يصلون إليه من المقاعد أقول و اعلم أنه ربما ظهر من الآية أنه يمكن أن يكون رمي الشياطين بالنجوم قبل البعثة قليلا و في مقعد دون مقعد لأجل قوله تعالى حكاية عنهم- فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَ شُهُباً و لو كانوا ما وجدوا فيها شهبا قبل المبعث لعلهم كانوا يقولون فوجدنا فيها حرسا شديدا و شهبا فذكروا أنها ملئت فكأنه يقتضي أن السماء كانت قبل المبعث غير ملأى من الحرس و الشهب فلما بعث ملئت حرسا شديدا و شهبا

فيما نذكره من الجزء الثاني و الثلاثين من تفسير البلخي من الوجهة

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 209

الثانية من القائمة الأولى من الكراس الثاني من تفسير قول الله تعالى- عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ‏ فقال البلخي في تأويله قولان أحدهما أنه من القرآن و الآخر البعث لأن القرآن كانوا غير مختلفين في الجحود له و إنما كان الاختلاف في البعث. أقول إن كان المرجع إلى النقل فيما نذكره فقد ينبغي أن يرجع إلى القرآن الشريف في تسمية النبإ العظيم و قد قال الله- قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ما كانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلى‏ إِذْ يَخْتَصِمُونَ‏ و لعل مفهوم هذه الآية أن يكون النبأ العظيم حديث محمد و ما أخبر به من سؤال الملإ الأعلى لأن تفسير القرآن بعضه ببعض أوضح و أحوط في العقل و النقل و إن كان فهم المفسرون أن قوله تعالى- قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ‏ غير ما ذكرناه و كانت الأمة مجتمعة على معنى واحد فيه فيرجع الإجماع إلى الحق و إن كان الحال يحتمل العمل بالروايات في تفسير النبإ العظيم فقد روت الشيعة أن النبأ العظيم في هذه الآية مولانا علي ع فإن النبي قال إنه المراد بقوله تعالى- وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ و

إنه قال‏ أنا مدينة العلم و علي بابها

و

إنه قال‏ أقضاكم علي‏

فجمع له العلوم في القضاء و إنه كان يقول سلوني قبل أن تفقدوني فإنني أعلم بطرق السماوات مني بطرق الأرض و قد اختلفوا فيه فيكون هو النبأ العظيم على هذا الذي يخبر بالأسرار و يشتمل عمومه على الأنباء و الأخبار

[فيما نذكره من تفسير الكلبي‏]

فصل [في حديث النجاشي‏]

فيما نذكره من تفسير محمد بن السائب الكلبي و عندنا منه من الجزء الحادي عشر إلى آخر التاسع عشر في مجلد فنذكر هاهنا من الجزء الحادي عشر من الوجهة الثانية من القائمة الثالثة منه تماما لما تقدم من كون قريش أنفذت عمرو بن العاص ليحتال في أخذ جعفر بن أبي طالب و من هاجر معه إلى الحبشة و حملوا للنجاشي ملك الحبشة هدايا على ذلك و سعوا بجعفر بن أبي طالب و أصحابه و قالوا قد فارقونا و فارقوا ديننا و إنهم على غير دينك فجمع بينهم النجاشي فقام جعفر قياما جليلا في مناظرة ملك الحبشة حتى كشف آثار الله تعالى في النبي ص و بكى النجاشي فقال الكلبي ما هذا

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 210

لفظه فنظرت الحبشية إلى النجاشي و هو يبكي ثم قال النجاشي اللهم إني ولي اليوم لأولياء إبراهيم صدقوا المسيح‏ إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ‏ يعني اتبعوا دينه- وَ هذَا النَّبِيُ‏ يعني محمدا ص و الذين معه- وَ اللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ‏ بالنصر و الحجة قوموا يا معشر القسيسين و الرهبان فلا تؤذوهم اليوم و لا تكلموهم بعد مجلسي هذا فمن كلمه منكم فعليه عشرة دنانير و أقر النجاشي بالإسلام و بعث إلى النبي بإقراره بالإسلام و ارتحل من القسيسين و الرهبان اثنان و ثلاثون رجلا حتى قدموا على رسول الله فوافوه فكان عنده ثمانية رهط من رهبان أهل الشام و كانوا أربعون رجلا ثم ذكر الكلبي إسلامهم و اعترافهم بمحمد

فصل [في حديث أبي بن أبي خلف مع النبي‏]

فيما نذكره من الجزء الثاني عشر من تفسير الكلبي من الوجهة الثانية من القائمة السابعة من أول كراس منه بمعناه ذاكرا لفظه-

إن أبي بن خلف تبع رسول الله ص لما رجع من أحد و قال لا نجوت إن نجوت فقال القوم يا رسول الله أ لا يعطف عليه رجل منا فقال دعوه حتى إذا دنا منه تناول رسول الله الحربة من الحرث بن الصمة ثم استقبله ثم انتقض بها انتقاضة تطايريا و استقبله فطعنه في عنقه فخدشه خدشة غير كبيرة و فر بفرسه فرارا و احتضن الدم في عنقه و قد كان قبل ذلك يلقى رسول الله بمكة و يقول إن عندي لعودا أعلفه كل يوم أقتلك عليه فقال رسول الله بل أنا أقتلك إن شاء الله فلما خدشه رسول الله يوم أحد في عنقه رجع إلى قريش فجعل يقول قتلني محمد ص بمشقص لما قال رسول الله أنا أقتلك إن شاء الله فقالت له قريش حين رجع إليهم و به الطعنة في رقبته و هو يقول قتلني محمد فقالوا ما بك من بأس قال بلى و الله لقد قال لي أنا أقتلك و الله لو بصق علي بعد تلك المقالة لقتلني فمات قبل أن يصل إلى مكة بالطريق‏

هذا لفظ الكلبي إلا شاذا من تكراره‏

فيما نذكره من الجزء الثالث عشر من تفسير الكلبي من الوجهة الأولة من القائمة الثانية منه بلفظه-

حدثنا يوسف بن بلال عن محمد عن‏

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 211

الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس‏ في قوله تعالى‏ كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ‏ قال لما أنزل الله‏ كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ‏ قالت الملائكة هلك أهل الأرض فلما نزل‏ كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ‏ أيقنت الملائكة بالهلاك معهم ثم قال‏ وَ إِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ‏ يعني جزاء أعمالكم في الدنيا- فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ بعمله الصالح- فَقَدْ فازَ يعني نجا من النار و سعد في الجنة

فيما نذكره من الجزء الرابع عشر من تفسير الكلبي أوله من الوجهة الأولة من القائمة الثالثة منه و نختصر لفظه من تفسير قوله تعالى- إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ قال لما جعل مطعم بن عدي بن نوفل لغلامه وحشي إن هو قتل حمزة أن يعتقه فلما قتله و قدموا أمله فلم يعتقه فبعث وحشي جماعة إلى النبي ص أنه ما يمنعنا من دينك إلا أننا سمعناك تقرأ في كتابك أن من يدعو مع الله إلها آخر و يقتل النفس و يزني‏ يَلْقَ أَثاماً و يخلد في العذاب و نحن قد فعلنا هذا كله فبعث إليهم بقوله تعالى- إِلَّا مَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً فقالوا نخاف لا نعمل صالحا فبعث إليهم‏ إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ فقالوا نخاف ألا ندخل في المشية فبعث إليهم‏ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى‏ أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً فجاءوا و أسلموا فقال النبي لوحشي قاتل حمزة غيب وجهك عني فإنني لا أستطيع النظر إليك فحلق فمات في الخمر هكذا ذكر الكلبي‏

فيما نذكره من الجزء الخامس عشر-

من تفسير الكلبي من الوجهة الأولة من القائمة الثانية منه بلفظه محمد عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس‏ في قوله‏ وَ مَنْ يُهاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ‏ يقول في طاعة الله- يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُراغَماً كَثِيراً وَ سَعَةً يقول في التحويل من الأرض إلى الأرض و السعة في الأرض قال فلما نزلت هذه الآية سمعها رجل من بني ليث هو شيخ كبير يقال له جندع بن ضمرة فقال و الله ما أنا ممن استثنى الله و إني لأجد حيلة و الله لا أبيت الليلة بمكة فخرجوا يحملونه على سرير حتى أتوا به التنعيم‏

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 212

فأدركه الموت بها فصفق بيمينه عن شماله ثم قال اللهم هذه لك و هذه لرسولك أبايعك على ما بايعك عليه رسولك فمات حميدا فنزل‏ وَ مَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَ رَسُولِهِ‏ بالمدينة ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ‏ بالتنعيم‏ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ‏ يعني أجر الجهاد و أجر المهاجرة على الله الجنة- وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً لما كان في الشرك‏

صفحه بعد