کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

سعد السعود للنفوس منضود

[مقدمة الناشر] ترجمة المؤلّف‏ مصنّفاته‏ خطبة الكتاب‏ الباب الأول فيما وقفناه من المصاحف المعظمة و الربعات المكرمة [فيما يذكره من المصحف الشريف‏] فصل [في أن الله جل جلاله هو المستحق للعبادة دون كل من عداه‏] فصل [في خلقة الانسان‏] فصل [في خلق السماوات و الأرض‏] فصل [في نوم الإنسان‏] فصل [في قيام السماء و الأرض بأمر الله‏] فصل [في دحو الأرض و بسطها] فصل [في التعريف بقدرة الله‏] فصل [في الإحسان للوالدين‏] فصل [في التغييرات الطارئة للإنسان‏] فصل [في منن الله‏] فصل‏ فصل [في التهديد بيوم الوعيد] فصل [في إطلاع الله على أعمال العباد] فصل [في الوعيد] فصل [في الأهوال‏] فصل [في ضعف الإنسان‏] [فيما نذكره من صحائف إدريس ع‏] فصل [في خلق السماوات و الأرض‏] فصل [في خلق الجن و إبليس‏] فصل [في هبوط آدم و زوجته إلى الأرض‏] فصل [في بناء آدم بيت الله‏] فصل [في نزول كتاب على آدم بالسريانية] فصل [في نبوة نبي الله شيث‏] فصل [في وصف الموت‏] فصل [في إنجاز الوعد من قبل الله لنبينا محمد ص‏] [فيما يذكره من سنن إدريس‏] فصل [في تقوى الله‏] فصل [في الدعاء] فصل [في الصوم‏] فصل [في الصلاة] فصل‏ [فيما نذكره من توراة] فصل [في عمر آدم‏] فصل [في إبراهيم و سارة و هاجر] فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل [في يعقوب و يوسف‏] فصل [في بعض منازل هارون من موسى‏] فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل [في موت هارون‏] فصل‏ فصل‏ فصل [في وفاة موسى‏] [فيما نذكره من زبور داود] فصل [في ما خاطب الله به داود] فصل [في أن لا تغفلوا عن الآخرة] فصل [في إن الأرض يرثها محمد و أمته‏] فصل [في الجنة و النعيم‏] فصل [في مواعظ متعددة] فصل [في الحذر من المعاصي‏] فصل [في أن لا تستخفوا بحق الله‏] فصل [في مسخ بني إسرئيل‏] فصل [في نبأ رجل دانت له قطرات‏] فصل [في أن الدنيا دلائل على الآخرة] فصل [في المعاصي و عقوبتها] فصل [في الحذر من طلب الثواب بالمخادعة] فصل‏ فصل [في الحث على ذكر الموت‏] [فيما يذكره من الإنجيل‏] فصل‏ فصل [في مريم و ولادتها عيسى‏] فصل [في مواعظ عيسى ع‏] فصل‏ فصل [في عيسى و تلاميذه في السفينة] فصل [في الشقاء في السبوت‏] فصل [في إمساك يحيى و قتله‏] فصل [في البشارة بمحمد ص‏] فصل [في ما يحتمل البشارة بمحمد ص‏] فصل [في مثل ضربه عيسى لبنى إسرائيل‏] فصل [في بشارة عيسى لتلاميذه أنه يعود إلى الدنيا] فصل [في خذلان تلامذة عيسى‏] فصل [في بشارة عيسى ع بمحمد ص‏] فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ الباب الثاني فيما وقفناه من كتب تفاسير القرآن الكريم و ما يختص به من تصانيف التعظيم و فيه فصول‏ فيما نذكره من مجلده الأول من كتاب التبيان‏ فصل [في الرجعة] فصل [في طالوت و من صبر معه‏] فصل [في بطلان قول المجبرة أن الكافر لا يقدر على الايمان‏] فصل [في آية البلاغ و النص على الامام علي ع يوم الغدير] فصل [في سبب ترك البسملة من أول سورة البراءة] [فيما نذكره من المجلد الأول من كتاب جوامع الجامع‏] [فيما نذكره من تفسير علي بن إبراهيم بن هاشم‏] [فيما نذكره من تأويل ما أنزل من القرآن في النبي ص تأليف أبي عبد الله محمد بن العباس بن علي بن مروان‏] فصل [في حديث القطيفة و اهدائها للإمام علي ع‏] فصل [في تفسير آية المباهلة] فصل [في حديث ما قاله رجل للإمام علي ع‏] فصل [في حديث الكساء] [فيما نذكره من الجزء الأول من ذكر ما نزل من القرآن في رسول الله ص و في علي و اهل البيت ع‏] [فيما نذكره من كتاب التفسير تأليف أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد القزويني‏] فصل [في حديث البساط] [فيما نذكره من كتاب فيه ذكر الآيات التي نزلت في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع‏] فصل [في حديث البساط] [فيما نذكره من آي القرآن المنزلة في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع للمفيد] [فيما نذكره من تفسير القرآن ابن عقدة] فصل [في حديث قوم أهل أيلة] فصل [في الصبر الجميل‏] [فيما نذكره من تفسير أهل البيت ع‏] فصل [في حديث إخوة يوسف‏] [فيما نذكره من كتاب تفسير للقرآن‏] [فيما نذكره من كتاب فيه مقرأ رسول الله و علي و الحسن و الحسين‏] [فيما نذكره من تفسير أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ص‏] فصل [في عصا موسى و هي عصا آدم‏] [فيما نذكره من كتاب قصص الأنبياء للراوندي‏] فصل [في قصة إدريس‏] [فيما نذكره من كتاب فقه القرآن للراوندي‏] [فيما نذكره من الكتاب الكشاف‏] فصل [في حديث زكريا و مريم‏] فصل [في خذلان قوم موسى‏] فصل [في اجتماع القوم على أبي طالب و دفاعه عن النبي‏] فصل [في حديث ياسر و سمية] فصل [في حديث قريظة و بني النضير] فصل [في تفسير آية هل آتى‏] [فيما نذكره من تفسير الجبايي‏] فصل [في ترجمة الجبايي‏] فصل [في طعن الجبايى على الشيعة] فصل [في الخضر] [فيما نذكره من تفسير البلخي‏] فصل [في أن النبي جمع القرآن قبل وفاته‏] [فيما نذكره من تفسير الكلبي‏] فصل [في حديث النجاشي‏] فصل [في حديث أبي بن أبي خلف مع النبي‏] فصل [في حديث مالك بن عوف مع النبي‏] فصل [في الوحي إلى رسول الله‏] [فيما نذكره من مختصر تفسير الثعلبي‏] فصل [في عرض الأعمال على رسول الله‏] [فيما نذكره من حقائق التفسير لأبي عبد الرحمن السلمي‏] [فيما نذكره من كتاب زيادات حقائق التفسير للسلمي‏] [فيما نذكره من تفسير الكلبي‏] فصل [في قصة فرعون‏] فصل [في حديث أصنام كانت في الحجر] فصل [في بعثت قريش إلى المدينة] [فيما نذكره من مجلد لم يذكر اسم مصنفه‏] [فيما نذكره من غريب القرآن للازدي‏] [فيما نذكره من تفسير ابن جريح‏] [فيما نذكره من مجلد في تفسير القرآن‏] [فيما نذكره من كتاب أسباب النزول للواحدي‏] [فيما نذكره من رسالة في مدح الأقل و ذم الأكثر عن زيد بن علي بن الحسين ع‏] فصل [في مناظرة زيد لأهل الشام‏] [فيما نذكره من كتاب قصص القرآن للنيسابوري‏] فصل [في الملكين الحافظين‏] [فيما نذكره من كتاب الناسخ و المنسوخ للبغدادي‏] [فيما نذكره من مقدمات علم القرآن للرهني‏] فصل [في اختلاف القراءات‏] [فيما نذكره من كتاب الحذف و الإضمار للمقرى‏] فصل [في قصة أصحاب الكهف‏] [فيما نذكره من شرح تأويل القرآن للاصفهاني‏] فصل [في تفسير الحروف المقطعة] [فيما نذكره من تفسير القرآن لم يذكر اسم مصنفه‏] [فيما نذكره من معاني القرآن للمروزى‏] فصل [في حديث قس بن ساعدة] [فيما نذكره مما نزل من القرآن في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع‏] فصل [في عدد الآيات التي نزلت في علي ع‏] [فيما نذكره من أحاديث الموصلي‏] فصل [في حديث التوسعة على العيال‏] فصل [في خاتم سليمان بيد أبي جعفر محمد بن علي الرضا ع‏] [فيما نذكره من فضائل أمير المؤمنين ع‏] فصل [في ذكر يوم الجمل‏] [فيما نذكره من تجزية القرآن للمنادي‏] فصل [في أسباع علي ع‏] [فيما نذكره من كتاب ملل الإسلام للطبري‏] فصل [في قصة نوح بن الملك‏] [فيما نذكره من كتاب العرائس في المجالس للثعلبي‏] فصل [في قصة ذى الكفل‏] [فيما نذكره من كتاب الرد على الجبرية و القدرية للخلال‏] [فيما نذكره من كتاب النكت في إعجاز القرآن للرماني‏] فصل [في تشبيهات القرآن‏] فصل [في الاستعارة] [فيما نذكره من كتاب متشابه القرآن للهمداني‏] [فيما نذكره من متشابه القرآن للخلال‏] [فيما نذكره من ياقوتة الصراط] [فيما نذكره من تفسير غريب القرآن للسجستاني‏] فصل [في ذكر الصاد المكسورة] فصل [في ذكر الميم المضمومة] [فيما نذكره من كتاب غريب القرآن لليزيدي‏] [فيما نذكره من كتاب تعليق معاني القرآن للنحاس‏] [فيما نذكره من كتاب تفسير غريب القرآن لمحمد بن هاني‏] [فيما نذكره من تفسير علي بن عيسى النحوي الرماني‏] [فيما نذكره من كتاب معاني القرآن للاخفش‏] فصل [في تفسير دُرِّيٌ‏] [فيما نذكره من كتاب مجاز القرآن لمعمر بن المثنى‏] [فيما نذكره من إعراب القرآن‏] [فيما نذكره من غريب القرآن لمعمر بن المثنى‏] [فيما نذكره من كتاب تنزيه القرآن لعبد الجبار] [فيما نذكره من كتاب إعراب ثلاثين سورة من القرآن لابن خالويه‏] [فيما نذكره من كتاب الزوائر و فوائد البصائر في وجوه القرآن و النظائر للدامقاني‏] [فيما نذكره من كتاب ثواب القرآن و فضائله للنسايي‏] [فيما نذكره من كتاب الفراء] [فيما نذكره من كتاب قطرب‏] [فيما نذكره من تأويل آيات تعلق بها أهل الضلال للاسترآبادي‏] [فيما نذكره من مناقب النبي و الأئمة للاستراباآدي‏] [فيما نذكره من كتاب الوجيز للاهوازي‏] فصل [في ذكر القراء الثمانية المشهورين‏] [فيما نذكره من الكتاب تأريج القرآن لابن الجراح‏] [فيما نذكره من إعراب القرآن لابن السري الزجاج‏] [فيما نذكره من كتاب غريبي القرآن و السنة لابي عبيد] فصل [في حديث الإمام علي ع‏] فصل [في حديث النظر إلى وجه علي عبادة] [فيما نذكره من كتاب عليه جزء فيه اختلاف المصاحف لمحمد بن منصور] فصل [في جمع القرآن‏] [فيما نذكره من جزء فيه عدد سور القرآن و عدد آياته للمقرى‏] فصل [في عدد سور و الآيات‏] [فيما نذكره من مقدمات علم القرآن للرهني‏] فصل [في التفاوت في المصاحف‏] [فيما نذكره من كتاب مروي عن أبي زرعة] فصل [في نزول السور] [فيما نذكره من كتاب جامع في وقف القارئ للقرآن‏] فصل [في الوقف في سورة الإخلاص‏] فصل [في اقتصار المسلمين على السبعة أو العشرة من القراء] فصل [في ما ذكره النقاش من تفسير الحمد] فصل [في ما ذكره الشيخ الطوسي من تفصيل المكي من المدني‏] فصل [في انه لم يجتمع خواص العلماء للمناظرة] فصل [في معجزات القرآن‏] فهرس كتاب سعد السعود

سعد السعود للنفوس منضود


صفحه قبل

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 226

فإذا هبطا صعد الملكان الموكلان بالليل و إذا غربت الشمس نزل إليه الملكان الموكلان بكتابة الليل و يصعدان الملكان الكاتبان بالنهار بديوانه إلى الله فلا يزال ذلك دأبهم إلى وقت حضور أجله فإذا حضر أجله قالا للرجل الصالح جزاك الله من صاحب عنا خيرا فكم من عمل صالح أريتناه و كم من قول حسن استمعناه و كم من مجلس خير أحضرتنا فنحن اليوم على ما تحبه و شفعاء إلى ربك و إن كان عاصيا قالا له جزاك الله من صاحب عنا شرا فلقد كنت تؤذينا فكم من عمل سيئ أريتناه و كم قول سيئ استمعناه و من مجلس سوء أحضرتناه و نحن لك اليوم على ما تكره و شهيدان عند ربك و في رواية أنهما إذا أرادا النزول صباحا و مساء ينسخ لهما إسرافيل عمل العبد من اللوح المحفوظ فيعطيهما ذلك فإذا صعدا صباحا و مساء بديوان العبد قابله إسرافيل بالنسخة التي تنسخ لهما حتى يظهر أنه كان كما نسخ منه. و عن ابن مسعود أنه قال الملكان يكتبان أعمال العلانية في ديوان و أعمال السر في ديوان آخر من خيراته و كذلك من سيئاته فعلى هذا القول يكون لكل إنسان في كل يوم و ليلة ثمانية دواوين ديوانان لخيراته بالنهار و حسناته و ديوانان لسيئات النهار و كذلك ديوانان لحسنات الليل و ديوانان لسيئات الليل فأما أربعة دواوين كل يوم و ليلة فلا شك فيهما و إن دواوين أهل السعادات توضع في عليين تحت العرش و دواوين أهل الشقاء توضع في سجين في سقف جهنم. أقول و الله لو تهدد لابن آدم بعض ملوك الدنيا أو سمع أن أحدا يتوعده بدون هذه الأهوال لكان قد قصر في سوء الأعمال و الأقوال و قبائحه ما الذي يهون عنده تهديد الله و رسوله و رضي بالتهوين و الإهمال‏

[فيما نذكره من كتاب الناسخ و المنسوخ للبغدادي‏]

فيما نذكره من كتاب الناسخ و المنسوخ تأليف نصر بن علي البغدادي و هو مضاف إلى قصص القرآن للنيسابوري من تفسير سورة عسق من الآية الخامسة بلفظه الخامسة قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى‏ اختلف المفسرون على وجهين فقالت طائفة هي محكمة لم تنسخ بشي‏ء-

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 227

و احتجوا عليه‏

بقوله ص‏ إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله حبل ممدود و عترتي أهل بيتي و إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض‏

و قال آخرون بل هي منسوخة بقوله تعالى- قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ‏ الآية. يقول علي بن موسى بن طاوس ليس في الآية الثانية ما يقتضي مخالفة الأولى حتى يقال إنها نسختها و ذاك أن المودة في القربى فوائدها و ثوابها و ثمرتها للذين توادوا بهم فقال الله تعالى للنبي ص ما معناه أن الأجر الذي طلبته عن رسالتي و هدايتي من مودة أهل بيتي فهو لكم و فوائده راجعة إليكم و هذا واضح. أقول إن في هذه الآية القربى إشارة ظاهرة إلى إمامة أئمة أهل بيت النبوة لأنه إذا كان أجر جميع الرسالة و ما حصل بها من سعادة الدنيا و الآخرة مودة أهل بيته قائمين مقامه في الخلافة فتكون المودة لهم و المعونة على قيامهم كالأجر لجميع ما أتى ص به من سعادة و مقاله و فعاله‏

[فيما نذكره من مقدمات علم القرآن للرهني‏]

فصل [في اختلاف القراءات‏]

فيما نذكره من الجزء الأول من مقدمات علم القرآن تصنيف محمد بن بحر الرهني ذكر في أول كراس منه ما وجده من اختلاف القراءة و ما معناه أن كل واحد منهم قبل أن يتحدد القارئ الذي بعده كانوا لا يجيزون إلا قراءته ثم لما جاء القارئ الثاني انتقلوا من ذلك المنع إلى جواز قراءة الثاني و كذلك في قراءاته السبعة فاشتمل كل واحد منهم على إنكار قراءته ثم عادوا إلى خلاف ما أنكروه ثم اقتصروا على هؤلاء السبعة مع أنه قد حصل في علماء المسلمين و القائلين بالقرآن أرجح منهم و من أن زمان الصحابة ما كان هؤلاء السبعة و لا عددا معلوما للصحابة من الناس يأخذون القرآن عنهم ثم ذكر محمد بن بحر الرهبي أنه وقف على كتاب سهل بن محمد السنجري و قد حمل الهجاء على جميع أهل الكوفة و الذي رد عليهم و عتب دينهم قال الرهبي و سمعت أبا حاتم يطري نحو أهل البصرة و يهجو نحو أهل الكوفة قال الرهني ما هذا لفظه قلت و لم يدع أبو حاتم مع ما قاله و هجائه الكوفة و أهلها ذكر تأليف علي بن أبي طالب القرآن و أن النبي ص‏

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 228

عهد إليه عند وفاته ألا يرتدي برده إلا لجمعة حتى يجمع القرآن فجمعه ثم حكى عن الشعبي على أثر ما ذكره أنه قال كان أعلم الناس بما بين اللوحين علي بن أبي طالب ص‏

قال محمد بن بحر الرهني حدثني القرباني قال حدثنا إسحاق بن راهويه عن عيسى بن يونس عن زكريا بن أبي زائدة عن عطية بن أبي سعيد الكوفي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله ص‏ إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض و عترتي أهل بيتي ألا و إنهما لم يفترقا حتى يردا علي الحوض‏

قال محمد بن بحر الرهني و ما حدثنا به المطهر قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير عن عبد الله بن موسى عن الركين بن الربيع عن القسم بن حيان عن زيد بن ثابت قال قال رسول الله ص‏ إني تارك فيكم خليفتين كتاب الله و عترتي أهل بيتي و إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض‏

قال الرهني في الوجهة الأولة من القائمة الخامسة ما معناه كيف يقبل العقل و النقل أن النبي يجعل القرآن و أهل بيته عوضه و خليفتين من بعده في أمته و لا يكون فيهما كفاية و عوض عن غيرها مما حدث في الأمة و في القرآن من الاختلاف‏

[فيما نذكره من كتاب الحذف و الإضمار للمقرى‏]

فصل [في قصة أصحاب الكهف‏]

فيما نذكره من الجزء الثاني من كتاب الحذف و الإضمار تصنيف أحمد بن ناقة المقري من الوجهة الثانية من عاشر سطر منها بلفظه فصل في قصة أصحاب الكهف‏ وَ كَذلِكَ بَعَثْناهُمْ‏ أي كما حفظنا أحوالهم في طول تلك المدة بعثناهم من تلك الرقدة لأن أحد الأمرين كالآخر في أنه لا يقدر عليه إلا الله تعالى بين الله عز و جل فذلك أنه بعث أصحاب الكهف بعد موتهم الطويل من مرقدهم بعده ليسألوا بعضهم بعضا عن مدة مقامهم لينتهوا بذلك على معرفة الله تعالى و يزدادوا إيمانا إلى إيمانهم. يقول علي بن موسى بن طاوس قول هذا الشيخ بعث أصحاب الكهف بعد موتهم الطويل لعله غلط من الناسخ أو سهو من المصنف فإنه قد قدم قبل هذا أنه بعثهم من الرقدة و القرآن الشريف يتضمن صريحا بأنه‏ تَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَ هُمْ رُقُودٌ و من آيات الله تعالى في بقائهم بغير طعام‏

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 229

و لا شراب و لا تغير الأجساد و لا مرض و لا تأثير الأرض فيهم مع تقلبهم ذات اليمين و ذات الشمال لأن كثرة التقليب في مثل تلك المدة إذا لم تكن بقدرة القادر لذاته لا بد أن يؤثر في الأجساد الترابية و هو حجة على منكري البعث و على من يدعي أن الطعام أصل في بقاء الأنام و إنما البقاء ممسوك بما يريد القادر لذاته المالك للإنعام‏

[فيما نذكره من شرح تأويل القرآن للاصفهاني‏]

فصل [في تفسير الحروف المقطعة]

فيما نذكره من المجلد الأول من شرح تأويل القرآن و تفسير معانيه تصنيف أبي مسلم محمد بن بحر الأصفهاني من الوجهة الأولة من القائمة الحادية عشرة منه بمعناه من تفسير الحروف المقطعة الم‏ اختلف قوم من المفسرين و مؤلفي الكتب في تأويل الحروف في سور القرآن فذكر قوم أنها أسماء للسور و قال قوم إن لكل حرف معنى يخصه و قال قوم إن ذلك لأسماء السور التي هي منها خاصة ليعلم أن كل سورة قبلها انقضت و قال بعضهم إنما المشركون كانوا تواصوا ألا يسمعوا القرآن فجاءت هذه الحروف غريبة في عاداتهم ليسمعوها و يسمعوا ما بعدها و قال الشعبي إنها حروف مقطعة من أسماء الله تعالى إذا جمعت صارت اسما و ذكر عن قطرب أنه حكى عن العرب أنها افتتاح للكلام و قال بعض المتكلمين إن الله تعالى علم أنه يكون في هذه الأمة مبتدعين و أنهم يقولون إن القرآن ما هو كلام و لا حروف فجعل الله تعالى هذه الحروف تكذيبا لهم ثم قال أبو مسلم محمد بن بحر الأصفهاني في الرد على هؤلاء كلهم ما معناه أنها لو كانت أسماء للسور ما كنا نرى من السور خاليا منها و لا كانت تكون من القرآن و كان المسلمون قد سموها بها قال و محال أن يكون الله جعلها أسماء للسور و لو كان كذلك لما اختلف المسلمون فيها قال و أما قول من ذكر أنها تقتضي كل حرف معبر بشبهه فلم يرد في ذلك خبر عن النبي مقطوع به و لا في لسان العربية ما يقتضيه قال و لو كان بغير لغة العرب لكان النبي قد فسره لهم و دفع الاختلاف فيه قال و يبطل ذلك قوله تعالى‏ بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ‏ قال و من قال إنها علامة على أن السور التي قبلها انقضت فما في هذه الحروف ما يقتضي‏

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 230

ذلك و لا يفهم منه هذا أو يبطله ما ذكره على إبطال أنها أسماء للسور قال و أما من قال إنه من المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله فإن الله لم يخبرنا أنه استأثر علينا بشي‏ء من علم المتشابه ثم قد بين لنا في كتابه ما انفرد به من حديث وقت القيامة و علوم الغيب قال و أما من قال إنها حروف الجمل و إنها أوقات الأشياء تكون فالذي يبطل قوله و ينقض مذهبه أن من علم ما هو كائن فقد علم الغيب الذي استأثر الله به و قد أخبر الله أنه لا يطلع على غيبه أحدا و إذا كانت هذه حروف الجمل فقد عرفنا المراد بها قال و تصير الناس عالمين بالغيب قال و إن النبي ص و قومه لم يعرفوا حروف الجمل و إنما هي من علوم أهل الكتاب قال و لو كان المراد بها حروف الجمل لدلت على التي لا تختلف الناس فيها قال و أما من ذكر أنها لأجل تواطؤ الكفار ألا يسمعوا القرآن فكيف يخاطبهم بغير العربية و القرآن يتضمن أنه بلسانهم و كان يكون سببا لإعراضهم عن استماع القرآن قال و أما حديث الشعبي و أنها إذا جمعت كانت أسماء الله تعالى فإنما علمنا الله أسماءه لندعوه بها فقال‏ وَ لِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى‏ فَادْعُوهُ بِها و لم يكن لنا ضربا بذلك إلا و يوضحه قال يفهم من الحروف المقطعة هذا قال و هذا قول مطروح مرذول قال و أما قول قطرب فهي دعوى على العرب بغير برهان و ما وجدنا في كلامهم كما قال و أما قول من قال إن الله عرف أنه يكون مبتدعة قال قوم الذين أنكروا الحروف قد أنكروا المؤلف الواضح و قالوا إنها ليس من الله و إن الكلام عندهم صفة من صفات الله فإذا جحدوا مثل هذا فكيف يندفعون بذكر الحروف ثم قال أبو مسلم محمد بن بحر الأصفهاني ما معناه و الذي عندنا أنه لما كانت حروف المعجم أصل كلام العرب و تحداهم بالقرآن و بسورة مثله أراد أن هذا القرآن من جنس هذه الحروف المقطعة التي يعرفونها و يقدرون على أمثالها فكان عجزكم عن الإتيان بمثل القرآن بسورة منه دليل على أن المنع و التعجيز لكم من الله و أنه حجة رسول الله ص قال و مما يدل على تأويله أن كل سورة افتتحت بالحروف التي أنتم تعرفونها بعدها

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 231

إشارة إلى القرآن يعني أنه مؤلف من هذه الحروف التي أنتم تعرفونها و تقدرون عليها ثم سأل نفسه و قال إن قيل لو كان المراد هذا لكان قد اقتصر الله على ذكر الحروف في سورة واحدة أو أقل مما ذكره فقال عادة العرب التكرار عند إيثار إفهام الذي يخاطبونه. يقول علي بن موسى بن طاوس أما ما ذكره في الرد على الأقاويل فبعضه قريب موافق للعقول و بعضه مخالف للعقول فإن قوله إن الله ما استأثره علينا ثم نعود إلى القرار فإن الله استأثر بعلم يوم القيامة و علم الغيب و هلا جعل هذا من جملة علم الغيب الذي استأثر به أو من القسم الذي قال الله تعالى فيه- ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ‏ و أما قوله‏ فَلا يُظْهِرُ عَلى‏ غَيْبِهِ أَحَداً فالآية فيها استثناء فهلا ذكر الاستثناء بقوله تعالى- إِلَّا مَنِ ارْتَضى‏ مِنْ رَسُولٍ‏ و غير ذلك من الجواب الذي يطول و أما قوله إنه أراد تنبيه العرب على موضع عجزهم عن الإتيان فهذا لو كان لكانت الصحابة قد عرفته قبله و نقلوه نقلا ظاهرا و متواترا و كيف يعلم هو ما يكون قد خفي على الصحابة و التابعين و تابعي التابعين و لم يكشف لهم سيد المرسلين ص‏

[فيما نذكره من تفسير القرآن لم يذكر اسم مصنفه‏]

فيما نذكره من مجلد قالب الربع في تفسير القرآن لم يذكر اسم مصنفه قال في قول الله في تفسير سورة البقرة في السطر الرابع عشر قوله‏ الم‏ أي أنا الله أعلم و قال في أول قائمة من تفسير سورة الأعراف في ثالث سطر في قوله‏ المص‏ أي أنا الله أفعل. أقول و هذا غريب مما وقفناه و سمعناه من مقالات المفسرين في تفسير الحروف المقطعة في أول سورة القرآن و لم يذكر حجة و لا شبهة على أن المعنى‏ الم‏ أي أنا الله أعلم و لا أن تفسير المص‏ أي أنا الله أفعل و ليس في ظاهرها ما يقارب ذلك‏

[فيما نذكره من معاني القرآن للمروزى‏]

فصل [في حديث قس بن ساعدة]

فيما نذكره من جزء رابع من معاني القرآن تأليف محمد بن جعفر المروزي من أول سطر منه من الوجهة الثانية إن رسول الله قال لوفد عبد القيس ما فعل قس بن ساعدة قالوا مات يا رسول الله قال ص لقد رأيت‏

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 232

منه عجبا رأيته في سوق عكاظ على جمل ينادي الناس حتى إذا اجتمعوا قال أيها الناس استمعوا و عوا من عاش مات و من مات فات و كل ما هو آت آت ثم ينشد في آخر كلامه-

في السابقين الذاهبين‏

من القرون لنا بصائر

لما رأيت مواردا للموت‏

ليس لها معاذر

و رأيت قومي نحوها

تمضي الأكابر و الأصاغر

لا يرجع الماضي إلى‏

و لا من الباقين غابر

أيقنت أني لا محالة

حيث صار القوم صائر

. فجعل ترك رجعتهم منسوبا إلى أنفسهم و لم يقل يرجعون لأنه لم يكن يؤمن بالبعث الذي يكون به الرجع مغفولا لأن بعضهم يقول بل كل شي‏ء هو فعل الله فجائز أن يقال رجع و يرجع و كل فعل يكتبه العبد فالوجه واحد يقال رجع و يرجع بفتح الياء و كسر الجيم. يقول علي بن موسى بن طاوس و هذه الأبيات مشهورة من قس بن ساعدة و لكن النبي ما كان ينشد شعرا و إنما قال لبعض من كان يسمع شعر قس بن ساعدة هل تحفظ شعره فقال نعم فاستنشد ذلك و أما قول المصنف المروزي إن قس بن ساعدة ما كان يقر بالبعث فإنه إن كان قال هذا من طريق هذه الأبيات فمثل هذا المعنى كثير في كلام المقرين بالبعث و أشعارهم على اختلاف الأوقات و قوله إن جعل ترك رجعتهم منسوبا إلى أنفسهم فليس في هذه الأبيات ما تقتضي ما انتهى طعنه إليه و لعل قسا أنشد البيت بضم الياء من يرجع و فتح الجيم و قد استدركه استدراكا ضعيفا بقوله. أقول و القرآن الشريف قد تضمن نحو هذا مثل قوله تعالى‏ كُلٌّ إِلَيْنا راجِعُونَ‏ و ما كان المراد أبدانهم راجعون من جهة أنفسهم و ما أدري كيف التبس مثل هذا الأمر المكشوف على من يؤهل نفسه لتفسير القرآن العظيم و نحن نذكر من حديث قس بن ساعدة ما يقتضي أنه كان مقرا بالبعث و النشور و ما يدل على معرفته بحكمة و فضل مشهور ذلك‏

صفحه بعد