کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

سعد السعود للنفوس منضود

[مقدمة الناشر] ترجمة المؤلّف‏ مصنّفاته‏ خطبة الكتاب‏ الباب الأول فيما وقفناه من المصاحف المعظمة و الربعات المكرمة [فيما يذكره من المصحف الشريف‏] فصل [في أن الله جل جلاله هو المستحق للعبادة دون كل من عداه‏] فصل [في خلقة الانسان‏] فصل [في خلق السماوات و الأرض‏] فصل [في نوم الإنسان‏] فصل [في قيام السماء و الأرض بأمر الله‏] فصل [في دحو الأرض و بسطها] فصل [في التعريف بقدرة الله‏] فصل [في الإحسان للوالدين‏] فصل [في التغييرات الطارئة للإنسان‏] فصل [في منن الله‏] فصل‏ فصل [في التهديد بيوم الوعيد] فصل [في إطلاع الله على أعمال العباد] فصل [في الوعيد] فصل [في الأهوال‏] فصل [في ضعف الإنسان‏] [فيما نذكره من صحائف إدريس ع‏] فصل [في خلق السماوات و الأرض‏] فصل [في خلق الجن و إبليس‏] فصل [في هبوط آدم و زوجته إلى الأرض‏] فصل [في بناء آدم بيت الله‏] فصل [في نزول كتاب على آدم بالسريانية] فصل [في نبوة نبي الله شيث‏] فصل [في وصف الموت‏] فصل [في إنجاز الوعد من قبل الله لنبينا محمد ص‏] [فيما يذكره من سنن إدريس‏] فصل [في تقوى الله‏] فصل [في الدعاء] فصل [في الصوم‏] فصل [في الصلاة] فصل‏ [فيما نذكره من توراة] فصل [في عمر آدم‏] فصل [في إبراهيم و سارة و هاجر] فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل [في يعقوب و يوسف‏] فصل [في بعض منازل هارون من موسى‏] فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل [في موت هارون‏] فصل‏ فصل‏ فصل [في وفاة موسى‏] [فيما نذكره من زبور داود] فصل [في ما خاطب الله به داود] فصل [في أن لا تغفلوا عن الآخرة] فصل [في إن الأرض يرثها محمد و أمته‏] فصل [في الجنة و النعيم‏] فصل [في مواعظ متعددة] فصل [في الحذر من المعاصي‏] فصل [في أن لا تستخفوا بحق الله‏] فصل [في مسخ بني إسرئيل‏] فصل [في نبأ رجل دانت له قطرات‏] فصل [في أن الدنيا دلائل على الآخرة] فصل [في المعاصي و عقوبتها] فصل [في الحذر من طلب الثواب بالمخادعة] فصل‏ فصل [في الحث على ذكر الموت‏] [فيما يذكره من الإنجيل‏] فصل‏ فصل [في مريم و ولادتها عيسى‏] فصل [في مواعظ عيسى ع‏] فصل‏ فصل [في عيسى و تلاميذه في السفينة] فصل [في الشقاء في السبوت‏] فصل [في إمساك يحيى و قتله‏] فصل [في البشارة بمحمد ص‏] فصل [في ما يحتمل البشارة بمحمد ص‏] فصل [في مثل ضربه عيسى لبنى إسرائيل‏] فصل [في بشارة عيسى لتلاميذه أنه يعود إلى الدنيا] فصل [في خذلان تلامذة عيسى‏] فصل [في بشارة عيسى ع بمحمد ص‏] فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ الباب الثاني فيما وقفناه من كتب تفاسير القرآن الكريم و ما يختص به من تصانيف التعظيم و فيه فصول‏ فيما نذكره من مجلده الأول من كتاب التبيان‏ فصل [في الرجعة] فصل [في طالوت و من صبر معه‏] فصل [في بطلان قول المجبرة أن الكافر لا يقدر على الايمان‏] فصل [في آية البلاغ و النص على الامام علي ع يوم الغدير] فصل [في سبب ترك البسملة من أول سورة البراءة] [فيما نذكره من المجلد الأول من كتاب جوامع الجامع‏] [فيما نذكره من تفسير علي بن إبراهيم بن هاشم‏] [فيما نذكره من تأويل ما أنزل من القرآن في النبي ص تأليف أبي عبد الله محمد بن العباس بن علي بن مروان‏] فصل [في حديث القطيفة و اهدائها للإمام علي ع‏] فصل [في تفسير آية المباهلة] فصل [في حديث ما قاله رجل للإمام علي ع‏] فصل [في حديث الكساء] [فيما نذكره من الجزء الأول من ذكر ما نزل من القرآن في رسول الله ص و في علي و اهل البيت ع‏] [فيما نذكره من كتاب التفسير تأليف أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد القزويني‏] فصل [في حديث البساط] [فيما نذكره من كتاب فيه ذكر الآيات التي نزلت في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع‏] فصل [في حديث البساط] [فيما نذكره من آي القرآن المنزلة في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع للمفيد] [فيما نذكره من تفسير القرآن ابن عقدة] فصل [في حديث قوم أهل أيلة] فصل [في الصبر الجميل‏] [فيما نذكره من تفسير أهل البيت ع‏] فصل [في حديث إخوة يوسف‏] [فيما نذكره من كتاب تفسير للقرآن‏] [فيما نذكره من كتاب فيه مقرأ رسول الله و علي و الحسن و الحسين‏] [فيما نذكره من تفسير أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ص‏] فصل [في عصا موسى و هي عصا آدم‏] [فيما نذكره من كتاب قصص الأنبياء للراوندي‏] فصل [في قصة إدريس‏] [فيما نذكره من كتاب فقه القرآن للراوندي‏] [فيما نذكره من الكتاب الكشاف‏] فصل [في حديث زكريا و مريم‏] فصل [في خذلان قوم موسى‏] فصل [في اجتماع القوم على أبي طالب و دفاعه عن النبي‏] فصل [في حديث ياسر و سمية] فصل [في حديث قريظة و بني النضير] فصل [في تفسير آية هل آتى‏] [فيما نذكره من تفسير الجبايي‏] فصل [في ترجمة الجبايي‏] فصل [في طعن الجبايى على الشيعة] فصل [في الخضر] [فيما نذكره من تفسير البلخي‏] فصل [في أن النبي جمع القرآن قبل وفاته‏] [فيما نذكره من تفسير الكلبي‏] فصل [في حديث النجاشي‏] فصل [في حديث أبي بن أبي خلف مع النبي‏] فصل [في حديث مالك بن عوف مع النبي‏] فصل [في الوحي إلى رسول الله‏] [فيما نذكره من مختصر تفسير الثعلبي‏] فصل [في عرض الأعمال على رسول الله‏] [فيما نذكره من حقائق التفسير لأبي عبد الرحمن السلمي‏] [فيما نذكره من كتاب زيادات حقائق التفسير للسلمي‏] [فيما نذكره من تفسير الكلبي‏] فصل [في قصة فرعون‏] فصل [في حديث أصنام كانت في الحجر] فصل [في بعثت قريش إلى المدينة] [فيما نذكره من مجلد لم يذكر اسم مصنفه‏] [فيما نذكره من غريب القرآن للازدي‏] [فيما نذكره من تفسير ابن جريح‏] [فيما نذكره من مجلد في تفسير القرآن‏] [فيما نذكره من كتاب أسباب النزول للواحدي‏] [فيما نذكره من رسالة في مدح الأقل و ذم الأكثر عن زيد بن علي بن الحسين ع‏] فصل [في مناظرة زيد لأهل الشام‏] [فيما نذكره من كتاب قصص القرآن للنيسابوري‏] فصل [في الملكين الحافظين‏] [فيما نذكره من كتاب الناسخ و المنسوخ للبغدادي‏] [فيما نذكره من مقدمات علم القرآن للرهني‏] فصل [في اختلاف القراءات‏] [فيما نذكره من كتاب الحذف و الإضمار للمقرى‏] فصل [في قصة أصحاب الكهف‏] [فيما نذكره من شرح تأويل القرآن للاصفهاني‏] فصل [في تفسير الحروف المقطعة] [فيما نذكره من تفسير القرآن لم يذكر اسم مصنفه‏] [فيما نذكره من معاني القرآن للمروزى‏] فصل [في حديث قس بن ساعدة] [فيما نذكره مما نزل من القرآن في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع‏] فصل [في عدد الآيات التي نزلت في علي ع‏] [فيما نذكره من أحاديث الموصلي‏] فصل [في حديث التوسعة على العيال‏] فصل [في خاتم سليمان بيد أبي جعفر محمد بن علي الرضا ع‏] [فيما نذكره من فضائل أمير المؤمنين ع‏] فصل [في ذكر يوم الجمل‏] [فيما نذكره من تجزية القرآن للمنادي‏] فصل [في أسباع علي ع‏] [فيما نذكره من كتاب ملل الإسلام للطبري‏] فصل [في قصة نوح بن الملك‏] [فيما نذكره من كتاب العرائس في المجالس للثعلبي‏] فصل [في قصة ذى الكفل‏] [فيما نذكره من كتاب الرد على الجبرية و القدرية للخلال‏] [فيما نذكره من كتاب النكت في إعجاز القرآن للرماني‏] فصل [في تشبيهات القرآن‏] فصل [في الاستعارة] [فيما نذكره من كتاب متشابه القرآن للهمداني‏] [فيما نذكره من متشابه القرآن للخلال‏] [فيما نذكره من ياقوتة الصراط] [فيما نذكره من تفسير غريب القرآن للسجستاني‏] فصل [في ذكر الصاد المكسورة] فصل [في ذكر الميم المضمومة] [فيما نذكره من كتاب غريب القرآن لليزيدي‏] [فيما نذكره من كتاب تعليق معاني القرآن للنحاس‏] [فيما نذكره من كتاب تفسير غريب القرآن لمحمد بن هاني‏] [فيما نذكره من تفسير علي بن عيسى النحوي الرماني‏] [فيما نذكره من كتاب معاني القرآن للاخفش‏] فصل [في تفسير دُرِّيٌ‏] [فيما نذكره من كتاب مجاز القرآن لمعمر بن المثنى‏] [فيما نذكره من إعراب القرآن‏] [فيما نذكره من غريب القرآن لمعمر بن المثنى‏] [فيما نذكره من كتاب تنزيه القرآن لعبد الجبار] [فيما نذكره من كتاب إعراب ثلاثين سورة من القرآن لابن خالويه‏] [فيما نذكره من كتاب الزوائر و فوائد البصائر في وجوه القرآن و النظائر للدامقاني‏] [فيما نذكره من كتاب ثواب القرآن و فضائله للنسايي‏] [فيما نذكره من كتاب الفراء] [فيما نذكره من كتاب قطرب‏] [فيما نذكره من تأويل آيات تعلق بها أهل الضلال للاسترآبادي‏] [فيما نذكره من مناقب النبي و الأئمة للاستراباآدي‏] [فيما نذكره من كتاب الوجيز للاهوازي‏] فصل [في ذكر القراء الثمانية المشهورين‏] [فيما نذكره من الكتاب تأريج القرآن لابن الجراح‏] [فيما نذكره من إعراب القرآن لابن السري الزجاج‏] [فيما نذكره من كتاب غريبي القرآن و السنة لابي عبيد] فصل [في حديث الإمام علي ع‏] فصل [في حديث النظر إلى وجه علي عبادة] [فيما نذكره من كتاب عليه جزء فيه اختلاف المصاحف لمحمد بن منصور] فصل [في جمع القرآن‏] [فيما نذكره من جزء فيه عدد سور القرآن و عدد آياته للمقرى‏] فصل [في عدد سور و الآيات‏] [فيما نذكره من مقدمات علم القرآن للرهني‏] فصل [في التفاوت في المصاحف‏] [فيما نذكره من كتاب مروي عن أبي زرعة] فصل [في نزول السور] [فيما نذكره من كتاب جامع في وقف القارئ للقرآن‏] فصل [في الوقف في سورة الإخلاص‏] فصل [في اقتصار المسلمين على السبعة أو العشرة من القراء] فصل [في ما ذكره النقاش من تفسير الحمد] فصل [في ما ذكره الشيخ الطوسي من تفصيل المكي من المدني‏] فصل [في انه لم يجتمع خواص العلماء للمناظرة] فصل [في معجزات القرآن‏] فهرس كتاب سعد السعود

سعد السعود للنفوس منضود


صفحه قبل

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 268

فأنزل الله تعالى- أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى‏ بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ‏ أي ذلك في اللوح المحفوظ عند الله. يقول علي بن موسى بن طاوس و كيف ترك ظاهر هذه الآية الشريفة في ولاية النبي على المؤمنين كافة و أنه أولى بهم من أنفسهم و هي قد وردت مورد التخصيص له و التعظيم ما أورد فيها من كتاب الزوجات أنهن كالأمهات في التحريم لهن على المؤمنين و يقال مثل هذا الذي ذكره الفراء من خلاف الظاهر الواضح و هل في الآية ما يدل على أن هذه الأولوية للنبي على المؤمنين على سبيل المثل كما زعم الفراء و هل ذكر زوجاته يقتضي حديث ميراث أو معطوف على ما يدل على الإرث ثم من العجب قول الفراء إن معنى كتاب الله أنه اللوح المحفوظ و ما الذي صرفه عن أن يكون المراد في القرآن و هو المتضمن لذلك تصريحا و تحقيقا و عيانا و وجدانا أو أي حجة تدل من ظاهر هذه الآية على أنه اللوح المحفوظ فهلا ذكر شبهة أو ما يقارن الحجة

فيما نذكره من الجزء الرابع عشر منه من الوجهة الأولة بلفظه قوله تعالى‏ وَ أَرْسَلْناهُ إِلى‏ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ‏ أو هاهنا بمعنى بل كذلك في التفسير مع صحته في العربية يقال للفراء هذا تأويل كأنه من شاك في صحة التفسير و في صحته في العربية فهلا ذكر له وجها أو كان ترك الآية بالكلية و لا يوهم بهذا الشك الطعن على المفسرين و أنها مخالفة للعربية و هلا قال كما قال جدي أبو جعفر الطوسي في التأدب مع الله في تأويل هذه الآية في معنى أو ثلاثة أقوال أن يكون بمعنى الواو و تقديره إلى مائة ألف و زيادة عليهم و الثاني أن يكون بمعنى بل على ما قال ابن عباس الثالث أن يكون بمعنى الإيهام على المخاطبين فإنه قال أرسلناه إلى القريتين. أقول فهذه وجوه تصور عن الذي ذكره الفراء و إن كان يمكن أن يكون‏ أَوْ يَزِيدُونَ‏ على معنى قوله تعالى- إِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى‏ هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ‏ فيكون معناه أنهم يزيدون على مائة ألف أو يزيدون‏

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 269

فيما نذكره من الجزء الخامس عشر منه من الوجهة الأولة منه بلفظه قوله عز و جل‏ وَ زَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ‏ و في قراءة عبد الله و أمددناهم بعيس و العيس البيضاء و الحوراء. أقول و ما أدري كيف ذكر قراءة عبد الله و اختلاف اللفظين على اختلاف الصحف و كذا يتضمن تأويل القرآن اختلافا كثيرا و كيف احتمل المسلمون نحو من صحة هذا و الطعن على لفظ المصحف الشريف و من هذه الوجهة طعناه و قوله تعالى‏ لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى‏ يقول القائل كيف استثنى موتا في الدنيا قد مضى من موت في الآخرة ثم ذكر أن إلا بمعنى سوى. أقول و اعلم أن السؤال على الفراء باق بحاله لأنه يقال له إذا قدرنا أن الأمر كما ذكرت لا يذوقون فيها الموت سوى الموتة الأولى و قد قال جل جلاله قبلها لا يَذُوقُونَ فِيهَا و الموتة الأولى ما كانت فيها فأي معنى لقول الفراء إنهم لا يذوقون في الجنة موتة سوى الموتة في الدنيا و أقول أنا لعل المراد أن هذا الوصف لما كان عن المتقين و كانوا أيام حياة الدنيا مشغولين بعمارة الآخرة فلما حضرهم الموت في الدنيا كان ذلك في وقت اشتغالهم بعمارة آخرتهم فكان ذلك الموت كأنه في الدار الآخرة لأن الإنسان إذا جاءه الموت و هو مشغول بعمارة دار و قائم في بنائها و بنى أبوابها لمعنى قصوره جاز أن يقال مات فيها أو لعل حال المتقين لما كانوا مكاشفين بالآخرة فكأنهم كانوا في الدنيا و أرواحهم ساكنة في الجنان و حاضرة في ذلك المكان فلما جاءهم موت الدنيا كان كأنه و هم في دار الآخرة-

و قد قال مولانا علي ع في وصف المتقين‏ إن أرواحهم معلقة بالمحل الأعلى‏

و قال الشاعر

جسمي بقي غير أن الروح عندكم‏

فالروح في غربة و الجسم في وطني‏

فيما نذكره من الجزء السادس عشر من كتاب الفراء من أول وجهة منه بلفظه و قوله تعالى‏ بِأَكْوابٍ وَ أَبارِيقَ‏ الكوب ما لا أذن له و لا عروة له و الأباريق ذات الآذان و العرى هذا آخر لفظه في المعنى فهلا

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 270

ذكر ما يحتمله خلق الأكواب و المنة بها على عباده في كثير من كتابه فإنه ربما احتمل أن الله تعالى لما كان الناس في الحياة الدنيا يستعملون الأباريق و يتكلفون رفعها بأيديهم احتاجوا إلى عروة لها و لما كان أهل الجنة إذا أرادوا شيئا كان فإن شاءوا أن يصعد الأكواب إلى أفواههم ليشربوا منها بغير إمساك منهم لها كان ذلك فجعل في الجنة ما ليس له عروة لمن يريد الشرب منه بغير إمساكه. أقول و ذكر الفراء في تفسير قُلْ أُوحِيَ‏ من السطر الثامن بلفظه أن الشياطين لما رجمت و حرست منها السماء قال إبليس هذا شي‏ء قد حدث فبث جنوده في الآفاق و بعث تسعة منهم من اليمن إلى مكة فأتوا النبي فوجدوه و هو ببطن نخلة قائما يصلي و يتلو فأعقبهم و رقوا له و أسلموا فكان من قولهم ما قصه الله تعالى في هذه السورة. أقول في هذه القصة عبرة أن يكون رسل إبليس سعادتهم في طي شقاوتهم و سعادة الغلمان و الاتباع لشقاوة سلطانهم المطاع و إن الجن تطيع مع قوتها و كثير من بني آدم مع ضعفهم ماتوا على الكفر و الامتناع و إن إبليس مع قوة معرفته و حيلته اختار لطاعته من كان لمعصية فكيف يصلح الثقة باختيار من هو دونه في بصيرته‏

[فيما نذكره من كتاب قطرب‏]

فيما نذكره من كتاب قطرب في تفسير ما ذهب إليه الملحدون عن معرفته من معاني القرآن من نسخة عتيقة تاريخها سنة تسع و أربعمائة من رابع كراس من رابع قائمة من الوجهة الثانية بلفظه و من سأل عن قوله‏ وَ لَقَدْ خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ‏ فكيف جاز أن يقول‏ وَ لَقَدْ خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ‏ قبل خلقهم و تصويرهم و ثم إنما يصير الثاني بعد الأول إذا قلت أكلت رطبة ثم ثمرة كانت الثمرة المأكولة آخرا فيما يجاز ذلك قلنا جوازه على شيئين أحدهما خلقناكم خلقنا أباكم آدم لأنه أصلهم الذي منه كانوا فيكون خلقه آدم هو خلقه لولده كما يقول فضحناكم و قتلناكم و هزمناكم يوم‏

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 271

ذي قار و يوم حيلة و يوم النسار و يوم الجفار و يوم كذا و يوم كذا و أنت لم تدرك ذلك اليوم كأنك قلت قتلت آباؤنا آباءكم و سادتكم فكان ذلك قتلا لهم و إهلاكا فهذا وجه حسن و الوجه الثاني أن يكون في معنى الواو كما جاز هذا في الفاء أن يكون قالوا و هي أختها و قد سمعنا ذمهم في بيت شعر قالت-

سمعت ربيعة من خيرها أبا

ثم أما فقالت له المراد أبا و أما

و أما الفاء فقول إمرئ القيس‏

قفا نبك من ذكرى حبيب و منزل‏

بسقط اللوى بين الدخول فحومل‏

كأنه يريد بين الدخول و بين حومل و لو لا ذلك لفسد المعنى لأنه لم يرد أن سيرة بين الدخول أولا ثم بين حومل. و قول الله في‏ وَ ما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ فإنه قال و كان من الذين آمنوا الآن ثم هاهنا لا يسهل معناه على البعيد أن يقول فك رقبة كذا و كذا قبل أن يكون من الذين آمنوا لأنه قال و كان من الذين آمنوا مع هذا فجمعهما و يكون على‏ ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ قالوا و لا يوجب أن يكون آخر بعد الأول و لكن أنت بالخيار في ذلك إذا قلت ركبت فرسا أو حمارا جاز أن المبدوء به في اللفظ الآخر و يجوز أن يكون أولا و كذلك قوله‏ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ‏ . يقول علي بن موسى بن طاوس ما المانع أن يكون معنى قوله تعالى- وَ لَقَدْ خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ‏ أن تكون إشارة بهذا الخلق و التصوير إلى ما خلقه في اللوح المحفوظ من صورة خلقهم و تصويرهم و كان السجود لآدم بعده بأوقات يحتمل اللفظ ثم التي معناها المهملة فإن قيل لو كان كذلك كان الخلق و التصوير في اللوح المحفوظ معا فلا يحتمل بينهما ثم يقال بل الخلق المفردة في كتابتها في اللوح المحفوظ قبل التصوير و يحتمل أن يكون بينهما بمهملة و أما قول قطرب‏

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 272

في الآية الأخرى- ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ فربما لا يكون هذه الآية محتاجة إلى تأويلها بالمجاز لأن الله تعالى وصف الذي يفك الرقبة و يطعم اليتيم و المسكين بأنهم بعد الإيمان المتقدم- تَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَ تَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ و هذه الوصايا منهم يمكن أن يقع بعد الإيمان السابق و بعد العتق و الإطعام و لا يحتاج إلى تقديرها بالواو و أما قول قطرب عن الآية الثالثة- اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ‏ فلا يحتاج أيضا إلى تقدير المجاز الذي ذكره لأن مفهوم الاستغفار السؤال لله تعالى في طلب المغفرة و التوبة مفهومها الندم على ما فات و العزم على ترك العود في عرف الشارع فأين هذا من ذلك بل يحتمل أن يراد منهم السؤال للمغفرة أولا ثم التوبة ثانيا و لا يحتاج إلى تأويله بالمجاز

[فيما نذكره من تأويل آيات تعلق بها أهل الضلال للاسترآبادي‏]

فيما نذكره من كتاب تصنيف عبد الرشيد بن الحسين بن محمد الأسترآبادي في تأويل آيات تعلق بها أهل الضلال قد سقط أوله من الكراس السابع عشر من الوجهة الثانية من القائمة السابعة فيما نذكر معناه و بعض لفظه و مما تعلقوا به قوله تعالى- وَ إِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَ الْفُرْقانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ‏ فقالوا كيف يكون و الفرقان هو القرآن و لم يؤت موسى القرآن و إنما اختص به محمد قال الأسترآبادي فيها وجوه منها أن يكون المراد بالفرقان الكتاب و إذا اختلف اللفظ جاز العطف كما يقال النأي و البعد و هما واحد و منها أن يراد بالفرقان فرق البحر بينه و بين فرعون و كلما كان فرقانا و منها أن يكون آتينا موسى الإيمان و التصديق بكتابه و هو التوراة و بفرقان محمد أن يكون آتينا موسى الكتاب و محمدا الفرقان و أورد الأسترآبادي على كل وجه ما يقتضي جوازه. يقول علي بن موسى بن طاوس إن قول الله تعالى في آية أخرى- وَ لَقَدْ آتَيْنا مُوسى‏ وَ هارُونَ الْفُرْقانَ وَ ضِياءً فإنه يقتضي أن يكون الفرقان حقيقة عن التوراة و عما آتاهما و عن كل ما يسمى فرقانا و لا يحتاج إلى تأويله بالمجاز و ما كانت إشارة إلى القرآن‏

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 273

[فيما نذكره من مناقب النبي و الأئمة للاستراباآدي‏]

فيما نذكره من المجلد المذكور من مناقب النبي ص و الأئمة تأليف الأسترآبادي و منه آيات و اختار من الوجهة الأولة من ثاني قائمة من الكراس الرابع بلفظه-

و قد روى محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن الريان بن الصلت قال‏ حضر الرضا علي بن موسى عند المأمون بمرو و قد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء العراق و خراسان فقال الرضا أخبروني عن قول الله تعالى- يس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ‏ فمن عنى بقوله‏ يس‏ فقالت العلماء يس‏ محمد لم يشك فيه أحد قال أبو الحسن فإن الله تعالى أعطى محمدا و آل محمد من ذلك فضلا لا يبلغ أحد كنه وصفه إلا من عقله و ذلك أن الله تعالى لم يسلم على أحد إلا الأنبياء فقال تعالى‏ سَلامٌ عَلى‏ نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ‏ و قال‏ سَلامٌ عَلى‏ إِبْراهِيمَ‏ و قال‏ سَلامٌ عَلى‏ مُوسى‏ وَ هارُونَ‏ و لم يقل سلام على آل نوح و لم يقل سلام على آل إبراهيم و لم يقل سلام على آل موسى و هارون و قال سلام على آل يس بمعنى آل محمد ص‏

. أقول و إن يجب قوله‏ إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ‏ شهادة من الله بأن تسليمه جل جلاله عليهم جزاء حسناتهم و مكافأة على علو شأنهم فهو زيادة على إطلاق لفظ التسليم و إشارة إلى المراد بالتعظيم‏

[فيما نذكره من كتاب الوجيز للاهوازي‏]

فصل [في ذكر القراء الثمانية المشهورين‏]

فيما نذكره من كتاب الوجيز في شرح آراء القراء الثمانية المشهورين تأليف الحسن بن علي بن إبراهيم الأهوازي ذكر في الوجهة الأولة ما هذا لفظه عبد الله بن كثير المكي و نافع بن عبد الرحمن المدني و عبد الله بن عامر الشامي و أبو عمر بن العلاء البصري و عاصم بن أبي النجود الأسدي و حمزة بن حبيب الزيات السميلي و علي بن حمزة الكسائي و يعقوب بن إسحاق الحضرمي. أقول ثم ذكر من اختلافهم ما لا أؤثر الكشف عنه و أصون سمع من يقف على كتابي عنه‏

[فيما نذكره من الكتاب تأريج القرآن لابن الجراح‏]

فيما نذكره من الكتاب المنسوب إلى علي بن عيسى بن داود بن‏

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 274

الجراح و اسمه تأريج القرآن بالجيم المنقطة من تحتها نقطة واحدة و ذكر اثنين و ستين بابا في كل باب ما وقع له أنه يليق بها فذكر في الوجهة الأولة من القائمة الثانية من الكراس الرابع- يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَ عَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ اللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ‏ . أقول قال لي قائل هل رويت لأي حال كان من الحسنة الواحدة عشرا قلت ما على خاطري الآن ذلك و لكن إن كان يمكن أنه لما كان في صدر الإسلام قد كلف المؤمن أن يجاهد عشرة من الكفار اقتضى العدل و الفضل أن يكون عوض الحسنة عشرا فلما نسخ الله جل جلاله ما له تعالى من التكليف أبقى جل جلاله من التضعيف و التشريف إن كان هذا التأويل. أقول و انظر إلى أن الآية الأولى فيها الواحدة لعشرة خالية من لفظ تقوية قلوبهم بقوله‏ بِإِذْنِ اللَّهِ‏ و الآية التي خفف عنهم ذكر فيها بِإِذْنِ اللَّهِ‏ و أن الله جل جلاله مع الصابرين و جعل علة ذلك ما علم فيهم من الضعف و لعل تأويل هذا أنهم لما كانوا في بداية الإسلام قليلين كان ملوك الدنيا يستضعفونهم أن يقصدوهم بالمحاربة و كان أعدادهم أضعافهم و لما شاع الإسلام قوي أصحابه و صار أعدادهم أضعافهم من قبل فاحتاجوا إلى ترغيب و ضمان النصرة لهم و أراهم أنني خففت عن كثرة العدد لأرينكم أنني أنا القيم بنصرة رسولي و ديني فيطيب قلوبهم كما قال موسى لبني إسرائيل لما قالوا إِنَّا لَمُدْرَكُونَ‏ فقال‏ كَلَّا إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ‏ فسكنت القلوب و فرجت الكروب‏

[فيما نذكره من إعراب القرآن لابن السري الزجاج‏]

صفحه بعد