کتابخانه روایات شیعه
ثُمَّ قَالَ الصَّادِقُ ع رَحِمَ اللَّهُ شِيعَتَنَا شِيعَتُنَا هُمْ وَ اللَّهِ الْمُؤْمِنُونَ فَقَدْ وَ اللَّهِ شَرَكُونَا فِي الْمُصِيبَةِ بِطُولِ الْحُزْنِ وَ الْحَسْرَةِ.
وَ عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَاءَتْ فَاطِمَةُ ع فِي لُمَةٍ مِنْ نِسَائِهَا فَيُقَالُ لَهَا ادْخُلِي الْجَنَّةَ فَتَقُولُ لَا أَدْخُلُ حَتَّى أَعْلَمَ مَا صُنِعَ بِوَلَدِي مِنْ بَعْدِي فَيُقَالُ لَهَا انْظُرِي فِي قَلْبِ الْقِيَامَةِ فَتَنْظُرُ إِلَى الْحُسَيْنِ ع قَائِماً لَيْسَ عَلَيْهِ رَأْسٌ فَتَصْرُخُ صَرْخَةً فَأَصْرُخُ لِصُرَاخِهَا وَ تَصْرُخُ الْمَلَائِكَةُ لِصُرَاخِهَا- وَ فِي رِوَايَةٍ- وَ تُنَادِي وَا وَلَدَاهْ وَا ثَمَرَةَ فُؤَادَاهْ قَالَ فَيَغْضَبُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهَا عِنْدَ ذَلِكَ فَيَأْمُرُ نَاراً يُقَالُ لَهَا هَبْ هَبْ قَدْ أُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ عَامٍ حَتَّى اسْوَدَّتْ-
لَا يَدْخُلُهَا رَوْحٌ أَبَداً وَ لَا يَخْرُجُ مِنْهَا غَمٌّ أَبَداً فَيُقَالُ الْتَقِطِي قَتَلَةَ الْحُسَيْنِ فَتَلْقُطُهُمْ فَإِذَا صَارُوا فِي حَوْصَلَتِهَا صَهَلَتْ وَ صَهَلُوا بِهَا وَ شَهَقَتْ وَ شَهَقُوا بِهَا وَ زَفَرَتْ وَ زَفَرُوا بِهَا فَيَنْطِقُونَ بِأَلْسِنَةٍ ذَلْقَةٍ نَاطِقَةٍ يَا رَبَّنَا بِمَ أَوْجَبْتَ لَنَا النَّارَ قَبْلَ عَبَدَةِ الْأَوْثَانِ فَيَأْتِيهِمُ الْجَوَابُ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنَّ مَنْ عَلِمَ لَيْسَ كَمَنْ لَا يَعْلَمُ رَوَى هَذَيْنِ الْخَبَرَيْنِ ابْنُ بَابَوَيْهِ فِي كِتَابِ عِقَابِ الْأَعْمَالِ .
وَ رَأَيْتُ فِي الْمُجَلَّدِ الثَّلَاثِينَ مِنْ تَذْيِيلِ شَيْخِ الْمُحَدِّثِينَ بِبَغْدَادَ مُحَمَّدِ بْنِ النَّجَّارِ فِي تَرْجَمَةِ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَبِي الْعَبَّاسِ الْأَزْدِيِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ طَلْحَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ إِنَّ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ سَأَلَ رَبَّهُ قَالَ يَا رَبِّ إِنَّ أَخِي هَارُونَ مَاتَ
فَاغْفِرْ لَهُ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ يَا مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ لَوْ سَأَلْتَنِي فِي الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ لَأَجَبْتُكَ مَا خَلَا قَاتِلَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ص.
المسلك الثالث في الأمور المتأخرة عن قتله صلوات الله عليه
و هي تمام ما أشرنا إليه
قَالَ: ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ بَعَثَ بِرَأْسِ الْحُسَيْنِ ع فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ وَ هُوَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ مَعَ خَوَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ الْأَصْبَحِيِّ وَ حُمَيْدِ بْنِ مُسْلِمٍ الْأَزْدِيِّ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ وَ أَمَرَ بِرُءُوسِ الْبَاقِينَ مِنْ أَصْحَابِهِ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ فَنُظِّفَتْ وَ سُرِّحَ بِهَا مَعَ شِمْرِ بْنِ ذِي الْجَوْشَنِ لَعَنَهُ اللَّهُ وَ قَيْسِ بْنِ الْأَشْعَثِ وَ عَمْرِو بْنِ الْحَجَّاجِ فَأَقْبَلُوا حَتَّى قَدِمُوا بِهَا إِلَى الْكُوفَةِ وَ أَقَامَ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ وَ الْيَوْمَ الثَّانِيَ إِلَى زَوَالِ الشَّمْسِ ثُمَّ رَحَلَ بِمَنْ تَخَلَّفَ مِنْ عِيَالِ الْحُسَيْنِ ع وَ
حَمَلَ نِسَاءَهُ ص عَلَى أَحْلَاسِ أَقْتَابِ الْجِمَالِ بِغَيْرِ وِطَاءٍ مُكَشَّفَاتِ الْوُجُوهِ بَيْنَ الْأَعْدَاءِ وَ هُنَّ وَدَائِعُ الْأَنْبِيَاءِ وَ سَاقُوهُنَّ كَمَا يُسَاقُ سَبْيُ التُّرْكِ وَ الرُّومِ فِي أَشَدِّ الْمَصَائِبِ وَ الْهُمُومِ وَ لِلَّهِ دَرُّ قَائِلِهِ:
يُصَلَّى عَلَى الْمَبْعُوثِ مِنْ آلِ هَاشِمٍ
وَ يُغْزَى بَنُوهُ إِنَّ ذَا لَعَجِيبٌ .
وَ قَالَ آخَرُ:
أَ تَرْجُو أُمَّةٌ قَتَلَتْ حُسَيْناً
شَفَاعَةَ جَدِّهِ يَوْمَ الْحِسَابِ .
وَ رُوِيَ أَنَّ رُءُوسَ أَصْحَابِ الْحُسَيْنِ ع كَانَتْ ثَمَانِيَةً وَ سَبْعِينَ رَأْساً فَاقْتَسَمَتْهَا الْقَبَائِلُ لِتَقْرُبَ بِذَلِكَ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ وَ إِلَى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ
لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَجَاءَتْ كِنْدَةُ بِثَلَاثَةَ عَشَرَ رَأْساً وَ صَاحِبُهُمْ قَيْسُ بْنُ الْأَشْعَثِ وَ جَاءَتْ هَوَازِنُ بِاثْنَيْ عَشَرَ رَأْساً وَ صَاحِبُهُمْ شِمْرُ بْنُ ذِي الْجَوْشَنِ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَ جَاءَتْ تَمِيمٌ بِسَبْعَةَ عَشَرَ رَأْساً وَ جَاءَتْ بَنُو أَسَدٍ بِسِتَّةَ عَشَرَ رَأْساً وَ جَاءَتْ مَذْحِجُ بِسَبْعَةِ رُءُوسٍ وَ جَاءَ بَاقِي النَّاسِ بِثَلَاثَةَ عَشَرَ رَأْساً.
قَالَ الرَّاوِي:
وَ لَمَّا انْفَصَلَ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ لَعَنَهُ اللَّهُ عَنْ كَرْبَلَاءَ خَرَجَ قَوْمٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ فَصَلَّوْا عَلَى تِلْكَ الْجُثَثِ الطَّوَاهِرِ الْمُرَمَّلَةِ بِالدِّمَاءِ وَ دَفَنُوهَا عَلَى مَا هِيَ الْآنَ عَلَيْهِ وَ سَارَ ابْنُ سَعْدٍ بِالسَّبْيِ الْمُشَارِ إِلَيْهِ فَلَمَّا قَارَبُوا الْكُوفَةَ اجْتَمَعَ أَهْلُهَا لِلنَّظَرِ إِلَيْهِنَّ.
قَالَ الرَّاوِي:
فَأَشْرَفَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْكُوفِيَّاتِ فَقَالَتْ مِنْ أَيِّ الْأُسَارَى أَنْتُنَّ فَقُلْنَ نَحْنُ أُسَارَى آلِ مُحَمَّدٍ ص فَنَزَلَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ سَطْحِهَا فَجَمَعَتْ
لَهُنَّ مُلَاءً وَ أُزُراً وَ مَقَانِعَ وَ أَعْطَتْهُنَّ فَتَغَطَّيْنَ.
قَالَ الرَّاوِي:
وَ كَانَ مَعَ النِّسَاءِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع قَدْ نَهَكَتْهُ الْعِلَّةُ وَ الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُثَنَّى وَ كَانَ قَدْ وَاسَى عَمَّهُ وَ إِمَامَهُ فِي الصَّبْرِ عَلَى ضَرْبِ السُّيُوفِ وَ طَعْنِ الرِّمَاحِ وَ إِنَّمَا ارْتُثَّ وَ قَدْ أُثْخِنَ بِالْجِرَاحِ.