کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

كشف المحجة لثمرة المهجة

الإهداء مقدمة التحقيق‏ الفصل الأوّل: حول الكتاب‏ اسمه‏ ماهيّته‏ مكان تأليف الكتاب‏ عمره حين ألّفه‏ تلخيص الكتاب‏ الفصل الثاني: حول المؤلّف‏ [وقفة قصيرة] اسمه و نسبه‏ اسرته‏ والده‏ والدته‏ اخوته‏ زوجته‏ أولاده‏ ولادته و نشأته‏ اساتذته و شيوخه‏ تلامذته و الراوون عنه‏ اطراء العلماء له‏ مؤلفاته‏ وفاته و مدفنه‏ مصادر الترجمة النسخ الخطية المعتمدة في التحقيق‏ منهجية التحقيق‏ شكر و تقدير [مقدمة المؤلف‏] [فوائد الأصول في بيان هذه الأصول‏] [الفصل الأوّل في بيانه لشرف نسبه و عدم معارضة ذلك لآية التقوى‏] [الفصل الثّاني في تضمن الكتب لوجوب تعداد النعم بطهارة الأصول‏] [الفصل الثالث في بيان عدم معارضة ذكر شرف النسب مع المنع من تزكية النفس‏] [الفصل الرابع في تمني ذوي الشرف و النسب انتسابهم إلى النبي ص‏] [الفصل الخامس في بيان انتسابه إلى النبي ص‏] [الفصل السادس في بيان أن ولادته كانت في دولة الإسلام‏] [الفصل السابع في بيان أن ولادته كانت بين آباء ظافرين و في بلد أهله من الفرقة الناجية] [الفصل الثامن في بيان أن معرفته لله تعالى كانت بالإلهام‏] [الفصل التاسع في بيان سنة ولادته و ولادة ولديه محمد و علي و سنة تأليفه هذا الكتاب‏] [الفصل العاشر في بيان وصية الأنبياء و الأئمة ع و العلماء بعدة وصايا لأولادهم‏] [الفصل الحادي عشر في بيان سبب اختصاص هذا الكتاب بولده محمد] [الفصل الثاني عشر في تفصيل الله الذكور على الإناث في الإرث‏] [الفصل الثالث عشر في تسميته هذا الكتاب بعدة أسماء] [الفصل الرابع عشر في بيانه سبب الاختصار في هذا الكتاب على المواهب العقلية] [الفصل الخامس عشر في بيان طرق معرفة الله‏] [الفصل السادس عشر في بيان حثه على النظر في نهج البلاغة و كتاب المفضل بن عمر و الإهليلجة] [الفصل‏السابع عشر في بيان تحذيره من متابعة المعتزلة في طريق معرفة الله تعالى‏] [الفصل الثامن عشر في بيان أن معرفة الله تعالى محكومة بحصولها للإنسان‏] [الفصل التاسع عشر في تتميم بيان أن معرفة الله تعالى محكومة بحصولها للإنسان‏] [الفصل العشرون في ذمه للمشتغلين بعلم الكلام‏] [الفصل الحادي و العشرون في كون معرفة الله تعالى بالوفادة عليه‏] [الفصل الثاني و العشرون في تجويزه النظر في الجواهر و الأجسام و الأعراض‏] [الفصل الثالث و العشرون في مناظرته مع أحد المتكلمين و إثباته أن معرفة الله بحسب ما يعلم به و يقدر عليه المكلف‏] [الفصل الرابع و العشرون في وجوب تعريف المبتدئ المولود على الفطرة و ما يقوي عنده ما في فطرته‏] [الفصل الخامس و العشرون في بيان غضب الله تعالى على من قطع رجاءه به‏] [الفصل السادس و العشرون في بيان معرفته بعلم الكلام و قراءته لكتبه‏] [الفصل السابع و العشرون في ذكره لعدة روايات من كتاب عبد الله الأنصاري ذامة للمتكلمين‏] [الفصل الثامن و العشرون متكلموا هذه العصابة من شرارهم‏] [الفصل التاسع و العشرون في تأويل المراد من كلام الإمام الصادق‏] [الفصل الثلاثون جمع الراوندي لخمس و تسعين مسألة كلامية اختلف فيها المفيد و المرتضى‏] [الفصل الحادي و الثلاثون: ذمّه الطريقة التي يتبعها المعتزلة في معرفة تعالى.] [الفصل الثاني و الثلاثون: ضلالة كلّ من عدل في التعريف عن الأمرا لمكشوف الى الأمر الخفيّ اللطيف.] [الفصل الثالث و الثلاثون: احتياج الإنسان الى معرفة ثبوت تماثل الأجسام‏] [الفصل الرابع و الثلاثون: مخالفة شيوخ المعتزلة للطريق السهل المعروف في اثبات الخالق‏] [الفصل الخامس و الثلاثون: بيان الطريق الذي يتبعه المعتزلة في معرفة اللّه‏] [الفصل السادس و الثلاثون: وجوب تعليم المسترشدين ما يقوي عندهم الفطرة الأولية بالتنبيهات العقلية و القرآنية] [الفصل السابع و الثلاثون: وجوب تعليم المسترشدين سبل معرفة النبوة و الإمامة] [الفصل الثامن و الثلاثون: عدم منعه من النظر في معرفة اللّه تعالى‏] [الفصل التاسع و الثلاثون: شهادة العقول المستقيمة و القلوب السليمة بلابدية استناد الممكنات و الوجودات الى فاعل لها] [الفصل الأربعون: عدم مناسبة وجود اللّه تعالى و صفاته لوجودنا و صفاتنا] [الفصل الحادي و الأربعون: ردّه القائلين بأن الموجودات صدرت عن علّة موجبة] [الفصل الثاني و الأربعون: دلالة اختلاف الناس في ألوانهم و أشكالهم و أصواتهم على أن خالقهم مختار قادر] [الفصل الثالث و الأربعون: دلالة اختلاف الناس في ألوانهم و أشكالهم و أصواتهم على أن خالقهم مختار قادر] [الفصل الرابع و الأربعون: توصيته بالتزام الصوم و التذلل لله تعالى عند طروء شبهة] [الفصل الخامس و الأربعون: هداية لأهل الكهف و سحرة فرعون و امرأته و مريم بنت عمران و ام موسى‏] [الفصل السادس و الأربعون: اعتبار التكليف بمعرفة و رسوله و أئمته (ع) من المنن و الاحسان‏] [الفصل السابع و الأربعون: أهلية المكلفين لإنزال الكتب السماوية عليهم و إبعاث الأنبياء لهم‏] [الفصل الثامن و الأربعون: اعتبار يوم بلوغ المكلف من أعظم الأعياد و أشرف الأوقات‏] [الفصل التاسع و الأربعون: أهلية اللّه تعالى للعبادة] [الفصل الخمسون: عدم احتياج معرفة النبي محمد (ص) و رسالته الى كثير أدلة] [الفصل الحادي و الخمسون: عدم قدرة العقول بذاتها على كشف مراد الله منها على التفصيل‏] [الفصل الثاني و الخمسون: ذكر دلالات على نبوّة النبيّ محمد (ص)] [الفصل الثالث و الخمسون: الاعتماد على أخبار المعصومين في معرفة معجزات النبيّ (ص)] [الفصل الرابع و الخمسون: الحثّ على قراءة تفسير الإمام الهادي (ع) و تفسير الإمام العسكري (ع) و توقيعات الحجّة (ع)، و غيرها] [الفصل الخامس و الخمسون: سهولة معرفة الأئمّة (ع)] [الفصل السادس و الخمسون: دلالة العقل على وجود الأئمّة (ع)] [الفصل السابع و الخمسون: دلالة أكملية و أتمية نبوّة النبي محمد (ص) على وجود الأئمّة (ع)] [الفصل الثامن و الخمسون: دلالة تنصيب النبي (ص) نائبا عنه في المدينة المنورة عند خروجه في غزواته، على تنصيبه (ص) نائبا عاما بعد وفاته‏] [الفصل التاسع و الخمسون: دلالات تنصيب النبي (ص) عليه ع‏] [دلالة تنصيب النبي (ص) قائدا على كل جيش يبعثه على تنصيبه ع نائبا عاما بعد وفاته‏] [دلالة آيات كثيرة على خلافة الإمام علي (ع)] [تأكيد النبيّ (ص) على الوصية] [الاستدلال بقوله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم ...) على خلافة الإمام علي (ع)] [بيانه لأدلة كثيرة على خلافة الإمام علي (ع)] [الفصل الستون: ردّه للاستدلال بحديث السقيفة على عدم خلافة الإمام علي (ع)] [الفصل الحادي و الستون: استشكاله على المجتمعين في السقيفة بعدم اجتماعهم في المسجد النبويّ‏] [الفصل الثاني و الستون: دلالة قوله (ص): «الأئمّة من قريش» على خلافة الإمام علي و أولاده (ع)] [الفصل الثالث و الستون: اجتماع أهل المدينة على كون عثمان حلال الدم، ثم تكذيبهم لهذا الإجماع و مطالبتهم بدمه‏] [الفصل الرابع و الستون: تأييد المسلمين لبني أميّة و تركهم لزين العابدين (ع)] [الفصل الخامس و الستون: اعابة الامة للإمام الحسن (ع) صلحه مع معاوية، و تركها للإمام الحسين (ع) عند نهضته‏] [الفصل السادس و الستون: مناقشة مع أحد المخالفين حول ما جرى في السقيفة] [الفصل السابع و الستون: مناقشة اخرى مع أحد المخالفين حول السقيفة] [الفصل الثامن و الستون. حسد المنحرفين و غير المتدينين لأهل الصلاح و السداد] [الفصل التاسع و الستون: عمى المخالفين للنص على الإمام علي (ع)] [الفصل السبعون: مخالفة الأصحاب للنبيّ (ص) في نصّه على الإمام علي (ع) و تركه (ص) في حنين و احد، و خذله في خيبر] [الفصل الحادي و السبعون: عدم حفظ الصحابة لألفاظ الأذان و اختلافهم فيه‏] [الفصل الثاني و السبعون: بيان عدد الأنبياء، و عدم بعثهم بعبادة الأصنام‏] [الفصل الثالث و السبعون: مخالفة الصحابة للإمام علي (ع) ناشئة من امور دنيوية] [الفصل الرابع و السبعون: معرفة الأئمّة عليهم السلام‏] [الفصل الخامس و السبعون: دلالة قوله (ص): «لا يزال الإسلام عزيزا ما وليهم اثنا عشر خليقة كلّهم من قريش» على امامة الأئمّة الإثني عشر (ع)] [الفصل السادس و السبعون: حديث الثقلين‏] [الفصل السابع و السبعون: غيبة الإمام المهدي (عج)] [الفصل الثامن و السبعون: توصيته لولده محمد بالاعتقاد بغيبة المهدي (عج)] [الفصل التاسع و السبعون: مناقشته مع بعض المخالفين لتعرّض الشيعة لبعض الصحابة، و القول بالرجعة، و القول بالمتعة، و غيبة المهدي (عج)] [الفصل الثمانون: رديه للقائلين بتفضيل الخلفاء على الإمام علي (ع) بسبب فتحهم لبعض البلدان‏] [الفصل الحادي و الثمانون: فتح البلدان بعد النبي (ص) كان بتأييده تعالى و وعده ذلك‏] [الفصل الثاني و الثمانون: عدم كون الخلفاء الذين تقدموا على الإمام علي (ع) من أهل الجهاد] [الفصل الثالث و الثمانون: عزل النبيّ (ص) لأبى بكر و عمر في غزوة بدر الكبرى‏] [الفصل الرابع و الثمانون: تولية اسامة بن زيد على أبي بكر و عمر في السرية] [الفصل الخامس و الثمانون: دلالة عزل النبيّ (ص) لأبي بكر و عمر عن الجهاد في حياته، على عدم صلاحيتهما للخلافة بعده‏] [الفصل السادس و الثمانون: بيان سبب إسلام الخلفاء و تزويج النبيّ (ص) بناته لهم و زواجه منهم‏] [الفصل السابع و الثمانون: سبب تزويج النبيّ (ص) بناته للمخالفين‏] [الفصل الثامن و الثمانون: حديث القرطاس عند وفاة النبيّ (ص)] [الفصل التاسع و الثمانون: سبب قول عمر: انه ليهجر] [الفصل التسعون: سبب آخر لقول عمر: إنه ليهجر] [الفصل الحادي و التسعون: عودة أبي بكر و عمر من جيش اسامة] [الفصل الثاني و التسعون: ما سببية السقيفة من الردة و الاضلال‏] [الفصل الثالث و التسعون: شرح الإمام علي (ع) لحاله مع الأعداء] [الفصل الرابع و التسعون: قدم العداء بين الإمام علي (ع) و الذين تقدموا عليه‏] [الفصل الخامس و التسعون: عدم احتياج الإمام علي (ع) الى نصّ على رئاسته و خلافته‏] [الفصل السادس و التسعون: جهل أعداء الإمام علي (ع) بالبلاغة و الأدب و الحكمة و غيرها من العلوم‏] [الفصل السابع و التسعون: ضلال أكثر الناس عن الحقّ في الصور السابقة] [الفصل الثامن و التسعون: مناقشته مع أحد المستنصرية في الإمامة] [الفصل التاسع و التسعون: مناقشته مع أحد الحنابلة في‏الإمامة] [الفصل المائة: مناقشة اخرى له مع أحد الحنابلة في الإمامة] [الفصل الحادي و المائة: مناقشته مع أحد الزيدية في الإمامة] [الفصل الثاني و المائة: مناقشة اخرى له مع أحد الزيدية في الإمامة] [الفصل الثالث و المائة: وصيّته لولده بحفظ تاريخ تكلّفه و الاحتفال به في كلّ سنة، و انه أحضر بنته شرف الأشراف قبل بلوغها بقليل و شرح لها ما يجب أن تفعله عند تكلّفها] [الفصل الرابع و المائة: عزمه على التصدّق بمائة و خمسين دينارا عند بلوغ ولده‏] [الفصل الخامس و المائة: ما ينبغي فعله عند البلوغ‏] [الفصل السادس و المائة: ما يجب تذكره عند البلوغ‏] [الفصل السابع و المائة: وصيّته لولده بأن يتذكر كيفية انتقاله من آدم‏] [الفصل الثامن و المائة: وصيّته لولده بعدم ايثار أحد على اللّه تعالى‏] [الفصل التاسع و المائة: تكوّن الإنسان من جواهر و أعراض‏] [الفصل العاشر و المائة: اشفاق اللّه تعالى على الإنسان بعدم خلقه من مارج من نار] [الفصل الحادي عشر و المائة: أهليّة الإنسان لئن يبعث له رسلا من الملائكة] [الفصل الثاني عشر و المائة: تأكيده على الإخلاص في الطاعة و التوكّل على اللّه تعالى‏] [الفصل الثالث عشر و المائة: بعض مصاديق لطف اللّه تعالى بعبده‏] [الفصل الرابع عشر و المائة: مصاديق اخرى للطف اللّه تعالى بعبده‏] [الفصل الخامس عشر و المائة: مصاديق اخرى للطف اللّه تعالى بعبده‏] [الفصل السادس عشر و المائة: عدم معاملة اللّه تعالى لعبده بعدله بل بإحسانه‏] [الفصل السابع عشر و المائة: مصاديق لطف اللّه تعالى بعبده‏] [الفصل الثامن عشر و المائة: الحثّ على الزواج‏] [الفصل التاسع عشر و المائة: توصيته لولده بعدم مخالطة الناس‏] [الفصل العشرون و المائة: ما يبتلى به المخالط للناس‏] [الفصل الحادي و العشرون و المائة: أصعب المخالطة هي مخالطة العصاة] [الفصل الثاني و العشرون و المائة: ذمّه للدخول على الملوك و مخالطتهم‏] [الفصل الثالث و العشرون و المائة: رفضه لزيارة و مخالطة بعض الملوك الذين طلبوا منه ذلك‏] [الفصل الرابع و العشرون و المائة: مخالطته للناس في داره فقط بعد استخارته للّه تعالى في ذلك‏] [الفصل الخامس و العشرون و المائه: ذكر أمور خاصة و عامة تتعلق بجدّه ورّام‏] [ذكر جدّه ورّام و بعض أحواله و كيفية شروعه في الدرس وبيانه معرفة الملوك و الرؤساء له‏] [رفضه للافتاء و تعليم الناس‏] [رفضه لأن يكون حاكما بين المتخاصمين‏] [الفصل السادس و العشرون و المائة: بيان زواجه و ما ترتب عليه هذا الزواج‏] [الفصل السابع و العشرون و المائة: طلب الخليفة المستنصر المؤلّف للفتوى، و اعتذاره عن ذلك‏] [الفصل الثامن و العشرون و المائة: نهيه لولده عن الدخول مع الملوك في أمورهم و هزلهم و دعوة الخليفة المستنصر المؤلف بأن يتولى نقابة الطالبيين، و رفضه ذلك‏] [الفصل التاسع و العشرون و المائة: طلب ابن الوزير القمي من المؤلّف أن يكون نديما له، و رفضه ذلك‏] [الفصل الثلاثون و المائة: اختيار الخليفة المستنصر المؤلّف لئن يكون رسولا للتتر، و رفضه ذلك.] [الفصل الحادي و الثلاثون و المائة: تحذيره ولده من أغراء الشيطان له‏] [الفصل الثاني و الثلاثون و المائة: تحذيره ولده من الدخول مع الولادة] [الفصل الثالث و الثلاثون و المائة: تفصيله الاصابة بالجنون أو البرص و الجذام على الدخول على الولاة] [الفصل الرابع و الثلاثون و المائة: بيان انتسابه إلى الإمام الحسين (ع)، و بيان انتقاله من الحلّة الى النجف ثم الى كربلاء، و عزمه على الاستيطان في سامراء] [الفصل الخامس و الثلاثون و المائة: توصيته ولده بذكر اللّه دوما] [الفصل السادس و الثلاثون و المائة: جوارح الإنسان بضائعه الى اللّه تعالى‏] [الفصل السابع و الثلاثون و المائة: حفظ اللّه تعالى لعبده في السفر] [الفصل الثامن و الثلاثون و المائة: ما يجب فعله عند النوم‏] [الفصل التاسع و الثلاثون و المائة: العبد و ما في يده ملك للّه تعالى‏] [الفصل الأربعون و المائة: عدم ترك الأنبياء ذهبا و فضة لأبنائهم‏] [الفصل الحادي و الأربعون و المائة: اعتقاد البعض فقر النبيّ (ص) و الإمام علي (ع)، و ردّه لهذا الاعتقاد] [الفصل الثاني و الأربعون و المائة: إخباره بفطام ولده دون تكلّف و وصيته بتعليم الخط] [الفصل الثالث و الأربعون و المائة: وصيته بتعلم الفقه و قراءة كتب الشيخ الطوسي الفقهية و بيان ابتداء دراسته للعلوم الإسلامية] [الفصل الرابع و الأربعون و المائة: ذكره للصلاة] [الفصل الخامس و الأربعون و المائة: ذكره للزكاة] [الفصل السادس و الأربعون و المائة: ذكره للصيام‏] [الفصل السابع و الأربعون و المائة: ذكره للحجّ‏] [الفصل الثامن و الأربعون و المائة: ذكره للجهاد] [الفصل التاسع و الأربعون و المائة: احتلال التتر لبغداد، و سعي المؤلّف للصلح بين المسلمين و التتر] [الفصل بيان بعض الأمور المتعلقة بالإمام المهدي ع و طرح بعض الشبهات في غيبته‏] [الفصل الحادي و الخمسون و المائة في انتظار فرج الإمام المهدي ع‏] [الفصل الثاني و الخمسون و المائة في القول بالرجعة و الشوق إلى رؤية الإمام المهدي ع‏] [الفصل الثالث و الخمسون و المائة: وصيّته ولده ببعض الوصايا الأخلاقية و اعتراف أبناء الحسن (ع) بأن المهدي (عج) ليس من ذرية الإمام الحسن (ع)] [الفصل الرابع و الخمسون و المائة: وصية الإمام علي (ع) لولده الإمام الحسن (ع)] [الفصل الخامس و الخمسون و المائة: رسالة الإمام علي (ع) إلى شيعته و من يعزّ عليه‏] [الفصل السادس و الخمسون و المائة: رسالة الإمام علي (ع) بعض أكابر أصحابه، و التي يذكر فيها أن الأئمّة (ع) من ذريته‏] [الفصل السابع و الخمسون و المائة: بيانه لإنتهاء الكتاب، و انه يسأل ولده يوم القيامة عنه‏] [الفصل الثامن و الخمسون و المائة: ذكره لعمره حين الانتهاء من تأليف هذا الكتاب، و انه مطابق لعمر الإمام علي (ع)] [الفصل التاسع و الخمسون و المائة: بيانه لمعنى قول الإمام علي (ع): «ما كان يلقى في روعي كذا و كذا ...»] فهارس الكتاب‏ (1) فهرس الآيات القرآنية (2) فهرس الأحاديث‏ (3) فهرس أسماء الأئمة عليهم السلام‏ (4) فهرس أسماء الأنبياء عليهم السلام‏ (5) فهرس الأعلام‏ (6) فهرس الأمكن و البقاع‏ (7) فهرس المذاهب و الأديان‏ (8) فهرس الأبيات الشعرية (9) فهرس أسماء الكتب الواردة في المتن‏ (10) مصادر التحقيق‏ فهرس الموضوعات‏

كشف المحجة لثمرة المهجة


صفحه قبل

كشف المحجة لثمرة المهجة، ص: 159

و لا يفوا بالعهد، و يمكن أن يحول بينك و بين الانتفاع بوعودهم لو أنجزوها حوائل و يشغلك عنها شواغل، فكيف رضى عقل العاقل و فضل الفاضل بترجيح وعد المملوك المعوّد بالجنايات و الخيانات و تضييع العهود و الأمانات، على وعد القادر بذاته، الكريم لذاته، الذي لا حائل بينه و بين سائر مقدوراته.

و اعلم أنك يا ولدي تبتلي مع مخالطتهم بأن يكون وعيدهم و تهديدهم أرجح من وعيد اللّه جلّ جلاله و تهديده و في ذلك مخاطرة مع اللّه جلّ جلاله، و استخفاف لأهوال وعيده.

و اعلم أنه يبتلي المخالط لهم بالانس بهم أكثر من انسه بمولاه و مالك دنياه و اخراه، و إنّما حصل الانس بمخالطتهم بوجود العبد و حياته و عافيته، و كل ذلك من رحمة مولاك و من نعمته، فكيف جاز تقديم الانس بسواه عليه، و العبد الذي بين يديه و سيده مطلع عليه.

و اعلم أن الانسان قد يبتلي أيضا بالمخالطة للعباد بحب مدحهم و كراهة ذمهم، و يشتغل بذلك عن حب مولاه و ذمه له، و عن حبه هو لمولاه، و عن الخوف من ذمه إذا عصاه.

و مما يبتلي به المخالط لهم أن اللّه عزّ و جل و رسوله صلّى اللّه عليه و آله و نوابه الطاهرين يريدون منه العدل مع الذين هم له مخالطون أو معاشرون أو مصاحبون، و أن يكون تقربه لهم و اقباله عليهم في قوله و احسانه إليهم على ما يعرف و يظهر له من قربهم من اللّه عزّ و جل و رسوله صلّى اللّه عليه و آله و خاصته، و على قدر رغبتهم في طاعة اللّه جلّ جلاله و مراقبته.

و مما يبتلي به المخالط لهم أنهم إذا كسروا حرمته بقول أو فعل من معاند، أو من يفعل ذلك به على جهل، أو يكون كما قدمناه غضبه بذلك لما جرى أكثر من مخالفة اللّه جلّ جلاله و رسوله صلّى اللّه عليه و آله قبل غضبه لنفسه، و يعدل في غضبه و رضاه عدلا يسلمه من خطر حسابه و سؤاله.

و مما يبتلي به في مخالطتهم أنه يراد منه ألا يشتغل بإقبالهم و ثنائهم عليه عن‏

كشف المحجة لثمرة المهجة، ص: 160

اقباله على اللّه عزّ و جل و اقبال اللّه جلّ جلاله عليه، و لا يعطيهم من قلبه إذا أحسنوا إليه أكثر، و لا مثل احسان اللّه جلّ جلاله إليه، بل يكون له شغل شاغل باحسان اللّه جلّ جلاله في العاجل و الآجل عن كل محسن مدة احسانه، فإنّه إن دام على ذلك فهو مقدار أوقات قلائل.

و مما يبتلي به في مخالطتهم ما قد صار عادة و سبيلا من الغيبة و النميمة، و الحسد و الكبر و الأخلاق الذميمة.

و لقد رأيت البلوى بمخالطتهم قد سرت إلى فساد العبادات، حتى صارت زيارة أكثر الإخوان متعلقة بنفع دنيوي، أو دفع خطر دنيوي، و يستبعد سلامتها من سقم النيّات.

و صارت عيادة المرضى على سبيل التوجّع و التألم للمريض، كأن اللّه جلّ جلاله قد ظلمه بالمرض، و كان حق العائد لأهل الأمراض أن يهنئهم بتلك الأمراض؛ لأنهم: إما مسيئون و يريد اللّه جلّ جلاله بمرضهم تكفير السيئات، أو ما هم من اهل الجنايات فيريد اللّه جل جلاله بامراضهم من ارتفاع الدرجات، ما لو اطلعوا عليه وجدوه قد شرّفهم بتلك الحادثات. و كان الحال عندهم مثل طبيب فصد انسانا وقت عافيته ليأمن بذلك من سقم أو نقص يتجدد بمهجته، أو لحفظ ما هو أهم على المفتصد من سعادته.

أما يرضى ابن آدم أنّه يوسّخ قلبه و عقله و لسان حاله بجنايات فعاله و مقاله، و يأتي اللّه جلّ جلاله على صفات غاسل من الأمراض لأقذاره و مطهّر الأرجاس بيد اقتداره؟! أقول: و لقد مرض يا ولدي بعض الولاة و ضجر من المرض حتى كاد يعارض مولاه، فقلت له مكاتبة ما معناه: أنت تعلم أنك في صف عدو اللّه جلّ جلاله المسمّى بالشيطان، ترمي جناب اللّه جلّ جلاله المقدّس بأحجار المنجنيق بالمعاصي مجاهرة بالإعلان، فإذا سقط من منجنيقك عند ضربك لعظمة مخالفته حجر لطيف غير قاتل لك، فضربك به ليكفّر عند ضربك لجلالته، فهل يكون‏

كشف المحجة لثمرة المهجة، ص: 161

احسانا و اكراما أو هوانا و انتقاما.

و لقد رأيت يا ولدي كثيرا من تشييع الجنائز و الصلوات على الأموات، و هو أعظم مقامات العظات التي كان ينبغي أن يشتغل العبد بأهوالها عن الدنيا و أهلها أو عن الغفلات، قد صار على سبيل المكافآت و التقرب إلى قلوب أوليائهم. فلو مات صالح على اليقين، و ليس له من الأحياء من يتقرب إليه بالصلاة عليه، لقل الراغبون في تشييع جنازته، و سقطت مراسم سلطان العالمين و أوامر سيد المرسلين.

و كذلك لو مات أحد ممن له أولياء يرجى نفعهم و كانوا حاضرين و إن لم يقدروا على ايذاء المشيّعين و المصلّين، رأيت توفير الاجتماع للصلوة عليه حتى ممن هو مستغن عن نفع أولياء المشيّع المسكين.

[الفصل الحادي و العشرون و المائة: أصعب المخالطة هي مخالطة العصاة]

(الفصل الحادي و العشرون و المائة) و اعلم يا ولدي محمد بارك اللّه جلّ جلاله في حياتك، و شرّف مقاماتك، أن أصعب المخالطات مخالطة العصاة، سواء كانوا ولاة أو غير ولاة، إذا لم تكن مخالطتهم للانكار عليه و بأمر اللّه جل جلاله لإهداء النصيحة المجردة إليهم، فإن اللّه جلّ جلاله يريد من الانسان إذا خالطهم لغير ما أمره به مولاه المطّلع على سره و نجواه، أن يكون على أقل المراتب قلبه معرضا عمن اللّه جلّ جلاله معرض عنه، و نافر ممن اللّه جلّ جلاله ماقت له أو ساخط عليه.

و هذا مقام صعب شديد، و إنه و اللّه بعيد، و خاصة إن كان الذي يخالطه واليا و هو محتاج إليه، و قد قضى حاجته أو أحسن إليه، فكيف يبقى له قلب مع اللّه جلّ جلاله يوافقه في اعراضه و إقباله، هيهات هيهات، بل يفسد الوالي على الذي يقضي حاجته من دينه، و مفارقة مولاه أكثر مما يصلح بقضاء ما قضاه و يغيّر كثيرا من حاله في اخراه.

و لقد كتب يوما إلىّ بعض الوزراء يطلب مني الزيارة و الورود عليه، فكتبت إليه جوابه: كيف بقي لي قدرة على مكاتبتك في حوائجي و حوائج الفقراء و أهل‏

كشف المحجة لثمرة المهجة، ص: 162

الضراء، و أنا مكلّف من اللّه جلّ جلاله و رسوله صلّى اللّه عليه و آله و الأئمّة عليهم السّلام، أن أكره بقاءك على ما أنت عليه حتى يصل كتابي إليك، و مكلّف أن اريد عزلك عن مقامك قبل وصول كتابي و قدومه عليك.

[الفصل الثاني و العشرون و المائة: ذمّه للدخول على الملوك و مخالطتهم‏]

(الفصل الثاني و العشرون و المائة) و لقد قال لي قائل من الفقهاء: فقد كانت الأئمّة عليهم السّلام يدخلون على الملوك و الخلفاء.

فقلت له ما معناه: إنّهم صلوات اللّه عليهم كانوا يدخلون و القلوب معرضة عمن دخلوا عليه، ساخطة عليه بقدر ما أراد اللّه جلّ جلاله من سخطه و اعراضه عنهم. قلت: فهل تجد من نفسك هكذا اذا قضوا لك حاجة أو قربوك، أو وقع احسان إليك منهم؟ قال: لا، و اعترف بتفاوت الحال، و أن دخول الضعفاء ما هو مثل دخول أهل الكمال.

[الفصل الثالث و العشرون و المائة: رفضه لزيارة و مخالطة بعض الملوك الذين طلبوا منه ذلك‏]

(الفصل الثالث و العشرون و المائة) و لقد كرر مراسلتي و مكاتبتي بعض ملوك الدنيا الكبار في أن أزوره في دار يتنافس في دخولها كثير من أهل الاغترار، فقلت له مراسلة: انظر المسكن الذي أنت ساكنه الآن، فإن وجدت فيه حائطا أو طابقة أو أرضا أو فراشا أو سترا أو شيئا من الآنية وضع للّه جلّ جلاله و في رضاه حتى أحضر، و أجلس عليه و أنظر إليه و يهون علي أن أراه.

و كتبت إليه غير مرة: إن الذي كان يحملني على لقاء الملوك في بداية الأعمار التعويل بالاستخارة، و قد رأيت الآن بما وهبني اللّه جلّ جلاله من الأنوار و الاطلاع على الأسرار أن الاستخارة في مثل هذه الأسباب بعيدة عن الصواب و خاطرة مع ربّ الأرباب.

و مما يبتلى به الإنسان في مخالطة الناس يا ولدي محمد أغناك اللّه جلّ جلاله‏

كشف المحجة لثمرة المهجة، ص: 163

عن مخالطتهم بالقوة الإلهية و الأنوار الربانيّة، تنظر بها خطر شواغلهم عن اللّه جلّ جلاله بمعاشرتهم، أنّه يقتضي التصنّع لهم في حركاته و سكناته و ملبوسه، و قيامه و جلوسه، و الاشتغال باقامة ناموسهم عن حرمة اللّه جلّ جلاله و عظيم ناموسه.

و لقد قال لي بعض العلماء المشكورين: لأي سبب تترك مجالستنا و محادثتنا و أنت تدعونا و تقرّبنا إلى ربّ العالمين.

فقلت له ما معناه: لأنني لو رأيت نفسي قوية كل أوان و زمان على أن اجالسكم و احدّثكم، و أنا مشغول في حال مجالستكم و محادثتكم بمجالسة اللّه جلّ جلاله و محادثته بقلبي و سريرتي، و أنكم في ضيافة اقبالي على حرمته بكليتي، كنت جالستكم و حدثتكم في كل وقت ممكن من الأوقات. و لكن أخاف أن احدّثكم أو اجالسكم و قلبي تارة ملآن منكم، و مفرغ من تذكاري انني بين يدي اللّه جل جلاله، فأعتقد ذلك كالكفر إذا عزلته عن ربوبيته و ولايته، و وليتكم و أنتم مماليكه عليه و على قلبي الذي هو موضع نظره و مسكن معرفته.

و إن جالستكم و حدّثتكم و قلبي تارة معكم و تارة معه، اعتقدت ذلك شركا و هلكا، حيث جعلت موقعكم من قلبي موقعه.

[الفصل الرابع و العشرون و المائة: مخالطته للناس في داره فقط بعد استخارته للّه تعالى في ذلك‏]

(الفصل الرابع و العشرون و المائة) و اعلم يا ولدي محمد مكّنك اللّه جلّ جلاله من مراده، و ألهمك الانقياد إليه و المنافسة عليه، أني عزمت على الانقطاع من كل شي‏ء يشغلني عن ربّ العالمين عن الخلائق أجمعين، و حضرت مشهد جدك أمير المؤمنين عليه السّلام، و استخرت اللّه جلّ جلاله في ذلك استخارة على اليقين، فاقتضت الاستخارة أنني لا أترك مخالطتهم في مسكني بالكلّية، فأنا اخالطهم إذا حضروا باللّه عزّ و جلّ في أوقات أرجو فيها سلامتي مع الجلالة الربانيّة، و إذا رأيت روحي مشغولا بهم أدنى اشتغال تركت محادثتهم في الحال.

كشف المحجة لثمرة المهجة، ص: 164

[الفصل الخامس و العشرون و المائه: ذكر أمور خاصة و عامة تتعلق بجدّه ورّام‏]

(الفصل الخامس و العشرون و المائة)

[ذكر جدّه ورّام و بعض أحواله و كيفية شروعه في الدرس وبيانه معرفة الملوك و الرؤساء له‏]

و اعلم يا ولدي محمّد صانك اللّه جلّ جلاله عن مواقف إعراضه عنك، و زانك بترادف خلع إقباله عليك و قبوله منك، أن من جملة ما بليت به بالمخالطة للناس معرفة الملوك بي و حبهم لي، حتى كاد أن يفسد عليّ سعادة الدنيا و الآخرة، و يحول بيني و بين مالكي صاحب النعم الباطنة و الظاهرة، و ما كنت تدركني إلّا و أنني لابس ثياب العار بطلب ولايات دار الاغترار، و قائدا لك إلى الهلاك و عذاب النّار، و ما خلّصني من خطر اقبال ملوك الدنيا و حبهم، و سلّمني من السموم القاتلة في قربهم إلّا اللّه جلّ جلاله على التحقيق.

فأنا عتيق ذلك المالك الرحيم الشفيق، و ذاك أن أول ما نشأت بين جدي ورام و والدي قدّس اللّه أرواحهم و كمّل فلاحهم، و كانوا دعاة إلى اللّه جلّ جلاله، و طالبين له جلّ جلاله، فألهمني اللّه جلّ جلاله سلوك سبيلهم و اتباع دليلهم، و كنت عزيزا عليهم، و ما أحوجني اللّه جلّ جلاله باحسانه إليّ و إليهم ما جرت عليه عادة الصبيان من تأديب لي منهم أو من استاذ بسبب من أسباب الهوان.

و تعلّمت الخط و العربية، و قرأت في علم الشريعة المحمّدية صلّى اللّه عليه و آله كما قدّمنا ذكره و قرأت كتبا في اصول الدين.

[رفضه للافتاء و تعليم الناس‏]

و أراد بعض شيوخي أنني أدرس و اعلّم الناس و أفتهم و أسلك سبيل الرؤساء المتقدّمين، فوجدت اللّه جلّ جلاله يقول في القرآن الشريف لجدك محمّد صلّى اللّه عليه و آله صاحب المقام المنيف: وَ لَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ‏ 231 .

أ فرأيت أن هذا تهديد من ربّ العالمين لأعز عليه من الأولين و الآخرين أن‏

كشف المحجة لثمرة المهجة، ص: 165

يقول عليه بعض الأقاويل، فكرهت و خفت من الدخول في الفتوى؛ حذرا أن يكون فيها تقوّل عليه، و طلب رئاسة لا أريد بها التقرب إليه فاعتزلت عن أوائل هذا الحال قبل التلبس بما فيها من الأهوال، و اشتغلت بما دلّني عليه العلم من العمل الصالح، و لم أكن عرفت و لا سمعت من أحد ما قد كتبت به إليك يا ولدي من الهدايات و فتح أبواب العنايات، لكن كان الأمر مبيّنا على ظاهر العبادة، و ايقاعها على مقتضي العادة.

[رفضه لأن يكون حاكما بين المتخاصمين‏]

ثم اجتمع عندي من اشار إلى أن أكون حاكما بين المختلفين على عادة الفقهاء و العلماء من السلف الماضين، و مصلحا لامور المتحاكمين.

فقلت لهم: إنني قد وجدت عقلي يريد صلاحي بالكليّة، و نفسي و هواي و الشيطان يريدون هلاكي بالاشتغال بالامور الدنيوية، و أنا قد دخلت بين عقلي و نفسي و الشيطان و هواي، على أن أحكم بينهم بمجرد العدل و يتّفقون كلّهم مع العقل، فلم يوافقوا على الدوام على صواب هذه الأحكام.

و قال لسان حال العقل: إنّه لا يجوّز أن يكون تبعا لهم على الهلاك و الجهل، و ما تهيأ في عمر طويل أن أحكم بين هذين الخصمين، أو اصالح بينهم مصالحة تقر بها العين، و تنقطع معهم المنازعات و المخالفات. فمن عرف من نفسه الضعف عن حكومة واحدة مدة من الأوقات، كيف يقدم على الدخول فيما لا يحصى من الحكومات؟! و قلت لهم: انظروا من اتفق عقله و نفسه و طبعه و هواه و قوى على الشيطان، و صار كلّهم يدا واحدة في طلب طاعة اللّه و رضاه، و تفرّغ من مهماته المتعيّنة عليه فتحاكموا عنده، فإنّه يكون قادرا بتلك القدرة على فصل الحكومات و المصالحات إذا حضر الخصومة بين يديه.

صفحه بعد