کتابخانه روایات شیعه
و كان- رحمه اللّه- صاحب مقامات و كرامات، و لم يزل على قدم الخير و الآداب و العبادات و التنزّه عن الدنيّات إلى أن توفي بكرة يوم الاثنين خامس ذي القعدة من سنة 664 ه.
أقوال العلماء فيه:
يقول تلميذه الجليل العلّامة الحلّي في إجازته الكبيرة عنه «و كان رضي الدين علي، صاحب كرامات حكى لي بعضها، و روى لي والدي عنه البعض الآخر».
و قال الحرّ العامليّ- صاحب الوسائل- عنه: «حاله في العلم و الفضل و الزهد و العبادة و الثقة و العفّة و الجلالة و الورع أشهر من أن يذكر، و كان أيضا شاعرا أديبا منشئا بليغا» 2 .
و هو «من أجلّاء هذه الطائفة و ثقاتها، جليل القدر عظيم المنزلة، كثير الحفظ نقي الكلام، حاله في العبادة و الزهد أشهر من أن يذكر، له كتب حسنة» 3 .
و هو- كما يقول كحالة- «فقيه محدث مؤرخ أديب مشارك في بعض العلوم و له تصانيف كثيرة» 4 .
و ذكر له مترجموه من التلامذة الذين أخذوا عنه و صاروا بعد ذلك من كبار العلماء: العلّامة الحلّي، و عليّ بن عيسى الإربلي، و ابن أخيه السيّد عبد الكريم.
و ذكروا من شيوخه العلامة محمّد بن نما.
مصنّفاته:
كان- رحمه اللّه- و لوعا بالتصنيف، مشغوفا بالتأليف، خلّف بعده كتبا
جليلة حفظت لنا جملة وافرة من أدعية المعصومين (عليهم السلام) بألفاظها البليغة و كان شديد الاعتناء بالكتب التي تصل بين العبد و بين اللّه تعالى لذا ترى عامة مؤلّفاته في العبادات و ما يجري مجراها من تهذيب النفس و تزكيتها، حتى نقل بعض أصحابنا أنّ السيّد المذكور مع كثرة تصانيفه لم يصنف في الفقه تورعا من الفتوى و خطرها و شدة ما ورد فيها 5 .
و من أهم مصنّفاته نذكر ما يلي:
1- الإقبال بصالح الأعمال.
2- جمال الأسبوع بكمال العمل المشروع.
3- الدروع الواقية من الأخطار فيما يعمل في كلّ شهر على التكرار.
4- محاسبة الملائكة الكرام آخر كل يوم من الذنوب و الآثام.
5- محاسبة النفس.
6- مهج الدعوات.
7- فلاح السائل و نجاح المسائل، في عمل اليوم و الليلة.
8- المجتبى من الدعاء المجتنى.
9- مصباح الزائر و جناح المسافر.
10- الطرائف في مذاهب الطوائف.
11- طرف من الأنباء و المناقب، في التصريح بالوصية و الخلافة لعلي بن أبي طالب (عليه السلام).
12- البهجة لثمرة المهجة، في الفرائض.
13- مسالك المحتاج الى مناسك الحاجّ.
14- اليقين باختصاص علي بإمرة المؤمنين.
15- فتح الأبواب بين ذوي الألباب و بين ربّ الأرباب في الاستخارات.
16- كشف المحجة لثمرة المهجة.
17- اللهوف على قتلى الطفوف.
18- الأمان من أخطار الأسفار و الأزمان- و هو كتابنا الماثل بين يديك- و له غير ذلك من التصانيف المفيدة.
***
مصادر الترجمة:
1- أمل الآمل 2: 205.
2- لؤلؤة البحرين: 235.
3- نقد الرجال: 244.
4- جامع الرواة 1: 603.
5- المقابس: 16.
6- روضات الجنّات 4: 325.
7- تنقيح المقال 2: 310.
8- مستدرك الوسائل 3: 467.
9- معجم رجال الحديث 12: 188.
10- الكنى و الألقاب 1: 327.
11- كشف الظنون 5: 710.
12- هدية العارفين.
13- الذريعة في عدة أماكن، و ذكر الأمان من الأخطار 2: 344.
14- معجم المؤلّفين 7: 348.
15- عمدة الطالب: 190.
16- بحار الأنوار 1: 13.
17- الأعلام 5: 26.
18- منتهى المقال: 225.
19- تعليقة الوحيد البهبهاني: 239.
20- طبقات أعلام الشيعة: المائة السابعة: 116.
21- أعيان الشيعة 8: 358.
***
النسخ المعتمدة في التحقيق:
1- النسخة المحفوظة في خزانة المكتبة المركزية لجامعة طهران برقم (1828)، و هي نسخة نفيسة، فرغ من كتابتها بخط النسخ حسين بن عمار البصري في يوم الأربعاء المصادف 14 ربيع الأوّل سنة 632 ه، أي في حياة المؤلّف، و يلاحظ على النسخة خطّ المصنّف، سقطت من النسخة الكراسة الأولى بما يعادل عشر صفحات تقريبا، و تقع النسخة في 133 ورقة، تحتوي كل ورقة على 17 سطرا بحجم 5/ 11* 5/ 17، و قد رمزنا لهذه النسخة ب «د».
انظر فهرس جامعة طهران ج 8 ص 426 رقم 1828.
2- النسخة المحفوظة في مكتبة آية اللّه العظمى المرعشيّ العامّة برقم (116)، كتبت بخط نسخي جميل، بعناوين بارزة، صفحاتها مؤطرة باللون الذهبي و الأسود و الأحمر و اللاجورد، و في أعلى الصفحة الأولى لوحة مزخرفة جميلة جدا، تظهر في حواشي بعض الصفحات كلمات لنسخة بدل (خ ل)، و يظهر في نهاية كل صفحة الكلمة الأولى من الصفحة التي تليها، بما يعرف ب «نظام التعليقة»، آياتها و أدعيتها مضبوطة بالشكل، و كتبت بالفارسية عناوين المطالب بحواشي الصفحات باللون الأحمر.
تقع النسخة في 126 ورقة، في كل ورقة خمسة عشر سطرا، بحجم 4/ 19* 12 سم، و قد رمزنا لهذه النسخة ب «ش».
انظر فهرس المكتبة المرعشية ج 1 ص 140 رقم 116.
3- النسخة المطبوعة حروفيا في النجف الأشرف، و لم نستفد منها إلّا في موارد نادرة، و قد رمزنا لها ب «ط».
***
منهجية التحقيق:
من البديهي جدا أن نعتمد النسخة المحفوظة في مكتبة جامعة طهران (د) أصلا أوليا للكتاب، باعتبار قدم النسخة، و كونها كتبت في حياة المؤلّف من جهة اخرى، حيث تمت معارضة النسخ الثلاث بعضها مع الآخر، و تثبيت اختلافاتها، قام بهذه المهمة الإخوة الأماجد: عبد الرضا كاظم و السيّد مظفر الرضوي و السيّد عبد الأمير الشرع.
و بعد ذلك بدأت مرحلة تخريج الأحاديث و النصوص الموجودة في الكتاب و عزوها إلى مصادرها الأولية مع مقابلة تلك النصوص مع المصادر، و تثبيت اختلافاتها، فسعينا جهد الإمكان، ألّا نترك رواية أو نصا إلّا و خرجناه، نستثني من ذلك ما واجهنا من المصادر المفقودة التي نقل عنها السيّد ابن طاوس ك «فضل الدعاء» لسعد بن عبد اللّه الأشعري، و «الدلائل» للحميري، و قد قام بهذه المهمة الإخوة الأماجد: عزيز الخفاف و جواد التوسلي.
و من ثمّ بدأت عملية تقويم نص الكتاب، و هي السعي لتثبيت نص الكتاب أقرب ما يكون لما تركه المؤلّف، و ذلك بالاستفادة من مقابلة النسخ الخطية، و اختلافات النصوص مع المصادر إن وجدت، يتبع ذلك تخريج الألفاظ الصعبة من المصادر اللغويّة، و ضبط أسماء الأمراض و الأدوية مع توضيح موجز لها، و قد قام بهذه المهمة: الأستاذ الفاضل المحقق أسد مولوي.
و بعد هذه المراحل بدأت عملية صياغة هوامش الكتاب، بالاستفادة من كل ما تقدم في المراحل الآنفة الذكر، و قد قام بهذه المهمة صاحب الفضيلة السيّد مصطفى الحيدري.
و يعقب كل هذه المراحل، الملاحظة النهائية، حيث تتم مراجعة الكتاب متنا و هامشا للتأكد من سلامتهما، و تكون هذه المرحلة بمثابة حلقة وصل بين اللجان المتفرقة للتثبت من سير العمل على وتيرة معينة و نسق واحد و كانت على كاهل الأخ الفاضل المحقق حامد الخفاف مسئول لجنة تحقيق مصادر بحار الأنوار.
و إيمانا منّا بما تذلله الفهرسة من مصاعب تواجه المحقق و الباحث لاستخراج أي مطلب يحتاجه من الكتاب، و هي- إن صح التعبير- عين المحقق، رتبنا مجموعة فهارس فنية، بعد دراسة مستوعبة لكل ما يمكن فهرسته من الكتاب، ادرجت في نهايته.
ما تقدم يمكن أن يصوّر بإيجاز «منهجية التحقيق الجماعي» التي اتّبعت في تحقيق الكتاب، و نأمل- بعد- أن نكون قد قدّمنا للمكتبة الإسلامية أثرا قيما، و للقارئ الكريم كتابا يحتاجه في حلّه و ترحاله، و للّه الحمد من قبل و من بعد.
جواد الشهرستاني
11 ذي القعدة 1408 ه