کتابخانه روایات شیعه
في المراد و ليس الأمر كذلك فإنه يمكن أن يكون تعيين هذه الأيام للاختيار في الأسفار إذا لم تصادف أيام النهي في الشهر عنها و يحتمل أن يكون اختيار هذه الأيام من الأسبوع يدفع النحوس المذكورة في أيام الشهور. و إن شك في أنه هل يعمل بالرواية في الأيام المختارة من الأسبوع أو بما تضمنته الرواية باختيار أيام الشهر عند اشتباهها فيعتبر ذلك بالاستخارة و إن ضاق وقته عن الاستخارة فيستعلم ذلك بالقرعة فإنها طريق إلى كشف ما يشكل من ذلك إن شاء الله تعالى
الفصل الثالث فيما نذكره من نيتنا إذا أردنا التوجه في الأسفار
اعلم أننا نحكي للناظر في كتابنا ما يتهيأ ذكره مما يعتمد عليه فإن ارتضاه عمل عليه و إن لم يرتضه فقد صارت الحجة عليه فنحن نقصد بالسفر أننا نتوجه من الله جل جلاله بالله جل جلاله إلى الله جل جلاله لله جل جلاله. و نقصد بتفسير هذه النية أن يكون توجهنا من بين يدي الله جل جلاله ذاكرين أننا في مقدس حضرته و في ملكته و من رعايا مملكته و نقصد بقولنا أو نيتنا بالله جل جلاله أي بحوله و قوته و مواد رحمته و نعمته و من حفظه و حراسته و حمايته و خفارته و نقصد بنيتنا إلى الله جل جلاله أننا متبعون في السفر لمقدس إرادته و سائرون إلى مراده جل جلاله من عبادته فنحن في المعنى مسافرون منه إليه و نقصد بنيتنا أو قولنا لله جل جلاله أن سفرنا خالصا من ممازجة الطبع و كل ما يخرجنا عن حفظ حرمته و شكر نعمته و تذكارنا أننا في حضرته
الفصل الرابع فيما نذكره من الوصية المأمور بها عند الأسفار و الاستظهار بمقتضى الأخبار و الاعتبار
اعلم أن العقل و النقل قضى أن كل من لا يعلم متى يموت و هل يموت فجأة أو بأمراض متطاولة فإنه تقتضي صفاته الكاملة أو الفاضلة أن يمتثل الأوامر النبوية في الاهتمام بالوصية و أن لا يبيت ليلة واحدة في حضر و لا سفر إلا و وصيته بمهماته في حياته و بعد مماته مكتوبة أو معروفة على أحسن القواعد المرضية. و تتأكد الوصايا في الأسفار لأجل أنه لا يؤمن بالسفر تجدد الأخطار و يكون
بعيدا عن العيال و المال فلا يقدر أن يقول في السفر كل ما يريده من وصاياه لجواز أن تكون وفاته بغتة أو ليس عنده شهود أو لا يكون معه من يطلعه على سره فيما يريد الوصية به من أمور دنياه و أخراه فلا يسعه في حكم عقله و فضله و سداده أن يهمل عند السفر الوصية بأمور دنياه و معاده
الفصل الخامس فيما نذكره من الأيام و الأوقات التي يكره فيها الابتداء في الأسفار بمقتضى الأخبار
أقول و حيث قد ذكرنا ما أردنا ذكره من الأيام المختارة للسفر فينبغي أن نذكر الأيام و الأوقات التي يكره السفر فيها فنقول أما الأيام التي يكره فيها الابتداء بالسفر في الأسبوع فيوم الإثنين روينا عدة روايات بالنهي عن السفر فيه و رأيت
فِي الصَّحِيفَةِ الْمَرْوِيَّةِ عَنِ الرِّضَا ع-: قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص يُسَافِرُ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ وَ يَوْمَ الْخَمِيسِ وَ يقال 27 [يَقُولُ] فِيهِمَا تُرْفَعُ الْأَعْمَالُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى وَ تُعْقَدُ الْأَلْوِيَةُ 28 .
وَ رُوِيَ كَرَاهِيَةُ السَّفَرِ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ وَ خَاصَّةً آخِرُ أَرْبِعَاءَ فِي كُلِّ شَهْرٍ.
و روينا من كتاب من لا يحضره الفقيه سببا لزوال كراهية السفر فيه فقال
8- كَتَبَ بَعْضُ الْبَغْدَادِيِّينَ إِلَى أَبِي الْحَسَنِ الثَّانِي ع يَسْأَلُهُ فِي الْخُرُوجِ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ لَا يَدُورُ فَكَتَبَ ع مَنْ خَرَجَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ لَا يَدُورُ خِلَافاً عَلَى أَهْلِ الطِّيَرَةِ وُقِيَ مِنْ كُلِّ آفَةٍ وَ عُوفِيَ مِنْ كُلِّ عَاهَةٍ وَ قَضَى اللَّهُ حَاجَتَهُ 29 .
و يكره الابتداء بالسفر يوم الجمعة قبل الظهر و يكره السفر و القمر في برج العقرب و أنه من سافر في ذلك الوقت لم ير الحسنى. و أما الأيام المكروهة في الشهر للسفر 30 في بعض رواياته اليوم الثالث منه و الرابع و الخامس و الثالث عشر و السادس عشر و العشرون و الحادي و العشرون
و الرابع و العشرون و الخامس و العشرون و السادس و العشرون.
وَ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ أَنَّ الْيَوْمَ الرَّابِعَ مِنَ الشَّهْرِ وَ يَوْمَ الْحَادِي وَ الْعِشْرِينَ صَالِحَانِ لِلْأَسْفَارِ.
وَ فِي رِوَايَةٍ أَنَّ ثَامِنَ الشَّهْرِ وَ الثَّالِثَ وَ الْعِشْرِينَ مِنْهُ مَكْرُوهَانِ لِلسَّفَرِ 31 .
و قد قدمنا أنه إذا اشتبه على الإنسان اختيار الأيام للأسفار باختلاف الأخبار فإنه يعتبر ذلك بالاستخارة فإن تعذر ذلك عليه لبعض الأعذار فيعتبره بالقرعة فإنها من طرق الكشف و الاعتبار إن شاء الله تعالى. و سيأتي في الفصل المتضمن لذكر الصدقة بين يدي الأسفار ما يزيل المحذور من أيام الأكدار و الأخطار إن شاء الله تعالى
الفصل السادس فيما نذكره من الغسل قبل الأسفار و ما يجريه الله جل جلاله على خاطرنا من الأذكار
فأقول إن الأخبار وردت بصورة هذه الحال مع اختلاف في الزيادة في لفظ المقال فنحن نذكر من ذلك ما يهدينا الله جل جلاله و نرجو أن يكون مقربا لنا إليه إن شاء الله تعالى.
فَمِنْ ذَلِكَ أَنَّهُ رُوِيَ أَنَّ الْإِنْسَانَ يُسْتَحَبُّ لَهُ إِذَا أَرَادَ السَّفَرَ أَنْ يَغْتَسِلَ وَ يَقُولُ عِنْدَ الْغُسْلِ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ عَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ وَ الصَّادِقِينَ عَنِ اللَّهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ اللَّهُمَّ طَهِّرْ بِهِ قَلْبِي وَ اشْرَحْ بِهِ صَدْرِي وَ نَوِّرْ بِهِ قَبْرِي 32 اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ لِي نُوراً وَ طَهُوراً وَ حِرْزاً وَ شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَ آفَةٍ وَ عَاهَةٍ وَ سُوءٍ وَ مِمَّا أَخَافُ وَ أَحْذَرُ وَ طَهِّرْ قَلْبِي وَ جَوَارِحِي وَ عِظَامِي وَ دَمِي وَ شَعْرِي وَ بَشَرِي وَ مُخِّي وَ عَصَبِي وَ مَا أَقَلَّتِ الْأَرْضُ مِنِّي اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ لِي شَاهِداً يَوْمَ حَاجَتِي وَ فَقْرِي وَ فَاقَتِي إِلَيْكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ إِنَّكَ
عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 33 .
الفصل السابع فيما أذكره مما أقوله أنا عند خلع ثيابي للاغتسال و ما أذكره عند الغسل من النية و الابتهال
فمما أقوله على سبيل الارتجال في هذه الحال 34
اللَّهُمَّ إِنِّي أَخْلَعُ ثِيَابِي لِأَجْلِكَ عَازِماً أَنَّنِي أَتَقَرَّبُ 35 بِذَلِكَ إِلَى أَبْوَابِ فَضْلِكَ فَاجْعَلْ ذَلِكَ سَبَباً لِإِزَالَةِ لِبَاسِ الْأَدْنَاسِ وَ الْأَنْجَاسِ وَ تَطْهِيرِي 36 مِنْ غَضَبِكَ وَ مِنْ مَظَالِمِ النَّاسِ وَ أَلْبِسْنِي عِوَضَهَا مِنْ خِلَعِ التَّقْوَى وَ دُرُوعِ السَّلَامَةِ مِنَ الْبَلْوَى وَ جِلْبَابِ الْعَافِيَةِ مِنْ كُلِّ مَا يُوجِبُ شَكْوَى بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
فإذا دخلت إلى موضع الاغتسال قصدت بالنية أنني أغتسل غسل التوبة من كل ما يكرهه الله جل جلاله مني سواء علمته أو جهلته و غسل الحاجة و غسل الزيارة و غسل الاستخارة و غسل الصلوات و غسل الدعوات و إن كان يوم الجمعة ذكرت غسل يوم الجمعة و إن كان علي غسل واجب ذكرته و كل من هذه الأغسال وقفت له على رواية تقتضي ذكره في هذه الحال. فإذا تكملت هذه النيات أجزأني عنها جميعها غسل واحد بحسب ما رأيته في بعض الروايات و خاصة إن كنت مرتمسا فإن كل دقيقة و لحظة من الارتماس في الماء تكفي في أن تكون أجزاؤها عن أفراد 37 الأغسال و يغني عن أفرادها بارتماسات متفرقة لشمولها لسائر الأعضاء ثم أتمضمض و أستنشق عقيب النية المذكورة و ما أحتاج بعد ذلك إلى نية مستأنفة لهذه الأغسال المسطورة. أقول ثم أخاطب الله جل جلاله بما معناه
اللَّهُمَّ إِنَّنِي مَا أُسَلِّمُ نَفْسِي إِلَى
الْمَاءِ وَ لَا إِلَى الْهَوَاءِ وَ لَا إِلَى غَيْرِكَ 38 مِنْ سَائِرِ الْأَشْيَاءِ وَ إِنَّمَا أُسَلِّمُهَا إِلَيْكَ وَ إِلَى مَحَلِّ عِنَايَتِكَ بِهَا وَ حِفْظِكَ لَهَا عِنْدَ الْإِنْشَاءِ وَ شُمُولِكَ لَهَا بِالنَّعْمَاءِ فَيَا مَنْ يَجْعَلُ الشِّفَاءَ فِيمَا يَشَاءُ مِنَ الْأَشْيَاءِ اجْعَلْ شِفَائِي مِنْ كُلِّ دَاءٍ فِي اغْتِسَالِي بِهَذَا الْمَاءِ وَ امْلَأْهُ مِنَ الدَّوَاءِ وَ الشِّفَاءِ وَ اجْعَلْهُ سَبَباً لِطُولِ الْبَقَاءِ وَ إِجَابَةِ الدُّعَاءِ وَ دَفْعِ أَنْوَاعِ الْبَلَاءِ وَ الِابْتِلَاءِ وَ النَّصْرِ عَلَى الْأَعْدَاءِ وَ طَهِّرْنِي بِهِ مِنَ الذُّنُوبِ وَ الْعُيُوبِ وَ وَفِّقْنِي بِهِ 39 لِأَدَاءِ الْوَاجِبِ وَ الْمَنْدُوبِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ 40 .
الفصل الثامن فيما نذكره عند لبس الثياب من الآداب
ثم ألبس ثيابي و أقول عند لبسها و بعضه منقول
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَزَقَنِي مِنَ اللِّبَاسِ مَا أَتَجَمَّلُ بِهِ فِي النَّاسِ وَ أَسْتُرُ بِهِ عَوْرَتِي وَ أُؤَدِّي بِهِ فَرِيضَتِي وَ أَحْفَظُ بِهِ مُهْجَتِي اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا ثِيَابَ بَرَكَةٍ أَسْعَى فِيهَا لِمَرْضَاتِكَ وَ أَعْمُرُ فِيهَا مَسَاجِدَ عِبَادَاتِكَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ..
و إذا أردت التعمم قمت قائما و أتعمم و أدير العمامة تحت حنكي و أقول
اللَّهُمَّ تَوِّجْنِي تَاجَ الْإِيمَانِ وَ سَوِّمْنِي سِيمَاءَ الْكَرَامَةِ وَ قَلِّدْنِي قِلَادَةَ السَّعَادَةِ وَ شَرِّفْنِي بِمَا أَنْتَ أَهْلُهُ مِنَ الزِّيَادَةِ.
وَ رَوَيْنَا أَيْضاً مِنْ كِتَابِ الْمَحَاسِنِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: مَنِ اعْتَمَّ وَ لَمْ يُدِرِ الْعِمَامَةَ تَحْتَ حَنَكِهِ فَأَصَابَهُ أَلَمٌ لَا دَوَاءَ لَهُ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ.
وَ رُوِيَ أَنَّ الْمُسَوِّمِينَ الْمُتَعَمِّمُونَ 41 .
ثم ألبس اللباس و أقول و بعضه من المنقول و أكون جالسا و غير مستقبل القبلة و لا مستقبل الناس
اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَتِي وَ أَعِفَّ فَرْجِي وَ لَا تَجْعَلْ لِلشَّيْطَانِ فِي ذَلِكَ نَصِيباً وَ لَا لَهُ إِلَى ذَلِكَ وُصُولًا فَيَضَعَ لِيَ الْمَكَايِدَ وَ يُهَيِّجَنِي لِارْتِكَابِ
مَحَارِمِكَ وَ سَلِّمْنِي مِنْ أَمْرَاضِ الْعَوْرَاتِ حَتَّى لَا أَحْتَاجَ إِلَى كَشْفِهَا وَ لَا ذِكْرِهَا لِلْأَطِبَّاءِ وَ لِأَهْلِ الْمَوَدَّاتِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
الفصل التاسع فيما نذكره مما يتعلق بالتطيب و البخور
و إذا أردت أن أتطيب بماء الورد كما
6 رَوَيْنَا فِي كِتَابِ الْمِضْمَارِ فِي عَمَلِ أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ-: عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّ مَنْ ضَرَبَ وَجْهَهُ بِكَفِّ مَاءِ وَرْدٍ أَمِنَ ذَلِكَ الْيَوْمَ مِنَ الذِّلَّةِ وَ الْفَقْرِ وَ مَنْ وَضَعَ عَلَى رَأْسِهِ مَاءَ وَرْدٍ أَمِنَ تِلْكَ السَّنَةَ الْبِرْسَامَ.
- فلا تدعوا ما نوصيكم به فإنني أجعل ماء الورد في كفي اليمين و أقول
اللَّهُمَّ بِالرَّحْمَةِ وَ الْحِكْمَةِ الَّتِي طَيَّبْتَ بِهَا أَصْلَ هَذِهِ الشَّجَرَةِ حَتَّى جَاءَتْ بِهَذِهِ الرَّوَائِحِ الْعَطِرَةِ وَ لَمْ تَكُنْ شَرَّفْتَهَا بِمَعْرِفَتِكَ وَ لَا ارْتَضَيْتَهَا لِعِبَادَتِكَ وَ قَدْ شَرَّفْتَنَا لِمَعْرِفَتِكَ وَ ارْتَضَيْتَنَا لِعِبَادَتِكَ فَلَا يَكُنْ تَطْيِيبُكَ لِذِكْرِنَا وَ عِنَايَتُكَ بِأَمْرِنَا وَ ارْتِفَاعِ قَدْرِنَا دُونَ هَذِهِ الثَّمَرَةِ وَ طَيِّبْ ذِكْرَنَا فِي دَارِ الْفَنَاءِ وَ بَعْدَ مُفَارَقَةِ الْأَحْيَاءِ وَ فِي يَوْمِ الْجَزَاءِ وَ فِي دَارِ الْبَقَاءِ 42 أَفْضَلَ مَا طَيَّبْتَ ذِكْرَ أَحَدٍ مِنْ أَوْلَادِ الْأَنْبِيَاءِ وَ أَهْلِ الدُّعَاءِ وَ ذَوِي الرَّجَاءِ وَ اجْعَلْهُ سَبَباً لِدَفْعِ أَنْوَاعِ الْبَلَاءِ وَ الِابْتِلَاءِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ..
ثم أجعله على رأسي و وجهي بحسب المنقول. و إن أردت البخور فإنني أقول عند ذلك
مَا رُوِيَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص كَانَ يَقُولُهُ عِنْدَ بُخُورِهِ ع الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ اللَّهُمَّ طَيِّبْ عُرْفَنَا 43 وَ ذَكِّ رَوَائِحَنَا وَ أَحْسِنْ مُنْقَلَبَنَا وَ اجْعَلِ التَّقْوَى زَادَنَا وَ الْجَنَّةَ مَعَادَنَا 44 وَ لَا تُفَرِّقْ بَيْنَنَا وَ بَيْنَ عَافِيَتِكَ إِيَّانَا وَ كَرَامَتِكَ لَنَا إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .
وَ فِي رِوَايَةٍ 45 أَنَّهُ يَقُولُ الْإِنْسَانُ عِنْدَ تَبَخُّرِهِ وَ تَعَطُّرِهِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ اللَّهُمَّ أَمْتِعْنِي 46 بِمَا رَزَقْتَنِي وَ لَا تَسْلُبْنِي مَا خَوَّلْتَنِي وَ اجْعَلْ ذَلِكَ رَحْمَةً وَ لَا تَجْعَلْهُ وَبَالًا عَلَيَ
اللَّهُمَّ طَيِّبْ ذِكْرِي بَيْنَ خَلْقِكَ كَمَا طَيَّبْتَ نَشْوِي وَ نَشْوَارِي 47 بِفَضْلِ نِعْمَتِكَ عِنْدِي.
الفصل العاشر فيما نذكره من الأذكار عند تسريح اللحية و عند النظر في المرآة
رُوِيَ أَنَّهُ يَبْتَدِئُ مِنْ تَحْتُ وَ يَقْرَأُ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ.
وَ فِي رِوَايَةٍ أَنَّهُ يُسَرِّحُ لِحْيَتَهُ مِنْ تَحْتُ إِلَى فَوْقُ أَرْبَعِينَ مَرَّةً وَ يَقْرَأُ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ وَ مِنْ فَوْقُ إِلَى تَحْتُ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَ يَقْرَأُ وَ الْعَادِيَاتِ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُمَّ سَرِّحْ عَنِّي الْهُمُومَ وَ الْغُمُومَ وَ وَحْشَةَ الصُّدُورِ.
وَ رُوِيَ أَنَّ مَنْ سَرَّحَ لِحْيَتَهُ سَبْعِينَ مَرَّةً وَ عَدَّهَا مَرَّةً مَرَّةً لَمْ يَقْرَبْهُ الشَّيْطَانُ أَرْبَعِينَ يَوْماً 48 .
أقول
وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى أَنَّهُ يَقُولُ عِنْدَ تَسْرِيحِ لِحْيَتِهِ- اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اكْسُنِي 49 جَمَالًا فِي خَلْقِكَ وَ زِينَةً فِي عِبَادِكَ وَ حَسِّنْ شَعْرِي وَ بَشَرِي وَ لَا تَبْتَلِنِي بِالنِّفَاقِ وَ ارْزُقْنِي الْمَهَابَةَ بَيْنَ بَرِيَّتِكَ وَ الرَّحْمَةَ مِنْ عِبَادِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ 50 .
وَ أَمَّا النَّظَرُ فِي الْمِرْآةِ فَرُوِيَ أَنَّكَ تَأْخُذُهَا بِيَدِكَ الْيُسْرَى فَإِذَا نَظَرْتَ وَجْهَكَ فِيهَا فَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْسَنَ وَ أَكْمَلَ خَلْقِي وَ حَسَّنَ خُلُقِي وَ خَلَقَنِي خَلْقاً سَوِيّاً وَ لَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي زَيَّنَ مِنِّي مَا أُشَانُ مِنْ غَيْرِي اللَّهُمَّ كَمَا أَحْسَنْتَ خَلْقِي فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ حَسِّنْ خُلُقِي وَ تَمِّمْ نِعْمَتَكَ عَلَيَّ وَ زَيِّنِّي فِي عُيُونِ خَلْقِكَ وَ جَمِّلْنِي فِي عُيُونِ بَرِيَّتِكَ وَ ارْزُقْنِي الْقَبُولَ وَ الْمَهَابَةَ وَ الرَّأْفَةَ وَ الرَّحْمَةَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.