کتابخانه روایات شیعه
قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَا اسْتَخْلَفَ رَجُلٌ عَلَى أَهْلِهِ خَلِيفَةً 81 أَفْضَلَ مِنْ رَكْعَتَيْنِ يَرْكَعُهُمَا إِذَا أَرَادَ الْخُرُوجَ إِلَى سَفَرِهِ 82 وَ يَقُولُ أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ 83 نَفْسِي وَ أَهْلِي وَ مَالِي وَ ذُرِّيَّتِي وَ إِخْوَتِي 84 وَ أَمَانَتِي وَ خَاتِمَةَ عَمَلِي إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ مَا سَأَلَ 85 .
أقول و مما نذكره من الدعوات زيادة على ما ذكرناه في الروايات أننا نقول
اللَّهُمَّ إِنَّنَا نَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِكَ وَ بِمَنْ يَعِزُّ عَلَيْكَ وَ بِجَمِيعِ الْوَسَائِلِ إِلَيْكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ عَلَى كُلِّ مَنْ تُرْضِيكَ الصَّلَاةُ عَلَيْهِ وَ أَنْ تُبَلِّغَ أَرْوَاحَ الْمَلَائِكَةِ وَ الْأَنْبِيَاءِ وَ الْأَوْصِيَاءِ وَ الْأَوْلِيَاءِ ع أَنَّنَا سَأَلْنَاكَ الصَّلَاةَ عَلَيْهِمْ 86 وَ أَنَّنَا نَتَوَجَّهُ إِلَيْهِمْ بِإِقْبَالِكَ عَلَيْهِمْ وَ إِحْسَانِكَ إِلَيْهِمْ فِي أَنْ يَكُونُوا مِنْ وَسَائِلِنَا إِلَيْكَ وَ ذَرَائِعِنَا بَيْنَ يَدَيْكَ فِي بُلُوغِنَا فِي سَفَرِنَا هَذَا كُلَّمَا دَعَوْنَاهُ وَ أَمَّلْنَاهُ وَ رَجَوْنَاهُ وَ مَا لَمْ تَبْلُغْهُ آمَالُنَا وَ لَا ابْتِهَالُنَا وَ لَا سُؤَالُنَا مِمَّا أَنْتَ قَادِرٌ عَلَيْهِ وَ نَحْنُ مُحْتَاجُونَ إِلَيْهِ وَ أَنْ تُبَلِّغَ مَنْ نَقْصِدُهُ مِنْ أَوْلِيَائِكَ أَنَّنَا نَتَوَجَّهُ إِلَيْهِ بِكَ 87 وَ نَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِهِ فِي قَضَاءِ حَاجَاتِنَا وَ إِجَابَةِ دَعَوَاتِنَا وَ أَنْ نَكُونَ مِنْ أَخَصِّ وُفُودِهِ وَ أَعَزِّ جُنُودِهِ وَ أَكْرَمِ عَبِيدِهِ وَ أَبْلَغِهِمْ ظَفَراً بِجُودِهِ وَ إِنْجَازِ وُعُودِهِ وَ أَنْ يُدْخِلَنَا فِي حِمَايَتِهِ وَ رِعَايَتِهِ وَ خِفَارَتِهِ كَأَفْضَلِ مَا عَمِلَ مَعَ أَحَدٍ قَصَدَ لِزِيَارَتِهِ وَ تَشَرَّفَ بِمُقَدَّسِ حَضْرَتِهِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
الفصل الثالث عشر في رواية أخرى بالصلاة عند توديع العيال بأربع ركعات و ابتهال
قَدْ ذَكَرْنَا هَذِهِ الرِّوَايَةَ فِي الْجُزْءِ الثَّانِي مِنْ كِتَابِ التَّرَاجِمِ فِيمَا نَذْكُرُهُ عَنِ الْحَاكِمِ بِإِسْنَادِهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ص فَقَالَ إِنِّي أُرِيدُ سَفَراً
وَ قَدْ كَتَبْتُ وَصِيَّتِي فَإِلَى أَيِّ الثَّلَاثِ تَأْمُرُنِي أَنْ أَدْفَعَ إِلَى أَبِي أَوْ ابْنِي أَوْ أَخِي فَقَالَ النَّبِيُّ ص مَا اسْتَخْلَفَ الْعَبْدُ فِي أَهْلِهِ مِنْ خَلِيفَةٍ إِذَا هُوَ شَدَّ ثِيَابَ سَفَرِهِ خَيْرٍ مِنْ أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ يَضَعُهُنَّ فِي بَيْتِهِ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ مِنْهُنَّ بِفَاتِحَةِ 88 الْكِتَابِ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ بِهِنَّ إِلَيْكَ فَاجْعَلْهُنَّ خَلِيفَتِي فِي أَهْلِي وَ مَالِي قَالَ فَهُنَّ خَلِيفَتُهُ فِي أَهْلِهِ وَ مَالِهِ وَ دَارِهِ 89 حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهِ.
الفصل الرابع عشر فيما نذكره من توديع الروحانيين الذين يخلفهم المسافر في منزله مع عياله و ما ذا يخاطبهم من مقاله
اعلم أننا روينا أن لكل منزل أهلا من الروحانيين و خاصة المنازل المسكونة بالآدميين فإنه لا بد أن لله جل جلاله عليهم من حافظين فإذا فرغ الإنسان من توديع 90 عياله و إيداعهم فليخاطب الروحانيين معتقدا لاستماعهم و راجيا لإسماعهم فيقول
السَّلَامُ عَلَى مَنْ بِهَذَا الْمَنْزِلِ مِنَ الرُّوحَانِيِّينَ وَ الْمَلَائِكَةِ الْحَافِظِينَ وَ الْمُسَبِّحِينَ وَ الْعَابِدِينَ نَسْتَوْدِعُكُمُ اللَّهَ وَ نَقْرَأُ عَلَيْكُمْ أَفْضَلَ السَّلَامِ وَ نَتَوَجَّهُ إِلَيْكُمْ بِاللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ وَ بِمَا خَصَّكُمْ بِهِ مِنَ الْإِنْعَامِ وَ الْإِكْرَامِ أَنْ تَسْتَوْدِعُونَا اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ أَكْمَلَ الْوَدَاعِ وَ الْإِيدَاعِ وَ أَنْ تَسْأَلُوهُ لَنَا كُلَّ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ مِنَ الْحِفْظِ وَ الِانْتِفَاعِ وَ أَنْ يَرُدَّنَا سَالِمِينَ إِلَى سَالِمِينَ وَ غَانِمِينَ إِلَى غَانِمِينَ وَ أَنْ تَكُونُوا لِعِيَالِنَا عَلَى أَحْسَنِ الْخِلَافَةِ وَ الْأَمْنِ مِنْ كُلِّ آفَةٍ وَ مَخَافَةٍ وَ أَتَمِّهَا فِي الْمُسَاعَدَةِ عَلَى كُلِّ رَحْمَةٍ وَ رَأْفَةٍ وَ أَنْ تُقِيمُوا عَلَى الصَّفَاءِ وَ الْوَفَاءِ مُدَّةَ أَيَّامِ الْبَقَاءِ.
الفصل الخامس عشر فيما نذكره من الترغيب و الترهيب للعيال قبل التوجه و الانفصال
اعلم أن العيال في غالب الأحوال لا يخلو بعضهم أو أكثرهم من حسد بعضهم لبعض و عداوة بعضهم لبعض و أنهم مع حضور صاحب المنزل و مشاهدتهم له
يحتاج إلى تقويمهم و سياستهم فكيف إذا بعد 91 عنهم و خلا منظره منهم فيحتاج أن يكون آخر ما يلقاهم به أن يعد أهل القبول لوصاياه و الحافظين له في غيبته بما يرضاه أن يحسن إليهم بعد الوصول و يعمل معهم ما يستحقونه على القبول و يتوعد من يعرفه منهم بالفتن و المنافرة و المحاسدة و المناقرة أنه متى تجدد منهم في غيبته ما يحتاج إلى مؤاخذته فإنه يضاعف عليهم من العقاب و الآداب و ينقصهم من عوائد المحاب و الطلاب ما يكون سببا لاستقامتهم عند الأسفار و مدة الأعمار
الباب الثاني فيما يصحبه الإنسان معه في أسفاره للسلامة من أخطاره و أكداره و فيه فصول
الفصل الأول فيما نذكره من صحبة العصا اللوز المر في الأسفار و السلامة بها من الأخطار
رَوَيْنَا بِإِسْنَادِنَا إِلَى ابْنِ بَابَوَيْهِ رِضْوَانُ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ عَلَيْهِ فِيمَا رَوَاهُ فِي كِتَابِ مَنْ لَا يَحْضُرُهُ الْفَقِيهُ فِي بَابِ حَمْلِ الْعَصَا فِي السَّفَرِ فَقَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَنْ خَرَجَ فِي سَفَرٍ وَ مَعَهُ عَصَا لَوْزٍ مُرٍّ وَ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ وَ لَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ قالَ عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ إِلَى قَوْلِهِ وَ اللَّهُ عَلى ما نَقُولُ وَكِيلٌ 92 آمَنَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ كُلِّ سَبُعٍ ضَارٍ وَ مِنْ كُلِّ لِصٍّ عَادٍ وَ مِنْ كُلِّ ذَاتِ حُمَةٍ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى مَنْزِلِهِ وَ أَهْلِهِ وَ كَانَ مَعَهُ سَبْعَةٌ وَ سَبْعُونَ مِنَ الْمُعَقِّبَاتِ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ حَتَّى يَرْجِعَ وَ يَضَعَهَا وَ قَالَ ع 93 تَنْفِي الْفَقْرَ وَ لَا يُجَاوِرُهُ الشَّيْطَانُ 94 .
وَ قَالَ ع مَنْ أَرَادَ أَنْ تُطْوَى لَهُ الْأَرْضُ فَلْيَتَّخِذِ النُّقُدَ مِنَ الْعَصَا.
وَ النُّقُدُ عَصَا لَوْزٍ مُرٍّ 95
وَ مِنْ غَيْرِ كِتَابِ ابْنِ بَابَوَيْهِ وَ قَالَ ع مَرِضَ آدَمُ ع مَرَضاً شَدِيداً أَصَابَتْهُ فِيهِ وَحْشَةٌ فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى جَبْرَئِيلَ ع فَقَالَ لَهُ اقْطَعْ مِنْهَا وَاحِدَةً وَ ضُمَّهَا إِلَى صَدْرِكَ فَفَعَلَ ذَلِكَ فَأَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُ الْوَحْشَةَ 96 .
أَقُولُ وَ رُوِيَ عَنِ الْأَئِمَّةِ ع أَنَّهُمْ قَالُوا إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُسَافِرَ
فَلْيَصْحَبْ مَعَهُ فِي سَفَرِهِ عَصاً مِنْ شَجَرِ اللَّوْزِ الْمُرِّ وَ لْيَكْتُبْ هَذِهِ الْأَحْرُفَ فِي رَقٍّ: 97 .
98
الفصل الثاني فيما نذكره من أن أخذ التربة الشريفة في الحضر و السفر أمان من الخطر
قَدْ كُنَّا ذَكَرْنَا فِي كِتَابِ مِصْبَاحِ الزَّائِرِ وَ جَنَاحِ الْمُسَافِرِ أَنَّهُ لَمَّا وَرَدَ الصَّادِقُ ع إِلَى الْعِرَاقِ اجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ فَقَالُوا يَا مَوْلَانَا تُرْبَةُ قَبْرِ الْحُسَيْنِ ع شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ فَهَلْ هِيَ أَمَانٌ مِنْ كُلِّ خَوْفٍ فَقَالَ نَعَمْ إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكُونَ آمِناً مِنْ كُلِّ خَوْفٍ فَلْيَأْخُذِ السُّبْحَةَ مِنْ تُرْبَتِهِ ع وَ يَدْعُو بِدُعَاءِ لَيْلَةِ الْمَبِيتِ عَلَى الْفِرَاشِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ يُقَبِّلُهَا وَ يَضَعُهَا عَلَى عَيْنِهِ وَ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هَذِهِ التُّرْبَةِ وَ بِحَقِّ صَاحِبِهَا وَ بِحَقِّ جَدِّهِ وَ بِحَقِّ أَبِيهِ وَ بِحَقِّ أُمِّهِ وَ بِحَقِّ أَخِيهِ وَ بِحَقِّ وُلْدِهِ الطَّاهِرِينَ اجْعَلْهَا شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَ أَمَاناً مِنْ كُلِّ خَوْفٍ وَ حِفْظاً مِنْ كُلِّ سُوءٍ ثُمَّ يَضَعُهَا فِي جَيْبِهِ فَإِنْ فَعَلَ ذَلِكَ فِي الْغَدَاةِ فَلَا يَزَالُ فِي أَمَانِ اللَّهِ حَتَّى الْعِشَاءِ وَ إِنْ فَعَلَ ذَلِكَ فِي الْعِشَاءِ فَلَا يَزَالُ فِي أَمَانِ اللَّهِ حَتَّى الْغَدَاةِ 99 .
أقول
وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى قَالَ: وَ قُلْ إِذَا أَخَذْتَهَا اللَّهُمَّ هَذِهِ طِينَةُ قَبْرِ الْحُسَيْنِ ع وَلِيِّكَ وَ ابْنِ وَلِيِّكَ اتَّخَذْتُهَا حِرْزاً لِمَا أَخَافُ وَ مَا لَا أَخَافُ.
أقول
وَ رُوِيَ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى اللَّهُمَّ إِنِّي أَخَذْتُهُ مِنْ قَبْرِ وَلِيِّكَ وَ ابْنِ وَلِيِّكَ فَاجْعَلْهُ لِي أَمْناً وَ حِرْزاً مِمَّا أَخَافُ وَ مِمَّا لَا أَخَافُ 100 .
وَ رُوِيَ أَنَّ مَنْ خَافَ سُلْطَاناً أَوْ غَيْرَهُ وَ خَرَجَ مِنْ مَنْزِلِهِ وَ اسْتَعْمَلَ ذَلِكَ كَانَ حِرْزاً لَهُ 101 .
الفصل الثالث فيما نذكره من أخذ خواتيم في السفر للأمان من الضرر
عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْقَاسِمِ بْنِ الْعَلَاءِ الْمَدَائِنِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي خَادِمٌ لِعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ع قَالَ: اسْتَأْذَنْتُهُ فِي الزِّيَارَةِ إِلَى طُوسَ فَقَالَ لِي يَكُونُ مَعَكَ خَاتَمٌ فَصُّهُ عَقِيقٌ أَصْفَرُ عَلَيْهِ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ عَلَى الْجَانِبِ الْآخَرِ مُحَمَّدٌ وَ عَلِيٌّ فَإِنَّهُ أَمَانٌ مِنَ الْقَطْعِ وَ أَتَمُّ لِلسَّلَامَةِ وَ أَصْوَنُ لِدِينِكَ قَالَ فَخَرَجْتُ وَ أَخَذْتُ خَاتَماً عَلَى الصِّفَةِ الَّتِي أَمَرَنِي بِهَا ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَيْهِ لِوِدَاعِهِ فَوَدَّعْتُهُ وَ انْصَرَفْتُ فَلَمَّا بَعُدْتُ عَنْهُ أَمَرَ بِرَدِّي فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ يَا صَافِي قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا سَيِّدِي قَالَ لِيَكُنْ مَعَكَ خَاتَمٌ آخَرُ فَيْرُوزَجٌ فَإِنَّهُ يَلْقَاكَ فِي طَرِيقِكَ أَسَدٌ بَيْنَ طُوسَ وَ نَيْسَابُورَ فَيَمْنَعُ الْقَافِلَةَ مِنَ الْمَسِيرِ فَتَقَدَّمْ إِلَيْهِ وَ أَرِهِ الْخَاتَمَ وَ قُلْ لَهُ مَوْلَايَ يَقُولُ لَكَ تَنَحَّ عَنِ الطَّرِيقِ ثُمَّ قَالَ لِيَكُنْ نَقْشُهُ اللَّهُ الْمَلِكُ وَ عَلَى الْجَانِبِ الْآخَرِ الْمُلْكُ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ فَإِنَّهُ خَاتَمُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ ع كَانَ عَلَيْهِ اللَّهُ الْمَلِكُ 102 فَلَمَّا وَلِيَ الْخِلَافَةَ نَقَشَ عَلَى خَاتَمِهِ- الْمُلْكُ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ وَ كَانَ فَصُّهُ فَيْرُوزَجٌ وَ هُوَ أَمَانٌ مِنَ السِّبَاعِ خَاصَّةً وَ ظَفَرٌ فِي الْحُرُوبِ قَالَ الْخَادِمُ فَخَرَجْتُ فِي سَفَرِي ذَلِكَ فَلَقِيَنِي وَ اللَّهِ السَّبُعُ فَفَعَلْتُ 103 مَا أُمِرْتُ وَ رَجَعْتُ حَدَّثْتُهُ فَقَالَ ع لِي بَقِيَتْ عَلَيْكَ خَصْلَةٌ لَمْ تُحَدِّثْنِي بِهَا إِنْ شِئْتَ حَدَّثْتُكَ بِهَا فَقُلْتُ يَا سَيِّدِي عَلَيَّ نَسِيتُهَا فَقَالَ نَعَمْ بِتَّ لَيْلَةً بِطُوسَ عِنْدَ الْقَبْرِ فَصَارَ إِلَى الْقَبْرِ قَوْمٌ مِنَ الْجِنِّ لِزِيَارَتِهِ فَنَظَرُوا إِلَى الْفَصِّ فِي يَدِكَ وَ قَرَءُوا نَقْشَهُ فَأَخَذُوهُ مِنْ يَدِكَ وَ صَارُوا بِهِ إِلَى عَلِيلٍ لَهُمْ وَ غَسَلُوا الْخَاتَمَ بِالْمَاءِ وَ سَقَوْهُ ذَلِكَ الْمَاءَ فَبَرَأَ وَ رَدُّوا الْخَاتَمَ إِلَيْكَ وَ كَانَ فِي يَدِكَ الْيُمْنَى فَصَيَّرُوهُ فِي يَدِكَ الْيُسْرَى فَكَثُرَ تَعَجُّبُكَ 104 مِنْ ذَلِكَ وَ لَمْ تَعْرِفِ السَّبَبَ فِيهِ وَ وَجَدْتَ عِنْدَ رَأْسِكَ حَجَراً يَاقُوتاً فَأَخَذْتَهُ وَ هُوَ مَعَكَ فَاحْمِلْهُ إِلَى السُّوقِ فَإِنَّكَ سَتَبِيعُهُ بِثَمَانِينَ دِينَاراً وَ هِيَ هَدِيَّةُ الْقَوْمِ إِلَيْكَ فَحَمَلْتُهُ إِلَى السُّوقِ فَبِعْتُهُ بِثَمَانِينَ دِينَاراً كَمَا قَالَ سَيِّدِي ع.
أقول و رأيت في
حَدِيثَيْنِ عَنْ مَوْلَانَا الْبَاقِرِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ص فِي الْفَصِّ الْحَدِيدِ الصِّينِيِّ مَا نَذْكُرُ الْمُرَادَ مِنْهُ أَنَّ مَنْ أَخَذَهُ مَعَهُ وَ عَلَيْهِ نَقْشَةٌ مُعَيَّنَةٌ تُنْقَشُ فِي وَقْتٍ مُعَيَّنٍ مِنَ الشَّهْرِ كَانَ حِرْزاً لِحَامِلِهِ مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ الشَّيْطَانِ وَ السُّلْطَانِ وَ هَوَامِّ الْأَرْضِ وَ مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ.
وَ رُوِيَ فِي الْحَدِيثِ أَنَّ نَقْشَ الْخَاتَمِ الصِّينِيِّ الَّذِي كَانَ لِمَوْلَانَا عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ كَانَتْ نَقْشَتُهُ وَ أَسْرَارُهُ كَمَا أَشَرْنَا إِلَيْهِ.
أقول
وَ رُوِيَ فِي الدُّعَاءِ عِنْدَ لُبْسِ كُلِّ خَاتَمٍ- اللَّهُمَّ سَوِّمْنِي بِسِيمَاءِ الْإِيمَانِ وَ تَوِّجْنِي تَاجَ الْكَرَامَةِ وَ قَلِّدْنِي حَبْلَ الْإِيمَانِ وَ لَا تَنْزِعْ رِبْقَةَ الْإِيمَانِ مِنْ عُنُقِي.
الفصل الرابع فيما نذكره من تمام ما يمكن أن يحتاج إليه في هذه الثلاثة فصول
فمن ذلك من ذكرناه في أخذ العصا اللوز المر أنه يقرأ قوله جل جلاله وَ لَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ و لم نذكر تمام الآيات و ربما يقف على كتابنا هذا من لا يحفظها و لا معه من يحفظها فيحسن أن نذكرها له لئلا يفوته الانتفاع بتلك الروايات فنقول إنه يقرأ وَ لَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ قالَ عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ وَ لَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودانِ قالَ ما خَطْبُكُما قالَتا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ وَ أَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ فَسَقى لَهُما ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقالَ رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ فَجاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ قالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا فَلَمَّا جاءَهُ وَ قَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ قالَتْ إِحْداهُما يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ قالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ وَ ما أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ قالَ ذلِكَ بَيْنِي وَ بَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ وَ اللَّهُ عَلى ما نَقُولُ وَكِيلٌ 105 . و من ذلك ما ذكرناه في حديث التربة الشريفة أنه يدعو بدعاء الفراش و هو