کتابخانه روایات شیعه
مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَ هَذَا لَفْظُ الدُّعَاءِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ كَمَا رَوَيْنَاهُ أَمْسَيْتُ اللَّهُمَّ مُعْتَصِماً بِذِمَامِكَ وَ جِوَارِكَ الْمَنِيعِ الَّذِي لَا يُطَاوَلُ وَ لَا يُحَاوَلُ مِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ وَ غَاشِمٍ مِنْ سَائِرِ مَنْ خَلَقْتَ وَ مَا خَلَقْتَ مِنْ خَلْقِكَ الصَّامِتِ وَ النَّاطِقِ فِي جُنَّةٍ مِنْ كُلِّ مَخُوفٍ بِلِبَاسٍ سَابِغَةٍ حَصِينَةٍ وَ هِيَ وَلَاءُ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ مُحْتَجِزاً 106 مِنْ كُلِّ قَاصِدٍ لِي إِلَى أَذِيَّةٍ 107 بِجِدَارٍ حَصِينٍ الْإِخْلَاصِ فِي الِاعْتِرَافِ بِحَقِّهِمْ وَ التَّمَسُّكِ بِحَبْلِهِمْ جَمِيعاً مُوْقِناً أَنَّ الْحَقَّ لَهُمْ وَ مَعَهُمْ وَ مِنْهُمْ وَ فِيهِمْ وَ بِهِمْ أُوَالِي مَنْ وَالَوْا وَ أُعَادِي مَنْ عَادَوْا وَ أُجَانِبُ مَنْ جَانَبُوا 108 فَأَعِذْنِي اللَّهُمَّ بِهِمْ مِنْ شَرِّ كُلِّ مَا أَتَّقِيهِ 109 إِنَّا جَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ 110 ..
و من ذلك أننا ذكرنا الفص الصيني و لم نذكر نقشته و لا الوقت الذي ينقش فيه و نحن نذكر النقشة ففيها بعض المراد إلى أن يتهيأ 111 ذكر الوقت الذي ينقش فيه و هذه صورة النقشة:
ذُكِرَ حَدِيثٌ آخَرُ فِي نَقْشِ الْفَصِّ الْحَدِيدِ الصِّينِيِّ وَ هُوَ أَتَى رَجُلٌ إِلَى سَيِّدِنَا أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع فَقَالَ يَا سَيِّدِي إِنِّي خَائِفٌ مِنْ وَالِي بَلَدِ الْجَزِيرَةِ وَ أَخَافُ أَنْ يُعَرِّفَهُ بِي أَعْدَائِي وَ لَسْتُ آمَنُ عَلَى نَفْسِي فَقَالَ ع اسْتَعْمِلْ خَاتَماً فَصُّهُ حَدِيدٌ صِينِيٌّ مَنْقُوشاً عَلَيْهِ مِنْ ظَاهِرِهِ
ثَلَاثَةُ أَسْطُرٍ الْأَوَّلُ أَعُوذُ بِجَلَالِ اللَّهِ الثَّانِي أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ الثَّالِثُ أَعُوذُ بِرَسُولِ اللَّهِ وَ تَحْتَ الْفَصِّ سَطْرَانِ الْأَوَّلُ آمَنْتُ بِاللَّهِ وَ كُتُبِهِ الثَّانِي وَ إِنِّي 112 وَاثِقٌ بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ وَ انْقُشْ حَوْلَ الْفَصِّ عَلَى جَوَانِبِهِ- أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُخْلِصاً وَ هَذِهِ صُورَةُ الْفَصِّ: وَ الْبَسْهُ فِي سَائِرِ مَا يَصْعُبُ عَلَيْكَ مِنْ حَوَائِجِكَ وَ إِذَا خِفْتَ أَذَى أَحَدٍ مِنَ 113 النَّاسِ فَالْبَسْهُ فَإِنَّ حَوَائِجَكَ تَنْجَحُ وَ مَخَاوِفَكَ تَزُولُ وَ كَذَلِكَ عَلِّقْهُ عَلَى الْمَرْأَةِ الَّتِي يَتَعَسَّرُ عَلَيْهَا الْوَلَدُ فَإِنَّهَا تَضَعُ بِمَشِيَّةِ اللَّهِ تَعَالَى وَ كَذَلِكَ مَنْ تُصِيبُهُ الْعَيْنُ فَإِنَّهَا تَزُولُ وَ احْذَرْ عَلَيْهِ مِنَ النَّجَاسَةِ وَ الزُّهُومَةِ 114 وَ دُخُولِ الْحَمَّامِ وَ الْخَلَاءِ وَ احْفَظْهُ فَإِنَّهُ مِنْ أَسْرَارِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ حَرَاسَتِهِ ثُمَّ الْتَفَتَ الْحَسَنُ ع 115 إِلَيْنَا 116 وَ قَالَ وَ أَنْتُمْ فَمَنْ خَافَ مِنْكُمْ عَلَى نَفْسِهِ فَلْيَسْتَعْمِلْ ذَلِكَ وَ اكْتُمُوهُ عَنْ أَعْدَائِكُمْ لِئَلَّا يَنْتَفِعُوا بِهِ وَ لَا تُبِيحُوهُ إِلَّا لِمَنْ تَثِقُونَ بِهِ.
قال الراوي لهذا الحديث قد جربت هذا الخاتم فوجدته صحيحا و الحمد لله 117
الفصل الخامس فيما نذكره من فوائد التختم بالعقيق في الأسفار و عند الخوف من الأخطار و أنها دافعة للمضار
رَوَيْنَا مِنْ كِتَابِ فَضْلِ الْعَقِيقِ وَ التَّخَتُّمِ بِهِ تَأْلِيفِ السَّيِّدِ السَّعِيدِ قُرَيْشِ بْنِ السُّبَيْعِ بْنِ مُهَنَّا الْعَلَوِيِّ الْمَدَنِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِإِسْنَادِهِ الْمُتَّصِلِ فِيهِ عَنِ الصَّادِقِ
ع أَنَّهُ قَالَ: الْخَاتَمُ الْعَقِيقُ أَمَانٌ فِي السَّفَرِ 118 .
وَ مِنَ الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ فِي حَدِيثٍ آخَرَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع الْخَاتَمُ الْعَقِيقُ حِرْزٌ 119 فِي السَّفَرِ 120 .
وَ مِنَ الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ قَالَ وَ أَخْبَرَنَا الْغَيْدَاقُ ثُمَّ ذَكَرَ الْإِسْنَادَ إِلَى أَبِي هَاشِمٍ دَاوُدَ الْجَعْفَرِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ قَالَ لِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَاقِرُ ع يَا بُنَيَ 121 مَنْ أَصْبَحَ وَ عَلَيْهِ خَاتَمٌ فَصُّهُ عَقِيقٌ مُتَخَتِّماً بِهِ فِي يَدِهِ الْيُمْنَى فَأَصْبَحَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَرَى أَحَداً فَقَلَّبَ فَصَّهُ إِلَى بَاطِنِ كَفِّهِ وَ قَرَأَ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ إِلَى آخِرِهَا ثُمَّ قَالَ آمَنْتُ بِاللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ كَفَرْتُ بِالْجِبْتِ وَ الطَّاغُوتِ وَ آمَنْتُ 122 بِسِرِّ آلِ 14 مُحَمَّدٍ وَ عَلَانِيَتِهِمْ وَ ظَاهِرِهِمْ وَ بَاطِنِهِمْ وَ أَوَّلِهِمْ وَ آخِرِهِمْ وَقَاهُ اللَّهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ شَرَّ ما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَ ما يَعْرُجُ فِيها وَ الْأَرْضِ 123 وَ ما يَخْرُجُ مِنْها وَ كَانَ فِي حِرْزِ اللَّهِ وَ حِرْزِ وَلِيِّهِ حَتَّى يُمْسِيَ.
وَ مِنَ الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ بِإِسْنَادِهِ فِي حَدِيثٍ آخَرَ عَنِ الْبَاقِرِ ع وَ ذَكَرَ الْعَقِيقَ وَ أَجْنَاسَهُ ثُمَّ قَالَ بَعْدَ كَلَامٍ طَوِيلٍ 124 فَمَنْ تَخَتَّمَ بِشَيْءٍ مِنْهَا وَ هُوَ مِنْ شِيعَةِ آلِ مُحَمَّدٍ ع لَمْ يَرَ إِلَّا الْخَيْرَ ثُمَّ الْحُسْنَى وَ السَّعَةَ فِي رِزْقِهِ وَ الْغِنَى عَنِ النَّاسِ وَ السَّلَامَةَ مِنْ جَمِيعِ أَنْوَاعِ الْبَلَايَا وَ هُوَ أَمَانٌ مِنَ السُّلْطَانِ الْجَائِرِ وَ مِنْ كُلِّ مَا يَخَافُهُ الْإِنْسَانُ وَ يَحْذَرُهُ 125 .
الباب الثالث فيما نذكره مما يصحبه الإنسان في السفر من الرفقاء و المهام و الطعام و فيه فصول
الفصل الأول في النهي عن الانفراد في الأسفار و استعداد الرفقاء لدفع الأخطار
ذَكَرَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيُّ فِي كِتَابِ الْمَحَاسِنِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى ع قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ ص ثَلَاثَةً أَحَدُهُمْ رَاكِبُ الْفَلَاةِ وَحْدَهُ 126 .
وَ مِنْ كِتَابِ الْمَحَاسِنِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى السَّرِيِ 127 بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَ لَا أُنَبِّئُكُمْ بِشَرِّ النَّاسِ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ سَافَرَ وَحْدَهُ وَ مَنَعَ رِفْدَهُ 128 وَ ضَرَبَ عَبْدَهُ 129 .
وَ فِي كِتَابِ الشِّهَابِ الرَّفِيقُ قَبْلَ الطَّرِيقِ 130 .
وَ مِنَ الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ بِإِسْنَادِهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص الرَّفِيقُ ثُمَّ السَّفَرُ.
أقول أنا أعلم أن الذي يريد السفر يحتاج إلى استعداد الرفقاء و الخفراء على قدر ما يكون بين يديه من الأخطار و الأكدار و طول الأسفار و على قدر حاله في كثرة الحساد و الأعداء و على قدر ما يصحبه مما يعز عليه من سائر الأشياء و قد كنت إذا
توجهت في الزيارات أستظهر في صحبة الأجناد و العدد 131 و الرجالة بحسب تلك الأوقات فيقول لي بعض أهل الغفلات إن التوكل على الله جل جلاله يغني عن الاستعداد و عن العدة و الأجناد فأقول إن سيد المتوكلين محمد سيد الأولين و الآخرين قال الله جل جلاله له في خاص عباداته و أوقات صلواته وَ إِذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَ لْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرائِكُمْ وَ لْتَأْتِ طائِفَةٌ أُخْرى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَ لْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَ أَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَ أَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً واحِدَةً 132 و قال الله جل جلاله وَ أَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَ مِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَ عَدُوَّكُمْ 133 و قلت لبعض من سأل عن الاستظهار في الأسفار إن ذلك يسعد على تأدية الفرائض في أوائل الأوقات أين كان الإنسان في مخافات الطرقات و يقوي على الشيطان الذي يخوف الإنسان من حوادث الأزمان
الفصل الثاني فيما يستصحبه في سفره من الآلات بمقتضى الروايات و ما نذكره من الزيادات
رَوَيْنَا مِنْ كِتَابِ الْمَحَاسِنِ لِأَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِيِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: فِي وَصِيَّةِ لُقْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِابْنِهِ يَا بُنَيَّ سَافِرْ بِسَيْفِكَ وَ خُفِّكَ وَ عِمَامَتِكَ وَ حَبْلِكَ وَ سِقَائِكَ وَ إِبْرَتِكَ وَ خُيُوطِكَ وَ مِخْرَزِكَ ثُمَّ تَزَوَّدْ مَعَكَ الْأَدْوِيَةَ الَّتِي تَنْتَفِعُ بِهَا أَنْتَ وَ مَنْ مَعَكَ وَ كُنْ لِأَصْحَابِكَ مُوَافِقاً 134 إِلَّا فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَ زَادَ فِيهِ بَعْضُهُمْ وَ قَوْسِكَ 135 .
أَقُولُ وَ ذَكَرَ صَاحِبُ كِتَابِ عَوَارِفِ الْمَعَارِفِ حَدِيثاً أَسْنَدَهُ أَنَّ النَّبِيَّ ص
كَانَ إِذَا سَافَرَ حَمَلَ مَعَهُ خَمْسَةَ أَشْيَاءَ الْمِرْآةَ وَ الْمُكْحُلَةَ وَ الْمِدْرَى 136 وَ السِّوَاكَ وَ الْمُشْطَ وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى وَ الْمِقْرَاضَ 137 .
أقول و اعلم أن اتخاذ الآلات في الأسفار إنما هي بحسب حال ذلك السفر و بحسب حال الإنسان و بحسب الأزمان فإن سفر الصيف ما هو مثل سفر الشتاء و سفر الضعفاء ما هو كسفر الأقوياء و لا سفر الفقراء كسفر الأغنياء و لكل إنسان حال في أسفاره يكون بحسب مصلحته و مساره و يساره. و المهم في حمل الآلات و اتخاذ الرفقاء في الطرقات أن يكون قصد المسافر بهذه الأسباب امتثال أوامر سلطان الحساب و العمل بمراسم الآداب و حفظ النفس على مولاها الذي خلقها له في دنياها و أخراها. أقول و إياه أن يتعلق قلبه عند الاستعداد بالعدة و الأجناد مع ترك التوكل على سلطان الدنيا و المعاد فيكون كما قال الله جل جلاله وَ يَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَ ضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ 138 و لا يعتمد على الآلات اعتماد فارغ القلب من الخالق لها و المنعم بها و القادر على أن يغني عن كثير منها بل يكون القلب متعلقا على الله جل جلاله و مشغولا به جل جلاله عنها ليكون كما قال جل جلاله وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ 139 فيقوي الله جل جلاله قلبه و يشد أزره و يكمل نصره
الفصل الثالث فيما نذكره من إعداد الطعام للأسفار و ما يتصل به من الآداب و الأذكار
رَوَيْنَا بِإِسْنَادِنَا إِلَى أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِيِّ مِنْ كِتَابِ الْمَحَاسِنِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ آبَائِهِ ع عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع 140
قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مِنْ شَرَفِ الرَّجُلِ أَنْ يُطَيِّبَ زَادَهُ إِذَا خَرَجَ فِي سَفَرِهِ 141 .
وَ مِنْ ذَلِكَ بِإِسْنَادِنَا مِنَ الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِذَا سَافَرْتُمْ فَاتَّخِذُوا سُفْرَةً وَ تَنَوَّقُوا 142 فِيهَا 143 .
أقول إن اتخاذ السفرة و الطعام في الأسفار يختلف بحسب حال المسافرين و من يصحبهم و بحسب اليسار و الإعسار و بحسب سفر الاختيار و سفر الاضطرار فعسى أن يكون المراد بهذه الأخبار سفر أهل اليسار و الاختيار. و قد روينا كراهية السفرة و التنوق في الطعام إلى زيارة الحسين ع.
فَمِنْ ذَلِكَ مَا رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى أَبِي جَعْفَرِ بْنِ بَابَوَيْهِ مِنْ كِتَابِ مَنْ لَا يَحْضُرُهُ الْفَقِيهُ فَقَالَ مَا هَذَا لَفْظُهُ قَالَ الصَّادِقُ ع لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ تَأْتُونَ قَبْرَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ص فَقَالَ لَهُ نَعَمْ قَالَ تَتَّخِذُونَ لِذَلِكَ سُفْرَةً قَالَ نَعَمْ قَالَ أَمَا لَوْ أَتَيْتُمْ قُبُورَ آبَائِكُمْ وَ أُمَّهَاتِكُمْ لَمْ تَفْعَلُوا ذَلِكَ قَالَ قُلْتُ فَأَيَّ شَيْءٍ نَأْكُلُ قَالَ الْخُبْزَ 144 وَ اللَّبَنَ 145 .
وَ مِنَ الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ قَالَ وَ فِي آخَرَ قَالَ الصَّادِقُ ع بَلَغَنِي أَنَّ قَوْماً إِذَا زَارُوا الْحُسَيْنَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ حَمَلُوا مَعَهُمُ السُّفَرَ فِيهَا الْجَدَاءُ 146 وَ الْأَخْبِصَةُ 147 وَ أَشْبَاهُهُ وَ لَوْ زَارُوا قُبُورَ أَحِبَّائِهِمْ مَا حَمَلُوا مَعَهُمْ هَذَا 148 .