کتابخانه روایات شیعه
و إذا نزلت في المنزل الخامس فصل فيه ركعتي النزول كما قدمناه في المنقول و قل اللَّهُمَّ قَدْ نَزَلْنَا فِي أَرْضِكَ الَّتِي خَلَقْتَهَا لِسَعَادَتِنَا وَ جَعَلْتَهَا مَحَلًّا لِعِبَادَتِنَا وَ قَدْ شَرَّفْتَنَا بِالظَّفَرِ فِيمَا مَضَى مِنَ الْعِبَادَةِ فَظَفِّرْنَا فِي نُزُولِنَا بِكَمَالِ السَّعَادَةِ وَ أَجْرِ بِنَا عَلَى أَحْسَنِ عَادَةٍ وَ اخْتِمْ عَلَى جَوَارِحِ الْمُؤْذِيَاتِ مِنْ سَائِرِ الْمَخْلُوقَاتِ وَ اجْعَلْنَا فِي حُصُونٍ وَاقِيَةٍ مِنَ الْمَحْذُورَاتِ وَ أَلْهِمْنَا حُسْنَ مُصَاحَبَةِ مَنْ فِي هَذَا الْمَنْزِلِ مِنَ الرُّوحَانِيِّينَ وَ الرُّوحَانِيَّاتِ وَ أَلْهِمْهُمْ حُسْنَ صُحْبَتِنَا وَ مُجَاوَرَتِنَا وَ مُسَاعَدَتِنَا عَلَى صَوَابِ الْإِرَادَاتِ وَ كَمَالِ الْمَسَرَّاتِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ و إذا أردت الشروع في المأكول في المنزل الخامس فتقول اللَّهُمَّ إِنَّا نَحْمَدُ 490 حِلْمَكَ وَ رَحْمَتَكَ وَ جُودَكَ الَّذِي أَخْرَجَنَا مِنَ الْعَدَمِ إِلَى الْوُجُودِ وَ سَيَّرَنَا إِلَى كُلِّ مَقْصُودٍ وَ هَيَّأَ لَنَا مَا نَحْتَاجُ مِنَ الْمَطَاعِمِ وَ الْمَشَارِبِ وَ تَوَلَّى مَا نُرِيدُهُ مِنَ الْمَطَالِبِ وَ حَفِظَنَا وَ حَفِظَ مَا مَعَنَا مِنَ الْمَوَاهِبِ اللَّهُمَّ فَبِتِلْكَ الْمَرَاحِمِ سَيِّرْ طَعَامَنَا هَذَا فِي أَعْضَائِنَا تَسْيِيراً يَقْتَضِي طُولَ بَقَائِنَا وَ سَدَادَ آرَائِنَا بَعْدَ تَطْهِيرِهِ مِنَ الْحَرَامَاتِ وَ الشُّبُهَاتِ وَ الْأَسْقَامِ الْمُؤْذِيَاتِ وَ أَلْهِمْنَا زِيَادَةَ الشُّكْرِ وَ الثَّنَاءِ وَ تَفَضَّلْ عَلَيْنَا بِإِنْجَازِ وَعْدِكَ لِمَنْ شَكَرَكَ مِنْ زِيَادَةِ النَّعْمَاءِ وَ بُلُوغِ الرَّجَاءِ و إذا أردت الشروع بالنوم في المنزل الخامس فقل اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَوَلَّيْتَ حِفْظَ آبَائِنَا وَ الْأُمَّهَاتِ مُذْ آدَمَ ع وَ إِلَى هَذِهِ الْغَايَاتِ فِيمَا تُجَدِّدُ لَهُمْ مِنَ النَّوْمِ وَ الْيَقَظَةِ وَ الْغَفَلَاتِ وَ عِنْدَ وُقُوعِ السَّيِّئَاتِ وَ فِي ظُهُورٍ وَ بُطُونٍ مِنْ وُلْدِنَا مِنَ الْكَافِرِينَ وَ الْكَافِرَاتِ فَبِتِلْكَ الْمَرَاحِمِ الَّتِي سَلَّمْتَهُمْ 491 حَتَّى أَخْرَجْتَنَا بِالسَّلَامَةِ وَ الْعَافِيَةِ التَّامَّةِ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ كُنْ لَنَا حَافِظاً فِي مَنَامِنَا وَ يَقَظَتِنَا وَ حِفْظِ 492 مَا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ يَدُ عِنَايَتِنَا وَ جَمِيلُ عَادَتِنَا بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ و إذا استيقظت من المنام و سجدت سجدة الشكر كما ذكرناه عن النبي عليه أفضل السلام و عزمت على الرحيل من المنزل الخامس فسلم على
الروحانيين و قل السَّلَامُ عَلَى مَنْ بِهَذِهِ الْأَرْضِ مِنْ أَهْلِهَا الْمَشْمُولِينَ بِعِنَايَةِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ وَ فَضْلِهَا 493 قَدْ عَزَمْنَا عَلَى الرَّحِيلِ الْآنَ وَ نَحْنُ نَسْتَوْدِعُكُمُ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ الَّذِي هُوَ جَلَّ جَلَالُهُ أَهْلٌ لِلْأَمَانِ وَ تَمَامِ الْإِحْسَانِ وَ نَسْأَلُكُمْ أَنْ تَسْتَوْدِعُونَا اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ بِلِسَانِ الْإِخْلَاصِ وَ الِاخْتِصَاصِ وَ تَسْأَلُوهُ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ فِي أَسْفَارِنَا مِنْ مَسَارِّنَا وَ السَّلَامَةِ مِنْ أَكْدَارِنَا وَ أَخْطَارِنَا إِنَّهُ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ وَ أَكْرَمُ الْأَكْرَمِينَ و إذا أردت وداع الأرض من المنزل الخامس فقل اللَّهُمَّ إِنَّنَا سَمِعْنَا فِي الْقُرْآنِ الْمُبِينِ أَنَّ الْأَرْضَ لَمَّا دَعَوْتَهَا قَالَتْ أَتَيْنا طائِعِينَ 494 فَنَحْنُ نُخَاطِبُهَا بِبَيَانِ الْمَقَالِ وَ نَسْأَلُ أَنْ تُجِيبَنَا بِلِسَانِ الْحَالِ وَ كَمَا جَعَلْتَ لَهَا مِنْ إِجَابَةِ السُّؤَالِ أَنْ تَكُونَ شَاهِدَةً لَنَا بِرَحْمَتِكَ لَنَا وَ عِنَايَتِكَ بِنَا وَ عِبَادَتِنَا لَكَ وَ تَعَلُّقِنَا بِكَ وَ أَنْ تُغْنِيَنَا عَنْ شَهَادَةِ كُلِّ شَاهِدٍ بِفَضْلِكَ وَ مَا عَوَّدْتَنَا مِنْ جَمِيلِ الْعَوَائِدِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ و إذا أردت الركوب من المنزل الخامس فقل اللَّهُمَّ قَدْ تَكَرَّرَ رُكُوبُنَا بَيْنَ الْمَنَازِلِ وَ نَحْنُ مَشْمُولُونَ بِالْفَضْلِ الْكَامِلِ وَ مَحْفُوظُونَ بِظِلِّكَ الشَّامِلِ اللَّهُمَّ وَ قَدْ رَكِبْنَا الْآنَ فَاجْعَلْهُ رُكُوباً مَقْرُوناً بِالْأَمَانِ وَ الْحِفْظِ الَّذِي يُغْنِي عَنْ تَحَفُّظِ الْإِنْسَانِ وَ احْفَظْ عَلَيْنَا جَمِيعَ مَا أَحْسَنْتَ بِهِ إِلَيْنَا وَ اجْعَلْ رَحْمَتَكَ وَ هِدَايَتَكَ تَسِيرُ بِالدِّلَالَةِ بَيْنَ يَدَيْنَا بِكُلِّ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ مِنَ الْمُهِمَّاتِ وَ سَعَادَةِ الْحَرَكَاتِ وَ السَّكَنَاتِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ و إذا أردت المسير من المنزل الخامس فقل اللَّهُمَّ هَذَا آخِرُ الْمَسِيرِ الَّذِي قَصَدْنَاهُ وَ قَدْ قَرُبْنَا مِنَ الْمَنْزِلِ الَّذِي أَرَدْنَاهُ فَاجْعَلْ لَنَا مِنَ الِاقْتِدَارِ وَ الْأَنْوَارِ وَ طَهَارَةِ الْأَسْرَارِ مَا نَكُونُ مِنْ أَسْعَدِ السَّائِرِينَ وَ أَحْمَدِ الشَّاكِرِينَ وَ أَبْلَغِهِمْ ظَفَراً بِسَعَادَةِ الدُّنْيَا وَ الدِّينِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس جامع هذا الكتاب قد ذكرنا من الآداب في هذه الخمسة المنازل ما أنشأناه بحسب ما نعتقد أنه موافق لطاعة الله جل جلاله و رضاه و نحن مقيمون الآن ببغداد و أبعد أسفارنا إلى مشهد
مولانا علي ص و إلى مشهد سر من رأى سلام الله جل جلاله على من نسبت إليه و هي دون خمسة منازل للفارس و الراجل فلأجل ذلك اقتصرنا على هذا المقدار و فيه كفاية لذوي البصائر و الأبصار إن شاء الله تعالى
الباب الحادي عشر فيما نذكره من دواء لبعض جوارح الإنسان فيما يعرض في السفر من سقم للأبدان و فيه كتاب برء ساعة لابن زكريا واضح البيان
و قد ذكرنا فيما تقدم قبل التوجه للأسفار و عند الخروج من الدار ما إن عمل به عامل بالإخلاص و طهارة الأسرار كفاه في دفع الأخطار إن شاء الله تعالى و لكن لا يبعد أن يقع من بعض المسافرين بعد التوجه في سفره تقصير في طاعة رب العالمين فيخاف عليه من تكفير ذلك الذنب الكبير أو الصغير بسقم أو ألم لقوله جل جلاله وَ ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ 495 و لقوله جل جلاله إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ 496 فرأينا بالله جل جلاله أن نذكر في كتابنا هذا من الأدوية المجربة في الشفاء ما يرجى بها مع التوكل على الله جل جلاله زوال ذلك الداء. و كنا وقفنا على كتاب لابن زكريا قد سماه برء ساعة فننقله بألفاظه و نضيف بعد تمامه ما جربناه نحن أو جربه غيرنا مما يداوي به الإنسان بعض ما يعرض له في السفر من أخطار أسقامه و هذا لفظ كتاب ابن زكريا الذي أشرنا إليه. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله كما هو أهله و مستحقه و صلواته على خير خلقه محمد و آله و عترته و سلم تسليما كثيرا. هذا كتاب ألفه محمد بن زكريا الرازي في الطب و ترجمه 497 برء ساعة. قال أبو بكر محمد بن زكريا الرازي كنت عند الوزير أبي القاسم عبيد الله فجرى بحضرته ذكر شيء في الطب 498 و بحضرته جماعة ممن يدعي ذلك فتكلم كل واحد منهم في ذلك بمقدار ما بلغه علمه حتى قال بعضهم إن العلل من مواد تكون قد
اجتمعت على ممر الأيام و الشهور و ما يكون هذا سبيل كونه لا يكاد يبرأ في ساعة بل يكون في مثل ذلك من الأيام و الشهور حتى يتم برء العليل فسمع كلامه جماعة ممن حضر من المتطببين كل ذلك يريدون به كثرة الذهاب و المجيء إلى العليل و أخذ الشيء منه بعد الشيء فعرفت الوزير أن من العلل ما يجتمع في أيام و يبرأ في ساعة واحدة و قد يكون في شهر و يبرأ في ساعة فتعجبوا من ذلك. فسألني الوزير أن أؤلف في ذلك كتابا يشتمل على العلل التي تبرأ في ساعة فبادرت إلى منزلي و عملت هذا الكتاب و اجتهدت فيه و سميته كتاب برء ساعة و هو مثل كتاب السر في الصنعة لأن هذا الكتاب هو دستور الطبيب و الله الموفق للصواب و هو حسبنا وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ . قال أبو بكر إن من شأن تأليف الكتب أن أذكر العلل التي تكون من الفرق إلى القدم و ليس كل العلل تبرأ في ساعة واحدة فلأجل ذلك ذكرنا عضوا و تركنا أعضاء كثيرة ثم ذكرنا بعد و قدمت ذكر ما يجوز أن يبرأ في ساعة إن شاء الله تعالى (باب الصداع) إذا كان الصداع في مقدم الرأس و ما 499 يلي الجبهة فإن ذلك يكون من فضل الدم يكون علاج ذلك أن يخرج شيئا من الدم إما بحجامة أو بفصد فإنه يسكن على المكان أو يشم شيئا من الأفيون 500 المصري الجيد و يجعل منه في فيه و أعراضه أو يأخذ شيئا من العناب 501 502 أو يأخذ شيئا من مرقة عدس أو يتناول شيئا من الكسفرة 503 اليابسة فإنه يسكن على المكان.
و قد يكون من مادة صفراوية و دليل ذلك الحرارة و يكون علاج ذلك أن تبل خرقة كتان بدهن ورد و خل خمر و توضع على الرأس أو لبن جارية تبل به الخرقة أو تبل بدهن ورد فإن ذلك يسكن على المكان 504 . أو يشم النيلوفر 505 و يأكل من لب الخيار الذي قد وضع في خل 506 أو يتناول شيئا من الربوب الحامضة التي من شأنها إطفاء الصفراء فإنه يسكن في الوقت إن شاء الله تعالى. و إذا كان الصداع في مؤخر الرأس مما يلي القمحدوة 507 فإن ذلك يكون من البلغم و علاج ذلك أن يقيأ العليل بالسكنجبين و بالفجل 508 و يشرب عليه ماء الشبت 509 حتى يتقيأ كل ما في جوفه من البلغم و يجتهد أن يكون ذلك في ماء حار فإنه يسكن على المكان و يتناول شيئا من الإهليلج 510 511 و الأملج 512 513 المربى فإنه يسكن في الوقت و أن تمضمض بأيارج قبقرا يبرأ في الوقت إن شاء الله تعالى (في هيجان العين) و يكون هيجان العين من المشي في الشمس علاجه أن يشم الأفيون المصري و يطلي العين 514 به و يكون ذلك بعقب الجلوس عند النار فإن كان يعقبه الرمد تناول شيئا من الطعام مبلغم و ليكتحل بشيء من الإهليلج الكابلي فإنه يسكن و يبرأ في