کتابخانه روایات شیعه
تعرض من أصناف الهواء و علاج ذلك. الباب السابع في علل العين التي تعرض من اختلاف الهواء و الغبار و الرياح و غير ذلك. الباب الثامن في امتحان المياه المختلفة ليعلم أصلحها. الباب التاسع في إصلاح المياه الفاسدة. الباب العاشر في الاحتيال في عوز الماء و قلته بما يقطع العطش. الباب الحادي عشر في التحرز من كل الهوام. الباب الثاني عشر في علاج عام في لسع الهوام جميعا. الباب الثالث عشر عما ذا يتولد العرق المديني و بما ذا يتحرز من تولده. الباب الرابع عشر في صفة علاج العرق المديني إذا تولد في البدن
الباب الأول كيف ينبغي أن يكون التدبير في السير نفسه و أوقات الطعام و الشراب و النوم و الباه
ينبغي أن يكون السير في الأوقات التي يكون الهواء على أحمد أحواله أعني أن يكون قريبا من الاعتدال و أن يكون بريئا من الحر المفرط و البرد المفرط. و أن يشد الحقوين و الصدر و الصلب بعمائم لينة شدا معتدلا يمنع البدن من الاهتزاز في أوقات الحركة الدائمة. و أن يتوقى تناول الغذاء في أوائل المسير أو في وسطه بل يكون التدبير في المسير و الغذاء و الراحة و الباه على ما أصف. ينبغي أن يكون السير إذا كان البدن مستريحا و المعدة نقية من الطعام و خروج فضل الغذاء من البطن و الأمعاء ثم يسار إلى المنزل و يتوخى ألا يكون أكله في المسير فإن اتصل فطال صير ما يغتذى به في السير سويق السلت و شراب الخوخ و شراب الإجاص أو شراب ورد أو جلاب و سكنجبين مجموعين بعد أن يكون السكر النقل في أوقات المسير و الحركة و لوز مقشر من قشرته يؤخذ مع السكر. فإذا نزل المنزل بودر بالراحة و النوم مدة يسيرة. فإن احتجت إلى استعمال الباه كان استعمال ذلك بعد الراحة اليسيرة من تعب حركة المسير ثم يستعمل صب الماء الفاتر على البدن و مرخه بالأدهان المعتدلة القوية المقوية للأعضاء المصلبة لها كدهن الورد و دهن الآس و الأدهان المعمولة بالأفاويه العطرية ثم يدلك البدن بعد ذلك المروخ بنخالة قد رش عليها نضوح مبرد أو ماء ورد و يصب على البدن بعقب ذلك ماء فاتر إلى البرد ما هو ليصلب البدن و يسدد ما قد تخلخل منه بحركة السير ثم يغتذى بعد ذلك بالغذاء المولد أخلاطا معتدلة سليمة من الاستحالة مثل لحوم الحملان الحولية إذا كانت صبغتها 593 سليمة من الفلفل
و الكرويا و الخولنجان 594 و الدارصيني و سائر الأبازير الحارة و إن وجد البيض النيمبرشت كان من أحمد ما يتغذى به. و بعد الاغتذاء يستعمل النوم و الراحة إلى وقت الحركة للمسير الثاني و إذا تدبر بهذا التدبير سلم من أن يجد في بدنه الأخلاط أو يعرض له إعياء أو غيره من الآفات التي يجلبها المسير إن شاء الله تعالى
الباب الثاني ما 595 الإعياء و عما ذا يحدث و كم أنواعه و بأي شيء يعالج كل نوع منه
و من أجل أنه لا يؤمن أن يتولد عن الحركة المفرطة إعياء ما يجب أن نصف الإعياء و أنواعه و بأي شيء ينبغي أن يحتال في إصلاحه و السلامة منه. فنقول إن الإعياء هو حال يحدث للبدن حس ألم يتولد عن حركة مفرطة و ذلك أن حركات البدن جميعا إنما تكن بالعضل و العصب الذي منشؤه و أصله النخاع فإذا تحرك البدن حركة مفرطة نال العضل المحرك له أذى بالاحتكاك و التصادم فيه الذي يكون بالحركة السريعة فالحال الحادثة عن ذلك تسمى إعياء و أنواع الإعياء التي ذكرها جالينوس أربعة فالأول منها يسمى المثقل. و الثاني الممدد. و الثالث المسخن. و الرابع المؤلم. فالأبدان الممتلئة أخلاطا لزجة غليظة مائلة إلى البرد و الرطوبة إذا تعبت بالحركة أذابت الحركة تلك الأخلاط و انضجتها فصارت دما رقيقا لطيفا تمتلئ به أوعية البدن و يزيد في دم البدن زيادة بينة فإن كانت قوة البدن ضعيفة كانت تلك الزيادة كلا عليه فأحس من ذلك بثقل أكثر ما يمكنه أن يحتمله فكان من ذلك الإعياء المثقل. و إن كانت قوة البدن قوية و تفي بحمل الأخلاط التي حللتها الحركة كان من ذلك الإعياء الممدد فيحس الإنسان كأن عروقه و أعضاءه تمدد للتمدد الذي تناله بالزيادة التي زادت فيها بالأخلاط التي أذابتها الحركة و حللتها. فأما الذي يكون مع إسخان و حرارة فالإعياء الذي يكون مع ألم يحس في
الأعضاء فإنهما يكونان في الأبدان التي أخلاطها لطيفة رقيقة فإذا تحركت هذه الأبدان حركة كثيرة حميت الأخلاط التي فيها و سخنت بالحركة إذ كانت في طبيعتها مائلة إلى الحركة فكان منها الإعياء الذي يكون من حرارة مع إسخان. فإن كانت الأخلاط في طبيعتها حارة ازدادت سخونة من قبل الحركة فكان من ذلك الإعياء المؤلم و ذلك أن الأخلاط تصير في هذه الحال بمنزلة الشيء الذي قد غلا و احتد يلذع و يؤلم. فهذه أسباب الإعياء الأربعة التي ذكرها جالينوس. فأما علاجها فإن النوع الأول و الثاني منها يصلحان بالتغميز الرقيق و المروخات بالأدهان المعتدلة الحارة كدهن الخيري 596 و دهن السوس و دهن الآس و الأدهان المتخذة بالزيت الذي قد طبخت فيه أفاويه طيبة الرائحة ملطفة محللة مثل الزيت الذي قد طبخ فيه القسط 597 و الأسطرك 598 و الميعة 599 أو أظفار الطيب 600 أو ذريرة القصب 601 و ما شابه ذلك من الأشياء العطرية التي ليست حرارتها مفرطة و يكون استعمال الغمز بأن يملأ الغامز كفه من لحم البدن و يشد عليه كفه شدا متساويا لا يكون شدة على ما يقع منه تحت إبهامه و أطراف أصابعه أكثر من شدة على سائر ما في كفه من اللحم بل يكون كأنه يضغط شيئا قد ملأ كفه. و كذلك أوقات الدهن يجب أن يكون مسحه للبدن بالراحة كلها و الأصابع مسحا واحدا و لا ينال البدن و أطراف الأصابع أشد من المسح الذي يناله من الكف
وسط الراحة. و أيضا فإن دخول الحمام و الاستنقاع في الماء المتعدل الحرارة الذي حرارته إلى الفتور ما هي تذهب بهذا الجنس من الإعياء. فأما الإعياء الذي يسخن فيه البدن و الإعياء الذي يكون منه في البدن شيء من جنس الألم فإن حاجته إلى الغمز يسيرة بل إن لم يستعمل فيه الغمز البتة كان ذلك أصلح و الذي ينبغي أن يقصد في تدبيره تمريخه بدهن ورد مع ماء فاتر قد خلط جميعا و ضرب ضربا شديدا حتى يصير في صورة الزبد و ذلك يكون إذا أخذ من الماء الفاتر جزء و من الدهن جزءان أو ثلاثة ثم ضربا في قارورة ضيقة الفم حتى يختلط و يمتزج بهما و كذلك يفعل بدهن الخيري و دهن البنفسج و دهن النيلوفر و يمسح البدن بهذه الأدهان مسحا رقيقا و يستعمل القعود في الماء الفاتر الذي فتوره بمقدار فتور اللبن الحليب في وقت حلبه. و الذي ينبغي أن يستعمل في أنواع الإعياء كلها من الأغذية الغذاء المعتدل في جوهرة و كميته و كيفيته و أن يحتمي من جميع الأشياء الظاهرة الحرارة التي تولد أخلاطا رديئة حارة و يبادر بعقب الإعياء و أن يتوقى الحركة بعد الطعام و في الأوقات التي يظن فيها أن في المعدة طعاما و أن يتوقى شرب الماء البارد بعقب التعب الكثير
الباب الثالث في أصناف الغمز و دلك القدم و في أي الأحوال يحتاج إلى كل صنف من أصناف الغمز و في أيها يحتاج إلى دلك القدم