کتابخانه روایات شیعه
فهذا ما يحتاج إليه من العمل بعلاج الأذن من العلل التي لا يؤمن أن تحدث في الأسفار
الباب السادس في الزكام و النوازل و السعال و ما شابه ذلك من الأشياء التي تعرض من اختلاف الهواء و علاج ذلك
هذه العلل أعني الزكام و البحوحة و النوازل و السعال و ما أشبه ذلك تتولد في أكثر الأمر 626 من رطوبة فضلية تنصب من الدماغ فإن كان انصبابها إلى الأنف في المجاري المشاشية التي بين طرف الأنف و بين الدماغ سمي ذلك زكاما و إن كان انصبابها إلى مجاري الحلق و النغانغ 627 سمي ذلك نزلة و إن كان انصبابها يتجاوز ذلك حتى يصير إلى قصبة الرئة و ما يلي الصدر سمي ذلك أيضا نزلة إلى الصدر. فإن كان الفضل غليظا لزجا كان منه سعال شديد يقذف معه رطوبات فضلية و إن كان الفضل رقيقا مائيا أحدث السعال الذي يسمى يابسا. و هذه العلل قد تتولد من سوء مزاج حار و بارد جميعا. فأما ما يتحرز به منها في وقت هبوب الرياح الحارة و الباردة فقد وصفناه فيما تقدم. و أما ما يتعالج به منها إذا حدثت و استحكمت فإنا نصفه الآن على أن كل ما وصفناه في التحرز من الزكام و النوازل من الروائح التي تستنشق قد ينتفع بها إذا استعملت بعد حدوث العلة منفعة بينة. صفة البخورات التي تذهب بالزكام. القراطيس إذا أشعلت بالنار و قربت من الأنف و استنشق دخانها دائما أذهبت الزكام. و كذلك السكر الطبرزد إذا أحرق بالنار حتى يخرج منه دخان و استنشق دخانه نفع.
و كذلك يفعل الأصطرك و الكارباه 628 و البخورات المتصلة بالأفاويه العطرية الحادة الرائحة. فإذا اتصل الزكام و لم تنجع فيه هذه الروائح ألزق على الجبهة الضماد الذي يقال له بربارا و الضماد الذي يقال له اثينا و الضماد الذي يقال له انكاسوس و هي ضمادات مشهورة لا اختلاف في صفاتها فلذلك لم يكن بنا حاجة إلى نسخها. (صفة بخور نافع من النوازل منضج يجمع الفضول الغليظة المنحدرة من الرأس.) يؤخذ من الأصطرك و هو ميعة الرمان و من المصطكى و من بزر الكرفس الجبلي من كل واحد أوقية و من الزرنيخ الأحمر وزن نصف درهم و من حب الغار حبتين يدق ذلك و يجمع و يعجن بعسل و يتبخر به من الزكام الذي لم ينضج و من السعال الشديد و ذلك بأن يوضع منه شيء يسير على جمر فحم و يوضع عليه قمع يجتمع البخار فيؤديه إلى الموضع الذي يقصد لعلاجه. (صفة دواء يشرب نافع من النوازل التي قد صارت إلى الصدور و ولدت سعالا.) يؤخذ بزر البنج وزن اثني عشر درهما حب الصنوبر وزن ستة دراهم المر وزن درهم يسحق ذلك و يعجن بعقيد العنب و يؤخذ منه في كل غداة و عشاء مقدار وزن درهم بماء حار. صفة دواء آخر يقوم مقام الحساء يذهب بأوجاع السعال كلها و يفعل فعلا قريب المنفعة. يؤخذ من العسل وزن عشرة دراهم و من السمن وزن خمسة دراهم و من الزوفى 629 وزن درهمين و من التين أربع تينات و من الصنوبر المرضوض المنقى وزن عشرة دراهم و من أصل السوس وزن عشرة دراهم يطبخ الزوفى و التين و الصنوبر و أصل السوس بماء قدر رطلين حتى يبقى نصف رطل ثم يصفى و يلقى عليه السمن و العسل و يطبخ حتى يصير في ثخن اللعوق
الباب السابع في علل العين التي تحدث عن اختلاف الهواء و الغبار و الرياح و غير ذلك
أما غبار تراب الأرض النقية التي لا يشوبها شيء من الرماد و الرمل و دقاق التبن و ما شابه ذلك فإنه ليس بضار للعين الصحيحة و ذلك أن جوهر العين بالجملة رطب و كل أرض طبيعتها يابسة و ما انسحق منها حتى يصير غبارا إذا كان من أرض محض لا يشوبها غيرها فهو لا محالة يابس فمن هذه الجهة يقاوم رطوبة العين و يصلحها فأما العين التي فيها علة من رمد أو من عرض آخر فإن الغبار لها رديء لأنه لا يؤمن وحده أن يحدث فيها حادث من حرارة أو حدة أو غير ذلك من الآفات و كذلك ينبغي أن يتوقى منه في الأعين التي فيها علة غاية التوقي. و مما يحفظ العين و يقويها و يمنع من آفات الغبار و الحر و العرق هذا البرود. (صفته) يؤخذ نشاستج 630 الحنطة وزن أربعة دراهم و من الصمغ وزن درهمين و من أسفيداج 631 الرصاص و أقليميا 632 و إثمد 633 من كل واحد وزن درهم تجمع هذه الأدوية مسحوقة منخولة بحريرة و ترفع في إناء و تستعمل وقت الحاجة إن شاء الله تعالى. (صفة برود آخر أبيض يقوي الناظر و يذهب بالدمعة) يؤخذ صدف محرق و لؤلؤ من كل واحد درهمين و نشاستج الحنطة وزن درهم و إثمد وزن درهمين و توتياء هندي وزن أربعة دراهم و كافور وزن دانق تدق هذه الأدوية و تسحق و تنخل بحريرة و ترفع في إناء و تستعمل عند الحاجة إن شاء الله تعالى.
(صفة برود آخر يطفئ الحرارة من العين) يؤخذ أسفيداج الرصاص وزن خمسة دراهم و شاذنج 634 هندي و مرقشيشا 635 و لؤلؤ من كل واحد وزن ثلاثة دراهم و صمغ وزن درهم و نحاس محرق وزن أربعة دراهم و مسك وزن حبتين تجمع هذه الأدوية مسحوقة منخولة بحريرة و ترفع في إناء و تستعمل عند الحاجة إن شاء الله تعالى. (صفة طلاء للأورام الحارة الملتهبة في العين) يؤخذ مر و صبر و عصارة الماميثا 636 و حضض و زعفران و أفتيمون و أقاقيا و طين أرمني أجزاء سواء يسحق و ينخل و يداف بماء عنب الثعلب و يستعمل عند الحاجة إن شاء الله تعالى. (صفة طلاء آخر يوضع على الصدغين فيصلح آفات العين و أوجاعها الشديدة) يؤخذ مر و زعفران و أفيون و بزر البنج و كندر أجزاء سواء و يطلى على القرطاس و يصير على الصدغين إن شاء الله تعالى
الباب الثامن في امتحان المياه المختلفة ليعلم أيها أصلح
أجود المياه و أحمدها ما كان لا طعم له و لا رائحة و لا لون و هذا الجنس من المياه يكون صافيا سليما من مخالطة سائر الأجسام إياه و ذلك أن كل ماء يحس له طعم أو رائحة فإنما يحس ذلك فيه من جوهر آخر قد خالطه فيظهر طعم ذلك الجوهر فيه و لونه و رائحته و لذلك ينسب ذلك الماء إلى ذلك الجوهر الذي خالطه فيسمى بالكبريتي أو بورقي أو قفري أو نطروني أو غير ذلك من الأسماء فما كان سليما من هذه الخواص فإنه لا محالة يكون صافيا في لونه لذيذا في ذوقه طيبا في رائحته ينفذ عن المعدة إلى الأعضاء نفوذا سهلا فأما ما غلبت عليه رائحة كريهة أو طعم رديء أو لون كدر فينبغي أن يجتنب. و أقوى دلائل المياه المحمودة الدليل الذي ذكره بقراط و هو أن يبرد سريعا. و من الناس من يمتحن المياه بالوزن فيحكم لأخفها بأنه أجودها و هذه المحنة ليست بصحيحة إلا أن يجتمع معها الدلائل الأخر المحمودة أعني طيب الرائحة و عذوبة الطعم و صفاء اللون و النفوذ من المعدة سريعا و أن يسخن سريعا و يبرد سريعا و أن يكون في ينبوعه في الصيف باردا و في الشتاء فاترا. و المياه المجتمعة من الأمطار في نقائع نظيفة هي مياه محمودة نافعة لأن الشمس قد طيبتها و أذهبت عنها كل آفة كانت فيها و حللت أجزاءها. فأما المياه التي تكون من ذوبان الثلج و الجليد و ما شابه ذلك فهي كلها رديئة ضارة و ذلك أن وقت جمودها يتحلل كل ما كان فيها من جوهر رقيق لطيف و يبقى أغلظ جوهرها و أكثفه فلذلك ينبغي أن يجتنب. و كذلك ما كان من المياه مجتمعا في مواضع مستترة عن الشمس كثيرة التبن 637 و الطين فإنها كلها رديئة
الباب التاسع في إصلاح المياه الفاسدة