کتابخانه روایات شیعه
يداف الكثيراء ببياض البيض الطري فإذا ذاب سحق بزر القثاء المقشر و ألقي عليه و تتخذ منه أقراص و تجفف في الظل فإذا احتيج إليه أخذ منه قرص و أمسك تحت اللسان فكلما ذاب منه شيء ابتلع فإنه يذهب بالعطش إن شاء الله تعالى. و عصارات الفواكه الرطبة و البقول الباردة إذا عصرت و استعملت سكنت العطش و البزرقطونا 643 إذا بل بماء الخيار أو ببعض مياه الفواكه حتى يستخرج لعابه و أمسك في الفم لعابا كثيرا و يبلع شيئا بعد شيء يذهب العطش و كذلك يفعل حب السفرجل
الباب الحادي عشر في التحرز من جملة الهوام
أول ما ينبغي أن يتحرز به من الهوام أن يرش أرض الموضع الذي لا يؤمن فيه الهوام بماء قد طبخ فيه بابونج و حنظل و حرمل أو ثوم أو بنجنكشت 644 و أن تسد مواضع جميع الأجحرة التي فيها و المواضع التي لا يؤمن أن يخرج منها الهوام بهذه البخورات. صفة ما يتبخر به فيذهب بالهوام يبخر الموضع بقرن الأيل 645 أو بأظلاف المعزى أو بشعورها أو بالحجر الذي يسمى عاعاطس 646 أو مقل اليهود أو بجوز السرو 647 أو بورق الشونيز أو شونيز أو بورق العنجنكشت أو بالسكبينج أو بالجند بادستر أو بالكارباه كل هذه الأشياء إذا تبخر بها أو ببعضها أو بواحد منها أذهبت رائحتها الهوام المؤذية بإذن الله. صفة بخور يذهب بالبعوض و البق و الجرجس 648 يؤخذ من القلقديس و بزر الشونيز البري و الكمون متساوية الأجزاء فيبخر به الموضع مرارا كثيرة و ينبغي أن توقد نار قوية في الموضع الذي يتخوف فيه من الهوام فإن الهوام تهرب من ضوء النار و ينبغي أن يفرش في المواضع التي يتخوف فيها من هوام الأرض من حشيش الأشراس و الفنجكشت و بالصعتر البري و بالفوتنج 649 النهري
و الشيح و القيصوم و الجعدة 650 و المشكمطرامشير 651 فإن لم يتهيأ من هذه الحشائش ما يفرش به المكان كله جعل منها حول المرقد و المجلس فإنها تمنع الهوام منه إن شاء الله تعالى. و إن اتفق أن يكون المنزل في هذا السفر في الصحاري فينبغي أن يتوقى النزول تحت الأشجار و الوقود تحتها فإن كثيرا من الأشجار البرية تكون فيها الهوام فإذا جعل الوقود تحتها نزلت من حرارة بخار النار و قد قويت بحرارتها فأفسدت و أذت. فأما الأواني فينبغي أن يستقصى سد رءوسها و لا سيما في المواضع التي يتخوف فيها من الحيات و لتكن أغطية الأواني الصغار من القوارير و الدساتيج 652 و ما فيه الأشربة و ما شابه ذلك متخذة من شمع قد خلط فيه برادة العاج و بارزد 653 و كمون كرماني فإن هذه الأشياء كلها لا يكاد يقربها شيء من الهوام. فأما الزنابير و النحل فإنه يتحرز منها بالتمسح بورق الخبازي و بمائه و باستعمال الأدهان في المواضع التي يخاف مضرتها فيها
الباب الثاني عشر في علاج عام من لسع الهوام جميعا
فإن عرض لأحد أن يناله آفة من بعض الهوام أيها كان فأول ما ينبغي أن يبدأ به من العلاج أن يمص الموضع مصا شديدا و أن يكون الذي يمصه ليس بصائم بل يكون قد تناول طعاما و أن يتمضمض قبل المص بنبيذ مطبوخ و أن يمسك في فيه زيتا في وقت مصه فإذا مصه فينبغي أن يأخذ قدح زجاج و يشعل فتيله بالنار فإذا استوقدت يلقيها داخل القدح و يكب القدح على الموضع فإن القدح عند ذلك يقوم مقام المحجمة و يجلب السم من داخل الأعضاء إلى خارجها ثم يشرط الموضع المنتفخ و يمص حتى يخرج منه دم صالح فإن خروج ذلك الدم يخرج السم أيضا إن شاء الله تعالى. و ينبغي بعد ذلك أن يضمد الموضع بالأدوية الحارة التي لها جذب قوي مثل رماد الكبريت و رماد ورق التين أو لباب الخبز 654 أو بصل مدقوق أو كراث البقل أو زبل الغنم كل ذلك يخلط معه ملح مدقوق و يعجن بمري أو بخل أو بهما جميعا و يضمد به الموضع. و الزفت الرطب أيضا إذا ضمد به موضع اللسع نفع منفعة بينة و ينبغي أن يبل الموضع أيضا بخل قد طبخ به فوتنج جبلي و صعتر أو بماء البحر أو بماء مالح فإن هذه الأشياء تجذب السم أي سم كان و تخرجه إن شاء الله تعالى. و ينبغي أن يضمد الموضع بفراخ الحمام و فراريج ذبحت ساعتها حارة و تشد على العضو فإنها تجذب السم و تسكن الوجع. و ينبغي أن يضمد الموضع أيضا بالأضمدة المركبة المعمولة بقاقلة الطيب و بالأشياء العطرية القوية الرائحة و ينبغي أن يسقى الملسوع أي حيوان كان لسعه من ذوات السم من جوز السرو أو حمر و هو قفر اليهود 655 من كل واحد وزن درهم
بشراب أو من ماء الحشيشة التي تسمى بالبورس و هي غبيراء ذكر يعصر و يسقى من مائها قدر أوقيتين و دم السلحفاة البحرية من الأدوية القوية في دفع السموم و تسكين الوجع و كذلك الجند بادستر و أصل القثاء و ماء الكراث و الحشيشة المعروفة بخصى الثعلب و الفنجنكشت و الزراوند 656 و حب الغار و السراطين النهرية مشوية أو مطبوخة هذه الأدوية كلها تعمل في دفع السم و تسكين الوجع عملا صالحا. و من الأدوية المركبة الترياق الأعظم إذا شرب نفع من لسع جميع الهوام و لكن يحتاج أن يبادر به قبل وصول السم إلى الأعضاء على أن لا تقتل آفة السم و تدفعها. و قد ينفع من لسع الهوام استعمال الأشياء التي تولد العرق و تخرج الفضول من البدن و يستعمل أيضا هذا الدواء فإنه كثير المنفعة في لسع الحيات و العقارب و جميع الهوام. أخلاطه يؤخذ من السكبينج و أصل السوس الأسمانجوني الأزرق و الزنجبيل من كل واحد وزن أربعة دراهم و من الزراوند وزن خمسة دراهم و من السذاب و الغاريقون 657 من كل واحد ثلاثة دراهم و من دقيق الكرسنة 658 وزن درهمين يدق ذلك أجمع و ينخل و يتخذ منه أقراص وزن كل قرص أربعة دوانيق و يشرب في وقت الحاجة بشراب أو ببعض الأشربة المتخذة من الفواكه أو بماء حار نافع إن شاء الله تعالى. و في نسخة أخرى و قد ينفع من لسع الهوام فصد العرق لا سيما إذا كان الملسوع شابا ممتلئ البدن
الباب الثالث عشر عما ذا يتولد العرق المديني و بما ذا يتحرز من تولده
من أجل أن العرق المديني يتولد كثيرا في ذلك الصقع حتى صار يعرف باسمه أعني بالمدينة رأيت أن أصف التدبير الذي يتحرز به منه. فأقول إن تولد هذا العرق في اللحم كتولد الحيات و حب القرع و أصناف الدود في البطن و كتولد سائر الأشياء التي تدب على الأرض منها. و العلة التي تشمل هذه الأشياء في تولدها العفونة المعتدلة و كما أن كل ما يعفن من جميع الأجسام يولد حيوانا ما كذلك العفن في اللحم يكون منه تولد هذا العرق و كل تعفن فإنما يكون باجتماع حرارة و رطوبة بأقساط معلومة. و تلك الأقساط ليس يدركها البشر و ليس يعلم مقاديرها إلا الباري سبحانه و جل ثناؤه على أنها ليست محصورة حصرا لا يلزم فيها زيادة و لا نقصان لكنها مختلفة و اختلافها على قدر اختلاف الحيوان المتولد منها فإن الأقساط من الحرارة و الرطوبة التي تتولد عنها الحيات في البطن خلاف الأقساط التي تتولد عنها حبات القرع و أن الأقساط التي يتولد عنها القمل و البراغيث و البق و الجرجس و كذلك الأقساط التي يتولد عنها من الأرض الضب و اليربوع و الجرذان و خلاف الأقساط التي تتولد عنها الحيات و العقارب و بنات وردان. و على هذا القياس تختلف هذه الحيوانات في البلدان على قدر اختلاف ترب البلدان فإن كل بلد قد تخصه تربة يتولد فيها من هذه الحيوانات خلاف الحيوانات التي تتولد في التربة الأخرى فالأرض الجصية يتولد فيها من الحيوانات خلاف ما يتولد في الأرض الرمادية و الأرض الحمراء التربة يتولد فيها حيوان غير الحيوانات التي تتولد في الأرض السوداء إذ كان التعفن في كل واحد من الترب يكون في مقادير مختلفة مخالفة للمقادير التي تكون في التربة التي يكون منها الحيوان من غير تلك التربة. فلهذه العلة صار يتولد في كل بلد جنس من الحيوان مخالف للجنس الذي يتولد في البلد الآخر حتى صار بعض البلدان لا يتولد فيها العقرب البتة و بعضها لا يتولد فيها