کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

الأمان من أخطار الأسفار و الأزمان

[مقدمة التحقيق‏] ترجمة المؤلّف‏ حياته: أقوال العلماء فيه: مصنّفاته: مصادر الترجمة: النسخ المعتمدة في التحقيق: منهجية التحقيق: المقدمة فصل في ذكر تفصيل ما قدمناه و أجملناه من الأبواب و الفصول‏ الباب الأول فيما نذكره من كيفية العزم و النية للأسفار و ما يحتاج إليه قبل الخروج من المسكن و الدار و فيه فصول‏ الفصل الأول فيما نذكره من عزم الإنسان و نيته لسفره على اختلاف إرادته‏ الفصل الثاني فيما نذكره من الأخبار التي وردت في تعيين اختيار أوقات الأسفار الفصل الثالث فيما نذكره من نيتنا إذا أردنا التوجه في الأسفار الفصل الرابع فيما نذكره من الوصية المأمور بها عند الأسفار و الاستظهار بمقتضى الأخبار و الاعتبار الفصل الخامس فيما نذكره من الأيام و الأوقات التي يكره فيها الابتداء في الأسفار بمقتضى الأخبار الفصل السادس فيما نذكره من الغسل قبل الأسفار و ما يجريه الله جل جلاله على خاطرنا من الأذكار الفصل السابع فيما أذكره مما أقوله أنا عند خلع ثيابي للاغتسال و ما أذكره عند الغسل من النية و الابتهال‏ الفصل الثامن فيما نذكره عند لبس الثياب من الآداب‏ الفصل التاسع فيما نذكره مما يتعلق بالتطيب و البخور الفصل العاشر فيما نذكره من الأذكار عند تسريح اللحية و عند النظر في المرآة الفصل الحادي عشر فيما نذكره من الصدقة و دعائها عند السفر و دفع ما يخاف من الخطر الفصل الثاني عشر فيما نذكره من توديع العيال بالصلاة و الدعاء و الابتهال و صواب المقال‏ الفصل الثالث عشر في رواية أخرى بالصلاة عند توديع العيال بأربع ركعات و ابتهال‏ الفصل الرابع عشر فيما نذكره من توديع الروحانيين الذين يخلفهم المسافر في منزله مع عياله و ما ذا يخاطبهم من مقاله‏ الفصل الخامس عشر فيما نذكره من الترغيب و الترهيب للعيال قبل التوجه و الانفصال‏ الباب الثاني فيما يصحبه الإنسان معه في أسفاره للسلامة من أخطاره و أكداره و فيه فصول‏ الفصل الأول فيما نذكره من صحبة العصا اللوز المر في الأسفار و السلامة بها من الأخطار الفصل الثاني فيما نذكره من أن أخذ التربة الشريفة في الحضر و السفر أمان من الخطر الفصل الثالث فيما نذكره من أخذ خواتيم في السفر للأمان من الضرر الفصل الرابع فيما نذكره من تمام ما يمكن أن يحتاج إليه في هذه الثلاثة فصول‏ الفصل الخامس فيما نذكره من فوائد التختم بالعقيق في الأسفار و عند الخوف من الأخطار و أنها دافعة للمضار الباب الثالث فيما نذكره مما يصحبه الإنسان في السفر من الرفقاء و المهام و الطعام و فيه فصول‏ الفصل الأول في النهي عن الانفراد في الأسفار و استعداد الرفقاء لدفع الأخطار الفصل الثاني فيما يستصحبه في سفره من الآلات بمقتضى الروايات و ما نذكره من الزيادات‏ الفصل الثالث فيما نذكره من إعداد الطعام للأسفار و ما يتصل به من الآداب و الأذكار الفصل الرابع فيما نذكره من آداب المأكول و المشروب بالمنقول‏ الباب الرابع فيما نذكره من الآداب في لبس المداس أو النعل أو السيف و العدة عند الأسفار و فيه فصول‏ الفصل الأول فيما نذكره مما يختص بالنعل و الخف‏ الفصل الثاني في صحبة السيف في السفر و ما يتعلق به من العوذة الدافعة للخطر الفصل الثالث فيما نذكره من القوس و النشاب و من ابتدأه و ما يقصد بحمله من رضى سلطان الحساب‏ الباب الخامس فيما نذكره من استعداد العوذ للفارس و الراكب عند الأسفار و للدواب للحماية من الأخطار و فيه فصول‏ الفصل الأول في العوذة المروية عن مولانا محمد بن علي الجواد ص و هي العوذة الحامية من ضرب السيف و من كل خوف‏ الفصل الثاني في العوذة المجربة في دفع الأخطار و يصلح أن تكون مع الإنسان في الأسفار الفصل الثالث فيما نذكره من العوذ التي تكون في العمامة لتمام السلامة الفصل الرابع‏ فيما نذكره من اتخاذ عوذة للفارس و الفرس و للدواب بحسب ما وجدناه داخلا في هذا الباب‏ الفصل الخامس فيما نذكره من دعاء دعا به قائله على فرس قد مات فعاش‏ الباب السادس فيما نذكره مما يحمله صحبته من الكتب التي تعين على العبادة و زيادة السعادة و فيه فصول‏ الفصل الأول في حمل المصحف الشريف و بعض ما يروى في دفع الأمر المخوف‏ الفصل الثاني إذا كان سفره مقدار نهار و ما يحمل معه من الكتب للاستظهار الفصل الثالث فيما نذكره إن كان سفره يوما و ليلة و نحو هذا المقدار و ما يصحبه للعبادة و الحفظ و الاستظهار الفصل الرابع فيما نذكره إن كان سفره مقدار أسبوع أو نحو هذا التقدير و ما يحتاج أن يصحب معه للمعونة على دفع المحاذير الفصل الخامس فيما نذكره إن كان سفره مقدار شهر على التقريب‏ الفصل السادس فيما نذكره لمن كان سفره مقدار سنة أو شهور و ما يصحب معه لزيادة العبادة و السرور و دفع المحذور الفصل السابع فيما يصحبه أيضا في أسفاره من الكتب لزيادة مساره و دفع أخطاره‏ الفصل الثامن فيما نذكره من صلاة المسافرين و ما يقتضي الاهتمام بها عند العارفين‏ الفصل التاسع فيما نذكره مما يحتاج إليه المسافر من معرفة القبلة للصلوات‏ الفصل العاشر فيما نذكر إذا اشتبه مطلع الشمس عليه إن كان غيما أو وجد مانعا لا يعرف سمت القبلة ليتوجه إليه‏ الفصل الحادي عشر فيما نذكره من الأخبار المروية بالعمل على القرعة الشرعية الفصل الثاني عشر فيما نذكره من روايات في صفة القرعة الشرعية كنا ذكرناها في كتاب فتح الأبواب بين ذوي الألباب و رب الأرباب‏ فصل فيما جربناه و فيه دلالة على القبلة الفصل الثالث عشرة فيما نذكره من آداب الأسفار عن الصادق ابن الصادقين الأبرار ع حدث بها عن لقمان نذكر منها ما يحتاج إليه الآن‏ الباب السابع فيما نذكره إذا شرع الإنسان في خروجه من الدار للأسفار و ما يعمله عند الباب و عند ركوب الدواب و فيه فصول‏ الفصل الأول فيما نذكره من تعيين الساعة التي يخرج فيها في ذلك النهار إلى الأسفار الفصل الثاني فيما نذكره من التحنك للعمامة عند تحقيق عزمك على السفر لتسلم من الخطر الفصل الثالث في التحنك بالعمامة البيضاء عند السفر يوم السبت‏ الفصل الرابع فيما نذكره مما يدعى به عند ساعة التوجه و عند الوقوف على الباب لفتح أبواب المحاب‏ الفصل الخامس في ذكر ما نختاره من الآداب و الدعاء عند ركوب الدواب‏ فصل‏ الباب الثامن فيما نذكره عند المسير و الطريق و مهمات حسن التوفيق و الأمان من الخطر و التعويق و فيه فصول‏ الفصل الأول فيما نذكره‏ عند المسير من القول و حسن التدبير الفصل الثاني فيما نذكره من العبور على القناطر و الجسور و ما في ذلك من الأمور الفصل الثالث فيما نذكره مما يتفأل به المسافر و يخاف الخطر منه و ما يدفع ذلك عنه‏ الباب التاسع فيما نذكره إذا كان سفره في سفينة أو عبوره فيها و ما يفتح علينا من مهماتها و فيه فصول‏ الفصل الأول فيما نذكره عند نزوله في السفينة الفصل الثاني فيما نذكره من الإنشاء عند ركوب السفينة و السفر في الماء الفصل الثالث في النجاة في السفينة بآيات من القرآن نذكرها ليقتدي بها أهل الإيمان‏ الفصل الرابع فيما نذكره مما يمكن أن يكون سببا لما قدمناه من الصلاة على محمد و آله ص عند ركوب السفينة للسلامة و اللعن لأعدائهم من أهل الندامة الفصل الخامس فيما نذكره من دعاء دعا به من سقط من مركب في البحار فنجاه الله تعالى من تلك الأخطار الفصل السادس فيما نذكره من دعاء ذكر في تاريخ أن المسلمين دعوا به فجازوا على بحر و ظفروا بالمحاربين‏ الفصل السابع فيما نذكره عن مولانا علي ص عند خوف الغرق فيسلم مما يخاف عليه‏ الفصل الثامن فيما نذكره عند الضلال في الطرقات بمقتضى الروايات‏ الفصل التاسع فيما نذكره من تصديق صاحب الرسالة أن في الأرض من الجن من يدل على الطريق عند الضلالة الفصل العاشر فيما نذكره إذا خاف في طريقه من الأعداء و اللصوص و هو من أدعية السر المنصوص‏ ذكر آيات يحتجب الإنسان بها من أهل العداوات‏ الفصل الحادي عشر فيما نذكره مما يكون أمانا من اللص إذا ظفر به و يتخلص من عطبه‏ الفصل الثاني عشر فيما نذكره من دعاء قاله مولانا علي ع عند كيد الأعداء فظفر بدفع ذلك الابتلاء الفصل الثالث عشر فيما نذكره من أن المؤمن إذا كان مخلصا أخاف الله منه كل شي‏ء الفصل الرابع عشر فيما نذكره إذا خاف من المطر في سفره و كيف يسلم من ضرره و إذا عطش كيف يغاث و يأمن من خطره‏ الفصل الخامس عشر فيما نذكره إذا تعذر على المسافر الماء الفصل السادس عشر فيما نذكره إذا خاف شيطانا أو ساحرا الفصل السابع عشر فيما نذكره لدفع ضرر السباع‏ الفصل الثامن عشر في حديث آخر للسلامة من السباع‏ الفصل التاسع عشر في دفع خطر الأسد و يمكن أن يدفع به ضرر كل أحد الفصل العشرون فيما نذكره إذا خاف من السرق‏ الفصل الحادي و العشرون فيما نذكره لاستصعاب الدابة الفصل الثاني و العشرون فيما نذكره إذا حصلت الملعونة في عين دابته يقرؤها و يمر يده على عينها و وجهها أو يكتبها و يمر الكتابة عليها بإخلاص نيته‏ الفصل الثالث و العشرون فيما نذكره من الدعاء الفاضل إذا أشرف على بلد أو قرية أو بعض المنازل‏ الفصل الرابع و العشرون فيما نذكره من اختيار مواضع النزول و ما يفتح علينا من المعقول و المنقول‏ الفصل الخامس و العشرون فيما نذكره من أن اختيار المنازل منها ما يعرف صوابه بالنظر الظاهر و منها ما يعرفه الله جل جلاله لمن يشاء بنوره الباهر الباب العاشر فيما نذكره مما نقوله عند النزول من المروي المنقول و ما يفتح علينا من زيادة في القبول و ما نتحصن به من المخوفات من الدعوات و فيه فصول‏ الفصل الأول فيما نذكره مما يقوله إذا نزل ببعض المنازل‏ الفصل الثاني فيما نذكره من زيادة الاستظهار للظفر بالمسار و دفع الأخطار الفصل الثالث فيما نذكره من الأدعية المنقولات لدفع محذورات مسميات‏ الفصل الرابع فيما نذكره مما يحفظه الله جل جلاله به إذا أراد النوم في منازل أسفاره‏ الفصل الخامس فيما نذكره مما يقوله المسافر لزوال وحشته و الأمان عند نومه من مضرته‏ الفصل السادس فيما نذكره من زيادة السعادة و السلامة بما يقوله عند النوم في سفره ليظفر بالعناية التامة الفصل السابع فيما نذكره مما كان رسول الله يقوله إذا غزا أو سافر فأدركه الليل‏ الفصل الثامن فيما نذكره إذا استيقظ من نومه‏ الفصل التاسع فيما نذكره مما يقوله و يفعله عند رحيله من المنزل الأول‏ الفصل العاشر فيما نذكره في وداع المنزل الأول من الإنشاء الفصل الحادي عشر فيما نذكره من وداع الأرض التي عبدنا الله جل جلاله عند النزول عليها في المنزل الأول‏ الفصل الثاني عشر فيما نذكره من القول عند ركوب الدواب من المنزل الثاني عوضا عما ذكرناه في أوائل الكتاب‏ الباب الحادي عشر فيما نذكره من دواء لبعض جوارح الإنسان فيما يعرض في السفر من سقم للأبدان و فيه كتاب برء ساعة لابن زكريا واضح البيان‏ الباب الثاني عشر فيما جربناه و اقترن بالقبول و فيه عدة فصول‏ الفصل الأول فيما جربناه لزوال الحمى فوجدناه كما رويناه‏ الفصل الثاني في عوذة جربناها لسائر الأمراض فتزول بقدرة الله جل جلاله الذي لا يخيب لديه المأمول‏ الفصل الثالث فيما نذكره لزوال الأسقام و جربناه فبلغنا به نهايات المرام‏ الفصل الرابع فيما نذكره من الاستشفاء بالعسل و الماء الفصل الخامس فيما جربناه أيضا و بلغنا به ما تمنيناه‏ الباب الثالث عشر فيما نذكره من كتاب صنفه قسطا بن لوقا لأبي محمد الحسن بن مخلد في تدبير الأبدان في السفر للسلامة من المرض و الخطر الباب الأول كيف ينبغي أن يكون التدبير في السير نفسه و أوقات الطعام و الشراب و النوم و الباه‏ الباب الثاني ما الإعياء و عما ذا يحدث و كم أنواعه و بأي شي‏ء يعالج كل نوع منه‏ الباب الثالث في أصناف الغمز و دلك القدم و في أي الأحوال يحتاج إلى كل صنف من أصناف الغمز و في أيها يحتاج إلى دلك القدم‏ الباب الرابع في العلل التي تتولد من هبوب الرياح المختلفة المفرطة البرد أو الحر أو الغبار الكثير و كيف ينبغي أن يحتال لإصلاحها الباب الخامس في وجع الأذن الذي يعرض كثيرا من هبوب الرياح المختلفة و كيف ينبغي أن يحتال لإصلاحها الباب السادس في الزكام و النوازل و السعال و ما شابه ذلك من الأشياء التي تعرض من اختلاف الهواء و علاج ذلك‏ الباب السابع في علل العين التي تحدث عن اختلاف الهواء و الغبار و الرياح و غير ذلك‏ الباب الثامن في امتحان المياه المختلفة ليعلم أيها أصلح‏ الباب التاسع في إصلاح المياه الفاسدة الباب العاشر في احتيال ما يذهب بالعطش عند عدم الماء أو قلته‏ الباب الحادي عشر في التحرز من جملة الهوام‏ الباب الثاني عشر في علاج عام من لسع الهوام جميعا الباب الثالث عشر عما ذا يتولد العرق المديني و بما ذا يتحرز من تولده‏ الباب الرابع عشر في وصف العلاج من العرق المديني إذا تولد في البدن‏

الأمان من أخطار الأسفار و الأزمان


صفحه قبل

الأمان من أخطار الأسفار و الأزمان، ص: 190

يداف الكثيراء ببياض البيض الطري فإذا ذاب سحق بزر القثاء المقشر و ألقي عليه و تتخذ منه أقراص و تجفف في الظل فإذا احتيج إليه أخذ منه قرص و أمسك تحت اللسان فكلما ذاب منه شي‏ء ابتلع فإنه يذهب بالعطش إن شاء الله تعالى. و عصارات الفواكه الرطبة و البقول الباردة إذا عصرت و استعملت سكنت العطش و البزرقطونا 643 إذا بل بماء الخيار أو ببعض مياه الفواكه حتى يستخرج لعابه و أمسك في الفم لعابا كثيرا و يبلع شيئا بعد شي‏ء يذهب العطش و كذلك يفعل حب السفرجل‏

الأمان من أخطار الأسفار و الأزمان، ص: 191

الباب الحادي عشر في التحرز من جملة الهوام‏

أول ما ينبغي أن يتحرز به من الهوام أن يرش أرض الموضع الذي لا يؤمن فيه الهوام بماء قد طبخ فيه بابونج و حنظل و حرمل أو ثوم أو بنجنكشت‏ 644 و أن تسد مواضع جميع الأجحرة التي فيها و المواضع التي لا يؤمن أن يخرج منها الهوام بهذه البخورات. صفة ما يتبخر به فيذهب بالهوام يبخر الموضع بقرن الأيل‏ 645 أو بأظلاف المعزى أو بشعورها أو بالحجر الذي يسمى عاعاطس‏ 646 أو مقل اليهود أو بجوز السرو 647 أو بورق الشونيز أو شونيز أو بورق العنجنكشت أو بالسكبينج أو بالجند بادستر أو بالكارباه كل هذه الأشياء إذا تبخر بها أو ببعضها أو بواحد منها أذهبت رائحتها الهوام المؤذية بإذن الله. صفة بخور يذهب بالبعوض و البق و الجرجس‏ 648 يؤخذ من القلقديس و بزر الشونيز البري و الكمون متساوية الأجزاء فيبخر به الموضع مرارا كثيرة و ينبغي أن توقد نار قوية في الموضع الذي يتخوف فيه من الهوام فإن الهوام تهرب من ضوء النار و ينبغي أن يفرش في المواضع التي يتخوف فيها من هوام الأرض من حشيش الأشراس و الفنجكشت و بالصعتر البري و بالفوتنج‏ 649 النهري‏

الأمان من أخطار الأسفار و الأزمان، ص: 192

و الشيح و القيصوم و الجعدة 650 و المشكمطرامشير 651 فإن لم يتهيأ من هذه الحشائش ما يفرش به المكان كله جعل منها حول المرقد و المجلس فإنها تمنع الهوام منه إن شاء الله تعالى. و إن اتفق أن يكون المنزل في هذا السفر في الصحاري فينبغي أن يتوقى النزول تحت الأشجار و الوقود تحتها فإن كثيرا من الأشجار البرية تكون فيها الهوام فإذا جعل الوقود تحتها نزلت من حرارة بخار النار و قد قويت بحرارتها فأفسدت و أذت. فأما الأواني فينبغي أن يستقصى سد رءوسها و لا سيما في المواضع التي يتخوف فيها من الحيات و لتكن أغطية الأواني الصغار من القوارير و الدساتيج‏ 652 و ما فيه الأشربة و ما شابه ذلك متخذة من شمع قد خلط فيه برادة العاج و بارزد 653 و كمون كرماني فإن هذه الأشياء كلها لا يكاد يقربها شي‏ء من الهوام. فأما الزنابير و النحل فإنه يتحرز منها بالتمسح بورق الخبازي و بمائه و باستعمال الأدهان في المواضع التي يخاف مضرتها فيها

الأمان من أخطار الأسفار و الأزمان، ص: 193

الباب الثاني عشر في علاج عام من لسع الهوام جميعا

فإن عرض لأحد أن يناله آفة من بعض الهوام أيها كان فأول ما ينبغي أن يبدأ به من العلاج أن يمص الموضع مصا شديدا و أن يكون الذي يمصه ليس بصائم بل يكون قد تناول طعاما و أن يتمضمض قبل المص بنبيذ مطبوخ و أن يمسك في فيه زيتا في وقت مصه فإذا مصه فينبغي أن يأخذ قدح زجاج و يشعل فتيله بالنار فإذا استوقدت يلقيها داخل القدح و يكب القدح على الموضع فإن القدح عند ذلك يقوم مقام المحجمة و يجلب السم من داخل الأعضاء إلى خارجها ثم يشرط الموضع المنتفخ و يمص حتى يخرج منه دم صالح فإن خروج ذلك الدم يخرج السم أيضا إن شاء الله تعالى. و ينبغي بعد ذلك أن يضمد الموضع بالأدوية الحارة التي لها جذب قوي مثل رماد الكبريت و رماد ورق التين أو لباب الخبز 654 أو بصل مدقوق أو كراث البقل أو زبل الغنم كل ذلك يخلط معه ملح مدقوق و يعجن بمري أو بخل أو بهما جميعا و يضمد به الموضع. و الزفت الرطب أيضا إذا ضمد به موضع اللسع نفع منفعة بينة و ينبغي أن يبل الموضع أيضا بخل قد طبخ به فوتنج جبلي و صعتر أو بماء البحر أو بماء مالح فإن هذه الأشياء تجذب السم أي سم كان و تخرجه إن شاء الله تعالى. و ينبغي أن يضمد الموضع بفراخ الحمام و فراريج ذبحت ساعتها حارة و تشد على العضو فإنها تجذب السم و تسكن الوجع. و ينبغي أن يضمد الموضع أيضا بالأضمدة المركبة المعمولة بقاقلة الطيب و بالأشياء العطرية القوية الرائحة و ينبغي أن يسقى الملسوع أي حيوان كان لسعه من ذوات السم من جوز السرو أو حمر و هو قفر اليهود 655 من كل واحد وزن درهم‏

الأمان من أخطار الأسفار و الأزمان، ص: 194

بشراب أو من ماء الحشيشة التي تسمى بالبورس و هي غبيراء ذكر يعصر و يسقى من مائها قدر أوقيتين و دم السلحفاة البحرية من الأدوية القوية في دفع السموم و تسكين الوجع و كذلك الجند بادستر و أصل القثاء و ماء الكراث و الحشيشة المعروفة بخصى الثعلب و الفنجنكشت و الزراوند 656 و حب الغار و السراطين النهرية مشوية أو مطبوخة هذه الأدوية كلها تعمل في دفع السم و تسكين الوجع عملا صالحا. و من الأدوية المركبة الترياق الأعظم إذا شرب نفع من لسع جميع الهوام و لكن يحتاج أن يبادر به قبل وصول السم إلى الأعضاء على أن لا تقتل آفة السم و تدفعها. و قد ينفع من لسع الهوام استعمال الأشياء التي تولد العرق و تخرج الفضول من البدن و يستعمل أيضا هذا الدواء فإنه كثير المنفعة في لسع الحيات و العقارب و جميع الهوام. أخلاطه يؤخذ من السكبينج و أصل السوس الأسمانجوني الأزرق و الزنجبيل من كل واحد وزن أربعة دراهم و من الزراوند وزن خمسة دراهم و من السذاب و الغاريقون‏ 657 من كل واحد ثلاثة دراهم و من دقيق الكرسنة 658 وزن درهمين يدق ذلك أجمع و ينخل و يتخذ منه أقراص وزن كل قرص أربعة دوانيق و يشرب في وقت الحاجة بشراب أو ببعض الأشربة المتخذة من الفواكه أو بماء حار نافع إن شاء الله تعالى. و في نسخة أخرى و قد ينفع من لسع الهوام فصد العرق لا سيما إذا كان الملسوع شابا ممتلئ البدن‏

الأمان من أخطار الأسفار و الأزمان، ص: 195

الباب الثالث عشر عما ذا يتولد العرق المديني و بما ذا يتحرز من تولده‏

من أجل أن العرق المديني يتولد كثيرا في ذلك الصقع حتى صار يعرف باسمه أعني بالمدينة رأيت أن أصف التدبير الذي يتحرز به منه. فأقول إن تولد هذا العرق في اللحم كتولد الحيات و حب القرع و أصناف الدود في البطن و كتولد سائر الأشياء التي تدب على الأرض منها. و العلة التي تشمل هذه الأشياء في تولدها العفونة المعتدلة و كما أن كل ما يعفن من جميع الأجسام يولد حيوانا ما كذلك العفن في اللحم يكون منه تولد هذا العرق و كل تعفن فإنما يكون باجتماع حرارة و رطوبة بأقساط معلومة. و تلك الأقساط ليس يدركها البشر و ليس يعلم مقاديرها إلا الباري سبحانه و جل ثناؤه على أنها ليست محصورة حصرا لا يلزم فيها زيادة و لا نقصان لكنها مختلفة و اختلافها على قدر اختلاف الحيوان المتولد منها فإن الأقساط من الحرارة و الرطوبة التي تتولد عنها الحيات في البطن خلاف الأقساط التي تتولد عنها حبات القرع و أن الأقساط التي يتولد عنها القمل و البراغيث و البق و الجرجس و كذلك الأقساط التي يتولد عنها من الأرض الضب و اليربوع و الجرذان و خلاف الأقساط التي تتولد عنها الحيات و العقارب و بنات وردان. و على هذا القياس تختلف هذه الحيوانات في البلدان على قدر اختلاف ترب البلدان فإن كل بلد قد تخصه تربة يتولد فيها من هذه الحيوانات خلاف الحيوانات التي تتولد في التربة الأخرى فالأرض الجصية يتولد فيها من الحيوانات خلاف ما يتولد في الأرض الرمادية و الأرض الحمراء التربة يتولد فيها حيوان غير الحيوانات التي تتولد في الأرض السوداء إذ كان التعفن في كل واحد من الترب يكون في مقادير مختلفة مخالفة للمقادير التي تكون في التربة التي يكون منها الحيوان من غير تلك التربة. فلهذه العلة صار يتولد في كل بلد جنس من الحيوان مخالف للجنس الذي يتولد في البلد الآخر حتى صار بعض البلدان لا يتولد فيها العقرب البتة و بعضها لا يتولد فيها

الأمان من أخطار الأسفار و الأزمان، ص: 196

صفحه بعد