کتابخانه روایات شیعه
ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ أَهْلًا وَ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً فَقَالَتْ زَيْنَبُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَ لَا أَدْخُلُ مَعَكُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ مَكَانَكِ فَإِنَّكِ إِلَى خَيْرٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى 368 .
198 وَ مِنْ ذَلِكَ فِي الْمَعْنَى مِنْ تَفْسِيرِ الثَّعْلَبِيِّ أَيْضاً فِي تَأْوِيلِ هَذِهِ الْآيَةِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ عَنْ أَبِي الْحَمْرَاءِ قَالَ: أَقَمْتُ بِالْمَدِينَةِ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ كَيَوْمٍ وَاحِدٍ وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَجِيءُ فِي كُلِّ غَدَاةٍ فَيَقُومُ عَلَى بَابِ عَلِيٍّ وَ فَاطِمَةَ ع فَيَقُولُ الصَّلَاةَ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً 369 .
199 وَ مِنْ ذَلِكَ فِي الْمَعْنَى مِنْ صَحِيحِ أَبِي دَاوُدَ وَ هُوَ مِنْ كِتَابِ السُّنَنِ وَ مُوَطَّإِ مَالِكٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص كَانَ يَمُرُّ بِبَابِ فَاطِمَةَ إِذَا خَرَجَ إِلَى صَلَاةِ الْفَجْرِ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ قَرِيباً مِنْ سِتَّةِ أَشْهُرٍ يَقُولُ الصَّلَاةَ يَا أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً 370 .
200 وَ مِنْ ذَلِكَ فِي نَحْوِ هَذَا الْمَعْنَى فِي مُسْنَدِ عَائِشَةَ فِي الْجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيحَيْنِ لِلْحُمَيْدِيِّ فِي الْحَدِيثِ الرَّابِعِ وَ السِّتِّينَ مِنْ إِفْرَادِ مُسْلِمٍ مِنْ طَرِيقَيْنِ
أَحَدُهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ ص خَرَجَ ذَاتَ غَدَاةٍ وَ عَلَيْهِ مِرْطٌ مُرَحَّلٌ مِنْ شَعْرٍ أَسْوَدَ فَجَاءَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ فَأَدْخَلَهُ ثُمَّ جَاءَ الْحُسَيْنُ فَدَخَلَ مَعَهُ ثُمَّ جَاءَتْ فَاطِمَةُ فَأَدْخَلَهَا ثُمَّ جَاءَ عَلِيٌّ فَأَدْخَلَهُ ثُمَّ قَالَ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً 371 201 وَ مِنْ ذَلِكَ فِي صَحِيحِ أَبِي دَاوُدَ فِي الْجُزْءِ الثَّالِثِ فِي بَابِ مَنَاقِبِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ ع بِإِسْنَادِهِ عَنِ النَّبِيِّ ص مِثْلَ هَذِهِ الْأَلْفَاظِ وَ الْمَعَانِي الْمَنْقُولَةِ فِي الْجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيحَيْنِ لِلْحُمَيْدِيِّ سَوَاءً وَ مِنْ ذَلِكَ فِي صَحِيحِ أَبِي دَاوُدَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ مِنْهُ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً بِإِسْنَادِهِ إِلَى النَّبِيِّ ص مِثْلَ لَفْظِهِ فِي الْجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيحَيْنِ لِلْحُمَيْدِيِّ وَ زَادَ فِي آخِرِهِ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهِّرْهُمْ تَطْهِيراً 372 .
202 وَ مِنْ ذَلِكَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ فِي الْجُزْءِ الرَّابِعِ فِي ثَالِثِ كُرِّاسٍ مِنْ أَوَّلِهِ مِنَ النُّسْخَةِ الْمَنْقُولِ مِنْهَا فِي بَابِ فَضَائِلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع بِإِسْنَادِهِ إِلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ يَذْكُرُ فِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ ص عِدَّةَ فَضَائِلَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع خَاصَّةً وَ يَقُولُ فِي أَوَاخِرِهِ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ ص عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ ع وَ قَالَ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي.
وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ فِي الْجُزْءِ الرَّابِعِ أَيْضاً فِي أَوَاخِرِهِ فِي حَدِّ كُرَّاسَيْنِ مِنَ النُّسْخَةِ الْمَنْقُولِ مِنْهَا قَالَ: دَعَا رَسُولُ اللَّهِ ص عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ وَ قَالَ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي 373 .
قال عبد المحمود قال لي الشيعي عند هذا انظر إلى تصريح النبي ص في أخبار الثقلين التي اجتمع المسلمون على تصحيحها أنه خلف لأمته بعد وفاته كتاب ربه و عترته أهل بيته و أن أهل بيته لا يفارقون كتابه و أن التمسك بهم أمان من الضلال ثم انظر إلى تعيين النبي ص لأهل بيته في هذه الأحاديث التي أطبق علماء المسلمين كافة على تصديقها و أن أهل بيته علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع. ثم انظر إلى علم المسلمين و إطباقهم و اتفاقهم على أن فاطمة و الحسن و الحسين ع متفقون على أن إمامهم و رئيسهم و الذي يوجبون الاقتداء به هو علي بن أبي طالب ع بلا خلاف بينهم فقد صارت هذه الأحاديث التي أطبق المسلمون على تصحيحها دالة دلالة صريحة على أن النبي ص عين لهم على استخلافه لعلي بن أبي طالب ع و وجوب التمسك به و بمن يعينه للخلافة من ذريته ع و ظهرت الحجة للنبي ص على أمته.
فهل ترى النبي ص أبقى عذرا لمسلم في ترك خلافته و ركوب مخالفته و قد تقدمت عدة أحاديث من صحيح البخاري و غيره يتضمن أن الحق مع
علي يدور معه حيث ما دار و أنه لا يفارق الحق و لا يفارق كتاب الله حتى يردا الحوض على رسول الله ص 374
آية المودة و اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ
وَ مِنْ ذَلِكَ فِي تَصْرِيحِ النَّبِيِّ ص بِالدَّلَالَةِ عَلَى وُجُوبِ لُزُومِ أَهْلِ بَيْتِهِ 203 مَا رَوَاهُ الثَّعْلَبِيُ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى بِإِسْنَادِهِ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ نَظَرَ إِلَى عَلِيٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ فَقَالَ أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبْتُمْ وَ سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمْتُمْ 375 .
204 وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ الثَّعْلَبِيُّ أَيْضاً فِي تَفْسِيرِ اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ 376 قَالَ قَالَ مُسْلِمُ بْنُ حَيَّانَ سَمِعْتُ أَبَا بُرَيْدَةَ يَقُولُ صِرَاطَ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ 377 .
الْأَئِمَّةُ أَمَانٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ
205 وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص النُّجُومُ أَمَانٌ لِأَهْلِ السَّمَاءِ فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ ذَهَبَ أَهْلُ السَّمَاءِ وَ أَهْلُ بَيْتِي أَمَانٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ فَإِذَا ذَهَبَ أَهْلُ بَيْتِي ذَهَبَ أَهْلُ الْأَرْضِ 378 وَ رَوَاهُ أَيْضاً الْمَعْرُوفُ عِنْدَهُمْ بِصَدْرِ الْأَئِمَّةِ مُوَفَّقُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَكِّيُّ فِي كِتَابِهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَلِيٍّ ع وَ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ ص بِهَذِهِ الْأَلْفَاظِ
قوله ص مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح
206 وَ مِنْ ذَلِكَ فِي تَصْرِيحِهِ ص بِوُجُوبِ التَّلَزُّمِ بِأَهْلِ بَيْتِهِ
مِنْ كِتَابِ الْمَنَاقِبِ لِلْفَقِيهِ الشَّافِعِيِّ ابْنِ الْمَغَازِلِيِّ فِي عِدَّةِ أَحَادِيثَ فَمِنْهَا بِإِسْنَادِهِ إِلَى بِشْرِ بْنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ سَمِعْتُ الرَّشِيدَ يَقُولُ سَمِعْتُ الْمَهْدِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ الْمَنْصُورَ يَقُولُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَثَلُ أَهْلِ بَيْتِي كَمَثَلِ سَفِينَةِ نُوحٍ مَنْ رَكِبَهَا نَجَا وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا هَلَكَ 379 .
207 وَ رَوَاهُ ابْنُ الْمَغَازِلِيِّ أَيْضاً بِإِسْنَادِهِ إِلَى سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَثَلُ أَهْلِ بَيْتِي كَمَثَلِ سَفِينَةِ نُوحٍ مَنْ رَكِبَهَا نَجَا وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا غَرِقَ 380 .
208 وَ مِنْ ذَلِكَ رِوَايَةُ ابْنِ الْمَغَازِلِيِّ فِي كِتَابِهِ أَيْضاً فِي هَذَا الْمَعْنَى بِإِسْنَادِهِ مِنْ طَرِيقَيْنِ إِلَى ابْنِ الْمُعْتَمِرِ وَ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ بِرِوَايَاتٍ مَعاً عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَثَلُ أَهْلِ بَيْتِي كَمَثَلِ سَفِينَةِ نُوحٍ مَنْ رَكِبَهَا نَجَا وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا غَرِقَ 381 .
209 وَ مِنْهَا رِوَايَةُ ابْنِ الْمَغَازِلِيِّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَثَلُ أَهْلِ بَيْتِي كَمَثَلِ سَفِينَةِ نُوحٍ مَنْ رَكِبَهَا نَجَا 382 .
قوله ص إن عليا وصيي و وزيري
و من ذلك في تصريح النبي ص أن عليا وصيه و وزيره و قد تقدم طرف من ذلك عند ذكر ابتداء خلق النبي ص 383 و طرف منه أيضا عند تفسير قوله تعالى وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ 384 و في موضع قوله ص علي مني 385 و غير ذلك مما تقدم ذكره
210 فَمِنْ ذَلِكَ مِنْ مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَقُولُ كَمَا قَالَ أَخِي مُوسَى اللَّهُمَ اجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي عَلِيّاً أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَ أَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً وَ نَذْكُرَكَ كَثِيراً إِنَّكَ كُنْتَ بِنا بَصِيراً 386 .
211 وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ الْفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ ابْنُ الْمَغَازِلِيِّ فِي كِتَابِ الْمَنَاقِبِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ مَنْ خَيْرُ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ص قَالَ مَا أَنْتَ وَ ذَاكَ لَا أُمَّ لَكَ ثُمَّ قَالَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ خَيْرُهُمْ بَعْدَهُ مَنْ كَانَ يَحِلُّ لَهُ مَا يَحِلُّ لَهُ وَ يَحْرُمُ عَلَيْهِ مَا يَحْرُمُ عَلَيْهِ قُلْتُ مَنْ هُوَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع سَدَّ أَبْوَابَ الْمَسْجِدِ وَ تَرَكَ بَابَ عَلِيٍّ وَ قَالَ لَهُ لَكَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ مَا لِي وَ عَلَيْكَ فِيهِ مَا عَلَيَّ وَ أَنْتَ وَارِثِي وَ وَصِيِّي تَقْضِي دَيْنِي وَ تُنْجِزُ عِدَاتِي وَ تُقْتَلُ عَلَى سُنَّتِي كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يُبْغِضُكَ وَ يُحِبُّنِي 387 . 388
212 وَ مِنْ ذَلِكَ فِي الْمَعْنَى مَا رَوَاهُ ابْنُ الْمَغَازِلِيِّ بِإِسْنَادِهِ أَيْضاً فِي كِتَابِ الْمَنَاقِبِ يَرْفَعُهُ إِلَى أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص مَرِضَ مَرْضَةً فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ فَاطِمَةُ ع تَعُودُهُ وَ هُوَ نَاقِهٌ مِنْ مَرَضِهِ فَلَمَّا رَأَتْ مَا بِرَسُولِ اللَّهِ مِنَ الْجَهْدِ وَ الضَّعْفِ خَنَقَتْهَا الْعَبْرَةُ حَتَّى جَرَتْ دَمْعَتُهَا فَقَالَ لَهَا يَا فَاطِمَةُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ اطَّلَعَ إِلَى الْأَرْضِ اطِّلَاعَةً فَاخْتَارَ مِنْهَا أَبَاكِ فَبَعَثَهُ نَبِيّاً ثُمَّ اطَّلَعَ إِلَيْهَا الثَّانِيَةَ فَاخْتَارَ مِنْهَا بَعْلَكِ فَأَوْحَى إِلَيَّ فَأَنْكَحْتُهُ وَ اتَّخَذْتُهُ وَصِيّاً أَ مَا عَلِمْتِ أَنَّ لِكَرَامَةِ اللَّهِ إِيَّاكِ زَوَّجَكِ أَعْظَمَهُمْ حِلْماً وَ أَقْدَمَهُمْ سِلْماً وَ أَعْلَمَهُمْ عِلْماً فَسُرَّتْ بِذَلِكَ فَاطِمَةُ ع وَ اسْتَبْشَرَتْ ثُمَّ قَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ ص يَا فَاطِمَةُ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَضْرَاسٍ ثَوَاقِبَ إِيمَانُهُ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ حِكْمَتُهُ وَ تَزْوِيجُهُ فَاطِمَةَ وَ سِبْطَاهُ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ ع وَ أَمْرُهُ بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهْيُهُ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ قَضَاؤُهُ بِكِتَابِ اللَّهِ يَا فَاطِمَةُ إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ أُعْطِينَا سَبْعَ خِصَالٍ لَمْ يُعْطَهَا أَحَدٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ قَبْلَنَا أَوْ قَالَ الْأَنْبِيَاءِ وَ لَا يُدْرِكُهَا أَحَدٌ مِنَ الْآخِرِينَ غَيْرُنَا نَبِيُّنَا أَفْضَلُ الْأَنْبِيَاءِ وَ هُوَ أَبُوكِ وَ وَصِيُّنَا أَفْضَلُ الْأَوْصِيَاءِ وَ هُوَ بَعْلُكِ وَ شَهِيدُنَا خَيْرُ الشُّهَدَاءِ وَ هُوَ حَمْزَةُ عَمُّكِ وَ مِنَّا مَنْ لَهُ جَنَاحَانِ يَطِيرُ بِهِمَا فِي الْجَنَّةِ حَيْثُ يَشَاءُ وَ هُوَ جَعْفَرٌ ابْنُ عَمِّكَ وَ مِنَّا سِبْطَا هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ هُمَا ابْنَاكِ وَ مِنَّا وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَهْدِيُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ 389 .