کتابخانه روایات شیعه
المتعبد فإن وجد أحد فيه نقصانا يعذرنا ما ذكرناه من العجلة و ضيق الأوقات و إن وجد فيه تماما و رجحانا فليشكر الله جل جلاله وحده فإنه جل جلاله الذي وهبنا القدرة على ذلك و فتح عيون الإرادات للمرادات. أقول و إذا وقفت على كتابنا هذا فلعلك تجد فيه من الهداية إلى جلاله و الدلالة على وجوب العناية بإقباله و كشف طريق التحقيق لأهل التوفيق ما يدلك على أن هذا ما هو من كسبنا و اجتهادنا بل هو ابتداء من فضل المالك الرحيم الشفيق. فإذا انتفعت بشيء من تلك الأقوال و الأعمال فاقتصر على الشكر لله جل جلاله و تعظيم ذلك الجلال و لا تشتغل عنه بذكري و لا شكري فيكون ذلك اشتغالا منك بالمملوك عن المالك و مخاطرة منك في المسالك و تعرضا للمهالك فإنه جل جلاله قال وَ لَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ ما زَكى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً و قال جل جلاله وَ ما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ و قد تحقق مملوكه مؤلف هذا الكتاب الذي خلقه سبحانه من العدم و نقله إلى القوة بعد الضعف و القلة أنه لو لا فضل مولاه عليه و رحمته له ما وصل إلى شيء مما وصل إليه مما دله عليه أبدا و أن ما به من نعمة فمن فضل ذلك المالك المعبود و من أبواب الرحمة و الجود. فإذا اتفق المالك و المملوك على صحة هذه الحال فكيف تخالفهما أنت في المقال و تقول إنها من فضل المملوك الذي خلق من تراب و طين و حمإ مسنون و ماء مهين و نطفة و علقة و مضغة و جنين و راضع و يافع و في كل الطبقات كان هذا المملوك جاهلا لذاته لو لا أن مولاه تفضل عليه برحماته ثم تمم ما كان تفضل به و أنعم و عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ .
يقول السيد الإمام العالم العامل الفقيه العلامة الورع رضي الدين ركن الإسلام أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس ضاعف الله جلاله و إقباله. و اعلم أنني لما أردت الشروع في هذا الكتاب كان عزمي إثبات ما زاد على المصباح دون نقل شيء من سائر الأسباب فرأيت أن ذلك يكون غير كامل في المراد فعزمت على أن أرتبه كتابا كافيا لمن أراد العمل به من العارفين العالمين بشرف خدمة سلطان العباد العاملين المجتهدين في الاستعداد ليوم المعاد و ربما جاء في بعض الدعوات المذكورة مشابهة لفظ أو معنى لأجل ما عرفته من الأسرار المذكورة التي يذكرها خواصه عنه جل جلاله و بإذنه و إذن رسوله ص في زمان دون زمان و لإنسان دون إنسان فنحن نذكرها على ما وجدناها و إن تكرر لفظها و معناها. و هذه فصول الجزء الأول و الثاني من هذا الكتاب أذكرها في أوائله ليعرف المريد المراد فيطلبه على ما هو أقرب إلى الصواب و إذا كان عمل يوم و ليلة يشتمل أكثره على صلوات و دعوات فينبغي أن نبدأ بطرف من الحث عليهما و عطف أعناق العقول و القلوب إليهما فنقول الفصل الأول في تعظيم حال الصلاة و إن مهملها من أعظم الجناة. الفصل الثاني في صفة الصلاة التي تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ و شرطها الأكبر. الفصل الثالث فيما نذكره من فضيلة الدعاء من صريح القرآن. الفصل الرابع فيما نذكره من أخبار في فضل الدعاء صريحة البيان
الفصل الخامس فيما نذكره من أن الدعاء و مناجاة الرحمن أفضل من تلاوة كلامه جل جلاله العظيم الشأن. الفصل السادس فيما نذكره بالعقل من صفات الداعي التي ينبغي أن يبلغ إليها. الفصل السابع فيما نذكره بالنقل من الصفات التي ينبغي أن يكون الداعي عليها. الفصل الثامن فيما نذكره من الفوائد بالمحافظة على الإكثار من المناجاة و فضيلة الدعاء للإخوان بظهر الغيب و لأئمة النجاة. الفصل التاسع في مقدمات الطهارة و صفة الماء الذي يصلح لطهارة الصلاة. الفصل العاشر في صفة الطهارة بالمعقول من مراد الرسول لكمال القبول. الفصل الحادي عشر في صفة الطهارة بالماء بحسب المنقول. الفصل الثاني عشر في صفة التراب و الطهارة الصغرى به بعد تعذر الطهارة بالماء. الفصل الثالث عشر في صفة الطهارة بالماء للغسل عقلا و نقلا. الفصل الرابع عشر في صفة الطهارة بالتراب عوضا عن الغسل بعد تعذر الطهارة بالمياه و اختيار الثياب و المكان للصلاة و ما يقال عند دخول المساجد و الوقوف في القبلة بما رويناه. الفصل الخامس عشر فيما نذكره من تعيين أول صلاة فرضت على العباد. الفصل السادس عشر فيما ينبغي عمله عند زوال الشمس.
الفصل السابع عشر فيما نذكره من نوافل الزوال و بعض أسرار تلك الحال. الفصل الثامن عشر فيما نذكره من صفة الأذان و الإقامة و بعض أسرارهما. الفصل التاسع عشر فيما نذكره من صفة صلاة فريضة الظهر و بعض أسرارها و جملة من تعقيبها و سجدتي الشكر. الفصل العشرون فيما نذكره من نوافل العصر و بعض أسرارها. الفصل الحادي و العشرون في صلاة العصر و ما نذكره من الإشارة إلى شرحها و تعقيبها. الفصل الثاني و العشرون فيما نذكره من دعاء الغروب و تحرير الصحيفة التي أثبتها الملكان و ما يختم به لتعرض على علام الغيوب. الفصل الثالث و العشرون في تلقي الملكين الحافظين عند ابتداء الليل و في صفة صلاة المغرب و ما نذكره من شرحها و تعقيبها. الفصل الرابع و العشرون في نوافل المغرب و ما نذكره من الدعاء بينها و عقيبها. الفصل الخامس و العشرون فيما نذكره من صلوات بين نوافل المغرب و بين صلاة العشاء الآخرة. الفصل السادس و العشرون فيما نذكره من صلاة عشاء الآخرة و تعقيبها. الفصل السابع و العشرون فيما نذكره من صلاة للفرج بعد صلاة العشاء الآخرة. الفصل الثامن و العشرون فيما نذكره من صلاة لطلب الرزق
و غيرها من صلاة بعد عشاء الآخرة أيضا الفصل التاسع و العشرون في صلاة الوتيرة و ما نذكره من تعقيبها. الفصل الثلاثون فيما نذكره مما ينبغي العمل به قبل النوم و إذا استيقظ في خلال نومه و لم يجلس و هو آخر الجزء الأول ثم أقول الجزء الثاني. الفصل الحادي و الثلاثون فيما نذكره مما ينبغي العمل به إذا جلس من نومه سواء كان ممن يصلي نافلة الليل أم لا. الفصل الثاني و الثلاثون فيما نذكره مما ينبغي العمل به إذا استيقظ من النوم و عمل ما ذكرناه و كان يريد صلاة نافلة الليل و ذكر بعض فضلها. الفصل الثالث و الثلاثون فيما نذكره من صلاة و حاجات في الليل و مهمات و دعوات و صلاة ركعتين لمولانا زين العابدين ع قبل شروعه في صلاة الليل. الفصل الرابع و الثلاثون فيما نذكره من صفة صلاة الليل و من أدعيتها و دعاء ركعة الوتر و ركعتي الفجر الأول. الفصل الخامس و الثلاثون فيما نذكره من توديع الملكين الحافظين و تحرير الصحيفة التي كتباها عليه في الليل. الفصل السادس و الثلاثون في صفة صلاة الصبح و ما نذكره من تعقيبها. الفصل السابع و الثلاثون فيما نذكره من دعاء عند النظر إلى الشمس. الفصل الثامن و الثلاثون فيما نذكره من دعاء المهمات إذا بقي
للزوال ثلاث ساعات. الفصل التاسع و الثلاثون فيما نذكره من صلاة و دعاء قبل الزوال للعافية من كل مخوف. الفصل الأربعون فيما نذكره من صلاة عند الزوال للحفظ في النفس و الدين و الدنيا و الأهل و المال. الفصل الحادي و الأربعون في أدعية الساعات. الفصل الثاني و الأربعون فيما نذكره من ترتيب صلاة المسافر فرائضه و نوافله في اليوم و الليلة. الفصل الثالث و الأربعون فيما نذكره لسور القرآن من الفضائل لضرورة عمل اليوم و الليلة إلى ذلك في الفرائض و النوافل. يقول السيد الإمام العالم العامل رضي الدين ركن الإسلام جمال العارفين قدوة المجتهدين أكمل السادة أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس الحسيني أعلى الله محله و أكمل لديه فضله. و هذا آخر ما نذكره من جملة فصول هذا الجزء الأول و الثاني من هذا الكتاب و في شرحها مقنع لمن أراد السعادة بإرادة مثل هذه الأسباب. ذكر شرحها لأهل الإتمام في الصلوات و ما نذكره فيها من العبادات و الدعوات مع اختصار الزوائد و كثرة الفوائد
الفصل الأول في تعظيم حال الصلاة و أن مهملها من أعظم الجناة