کتابخانه روایات شیعه
ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ دَبَّرْتَ بِهِ أُمُورَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُصْلِحَ شَأْنِي بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
و من تعقيب فريضة المغرب أيضا ما يختص بها مما
رُوِيَ عَنْ مَوْلَاتِنَا فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ ع مِنَ الدُّعَاءِ عَقِيبَ الْخَمْسِ الصَّلَوَاتِ وَ هُوَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَا يَبْلُغُ مِدْحَتَهُ الْقَائِلُونَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَا يُحْصِي نَعْمَاءَهُ الْعَادُّونَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَا يُؤَدِّي حَقَّهُ الْمُجْتَهِدُونَ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الظَّاهِرُ وَ الْباطِنُ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمُحْيِي الْمُمِيتُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ ذُو الطَّوْلِ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ ذُو الْبَقَاءِ الدَّائِمِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَا يُدْرِكُ الْعَالِمُونَ عِلْمَهُ وَ لَا يَسْتَخِفُّ الْجَاهِلُونَ حِلْمَهُ وَ لَا يَبْلُغُ الْمَادِحُونَ مِدْحَتَهُ وَ لَا يَصِفُ الْوَاصِفُونَ صِفَتَهُ وَ لَا يُحْسِنُ الْخَلْقُ نَعْتَهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ ذِي الْمُلْكِ وَ الْمَلَكُوتِ وَ الْعَظَمَةِ وَ الْجَبَرُوتِ وَ الْكِبْرِيَاءِ وَ الْجَلَالِ وَ الْبَهَاءِ وَ الْمَهَابَةِ وَ الْجَمَالِ وَ الْعِزَّةِ وَ الْقُدْرَةِ وَ الْحَوْلِ وَ الْقُوَّةِ وَ الْمِنَّةِ وَ الْغَلَبَةِ وَ الْفَضْلِ وَ الطَّوْلِ وَ الْعَدْلِ وَ الْحَقِّ وَ الْخَلْقِ وَ الْعُلَا وَ الرِّفْعَةِ وَ الْمَجْدِ وَ الْفَضِيلَةِ وَ الْحِكْمَةِ وَ الْغِنَاءِ وَ السَّعَةِ وَ الْبَسْطِ وَ الْقَبْضِ وَ الْحِلْمِ وَ الْعِلْمِ وَ الْحُجَّةِ الْبَالِغَةِ وَ النِّعْمَةِ السَّابِغَةِ وَ الثَّنَاءِ الْحَسَنِ الْجَمِيلِ وَ الْآلَاءِ الْكَرِيمَةِ مَلِكِ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ مَا فِيهِنَّ تَبَارَكَ اللَّهُ وَ تَعَالَى الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَلِمَ أَسْرَارَ الْغُيُوبِ وَ اطَّلَعَ عَلَى مَا تَجْنِي الْقُلُوبُ فَلَيْسَ عَنْهُ مَذْهَبٌ وَ لَا مَهْرَبٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ الْمُتَكَبِّرِ فِي سُلْطَانِهِ الْعَزِيزِ فِي مَكَانِهِ الْمُتَجَبِّرِ فِي مُلْكِهِ الْقَوِيِّ فِي بَطْشِهِ الرَّفِيعِ فَوْقَ عَرْشِهِ الْمُطَّلِعِ عَلَى خَلْقِهِ وَ الْبَالِغِ لِمَا أَرَادَ مِنْ عِلْمِهِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بِكَلِمَاتِهِ قَامَتِ السَّمَاوَاتُ الشِّدَادُ وَ ثَبَتَتِ الْأَرَضُونَ الْمِهَادُ وَ انْتَصَبَتِ الْجِبَالُ الرَّوَاسِي الْأَوْتَادُ وَ جَرَتِ الرِّيَاحُ اللَّوَاقِحُ وَ سَارَتْ فِي جَوِّ السَّمَاءِ السَّحَابُ وَ وَقَفَتْ عَلَى حُدُودِهَا الْبِحَارُ وَ وَجِلَتِ الْقُلُوبُ
عَنْ مَخَافَتِهِ وَ انْقَمَعَتِ الْأَرْبَابُ لِرُبُوبِيَّتِهِ تَبَارَكْتَ يَا مُحْصِيَ قَطْرِ الْمَطَرِ وَ وَرَقِ الشَّجَرِ وَ مُحْيِيَ أَجْسَادِ الْمَوْتَى لِلْحَشْرِ سُبْحَانَكَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ مَا فَعَلْتَ بِالْغَرِيبِ الْفَقِيرِ إِذَا أَتَاكَ مُسْتَجِيراً مُسْتَغِيثاً مَا فَعَلْتَ بِمَنْ أَنَاخَ بِفِنَائِكَ وَ تَعَرَّضَ لِرِضَاكَ وَ غَدَا إِلَيْكَ فَحَثَا بَيْنَ يَدَيْكَ يَشْكُو إِلَيْكَ مَا لَا يَخْفَى عَلَيْكَ فَلَا يَكُونَنَّ يَا رَبِّ حَظِّي مِنْ دُعَائِي الْحِرْمَانَ وَ لَا نَصِيبِي مِمَّا أَرْجُو مِنْ مَنِّكَ الْخِذْلَانَ يَا مَنْ لَمْ يَزَلْ وَ لَا يَزَالُ وَ لَا يَزُولُ كَمَا لَمْ يَزَلْ قَائِماً عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ يَا مَنْ جَعَلَ أَيَّامَ الدُّنْيَا تَزُولُ وَ شُهُورَهَا تَحَوَّلُ وَ سِنِيهَا تَدُورُ وَ أَنْتَ الدَّائِمُ لَا تُبْلِيكَ الْأَزْمَانُ وَ لَا تُغَيِّرُكَ الدُّهُورُ يَا مَنْ كُلُّ يَوْمٍ عِنْدَهُ جَدِيدٌ وَ كُلُّ رِزْقٍ عِنْدَهُ عَتِيدٌ لِلضَّعِيفِ وَ الْقَوِيِّ وَ الشَّدِيدِ قَسَمْتَ الْأَرْزَاقَ بَيْنَ الْخَلَائِقِ فَسَوَّيْتَ بَيْنَ الذَّرَّةِ وَ الْعُصْفُورِ اللَّهُمَّ إِذَا ضَاقَ الْمُقَامُ بِالنَّاسِ فَنَعُوذُ بِكَ فِي ضِيقِ الْمُقَامِ اللَّهُمَّ إِذَا طَالَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ عَلَى الْمُجْرِمِينَ فَقَصِّرْ طُولَ ذَلِكَ الْيَوْمِ عَلَيْنَا كَمَا بَيْنَ الصَّلَاةِ إِلَى الصَّلَاةِ اللَّهُمَّ إِذَا دَنَتِ الشَّمْسُ مِنَ الْجَمَاجِمِ فَكَانَ بَيْنَهَا وَ بَيْنَ الْجَمَاجِمِ مِقْدَارُ مِيلٍ وَ زِيدَ فِي حَرِّهَا حَرُّ عَشْرِ سِنِينَ فَإِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تُظِلَّنَا بِالْغَمَامِ وَ تَنْصِبَ لَنَا الْمَنَابِرَ وَ الْكَرَاسِيَّ نَجْلِسُ عَلَيْهَا وَ النَّاسُ يَنْطَلِقُونَ فِي الْمُقَامِ آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِحَقِّ هَذِهِ الْمَحَامِدِ إِلَّا غَفَرْتَ لِي وَ تَجَاوَزْتَ عَنِّي وَ أَلْبَسْتَنِي الْعَافِيَةَ فِي بَدَنِي وَ رَزَقْتَنِي السَّلَامَةَ فِي دِينِي فَإِنِّي أَسْأَلُكَ وَ أَنَا وَاثِقٌ بِإِجَابَتِكَ إِيَّايَ فِي مَسْأَلَتِي وَ أَدْعُوكَ وَ أَنَا عَالِمٌ بِاسْتِمَاعِكَ دَعْوَتِي فَاسْتَمِعْ دُعَائِي وَ لَا تَقْطَعْ رَجَائِي وَ لَا تَرُدَّ ثَنَائِي وَ لَا تُخَيِّبْ دُعَائِي أَنَا مُحْتَاجٌ إِلَى رِضْوَانِكَ وَ فَقِيرٌ إِلَى غُفْرَانِكَ أَسْأَلُكَ وَ لَا آيِسٌ مِنْ رَحْمَتِكَ وَ أَدْعُوكَ وَ أَنَا غَيْرُ مُحْتَرِزٍ مِنْ سَخَطِكَ رَبِّ فَاسْتَجِبْ لِي وَ امْنُنْ عَلَيَّ بِعَفْوِكَ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَ أَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ رَبِّ لَا تَمْنَعْنِي فَضْلَكَ يَا مَنَّانُ وَ لَا تَكِلْنِي إِلَى
نَفْسِي مَخْذُولًا يَا حَنَّانُ رَبِّ ارْحَمْ عِنْدَ فِرَاقِ الْأَحِبَّةِ صَرْعَتِي وَ عِنْدَ سُكُونِ الْقَبْرِ وَحْدَتِي وَ فِي مَفَازَةِ الْقِيَامَةِ غُرْبَتِي وَ بَيْنَ يَدَيْكَ مَوْقُوفاً لِلْحِسَابِ فَاقَتِي رَبِّ أَسْتَجِيرُكَ مِنَ النَّارِ وَ أَجِرْنِي رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ فَأَعِذْنِي أَفْزَعُ إِلَيْكَ مِنَ النَّارِ فَأَبْعِدْنِي رَبِّ أَسْتَرْحِمُكَ مَكْرُوباً فَارْحَمْنِي رَبِّ أَسْتَغْفِرُكَ لِمَا جَهِلْتُ فَاغْفِرْ لِي قَدْ أَبْرَزَنِي الدُّعَاءُ لِلْحَاجَةِ إِلَيْكَ فَلَا تُؤْيِسْنِي يَا كَرِيمُ ذَا الْآلَاءِ وَ الْإِحْسَانِ وَ التَّجَاوُزِ يَا سَيِّدِي يَا بَرُّ يَا رَحِيمُ اسْتَجِبْ بَيْنَ الْمُتَضَرِّعِينَ إِلَيْكَ دَعْوَتِي وَ ارْحَمْ بَيْنَ الْمُنْتَحِبِينَ بِالْعَوِيلِ عَبْرَتِي وَ اجْعَلْ فِي لِقَائِكَ يَوْمَ الْخُرُوجِ مِنَ الدُّنْيَا رَاحَتِي وَ اسْتُرْ بَيْنَ الْأَمْوَاتِ يَا عَظِيمَ الرَّجَاءِ عَوْرَتِي وَ اعْطِفْ عَلَيَّ عِنْدَ التَّحَوُّلِ وَحِيداً إِلَى حُفْرَتِي إِنَّكَ أَمَلِي وَ مَوْضِعُ طَلِبَتِي وَ الْعَارِفُ بِمَا أُرِيدُ فِي تَوْجِيهِ مَسْأَلَتِي فَاقْضِ يَا قَاضِيَ الْحَاجَاتِ حَاجَتِي فَإِلَيْكَ الْمُشْتَكَى وَ أَنْتَ الْمُسْتَعَانُ وَ الْمُرْتَجَى أَفِرُّ إِلَيْكَ هَارِباً مِنَ الذُّنُوبِ فَاقْبَلْنِي وَ أَلْتَجِئُ مِنْ عَدْلِكَ إِلَى مَغْفِرَتِكَ فَأَدْرِكْنِي وَ أَلْتَاذُ بِعَفْوِكَ مِنْ بَطْشِكَ فَامْنَعْنِي وَ أَسْتَرْوِحُ رَحْمَتَكَ مِنْ عِقَابِكَ فَنَجِّنِي وَ أَطْلُبُ الْقُرْبَةَ مِنْكَ بِالْإِسْلَامِ فَقَرِّبْنِي وَ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ فَآمِنِّي وَ فِي ظِلِّ عَرْشِكَ فَظَلِّلْنِي وَ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِكَ فَهَبْ لِي وَ مِنَ الدُّنْيَا سَالِماً فَنَجِّنِي وَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ فَأَخْرِجْنِي وَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَبَيِّضْ وَجْهِي وَ حِساباً يَسِيراً فَحَاسِبْنِي وَ بِسَرَائِرِي فَلَا تَفْضَحْنِي وَ عَلَى بَلَائِكَ فَصَبِّرْنِي وَ كَمَا صَرَفْتَ عَنْ يُوسُفَ السُّوءَ وَ الْفَحْشَاءَ فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَ مَا لَا طَاقَةَ لِي بِهِ فَلَا تُحَمِّلْنِي وَ إِلَى دَارِ السَّلَامِ فَاهْدِنِي وَ بِالْقُرْآنِ فَانْفَعْنِي وَ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فَثَبِّتْنِي وَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ فَاحْفَظْنِي وَ بِحَوْلِكَ وَ قُوَّتِكَ وَ جَبَرُوتِكَ فَاعْصِمْنِي وَ بِحِلْمِكَ وَ عِلْمِكَ وَ سَعَةِ رَحْمَتِكَ مِنْ جَهَنَّمَ فَنَجِّنِي وَ جَنَّتَكَ الْفِرْدَوْسَ فَأَسْكِنِّي وَ النَّظَرَ إِلَى وَجْهِكَ فَارْزُقْنِي وَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ ص
فَأَلْحِقْنِي وَ مِنَ الشَّيَاطِينِ وَ أَوْلِيَائِهِمْ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ فَاكْفِنِي اللَّهُمَّ وَ أَعْدَائِي وَ مَنْ كَادَنِي بِسُوءٍ إِنْ أَتَوْا بَرّاً فَجَبِّنْ شَجِيعَهُمْ فُضَّ جَمْعَهُمْ كَلِّلْ سِلَاحَهُمْ عَرْقِبْ دَوَابَّهُمْ سَلِّطْ عَلَيْهِمُ الْعَوَاصِفَ وَ الْقَوَاصِفَ أَبَداً حَتَّى تُصْلِيَهُمُ النَّارَ أَنْزِلْهُمْ مِنْ صَيَاصِيهِمْ أَمْكِنَّا مِنْ نَوَاصِيهِمْ آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ صَلَاةً يَشْهَدُ الْأَوَّلُونَ مَعَ الْأَبْرَارِ وَ سَيِّدِ الْمُتَّقِينَ وَ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ وَ قَائِدِ الْخَيْرِ وَ مِفْتَاحِ الرَّحْمَةِ اللَّهُمَّ رَبَّ الْبَيْتِ الْحَرَامِ وَ الشَّهْرِ الْحَرَامِ وَ رَبَّ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَ رَبَّ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ وَ رَبَّ الْحِلِّ وَ الْإِحْرَامِ أَبْلِغْ رُوحَ مُحَمَّدٍ مِنَّا التَّحِيَّةَ وَ السَّلَامَ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ سَلَامٌ عَلَيْكَ يَا أَمِينَ اللَّهِ سَلَامٌ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ فَهُوَ كَمَا وَصَفْتَهُ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ اللَّهُمَّ أَعْطِهِ أَفْضَلَ مَا سَأَلَكَ وَ أَفْضَلَ مَا سُئِلْتَ لَهُ وَ أَفْضَلَ مَا هُوَ مَسْئُولٌ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ..
و من تعقيب صلاة المغرب أيضا
مَا يَخْتَصُّ بِهَا مِنْ رِوَايَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنِ الصَّادِقِ ع فِي تَعْقِيبِ الْخَمْسِ الصَّلَوَاتِ الْمَفْرُوضَاتِ وَ هُوَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ الْبَشِيرِ النَّذِيرِ السِّرَاجِ الْمُنِيرِ الطُّهْرِ الطَّاهِرِ الْخَيْرِ الْفَاضِلِ خَاتَمِ أَنْبِيَائِكَ وَ سَيِّدِ أَصْفِيَائِكَ وَ خَالِصِ أَخِلَّائِكَ ذِي الْوَجْهِ الْجَمِيلِ وَ الشَّرَفِ الْأَصِيلِ وَ الْمُنِيرِ النَّبِيلِ وَ الْمَقَامِ الْمَحْمُودِ وَ الْمَنْهَلِ الْمَشْهُودِ وَ الْحَوْضِ الْمَوْرُودِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ كَمَا بَلَّغَ رِسَالَتَكَ وَ جَاهَدَ فِي سَبِيلِكَ وَ نَصَحَ لِأُمَّتِهِ وَ عَبَدَكَ حَتَّى أَتَاهُ الْيَقِينُ وَ صَلِّ عَلَى آلِهِ الطَّاهِرِينَ الْأَخْيَارِ الْأَتْقِيَاءِ الْأَبْرَارِ الَّذِينَ انْتَجَبْتَهُمْ لِدِينِكَ وَ اصْطَفَيْتَهُمْ مِنْ خَلْقِكَ وَ ائْتَمَنْتَهُمْ عَلَى وَحْيِكَ وَ جَعَلْتَهُمْ خُزَّانَ عِلْمِكَ وَ تَرَاجِمَةَ كَلِمَاتِكَ وَ أَعْلَامَ نُورِكَ وَ حَفَظَةَ سِرِّكَ وَ أَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرْتَهُمْ تَطْهِيراً اللَّهُمَّ انْفَعْنَا
بِحُبِّهِمْ وَ احْشُرْنَا فِي زُمْرَتِهِمْ وَ تَحْتَ لِوَائِهِمْ وَ لَا تُفَرِّقْ بَيْنَنَا وَ بَيْنَهُمْ وَ اجْعَلْنِي بِهِمْ عِنْدَكَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ الَّذِينَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي ذَهَبَ بِالنَّهَارِ بِقُدْرَتِهِ وَ جَاءَ بِاللَّيْلِ بِرَحْمَتِهِ خَلْقاً جَدِيداً وَ جَعَلَهُ لِبَاساً وَ سَكَناً وَ جَعَلَ اللَّيْلَ وَ النَّهَارَ دَائِبَيْنِ لِيُعْلَمَ بِهِمَا عَدَدُ السِّنِينَ وَ الْحِسَابُ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِقْبَالِ اللَّيْلِ وَ إِدْبَارِ النَّهَارِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَصْلِحْ لِي دِينِيَ الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي وَ أَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعِيشَتِي وَ أَصْلِحْ لِي آخِرَتِيَ الَّتِي إِلَيْهَا مُنْقَلَبِي وَ اجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ وَ اجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَ اكْفِنِي أَمْرَ دُنْيَايَ وَ آخِرَتِي بِمَا كَفَيْتَ بِهِ أَوْلِيَاءَكَ وَ خِيَرَتَكَ مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَ اصْرِفْ عَنِّي شَرَّهُمَا وَ وَفِّقْنِي لِمَا يُرْضِيكَ عَنِّي يَا كَرِيمُ أَمْسَيْتُ وَ الْمُلْكُ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ وَ مَا فِي اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ اللَّهُمَّ إِنِّي وَ هَذَا اللَّيْلَ وَ النَّهَارَ خَلْقَانِ مِنْ خَلْقِكَ فَاعْصِمْنِي فِيهِمَا بِقُوَّتِكَ وَ لَا تُرِهِمَا جُرْأَةً مِنِّي عَلَى مَعَاصِيكَ وَ لَا رُكُوباً مِنِّي لِمَحَارِمِكَ وَ اجْعَلْ عَمَلِي فِيهِمَا مَقْبُولًا وَ سَعْيِي مَشْكُوراً وَ يَسِّرْ لِي مَا أَخَافُ عُسْرَهُ وَ سَهِّلْ لِي مَا صَعُبَ عَلَيَّ أَمْرُهُ وَ اقْضِ لِي فِيهِ بِالْحُسْنَى وَ آمِنِّي مَكْرَكَ وَ لَا تَهْتِكْ عَنِّي سِتْرَكَ وَ لَا تُنْسِنِي ذِكْرَكَ وَ لَا تَحُلْ بَيْنِي وَ بَيْنَ حَوْلِكَ وَ قُوَّتِكَ وَ لَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً وَ لَا إِلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ يَا كَرِيمُ اللَّهُمَّ افْتَحْ مَسَامِعَ قَلْبِي لِذِكْرِكَ حَتَّى أَعِيَ وَحْيَكَ وَ أَتَّبِعَ كِتَابَكَ وَ أُصَدِّقَ رُسُلَكَ وَ أُومِنَ بِوَعْدِكَ وَ أَخَافَ وَعِيدَكَ وَ أُوفِيَ بِعَهْدِكَ وَ أَتَّبِعَ أَمْرَكَ وَ أَجْتَنِبَ نَهْيَكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لَا تَصْرِفْ عَنِّي وَجْهَكَ وَ لَا تَمْنَعْنِي فَضْلَكَ وَ لَا تَحْرِمْنِي عَفْوَكَ وَ اجْعَلْنِي أُوَالِي أَوْلِيَاءَكَ وَ أُعَادِي أَعْدَاءَكَ وَ ارْزُقْنِي الرَّهْبَةَ مِنْكَ وَ الرَّغْبَةَ إِلَيْكَ وَ الْخُشُوعَ وَ الْوَقَارَ وَ التَّسْلِيمَ لِأَمْرِكَ وَ التَّصْدِيقَ بِكِتَابِكَ وَ اتِّبَاعَ
سُنَّةِ نَبِيِّكَ ص اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ نَفْسٍ لَا تَقْنَعُ وَ بَطْنٍ لَا يَشْبَعُ وَ عَيْنٍ لَا تَدْمَعُ وَ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ وَ صَلَاةٍ لَا تُرْفَعُ وَ دُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ سُوءِ الْقَضَاءِ وَ دَرَكِ الشَّقَاءِ وَ جَهْدِ الْبَلَاءِ وَ شَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ وَ مِنْ عَمَلٍ لَا يُرْضَى وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ وَ الْفَقْرِ وَ الْقَهْرِ وَ الْغَدْرِ وَ مِنْ ضِيقِ الصَّدْرِ وَ مِنْ شَتَاتِ الْأَمْرِ وَ مِنَ الدَّاءِ الْعُضَالِ وَ غَلَبَةِ الرِّجَالِ وَ خَيْبَةِ الْمُنْقَلَبِ وَ سُوءِ النظر [الْمَنْظَرِ] فِي النَّفْسِ وَ الدِّينِ وَ الْأَهْلِ وَ الْمَالِ وَ الْوَلَدِ وَ عِنْدَ مُعَايَنَةِ الْمَوْتِ وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ إِنْسَانِ سَوْءٍ وَ جَارِ سَوْءٍ وَ قَرِينِ سَوْءٍ وَ يَوْمِ سَوْءٍ وَ سَاعَةِ سَوْءٍ وَ مِنْ شَرِّ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَ ما يَخْرُجُ مِنْها وَ مِنْ شَرِّ ما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَ ما يَعْرُجُ فِيها وَ مِنْ شَرِّ طَوَارِقِ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ إِلَّا طَارِقٌ يَطْرُقُ بِخَيْرٍ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ... فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي قَضَى عَنِّي صَلَاةً كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً .
فإذا فرغت من تعقيب صلاة المغرب فإن شئت أن تسجد سجدتي الشكر الآن فاسجدهما كما نذكره و إن شئت تؤخر سجدتي الشكر إلى ما بعد الفراغ من كل ما تعمله بين المغرب و بين العشاء الآخرة من صلوات و دعوات و تكون سجدة الشكر آخر ما تعمل فافعل سجدتي الشكر.
رَوَى أَبُو مُحَمَّدٍ هَارُونُ بْنُ مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عُقْدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ وَ رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي قُرَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَعْبَانَ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ
الْخَرَّازُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْأَحْوَلِ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع يَقُولُ وَ هُوَ سَاجِدٌ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ حَبِيبِكَ مُحَمَّدٍ ص إِلَّا بَدَّلْتَ سَيِّئَاتِي حَسَنَاتٍ وَ حَاسَبْتَنِي حِساباً يَسِيراً ثُمَّ قَالَ فِي الثَّانِيَةِ اللَّهُمَّ بِحَقِّ حَبِيبِكَ مُحَمَّدٍ ص إِلَّا كَفَيْتَنِي مَئُونَةَ الدُّنْيَا وَ كُلَّ هَوْلٍ دُونَ الْجَنَّةِ ثُمَّ قَالَ فِي الثَّالِثَةِ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ حَبِيبِكَ ص لَمَّا غَفَرْتَ لِيَ الْكَثِيرَ مِنَ الذُّنُوبِ وَ الْقَلِيلَ وَ قَبِلْتَ مِنْ عَمَلِي الْيَسِيرَ ثُمَّ قَالَ فِي الرَّابِعَةِ اللَّهُمَّ بِحَقِّ حَبِيبِكَ مُحَمَّدٍ ص لَمَّا أَدْخَلْتَنِي الْجَنَّةَ وَ جَعَلْتَنِي مِنْ سُكَّانِهَا وَ لَمَّا نَجَّيْتَنِي مِنْ سَفَعَاتِ النَّارِ بِرَحْمَتِكَ.
هذا آخر الرواية المذكورة فإن خطر لأحد أن هذه الرواية ما تضمنت أن هاتين سجدتي الشكر لأجل صلاة المغرب فيقال له إن إيراد أصحابنا الرواة لذلك في سجدتي الشكر بعد المغرب و تعيينهم أن هاتين السجدتين للمغرب تقتضي أن يكونوا عرفوا ذلك من طريق آخر و قد قدمنا عقيب سجدة الظهر ما يقال و يعمل عند رفع رأسه فيعمل من ذلك بما يكون عاما في سائر سجدة الشكر للفرائض
الفصل الخامس و العشرون فيما نذكره من صلوات بين نوافل المغرب و بين صلاة عشاء الآخرة و فضل ذلك
ذكر فضل التطوع بين العشاءين